×

الكتاب: مكارم الأخلاق وفضائلها

الوصف: أكثر من ثلاثة آلاف حديث حول الأخلاق الحسنة والترغيب فيها

السلسلة: سنة بلا مذاهب

المؤلف: د. نور الدين أبو لحية

الناشر: دار الأنوار للنشر والتوزيع

الطبعة: الأولى، 1442 هـ

عدد الصفحات: 503

الكتاب موافق للمطبوع

صيغة: pdf

صيغة: docx

ISBN: 978-620-3-85890-7

لمطالعة الكتاب من تطبيق مؤلفاتي المجاني وهو أحسن وأيسر: هنا

التعريف بالكتاب

يجمع هذا الكتاب أكثر من 3000 حديث من المصادر السنية والشيعية حول [مكارم الأخلاق وفضائها]، ونقصد بها ما ورد من الأحاديث في الأخلاق الحسنة، أو الصفات النفسية الراسخة التي تصدر عنها المواقف والأعمال الصالحة بسهولة ويسر.

وسر ترتيبه بعد الكتاب السابق المرتبط بالسلوك الروحي هو كون الأخلاق الحسنة هي الثمرة الأولى لذلك السلوك؛ فمن عرف ربه، وتواصل معه، رزقه الله من الأدب والأخلاق، ما يكون دليلا على ذلك التواصل.

ولهذا كان القرآن الكريم كله كتاب أخلاق، حتى آياته المرتبطة بالأحكام الفقهية، أو بالقصص، أو بالتعريف بالله تعالى؛ فكل ذلك مما يثمر في التالي المتدبر له المعاني العميقة المرتبطة بالأخلاق.

ولهذا كان في الرجوع إلى النبوة والإمامة في هذا المجال توضيحا لتلك المعاني القرآنية الجميلة، أو تجسيد لها؛ وذلك ما ييسر ترسيخها في النفس؛ فهي تفر من كل شيء نظري مجرد ما لم يكن له في الواقع ما يثبته أو يدل عليه.

بناء على هذا حاولنا أن نجمع في هذا الكتاب أكثر ما ورد في المصادر السنية والشيعية من الأحاديث المرتبطة بالأخلاق الحسنة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (11)

المقدمة

يجمع هذا الكتاب أكثر من 3000 حديث من المصادر السنية والشيعية حول [مكارم الأخلاق وفضائها]، ونقصد بها ما ورد من الأحاديث في الأخلاق الحسنة، أو الصفات النفسية الراسخة التي تصدر عنها المواقف والأعمال الصالحة بسهولة ويسر.

وسر ترتيبه بعد الكتاب السابق المرتبط بالسلوك الروحي هو كون الأخلاق الحسنة هي الثمرة الأولى لذلك السلوك؛ فمن عرف ربه، وتواصل معه، رزقه الله من الأدب والأخلاق، ما يكون دليلا على ذلك التواصل.

ولهذا كان القرآن الكريم كله كتاب أخلاق، حتى آياته المرتبطة بالأحكام الفقهية، أو بالقصص، أو بالتعريف بالله تعالى؛ فكل ذلك مما يثمر في التالي المتدبر له المعاني العميقة المرتبطة بالأخلاق.

ولنبدأ بأول القرآن الكريم؛ فإذا قرأ القارئ في سورة الفاتحة: {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 1 - 4] [الفاتحة: 1 - 4] وتدبرها بصدق؛ فإنها ـ كما تثمر فيه معرفة بربه، وتواصلا روحيا معه ـ تثمر فيه كذلك الكثير من الأخلاق الطيبة؛ وأولها أن يقتدي بربه في الرحمة الشاملة الواسعة، وأن تكون كل تصرفاته وسلوكاته منطلقة منها؛ وهذا ما يجعله سليم القلب، بعيدا عن الأحقاد وكل الأمراض النفسية.

وهكذا إن حمد ربه؛ فإنه سيعلم أن كل نعمة من النعم بما فيها نعمة الهداية فضل إلهي عليه، وذلك ما يجعله متواضعا في نفسه، ومتواضعا مع الخلق؛ فلا يستعلي عليهم، ولا يستكبر، بل يسعى لأن يتحلى بكل الأخلاق العالية التي تجعله محمودا منهم، ليقتدي بربه في ذلك..

مكارم الأخلاق وفضائلها (12)

وهكذا يمكننا أن نقرأ القرآن الكريم كله من هذه الزاوية؛ ولذلك وُصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن (خلقه القرآن)، أو بكونه القرآن الناطق، ومثل ذلك أئمة الهدى من بعده؛ فلم يكن لهم ذلك الفضل إلا لتحليهم بالقيم القرآنية في أجمل صورها، وهو ما أشار إليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم عند الوصية بهم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) (1)

ولهذا كان في الرجوع إلى النبوة والإمامة في هذا المجال توضيحا لتلك المعاني القرآنية الجميلة، أو تجسيدا لها؛ وذلك ما ييسر ترسيخها في النفس؛ فهي تفر من كل شيء نظري مجرد ما لم يكن له في الواقع ما يثبته أو يدل عليه.

بناء على هذا حاولنا أن نجمع في هذا الكتاب أكثر ما ورد في المصادر السنية والشيعية من الأحاديث المرتبطة بالأخلاق، وقد قسمناها إلى ما يلي:

1. حسن الخلق.

2. العقل والحكمة

3. المروءة والفتوة

4. السخاء والكرم

5. الرفق والسماحة

6. المداراة والتقية

7. الرأفة والرحمة

8. أداء الأمانة

9.

10.

__________

(1) رواه الترمذي (3788).

مكارم الأخلاق وفضائلها (13)

11. التواضع والانكسار

12. الحلم والعفو

13. الحياء والعفاف

14. الشجاعة والتضحية

15. الصدق والوفاء

16. الثناء والمكافأة

وهذا لا يعني انحصارها في هذه الأقسام، ذلك أن كل خلق منها قد يحوي أخلاقا عديدة، كما فصلنا ذلك في سلسلة [التزكية والترقية]، وحرصا على عدم تقطيع الأحاديث؛ فقد اكتفينا بالعناوين العامة لكل خلق، دون العناوين الفرعية، التي قد تضطرنا لتقسيم الحديث، وهو ما قد يسيء فهمه، ولهذا اكتفينا بتقسم الفصول بحسب من وردت عنهم تلك الروايات؛ ومن خلالها يمكن أخذ صورة عامة، بل مفصلة لكل خلق من الأخلاق.

مكارم الأخلاق وفضائلها (14)

حسن الخلق

نريد بحسن الخلق هنا: اجتماع جميع الأخلاق التي ورد في وصايا النبوة والإمامة الدعوة إليها، ذلك أنه لا يمكن أن يوصف شخص ما بكونه صاحب خلق حسن ما لم تتوفر فيه جميعا، ولهذا وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الصفة؛ فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]

وبذلك يمكن اعتبار حسن الخلق هو المرتبة العليا للأخلاق، لأنها تجتمع فيه جميعا؛ فالسالك الذي يهذب نفسه، ويجاهدها لتتحلى بالأخلاق الحسنة، يكتسب في كل مجاهدة خلقا جديدا إلى أن تنسجم الأخلاق مع بعضها جميعا في هذه الصفة التي أطلق عليها في القرآن الكريم [الخلق العظيم]، وتعارف البشر جميعا على تسميتها [الخلق الحسن]

ولهذا لا يمكن أن يعتبر أي أحد من الناس قدوة، ولا أسوة، إلا إذا كان صاحب خلق حسن؛ ذلك أن الاقتداء بمن لم يكن كذلك يجعل المقتدي عرضة للتحلي بالأخلاق السيئة من حيث لا يشعر.

ولهذا كانت العصمة ضرورية في كل من يقتدى بهم، وإلا اقتدى الناس بمن يضلونهم سواء السبيل، وقد قال الله تعالى بعد ذكره لرسله عليهم السلام: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]

ومثل ذلك قال في رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]

ومثل ذلك فيما ورد في شأن الإمامة؛ فقد أخبر الله تعالى أنه لن ينالها إلا من توفر فيهم الكمال الخلقي، كما قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124]

مكارم الأخلاق وفضائلها (15)

فهذه الآية الكريمة تشير إلى أنه لا يمكن لأي شخص أن ينال هذا المنصب العظيم ما لم يكن مجانبا لكل أنواع الظلم دقيقه وجليله، وهو ما يعني تحليه بكل الأخلاق الحسنة، وفي أوج كمالها، ذلك أن كل خلق سيء هو صورة من صور الظلم؛ فالظلم هو وضع الأشياء في غير مواضعها، وهكذا السلوك الخبيث، هو عبارة عن تصرف لا يتناسب مع ما أراده الله منا ورضيه لنا.

بناء على هذا، سنذكر هنا ما ورد من الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو عن أئمة الهدى في أهمية الأخلاق وفضلها وضرورتها وكونها ركنا أساسيا من أركان الدين.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتّق الله حيثما كنت، وأتبع السّيّئة الحسنة تمحها، وخالق النّاس بخلق حسن) (1)

[الحديث: 2] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا، فقال له: ماذا عملت في الدّنيا؟ {وَلَا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا} [النساء: 42] قال: يا ربّ آتيتني مالك، فكنت أبايع النّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسّر على الموسر وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحقّ بذا منك، تجاوزوا عن عبدي) (2)

[الحديث: 3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا) (3)

[الحديث: 4] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء وإنْ

__________

(1) الترمذي (1987)

(2) البخاري (3480) ومسلم 3 (1560)

(3) الترمذي (1162) وأحمد (2/ 250، 472)

مكارم الأخلاق وفضائلها (16)

كان محقّا، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وإنْ كان مازحا، وببيت في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه) (1)

[الحديث: 5] سئلت عائشة: أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: أليس تقرأ القرآن؟ قال السائل: بلى، قالت: (فإنّ خلق نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم كان القرآن) (2)

[الحديث: 6] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله عزّ وجلّ يعطي الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدّين إلّا لمن أحبّ، فمن أعطاه الله الدّين فقد أحبّه، والّذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه)، قالوا: وما بوائقه يا نبيّ الله! قال: (غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدّق به فيقبل منه، ولا يترك خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار. إنّ الله عزّ وجلّ لا يمحو السّيّ ء بالسّيّ ء ولكن يمحو السّيّ ء بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث) (3)

[الحديث: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم) (4)

[الحديث: 8] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما بعثت لأتمّم صالح الأخلاق) (5)

[الحديث: 9] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من أحبّكم إلى وأقربكم منّي مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إليّ، وأبعدكم منّي مجلسا يوم القيامة، الثّرثارون والمتشدّقون والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثّرثارون والمتشدّقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبّرون) (6)

__________

(1) أبو داود (4800)

(2) مسلم (746)

(3) أحمد (1/ 387) والحاكم (1/ 33، 34 و(4/ 165)

(4) أبو داود (4798)

(5) أحمد (2/ 381) والحاكم (2/ 613)

(6) رواه الترمذي (2018)

مكارم الأخلاق وفضائلها (17)

[الحديث: 10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطّلع عليه النّاس) (1)

[الحديث: 11] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل النّاس النّار؟ فقال: (الفم والفرج) (2)

[الحديث: 12] عن معاذ بن جبل قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: (أحسن خلقك للنّاس يا معاذ بن جبل) (3)

[الحديث: 13] عن ابن عبّاس قال: لمّا بلغ أبا ذرّ مبعث النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتّى قدمه وسمع من قوله ثمّ رجع إلى أبي ذرّ فقال له: (رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشّعر..) (4)

[الحديث: 14] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ الله ليبغض الفاحش البذي ء) (5)

[الحديث: 15] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة) (6)

[الحديث: 16] عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحسن النّاس خلقا فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: والله لا أذهب ـ وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ فخرجت حتّى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السّوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه ـ وهو يضحك ـ فقال: (يا أنيس، اذهب حيث أمرتك) قلت: نعم، أنا أذهب

__________

(1) مسلم (2553)

(2) الترمذي 4 (2004)

(3) الموطأ (2/ 902)

(4) البخاري (3861) ومسلم (2474)

(5) الترمذي 4/ 2002)

(6) الترمذي 4 (2003) وأبو داود رقم 4799.

مكارم الأخلاق وفضائلها (18)

يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين، ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشى ء تركت: هلّا فعلت كذا وكذا) (1)

[الحديث: 17] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتّى تختلطوا بالنّاس، من أجل أن يحزنه) (2)

[الحديث: 18] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصّدقة) قالوا: بلى، قال: (صلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة) (3)

[الحديث: 19] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النّار أو بمن تحرم عليه النّار: على كلّ قريب هيّن سهل) (4)

[الحديث: 20] عن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزنيّ وهو من أهل بيعة الرّضوان أنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدوّ الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم؟ فآتي النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبره فقال: (يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربّك) فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أأغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخيّ) (5)

[الحديث: 21] عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأشجّ عبد القيس: (إنّ فيك خصلتين يحبّهما الله: الحلم والأناة) (6)

[الحديث: 22] عن عياض بن حمار المجاشعيّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله أوحي إلى أن تواضعوا حتّى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد) (7)

[الحديث: 23] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما مثل الجليس الصّالح والجليس السّوء،

__________

(1) أبو داود (4773).

(2) البخاري (6288)، ومسلم 4 (2184)

(3) الترمذي 4 (2509)

(4) الترمذي 4 (2488)

(5) مسلم (2504)

(6) مسلم (17)

(7) مسلم (2865)

مكارم الأخلاق وفضائلها (19)

كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك، وإمّا أن تبتاع منه، وإمّا أن تجد منه ريحا طيّبة، ونافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك، وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة) (1)

[الحديث: 24] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كان تاجر يداين النّاس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعلّ الله أن يتجاوز عنّا، فتجاوز الله عنه) (2)

[الحديث: 25] عن أسامة بن زيد قال: (كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصطبرون على الأذى، قال الله تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]، وقال الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أهل الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]، وكان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يتأوّل العفو ما أمره الله به حتّى أذن الله فيهم) (3)

[الحديث: 26] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (4)

[الحديث: 27] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام) (5)

[الحديث: 28] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) (6)

[الحديث: 29] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مرّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال:

__________

(1) البخاري (2101) ومسلم (2628)

(2) البخاري (2078) واللفظ له، ومسلم (1562)

(3) البخاري (4566)

(4) مسلم (2626)

(5) البخاري (6077)، ومسلم (2560)

(6) مسلم (1469)

مكارم الأخلاق وفضائلها (20)

والله لأنحّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنّة) (1)

[الحديث: 30] عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه رداء نجرانيّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيّ، فجبذ بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أثّرت فيها حاشية الرّداء من شدّة جبذته، ثمّ قال: يا محمّد مر لي من مال الله الّذي عندك. فالتفت إليه، فضحك، ثمّ أمر له بعطاء (2).

[الحديث: 31] عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة: ما كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصنع في أهله؟ قالت: (كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصّلاة قام إلى الصّلاة) (3)

[الحديث: 32] عن أبي هريرة قال: (ما عاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طعاما قطّ، إن اشتهاه أكله، وإلّا تركه) (4)

[الحديث: 33] عن عائشة قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قطّ بيده ولا امرأة ولا خادما إلّا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قطّ فينتقم من صاحبه إلّا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عزّ وجلّ) (5)

[الحديث: 34] عن عائشة قالت: (ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أمرين إلّا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد النّاس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه في شيء قطّ، إلّا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله) (6)

[الحديث: 35] عن أنس بن مالك قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينحّي رأسه حتّى يكون الرّجل هو الّذي ينحّي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتّى يكون الرّجل هو الّذي يدع يده (7).

__________

(1) مسلم (1914)

(2) البخاري (6088)، ومسلم (1057)

(3) البخاري (6039)

(4) البخاري (3563)

(5) مسلم (2328)

(6) البخاري (6126) ومسلم (2327)

(7) أبو داود (4794)

مكارم الأخلاق وفضائلها (21)

[الحديث: 36] عن أنس بن مالك قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا استقبله الرّجل فصافحه لا ينزع يده من يده، حتّى يكون الرّجل الّذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتّى يكون الرّجل هو الّذي يصرفه، ولم ير مقدّما ركبتيه بين يدي جليس له (1).

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 37] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (2)

[الحديث: 38] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم) (3)

[الحديث: 39] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق) (4)

[الحديث: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا بني عبد المطّلب إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر) (5)

[الحديث: 41] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، والله إنّي لأعلم أنّكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن بالطلاقة وحسن الخلق.. رحم الله كلّ سهل طلق) (6)

[الحديث: 42] قال جرير بن عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّك امرئ قد أحسن الله خلقك، فأحسن خلقك) (7)

[الحديث: 43] قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني قال: (اتّق الله حيث كنت) قال: زدني، قال: (اتبع السيّئة الحسنة تمحها) قال: زدني قال: (خالط الناس بحسن الخلق) (8)

[الحديث: 44] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله اختار الإسلام دينا، فأحسنوا صحبته

__________

(1) الترمذي (2490)

(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1 ص 89.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 281.

(4) إرشاد القلوب ص 134.

(5) مشكاة الأنوار ص 222.

(6) كتاب الزهد ص 28.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 89.

مكارم الأخلاق وفضائلها (22)

بالسخاء وحسن الخلق، فإنّه لا يصلح إلّا بهما) (1)

[الحديث: 45] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ المؤمنين أكملهم إيمانا؟ قال: (أحسنهم خلقا) (2)

[الحديث: 46] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) (3)

[الحديث: 47] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم) (4)

[الحديث: 48] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإنّما المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) (5)

[الحديث: 49] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الناس إيمانا احسنهم خلقا، وأصلح الناس أنصحهم للناس، وخير الناس من انتفع به الناس) (6)

[الحديث: 50] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق نصف الدين) (7)

[الحديث: 51] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بين يديه فقال: يا رسول الله ما الدّين؟ فقال: (حسن الخلق)، ثمّ أتاه عن يمينه فقال: ما الدّين؟ فقال: (حسن الخلق)، ثمّ أتاه من قبل شماله فقال: ما الدين؟ فقال: (حسن الخلق)، ثمّ أتاه من ورائه فقال ما الدين؟ فالتفت إليه وقال: (أما تفقّه.. الدين هو أن لا تغضب) (8)

[الحديث: 52] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: إنّ هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلّا السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما صحبتموه) (9)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 221.

(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 153.

(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 139.

(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 6.

(5) جامع الاخبار ص 107.

(6) روضة الواعظين ج 2 ص 376.

(7) الخصال ج 1 ص 30.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 89.

(9) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 170.

مكارم الأخلاق وفضائلها (23)

[الحديث: 53] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي) (1)

[الحديث: 54] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر) (2)

[الحديث: 55] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب قال في آخر خطبته: (طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيّته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وأنصف الناس من نفسه) (3)

[الحديث: 56] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب قال في آخر خطبته: (أيّها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن حسنت خليقته، وصلحت سريرته، وعزل عن الناس شرّه، طوبى لمن تواضع في غير معصية، وذلّ من غير مسكنة، وخالط أهل الفقه والرحمة، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل في كلامه) (4)

[الحديث: 57] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان حسن الخلق، وإطعام الطعام) (5)

[الحديث: 58] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنّ مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة: الإيمان أصلها، والزكاة فرعها، والصلاة ماؤها، والصيام عروقها، وحسن الخلق ورقها، والإخاء في الدين لقاحها، والحياء لحاؤها، والكفّ عن محارم الله ثمرتها، فكما لا تكمل الشجرة إلّا بثمرة طيبة، كذلك لا يكمل الإيمان إلّا بالكفّ عن محارم الله..) (6)

[الحديث: 59] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من إسلام المرء: حسن خلقه، وترك ما لا يعنيه) (7)

__________

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 38.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(3) الاختصاص ص 228.

(4) نزهة الناظر ص 36.

(5) المحاسن ص 389.

(6) جامع الأخبار ص 178.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن زهد رسول الله (.

مكارم الأخلاق وفضائلها (24)

[الحديث: 60] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا اخبركم بأشبهكم بي خلقا: أحسنكم خلقا، وأعظمكم حلما، وأبرّكم لقرابته، وأشدّكم من نفسه إنصافا) (1)

[الحديث: 61] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا اخبركم بأشبهكم بي: أحسنكم خلقا، وألينكم كنفا، وأبرّكم بقرابته، وأشدّكم حبّا لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحقّ، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفوا، وأشدّكم من نفسه إنصافا في الرضا والغضب) (2)

[الحديث: 62] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإنّي سمعت جبريل عليه السّلام يقول: إنّ المكر والخديعة في النار) (3)

[الحديث: 63] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منّا من غشّ مسلما، وليس منّا من خان مسلما) (4)

[الحديث: 64] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ جبريل الروح الأمين نزل عليّ فقال: يا محمّد عليك بحسن الخلق، فإنّه يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقا) (5)

[الحديث: 65] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة: أحسنكم خلقا، وخيركم لأهله) (6)

[الحديث: 66] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم منّي مجلسا في الجنّة، أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافهم، الّذين يألفون ويؤلفون) (7)

[الحديث: 67] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم منّي غدا أحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (8)

__________

(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 240.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 50.

(4) عيون الأخبار ج 2 ص 50.

(5) عيون الأخبار ج 2 ص 50.

(6) عيون الأخبار ج 2 ص 38.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83.

(8) كتاب الزهد ص 28.

مكارم الأخلاق وفضائلها (25)

[الحديث: 68] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أقربكم منّي غدا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا، وأدّاكم للأمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (1)

[الحديث: 69] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإنّ أبغضكم إلى وأبعدكم منّي ومن الله مجلسا شاهد زور) (2)

[الحديث: 70] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم غدا منّي في الموقف أصدقكم للحديث، وأدّاكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (3)

[الحديث: 71] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقربكم غدا منّي مجلسا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا، وأحسنكم خلقا) (4)

[الحديث: 72] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّكم إلى وأقربكم منّي يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا وأشدّكم تواضعا، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون، وهم المستكبرون) (5)

[الحديث: 73] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه) (6)

[الحديث: 74] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أدناكم منّي، وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس) (7)

[الحديث: 75] عن بحر السقّاء قال: قال لي الإمام الصادق: (يا بحر حسن الخلق يسر) ثمّ قال: (ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة) قلت: بلى، قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالس في المسجد، إذ جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم،

__________

(1) أمالي الصدوق ص 508.

(2) بحار الأنوار ج 101 ص 310 عن كتاب الغايات.

(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 233.

(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(5) قرب الإسناد ص 22.

(6) قرب الإسناد ص 22.

(7) الأشعثيّات ص 150.

مكارم الأخلاق وفضائلها (26)

فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم تقل شيئا ولم يقل لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا حتّى فعلت ذلك ثلاث مرّات، فقام لها رسول الله في الرابعة وهي خلفه، فأخذت هدبة من ثوبه ثمّ رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل، حبست رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث مرّات، لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا، ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إنّ لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه، ليستشفي بها، فلمّا أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني وأكره أن أستأمره في أخذها، فأخذتها) (1)

[الحديث: 76] روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قد لبس بردا نجرانيا ذا حاشية قوية، فبينما هو يمشي إذ جذبه أعرابي من خلفه، فجرت في عنقه فقال له: أعطني عطائي يا محمّد. فالتفت إليه مبتسما، وأمر له بعطائه، فنزل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]) (2)

[الحديث: 77] عن الإمام عليّ: أنّ يهوديّا يقال له جويحر، كان له على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دنانير، فيتقاضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يا يهودي: ما عندي ما أعطيك فقال: إنّي لا أفارقك يا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم حتّى تعطيني، فقال: إذا أجلس معك، فجلس معه، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتهدّدونه ويتوعّدونه، ففطن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما الّذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهوديّ يحبسك، فقال: لم يبعثني ربّي تبارك وتعالى أظلم معاهدا ولا غيره. فلمّا ترحل النهار قال اليهوديّ: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الّذي فعلت إلّا لأنظر إلى نعتك في التوراة فإنّي قرأت في التوراة: محمّد بن عبد الله مولده بمكّة، ومهاجره بطيّبة، وملكه بالشام، وليس بفظّ ولا

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 102.

(2) إرشاد القلوب ص 133.

مكارم الأخلاق وفضائلها (27)

غليظ ولا سحّاب في الأسواق ولا مترمّن بالفحش ولا قول الخنا، أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، وهذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله تعالى، وكان اليهودي كثير المال) (1)

[الحديث: 78] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقان يحبّهما الله: السخاء وحسن الخلق، وخلقان يبغضهما الله: البخل وسوء الخلق، ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (2)

[الحديث: 79] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جبّل وليّ الله إلّا على السخاء وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 80] عن الإمام الصادق أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل: (أخبرني جبريل عليه السّلام عن الله تعالى جلّ ذكره: أنّ فيك خمس خصال يحبّها الله ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة)، فأسلم الرجل وحسن إسلامه) (4)

[الحديث: 81] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ هذه الأخلاق منائح من الله، فإذا أحبّ الله عبدا منحه خلقا حسنا، وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيّئا) (5)

[الحديث: 82] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا، رزقهم الرفق في المعيشة وحسن الخلق) (6)

[الحديث: 83] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق وصلة الرحم وبرّ القرابة، تزيد في الأعمار وتعمر الديار ولو كان القوم فجّارا) (7)

[الحديث: 84] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ حسن الخلق يثبت المودّة، وحسن البشر

__________

(1) الأشعثيّات ص 182.

(2) إرشاد القلوب ص 137.

(3) الأشعثيّات ص 151.

(4) قصص الأنبياء ص 307.

(5) نزهة الناظر ص 22.

(6) كتاب الزهد ص 27.

(7) نزهة الناظر ص 14.

مكارم الأخلاق وفضائلها (28)

يذهب بالسخيمة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة، فاستنزلوا الرزق بالصدقة، وإيّاكم أن يمنع أحدكم من ذي حقّ حقّه، فينفق مثله في معصيته) (1)

[الحديث: 85] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفاضلكم أحسنكم أخلاقا، الموطّؤون أكنافا، الذّين يألفون ويؤلفون، وتوطّأ رحالهم) (2)

[الحديث: 86] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خياركم أحاسنكم أخلاقا، الّذين يألفون ويؤلفون) (3)

[الحديث: 87] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أحسن من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكّر) (4)

[الحديث: 88] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق) (5)

[الحديث: 89] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سعادة المرء حسن الخلق، ومن شقاوته سوء الخلق) (6)

[الحديث: 90] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يمن، وشرّ الخلق نكد، والصدقة تدفع ميتة السوء) (7)

[الحديث: 91] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الوشيك الرضا البعيد الغضب من أحسن الخلق خلقا) (8)

[الحديث: 92] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيّها الناس إنّي أعلم أنّكم لن تسعوا الناس

__________

(1) إرشاد القلوب ص 133.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 102.

(3) تحف العقول ص 45.

(4) تحف العقول ص 6.

(5) إرشاد القلوب ص 141.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(7) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن (زهد النبي ().

(8) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن (زهد النبي ().

مكارم الأخلاق وفضائلها (29)

بأموالكم، ولكن بالطلاقة وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 93] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكرمكم في الجاهلية أكرمكم في الإسلام)، قال الإمام الباقر بعد روايته للحديث: (إنّما يعنى من كان في الجاهلية أحسنهم خلقا، وأسخاهم كفّا، وأحسنهم جوارا، وأكفّهم أذى، وأقربهم من الناس، فلن يزيده الإسلام إلّا عزّا) (2)

[الحديث: 94] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله تعالى إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل: السمح يسامح، والكريم يكارم، وعبد الشكس فاجتنبوه) (3)

[الحديث: 95] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مروءة الرجل خلقه) (4)

[الحديث: 96] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يثبت المودّة) (5)

[الحديث: 97] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (6)

[الحديث: 98] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو علم العبد ماله في حسن الخلق، لعلم أنّه يحتاج إلى أن يكون له حسن الخلق) (7)

[الحديث: 99] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا) (8)

[الحديث: 100] قيل: يا رسول الله ما الشؤم؟ قال: (سوء الخلق) (9)

[الحديث: 101] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جبل الله أولياءه على السخاء) قالوا: يا رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: (السخاء وحسن الخلق فالزموهما تفوزوا) (10)

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن (زهد النبي ().

(2) مشكاة الأنوار ص 239.

(3) الأشعثيّات ص 151.

(4) مشكاة الأنوار ص 223.

(5) تحف العقول ص 45.

(6) الخصال ج 1 ص 124.

(7) صحيفة الرضا ص 35.

(8) نزهة الناظر ص 36.

(9) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 89.

(10) إرشاد القلوب ص 137.

مكارم الأخلاق وفضائلها (30)

[الحديث: 102] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ الأعمال أفضل؟ قال: (حسن الخلق) (1)

[الحديث: 103] قيل: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ فقال: (السخاء، وحسن الخلق فالزموهما تفوزوا) (2)

[الحديث: 104] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على منبره: (والله الّذي لا إله إلّا هو ما أعطي مؤمنا خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله، ورجائه، وحسن خلقه، والكفّ عن اغتياب المؤمنين) (3)

[الحديث: 105] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبئكم بخياركم: أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا، الّذين يألفون ويؤلفون) (4)

[الحديث: 106] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّكم إلى الله احاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الّذين يألفون ويؤلفون.. وأبغضكم إلى الله المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الإخوان، الملتمسون لأهل البراء العثرات) (5)

[الحديث: 107] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اصطحب قوم في وجه لله فيه رضا، إلّا كان أعظمهم أجرا أحسنهم خلقا، وإنْ كان فيهم من هو أشدّ اجتهادا منه) (6)

[الحديث: 108] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم تكنّ فيه لم يتمّ عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (7)

[الحديث: 109] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه أو واحدة منهنّ، فلا تعتدنّ بشيء من عمله: تقوى يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس) (8)

__________

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(2) إرشاد القلوب ص 137.

(3) جامع الأخبار ص 98.

(4) كتاب الزهد ص 30.

(5) عوالي اللآلئ ج 1 ص 100.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 250.

(7) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.

(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

مكارم الأخلاق وفضائلها (31)

[الحديث: 110] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه: ابن آدم اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإنّ انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك، واعلم أنّ الخلق الحسن يذيب السيّئة كما تذيب الشمس الجليد، وإنّ الخلق السيّء يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل) (1)

[الحديث: 111] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الخلق الحسن يذيب الذنوب كما تذيب الشمس الجمد، وإنّ الخلق السيء ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل) (2)

[الحديث: 112] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يزيد في الرزق) (3)

[الحديث: 113] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو علم الرجل ماله في حسن الخلق، لعلم أنّه المحتاج إلى حسن الخلق، فإنّ حسن الخلق يذيب الذنوب كما يذيب الماء الملح) (4)

[الحديث: 114] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما حسّن الله خلق امرؤ وخلقه فيطعمه النار) (5)

[الحديث: 115] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم)، فقيل له: ما أفضل ما أعطي العبد قال: (حسن الخلق) (6)

[الحديث: 116] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، وإنّه ليكتب جبّارا ولا يملك إلّا أهله) (7)

[الحديث: 117] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو كان حسن الخلق خلقا يرى ما كان شيء أحسن خلقا منه، ولو كان سوء الخلق خلقا يرى ما كان شيء أسوء خلقا منه.. وإنّ الله ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصائم القائم) (8)

__________

(1) كنز الفوائد ج 1 ص 135.

(2) مشكاة الأنوار ص 221.

(3) مشكاة الأنوار ص 221.

(4) جامع الأخبار ص 107.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 90.

(6) تحف العقول ص 45.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 228.

(8) كتاب الزهد ص 26.

مكارم الأخلاق وفضائلها (32)

[الحديث: 118] قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ المؤمنين أفضل؟ قال: (من لم يكن في قلبه غشّ لمؤمن ولا حسد له) قيل: ثمّ من؟ قال: (الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة) قيل: ثمّ من؟ قال: (الخلق الحسن) (1)

[الحديث: 119] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه، ومن حسن خلقه بلغه الله درجة الصائم القائم) (2)

[الحديث: 120] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم) (3)

[الحديث: 121] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو يعلم العبد ماله في حسن الخلق، لعلم أنّه يحتاج أن يكون له حسن الخلق) (4)

[الحديث: 122] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدّلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر) (5)

[الحديث: 123] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ خياركم اولو النّهى)، قيل: يا رسول الله ومن اولو النّهى؟ قال: (هم اولو الأخلاق الحسنة والأحلام الرّزينة، وصلة الأرحام والبررة بالأمهات والآباء، والمتعاهدين للفقراء والجيران واليتامى، ويطعمون الطعام، ويفشون السّلام في العالم، ويصلّون والناس نيام غافلون) (6)

[الحديث: 124] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن حسّن مع الناس خلقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شرّه) (7)

[الحديث: 125] عن جابر قال: أقبل العبّاس ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان

__________

(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن زهد رسول الله (.

(2) عيون الأخبار ج 2 ص 71.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 100.

(4) صحيفة الإمام الرضا ص 35.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 107.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 240.

(7) روضة الكافي ج 1 ص 247.

مكارم الأخلاق وفضائلها (33)

حسن الجسم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبسّم إليه فقال: (إنّك يا عمّ الجميل) فقال العبّاس: ما الجمال بالرجال يا رسول الله؟ قال: (صواب القول بالحقّ) قال: فما الكمال؟ قال: (تقوى الله عزّ وجلّ وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 126] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما عظيم أجرهما لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 127] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن) (3)

[الحديث: 128] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخلق الحسن ألطف شيء في الدين، وأثقل شيء في الميزان.. وسوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل، وإن ارتقى في الدرجات فمصيره إلى الهوان) (4)

[الحديث: 129] قال رسول الله: (ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخلق، وإنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصالحين) (5)

[الحديث: 130] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين: طول الصمت، وحسن الخلق) (6)

[الحديث: 131] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: (ألا اعلّمك عملا ثقيلا في الميزان خفيفا على اللسان) قال: بلى يا رسول الله، قال: (الصمت وحسن الخلق وترك ما لا يعنيك) (7)

[الحديث: 132] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل

__________

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 111.

(2) أعلام الدين ص 336.

(3) الأشعثيّات ص 150.

(4) مصباح الشريعة ص 40.

(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83.

(6) مستدرك الوسائل ج 2 ص 83 عن زهد رسول الله (.

(7) إرشاد القلوب ص 104.

مكارم الأخلاق وفضائلها (34)

من حسن الخلق) (1)

[الحديث: 133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خلقه) (2)

[الحديث: 134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بحسن الخلق، فإنّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم وسوء الخلق، فإنّ سوء الخلق في النار لا محالة) (3)

[الحديث: 135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما تلج به أمتي في النار الأجوفان: البطن، والفرج وأكثر ما تلج به أمتي في الجنّة: تقوى الله وحسن الخلق) (4)

[الحديث: 136] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما تلج به أمتي الجنّة تقوى الله وحسن الخلق) (5)

[الحديث: 137] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما يدخل الناس الجنّة تقوى الله وحسن الخلق، وخير ما أعطي الإنسان الخلق الحسن، وخير الزاد ما صحبه التقوى، وخير القول ما صدّقه الفعل) (6)

[الحديث: 138] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ بهنّ دخل الجنّة من أيّ باب شاء: من حسن خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإنْ كان محقّا) (7)

[الحديث: 139] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أكثر ما يدخل الجنّة، قال: (تقوى الله عزّ وجلّ وحسن الخلق) (8)

[الحديث: 140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه، بينه

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 99.

(2) قرب الإسناد ص 22.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 31.

(4) الأشعثيّات ص 105.

(5) الأشعثيّات ص 105.

(6) إرشاد القلوب ص 194.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 300.

(8) جامع الأخبار ص 107.

مكارم الأخلاق وفضائلها (35)

وبين رحمة الله حجاب، فجاءه حسن خلقه، فأخذه بيده، وأدخله في رحمة الله) (1)

[الحديث: 141] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة وبيت في وسط الجنّة وبيت في أعلى الجنّة لمن ترك المراء وإنْ كان محقّا، ولمن ترك الكذب وإنْ كان هازلا، ولمن حسن خلقه) (2)

[الحديث: 142] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا زعيم بيت في الجنّة لمن حسن خلقه مع الناس، وترك الكذب في المزاح والجدّ، وترك المراء وهو حقّ) (3)

[الحديث: 143] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أراد الدخول إلى الجنة؛ فليتمسّك بأربع خصال، وهي: الصدقة والسخاء وحسن الخلق وكفّ الأذى عن عباد الله) (4)

[الحديث: 144] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلّكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة: من عفا عمّن ظلمه، ووصل من قطعه، ويعطي من حرمه) (5)

[الحديث: 145] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك والملك يجرّه إلى الخير، والخير يجرّه إلى الجنّة. وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ، والشرّ يجرّه إلى النار) (6)

[الحديث: 146] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن الخلق شجرة في الجنّة، وصاحبه متعلّق بغصنها يجذبه إليها. وسوء الخلق شجرة في النار، وصاحبه متعلّق بغصنها يجذبه إليها) (7)

[الحديث: 147] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رجلان آمنا وهاجرا ودخلا الجنّة جميعا، فرفع أحدهما على صاحبه كما ترى الثريّا، فقال: بماذا فضلته عليّ يا ربّ؟ قال: إنّه كان أحسن منك خلقا) (8)

__________

(1) أمالي الصدوق ص 230.

(2) الخصال ج 1 ص 144.

(3) مشكاة الأنوار ص 70.

(4) فضائل ابن شاذان ص 159.

(5) جامع الأخبار ص 106.

(6) جامع الأخبار ص 107.

(7) مصباح الشريعة ص 40.

(8) روضة الواعظين ج 2 ص 8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (36)

[الحديث: 148] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه، بينه وبين رحمة الله حجاب. فجاءه حسن خلقه، فأخذ بيده فأدخله في رحمة الله) (1)

[الحديث: 149] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس، تكتب عند الله في الدرجات العلى) (2)

[الحديث: 150] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خياركم أحسنكم أخلاقا، وأخفّكم مؤنة، وأخفضكم لأهله) (3)

[الحديث: 151] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموما قالت: ما يهمّك؟! إن كنت تهتمّ لرزقك، فقد تكفّل لك به غيرك، وإنْ كنْت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لله عمّالا، وهذه من عمّاله، لها نصف أجر الشهيد) (4)

[الحديث: 152] عن أمّ سلمة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بأبي أنت وامّي، المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنّة، لأيّهما تكون؟ فقال: (يا أمّ سلمة تخيّر أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله، يا أمّ سلمة إنّ حسن الخلق ذهب بخير الدّنيا والآخرة) (5)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 153] قال الإمام عليّ: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه واعين على إيمانه، ومحّصت ذنوبه، ولقى ربّه وهو عنه راض، ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله

__________

(1) فضائل الأشهر الثلاثة ص 113.

(2) تحف العقول ص 12.

(3) المستدرك ج 2 ص 83 عن كتاب زهد رسول الله

(4) من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 246.

(5) الخصال ج 1 ص 42.

مكارم الأخلاق وفضائلها (37)

تعالى عنه، وهي: الوفاء بما يجعل الله على نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس..) (1)

[الحديث: 154] قال الإمام علي: (إنّ الله عزّ وجلّ جعل محاسن الأخلاق وصلة بينه وبين عباده، فيحبّ أحدكم أن يمسك بخلق متّصل بالله) (2)

[الحديث: 155] قال الإمام عليّ: (حسن الخلق خير قرين) (3)

[الحديث: 156] قال الإمام علي: (البشاشة حبالة المودّة، والاحتمال قبر العيوب، والمسالمة خباء العيوب، ولا قربى كحسن الخلق) (4)

[الحديث: 157] قال الإمام علي: (لا عيش ألذّ من حسن الخلق) (5)

[الحديث: 158] قال الإمام علي: (تسلم من الناس بحسن الخلق وتجرّع الغيظ، فإنّي لم أر جرعة أحلي منها عاقبة، ولا ألذّ مغبّة) (6)

[الحديث: 159] قال الإمام علي: (كفى بالقناعة ملكا، وبحسن الخلق نعيما) (7)

[الحديث: 160] قال الإمام علي: (يا بنيّ احفظ عنّي أربعا وأربعا، لا يضرّك ما عملت معهنّ: إنّ أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق) (8)

[الحديث: 161] قال الإمام عليّ يوصي بعض أهله: (أحسن إلى جميع الناس كما تحبّ أن يحسن إليك، وأرض لهم ممّا ترضاه، واستقبح لنفسك ممّا تستقبحه من غيرك، أحسن مع جميع الناس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك، وإذا متّ بكوا عليك وقالوا:

__________

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 192.

(2) نزهة الناظر ص 52.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 38.

(4) روضة الواعظين ج 2 ص 377.

(5) بحار الأنوار ج 75 ص 111 عن كشف الغمّة.

(6) تحف العقول ص 82.

(7) نهج البلاغة حكمة 220 ص 1188.

(8) نهج البلاغة حكمة 37 ص 1104.

مكارم الأخلاق وفضائلها (38)

إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا تكن من الّذين يقال عند موته: الحمد لله ربّ العالمين) (1)

[الحديث: 162] قال الإمام علي: (ما أعطى الله سبحانه العبد شيئا من خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّة) (2)

[الحديث: 163] قال الإمام علي: (أربع من اعطيهنّ أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق حديث، وأداء أمانة، وعفّة بطن، وحسن خلق) (3)

[الحديث: 164] قال الإمام علي: (لا قرين كحسن الخلق) (4)

[الحديث: 165] قال الإمام علي: (ربّ عزيز أذلّه خلقه، وذليل أعزّه خلقه) (5)

[الحديث: 166] قال الإمام علي: (من لانت كلمته وجبت محبّته) (6)

[الحديث: 167] قال الإمام علي: (أربع إذا كنّ فيك لم تبل ما فاتك من الدّنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة في طعمة) (7)

[الحديث: 168] قال الإمام الرضا: (عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه) (8)

[الحديث: 169] قال الإمام علي: (الخلق المحمود من ثمار العقل) (9)

[الحديث: 170] قال الإمام علي: (الخلق السّجيح أحد النّعمتين) (10)

[الحديث: 171] قال الإمام علي: (أحسن شيء الخلق) (11)

[الحديث: 172] قال الإمام علي: (أكرم الحسب الخلق) (12)

__________

(1) مواعظ الصدوق ص 69.

(2) غرر الحكم الفصل 79 رقم 217.

(3) غرر الحكم الفصل 1 رقم 2163.

(4) بحار الأنوار ج 75 ص 14.

(5) كنز الفوائد ج 1 ص 320.

(6) كنز الفوائد ج 1 ص 320.

(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 9.

(8) فقه الإمام الرضا ص 354.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (39)

[الحديث: 173] قال الإمام علي: (أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا) (1)

[الحديث: 174] قال الإمام علي: (أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة) (2)

[الحديث: 175] قال الإمام علي: (أحسن السّناء الخلق السّجيح) (3)

[الحديث: 176] قال الإمام علي: (أحسن الأخلاق ما حملك على المكارم) (4)

[الحديث: 177] قال الإمام علي: (بشرك أول برّك، ووعدك أول عطائك) (5)

[الحديث: 178] قال الإمام علي: (تخيّر لنفسك من كلّ خلق أحسنة، فإنّ الخير عادة) (6)

[الحديث: 179] قال الإمام علي: (حسن الخلق للنّفس، وحسن الخلق للبدن) (7)

[الحديث: 180] قال الإمام علي: (حسن الخلق أفضل الدين) (8)

[الحديث: 181] قال الإمام علي: (حسن البشر أول العطاء وأسهل السخاء) (9)

[الحديث: 182] قال الإمام علي: (حسن الخلق من أفضل القسم وأحسن الشّيم) (10)

[الحديث: 183] قال الإمام علي: (حسن الخلق خير قرين، والعجب داء دفين) (11)

[الحديث: 184] قال الإمام علي: (حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق) (12)

[الحديث: 185] قال الإمام علي: (حسن الخلق أحد العطائين) (13)

[الحديث: 186] قال الإمام علي: (حسن الخلق رأس كلّ برّ) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(5) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(6) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(7) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(8) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(13) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(14) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (40)

[الحديث: 187] قال الإمام علي: (رأس الإيمان حسن الخلق والتّحلّي بالصّدق) (1)

[الحديث: 188] قال الإمام علي: (لم يضق شيء مع حسن الخلق) (2)

[الحديث: 189] قال الإمام علي: (من الكرم حسن الشّيم) (3)

[الحديث: 190] قال الإمام علي: (من شرف الأعراق كرم الأخلاق) (4)

[الحديث: 191] قال الإمام علي: (ما أعطى الله سبحانه العبد شيئا من خير الدّنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّته) (5)

[الحديث: 192] قال الإمام علي: (نعم الحسب حسن الخلق) (6)

[الحديث: 193] قال الإمام علي: (نعم الشيمة حسن الخلق) (7)

[الحديث: 194] قال الإمام علي: (نعم الإيمان جميل الخلق) (8)

[الحديث: 195] قال الإمام علي: (لا قرين كحسن الخلق) (9)

[الحديث: 196] قال الإمام علي: (أصلح المسيء بحسن فعالك، ودلّ على الخير بجميل مقالك) (10)

[الحديث: 197] قال الإمام علي: (ثلاث يوجبن المحبّة، حسن الخلق وحسن الرّفق والتواضع) (11)

[الحديث: 198] قال الإمام علي: (حسن الخلق يورث المحبّة، ويؤكد المودّة) (12)

[الحديث: 199] قال الإمام علي: (عليك بحسن الخلق، فإنّه يكسبك المحبّة) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(5) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(6) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(7) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(8) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(13) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (41)

[الحديث: 200] قال الإمام علي: (من حسن خلقه، كثر محبّوه، وأنست النّفوس به) (1)

[الحديث: 201] قال الإمام علي: (ما استجلبت المحبّة بمثل السّخاء والرّفق وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 202] قال الإمام علي: (بحسن الأخلاق يطيب العيش) (3)

[الحديث: 203] قال الإمام علي: (من حسنت خليقته طابت عشرته) (4)

[الحديث: 204] قال الإمام علي: (لا عيش أهنأ من حسن الخلق) (5)

[الحديث: 205] قال الإمام علي: (وصول المرء إلى كلّ ما يبتغيه، من طيب عيشه وأمن سربه وسعة رزقه، بحسن نيّة وسعة خلقه) (6)

[الحديث: 206] قال الإمام علي: (بحسن الأخلاق تدرّ الأرزاق) (7)

[الحديث: 207] قال الإمام علي: (حسن الأخلاق يدرّ الأرزاق، ويونس الرّفاق) (8)

[الحديث: 208] قال الإمام علي: (في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق) (9)

[الحديث: 209] قال الإمام علي: (من كرم خلقه اتّسع رزقه) (10)

[الحديث: 210] قال الإمام علي: (إذا حسن الخلق لطف النطق) (11)

[الحديث: 211] قال الإمام علي: (حسن السيرة جمال القدرة وحصن الإمرة) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(5) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(6) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(7) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(8) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(9) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(10) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(11) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(12) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

مكارم الأخلاق وفضائلها (42)

[الحديث: 212] قال الإمام علي: (حسن السيرة عنوان حسن السريرة) (1)

[الحديث: 213] قال الإمام علي: (كم من وضيع رفعه حسن خلقه) (2)

[الحديث: 214] قال الإمام علي: (من حسن خلقه سهلت له طرقه) (3)

[الحديث: 215] قال الإمام علي: (حسن الخلق يبلغ درجة الصائم القائم) (4)

[الحديث: 216] قال الإمام عليّ: (روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإنّ العبد المؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم) (5)

[الحديث: 217] قال الإمام علي: (إنّ لأهل الدين علامات يعرفون بها.. منها سعة الخلق) (6)

[الحديث: 218] قال الإمام عليّ: (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه) (7)

[الحديث: 219] عن نوف البكالي، قال: أتيت الإمام علي، وهو في رحبة مسجد الكوفة فقلت: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال: (وعليك السّلام يا نوف ورحمة الله وبركاته) فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني، فقال: (يا نوف أحسن يحسن إليك.. وحسّن خلقك يخفّف الله حسابك) (8)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 220] قال الإمام السجاد: (إنّ المعرفة بكمال دين المسلم: تركه الكلام فيما لا يعنيه، وقلّة مرائه، وحلمه، وصبره، وحسن خلقه) (9)

[الحديث: 221] قال الإمام السجاد: (إنّ أحبّكم إلى الله عز وجلّ أحسنكم عملا،

__________

(1) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(2) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(3) غرر الحكم ص 254 ـ 255.

(4) كنز الفوائد للكراجكي ج 1 ص 320.

(5) تحف العقول ص 111.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 239.

(7) صحيفة الإمام الرضا ص 36.

(8) أمالي الصدوق ص 209.

(9) اصول الكافي ج 2 ص 240.

مكارم الأخلاق وفضائلها (43)

وإنّ أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة، وإنّ أنجاكم من عذاب الله أشدّكم خشية لله، وإنّ أقربكم من الله أوسعكم خلقا، وإنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله، وإنّ أكرمكم على الله أتقاكم لله) (1)

[الحديث: 222] قال الإمام السجاد: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه، ومحصت عنه ذنوبه، ولقي ربّه عزّ وجلّ وهو عنه راض: من وفي لله عزّ وجلّ بما يجعل على نفسه للناس، وصدّق لسانه مع الناس، واستحيى من كلّ قبيح عند الله وعند الناس، وحسن خلقه مع أهله) (2)

[الحديث: 223] قال الإمام السجاد في دعائه في مكارم الاخلاق ومرضي الأفعال: (اللهم صل على محمد وآله وبلغ بإيماني أكمل الايمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الاعمال. اللهم وفر بلطفك نيتي، وصحح بما عندك يقيني، واستصلح بقدرتك ما فسد مني.. واكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غدا عنه واستفرغ أيامي فيما خلقتني له، وأغنني وأوسع على في رزقك، ولا تفتني بالنظر، وأعزني، ولا تبتليني بالكبر، وعبدني لك ولا تفسد عبادتي بالعجب، وأجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الاخلاق، واعصمني من الفخر.. ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها.. اللهم متعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حق لا أزيغ عنها، ونية رشد لا أشك فيها وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إلي، أو يستحكم غضبك علي. اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة اؤنب بها إلا حسنتها، ولا اكرومة في ناقصة

__________

(1) روضة الكافي ج 1 ص 98.

(2) الخصال ج 1 ص 222.

مكارم الأخلاق وفضائلها (44)

إلا أتممتها.. اللهم أبدلني من بغضة أهل الشنئان المحبة ومن حسد أهل البغي المودة، ومن ظنة أهل الصلاح الثقة، ومن عداوة الادنين الولاية، ومن عقوق ذوي الارحام المبرة، ومن خذلان الاقربين النصرة، ومن حب المدارين تصحيح المقة، ومن رد الملابسين كرم العشرة، ومن مرارة خوف الظالمين حلاوة الامنة.. اللهم اجعل لي يدا على من ظلمني ولسانا على من خاصمني وظفرا بمن عاندني وهب لي مكرا على من كايدني وقدرة على من اضطهدني وتكذيبا لمن قصبني وسلامة ممن توعدني ووفقني لطاعة من سددني ومتابعة من أرشدني.. اللهم سددني لان أعارض من غشني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبر واثيب من حرمني بالبذل واكافي من قطعني بالصلة واخالف من اغتابني إلى حسن الذكر، وأن أشكر الحسنة واغضي عن السيئة.. اللهم حلني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل وكظم الغيظ وإطفاء النائرة وضم أهل الفرقة وإصلاح ذات البين وإفشاء العارفة، وستر العائبة، ولين العريكة، وخفض الجناح، وحسن السيرة، وسكون الريح، وطيب المخالقة، والسبق إلى الفضيلة، وإيثار التفضل، وترك التعبير والافضال على غير المستحق والقول بالحق وإن عز واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي، واستكثار الشر وإن قل من قولي وفعلي، وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة ولزوم الجماعة ورفض أهل البدع ومستعمل الرأي المخترع.. اللهم اجعل أوسع رزقك علي إذا كبرت، وأقوى قوتك في إذا نصبت، ولا تبتليني بالكسل عن عبادتك ولا العمى عن سبيلك ولا بالتعرض لخلاف محبتك، ولا مجامعة من تفرق عنك، ولا مفارقة من اجتمع إليك. اللهم اجعلني أصول بك عند الضرورة وأسألك عند الحاجة، وأتضرع إليك عند المسكنة، ولا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت، ولا بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلى من دونك إذا رهبت فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك يا أرحم الراحمين.. اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي

مكارم الأخلاق وفضائلها (45)

من التمني والتظني والحسد ذكرا لعظمتك، وتفكرا في قدرتك، وتدبيرا على عدوك، وما أجرى على لساني من لفظة فحش أو هجر أو شتم عرض أو شهادة باطل أو اغتياب مؤمن غائب أو سب حاضر، وما أشبه ذلك نطقا بالحمد لك وإغراقا في الثناء عليك، وذهابا في تمجيدك وشكرا لنعمتك واعترافا بإحسانك وإحصاء لمننك. اللهم صل على محمد وآله ولا اظلمن وأنت مطيق للدفع عني، ولا أظلمن وأنت القادر على القبض مني، ولا أضلن وقد أمكنتك هدايتي، ولا أفتقرن ومن عندك وسعي، ولا أطغين ومن عندك وجدي.. اللهم إلى مغفرتك وفدت، وإلى عفوك قصدت، وإلى تجاوزك اشتقت، وبفضلك وثقت، وليس عندي ما يوجب لي مغفرتك، ولا في عملي ما أستحق به عفوك، وما لي بعد أن حكمت على نفسي إلا فضلك.. اللهم وأنطقني بالهدى، وألهمني التقوى ووفقني للتي هي أزكى واستعملني بما هو أرضى. اللهم اسلك بي الطريقة المثلى، واجعلني على ملتك أموت وأحيى.. اللهم متعني بالاقتصاد، واجعلني من أهل السداد، ومن أدلة الرشاد، ومن صالحي العباد، وارزقني فوز المعاد، وسلامة المرصاد. اللهم خذ لنفسك من نفسي ما يخلصها، وأبق لنفسي من نفسي ما يصلحها; فإن نفسي هالكة أو تعصمها. اللهم أنت عدتي إن حزنت، وأنت منتجعي إن حرمت، وبك استغاثتي إن كرثت، وعندك مما فات خلف، ولما سبيل الهداية للبر فيما انفق منه.. اللهم اكفني مؤونة الاكتساب، وارزقني من غير احتساب، فلا أشتغل عن عبادتك بالطلب ولا أحتمل إصر تبعات المكسب. اللهم فأطلبني بقدرتك ما أطلب، وأجرني بعزتك مما أرهب.. اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالإقتار فأسترزق أهل رزقك، وأستعطي شرار خلقك، فأفتتن بحمد من أعطاني، وابتلى بذم من منعني وأنت من دونهم ولي الاعطاء والمنع.. اللهم ارزقني صحة في عبادة، وفراغا في زهادة، وعلما في استعمال، وورعا في إجمال. اللهم اختم بعفوك أجلي، وحقق في

مكارم الأخلاق وفضائلها (46)

رجاء رحمتك أملي، وسهل إلى بلوغ رضاك سبلي، وحسن في جميع أحوالي عملي.. اللهم نبهني لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملني بطاعتك في أيام المهلة، وانهج لي إلى محبتك سبيلا سهلة أكمل لي بها خير الدنيا والاخرة.. اللهم وصل على محمد وآله كأفضل ما صليت على أحد من خلقك قبله، وأنت مصل على أحد بعده، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة، وقني برحمتك عذاب النار) (1)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 224] قال الإمام الباقر: (من أعطي الخلق والرفق، فقد أعطي الخير كلّه والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كلّ شرّ وبليّة إلّا من عصمه الله تعالى) (2)

[الحديث: 225] قال الإمام الباقر: (ما يعبأ من يؤمّ هذا البيت، إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خلق يخالق به من صحبه، أو حلم يملك به من غضبه، أو ورع يحجزه عن محارم الله) (3)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 226] قال الإمام الصادق: (عليكم بالورع والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وطول السجود، فإنّ ذلك من سنن الأوّابين) (4)

[الحديث: 227] قال الإمام الصادق: (إنّ الله ارتضى الإسلام لنفسه دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (5)

__________

(1) الصحيفة السجادية، ص 92.

(2) حلية الأولياء ج 3 ص 186.

(3) الكافي ج 4 ص 285.

(4) تفسير العيّاشي ج 2 ص 286.

(5) كتاب الزهد ص 25.

مكارم الأخلاق وفضائلها (47)

[الحديث: 228] قال الإمام الصادق يوصي زيدا: (اصبر يا زيد على أعدائك، فإنّك لن تكافي من عصى الله فيك بأكثر من أن تطيع الله فيه، إنّ الله يذود عبده المؤمن عمّا يكره، كما يذود أحدكم الجمل الغريب الّذي ليس له عن ابله، يا زيد إنّ الله اصطفى الإسلام واختاره، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 229] قال الإمام الصادق: (عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، وعليكم بطول الركوع والسجود؛ فإنّ أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله أطاع وعصيت، وسجد وأبيت) (2)

[الحديث: 230] قال الإمام الصادق: (من الإيمان حسن الخلق وإطعام الطعام) (3)

[الحديث: 231] قال الإمام الصادق: (لا يكمل إيمان العبد حتّى تكون فيه أربع خصال: يحسن خلقه، ويستخفّ نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله) (4)

[الحديث: 232] قال الإمام الصادق: (المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحّت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس شرّه، وأنصف الناس من نفسه) (5)

[الحديث: 233] قال الإمام الصادق: (من لم تكن فيه ثلاث خصال لم ينفعه الإيمان: حلم يردّ به جهل الجاهل، وورع يحجزه عن طلب المحارم، وخلق يداري به الناس) (6)

__________

(1) صفات الشيعة ص 223.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 77.

(3) الكافي ج 4 ص 50.

(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 125.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 235.

(6) تحف العقول ص 324.

مكارم الأخلاق وفضائلها (48)

[الحديث: 234] قال الإمام الصادق: (الخلق الحسن جمال في الدنيا ونزهة في الآخرة، وبه كمال الدين والقربة إلى الله تعالى، ولا يكون حسن الخلق إلّا في كلّ وليّ وصفيّ، لأنّ الله تعالى أبي أن يترك ألطافه وحسن الخلق إلّا في مطايا نوره الأعلى وجماله الأزكى، لأنّها خصلة يخصّ بها الأعرفين به، ولا يعلم ما في حقيقة حسن الخلق إلّا الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 235] قال الإمام الصادق: (إنّ الصبر والبرّ والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء.. وما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة شيء أفضل من حسن الخلق) (2)

[الحديث: 236] قال الإمام الصادق: (إنّ خصال المكارم بعضها مقيّد ببعض، يقسمها الله حيث يشاء تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده: صدق الحديث، وصدق الناس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، وقرى الضيف، لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجدا، والله عزّ وجلّ يحبّ مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله تعالى به نبيّه عليه السّلام أن قال له: يا محمّد {إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] السخاء وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 237] قال الإمام الصادق: (ما يقدم المؤمن على الله عزّ وجلّ بعمل بعد الفرائض أحبّ إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه) (4)

[الحديث: 238] قال الإمام الصادق: (أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا) (5)

[الحديث: 239] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: ({وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] رضوان الله، والجنّة في

__________

(1) مصباح الشريعة ص 40.

(2) الخصال ج 1 ص 251، إرشاد القلوب) ص 133.

(3) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 308.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 100.

(5) اصول الكافي ج 1 ص 23.

مكارم الأخلاق وفضائلها (49)

الآخرة، والمعاش، وحسن الخلق في الدنيا) (1)

[الحديث: 240] قال الإمام الصادق: (عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة) (2)

[الحديث: 241] قال الإمام الصادق: (البرّ وحسن الخلق، يعمران الدّيار، ويزيدان في الأعمار) (3)

[الحديث: 242] قال الإمام الصادق: (حسن الخلق من الدين وهو يزيد في الرزق) (4)

[الحديث: 243] قال الإمام الصادق: (الخلق خلقان أحدهما نيّة والآخرة سجيّة) قيل: فأيّهما أفضل؟ قال: (النيّة، لأنّ صاحب السجيّة مجبول على أمر لا يستطيع غيره، وصاحب النيّة يتصبّر على الطاعة تصبّرا فهذا أفضل) (5)

[الحديث: 244] قال الإمام الصادق: (إنّ الخلق الحسن يسر، وإنّ الخلق السيّء نكد) (6)

[الحديث: 245] قال الإمام الصادق: (لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا ورع كالكفّ، ولا عبادة كالتفكّر، ولا قائد خير من التوفيق، ولا قرين خير من حسن الخلق، ولا ميراث خير من الأدب) (7)

[الحديث: 246] قال الإمام الصادق: (قال لقمان: يا بنيّ إيّاك والضجر وسوء الخلق ـ إلى أن قال ـ: وحسّن مع جميع الناس خلقك، يا بنيّ إن عدمك ما تصل به قرابتك، وتتفضّل به على إخوتك، فلا يعدمنّك حسن الخلق وبسط البشر، فإنّه من أحسن أحبّه الأخيار

__________

(1) الكافي ج 5 ص 71.

(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 308.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 100.

(4) تحف العقول ص 373.

(5) تحف العقول ص 373.

(6) كتاب الزهد ص 27.

(7) الاختصاص ص 246.

مكارم الأخلاق وفضائلها (50)

وجانبه الفجّار..) (1)

[الحديث: 247] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه، ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم) (2)

[الحديث: 248] قال الإمام الصادق: (عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها، وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن.. وعليكم بحسن الخلق فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم، وعليكم بحسن الجوار فإنّ الله جلّ جلاله أمر بذلك، وعليكم بالسواك فإنّه مطهرة وسنّة حسنة، وعليكم بفرائض الله فأدّوها، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها) (3)

[الحديث: 249] قال الإمام الصادق: (خمس خصال من لم يكن فيه شيء منها لم يكن فيه كثير مستمتع: أوّلها الوفاء، والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة حسن الخلق، والخامسة ـ وهي تجمع هذه الخصال ـ الحرّيّة) (4)

[الحديث: 250] قال الإمام الصادق: (من أساء خلقه عذّب نفسه) (5)

[الحديث: 251] قال الإمام الصادق: (والله ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن الظنّ بالله، ورجائه له، وحسن خلقه، والكفّ عن أعراض الناس) (6)

[الحديث: 252] قال الإمام الصادق: (أوحى الله تبارك وتعالى إلى بعض أنبيائه عليهم السّلام: الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد) (7)

[الحديث: 253] قال الإمام الصادق: (إذا خالطت الناس، فإنّ استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلّا كانت يدك عليه العليا فافعل. فإنّ العبد يكون منه بعض التقصير

__________

(1) قصص الأنبياء ص 195.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 101.

(3) أمالي الصدوق: ص 216.

(4) الخصال ج 1 ص 284.

(5) مشكاة الأنوار ص 224.

(6) إرشاد القلوب ص 109.

(7) اصول الكافي ج 2 ص 100.

مكارم الأخلاق وفضائلها (51)

في العبادة، ويكون له الخلق الحسن، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم) (1)

[الحديث: 254] قال الإمام الصادق: (عليكم بمكارم الأخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها. وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها. وعليكم بتلاوة القرآن، فإنّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن. فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق، فكلّما قرأ آية رقي درجة. وعليكم بحسن الخلق، فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم. وعليكم بحسن الجوار، فإنّ الله أمر بذلك.. وعليكم بالسواك، فإنّها مطهّرة وسنّة حسنة. وعليكم بفرائض الله فأدّوها. وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها) (2)

[الحديث: 255] قال الإمام الصادق: (إنّ حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم) (3)

[الحديث: 256] قال الإمام الصادق: (عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّ وجلّ يحبّها.. وعليكم بحسن الخلق، فإنّه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم) (4)

[الحديث: 257] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق، كما يعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح) (5)

[الحديث: 258] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم. فإن كانت فيكم فاحمدوا الله، واعلموا أنّ ذلك من خير. وإن لا تكن فيكم، فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، وهي: اليقين والقناعة والصبرو الشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة والصدق وأداء الأمانة) (6)

[الحديث: 259] قال الإمام الصادق: (لا يجمع الله لمنافق ولا فاسق: حسن السمت

__________

(1) كتاب الزهد ص 27.

(2) أمالي الصدوق ص 359.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 103.

(4) روضة الواعظين ج 2 ص 377.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 101.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 56.

مكارم الأخلاق وفضائلها (52)

والفقه، وحسن الخلق أبدا) (1)

[الحديث: 260] قال الإمام الصادق: (من أراد أن يدخله الله عزّ وجلّ في رحمته ويسكنه جنّته، فليحسن خلقه، وليعط النصفة من نفسه، وليرحم اليتيم، وليعن الضعيف، وليتواضع لله الّذي خلقه) (2)

[الحديث: 261] قال الإمام الصادق: (من رزق من أربعة خصال واحدا دخل الجنّة: برّ الوالدين أو صلة الرحم أو حسن الجوار أو حسن الخلق) (3)

[الحديث: 262] سئل الإمام الصادق عن حدّ حسن الخلق، فقال: (تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن) (4)

[الحديث: 263] قال الإمام الصادق: (ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه) (5)

5 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 264] قال الإمام الحسن: (إنّ أحسن الحسن الخلق الحسن) (6)

[الحديث: 265] قال الإمام الكاظم: (صلة الأرحام وحسن الخلق زيادة في الإيمان) (7)

[الحديث: 266] قال الإمام الكاظم: (ما حسّن الله خلق عبد ولا خلقه إلّا أستحيي أن يطعم لحمه يوم القيامة النار) (8)

[الحديث: 267] قال الإمام الكاظم: (السخيّ الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله نبيّا إلّا سخيّا. وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن

__________

(1) الخصال ج 1 ص 127.

(2) أمالي الصدوق ص 389.

(3) جامع الأخبار ص 106.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 103.

(5) الكافي ج 4 ص 286.

(6) الخصال ج 1 ص 29.

(7) جامع الأخبار ص 107.

(8) ثواب الأعمال ص 215.

مكارم الأخلاق وفضائلها (53)

الخلق حتّى مضى) (1)

[الحديث: 268] سئل الإمام الرضا: ما حدّ حسن الخلق؟ فقال: (أن تعطي الناس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله) فقيل له: ما حدّ التوكّل؟ فقال: (أن لا تخاف مع الله أحدا) فقال السائل: أحبّ أن أعرف كيف أنا عندك، فقال: (انظر كيف أنا عندك) (2)

__________

(1) تحف العقول ص 412.

(2) إرشاد القلوب ص 134.

مكارم الأخلاق وفضائلها (54)

العقل والحكمة

العقل والحكمة ركنان أساسيان في الأخلاق الحسنة، فكلاهما يضبطان السلوك، ويقومانه، ويبعدان عنه الإفراط والتفريط والهوى وكل العوائق التي تحول بين الإنسان وبين التحكم في نفسه الأمارة بالسوء.

ولذلك؛ فإنهما ـ كما يرتبطان بالحقائق ـ يرتبطان بالقيم السلوكية والأخلاقية؛ ولذلك تقسم الحكمة إلى قسمين: نظرية وعملية.. ومثل ذلك العقل يقسم إلى الخالص، والعملي، وهما مترابطان؛ فالعقل والحكمة النظرية تؤثر في العقل والحكمة العملية.

وعندما استقراء ما ورد في الأحاديث حول العقل نجدها أكثر ارتباطا بالأخلاق والقيم العملية، وهو لا يعني عدم ارتباطها بالعلوم النظرية، ولكنها تدل على أن تلك العلوم لا تنفع وحدها ما لم يصحبها البعد العملي، والتأثير السلوكي.

ولهذا؛ فإن ما ورد في ذم العقل، ليس المراد منه العقل بمفهومه الصحيح، وإنما العقل المجادل والمشاغب، والذي لا يهتم بالقيم النافعة والسلوك الصالح، بقدر ما يهتم بإرضاء أهوائه بالجدال والمراء والشغب، أو باستعمال العقل في الحيلة والمكر والدهاء.

وقد أشار إلى ذلك الإمام الصادق عندما سُئل ما العقل، فقال: (ما عُبد به الرحمن واكتسب به الجنان) فقيل له: فالذي كان في معاوية، فقال: (تلك النكراء وتلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل) (1)

والحكماء يسمونها [القوة الوهمية]، ويعرفونها بأن (القوّة التي من شأنها استنباط وجوه المكر والحيل، والتوصّل إلى الأغراض بالتلبيس والخدع، ومن أي طريق كان محللًا أو محرّماً، جائزاً أو غير جائز) (2)

__________

(1) المحاسن للبرقي، 195/ 15.

(2) التربية الروحية؛ بحوث فى جهاد النفس، ص: 165

مكارم الأخلاق وفضائلها (55)

ويذكرون أنها إذا صارت في خدمة القوّة الغضبية أصبح الإنسان جبّاراً في الأرض، فيطغى، ويعيث فيها فساداً، ويتنكّر لكلّ خير، ويتنكّب كلّ شرّ.

وإذا صارت في خدمة القوّة الشهوية فإنّها تهيئ لها كلّ وسيلة توصلها إلى غرضها، وتبحث لها عن كل طريق حتّى ما لا يخطر على بال الشيطان نفسه من أجل الوصول إلى تلك الشهوة.

وأمّا إذا صارت في خدمة القوّة العاقلة الحقيقية؛ فإنّها تبحث لها عن طرق الوصول إلى القرب الإلهي وسبل الرقي في درجات الكمال.

وهم يذمونها، لا لأجل دورها الأخير في خدمة العقل، وإنما لأدوارها في خدمة الغضب والشهوة، ولسيطرتها على أكثر النفوس.. بل بسببها تصبح النفوس أمارة.

والأخطر من ذلك كله هو جدلها وخصومتها وبحثها عن كل الحيل التي تصرف النفس عن بارئها، ولو بتغطية الحقائق والتلاعب بها، باسم الفلسفة أو الفكر أو العلم أو البراهين.. وغيرها من الأسماء التي تحتال بها لحجب الحقائق.

ومثل ذلك مكرها وحيلها في التلاعب بالقيم الروحية والأخلاقية، حيث تقلب الموازين، وتحول الخير شرا والشر خيرا، والمعروف منكرا، والمنكر معروفا.

ولهذا فإن المقصود من العقل في القرآن الكريم هو العقل الذي يعقل صاحبه عن كل كل سلوك سيء، ويدعوه إلى كل سلوك طيب، ولهذا نجده يرجع كل المثالب التي تقع فيها النفوس الأمارة إلى عدم استخدامها للعقل، أو سوء استخدامها له، أو استخدامها للقوة الوهمية بدله، ومن ذلك قوله تعالى في وصف الكفار المعرضين عن الحق مع وضوح أدلته: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا

مكارم الأخلاق وفضائلها (56)

يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]

ومثل ذلك قوله في الذين يسيرون في الأرض، أو يدرسون التاريخ، ثم لا يعتبرون: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]

ولهذا؛ فإن الوصف المناسب لهؤلاء ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ هو كونهم دوابا، لأن الفرق بينهم وبينها في العقل، وما داموا لم يستخدموها؛ فقد عادوا إلى طورهم البهيمي، كما قال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} [لأنفال: 22]

وفي المقابل يثني الله تعالى على من استعملوا عقولهم؛ فيسميهم ذوي الألباب؛ فيقول: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، ويقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21]

وهكذا الذين تتحرك جوارحهم لكل الأعمال الصالحة والقيم النبيلة بناء على تأثير عقولهم فيهم، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9]

ولذلك؛ فإن الفرق بين النفس المطمئنة والنفس الأمارة يكمن في نوع العقل المتحكم فيها؛ فأما الأمارة، فتتحكم فيها تلك القوى الوهمية التي تزين لها الغرائز التي تتسلط عليها، وأما المطمئنة؛ فيتحكم فيها العقل المجرد، المسدد بنور الوحي، والمؤيد بالإلهام الرباني.

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل العقل والحكمة وعلاقتهما بمكارم الأخلاق.

مكارم الأخلاق وفضائلها (57)

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 269] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دين المرء عقله، ومن لا عقل له لا دين له) (1)

[الحديث: 270] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له) (2)

[الحديث: 271] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه) (3)

[الحديث: 272] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله) (4)

[الحديث: 273] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى، أو يرده عن ردى) (5)

[الحديث: 274] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكيس من عمل لما بعد الموت، والعاري العاري من الدين، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) (6)

[الحديث: 275] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما خلق الله في الأرض شيئا أقل من العقل، وإن العقل في الأرض أقل من الكبريت الأحمر) (7)

[الحديث: 276] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ابن آدم أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه فتسمى جاهلا) (8)

__________

(1) أبو الشيخ في الثواب وابن النجار، كنز العمال (3/ 379).

(2) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 379).

(3) أحمد، كنز العمال (3/ 379).

(4) أحمد، كنز العمال (3/ 379).

(5) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 379).

(6) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 379).

(7) الروياني وابن عساكر كنز العمال (3/ 380).

(8) حلية الأولياء، كنز العمال (3/ 380).

مكارم الأخلاق وفضائلها (58)

[الحديث: 277] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قد أفلح من رزق لبا) (1)

[الحديث: 278] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له) (2)

[الحديث: 279] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا الشاهد على الله أن لا يعثر عاقل إلا رفعه، ثم لا يعثر إلا رفعه، حتى يجعل مصيره إلى الجنة) (3)

[الحديث: 280] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خذ الأمر بالتدبير، فإن رأيت في عاقبته خيرا فأمضه، وإن خفت غيا فأمسك) (4)

[الحديث: 281] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قليل التوفيق خير من كثير العقل، والعقل في أمر الدنيا مضرة، والعقل في أمر الدين مسرة) (5)

[الحديث: 282] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعامة الدين وأساسه المعرفة بالله، واليقين والعقل النافع قيل: وما العقل النافع؟ قال: الكف عن معاصي الله، والحرص على طاعة الله عز وجل) (6)

[الحديث: 283] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يقرب الناس الزلف على قدر عقولهم) (7)

[الحديث: 284] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل لينطلق إلى المسجد فيصلي وصلاته لا تعدل جناح بعوضة، وإن الرجل ليأتي إلى المسجد فيصلي وصلاته تعدل جبل أحد، إذا كان أحسنهما عقلا؟) قيل: وكيف يكون أحسنهما عقلا؟ قال: (أورعهما عن محارم الله، وأحرصهما على أسباب الخير، وإن كان دونه في العمل، والتطوع) (8)

__________

(1) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 380).

(2) العقيلي في الضعفاء، كنز العمال (3/ 380).

(3) الطبراني، كنز العمال (3/ 380).

(4) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 380).

(5) ابن عساكر كنز العمال (3/ 381).

(6) الديلمي كنز العمال (3/ 381).

(7) الحكيم كنز العمال (3/ 381).

(8) الحكيم كنز العمال (3/ 381).

مكارم الأخلاق وفضائلها (59)

[الحديث: 285] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل يصوم ويصلي ويحج ويعتمر، فإذا كان يوم القيامة أعطي بقدر عقله) (1)

[الحديث: 286] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله خواص يسكنهم رفيع الدرجات، لأنهم كانوا في الدنيا أعقل الناس، كانت همتهم المسابقة إلى الطاعة، وهانت عليهم فضول الدنيا وزينتها) (2)

[الحديث: 287] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الناس يعملون بالخير، وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم) (3)

[الحديث: 288] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تبارك الذي قسم العقل بين عباده أشتاتا، إن الرجلين ليستوي عملهما وبرهما وصومهما وصلاتهما، ولكنهما يتفاوتان في العقل كالذرة في جنب أحد، وما قسم الله لخلقه حظا هو أفضل من العقل واليقين) (4)

[الحديث: 289] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر) (5)

[الحديث: 290] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قد يتوجه الرجلان إلى المسجد، فينصرف أحدهما وصلاته أفضل من الآخر إذا كان أفضلهما عقلا، وينصرف الآخر وصلاته لا تعدل مثقال ذرة) (6)

[الحديث: 291] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قليل التوفيق خير من كثير العقل، والعقل في أمر الدنيا مضرة، والعقل في أمر الدين مسرة) (7)

[الحديث: 292] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل. ثم قال

__________

(1) الخطيب، كنز العمال (3/ 382).

(2) الخطيب في المتفق والمفترق وابن النجار كنز العمال (3/ 382).

(3) أبو الشيخ كنز العمال (3/ 382).

(4) الحكيم كنز العمال (3/ 382).

(5) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 382).

(6) ابن عساكر كنز العمال (3/ 382).

(7) ابن عساكر كنز العمال (3/ 383).

مكارم الأخلاق وفضائلها (60)

له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقعد فقعد، ثم قال له: انطق فنطق، ثم قال: اصمت فصمت، فقال: ما خلقت خلقا أحب إلى منك، ولا أكرم، بك أعرف، وبك أحمد، وبك أطاع، وبك آخذ، وبك أعطي، وإياك أعاتب، ولك الثواب، وعليك العقاب وما أكرمتك بشيء أفضل من الصبر) (1)

[الحديث: 293] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي ما خلقت خلقا أعجب إلى منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك الثواب وعليك العقاب) (2)

[الحديث: 294] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يعجبنكم إسلام امرئ حتى تعلموا ما عقدة عقله) (3)

[الحديث: 295] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي إذا تقرب الناس إلى الله في أبواب البر فتقرب إلى الله بأنواع العقل، تسبقهم بالدرجات والزلفى، عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة) (4)

[الحديث: 296] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي: الناس رجلان: فعاقل يصلح للعفو، وجاهل يصلح للعقوبة) (5)

[الحديث: 297] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنة مائة درجة، تسعة وتسعون لأهل العقل، ودرجة لسائر الناس الذين هم دونهم) (6)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 298] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أول خلق خلقه الله عزّ وجلّ العقل، فقال

__________

(1) الحكيم كنز العمال (3/ 383).

(2) الطبراني، كنز العمال (3/ 383).

(3) البيهقي في شعب الإيمان، كنز العمال (3/ 383).

(4) حلية الأولياء، كنز العمال (3/ 384).

(5) ابن عساكر كنز العمال (3/ 384).

(6) حلية الأولياء، كنز العمال (3/ 384).

مكارم الأخلاق وفضائلها (61)

له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إلى منك، بك آخذ، وبك أعطي وبك أثيب وبك أعاقب) (1)

[الحديث: 299] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عز وجلّ خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الّتي لم يطّلع عليه نبيّ مرسل ولا ملك مقرّب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزّهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرّأفة همّه، والرّحمة قلبه، ثمّ حشاه وقوّاه بعشرة أشياء: باليقين والإيمان والصّدق والسكينة والأخلاق والرّفق، والعطيّة والقنوع والتسليم والشكر، ثمّ قال عزّ وجلّ: أدبر فأدبر، ثمّ قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: تكلّم فقال: الحمد لله الذي ليس له ضدّ ولا ندّ ولا شبيه ولا كفو ولا عديل ولا مثل، الّذي كلّ شيء لعظمته خاضع ذليل، فقال الرّب تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك ولا أطوع لي منك ولا أرفع منك ولا أشرف منك ولا أعزّ منك، بك اؤاخذ، وبك اعطي، وبك اوحّد، وبك اعبد، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى، وبك اخاف، وبك احذر، وبك الثواب، وبك العقاب، فخرّ العقل عند ذلك ساجدا فكان في سجوده ألف عام فقال الربّ تبارك وتعالى: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفّع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهي أسألك أن تشفّعني فيمن خلقتني فيه فقال الله جلّ جلاله لملائكته: أشهدكم أنّي قد شفّعته فيمن خلقته فيه) (2)

[الحديث: 300] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم الرّجل كثير الصلاة وكثير الصّيام فلا تباهوا به حتّى تنظروا كيف عقله) (3)

[الحديث: 301] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فانظروا في حسن عقله، فإنّما يجازي بعقله) (4)

__________

(1) المواعظ للصدوق ص 39.

(2) الخصال ج 2 ص 427.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 26.

(4) المحاسن ص 194.

مكارم الأخلاق وفضائلها (62)

[الحديث: 302] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا فقر أشدّ من الجهل ولا مال أعود من العقل) (1)

[الحديث: 303] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قسم العقل على ثلاثة أجزاء، فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله عزّ وجلّ، وحسن الطاعة له، وحسن البصيرة على أمره) (2)

[الحديث: 304] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي إذا تقرب العباد إلى خالقهم بالبرّ فتقرب إليه بالعقل تسبقهم، إنّا معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم) (3)

[الحديث: 305] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل. ولا بعث الله رسولا ولا نبيّا حتّى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع امّته، وما يضمر رسول الله في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما أدّى العاقل فرائض الله حتّى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إنّ العقلاء هم أولو الألباب الّذين قال الله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألباب} [الرعد: 19]) (4)

[الحديث: 306] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العقل ما اكتسب به الجنّة وطلب به رضى الرحمان) (5)

[الحديث: 307] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا) (6)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 25.

(2) الخصال ج 1 ص 102.

(3) مشكاة الأنوار ص 251.

(4) المحاسن ص 193.

(5) المواعظ، للصدوق ص 39.

(6) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

مكارم الأخلاق وفضائلها (63)

[الحديث: 308] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له) (1)

[الحديث: 309] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيد الأعمال في الدارين العقل) (2)

[الحديث: 310] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكلّ شيء دعامة، ودعامة المؤمن عقله.. فبقدر عقله تكون عبادته لربّه) (3)

[الحديث: 311] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما العقل؟ قال: (العمل بطاعة الله، وإنّ العمّال بطاعة الله هم العقلاء) (4)

[الحديث: 312] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسب المرء دينه، ومروءته عقله، وشرفه جماله، وكرمه تقواه) (5)

[الحديث: 313] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما استودع الله عبدا عقلا إلّا استنقذه به يوما) (6)

[الحديث: 314] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لم يعبد الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلا حتّى يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشرّ منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقلّ كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرّم بطلّاب الحوائج قبله، الذلّ أحبّ إليه من العزّ، والفقر أحبّ إليه من الغنى، نصيبه من الدّنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة لا يرى أحدا إلّا قال هو خير منّي وأتقى؛ إنّما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى، وآخر هو شرّ منه وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، وإذا لقي الّذي هو شرّ منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشرّه ظاهر، وعسى أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده، وساد أهل

__________

(1) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

(2) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

(3) كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 31.

(4) مشكاة الأنوار ص 250.

(5) روضة الكافي ج 1 ص 113.

(6) نزهة الناظر ص 22.

مكارم الأخلاق وفضائلها (64)

زمانه) (1)

[الحديث: 315] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى التحبب إلى الناس) (2)

[الحديث: 316] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قسم الله العقل على ثلاثة أجزاء، فمن كانت فيه كمل عقله، ومن لم تكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة له، وحسن الصبر على أمره) (3)

[الحديث: 317] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله خلق الإسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا، وجعل له ناصرا، فأمّا عرصته فالقرآن، وأمّا نوره فالحكمة، وأمّا حصنه فالمعروف، وأمّا أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا، فأحبّوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم) (4)

[الحديث: 318] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى مسلم هديّة لأخيه أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى، ويردّه بها عن ردى) (5)

[الحديث: 319] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم العطيّة ونعم الهديّة كلمة حكمة تسمعها) (6)

[الحديث: 320] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلمة الحكمة يسمعها المؤمن فيعمل بها خير من عبادة سنة) (7)

[الحديث: 321] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها) (8)

__________

(1) الخصال ج 2 ص 433.

(2) مشكاة الأنوار ص 249.

(3) مشكاة الأنوار ص 249.

(4) اصول الكافي ج 2 ص 46.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.

(7) نزهة الناظر ص 10.

(8) معاني الأخبار ص 367.

مكارم الأخلاق وفضائلها (65)

[الحديث: 322] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ عيسى بن مريم عليه السّلام قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبيّن لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ) (1)

[الحديث: 323] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم، ولا تراؤوا الناس فيحبط عملكم، ولا تمنعوا الموجود فيقلّ خيركم، أيّها الناس، إنّ الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشده فاتّبعوه، وأمر استبان غيّه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فردّوه إلى الله، أيّها الناس ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما عظيم أجرهما لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 324] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 325] قال الإمام علي: (ما عبد الله بشيء أفضل من العقل، وما تمّ عقل امرئ حتّى تكون فيه خصال شتّى: الكفر والشرّ منه مأمونان، والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، نصيبه من الدنيا القوت، لا يشبع من العلم

__________

(1) أمالي الصدوق ص 251.

(2) أعلام الدين ص 336.

(3) بحار الأنوار ج 61 ص 269، الشّهاب.

مكارم الأخلاق وفضائلها (66)

دهره، الذلّ أحبّ إليه مع الله من العزّ مع غيره، والتواضع أحبّ إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقلّ كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلّهم خيرا منه، وإنّه شرّهم في نفسه، وهو تمام الأمر) (1)

[الحديث: 326] قال الإمام عليّ: (هبط جبريل عليه السّلام على آدم عليه السّلام فقال: يا آدم إنّي أمرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث، فاختر واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما الثلاث يا جبريل؟ قال: العقل والحياء والدّين، قال آدم: فانّي قد اخترت العقل، فقال جبريل للحياء والدّين: انصرفا، فقالا: يا جبريل إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان، قال جبريل: فشأنكما، وعرج) (2)

[الحديث: 327] قال الإمام علي: (العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك بفضلك وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودّة وتظهر لك المحبّة) (3)

[الحديث: 328] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (يا بنيّ احفظ عنّي أربعا وأربعا لا يضرّك ما عملت معهنّ: إنّ أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق) (4)

[الحديث: 329] قال الإمام الحسن: دخلت على أبي وهو يجود بنفسه لمّا ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك فقال لي: أتجزع فقلت: وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه فقال: (ألا اعلّمك خصالا أربع إن أنت حفظتهنّ نلت بهنّ النجاة، وإن أنت ضيّعتهنّ فاتك الدّاران: يا بنيّ لا غنى أكبر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشدّ من العجب، ولا عيش ألذّ من حسن الخلق) (5)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 19.

(2) الخصال ج 1 ص 102.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 22.

(4) نهج البلاغة حكمة 37 ص 1104.

(5) اصول الكافي ج 1 ص 25.

مكارم الأخلاق وفضائلها (67)

[الحديث: 330] قال الإمام علي: (صدر العاقل صندوق سرّه ولا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب، اعقلوا الخير إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل، لا مال أعود من العقل ولا عقل كالتدبير، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلّا في ثلاث: مرمّة لمعاش أو خطوة في معاد أو لذّة في غير محرم، ما استودع الله امرئا عقلا إلّا استنقذه به يوما ما) (1)

[الحديث: 331] قال الإمام علي: (من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها، ولا أغتفر فقد عقل ولا دين، لأنّ مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنّأ بحياة مع مخافة، وفقد العقل فقد الحياة ولا يقاس إلّا بالأموات) (2)

[الحديث: 332] قال للإمام علي: صف لنا العاقل، فقال: (هو الّذي يضع الشيء مواضعه) فقيل: فصف لنا الجاهل، فقال: (قد فعلت) (3)

[الحديث: 333] قال الإمام علي: (العقل حفظ التجارب وخير ما جرّبت ما وعظك) (4)

[الحديث: 334] قال الإمام علي: (العقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدّي إلى المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين، ومن فاته العقل والمروءة فرأس ماله المعصية، وصديق كلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشرّ، ولكنّ العاقل من يعرف خير الشرّين. ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف.. والعقل الكامل قاهر الطبع السوء. وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في إزالتها) (5)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 250.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 31.

(3) نهج البلاغة حكمة 227 ص 1191.

(4) نهج البلاغة وصيّة 31 ص 931.

(5) مطالب السؤول كما في (البحار) ج 75 ص 6.

مكارم الأخلاق وفضائلها (68)

[الحديث: 335] قال الإمام علي: (العقل حسام قاطع، قاتل هواك بعقلك) (1)

[الحديث: 336] قال الإمام علي: (كمال المرء عقله وقيمته فضله) (2)

[الحديث: 337] قال الإمام علي: (ينبئ عن قيمة كلّ امرئ علمه وعقله) (3)

[الحديث: 338] قال الإمام علي: (من زاد علمه على عقله كان وبالا عليه) (4)

[الحديث: 339] قال الإمام علي: (الإنسان بعقله) (5)

[الحديث: 340] قال الإمام علي: (العقل رسول الحقّ) (6)

[الحديث: 341] قال الإمام علي: (العقل صديق مقطوع) (7)

[الحديث: 342] قال الإمام علي: (المرء صديق ما عقل) (8)

[الحديث: 343] قال الإمام علي: (العقل أقوى أساس) (9)

[الحديث: 344] قال الإمام علي: (العقل حسام قاطع) (10)

[الحديث: 345] قال الإمام علي: (العقل ثوب جديد لا يبلى) (11)

[الحديث: 346] قال الإمام علي: (العقل رقيّ إلى علّيين) (12)

[الحديث: 347] قال الإمام علي: (العقل شرف كريم لا يبلى) (13)

[الحديث: 348] قال الإمام علي: (العقل صاحب جيش الرّحمن، والهوى قائد جيش الشيطان، والنّفس متجاذبة بينهما، فأيّهما غلب كانت في حيّزه) (14)

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 249، من كتاب (روضة الواعظين).

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 47.

(5) غرر الحكم ص 56.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (69)

[الحديث: 349] قال الإمام علي: (العقل صديق محمود) (1)

[الحديث: 350] قال الإمام علي: (أفضل حظّ الرجل عقله، إن ذلّ أعزّه وإن سقط رفعه وإن ضلّ أرشده وإن تكلّم سدّده) (2)

[الحديث: 351] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يحبّ العقل القويم والعمل المستقيم) (3)

[الحديث: 352] قال الإمام علي: (إنّ أفضل الناس عند الله من أحيا عقله وأمات شهوته وأتعب نفسه لصلاح آخرته) (4)

[الحديث: 353] قال الإمام علي: (إذا أراد الله بعبد خيرا منحه عقلا قويما وعملا مستقيما) (5)

[الحديث: 354] قال الإمام علي: (تزكية الرّجل عقله) (6)

[الحديث: 355] قال الإمام علي: (حسب الرّجل عقله ومروءته خلقه) (7)

[الحديث: 356] قال الإمام علي: (صديق كلّ امرئ عقله وعدوّه جهله) (8)

[الحديث: 357] قال الإمام علي: (عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل) (9)

[الحديث: 358] قال الإمام علي: (غاية المرء حسن عقله) (10)

[الحديث: 359] قال الإمام علي: (الدّين لا يصلحه إلّا العقل) (11)

[الحديث: 360] قال الإمام علي: (على قدر العقل يكون الدّين) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (70)

[الحديث: 361] قال الإمام علي: (قيمة كلّ امرئ عقله) (1)

[الحديث: 362] قال الإمام علي: (كلّ الحسب متناه إلّا العقل والأدب) (2)

[الحديث: 363] قال الإمام علي: (كمال الإنسان العقل) (3)

[الحديث: 364] قال الإمام علي: (لكلّ شيء غاية، وغاية المرء عقله) (4)

[الحديث: 365] قال الإمام علي: (ما آمن المؤمن حتّى عقل) (5)

[الحديث: 366] قال الإمام علي: (ملاك الأمر العقل) (6)

[الحديث: 367] قال الإمام علي: (ما استودع الله سبحانه امرؤا عقلا إلّا ليستنقذه به يوما) (7)

[الحديث: 368] قال الإمام علي: (ميزة الرّجل عقله وجماله مروّته) (8)

[الحديث: 369] قال الإمام علي: (اعقل عقلك، واملك أمرك، وجاهد نفسك، واعمل للآخرة جهدك) (9)

[الحديث: 370] قال الإمام علي: (العقل فضيلة الإنسان) (10)

[الحديث: 371] قال الإمام علي: (العقل أفضل مرجوّ) (11)

[الحديث: 372] قال الإمام علي: (عنوان فضيلة المرء عقله وحسن خلقه) (12)

[الحديث: 373] قال الإمام علي: (غاية الفضائل العقل) (13)

[الحديث: 374] قال الإمام علي: (للإنسان فضيلتان: عقل ومنطق، فبالعقل

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (71)

يستفيد وبالمنطق يفيد) (1)

[الحديث: 375] قال الإمام علي: (ما جمّل الفضائل كاللّبّ) (2)

[الحديث: 376] قال الإمام علي: (ما قسم الله سبحانه بين عباده شيئا أفضل من العقل) (3)

[الحديث: 377] قال الإمام علي: (العقل سلاح (صلاح) كلّ أمر) (4)

[الحديث: 378] قال الإمام علي: (أفضل النعم العقل) (5)

[الحديث: 379] قال الإمام علي: (إنّ من رزقه الله عقلا قويما وعملا مستقيما فقد ظاهر لديه النّعمة وأعظم عليه المنّة) (6)

[الحديث: 380] قال الإمام علي: (خير المواهب العقل) (7)

[الحديث: 381] قال الإمام علي: (من كمال النعم وفور العقل) (8)

[الحديث: 382] قال الإمام علي: (لا نعمة أفضل من عقل) (9)

[الحديث: 383] قال الإمام علي: (العقل ينبوع الخير) (10)

[الحديث: 384] قال الإمام علي: (العقل زين، الحمق شين) (11)

[الحديث: 385] قال الإمام علي: (العقل زين لمن رزقه) (12)

[الحديث: 386] قال الإمام علي: (زين الدّين العقل) (13)

[الحديث: 387] قال الإمام علي: (لا جمال أزين من العقل) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (72)

[الحديث: 388] قال الإمام علي: (العقل أجمل زينة، والعلم أشرف مزيّة) (1)

[الحديث: 389] قال الإمام علي: (العقل أحسن حلية) (2)

[الحديث: 390] قال الإمام علي: (العقل أشرف مزيّة) (3)

[الحديث: 391] قال الإمام علي: (إنّما الشّرف بالعقل والأدب لا بالمال والحسب) (4)

[الحديث: 392] قال الإمام علي: (العقل أغناء الغناء وغاية الشّرف في الآخرة والدّنيا) (5)

[الحديث: 393] قال الإمام علي: (أغنى الغنى العقل) (6)

[الحديث: 394] قال الإمام علي: (كفى بالعقل غنى) (7)

[الحديث: 395] قال الإمام علي: (لا غنى كالعقل) (8)

[الحديث: 396] قال الإمام علي: (ثروة العاقل في علمه وعمله) (9)

[الحديث: 397] قال الإمام علي: (لا مال أعود من العقل) (10)

[الحديث: 398] قال الإمام علي: (عليك بالعقل، فلا مال أعود منه) (11)

[الحديث: 399] قال الإمام علي: (لا فقر لعاقل) (12)

[الحديث: 400] قال الإمام علي: (صلاح البرية العقل) (13)

[الحديث: 401] قال الإمام علي: (بالعقل صلاح البريّة) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (73)

[الحديث: 402] قال الإمام علي: (بالعقل صلاح كلّ أمر) (1)

[الحديث: 403] قال الإمام علي: (العقل مصلح كلّ أمر) (2)

[الحديث: 404] قال الإمام علي: (فكر العاقل هداية) (3)

[الحديث: 405] قال الإمام علي: (العقل يهدي وينجي، والجهل يغوي ويردي) (4)

[الحديث: 406] قال الإمام علي: (أين العقول المستصحبة لمصابيح الهدى) (5)

[الحديث: 407] قال الإمام علي: (العقل (العاقل) لا ينخدع) (6)

[الحديث: 408] قال الإمام علي: (من استرفد العقل أرفده) (7)

[الحديث: 409] قال الإمام علي: (كن لعقلك مسعفا ولهواك مسوّفا) (8)

[الحديث: 410] قال الإمام علي: (استرشد العقل وخالف الهوى تنجح) (9)

[الحديث: 411] قال الإمام علي: (حدّ العقل النّظر في العواقب، والرضا بما يجري به القضاء) (10)

[الحديث: 412] قال الإمام علي: (حدّ العقل الانفصال عن الفاني، والاتّصال بالباقي) (11)

[الحديث: 413] قال الإمام علي: (إنّما العقل في التّجنّب من الإثم، والنّظر في العواقب، والأخذ بالحزم) (12)

[الحديث: 414] قال الإمام علي: (أفضل العقل الرشاد) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (74)

[الحديث: 415] قال الإمام علي: (أفضل العقل مجانبة الهوى) (1)

[الحديث: 416] قال الإمام علي: (أفضل العقل معرفة الإنسان نفسه، فمن عرف نفسه عقل، ومن جهلها ضلّ) (2)

[الحديث: 417] قال الإمام علي: (أفضل العقل الاعتبار، وأفضل الحزم الاستظهار، وأكبر الحمق الاغترار) (3)

[الحديث: 418] قال الإمام علي: (أفضل الناس عقلا أحسنهم تقديرا لمعاشه، وأشدّهم اهتماما بإصلاح معاده) (4)

[الحديث: 419] قال الإمام علي: (إذا كمل العقل نقصت الشّهوة) (5)

[الحديث: 420] قال الإمام علي: (تمام العقل (تمام العمل) استكماله) (6)

[الحديث: 421] قال الإمام علي: (حسن العقل جمال الظّواهر والبواطن) (7)

[الحديث: 422] قال الإمام علي: (حسن العقل أفضل رائد) (8)

[الحديث: 423] قال الإمام علي: (من كمل عقله استهان بالشهوات) (9)

[الحديث: 424] قال الإمام علي: (من كمال عقلك استظهارك على عقلك) (10)

[الحديث: 425] قال الإمام علي: (أعقلكم أطوعكم) (11)

[الحديث: 426] قال الإمام علي: (أعقل الناس أطوعهم لله سبحانه) (12)

[الحديث: 427] قال الإمام علي: (أعقل الناس أقربهم من الله) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (75)

[الحديث: 428] قال الإمام علي: (أعقل الناس من أطاع العقلاء) (1)

[الحديث: 429] قال الإمام علي: (أعقل الإنسان محسن خائف) (2)

[الحديث: 430] قال الإمام علي: (أعقل الناس أعذرهم للناس) (3)

[الحديث: 431] قال الإمام علي: (أعقل الناس أبعدهم عن كلّ دنيّة) (4)

[الحديث: 432] قال الإمام علي: (أعقل الناس من كان بعيبه بصيرا، وعن عيب غيره ضريرا) (5)

[الحديث: 433] قال الإمام علي: (أعقل الناس من لا يتجاوز الصّمت في عقوبة الجهّال) (6)

[الحديث: 434] قال الإمام علي: (أعقل الناس من غلب جدّه هزله، واستظهر على هواه بعقله) (7)

[الحديث: 435] قال الإمام علي: (أعقل الناس من ذلّ للحقّ فأعطاه من نفسه، وعزّ بالحقّ فلم يهن إقامته (عن إقامته) وحسن العمل به) (8)

[الحديث: 436] قال الإمام علي: (أعقل الناس أنظرهم في العواقب) (9)

[الحديث: 437] قال الإمام علي: (غاية العقل الاعتراف بالجهل) (10)

[الحديث: 438] قال الإمام علي: (العقل قربة، الحمق غربة) (11)

[الحديث: 439] قال الإمام علي: (العقل شفاء) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (76)

[الحديث: 440] قال الإمام علي: (العقل يحسن (يصلح) الرّويّة) (1)

[الحديث: 441] قال الإمام علي: (العقل يوجب الحذر) (2)

[الحديث: 442] قال الإمام علي: (العقل حيث كان آلف مألوف) (3)

[الحديث: 443] قال الإمام علي: (العقل في الغربة قربة) (4)

[الحديث: 444] قال الإمام علي: (اعقل تدرك) (5)

[الحديث: 445] قال الإمام علي: (أسعد الناس العاقل) (6)

[الحديث: 446] قال الإمام علي: (أصل العقل الفكر، وثمرته السّلامة) (7)

[الحديث: 447] قال الإمام علي: (أدرك الناس لحاجته ذو العقل المترفّق) (8)

[الحديث: 448] قال الإمام علي: (إنّ بذوي العقول من الحاجة إلى الأدب كما يظمأ الزرع إلى المطر) (9)

[الحديث: 449] قال الإمام علي: (إذا تمّ العقل نقص الكلام) (10)

[الحديث: 450] قال الإمام علي: (بالعقل يستخرج غور الحكمة) (11)

[الحديث: 451] قال الإمام علي: (بالعقل تنال الخيرات) (12)

[الحديث: 452] قال الإمام علي: (بوفور العقل يتوفّر الحلم) (13)

[الحديث: 453] قال الإمام علي: (بالعقل كمال النّفس) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (77)

[الحديث: 454] قال الإمام علي: (ثمرة العقل الاستقامة) (1)

[الحديث: 455] قال الإمام علي: (ثمرة العقل لزوم الحقّ) (2)

[الحديث: 456] قال الإمام علي: (ثمرة العقل صحبة الأخيار) (3)

[الحديث: 457] قال الإمام علي: (ثمرة العقل العمل للنّجاة) (4)

[الحديث: 458] قال الإمام علي: (ثمرة العقل مداراة النّاس) (5)

[الحديث: 459] قال الإمام علي: (ثمرة العقل الصّدق) (6)

[الحديث: 460] قال الإمام علي: (ثمرة العقل مقت الدّنيا وقمع الهوى) (7)

[الحديث: 461] قال الإمام علي: (حفظ العقل بمخالفة الهوى والعزوف عن الدّنيا) (8)

[الحديث: 462] قال الإمام علي: (زيادة العقل تنجي) (9)

[الحديث: 463] قال الإمام علي: (غريزة العقل تأبى ذميم الفعل) (10)

[الحديث: 464] قال الإمام علي: (غطاء العيوب العقل) (11)

[الحديث: 465] قال الإمام علي: (كم من ذليل أعزّه عقله) (12)

[الحديث: 466] قال الإمام علي: (كلّما ازداد عقل الرّجل قوي إيمانه بالقدر، واستخفّ بالغير) (13)

[الحديث: 467] قال الإمام علي: (للحازم من عقله عن كلّ دنيّة (من كلّ دنيّة)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (78)

زاجر) (1)

[الحديث: 468] قال الإمام علي: (لن ينجع الأدب حتّى يقارنه العقل) (2)

[الحديث: 469] قال الإمام علي: (لو عقل المرء عقله لأحرز سرّه عمّن أفشاه إليه، ولم يطلع أحدا عليه) (3)

[الحديث: 470] قال الإمام علي: (من عقل عفّ) (4)

[الحديث: 471] قال الإمام علي: (من عقل استقال) (5)

[الحديث: 472] قال الإمام علي: (من استعان بالعقل سدّده) (6)

[الحديث: 473] قال الإمام علي: (من قدّم عقله على هواه حسنت مساعيه) (7)

[الحديث: 474] قال الإمام علي: (لا عقل كالتجاهل) (8)

[الحديث: 475] قال الإمام علي: (لا أشجع من لبيب) (9)

[الحديث: 476] قال الإمام علي: (لا يحلم عن السّفيه إلّا العاقل) (10)

[الحديث: 477] قال الإمام علي: (لا يزكو عند الله سبحانه إلّا عقل عارف ونفس عزوف) (11)

[الحديث: 478] قال الإمام علي: (للقلوب خواطر سوء، والعقول تزجر عنها) (12)

[الحديث: 479] قال الإمام علي: (العقل مركب العلم) (13)

[الحديث: 480] قال الإمام علي: (العقل أصل العلم وداعيّة الفهم) (14)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

(14) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (79)

[الحديث: 481] قال الإمام علي: (إنّك موزون بعقلك فزكّه بالعلم) (1)

[الحديث: 482] قال الإمام علي: (بالعقول تنال ذروة العلوم) (2)

[الحديث: 483] قال الإمام علي: (كلّ علم لا يؤيّده عقل مضلّة) (3)

[الحديث: 484] قال الإمام علي: (العقل غريزة تزيد بالعلم بالتّجارب) (4)

[الحديث: 485] قال الإمام علي: (العقل والعلم مقرونان في قرن لا يفترفان ولا يتباينان) (5)

[الحديث: 486] قال الإمام علي: (العقل منفعة، والعلم مرفعة، والصّبر مدفعة) (6)

[الحديث: 487] قال الإمام علي: (العقل داعي الفهم) (7)

[الحديث: 488] قال الإمام علي: (من عقل فهم) (8)

[الحديث: 489] قال الإمام علي: (العقل والشّهوة ضدّان، ومؤيّد العقل العلم، ومزيّن الشّهوة الهوى، والنّفس متنازعة بينهما، فأيّهما قهر كانت في جانبه) (9)

[الحديث: 490] قال الإمام علي: (العاقل من هجر شهوته وباع دنياه بآخرته) (10)

[الحديث: 491] قال الإمام علي: (العاقل من تورّع عن الذنوب، وتنزّه عن العيوب) (11)

[الحديث: 492] قال الإمام علي: (العاقل من عصى هواه، في طاعة ربّه) (12)

[الحديث: 493] قال الإمام علي: (العاقل من غلب هواه ولم يبع آخرته بدنياه) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (80)

[الحديث: 494] قال الإمام علي: (العاقل (الكامل) من قمع هواه بعقله) (1)

[الحديث: 495] قال الإمام علي: (حقّ على العاقل أن يقهر هواه قبل ضدّه) (2)

[الحديث: 496] قال الإمام علي: (العاقل من عقل لسانه) (3)

[الحديث: 497] قال الإمام علي: (العاقل لا يتكلّم إلّا بحاجته أو حجّته، ولا يشتغل إلّا بصلاح آخرته) (4)

[الحديث: 498] قال الإمام علي: (العاقل من عقل لسانه إلّا عن ذكر الله) (5)

[الحديث: 499] قال الإمام علي: (العاقل من صان لسانه عن الغيبة) (6)

[الحديث: 500] قال الإمام علي: (العاقل يطلب الكمال، الجاهل يطلب المال) (7)

[الحديث: 501] قال الإمام علي: (العاقل من تغمّد (تعمّد) الذنوب بالغفران) (8)

[الحديث: 502] قال الإمام علي: (العاقل من أحسن صنائعه، ووضع سعيه في مواضعه) (9)

[الحديث: 503] قال الإمام علي: (العاقل إذا سكت فكّر، وإذا نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر) (10)

[الحديث: 504] قال الإمام علي: (العاقل من زهد في دنيا فانية دنيّة (دنيّة فانية) ورغب في جنّة سنيّة خالدة عالية) (11)

[الحديث: 505] قال الإمام علي: (العاقل من وضع الأشياء مواضعها، والجاهل

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (81)

ضدّ ذلك) (1)

[الحديث: 506] قال الإمام علي: (العاقل إذا علم عمل، وإذا عمل أخلص، وإذا أخلص اعتزل) (2)

[الحديث: 507] قال الإمام علي: (العاقل يجتهد في عمله، ويقصّر من أمله) (3)

[الحديث: 508] قال الإمام علي: (العاقل لا يفرط به عنف، ولا يقعد به ضعف) (4)

[الحديث: 509] قال الإمام علي: (العاقل من يملك نفسه إذا غضب، وإذا رغب، وإذا رهب) (5)

[الحديث: 510] قال الإمام علي: (العاقل يتقاضى نفسه بما يجب عليه، ولا يتقاضى لنفسه بما يجب له) (6)

[الحديث: 511] قال الإمام علي: (العقل أنّك تقتصد فلا تسرف، وتعد فلا تخلف، وإذا غضبت حلمت) (7)

[الحديث: 512] قال الإمام علي: (العقل أن تقول ما تعرف، وتعمل بما تنطق به) (8)

[الحديث: 513] قال الإمام علي: (العاقل من لا يضيع له نفسا فيما لا ينفعه ولا يقتني ما لا يصحبه) (9)

[الحديث: 514] قال الإمام علي: (العاقل من غلب نوازع أهويته) (10)

[الحديث: 515] قال الإمام علي: (العاقل من سلّم إلى القضاء، وعمل بالحزم) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (82)

[الحديث: 516] قال الإمام علي: (إنّ العاقل لا ينخدع للطمع) (1)

[الحديث: 517] قال الإمام علي: (إنّ العاقل من عقله في إرشاد (في ارتياد) ومن رأيه في ازدياد، فلذلك رأيه سديد وفعله حميد) (2)

[الحديث: 518] قال الإمام علي: (إنّ العاقل يتّعظ بالأدب، والبهائم لا تتّعظ إلّا بالضرب) (3)

[الحديث: 519] قال الإمام علي: (إنّ العاقل ينبغي أن يحذر الموت في هذه الدّار، ويحسن له التأهّب قبل أن يصل إلى دار يتمنّى فيها الموت فلا يجده) (4)

[الحديث: 520] قال الإمام علي: (حقّ على العاقل العمل للمعاد والاستكثار من الزاد) (5)

[الحديث: 521] قال الإمام علي: (إنّما اللبيب من استلّ الأحقاد) (6)

[الحديث: 522] قال الإمام علي: (إنّما البصير من سمع ففكّر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعبر) (7)

[الحديث: 523] قال الإمام علي: (ثلاثة تدلّ على عقول أربابها: الرّسول والكتاب والهديّة) (8)

[الحديث: 524] قال الإمام علي: (حق على العاقل أن يستديم الاسترشاد، ويترك الاستبداد) (9)

[الحديث: 525] قال الإمام علي: (رغبة العاقل في الحكمة، وهمّة الجاهل في

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (83)

الحماقة) (1)

[الحديث: 526] قال الإمام علي: (كلّ عاقل مغموم) (2)

[الحديث: 527] قال الإمام علي: (كلّ عاقل محزون) (3)

[الحديث: 528] قال الإمام علي: (للعاقل في كلّ عمل إحسان) (4)

[الحديث: 529] قال الإمام علي: (للعاقل في كلّ كلمة نبل) (5)

[الحديث: 530] قال الإمام علي: (للعاقل في كلّ عمل ارتياص) (6)

[الحديث: 531] قال الإمام علي: (ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلّا في ثلاث حظوة: في معاد، أو مرمّة لمعاش، أو لذّة في غير محرّم) (7)

[الحديث: 532] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب المريض) (8)

[الحديث: 533] قال الإمام علي: (ستّة تختبر بها عقول الناس: الحلم عند الغضب، والصبر عند الرهب، والقصد عند الرّغب، وتقوى الله في كلّ حال، وحسن المداراة، وقلّة المماراة) (9)

[الحديث: 534] قال الإمام علي: (رأي الرجل ميزان عقله) (10)

[الحديث: 535] قال الإمام علي: (رأي العاقل ينجي) (11)

[الحديث: 536] قال الإمام علي: (ألا وإنّ اللّبيب من استقبل وجوه الآراء بفكر

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (84)

صائب، ونظر في العواقب) (1)

[الحديث: 537] قال الإمام علي: (حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء، ويضمّ إلى علمه علوم الحكماء) (2)

[الحديث: 538] قال الإمام علي: (إذا أنكرت من عقلك شيئا فاقتد برأي عاقل يزيل ما أنكرته) (3)

[الحديث: 539] قال الإمام علي: (العاقل من اتّهم رأيه، ولم يثق بكلّ ما تسوّل له نفسه) (4)

[الحديث: 540] قال الإمام علي: (إذا قلّت العقول كثر الفضول) (5)

[الحديث: 541] قال الإمام علي: (فقد العقل شقاء) (6)

[الحديث: 542] قال الإمام علي: (من لا يعقل يهن، ومن يهن، لا يوقّر) (7)

[الحديث: 543] قال الإمام علي: (من لا عقل له لا ترتجيه) (8)

[الحديث: 544] قال الإمام علي: (من ضيّع عاقلا دلّ على ضعف عقله) (9)

[الحديث: 545] قال الإمام علي: (من قلّ عقله كثر هزله) (10)

[الحديث: 546] قال الإمام علي: (من قعد به العقل قام به الجهل) (11)

[الحديث: 547] قال الإمام علي: (من فاته العقل لم يعده الذّلّ) (12)

[الحديث: 548] قال الإمام علي: (من لم يكن له عقل يزينه لم ينبل) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (85)

[الحديث: 549] قال الإمام علي: (من لم يكمل عقله لم تؤمن بوائقه) (1)

[الحديث: 550] قال الإمام علي: (لا يثوب العقل مع اللّعب) (2)

[الحديث: 551] قال الإمام علي: (لا مرض أضنى من قلّة العقل) (3)

[الحديث: 552] قال الإمام علي: (لا دين لمن لا عقل له) (4)

[الحديث: 553] قال الإمام علي: (لا يوثق بعهد من لا عقل له) (5)

[الحديث: 554] قال الإمام علي: (ضلال العقل يبعد من الرّشاد ويفسد المعاد) (6)

[الحديث: 555] قال الإمام علي: (إذا أراد الله سبحانه إزالة نعمة عن عبد كان أول ما يغيّر عنه عقله، وأشدّ شيء عليه فقده) (7)

[الحديث: 556] قال الإمام علي: (يعجبني من الرّجل أن يرى عقله زائدا على لسانه ولا يرى لسانه زائدا على عقله) (8)

[الحديث: 557] قال الإمام علي: (أطع العاقل تغنم) (9)

[الحديث: 558] قال الإمام علي: (اتّهموا عقولكم، فإنّه من الثّقة بها يكون الخطأ) (10)

[الحديث: 559] قال الإمام علي: (إذا لوّحت للعاقل فقد أوجعته عتابا) (11)

[الحديث: 560] قال الإمام علي: (إذا شاب العاقل شبّ عقله) (12)

[الحديث: 561] قال الإمام علي: (تلويح زلّة العاقل له من أمضّ عتابه) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

(11) غرر الحكم ص 41.

(12) غرر الحكم ص 41.

(13) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (86)

[الحديث: 562] قال الإمام علي: (رسولك ترجمان عقلك، واحتمالك دليل حلمك) (1)

[الحديث: 563] قال الإمام علي: (زلّة العاقل محذورة) (2)

[الحديث: 564] قال الإمام علي: (ضادّوا الهوى بالعقل) (3)

[الحديث: 565] قال الإمام علي: (ظنّ العاقل أصحّ من يقين الجاهل) (4)

[الحديث: 566] قال الإمام علي: (ظنّ ذوي النهى والألباب أقرب شيء من الصّواب) (5)

[الحديث: 567] قال الإمام علي: (عقوبة العقلاء التلويح) (6)

[الحديث: 568] قال الإمام علي: (لكلّ شيء زكاة وزكاة العقل احتمال الجهّال) (7)

[الحديث: 569] قال الإمام علي: (من ملك عقله كان حكيما) (8)

[الحديث: 570] قال الإمام علي: (من غلب عقله شهوته وحلمه غضبه كان جديرا بحسن السيرة) (9)

[الحديث: 571] قال الإمام علي: (الناس منقوصون مدخولون إلّا من عصم الله سبحانه: سائلهم متعنّت، ومجيبهم متكلّف، يكاد أفضلهم رأيا أن يردّه عن فضل رأيه الرّضى والسخط، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللّحظة وتستحيله (تستميله) الكلمة الواحدة) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 41.

(2) غرر الحكم ص 41.

(3) غرر الحكم ص 41.

(4) غرر الحكم ص 41.

(5) غرر الحكم ص 41.

(6) غرر الحكم ص 41.

(7) غرر الحكم ص 41.

(8) غرر الحكم ص 41.

(9) غرر الحكم ص 41.

(10) غرر الحكم ص 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (87)

[الحديث: 572] قال الإمام علي: (سبب فساد العقل حبّ الدّنيا) (1)

[الحديث: 573] قال الإمام علي: (زخارف الدّنيا تفسد العقول الضّعيفة) (2)

[الحديث: 574] قال الإمام علي: (حبّ الدّنيا يفسد العقل، ويصمّ القلب عن سماع الحكمة، ويوجب أليم العقاب) (3)

[الحديث: 575] قال الإمام علي: (لحبّ الدّنيا صمّت الأسماع عن سماع الحكمة، وعميت القلوب عن نور البصيرة) (4)

[الحديث: 576] قال الإمام علي: (من أحبّ شيئا لهج بذكره) (5)

[الحديث: 577] قال الإمام علي: (الأمانيّ تعمي عيون البصائر) (6)

[الحديث: 578] قال الإمام علي: (كثرة الأماني من فساد العقل) (7)

[الحديث: 579] قال الإمام علي: (الغضب يفسد الألباب ويبعد من الصّواب) (8)

[الحديث: 580] قال الإمام علي: (غير منتفع بالحكمة عقل معلول بالغضب والشّهوة) (9)

[الحديث: 581] قال الإمام علي: (المستبدّ متهوّر في الخطأ والغلط) (10)

[الحديث: 582] قال الإمام علي: (الاستبداد برأيك يزلّك ويهوّرك في المهاوي) (11)

[الحديث: 583] قال الإمام علي: (قد أخطأ المستبدّ) (12)

[الحديث: 584] قال الإمام علي: (قد خاطر من استغنى برأيه) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 65.

(2) غرر الحكم ص 65.

(3) غرر الحكم ص 65.

(4) غرر الحكم ص 65.

(5) غرر الحكم ص 65.

(6) غرر الحكم ص 65.

(7) غرر الحكم ص 65.

(8) غرر الحكم ص 65.

(9) غرر الحكم ص 65.

(10) غرر الحكم ص 65.

(11) غرر الحكم ص 65.

(12) غرر الحكم ص 65.

(13) غرر الحكم ص 65.

مكارم الأخلاق وفضائلها (88)

[الحديث: 585] قال الإمام علي: (فساد العقل الاغترار بالخدع) (1)

[الحديث: 586] قال الإمام علي: (الناس أعداء ما جهلوا) (2)

[الحديث: 587] قال الإمام علي: (ربّما عمي اللّبيب عن الصّواب) (3)

[الحديث: 588] قال الإمام علي: (فاقد البصر فاسد النّظر) (4)

[الحديث: 589] قال الإمام علي: (لقد أخطأ العاقل اللاهي الرّشد، وأصابه ذو الاجتهاد والجدّ) (5)

[الحديث: 590] قال الإمام علي: (من غفل جهل) (6)

[الحديث: 591] قال الإمام علي: (من ساء ظنّه ساءت طويّته) (7)

[الحديث: 592] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال وسكر القدرة وسكر العلم وسكر المدح وسكر الشباب، فانّ لكلّ ذلك رياحا خبيثة تسلب العقل وتستخفّ الوقار) (8)

[الحديث: 593] قال الإمام علي: (الحكمة روضة العقلاء ونزهة النبلاء) (9)

[الحديث: 594] قال الإمام علي: (استشعر الحكمة وتجلبب السكينة فإنهما حلية الأبرار) (10)

[الحديث: 595] قال الإمام علي: (عليك بالحكمة فإنّها الحلية الفاخرة) (11)

[الحديث: 596] قال الإمام علي: (كلّ شيء يملّ ما خلا طرائف الحكم) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 65.

(2) غرر الحكم ص 65.

(3) غرر الحكم ص 65.

(4) غرر الحكم ص 65.

(5) غرر الحكم ص 65.

(6) غرر الحكم ص 65.

(7) غرر الحكم ص 65.

(8) غرر الحكم ص 65.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(12) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (89)

[الحديث: 597] قال الإمام علي: (من لهج بالحكمة فقد شرّف نفسه) (1)

[الحديث: 598] قال الإمام علي: (من خزائن الغيب تظهر الحكمة) (2)

[الحديث: 599] قال الإمام علي: (الفكر في غير الحكمة هوس) (3)

[الحديث: 600] قال الإمام علي: (لا تسكن الحكمة قلبا مع شهوة) (4)

[الحديث: 601] قال الإمام علي: (إنّ كلام الحكيم إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطاء كان داء) (5)

[الحديث: 602] قال الإمام علي: (خذ الحكمة أنى كانت فإنّ الحكمة ضالّة كلّ مؤمن) (6)

[الحديث: 603] قال الإمام علي: (خذ الحكمة ممّن أتاك بها وانظر إلى ما قال ولا تنظره إلى من قال) (7)

[الحديث: 604] قال الإمام علي: (الحكمة ضالّة كلّ مؤمن فخذوها ولو من أفواه المنافقين) (8)

[الحديث: 605] قال الإمام علي: (ضالّة الحكيم الحكمة فهو يطلبها حيث كانت) (9)

[الحديث: 606] قال الإمام علي: (ضالّة العاقل الحكمة فهو أحقّ بها حيث كانت) (10)

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (90)

[الحديث: 607] قال الإمام علي: (الحكيم من جازى الإساءة بالإحسان) (1)

[الحديث: 608] قال الإمام علي: (أعيى ما يكون الحكيم إذا خاطب سفيها) (2)

[الحديث: 609] قال الإمام علي: (حدّ الحكمة الإعراض عن دار الفناء، والتولّه بدار البقاء) (3)

[الحديث: 610] قال الإمام علي: (الحكمة شجرة تنبت في القلب، وتثمر على اللسان) (4)

[الحديث: 611] قال الإمام علي: (أوّل الحكمة ترك اللذّات وآخرها مقت الفانيات) (5)

[الحديث: 612] قال الإمام علي: (لا حكمة إلّا بعصمة) (6)

[الحديث: 613] قال الإمام علي: (قرنت الحكمة بالعصمة) (7)

[الحديث: 614] قال الإمام علي: (الحكمة عصمة، العصمة نعمة) (8)

[الحديث: 615] قال الإمام علي: (ثمرة الحكمة الفوز) (9)

[الحديث: 616] قال الإمام علي: (ثمرة الحكمة التنزّه عن الدنيا والوله بجنّة المأوى) (10)

[الحديث: 617] قال الإمام علي: (العلم ثمرة الحكمة، والصواب من فروعها) (11)

[الحديث: 618] قال الإمام علي: (بالحكمة يكشف غطاء العلم) (12)

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(12) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (91)

[الحديث: 619] قال الإمام علي: (حكمة الدنيّ ترفعه وجهل الشريف يضعه) (1)

[الحديث: 620] قال الإمام علي: (الحكيم يشفي السائل ويجود بالفضائل) (2)

[الحديث: 621] قال الإمام علي: (الحكماء أشرف الناس أنفسا وأكثرهم صبرا. وأسرعهم عفوا وأوسعهم أخلاقا) (3)

[الحديث: 622] قال الإمام علي: (لا خير في الصمت عن الحكمة كما أنّه لا خير في القول بالباطل) (4)

[الحديث: 623] قال الإمام علي: (رأس الحكمة لزوم الحقّ) (5)

[الحديث: 624] قال الإمام علي: (رأس الحكمة لزوم الحقّ وطاعة المحقّ) (6)

[الحديث: 625] قال الإمام علي: (كيف يصبر على مباينة الأضداد من لم تعنه الحكمة؟!) (7)

[الحديث: 626] قال الإمام علي: (كلّما قويت الحكمة ضعفت الشهوة) (8)

[الحديث: 627] قال الإمام علي: (من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار) (9)

[الحديث: 628] قال الإمام علي: (من ثبتت له الحكمة عرف العبرة) (10)

[الحديث: 629] قال الإمام علي: (من الحكمة طاعتك لمن فوقك وإجلالك من في طبقتك وإنصافك لمن دونك) (11)

[الحديث: 630] قال الإمام علي: (من الحكمة أن لا تنازع من فوقك ولا تستذلّ

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

مكارم الأخلاق وفضائلها (92)

من دونك، ولا تتعاطى ما ليس في قدرتك، ولا يخالف لسانك قلبك، ولا قولك فعلك ولا تتكلّم فيما لا تعلم ولا تترك الأمر عند الإقبال وتطلبه عند الإدبار) (1)

[الحديث: 631] قال الإمام علي: (الحكمة لا تحلّ قلب المنافق إلّا وهي على ارتحال) (2)

[الحديث: 632] قال الإمام علي: (بالعلم تعرف الحكمة) (3)

[الحديث: 633] قال الإمام علي: (قد يزلّ الحكيم) (4)

[الحديث: 634] قال الإمام علي: (قد يقول الحكمة غير الحكيم) (5)

[الحديث: 635] قال الإمام علي: (الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحقّ بها وأهلها) (6)

2 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 636] قال الإمام الصادق: (إنّ الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له) (7)

[الحديث: 637] قال الإمام الصادق: (دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم، وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما، حافظا، ذاكرا، فطنا، فهما فعلم بذلك كيف ولم وحيث، وعرف من نصحه ومن غشّه، فإذا عرف ذلك مجراه وموصوله ومفصوله وأخلص الوحدانيّة لله والإقرار بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات، وواردا على ما هو آت، يعرف ما هو فيه ولأيّ شيء هو هاهنا، ومن أين يأتيه وإلى ما هو صائر، وذلك كلّه من تأييد العقل) (8)

__________

(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.

(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 238.

(7) مشكاة الأنوار ص 248.

(8) أصول الكافي ج 1 ص 25.

مكارم الأخلاق وفضائلها (93)

[الحديث: 638] قال الإمام الصادق: (من كان عاقلا ختم له بالجنّة إن شاء الله) (1)

[الحديث: 639] قال الإمام الصادق: (من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنّة) (2)

[الحديث: 640] قال الإمام الصادق: (حجّة الله على العباد النبيّ، والحجّة فيما بين العباد وبين الله العقل) (3)

[الحديث: 641] قال الإمام الصادق: (ليس بين الإيمان والكفر إلّا قلّة العقل) قيل: وكيف ذاك يا ابن رسول الله؟ قال: (إنّ العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص نيّته لله لأتاه الّذي يريد في أسرع من ذلك) (4)

[الحديث: 642] قال الإمام الصادق: (خمس من لم يكنّ فيه لم يكن فيه كثير مستمتع) قيل: وما هي؟ قال: (العقل والدّين والأدب والجود وحسن الخلق) (5)

[الحديث: 643] قال الإمام الصادق: (العقل دليل المؤمن) (6)

[الحديث: 644] قال الإمام الصادق: (لم يقسم الله بين الناس شيئا أقلّ من خمس: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر.. والّذي يكمل هذا كلّه العقل) (7)

[الحديث: 645] قال الصادق: (من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنّة) (8)

[الحديث: 646] ذكر للإمام الصادق عبادة بعضهم ودينه وفضله، فقال: (كيف عقله؟) قيل: لا ندري، فقال: (إنّ الثواب على قدر العقل، إنّ رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء، وإنّ ملكا من

__________

(1) ثواب الأعمال ص 29.

(2) ثواب الأعمال ص 29.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 25.

(4) اصول الكافي ج 1 ص 32.

(5) المحاسن ص 191.

(6) اصول الكافي ج 1 ص 25.

(7) المحاسن ص 192.

(8) اصول الكافي ج 1 ص 11.

مكارم الأخلاق وفضائلها (94)

الملائكة مرّ به فقال: يا ربّ أرني ثواب عبدك هذا فأراه الله تعالى ذلك؛ فاستقلّه الملك فأوحى الله تعالى إليه: أن اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسيّ فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك، فكان معه يومه ذلك فلمّا أصبح قال له الملك: إنّ مكانك لنزه وما يصلح إلّا للعبادة فقال له العابد: إنّ لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربّنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فانّ هذا الحشيش يضيع، فقال له ذلك الملك: وما لربّك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى الله إلى الملك: إنّما اثيبه على قدر عقله) (1)

[الحديث: 647] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك إنّ لي جارا كثير الصّلاة كثير الصّدقة كثير الحجّ لا بأس به فقال: (كيف عقله؟) قيل: جعلت فداك ليس له عقل، فقال: (لا يرتفع بذلك منه) (2)

[الحديث: 648] قال الإمام الصادق: (إنّ أول الأمور ومبدأها وقوّتها وعمارتها الّتي لا ينتفع بشيء إلّا به العقل الّذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنّهم مخلوقون وأنّه المدبّر لهم وأنّهم المدبّرون وأنّه الباقي وهم الفانون، واستدلّوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه من سمائه وأرضه وشمسه وقمره وليله ونهاره أنّ له ولهم خالقا ومدبّرا لم يزل ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح وأنّ الظّلمة في الجهل وأنّ النّور في العلم، فهذا ما دلّهم عليه العقل)، قيل له: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال: (إنّ العاقل لدلالة عقله الّذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم أنّ الله هو الحقّ وأنّه هو ربّه، وعلم أنّ لخالقه محبّة وأنّ له كراهة وأنّ له طاعة وأنّ له معصية فلم يجد عقله يدله على ذلك، وعلم أنه لا يوصل إليه إلّا بالعلم وطلبه وأنّه لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه فوجب

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 24.

مكارم الأخلاق وفضائلها (95)

على العاقل طلب العلم والأدب الّذي لا قوام له إلّا به) (1)

[الحديث: 649] قال الإمام الصادق: (لا غناء أخصب من العقل، ولا فقر أحطّ من الحمق، ولا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه) (2)

[الحديث: 650] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم، وسوف ينجب من يفهم، ويظفر من يحلم، والعلم جنّة والصّدق عزّ والجهل ذلّ والفهم مجد والجود نجح وحسن الخلق مجلبة للمودّة، والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللّوابس، والحزم مساءة الظّنّ وبين المرء والحكمة نعمة العالم والجاهل شقيّ بينهما والله وليّ من عرفه وعدوّ من تكلّفه، والعاقل غفور والجاهل ختور، وإن شئت أن تكرم فلن، وإن شئت أن تهان فاخشن، ومن كرم أصله لان قلبه، ومن خشن عنصره غلظ كبده، ومن فرّط تورّط، ومن خاف العاقبة تثبّت عن التوغّل فيما لا يعلم، ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه، ومن لم يعلم لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم، ومن لم يسلم لم يكرم، ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم كان ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم) (3)

[الحديث: 651] قيل للإمام الصادق: ما العقل؟ قال: (ما عبد به الرّحمن واكتسب به الجنان) قيل: فالّذي كان في معاوية؟ فقال: (تلك النكراء تلك الشيطنة وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل) (4)

[الحديث: 652] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تعالى ركّب العقل في الملائكة بدون الشهوة، وركب الشهوة في البهائم بدون العقل، وركبهما جميعا في بني آدم، فمن غلب عقله على شهوته كان خيرا من الملائكة، ومن غلبت شهوته على عقله كان شرّا من البهائم) (5)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 28.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 29.

(3) اصول الكافي ج 1 ص 26.

(4) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(5) مشكاة الأنوار ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (96)

[الحديث: 653] قال الإمام الصادق: (لم يقسم بين العباد أقلّ من الخمس: اليقين والقنوع والصبر والشكر، والذي يكمل به هذا كله العقل) (1)

[الحديث: 654] قال الإمام الصادق: (أصل الإنسان لبّه وعقله ودينه ومروّته حيث يجعل نفسه، والأيام دول، والناس إلى آدم شرع سواء) (2)

[الحديث: 655] قال الإمام الصادق: (ممّا أعطى العقل من الجند: الخير وضدّه الشّرّ، والإيمان وضدّه الكفر، والتّصديق وضدّه الجحود، والرّجاء وضدّه القنوط، والعدل وضدّه الجور، والرّضاء وضدّه السّخط، والشّكر وضدّه الكفران، والطّمع وضدّه اليأس، والتوكّل وضدّه الحرص، والرّأفة وضدّها القسوة، والرّحمة وضدّها الغضب، والعلم وضدّه الجهل، والفهم وضدّه الحمق، والعفّة وضدها التهتّك، والزهد وضدّه الرغبة، والرّفق وضدّه الخرق، والرّهبة وضدّها الجرأة، والتواضع وضده الكبر، والتؤدة وضدّها التسرّع، والحلم وضدّه السّفه، والصّمت وضدّه الهذر، والاستسلام وضدّه الاستكبار، والتسليم وضدّه الشكّ، والصبر وضدّه الجزع، والصفح وضدّه الانتقام، والغنى وضدّه الفقر، والتذكّر وضده السّهو، والحفظ وضدّه النسيان، والتعطّف وضدّه القطيعة، والقنوع وضدّه الحرص، والمؤاساة وضدّها المنع، والمودّة وضدّها العداوة، والوفاء وضدّه الغدر، والطاعة وضدّها المعصية، والخضوع وضدّه التّطاول، والسّلامة وضدّها البلاء، والحبّ وضدّه البغض، والصدق وضدّه الكذب، والحقّ وضدّه الباطل، والأمانة وضدها الخيانة، والإخلاص وضدّه الشّوب، والشّهامة وضدّها البلادة، والفهم وضدّه الغباوة، والمعرفة وضدّها الإنكار، والمداراة وضدّها المكاشفة، وسلامة الغيب وضدّها المماكرة، والكتمان وضدّه الإفشاء، والصّلاة وضدّها الإضاعة، والصّوم وضدّه الإفطار، والجهاد وضدّه

__________

(1) مشكاة الأنوار ص 249.

(2) مشكاة الأنوار ص 251.

مكارم الأخلاق وفضائلها (97)

النّكول، والحجّ وضدّه نبذ الميثاق، وصون الحديث وضدّه النّميمة، وبرّ الوالدين وضده العقوق، والحقيقة وضدّها الرّياء، والمعروف وضدّه المنكر، والسّتر وضدّه التبرّج، والتقيّة وضدّها الإذاعة، والإنصاف وضدّه الحميّة، والتهيئة وضدّها البغي، والنظافة وضدّها القذر، والحياء وضدّها الخلع، والقصد وضدّه العدوان، والرّاحة وضدّها التّعب، والسّهولة وضدّها الصّعوبة، والبركة وضدّها المحق، والعافية وضدّها البلاء، والقوام وضدّه المكاثرة، والحكمة وضدّها الهوى، والوقار وضدّه الخفّة، والسّعادة وضدّها الشّقاوة، والتّوبة وضدّها الإصرار، والاستغفار وضدّه الاغترار، والمحافظة وضدّها التّهاون، والدّعاء وضدّه الاستنكاف، والنّشاط وضدّه الكسل، والفرح وضدّه الحزن، والألفة وضدّها الفرقة والسّخاء وضدّه البخل.. فلا تجتمع هذه الخصال كلّها من أجناد العقل إلّا في نبيّ أو وصيّ نبيّ أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، وأمّا سائر ذلك من موالينا فإنّ أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتّى يستكمل وينقى من جنود الجهل، فعند ذلك يكون في الدّرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء، وإنّما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة الجهل وجنوده، وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته) (1)

[الحديث: 656] قال الإمام الصادق: (الحكمة ضالّة المؤمن فحيثما وجد أحدكم ضالّته فليأخذها) (2)

3 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 657] قال الإمام الكاظم: (ما بعث الله نبيا قط إلّا عاقلا وبعض النبيين أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله، واستخلف داود عليهما السّلام وهو ابن ثلاث عشر سنة، ومكث في ملكه أربعين سنة) (3)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 22.

(2) روضة الكافي ص 167.

(3) مشكاة الأنوار ص 248.

مكارم الأخلاق وفضائلها (98)

[الحديث: 658] قال الإمام الكاظم: (من أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسّلامة في الدّين فليتضرّع إلى الله في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه ومن قنع بما يكفيه استغنى ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا) (1)

[الحديث: 659] قال الإمام الكاظم: (قليل العمل من العاقل مقبول، مضاعف. وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود) (2)

[الحديث: 660] قال الإمام الكاظم: (إنّ ضوء الجسد في عينه، فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كلّه. وإنّ ضوء الرّوح العقل، فإذا كان العبد عاقلا كان عالما بربّه وإذا كان عالما بربّه أبصر دينه، وإنْ كان جاهلا بربّه لم يقم له دين. وكما لا يقوم الجسد إلّا بالنّفس الحيّة، فكذلك لا يقوم الدّين إلّا بالنّيّة الصّادقة، ولا تثبت النيّة الصادقة إلّا بالعقل) (3)

[الحديث: 661] قال الإمام الكاظم: (ما قسّم بين العباد أفضل من العقل. نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وما بعث الله نبيّا إلّا عاقلا حتّى يكون عقله أفضل من جميع جهد المجتهدين. وما أدّى العبد فريضة من فرائض الله حتّى عقل عنه) (4)

[الحديث: 662] قيل للإمام الكاظم: إنّ عندنا قوما لهم محبّة وليست لهم تلك العزيمة يقولون بهذا القول؟ فقال: (ليس أولئك ممن عاتب الله إنّما قال الله: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2]) (5)

[الحديث: 663] قال الإمام الكاظم: (إنّ الله خلق قلوب المؤمنين مطويّة مبهمة على الإيمان فإذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة، وزرعها بالعلم وزارعها، والقيّم عليها ربّ العالمين) (6)

__________

(1) تحف العقول ص 388.

(2) تحف العقول ص 387.

(3) تحف العقول ص 396.

(4) تحف العقول ص 397.

(5) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(6) اصول الكافي ج 2 ص 421.

مكارم الأخلاق وفضائلها (99)

4 ـ ما روي عن الإمام الرضا

[الحديث: 664] ذكر عند الإمام الرضا العقل، فقال: (لا يعبأ بأهل الدين ممّن لا عقل له)، قيل: جعلت فداك إنّ ممّن يصف هذا الأمر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال: (ليس هؤلاء ممّن خاطب الله، إنّ الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو أحبّ إلى منك، بك آخذ وبك اعطي) (1)

[الحديث: 665] قال الإمام الرضا: (صديق كلّ امرئ عقله وعدوّه جهله) (2)

[الحديث: 666] سئل الإمام الرضا: ما الحجّة على الخلق اليوم؟ فقال: (العقل يعرف به الصادق على الله فيصدّقه والكاذب على الله فيكذّبه) (3)

[الحديث: 667] سئل الإمام الرضا فقيل: ما العقل؟ قال: (التجرّع للغصة ومداهنة الأعداء ومداراة الأصدقاء) (4)

[الحديث: 668] قال الإمام الرضا: (إنّ الله عزّ وجلّ إذا أراد أمرا حال بين المرء وقلبه، فإذا وقع القدر نفذ أمر الله ردّ إلى كل ذي عقل عقله) (5)

[الحديث: 669] قال الإمام الرضا: (إنّ الله تعالى يبغض القيل والقال، وإيضاع المال وكثرة السؤال.. إنّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد الله عليهم، قال لهم موسى عليه السّلام: اذبحوا بقرة، قالوا: ما لونها؟ فلم يزالوا شدّدوا حتّى ذبحوا بقرة يملأ جلدها ذهبا)، ثمّ قال: (إنّ الحكماء ضيّعوا الحكمة لما وضعوها عند غير أهلها) (6)

__________

(1) اصول الكافي ج 1 ص 27.

(2) اصول الكافي ج 1 ص 11.

(3) تحف العقول ص 450.

(4) مشكاة الأنوار ص 249.

(5) مشكاة الأنوار ص 249.

(6) قصص الأنبياء ص 160.

مكارم الأخلاق وفضائلها (100)

المروءة والفتوة

المروءة والفتوة مصطلحان يقصد بهما الكثير من القيم الأخلاقية، وفي درجاتها العالية، وخاصة تلك التي لها علاقة بالخلق؛ فالفتى، أو صاحب المروءة، ومثلهما صاحب النخوة والشهامة، هو ذلك الذي يبذل نفسه وماله وجهده في خدمة غيره، ويتحمل كل أنواع أذى بنفس لينة سهلة متسامحة طيبة.

وبذلك؛ فإن كل ما ورد في القرآن الكريم من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومواقفه ومثلها صفات الأنبياء ومواقفهم مما يدخل في هذا الباب.

وقد اشتهر في العصور الإسلامية ابتداء من العصر الأول التعبير عن أصحاب المروءة بكونهم فتيانا، وبذلك انتقلت الفتوة من معناها اللغوي العادي إلى المعنى الدال على الكثير من القيم الأخلاقية من المروءة والنبل والشهامة وغيرها من المكارم.

وأول من وضع هذا المصطلح القرآن الكريم، وذلك عند ذكره لأولئك الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الحق الذي يحملونه، وتمثلت فيهم به أجمل الأوصاف والأخلاق، ومنهم إبراهيم عليه السلام الذي وصفه قومه بقولهم: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60]

ومثله أصحاب الكهف الذي وصفهم ربهم بقوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]، وقال: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10]

ثم أصبح بعد ذلك كلمة تدل على المكارم الأخلاقية الكثيرة، وكان من أسبق المتحدثين عنها الإمام الصادق، فقد روي عن بعض أصحابه أنه قال: تذاكرنا أمر الفتوة عنده فقال: (أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور؟ إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول،

مكارم الأخلاق وفضائلها (101)

وبشر معروف، وأذى مكفوف، فأما تلك فشارة وفسق) (1)

وهذا النص يدل على أن هذا المصطلح كان معروفا، لكنه كان منصرفا للفسقة وغيرهم، فحوله الإمام إلى محله الصحيح.. والذي أصبح بعد ذلك علامة على المكارم الكثيرة.

ومن تلك المكارم ما عبر عنه الإمام الصادق عندما سئل عن الفتوة، فقال للسائل: (ما تقول أنت؟) فقال: (إن أعطيت شكرت وإن منعت صبرت)، فقال: (الكلاب عندنا كذلك)، فقال السائل: (يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما الفتوة عندكم؟)، فقال: (إن أعطينا آثرنا، وإن منعنا شكرنا) (2)

وهكذا تحدث كل الحكماء عنها، وعن صفاتها، وقد قال بعضهم في ذلك: (الفتوة: هي الصبر على المكاره، ألم تر إلى إبراهيم عليه السلام حين صبر على كل بلية فصارت نعمة وعطية، وصبر على إلقائه إلى النار، فصارت برداً وسلاماً، وصبر على ذبح ولده ففدى بذبح عظيم، وصبر يوسف عليه السلام على الجب والسجن فنال ملك مصر وقال له أخوته: {لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنَا}) (3)

وقال آخر: (حقيقتها هي منزلة الإحسان إلى الناس، وكف الأذى عنهم، واحتمال أذاهم، فهي استعمال حسن الخلق معهم، فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله) (4)

وقال آخر: (الفتوة من أعظم خصال الخير جامعة كمال المروءة وحسن الخلق والإيثار على النفس واحتمال الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه والقوة على ذلك، حتى تكون فتوته على ذلك فتوة الفتيان والصفح عن العثرات ويكون خصما لربه على نفسه وينصف من نفسه

__________

(1) معاني الاخبار ص 119.

(2) أحمد الكمشخانوي النقشبندي، جامع الأصول في الأولياء، ج 2 ص 303.

(3) ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 137، 138.

(4) مدارج السالكين:2/ 340.

مكارم الأخلاق وفضائلها (102)

ولا ينتصف ولا ينازع فقيرا ولا غنيا ويستوي عنده المدح والذم والدعاء والطرد ولا يحتجب ولا يدخر ولا يعتذر ويظهر النعمة ويحقق المحبة سرا وعلنا فإذا قوي على ذلك فهو الفتى وإذا اجتمع قوم على ذلك وتعاهدوا عليه فنعم ما هو) (1)

وهكذا وردت الكثير من التعريفات التي تربطها ببعض جوانب المروءة والأخلاق الحسنة، ومنها قول بعضهم: (الفتوة: هي العفو عن زلل الإخوان) (2)

وقال آخر: (الفتوة: هي الإيثار مع الاضطرار ولو بالطاعات يوم القيامة) (3)

وقال آخر: (الفتوة: هي أن تنظر الخلق كلهم بعين الأولياء، ولا تستقبح منهم إلا ما خالف الشرع) (4)

وقال آخر: (الفتوة عندي: هي أداء الإنصاف وترك مطالبة الإنصاف) (5)

وقال آخر: (الفتوة: هي ترك ما تهوى لما تخشى) (6)

وقال آخر: (الفتوة: هي أن تنصف وتنتصف) (7)

وقال آخر: (الفتوة: هي ترك دنياك لأخراك، ومخالفة هواك، والانفراد بمولاك) (8)

وقال آخر: (الفتوة: أن تكون خصم نفسك لربك) (9)

وقال آخر: (الفتوة: هي تصديق الله فيما وعد وأوعد، وهو الإيمان على الحقيقة، وأن لا يخالف ظاهرك باطنك ولا باطنك ظاهرك) (10)

__________

(1) فتاوى السبكي: 2/ 548.

(2) أبو عبد الرحمن السلمي، المقدمة في التصوف وحقيقته، ص 39.

(3) ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 155، 156.

(4) أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 753.

(5) أبو عبد الرحمن السلمي، طبقات الصوفية، ص 118.

0

(6) أحمد الكمشخانوي النقشبندي، جامع الأصول في الأولياء، ج 2 ص 303.

(7) القشيري، الرسالة القشيرية، ص 177.

(8) ابن المعمار البغدادي، كتاب الفتوة، ص 155.

(9) كتاب الفتوة، ص 152، 153.

(10) أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 753.

مكارم الأخلاق وفضائلها (103)

وقال آخر: (الفتوة: أن يستوي عندك الطارئ والمقيم، وكذا تكون بيوت الفتيان، من نزل فيها فقد توسل بأجل ذريعة وأعظم حرمة، ألا ترى الله تعالى كيف وصف بيته فقال: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل المروءة والفتوة وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق، كالإيثار وغيره.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 670] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه) (2)

[الحديث: 671] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ كريم يحبّ الكرماء ويحبّ معالي الأمور، ويكره سفسافها (3)) (4)

[الحديث: 672] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق، اشتدّ عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش، فقال الرّجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الّذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفّه ماء ثمّ أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له. فغفر له) قالوا: يا رسول الله! وإنّ لنا في البهائم أجرا؟ فقال: (في كلّ ذات كبد رطبة أجر) (5)

[الحديث: 673] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في

__________

(1) أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ص 869.

(2) الحاكم (1/ 123)

(3) السفساف: الردي ء من كل شي ء، والأمر الحقير.

(4) الطبراني في الكبير والأوسط، مجمع الزوائد (8/ 188)

(5) البخاري (6009) ومسلم (2244)

مكارم الأخلاق وفضائلها (104)

سبيل الله وكالقائم لا يفتر، وكالصّائم لا يفطر) (1)

[الحديث: 674] عن أبي ذرّ قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله، وجهاد في سبيله). قلت: فأيّ الرّقاب أفضل؟ قال: (أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها)، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تعين صانعا، أو تصنع لأخرق. قال: فإن لم أفعل؟ قال: (تدع النّاس من الشّرّ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك) (2)

[الحديث: 675] عن شهاب بن عبّاد أنّه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاشتدّ فرحهم بنا، فلمّا انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا، فرحّب بنا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ودعا لنا، ثمّ نظر إلينا فقال: (من سيّدكم وزعيمكم؟) فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أهذا الأشجّ؟) فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم لضربة بحافر حمار، قلنا: نعم، يا رسول الله. فتخلّف بعد القوم فعقل رواحلهم، وضمّ متاعهم، ثمّ أخرج عيبته (3) فألقى عنه ثياب السّفر، ولبس من صالح ثيابه، ثمّ أقبل إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد بسط النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجله واتّكأ، فلمّا دنا منه الأشجّ، أوسع القوم له، وقالوا: هاهنا يا أشجّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واستوى قاعدا وقبض رجله: (ههنا يا أشجّ) فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرحّب به وألطفه وسألهم عن بلادهم وسمّى لهم قرية الصّنفا والمنقيرة وغير ذلك من قرى هجر فقال: بأبي وأمّي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منّا، فقال: (إنّي وطئت بلادكم وفسح لي فيها)، ثمّ أقبل على الأنصار، فقال: (يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم فإنّهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين، إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا)، فلمّا أصبحوا قال: (وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إيّاكم؟). قالوا: خير إخوان ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا،

__________

(1) البخاري (6007) ومسلم (2982)

(2) البخاري الفتح 5 (2518) ومسلم (84)

(3) العيبة: ما يوضع فيه الثياب.

مكارم الأخلاق وفضائلها (105)

وباتوا وأصبحوا يعلّموننا كتاب ربّنا تبارك وتعالى وسنّة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم، فأعجبت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وفرح بها ثمّ أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلّمنا وعلّمنا، فمنّا، من علم التّحيّات وأمّ الكتاب والسّورة والسّورتين والسنن، فأقبل علينا بوجهه فقال: (هل معكم من أزوادكم). ففرح القوم بذلك، وابتدروا رواحلهم، فأقبل كليب ـ رجل منهم ـ معه صرّة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان يتخصّر بها فوق الذّراع ودون الذّراعين فقال: تسمّون هذا التّعضوض (1) قلنا: نعم. ثمّ أومأ إلى صرّة أخرى. فقال: (تسمّون هذا الصّرفان (2)) قلنا: نعم. ثمّ أومأ إلى صرّة أخرى. فقال: (تسمّون هذا البرنيّ (3)) قلنا: نعم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إنّه من خير تمركم وأنفعه لكم) فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتّى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرنيّ) (4)

[الحديث: 676] عن أبي هريرة قال: بعث النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) فقال: عندي خير. يا محمّد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإنْ كنْت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتّى كان الغد، ثمّ قال له: (ما عندك يا ثمامة؟) فقال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتّى كان بعد الغد، فقال: (ما عندك يا ثمامة؟) فقال: عندي ما قلت لك. فقال: (أطلقوا ثمامة). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا رسول الله. يا محمّد، والله، ما كان على الأرض وجه أبغض إلى من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ. والله، ما كان من دين أبغض إلى من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين إليّ. والله، ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ.

__________

(1) التّعضوض نوع من أنواع التمر.

(2) الصرفان: وهو نوع من أجود أنواع التمر وأوزنه.

(3) البرني: نوع من التمر.

(4) البخاري (4368) مسلم (17)

مكارم الأخلاق وفضائلها (106)

وإنّ خيلك أخذتني، وأنا أريد العمرة، فما ذا ترى؟ فبشّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمره أن يعتمر. فلمّا قدم مكّة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا والله، ولكن أسلمت مع محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم) (1)

[الحديث: 677] عن جابر قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة نجد، فلمّا أدركته القائلة وهو في واد كثير العضاه (2) فنزل تحت شجرة واستظلّ بها وعلّق سيفه، فتفرّق النّاس في الشّجر يستظلّون. وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجئنا. فإذا أعرابيّ قاعد بين يديه، فقال: (إنّ هذا أتاني وأنا نائم، فاخترط سيفي، فاستيقظت وهو قائم على رأسي مخترط سيفي صلتا (3)، قال: ما يمنعك منّي؟ قلت: الله، فشامه (4) ثمّ قعد، فهو هذا. قال: ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (5)

[الحديث: 678] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا أولى النّاس بالمؤمنين في كتاب الله عزّ وجلّ، فأيّكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني فأنا وليّه. وأيّكم ما ترك مالا فليؤثر بماله عصبته من كان) (6)

[الحديث: 679] عن أبي هريرة أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يضيف هذا؟) فقال رجل من الأنصار: أنا فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني. فقال: هيّئي طعامك وأصبحي سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيّأت طعامها وأصبحت سراجها ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنّهما يأكلان فباتا طاويين، فأنزل الله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفسهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ

__________

(1) البخاري 7 (4372) ومسلم (1764)

(2) العضاهة: بالكسر أعظم الشجر أو كل ذات شوك، والجمع عضاه وعضون.

(3) الصّلت من السيوف: الصقيل الماضي.

(4) شامه: أي أغمده.

(5) البخاري (4139) ومسلم (843)

(6) مسلم (1619)

مكارم الأخلاق وفضائلها (107)

يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (1)

[الحديث: 680] عن المقداد قال: أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليس أحد منهم يقبلنا. فأتينا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فانطلق بنا إلى أهله. فإذا ثلاثة أعنز فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (احتلبوا هذا اللّبن بيننا)، فكنّا نحتلب فيشرب كلّ إنسان منّا نصيبه، ونرفع للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نصيبه، فيجيء من اللّيل فيسلّم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان، ثمّ يأتي المسجد فيصلّي ثمّ يأتي شرابه فيشرب. فأتاني الشّيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي، فقال: محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم. ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها. فلمّا أن وغلت في بطني، وعلمت أنّه ليس إليها سبيل ندمت، وقلت: ويحك ما صنعت؟ أشربت شراب محمّد؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك، وعليّ شملة إذا وضعتها على قدميّ خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النّوم، وأمّا صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت. فجاء النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم كما كان يسلّم ثمّ آتي المسجد فصلّى، ثمّ آتي شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السّماء فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك. فقال: (اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني)، فعمدت: إلى الشّملة فشددتها عليّ وأخذت الشّفرة (2)، فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هي حافلة (3) وإذا هنّ حفّل كلّهنّ فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه؛ فحلبت فيه حتّى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أشربتم شرابكم اللّيلة؟) قلت يا رسول الله: اشرب. فشرب ثمّ ناولني. فقلت يا رسول الله: اشرب. فشرب ثمّ ناولني. فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت

__________

(1) البخاري (3798) ومسلم (2054)

(2) الشفرة: هي السكين العريضة.

(3) حافلة: كثيرة اللبن.

مكارم الأخلاق وفضائلها (108)

حتّى ألقيت إلى الأرض. فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إحدى سوآتك يا مقداد) فقلت: يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا. فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (ما هذه إلّا رحمة من الله. أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها)، فقلت: (والّذي بعثك بالحقّ ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من النّاس) (1)

[الحديث: 681] عن عائشة قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كلّ واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقّت التّمرة الّتي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الّذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة أو أعتقها بها من النّار) (2)

[الحديث: 682] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام الاثنين كافي الثّلاثة، وطعام الثّلاثة كافي الأربعة)، وفي رواية: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثّمانية) (3)

[الحديث: 683] عن أنس بن مالك قال: قدم عبد الرّحمن بن عوف فآخى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين سعد بن الرّبيع الأنصاريّ فعرض عليه أن يناصفه ماله، فقال: بارك الله لك في مالك دلّوني على السّوق، فأتى السّوق فربح شيئا من أقط وشيئا من سمن فرآه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد أيّام وعليه وضر من صفرة (4)، فقال: مهيم يا عبد الرّحمن (5)؟ فقال: تزوّجت أنصاريّة. قال: (فما سقت؟) قال: وزن نواة من ذهب قال: (أو لم ولو بشاة) (6)

[الحديث: 684] عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا

__________

(1) مسلم (2055)

(2) مسلم (2630)

(3) البخاري (5392)، ومسلم (2058، 2059)

(4) وضر من صفرة: أي أثر من زعفران.

(5) مهيم: كلمة يستفهم بها، معناه ما حالك وما شأنك وهي كلمة معربة.

(6) البخاري (5072) ومسلم (1427)

مكارم الأخلاق وفضائلها (109)

من نخل ـ وكان أحبّ أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب، فلمّا أنزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ الله تبارك وتعالى يقول {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وإنّ أحبّ أموالي إلى بيرحاء، وإنّها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بخ ذلك مال رابح. ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإنّي أرى أن تجعلها في الأقربين)، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمّه) (1)

[الحديث: 685] عن سهل بن سعد، قال: جاءت امرأة إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ببردة فقال سهل للقوم، أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه؟ فأخذها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم محتاجا إليها فلبسها فرآها عليه رجل من الصّحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها؟ فقال: (نعم) فلمّا قام النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لامه أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أخذها محتاجا إليها ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يسأل شيئا فيمنعه فقال: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لعلّي أكفّن فيها) (2)

[الحديث: 686] عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشّهداء أشهدهم. فقال كفى بالله شهيدا. قال: فائتني بالكفيل. قال: كفى بالله كفيلا. قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمّى. فخرج في البحر فقضى حاجته، ثمّ التمس مركبا يركبه يقدم عليه للأجل الّذي

__________

(1) البخاري (1461) ومسلم (998)

(2) البخاري (6036)

مكارم الأخلاق وفضائلها (110)

أجّله فلم يجد مركبا. فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه. ثمّ زجّج موضعها (1)، ثمّ أتى بها إلى البحر. فقال: اللهم إنّك تعلم أنّي كنت تسلّفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك. وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا فرضي بذلك، وإنّي جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الّذي له فلم أقدر، وإنّي أستودعكها. فرمى بها في البحر حتّى ولجت فيه، ثمّ انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرّجل الّذي كان أسلفه ينظر لعلّ مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة الّتي فيها المال. فأخذها لأهله حطبا، فلمّا نشرها وجد المال والصّحيفة، ثمّ قدم الّذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه. قال: هل كنت بعثت إلى بشيء؟ قال: أخبرك أنّي لم أجد مركبا قبل الّذي جئت فيه، قال: فإنّ الله قد أدّى عنك الّذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدّينار راشدا) (2)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 687] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تجافوا عقوبة ذوي المروءات، فو الّذي نفسي بيده إنّ أحدهم ليعثر ويده في يد الله تعالى) (3)

[الحديث: 688] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستّ من المروءة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فأمّا الّتي في الحضر: فتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ، وعمارة مساجد الله، واتّخاذ الإخوان في الله عزّ وجلّ؛ وأمّا الّتي في السفر: فبذل الزّاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي) (4)

[الحديث: 689] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم

__________

(1) زجّج موضعها: سوى موضع النقر وأصلحه.

(2) البخاري (2291)

(3) نزهة الناظر ص 11.

(4) الخصال ج 1 ص 324.

مكارم الأخلاق وفضائلها (111)

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم كانت ممّن حرمت غيبته، وكملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته) (1)

[الحديث: 690] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله عزّ وجلّ في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عزّ وجلّ عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن سرّ مسلما سرّه الله تعالى يوم القيامة) (2)

[الحديث: 691] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ستر مسلما ستره الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، ومن فكّ عن مكروب كربة، فكّ الله عزّ وجلّ عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) (3)

[الحديث: 692] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها، أو قضى له حاجة، أو فرّج عنه كربة، لم تزل الرحمة ظلّا عليه ممدودا ما كان في ذلك من النظر في حاجته.. ألا أنبئكم لم سمّي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم. ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيّئات وما حرم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذلّه بها، أو لطمه لطمة، أو آتي إليه أمرا يكرهه، لعنته الملائكة حتّى يرضيه من حقّه ويتوب ويستغفر، فإيّاكم والعجلة إلى أحد، فلعلّه مؤمن وأنتم لا تعلمون وعليكم بالأناة واللين، والتسرّع من سلاح الشياطين، وما من شيء أحبّ إلى الله من الأناة واللين) (4)

[الحديث: 693] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أجرى الله تعالى فرجا لمسلم على يديه، فرّج الله عنه كرب الدنيا والآخرة) (5)

__________

(1) عدّة الداعي ص 188.

(2) نزهة الناظر/41.

(3) عوالي اللآلئ 1/ 375.

(4) علل الشرائع/523.

(5) نزهة الناظر/40.

مكارم الأخلاق وفضائلها (112)

[الحديث: 694] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص) (1)

[الحديث: 695] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته امّه)، فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، فإن كان المريض من أهل بيته أو ليس ذاك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة من أهل بيته قال: (نعم) (2)

[الحديث: 696] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخلق عيال الله، فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت سرورا، ومشى مع أخ مسلم في حاجة أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام) (3)

[الحديث: 697] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلّا عن مكافئ) (4)

[الحديث: 698] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السّلام: يا داود إنّ العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنّة. قال داود: يا ربّ وما هذا العبد الّذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنّة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحبّ قضاءها، قضيت له أم لم تقض) (5)

[الحديث: 699] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكلّ شيء حيلة وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رؤوس اليتامى، والتعطّف على الأرامل، والسعي في حوائج المؤمنين،

__________

(1) أمالي الصدوق/422.

(2) أمالي الصدوق ص 422.

(3) الأشعثيّات ص 193.

(4) مكارم الأخلاق ص 15.

(5) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 229.

مكارم الأخلاق وفضائلها (113)

والتفقّد للفقراء والمساكين..) (1)

[الحديث: 700] عن أبي سعيد الخدريّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند منصرفه من أحد والناس محدقون به يقول: (أيّها النّاس أقبلوا على ما كلّفتموه من إصلاح آخرتكم، وأعرضوا عمّا ضمن لكم من دنياكم، ولا تستعملوا جوارح غذيت بنعمته في التعرّض لسخطه بمعصيته، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصرفوا همّكم بالتقرّب إلى طاعته، من بدأ بنصيبه من الدنيا فاته نصيبه من الآخرة ولم يدرك منها ما يريد، ومن بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا وأدرك من الآخرة ما يريد) (2)

[الحديث: 701] عن أبي ذر قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ الصدقة أفضل؟ قال: (جهد من مقلّ إلى فقير في سرّ) (3)

[الحديث: 702] قال الإمام علي: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا احمرّ البأس، وأحجم الناس، قدّم أهل بيته فوقي بهم أصحابه حرّ السيوف والأسنّة، فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم احد، وقتل جعفر يوم مؤتة) (4)

[الحديث: 703] روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم جاءه ضيف ولم يجد عنده ما يكرمه به، فقال: (من يكرم ضيفي هذا وأضمن له على الله الجنّة؟) فقال الإمام علي: (أنا يا رسول الله)، فأخذه وجاء به إلى فاطمة ولم يكن عندها سوى قرصتين قد هيأتهما للإفطار، فلمّا كان وقت العشاء أصلحت الزاد ثردة ووضعته بين يدي الضيف والإمام علي، ثمّ جاءت إلى المصباح كأنّها تصلحه فأطفأته، فأخذ الإمام علي يرفع يده ويضعها في الزاد، يوهم الضيف أنّه يطعم معه وهو لا يأكل شيئا ليكتفي الضيف، فلمّا استكفى الضيف آتي بالمصباح وبات عليّ وفاطمة عليها السّلام طاويين على صومهما، فأنزل الله في حقّهما: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ

__________

(1) الفضائل لابن شاذان ص 153.

(2) عدّة الداعي/307.

(3) أمالي الطوسيّ 2/ 153.

(4) نهج البلاغة مكتوب 9.

مكارم الأخلاق وفضائلها (114)

وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]) (1)

[الحديث: 704] عن ابن عباس قال: شرى عليّ نفسه، ولبس ثوب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ نام مكانه، وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألبسه بردة، وكانت قريش تريد أن تقتل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فجعلوا يرمون عليّا ويرونه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد لبس بردة، وجعل عليّ يتضوّر فإذا هو عليّ، فقالوا: إنّك للئيم، إنّك لتتضوّر وكان صاحبك لا يتضوّر ولقد استنكرناه منك) (2)

[الحديث: 705] عن أبي هريرة: أنّه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله إلى أزواجه فقلن: ما عندنا إلّا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لهذا الرجل الليلة؟) فقال أمير المؤمنين: (أنا يا رسول الله)، وأتى فاطمة وسألها: (ما عندك يا بنت رسول الله؟) فقالت: (ما عندنا إلّا قوت الصبية، لكنّا نؤثر به ضيفنا)، فقال عليّ: (يا بنت محمّد، نوّمي الصبية واطفئي المصباح)، وجعلا يمضغان بألسنتهما، ولمّا فرغ من الأكل أتت فاطمة بسرا فوجدت الجفنة مملوءة من فضل الله، فلمّا أصبح صلّى مع النبيّ، فلمّا سلّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين وبكى بكاء شديدا، وقال: (يا أمير المؤمنين، لقد عجب الربّ من فعلكم البارحة) اقرأ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ أي مجاعة ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ يعني عليّا وفاطمة والحسن والحسين فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

__________

(1) كتاب (الفتوّة) لابن المعمار البغداديّ الحنبليّ،/284.

(2) الحاكم في (المستدرك): 3/ 4.

(3) مناقب ابن شهرآشوب 2/ 73.

مكارم الأخلاق وفضائلها (115)

[الحديث: 706] عن عمرو بن عثمان، قال: خرج الإمام علي على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة. فقال: (أين أنتم من كتاب الله؟) قالوا: يا أمير المؤمنين في أيّ موضع؟ فقال: (في قوله عزّ وجلّ: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]؛ فالعدل: الإنصاف، والإحسان: التفضّل) (1)

[الحديث: 707] سئل الإمام علي عن المروءة، فقال: (إطعام الطعام، وتعاهد الإخوان، وكفّ الأذى عن الجيران، ثمّ قرأ: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]) (2)

[الحديث: 708] قال الإمام علي: (قدر الرجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروءته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفّته على قدر غيرته) (3)

[الحديث: 709] قال الإمام علي: (من أفضل الدين المروءة، ولا خير في دين ليس فيه مروءة) (4)

[الحديث: 710] قال الإمام علي: (المروءة اسم جامع لسائر الفضائل والمحاسن) (5)

[الحديث: 711] قال الإمام علي: (لو انّ المروءة لم تشتدّ مؤنتها ويثقل محملها ما ترك اللئام الأغمار منها مبيت ليلة، ولكنّها اشتدّت مؤنتها وثقل محملها فحاد عنها اللئام الأغمار وحملها الكرام الأخيار) (6)

[الحديث: 712] قال الإمام علي: (من أفضل الدين المروءة، ولا خير في دين ليس له مروءة) (7)

[الحديث: 713] قال الإمام علي: (ما حمل الرّجل حملا أثقل من المروءة) (8)

__________

(1) معاني الأخبار ص 257.

(2) بحار الأنوار ج 75 ص 75.

(3) نهج البلاغة حكمة 44 ص 1110.

(4) غرر الحكم ص 732.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (116)

[الحديث: 714] قال الإمام علي: (مع الثّروة تظهر المروءة) (1)

[الحديث: 715] قال الإمام علي: (ميزة الرّجل عقله، وجماله مروءته) (2)

[الحديث: 716] قال الإمام علي: (مروءة الرّجل على قدر عقله) (3)

[الحديث: 717] قال الإمام علي: (المروءة انجاز الوعد) (4)

[الحديث: 718] قال الإمام علي: (المروءة اجتناب الدّنيّة) (5)

[الحديث: 719] قال الإمام علي: (إخفاء الفاقة والأمراض من المروءة) (6)

[الحديث: 720] قال الإمام علي: (المروءة تحثّ على المكارم) (7)

[الحديث: 721] قال الإمام علي: (المروءة من كلّ لؤم بريّة) (8)

[الحديث: 722] قال الإمام علي: (المروءة تمنع من كلّ دنيّة) (9)

[الحديث: 723] قال الإمام علي: (المروءة بريّة من الخيانة والغدر) (10)

[الحديث: 724] قال الإمام علي: (المروءة اجتناب الرّجل ما يشينه، واكتسابه ما يزينه) (11)

[الحديث: 725] قال الإمام علي: (المروءة العدل في الأمرة، والعفو مع القدرة، والمواساة في العشرة والعسرة) (12)

[الحديث: 726] قال الإمام علي: (المروءة بثّ المعروف، وقرى الضّيوف) (13)

[الحديث: 727] قال الإمام علي: (أوّل المروءة طاعة الله وآخرها التّنزّه عن

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

(9) غرر الحكم ص 258.

(10) غرر الحكم ص 258.

(11) غرر الحكم ص 258.

(12) غرر الحكم ص 258.

(13) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (117)

الدنايا) (1)

[الحديث: 728] قال الإمام علي: (أوّل المروءة طلاقة الوجه وآخرها التّودّد إلى الناس) (2)

[الحديث: 729] قال الإمام علي: (أوّل المروءة البشر وآخرها استدامة البرّ) (3)

[الحديث: 730] قال الإمام علي: (أشرف المروءة حسن الأخوّة) (4)

[الحديث: 731] قال الإمام علي: (أحسن المروءة حفظ الودّ) (5)

[الحديث: 732] قال الإمام علي: (أشرف المروءة ملك الغضب واماتة الشّهوة) (6)

[الحديث: 733] قال الإمام علي: (أفضل المروءة احتمال جنايات الإخوان) (7)

[الحديث: 734] قال الإمام علي: (أفضل المروءة استبقاء الرّجل ماء وجهه) (8)

[الحديث: 735] قال الإمام علي: (أفضل (أصل) المروءة الحياء وثمرته العفّة) (9)

[الحديث: 736] قال الإمام علي: (أصل المروءة الحياء وثمرتها العفّة) (10)

[الحديث: 737] قال الإمام علي: (افضل المروءة مواساة الإخوان بالأموال، ومساواتهم في الأحوال) (11)

[الحديث: 738] قال الإمام علي: (لا مروءة كالتّنزّه عن المآثم) (12)

[الحديث: 739] قال الإمام علي: (ثلاث فيهنّ المروءة: غضّ الطّرف، وغضّ الصّوت، ومشي القصد) (13)

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

(9) غرر الحكم ص 258.

(10) غرر الحكم ص 258.

(11) غرر الحكم ص 258.

(12) غرر الحكم ص 258.

(13) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (118)

[الحديث: 740] قال الإمام علي: (ثلاث هنّ جماع المروءة: عطاء من غير مسألة، ووفاء من غير عهد، وجود مع اقلال) (1)

[الحديث: 741] قال الإمام علي: (ثلاث هنّ المروءة: جود مع قلّة، واحتمال من غير مذلّة، وتعفّف عن المسألة) (2)

[الحديث: 742] قال الإمام علي: (جماع المروءة أن لا تعمل في السّرّ ما تستحيي منه في العلانية) (3)

[الحديث: 743] قال الإمام علي: (خصلتان فيهما جماع المروءة: اجتناب الرّجل ما يشينه، واكتسابه ما يزينه) (4)

[الحديث: 744] قال الإمام علي: (صدق الرّجل على قدر مروءته) (5)

[الحديث: 745] قال الإمام علي: (على قدر المروءة تكون السّخاوة) (6)

[الحديث: 746] قال الإمام علي: (ليس لملول مروءة) (7)

[الحديث: 747] قال الإمام علي: (لم يتّصف بالمروءة من لم يرع ذمّة اوليائه، وينصف اعدائه) (8)

[الحديث: 748] قال الإمام علي: (من لا مروءة له لا همّة له) (9)

[الحديث: 749] قال الإمام علي: (من صبر على شهوته تناهى في المروءة) (10)

[الحديث: 750] قال الإمام علي: (من شرائط المروءة التّنزّه عن الحرام) (11)

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) غرر الحكم ص 258.

(8) غرر الحكم ص 258.

(9) غرر الحكم ص 258.

(10) غرر الحكم ص 258.

(11) غرر الحكم ص 258.

مكارم الأخلاق وفضائلها (119)

[الحديث: 751] قال الإمام علي: (من تمام المروءة التّنزّه عن الدّنيّة) (1)

[الحديث: 752] قال الإمام علي: (من تمام المروءة أن تنسى الحقّ لك وتذكر الحقّ عليك) (2)

[الحديث: 753] قال الإمام علي: (مباينة العوامّ من أفضل المروءة) (3)

[الحديث: 754] قال الإمام علي: (ملاك المروءة صدق اللسان وبذل الإحسان) (4)

[الحديث: 755] قال الإمام علي: (لا تكمل المروءة الّا باحتمال جنايات المعروف) (5)

[الحديث: 756] قال الإمام علي: (يستدلّ على المروءة بكثرة الحياء وبذل النّدى وكفّ الأذى) (6)

[الحديث: 757] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (اعلم أنّ مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر ومروءة في سفر، فأمّا مروءة الحضر: فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه والمحافظة على الصلاة في الجماعات؛ وأمّا مروءة السفر: فبذل الزّاد، وقلّة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله عزّ وجلّ في كلّ مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود) (7)

[الحديث: 758] قال الإمام علي: (ليكن أحبّ الناس إليك وأحظاهم لديك أكثرهم سعيا في منافع الناس) (8)

[الحديث: 759] قال الإمام علي: (من آثر محامد الله على محامد الناس كفاه الله مؤونة

__________

(1) غرر الحكم ص 258.

(2) غرر الحكم ص 258.

(3) غرر الحكم ص 258.

(4) غرر الحكم ص 258.

(5) غرر الحكم ص 258.

(6) غرر الحكم ص 258.

(7) الخصال ج 1 ص 54.

(8) غرر الحكم كما في (تصنيفه) ص 415.

مكارم الأخلاق وفضائلها (120)

الناس) (1)

[الحديث: 760] قال الإمام علي: (قد فرض الله التحمّل على الأبرار في كتاب الله)، قيل: وما التحمّل؟ قال: (إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست له) وقال في قول الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] قال: (لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك) (2)

[الحديث: 761] قال الإمام علي: (ثلاثة من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من نفسك، وبذل السلام لجميع العالم) (3)

[الحديث: 762] رأى الإمام علي جماعة فقال: (من أنتم؟) قالوا: نحن قوم متوكّلون، فقال: (ما بلغ بكم توكّلكم؟) قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا، فقال: (هكذا يفعل الكلاب عندنا؟) فقالوا: كيف نفعل يا أمير المؤمنين؟ فقال: (كما نفعله، إذا فقدنا شكرنا، وإذا وجدنا آثرنا) (4)

[الحديث: 763] قال الإمام علي: (الإيثار فضيلة، والاحتكار رذيلة) (5)

[الحديث: 764] قال الإمام علي: (الإيثار اشرف الإحسان) (6)

[الحديث: 765] قال الإمام علي: (الإيثار شيمة الأبرار) (7)

[الحديث: 766] قال الإمام علي: (الإيثار أشرف الكرم، وأفضل الإحسان) (8)

[الحديث: 767] قال الإمام علي: (الإيثار أعلى الإحسان والإيمان) (9)

[الحديث: 768] قال الإمام علي: (الإيثار أعلى المكارم) (10)

__________

(1) أعلام الدين/265.

(2) المؤمن/44.

(3) الأشعثيّات/231.

(4) مستدرك الوسائل 1/ 540 عن تفسير أبي الفتوح.

(5) غرر الحكم (395).

(6) غرر الحكم (395).

(7) غرر الحكم (395).

(8) غرر الحكم (395).

(9) غرر الحكم (395).

(10) غرر الحكم (395).

مكارم الأخلاق وفضائلها (121)

[الحديث: 769] قال الإمام علي: (الإيثار اعلى مراتب الكرم، وأفضل الشيم) (1)

[الحديث: 770] قال الإمام علي: (الإيثار أفضل عبادة، وأجلّ سيادة) (2)

[الحديث: 771] قال الإمام علي: (الإيثار أحسن الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان) (3)

[الحديث: 772] قال الإمام علي: (الإيثار سجيّة الأبرار، وشيمة الأخيار) (4)

[الحديث: 773] قال الإمام علي: (أفضل السخاء الإيثار) (5)

[الحديث: 774] قال الإمام علي: (أحسن الكرم الإيثار) (6)

[الحديث: 775] قال الإمام علي: (أعلى مراتب الكرم الإيثار) (7)

[الحديث: 776] قال الإمام علي: (بالإيثار يسترقّ الأحرار) (8)

[الحديث: 777] قال الإمام علي: (بالإيثار يستحقّ اسم الكرم) (9)

[الحديث: 778] قال الإمام علي: (بالإيثار على نفسك تملك الرقاب) (10)

[الحديث: 779] قال الإمام علي: (عند الإيثار على النفس تتبيّن جواهر الكرماء) (11)

[الحديث: 780] قال الإمام علي: (غاية المكارم الإيثار) (12)

[الحديث: 781] قال الإمام علي: (كفى بالإيثار مكرمة) (13)

[الحديث: 782] قال الإمام علي: (من آثر على نفسه بالغ في المروءة) (14)

__________

(1) غرر الحكم (395).

(2) غرر الحكم (395).

(3) غرر الحكم (395).

(4) غرر الحكم (395).

(5) غرر الحكم (395).

(6) غرر الحكم (395).

(7) غرر الحكم (395).

(8) غرر الحكم (395).

(9) غرر الحكم (395).

(10) غرر الحكم (395).

(11) غرر الحكم (395).

(12) غرر الحكم (395).

(13) غرر الحكم (395).

(14) غرر الحكم (395).

مكارم الأخلاق وفضائلها (122)

[الحديث: 783] قال الإمام علي: (من آثر على نفسه استحقّ اسم الفضيلة) (1)

[الحديث: 784] قال الإمام علي: (من شيم الأبرار حمل النفوس على الإيثار) (2)

[الحديث: 785] قال الإمام علي: (من أحسن الإحسان الإيثار) (3)

[الحديث: 786] قال الإمام علي: (من أفضل الاختيار التحلّي بالإيثار) (4)

[الحديث: 787] قال الإمام علي: (الإيثار غاية الإحسان) (5)

[الحديث: 788] قال الإمام علي: (كان الإيثار من شعار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وروي أنّ موسى بن عمران قال: يا ربّ، أرني بعض درجات محمّد وأمّته، قال: يا موسى، إنّك لن تطيق ذلك، لكنّي أريك منزلة من منازله، جليلة عظيمة، فضّلته بها عليك وعلى جميع خلقي، قال: فكشف له عن ملكوت السماوات، فنظر إلى منزلة كادت أن تتلف نفسه من أنوارها وقربها من الله، فقال: يا ربّ، بما ذا بلغت به إلى هذه الكرامة؟ قال تعالى: بخلق اختصصته به من بينهم، وهو الإيثار يا موسى، لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتا من عمره إلّا استحييت من محاسبته، وبوّأته من جنّتي حيث يشاء) (6)

[الحديث: 789] روي عن الإمام علي أنّه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتّى مجلت يده، ويتصدّق بالأجرة ويشدّ على بطنه حجرا (7).

2 ـ ما روي عن الإمام الحسن

[الحديث: 790] قال الإمام الحسن: (المروءة: العفاف وإصلاح المال) (8)

[الحديث: 791] سئل الإمام الحسن عن المروءة، فقال: (العفاف في الدين، وحسن

__________

(1) غرر الحكم (395).

(2) غرر الحكم (395).

(3) غرر الحكم (395).

(4) غرر الحكم (395).

(5) غرر الحكم (395).

(6) جامع السعادات 2/ 119.

(7) بحار الأنوار: 9/ 92، شرح نهج البلاغة: 1/ 7.

(8) معاني الأخبار ص 257.

مكارم الأخلاق وفضائلها (123)

التقدير في المعيشة والصّبر على النائبة) (1)

[الحديث: 792] سئل الإمام الحسن عن المروءة، فقال: (حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السّلام، ولين الكلام، والتحبّب إلى الناس) (2)

[الحديث: 793] سئل الإمام الحسن عن الكرم، والنجدة، والمروءة، فقال: (أمّا الكرم فالتبرّع بالمعروف، والإعطاء قبل السؤال، والإطعام في المحل وأمّا النجدة فالذبّ عن الجار، والصبر في المواطن، والإقدام في الكريهة وأمّا المروءة فحفظ الرجل دينه، وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه بضيعته وأداء الحقوق، وإفشاء السّلام) (3)

[الحديث: 794] سئل الإمام الحسن عن المروءة، فقال: (شحّ الرّجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق) (4)

[الحديث: 795] عن ميمون بن مهران قال: كنت جالسا عند الإمام الحسن فأتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله إنّ فلانا له عليّ مال، ويريد أن يحبسني فقال: (والله ما عندي مال فأقضي عنك) قال: فكلّمه قال: فلبس نعله فقلت له: يا ابن رسول الله أنسيت اعتكافك؟ فقال له: (لم أنس ولكنّي سمعت أبي يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنمّا عبد الله عزّ وجلّ تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله) (5)

3 ـ ما روي عن الإمام الحسين

[الحديث: 796] قال عقبة بن سمعان: سرنا مع الإمام الحسين ساعة، فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول: (إِنَّا لله وإِنَّا إليه راجِعُونَ، والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمِينَ)، ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين فقال: ممّ حمدت الله واسترجعت؟

__________

(1) معاني الأخبار ص 258.

(2) مشكاة الأنوار ص 210.

(3) نزهة الناظر ص 79.

(4) معاني الأخبار ص 257.

(5) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 123.

مكارم الأخلاق وفضائلها (124)

قال: (يا بنيّ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا)، فقال له: يا أبت، لا أراك الله سوء ألسنا على الحقّ؟ قال: (بلى والله الّذي مرجع العباد إليه)، فقال: فإنّنا إذا ما نبالي أن نموت محقّين، فقال له الحسين: (جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده) (1)

[الحديث: 797] قال الإمام الحسين في خطبته عند قرب المساء من تاسوعاء: (أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ وأوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيرا، ألا وإنّي لأظنّ يوما لنا من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حلّ ليس عليكم حرج منّي ولا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا)

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: (لم نفعل ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا)، بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ واتبعته الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه، فقال الإمام الحسين: (يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم)، فقالوا: سبحان الله ما يقول الناس؟ نقول إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتّى نرد موردك، قبّح الله العيش بعدك.

وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلّي عنك، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقّك؟ لا والله حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق ثمّ أحيى ثمّ

__________

(1) بحار الأنوار 44/ 379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (125)

أذرى، يفعل ذلك بيّ سبعين مرّة، ما فارقتك حتّى ألقي حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنّما هي قتلة واحدة، ثمّ هي الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا.

وقام زهير بن القين فقال: والله لوددت أنّي قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى اقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.. وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم الحسين خيرا وانصرف إلى مضربه (1).

[الحديث: 798] قال الإمام الحسين: (ومن نفّس كربة مؤمن فرّج الله تعالى عنه كرب الدّنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحبّ المحسنين) (2)

4 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 799] قال الإمام السجّاد: (أما حقّ الشريك: فإن غاب كفيته وإن حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه من ماله ولا تخونه فيما عزّ أوهان من أمره، فإن يد الله عزّ وجلّ مع الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوّة إلّا بالله.. وأمّا حقّ مالك: فأن لا تأخذه إلّا من حلّه ولا تنفقه إلّا في وجهه ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فأعمل فيه بطاعة ربّك ولا تبخل فيه فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ولا قوّة إلّا بالله.. وأمّا حقّ غريمك الّذي يطالبك: فإن كنت موسرا أعطيته وإنْ كنْت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردّا لطيفا) (281)

[الحديث: 800] قال الإمام السجاد في دعائه في الاعتذار من تبعات العباد: (اللهم إنّي أعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إلى فلم أشكره، ومن مسي ء اعتذر إلى فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره، ومن حقّ ذي حقّ لزمني

__________

(1) بحار الأنوار 44/ 393.

(2) أعلام الدين/298.

مكارم الأخلاق وفضائلها (126)

فلم أوفّره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم استره، ومن كلّ إثم عرض لي فلم اهجره) (1)

[الحديث: 801] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا كان اليوم الّذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطّع أعضاء وتطبخ، فإذا كان عند المساء أكبّ على القدور حتّى يجد ريح المرق وهو صائم، ثمّ يقول: هاتوا القصاع، أغرفوا لآل فلان، وأغرفوا لآل فلان، ثمّ يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه) (2)

[الحديث: 802] قال الإمام السجاد: (كان الإمام عليّ يباشر القتال بنفسه وكان لا يأخذ السلب) (3)

[الحديث: 803] قال الإمام السجاد: (من نفّس عن أخيه كربة، نفّس الله عنه كرب القيامة بالغا ما بلغت) (4)

5 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 804] قال الإمام الباقر: (سخاء المرء عمّا في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل، ومروءة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء، وخير المال الثقة بالله واليأس عمّا في أيدي الناس) (5)

[الحديث: 805] قال الإمام الباقر: (المعطون ثلاثة: الله المعطي، والمعطي من ماله، والساعي في ذلك معط) (6)

[الحديث: 806] قال الإمام الباقر: (ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته قضيت أو لم تقض إلّا ابتلي بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولا يؤجر، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضى الله إلّا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله) (7)

__________

(1) الصحيفة السجّاديّة/412.

(2) الكافي 4/ 68.

(3) الأشعثيّات/77.

(4) ثواب الأعمال/175.

(5) التهذيب ج 6 ص 387.

(6) الخصال ج 1 ص 134.

(7) تحف العقول ص 293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (127)

[الحديث: 807] سئل الإمام الباقر: أيّ الصدقة أفضل؟ قال: (جهد المقلّ، أما سمعت قول الله عزّ وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ترى هاهنا فضلا؟) (1)

[الحديث: 808] قال الإمام الباقر: (لله عزّ وجلّ جنّة لا يدخلها إلّا ثلاثة: رجل حكم في نفسه بالحقّ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله عزّ وجلّ) (2)

[الحديث: 809] قال الإمام الصادق: (إنّ من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحقّ وإن ضرّك على الباطل وإن نفعك، وأن لا يجوز منطقك علمك) (3)

[الحديث: 810] سئل الإمام الصادق: ما أدنى حقّ المؤمن على أخيه؟ قال: (أن لا يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه) (4)

[الحديث: 811] قال الإمام الصادق: (خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، يا جميل، أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك)، قيل له: من غرر أصحابي؟ قال: (هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر)، ثمّ قال: (أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب القليل فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (5)

[الحديث: 812] قيل للإمام الصادق: نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال: (ولم ذاك؟) فقلت: وذلك إنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار

__________

(1) الكافي 4/ 18، من لا يحضره الفقيه 2/ 40.

(2) الخصال 1/ 131.

(3) المحاسن/205.

(4) الخصال 1/ 8.

(5) أمالي الطوسيّ 1/ 66.

مكارم الأخلاق وفضائلها (128)

والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين، فقال: (كلّا إنّكم مؤمنون.. ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذا لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء، والّذي نفسي بيده إنّ في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلّها عندهم يعدل جناح بعوضة.. هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر والمؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] حليتهم طول السكوت بكتمان السرّ، والصلاة، والزكاة، والحجّ، والصوم، والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر..) (1)

[الحديث: 813] سئل الإمام الصادق: أي الصدقة أفضل؟ قال: (جهد المقلّ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]؟) (2)

[الحديث: 814] عن سماعة قال: سألت الإمام الصادق عن الرجل ليس عنده إلّا قوت يومه، أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيء، ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه، والسنة على نحو ذلك أم ذلك كلّه الكفاف الّذي لا يلام عليه؟ فقال: (هو أمران، أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة والأثرة على نفسه، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]، والأمر الآخر لا يلام على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول) (3)

[الحديث: 815] عن مسعدة بن صدقة، قال: احتج الصوفية على الإمام الصادق

__________

(1) أصل زيد الزرّاد/6.

(2) جامع السعادات 2/ 119.

(3) الكافي 4/ 18.

مكارم الأخلاق وفضائلها (129)

بقوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]، فقال: (فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عزّ وجلّ، وذلك إنّ الله أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم، وكان نهي الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكيلا يضرّوا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الّذين لا يصبرون على الجوع، فإن تصدّقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، فمن ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها ما أنفقها الإنسان على والديه، ثمّ الثانية على نفسه وعياله، ثمّ الثالثة على قرابته الفقراء، ثمّ الرابعة على جيرانه الفقراء، ثمّ الخامسة في سبيل الله وهو أخسها أجرا)، ثمّ قال: حدّثني أبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ابدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى..) (1)

6 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 816] قال الإمام الصادق: (من سعى في حاجة أخيه المسلم، طلب وجه الله كتب الله عزّ وجلّ له ألف ألف حسنة، يغفر فيها لأقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه، ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عزّ وجلّ إلّا أن يكون ناصبا) (2)

[الحديث: 817] قال الإمام الصادق: (من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عزّ وجلّ له حجّة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما، وإن اجتهد فيها ولم يجر الله قضاءها على يديه كتب الله عزّ وجلّ له حجّة وعمرة) (3)

__________

(1) الكافي 5/ 65.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 197.

(3) اصول الكافي ج 2 ص 198.

مكارم الأخلاق وفضائلها (130)

[الحديث: 818] قال الإمام الصادق: (قال الله عزّ وجلّ: الخلق عيالي، فأحبّهم إلى ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم) (1)

[الحديث: 819] قال الإمام الصادق: (إنّ المسلم إذا جاء أخوه المسلم فقام معه في حاجة كان كالمجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ) (2)

[الحديث: 820] قال الإمام الصادق: (من سعى لأخيه المؤمن في حاجة من حوائج الدنيا قضى الله عزّ وجلّ له بها سبعين حاجة من حوائج الآخرة، أيسرها أن يزحزحه عن النار) (3)

[الحديث: 821] قال الإمام الصادق: (خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان. يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك) قال جميل: من غرر أصحابي؟ قال: (هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر)، ثمّ قال: (أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب القليل فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (4)

[الحديث: 822] قال الإمام الصادق: (من كان في حاجة أخيه المؤمن المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه) (5)

[الحديث: 823] قال الإمام الصادق: (من خالص الإيمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر) (6)

[الحديث: 824] قال الإمام الصادق: (قال الله عزّ وجلّ خلقي عيالي فأحبّهم إلى

__________

(1) اصول الكافي ج 2 ص 199.

(2) كتاب المؤمن ص 56.

(3) كتاب المؤمن ص 56.

(4) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 65.

(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 94.

(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 246.

مكارم الأخلاق وفضائلها (131)

أعناهم بامورهم، وأقومهم بشأنهم، وأسعاهم في حوائجهم) (1)

[الحديث: 825] قال الإمام الصادق: (أوحى الله تعالى إلى موسى صلوات الله عليه: إنّ من عبادي من يتقرّب إلى بالحسنة فاحكمه في الجنّة، قال: وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي في حاجة مؤمن) (2)

[الحديث: 826] عن أبي قتادة القمّي قال: كنّا عند الإمام الصادق اذ تذاكروا عنده الفتوّة فقال: (ما الفتوّة، لعلّكم تظنّون أنّها بالفسوق والفجور! كلّا إنّما الفتوّة طعام موضوع ونائل مبذول ويسر مقبول وعفاف معروف وأذى مكفوف، وأمّا تلك فشطارة وفسوق) (3)

[الحديث: 827] سأل شقيق البلخي الإمام الصادق عن الفتوّة، فقال: (ما تقول أنت؟) فقال شقيق: إن اعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا، فقال الإمام: (الكلاب عندنا بالمدينة كذلك تفعل) فقال شقيق: يا ابن بنت رسول الله ما الفتوّة عندكم؟ فقال: (إن اعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا) (4)

[الحديث: 828] قال الإمام الصادق: (أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود عليه السّلام: أنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة، فأدخله الجنّة. قال: يا ربّ وما تلك الحسنة؟ قال: يفرّج عن المؤمن كربته ولو بتمرة؛ فقال داود عليه السّلام: حقّ على من عرفك أن لا يقطع رجاءه منك) (5)

[الحديث: 829] قال الإمام الصادق: (من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ إشباع جوعة المؤمن، أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه) (6)

[الحديث: 830] قال الإمام الصادق: (أيّما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة وهو معسر

__________

(1) مصادقة الإخوان ص 70.

(2) قصص الأنبياء ص 165.

(3) أمالي الطوسي 1/ 307.

(4) الرسالة القشيريّة (ص 115.

(5) معاني الأخبار/374.

(6) الكافي 4/ 51.

مكارم الأخلاق وفضائلها (132)

يسّر الله له حوائجه في الدّنيا والآخرة، قال: ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدّنيا والآخرة، قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير) (1)

[الحديث: 831] قال الإمام الصادق: (من نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة سقاه الله من الرّحيق المختوم) (2)

[الحديث: 832] قال الإمام الصادق: (من فرّج عن أخيه المسلم كربة فرّج الله عنه كربة يوم القيامة، ويخرج من قبره مثلوج الصدر) (3)

[الحديث: 833] عن عليّ بن يقطين، عن أبيه، قال: ولّي علينا بالأهواز رجل من كتّاب يحيى بن خالد، وكان عليّ بقايا من خراج، كان فيها زوال نعمتي وخروجي من ملكي، فقيل لي: إنّه ينتحل هذا الأمر، فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما بلغني حقّا فيكون خروجي من ملكي وزوال نعمتي، فهربت منه إلى الله تعالى.. وأتيت الإمام الصادق مستجيرا، فكتب إليه رقعة صغيرة فيها: (بسم الله الرّحمن الرّحيم إنّ لله في ظلّ عرشه ظلّا لا يسكنه إلّا من نفّس عن أخيه كربة، وأعانه بنفسه، أو صنع إليه معروفا ولو بشقّ تمرة) (4)

[الحديث: 834] قال الإمام الصادق: (وما من مؤمن يفرّج عن أخيه كربة إلّا فرّج الله عنه كربة من كرب الآخرة) (5)

[الحديث: 835] قال الإمام الصادق: (من فرّج عن مؤمن كربة، جعل الله له شعلتين من نور على الصراط، يستضي ء بضوئهما عالم لا يحصيه إلّا ربّ العزّة) (6)

__________

(1) أصول الكافي 2/ 200.

(2) أصول الكافي 2/ 199.

(3) المؤمن/50.

(4) أعلام الدين/289.

(5) الاختصاص/27.

(6) عوالي اللآلئ 1/ 375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (133)

[الحديث: 836] عن سلمة بن محمّد قال: مرّ الإمام الصادق على رجل قد ارتفع صوته على رجل يقتضيه شيئا يسيرا، فقال: بكم تطالبه، قال: بكذا وكذا، فقال الإمام الصادق: (أما بلغك أنّه كان يقال: لا دين لمن لا مروءة له) (1)

[الحديث: 837] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أنّ ذلك من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال: فذكر [ها] عشرة: أليقين والقناعة، والصّبر، والشّكر، والحلم، وحسن الخلق، والسّخاء، والغيرة، والشّجاعة والمروءة) (2)

[الحديث: 838] تذاكر الناس عند الإمام الصادق أمر الفتوّة فقال: (تظنّون أنّ الفتوّة بالفسق والفجور، إنّما الفتوّة والمروءة طعام موضوع، ونائل مبذول بشيء معروف، وأذى مكفوف، فأمّا تلك فشطّارة وفسق، ثمّ قال: ما المروءة؟ فقال الناس: لا نعلم، قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروّتان: مروءة في الحضر، ومروءة فيّ السفر، فأمّا الّتي في الحضر: فتلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي مع الإخوان في الحوائج، والنعمة ترى على الخادم أنّها تسرّ الصّديق، وتكبت العدوّ، وأمّا التي في السفر: فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إيّاهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزّ وجلّ، ثمّ قال عليه السّلام: والّذي بعث جدّي صلى الله عليه وآله وسلم بالحقّ نبيّا إنّ الله عزّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة تنزل على قدر المؤونة، وإنّ الصبر ينزل على قدر شدّة البلاء) (3)

[الحديث: 839] قال الإمام الصادق: (المروءة مروّتان: مروءة الحضر ومروءة السّفر، فأما مروءة الحضر فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنّظر في

__________

(1) الكافي ج 6 ص 438.

(2) اصول الكافي ج 2 ص 56.

(3) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 192.

مكارم الأخلاق وفضائلها (134)

التّفقّه؛ أمّا مروءة السّفر فبذل الزّاد، والمزاح في غير ما يسخط الله وقلّة الخلاف على من صحبك وترك الرّواية عليهم إذا أنت فارقتهم) (1)

[الحديث: 840] قيل للإمام الصادق: يا ابن رسول الله، فيم المروءة؟ فقال: (ألّا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك من حيث أمرك) (2)

[الحديث: 841] سأل رجل الإمام الحسن شيئا فأعطاه، وأعطى الجمّال طيلسانه كراه، وقال: (تمام المروءة إعطاء الاجرة لحمل الصدقة) (3)

[الحديث: 842] قال الإمام الصادق: (ليس من المروءة أن يحدّث الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شرّ) (4)

7 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 843] قال الإمام الكاظم: (إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرّح الله قلبه يوم القيامة) (5)

[الحديث: 844] قيل للإمام الكاظم: أوصني، فقال: (آمرك بتقوى الله) ثمّ سكت، فشكا إليه السائل الفاقة، فقال: (صم وتصدّق)، قال: أتصدّق ممّا وصلني به إخواني وإنْ كان قليلا؟ قال: (تصدّق بما رزقك الله ولو آثرت على نفسك) (6)

[الحديث: 845] قال الإمام الرضا: (ظهر في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتأكل فنادى السائل: يا أمة الله الجوع، فقالت المرأة: أتصدّق في مثل هذا الزمان، فأخرجتها من فيها فدفعتها إلى السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة، فعدت

__________

(1) تحف العقول ص 374.

(2) الفقه المنسوب للامام الإمام الرضا ص 357.

(3) إرشاد القلوب ص 136.

(4) المحاسن ص 358.

(5) اصول الكافي ج 2 ص 197.

(6) الكافي 4/ 18.

مكارم الأخلاق وفضائلها (135)

الامّ في أثر الذئب، فبعث الله تبارك وتعالى جبريل عليه السّلام فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلى أمّه، فقال لها جبريل عليه السّلام: يا أمة الله، أرضيت لقمة بلقمة) (1)

[الحديث: 846] قال الإمام الرضا: (من فرج عن مؤمن، فرّج الله عن قلبه يوم القيامة) (2)

[الحديث: 847] قال الإمام الجواد: (لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتّى يؤثر شهوته على دينه) (3)

__________

(1) ثواب الأعمال/168.

(2) أصول الكافي 2/ 200.

(3) بحار الأنوار 75/ 81 عن كشف الغمّة.

مكارم الأخلاق وفضائلها (136)

السخاء والكرم

السخاء والكرم من الصفات الضرورية التي لا تكتمل الأخلاق الحسنة إلا بها، ذلك أنهما يمدان النفس بكل معاني السماحة والطيبة التي تتولد عنها كل المكارم، ولذلك كان نقيضهما، وهو الشح والبخل المنبع الذي تنبع منه كل الرذائل.

ولذلك لم يكونا مجرد صفتين منفصلتين منفردتين، وإنما هما مثل الشجرة التي تمد أرض النفس بكل ثمار الأخلاق الطيبة.

والواقع يدل على ذلك؛ حيث أنا نرى الشحيح البخيل يعيش دائما في حال ضنك وضيق نفسي، حرصا على ماله أو متاعه أو أملاكه، حتى أنه يتوهم أن كل من يتودد إليه، أو يقترب منه لا يفعل ذلك إلا لأجل نهبه وسلبه، بل إن الشح قد يمتد في نفسه؛ فلا يبقى مرتبطا بالمال والمتاع، بل يتحول إلى غيرهما؛ فيتحول إلى مدد لكل المثالب والموبقات.. فالحسد ليس سوى نوع من الشح، ذلك أن الحسود يتوهم بأن النعم التي تنزلت على غيره كأنها خرجت من ملكيته إلى ملكية غيره.. وهكذا لكل المثالب؛ فهي مثل الأمراض الحسية يمد بعضها بعضا، ويزيد بعضها في قوة الآخر.

وقد أشار الله تعالى إلى هذه النفس الممتلئة بالشح في قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} (الماعون:1 ـ 7)

فقوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، هي المفتاح الذي تفسر به كل تلك الصفات، فالبخيل يكذب بالدين، لأنه يتوهم أن الداعي إلى الدين لص يريد أن يسرق ماله أو راحته أو أوقاته أو سعادته.. وهو يدع اليتيم طمعا في ماله ليزيد من خلال ذلك ثروته.. وهو لا يحض على طعام المسكين، لأن البخل سد في قلبه منافذ الرحمة، فصار لا يرى إلا الأموال..

مكارم الأخلاق وفضائلها (137)

وهو لذلك كله إن صلى لا يفعل ذلك لوجه الله، وإنما ليكسب رضا الناس، ثم يمد يده إلى أموالهم أو قلوبهم من خلال ذلك الجاه الذي يناله..

وهكذا تجتمع في نفس البخيل كل خلال اللؤم، حتى يصبح ممتلئا بالمثالب، والتي قد تطبع على قلبه؛ فلا يبصر الحق أبدا.

وعلى خلاف ذلك الكريم صاحب النفس المملوءة بالطهر والنبل، والذي يُمد غيره بكل ما يستطيع من العطاء؛ فإن لم يستطع اجتهد في أن يحض على الكرم الذي عجز عنه.

ولهذا ورد في القرآن الكريم ما يدل على قيمة الكرم، وفضله، وضرورته، ومنابعه، ومنها قوله تعالى في فضل الكرم، وبيان ثماره الزكية في الدنيا والآخرة: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7]

فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن العطاء والبذل سيؤدي إلى التقوى والتصديق والإيمان، وكل ذلك سيؤدي به إلى اليسرى، والتي هي جنة الدنيا والآخرة.

بخلاف ذلك ذكر الله تعالى أنواع العسر التي يمر بها الحريص والبخيل، وكيف لا يغني عنه ماله شيئا، فقال: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل: 8، 9]

ولهذا كله قرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكرم بحسن الخلق، فقال: (إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل السخاء والكرم، وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

__________

(1) الطبراني.

مكارم الأخلاق وفضائلها (138)

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 848] عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن النّاس، وكان أجود النّاس، وكان أشجع النّاس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصّوت. فتلقّاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راجعا، وقد سبقهم إلى الصّوت وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السّيف، وهو يقول: (لم تراعوا، لم تراعوا (1)) (2)

[الحديث: 849] عن عبد الله بن عبّاس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الرّيح المرسلة) (3)

[الحديث: 850] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: (يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا. يا عبادي كلّكم ضالّ إلّا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلّكم جائع إلّا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلّكم عار إلّا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنّكم تخطئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفر الذّنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.

__________

(1) لم تراعوا: أي روعا مستقرّا أو روعا يضركم.

(2) البخاري (2820) ومسلم (2307)

(3) البخاري (5) ومسلم (2308)

مكارم الأخلاق وفضائلها (139)

يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثمّ أوفّيكم إيّاها. فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومّن إلّا نفسه، ذلك بأنّي جواد ماجد أفعل ما أريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إذا أردت شيئا فإنّما أقول له كن فيكون) (1)

[الحديث: 851] عن جابر بن عبد الله قال: (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قطّ فقال: لا) (2)

[الحديث: 852] عن أنس أنّ رجلا سأل النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم غنما بين جبلين. فأعطاه إيّاه. فأتى قومه. فقال: (أي قوم. أسلموا، فو الله إنّ محمّدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر) (3)

[الحديث: 853] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحّى ذلك السّحاب فأفرغ ماءه في حرّة (4) فإذا شرجة من تلك الشّراج (5) قد استوعبت ذلك الماء كلّه فتتبّع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحوّل الماء بمسحاته (6) فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الّذي سمع في السّحابة، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ قال: إنّي سمعت صوتا في السّحاب الّذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أمّا إذ قلت هذا، فإنّي أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدّق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأردّ فيها ثلثه) (7)

[الحديث: 854] عن جبير بن مطعم أنّه قال: بينما أسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه النّاس مقفله (8) من حنين فعلقت النّاس يسألونه حتّى اضطرّوه إلى سمرة (9) فخطفت رداءه

__________

(1) مسلم (2577) الترمذي (2495) وابن ماجة (4257)

(2) البخاري (6034) ومسلم (2311)

أحمد (3/ 307)

(3) مسلم (2312)

(4) الحرة: أرض بها حجارة سود كثيرة.

(5) الشراج: مسايل الماء.

(6) المسحاة: آلة يحرف بها الطين.

(7) مسلم (2984)

(8) مقفله: جأي حين قفل عائدا إلى مكة.

(9) سمرة: أي ألجأوه إلى شجرة من شجر البادية ذات شوك.

مكارم الأخلاق وفضائلها (140)

فوقف النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أعطوني ردائي لو كان عدد هذه العضاه (1) نعما لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا) (2)

[الحديث: 855] عن ابن شهاب قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة الفتح، فتح مكّة. ثمّ خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمن معه من المسلمين. فاقتتلوا بحنين. فنصر الله دينه والمسلمين. وأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ صفوان بن أميّة مائة من النّعم. ثمّ مائة. ثمّ مائة. قال ابن شهاب: حدّثني سعيد بن المسيّب: أنّ صفوان قال: والله! لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أعطاني، وإنّه لأبغض النّاس إليّ. فما برح يعطيني حتّى إنّه لأحبّ النّاس إليّ) (3)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 856] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله جواد يحبّ الجود ومعالي الأمور، ويكره سفسافها، وانّ من أعظم إجلال الله تعالى ثلاثة إكرام ذي الشيّبة في الإسلام والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه) (4)

[الحديث: 857] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنّة دار الأسخياء والّذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل ولا عاقّ والديه، ولا مانّ بما أعطى) (5)

[الحديث: 858] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخيّ محبّب في السماوات، محبّب في الأرض، والبخيل مبغّض في السماوات، مبغّض في الأرض) (6)

[الحديث: 859] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدنيا من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار) (7)

__________

(1) العضاه: هو شجر ذو شوك.

(2) البخاري (2821)

(3) مسلم (2313)

(4) الأشعثيّات ص 196.

(5) الأشعثيّات/251.

(6) الكافي 4/ 39.

(7) قرب الإسناد/55.

مكارم الأخلاق وفضائلها (141)

[الحديث: 860] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمّا خلق الله الجنّة قالت: يا رب لمن خلقتني، قال: لكلّ سخي تقي، قالت: رضيت يا ربّ) (1)

[الحديث: 861] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عليّ كن سخيا فإن الله يحبّ كلّ سخي، وإن أتاك أمرؤ في حاجة فاقضها له، فإن لم يكن له أهلا فأنت له أهل) (2)

[الحديث: 862] عن الإمام الصادق قال: (أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أيّ الناس أفضلهم إيمانا قال: (أبسطهم كفّا) (3)

[الحديث: 863] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يؤتى يوم القيامة برجل فيقال: احتجّ فيقول: يا ربّ خلقتني وهديتني فأوسعت عليّ فلم أزل أوسع على خلقك وايسّر عليهم لكي تنشر عليّ هذا اليوم رحمتك وتيسّره، فيقول الربّ جلّ ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنّة) (4)

[الحديث: 864] قال الإمام علي: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس كفّا، وأكرمهم عشرة من خالطه فعرفه أحبه) (5)

[الحديث: 865] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وما جبل وليّ الله إلّا على السخاء) (6)

[الحديث: 866] عن الإمام الصادق قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاما وأشدّهم استقصاء في محاجّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتّى التوى عرق الغضب بين عينيه وتربّد وجهه وأطرق إلى الأرض فأتاه جبريل عليه السّلام فقال: ربّك يقرئك السّلام ويقول لك: هذا رجل سخي يطعم الطعام فسكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغضب ورفع رأسه وقال له: لولا أنّ جبريل أخبرني عن الله عز وجلّ أنّك

__________

(1) إرشاد القلوب/138.

(2) روضة الواعظين 2/ 385.

(3) تحف العقول/390.

(4) تحف العقول/390.

(5) مكارم الأخلاق ص 17.

(6) مصباح الشريعة/34.

مكارم الأخلاق وفضائلها (142)

سخيّ تطعم الطعام لعاقبتك بما تستحق، فقال له الرجل: وإنّ ربّك ليحبّ السخاء؟ فقال: نعم، فقال: إني أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ لا رددت من مالي أحدا) (1)

[الحديث: 867] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرزق إلى السخي أسرع من السكّين إلى ذروة البعير، إنّ الله تعالى يباهي بمطعم الطعام الملائكة) (2)

[الحديث: 868] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تجافوا عن ذنب السخي، فإنّ الله آخذ بيده كلّما عثر، وفاتح له كلّما افتقر) (3)

[الحديث: 869] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: إنّ هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلحه إلّا السخاء وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما استطعتم) وفي رواية اخرى: (فأكرموه بهما ما صحبتموه) (4)

[الحديث: 870] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جبل وليّ الله إلّا على السخاء وحسن الخلق) (5)

[الحديث: 871] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ الأعمال أفضل؟ فقال: (السخاء وحسن الخلق، فالزموهما تفوزوا) (6)

[الحديث: 872] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقان يحبهما الله السخاء وحسن الخلق، وخلقان يبغضهما الله البخل وسوء الخلق، ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]) (7)

[الحديث: 873] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أبواب البرّ: سخاء النفس، وطيب

__________

(1) الكافي 4/ 40.

(2) إرشاد القلوب/137.

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 171.

(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 170.

(5) الأشعثيّات/151.

(6) إرشاد القلوب/137.

(7) إرشاد القلوب/137.

مكارم الأخلاق وفضائلها (143)

الكلام، والصبر على الأذى) (1)

[الحديث: 874] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لمّا أسرى بي إلى السماء رأيت مكتوبا على أبواب الجنّة: من أراد الدخول في هذه الأبواب الثمانية فليمسك بأربع خصال: وهي الصدقة والسخاء وحسن الخلق وكفّ الأذى عن عباد الله) (2)

[الحديث: 875] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أدّى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس) (3)

[الحديث: 876] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أسخى الناس من أدّى زكاة ماله، وأعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل الدنيا عنده خطرا، وأقلّ الناس راحة البخيل، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه) (4)

[الحديث: 877] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا بعث الله إليه ملكا من خزّان الجنّة فيمسح صدره، فتستحي نفسه بالزكاة) (5)

[الحديث: 878] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يسمّى سخيّا إلّا الباذل في طاعة الله ولوجهه ولو كان برغيف أو شربة ماء) (6)

[الحديث: 879] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخيّ بما ملك وأراد به وجه الله، وأمّا المتسخّي في معصية الله فحمّال سخط الله وغضبه، وهو أبخل الناس على نفسه فكيف لغيره، حيث اتّبع هواه، وخالف أمر الله، قال الله عزّ وجلّ: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت: 13]) (7)

[الحديث: 880] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله جاء بالإسلام فوضعه على السخاء) (8)

__________

(1) تحف العقول/8.

(2) الفضائل لابن شاذان/153.

(3) من لا يحضره الفقيه 2/ 34.

(4) روضة الواعظين 2/ 384.

(5) الأشعثيّات/53.

(6) مصباح الشريعة/35.

(7) مصباح الشريعة/35.

(8) لبّ اللباب كما في المستدرك 1/ 508.

مكارم الأخلاق وفضائلها (144)

[الحديث: 881] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام السخيّ دواء، وطعام الشحيح داء) (1)

[الحديث: 882] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني سلمة: يا بني سلمة، من سيّدكم؟ قالوا: يا رسول الله، سيّدنا رجل فيه بخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وأيّ داء أدوى من البخل) (2)

[الحديث: 883] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البخل، وسوء الخلق) (3)

[الحديث: 884] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يمحق الإيمان شيء كتمحيق البخل له) (4)

[الحديث: 885] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن غرّ كريم، والمنافق خبث لئيم) (5)

[الحديث: 886] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنّة دار الأسخياء، والّذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل، ولا عاقّ والديه، ولا مانّ بما أعطى) (6)

[الحديث: 887] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار، أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار) (7)

[الحديث: 888] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخاء اسم شجرة في الجنّة، ترفع يوم القيامة كلّ سخيّ إلى الجنّة بأغصانها، والبخل شجرة في النار، تقود بأغصانها كلّ بخيل إلى النار) (8)

[الحديث: 889] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله عزّ وجلّ: حرمت الجنّة على: المنّان، والبخيل، والقتّات) (9)

__________

(1) بحار الأنوار 68/ 357، كتاب الإمامة والتبصرة.

(2) الكافي 4/ 44.

(3) الخصال 1/ 75.

(4) المستدرك 1/ 509 عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي.

(5) المستدرك 1/ 509 عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي.

(6) الأشعثيات/251.

(7) قرب الإسناد/55.

(8) إرشاد القلوب/139.

(9) أمالي الصدوق/344.

مكارم الأخلاق وفضائلها (145)

[الحديث: 890] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الجنّة تكلّمت وقالت: إنّي حرام على كلّ بخيل ومراء) (1)

[الحديث: 891] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تعالى قال للجنّة: تكلّمي، فقالت: (قد أفلح المؤمنون، ثمّ قالت: إنّي حرام على كلّ بخيل ومراء) (2)

[الحديث: 892] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقسم الله تعالى بعزّته وعظمته وجلاله لا يدخل الجنّة بخيلا ولا شحيحا) (3)

[الحديث: 893] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت على باب الجنّة مكتوبا: أنت محرّمة على كلّ بخيل ومرائي وعاقّ ونمّام) (4)

[الحديث: 894] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنّة جبّار، ولا بخيل، ولا سيّئ الملكة) (5)

[الحديث: 895] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البخل وعبوس الوجه يكسبان البغضة، ويباعدان من الله، ويدخلان النار) (6)

[الحديث: 896] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة: أميرا وقارئا وذا ثروة من المال، فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل، فتزدرده كما يزدرد الطير حبّ السمسم، وتقول للقارئ: يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي فتزدرده، وتقول للغنيّ: يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا وسأله الفقير اليسير قرضا فأبى إلّا بخلا فتزدرده) (7)

[الحديث: 897] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وما شيء أبغض إلى الله عزّ وجلّ من البخل

__________

(1) بحار الأنوار 69/ 305، أسرار الصلاة.

(2) المستدرك: 1/ 510 عن القطب الراوندي في (لبّ اللباب).

(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 172.

(4) إرشاد القلوب:/139.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 198.

(6) المستدرك 1/ 509 عن كتاب (الأخلاق).

(7) الخصال 1/ 111.

مكارم الأخلاق وفضائلها (146)

وسوء الخلق، وإنّه ليفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل) (1)

[الحديث: 898] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقان يحبّهما الله: السخاء وحسن الخلق، وخلقان يبغضهما الله: البخل وسوء الخلق، ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]) (2)

[الحديث: 899] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنّة بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنّة قريب من النار، والجاهل السخيّ أحبّ إلى الله من العابد البخيل) (3)

[الحديث: 900] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى: المعروف هديّة منّي إلى عبدي المؤمن.. وأيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان، وحسّنت خلقه، ولم أبتله بالبخل، فإنّي أريد به خيرا) (4)

[الحديث: 901] عن الإمام عليّ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ على امرأة وهي تبكي على ولدها، وهي تقول: الحمد لله مات شهيدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفّي أيّتها المرأة، فلعلّه كان يبخل بما لا يضرّه، ويقول فيما لا يعنيه) (5)

[الحديث: 902] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما طلعت شمس قطّ إلّا ليجيئها ملكان، يقولان: اللهم عجّل لمنفق خلفا، ولممسك تلفا) (6)

[الحديث: 903] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه) (7)

[الحديث: 904] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس البخيل من أدّى الزكاة المفروضة من ماله، وأعطى البائنة في قومه، إنّما البخيل حقّ البخيل من لم يودّ الزكاة المفروضة من ماله،

__________

(1) مكارم الأخلاق/17.

(2) إرشاد القلوب/137.

(3) إرشاد القلوب/136.

(4) أمالي المفيد/259.

(5) الأشعثيّات/207.

(6) مستدرك الوسائل 1/ 510، الشيخ ابو الفتوح في (تفسيره).

(7) المواعظ للصدوق/106.

مكارم الأخلاق وفضائلها (147)

ولم يعط البائنة في قومه، وهو يبذّر فيما سوى ذلك) (1)

[الحديث: 905] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصّدقة صدقة تكون عن فضل الكف) (2)

[الحديث: 906] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصّدقة صدقة عن ظهر الغنى) (3)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 907] سئل الإمام علي عن السخي فقال: (الّذي يأخذ المال من حلّه ويضعه في حلّه) (4)

[الحديث: 908] قال الإمام علي: (السخاء يمحّص الذنوب ويجلب محبّة القلوب) (5)

[الحديث: 909] قال الإمام علي يوصي أصحابه: (أوصيكم بالخشية من الله.. وليكن نظركم عبرا، وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا، وطبيعتكم السخاء، فإنّه لا يدخل الجنّة بخيل، ولا يدخل النار سخيّ) (6)

[الحديث: 910] قال الإمام عليّ: (ثلاث من أبواب البرّ: سخاء النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى) (7)

[الحديث: 911] قال الإمام علي: (الكرم معدن الخير) (8)

__________

(1) الكافي 4/ 46.

(2) الكافي ج 4 ص 46.

(3) الكافي ج 4 ص 46.

(4) الأشعثيّات/152.

(5) غرر الحكم الفصل 1، رقم 1755.

(6) تحف العقول/390.

(7) الأشعثيّات/231.

(8) غرر الحكم/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (148)

[الحديث: 912] قال الإمام علي: (السخاء أفضل الشيم) (1)

[الحديث: 913] قال الإمام علي: (السخاء خلق الأنبياء) (2)

[الحديث: 914] قال الإمام علي: (الجود في الله عبادة المقرّبين) (3)

[الحديث: 915] قال الإمام علي: (السخاء والشجاعة غرائز شريفة يضعها الله سبحانه فيمن أحبّه وامتحنه) (4)

[الحديث: 916] قال الإمام علي: (أشجع الناس أسخاهم) (5)

[الحديث: 917] قال الإمام علي: (أحسن المكارم الجود) (6)

[الحديث: 918] قال الإمام علي: (أفضل الناس السخيّ الموقن) (7)

[الحديث: 919] قال الإمام علي: (أفضل الفضائل بذل الرغائب، وإسعاف الطالب، والإجمال في المطالب) (8)

[الحديث: 920] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يحبّ كلّ سمح اليدين حريز الدين) (9)

[الحديث: 921] قال الإمام علي: (بذل اليد بالعطيّة أجمل منقبة وأفضل) (10)

[الحديث: 922] قال الإمام علي: (تحلّ بالسخاء والورع فهما حلية الإيمان وأشرف خلالك) (11)

[الحديث: 923] قال الإمام علي: (خير الناس من كان في يسره سخيّا شكورا) (12)

__________

(1) غرر الحكم/375.

(2) غرر الحكم/375.

(3) غرر الحكم/375.

(4) غرر الحكم/375.

(5) غرر الحكم/375.

(6) غرر الحكم/375.

(7) غرر الحكم/375.

(8) غرر الحكم/375.

(9) غرر الحكم/375.

(10) غرر الحكم/376.

(11) غرر الحكم/375.

(12) غرر الحكم/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (149)

[الحديث: 924] قال الإمام علي: (ما شكرت النعم بمثل بذلها) (1)

[الحديث: 925] قال الإمام علي: (ما أحسن بالإنسان أن يقنع بالقليل، ويجود بالجزيل) (2)

[الحديث: 926] قال الإمام علي: (السخاء يمحص الذنوب ويجلب محبّة القلوب) (3)

[الحديث: 927] قال الإمام علي: (سادة أهل الجنّة الأسخياء والمتّقون) (4)

[الحديث: 928] قال الإمام علي: (إنّكم إلى إنفاق ما اكتسبتم أحوج منكم إلى اكتساب ما تجمعون) (5)

[الحديث: 929] قال الإمام علي: (إنكم إلى إجراء ما أعطيتم أشدّ حاجة من السائل إلى ما أخذ منكم) (6)

[الحديث: 930] قال الإمام علي: (إنّكم أغبط بما بذلتم من الراغب إليكم فيما وصله منكم) (7)

[الحديث: 931] قال الإمام علي: (بسط اليد بالعطاء يجزل الأجر، ويضاعف الجزاء) (8)

[الحديث: 932] قال الإمام علي: (ليس لأحد من دنياه إلّا ما أنفقه على أخراه) (9)

[الحديث: 933] قال الإمام علي: (ما أكلته راح، وما أطعمته فاح) (10)

__________

(1) غرر الحكم/375.

(2) غرر الحكم/375.

(3) غرر الحكم/378.

(4) غرر الحكم/378.

(5) غرر الحكم/379.

(6) غرر الحكم/379.

(7) غرر الحكم/379.

(8) غرر الحكم/379.

(9) غرر الحكم/379.

(10) غرر الحكم/379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (150)

[الحديث: 934] قال الإمام علي: (الجواد في الدنيا محمود، وفي الآخرة مسعود) (1)

[الحديث: 935] قال الإمام علي: (إنّ أجزل ما استدرّت به الأرباح الباقية الصدقة) (2)

[الحديث: 936] قال الإمام عليّ: (سادة الناس في الدنيا الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء) (3)

[الحديث: 937] قال الإمام علي: (السخاء سجيّة، الشّرف مزيّة) (4)

[الحديث: 938] قال الإمام علي: (السخاء خلق) (5)

[الحديث: 939] قال الإمام علي: (السخاء زين الإنسان) (6)

[الحديث: 940] قال الإمام علي: (السخاء أشرف عادة) (7)

[الحديث: 941] قال الإمام علي: (الكريم من جاء بالموجود) (8)

[الحديث: 942] قال الإمام علي: (السخاء إحدى السّعادتين) (9)

[الحديث: 943] قال الإمام علي: (الكرم إيثار عذوبة الثناء على حبّ المال) (10)

[الحديث: 944] قال الإمام علي: (السخاء أن تكون بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا) (11)

[الحديث: 945] قال الإمام علي: (السخاء ثمرة العقل، والقناعة برهان النّبل) (12)

[الحديث: 946] قال الإمام علي: (النّبل بالتحلّي بالجود والوفاء بالعهود) (13)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) أمالي الصدوق/32.

(4) غرر الحكم/375.

(5) غرر الحكم/375.

(6) غرر الحكم/375.

(7) غرر الحكم/375.

(8) غرر الحكم/375.

(9) غرر الحكم/375.

(10) غرر الحكم/375.

(11) غرر الحكم/375.

(12) غرر الحكم/375.

(13) غرر الحكم/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (151)

[الحديث: 947] قال الإمام علي: (الكريم من صان عرضه بماله، واللئيم من صان ماله بعرضه) (1)

[الحديث: 948] قال الإمام علي: (السّخاء والحياء أفضل الخلق) (2)

[الحديث: 949] قال الإمام علي: (ابذل مالك في الحقوق، وواس به الصديق، فإنّ السخاء بالحرّ أخلق) (3)

[الحديث: 950] قال الإمام علي: (أشجع الناس أسخاهم) (4)

[الحديث: 951] قال الإمام علي: (أحسن المكارم الجود) (5)

[الحديث: 952] قال الإمام علي: (نعم السجيّة السخاء) (6)

[الحديث: 953] قال الإمام علي: (لا فضيلة كالسخاء) (7)

[الحديث: 954] قال الإمام علي: (لا فخر في المال إلّا مع الجود) (8)

[الحديث: 955] قال الإمام علي: (أحسن الناس عيشا من عاش الناس في فضله) (9)

[الحديث: 956] قال الإمام علي: (أكرم الأخلاق السخاء، وأعمّها نفعا العدل) (10)

[الحديث: 957] قال الإمام علي: (أفضل الناس في الدّنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء) (11)

__________

(1) غرر الحكم/375.

(2) غرر الحكم/375.

(3) غرر الحكم/375.

(4) غرر الحكم/375.

(5) غرر الحكم/375.

(6) غرر الحكم/375.

(7) غرر الحكم/375.

(8) غرر الحكم/375.

(9) غرر الحكم/376.

(10) غرر الحكم/376.

(11) غرر الحكم/376.

مكارم الأخلاق وفضائلها (152)

[الحديث: 958] قال الإمام علي: (أفضل السخاء أن تكون بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا) (1)

[الحديث: 959] قال الإمام علي: (أفضل الشّيم السخاء والعفّة والسكينة) (2)

[الحديث: 960] قال الإمام علي: (إنّ إعطاء هذا المال قنية، وإنّ إمساكه فتنة) (3)

[الحديث: 961] قال الإمام علي: (تأميل الناس نوالك خير من خوفهم نكالك) (4)

[الحديث: 962] قال الإمام علي: (عليك بالسخاء فإنّه ثمرة العقل) (5)

[الحديث: 963] قال الإمام علي: (ليكن سجيّتك السخاء والإحسان) (6)

[الحديث: 964] قال الإمام علي: (لو رأيتم السخاء رجلا، لرأيتموه حسنا يسرّ الناظرين) (7)

[الحديث: 965] قال الإمام علي: (من جاد اصطنع) (8)

[الحديث: 966] قال الإمام علي: (من كمال النّعمة التّحلّي بالسخاء والتعفّف) (9)

[الحديث: 967] قال الإمام علي: (لا يكمل الشرف إلّا بالسخاء والتواضع) (10)

[الحديث: 968] قال الإمام علي: (الجود من كرم الطبيعة) (11)

[الحديث: 969] قال الإمام علي: (السخاء عنوان المروءة والنّبل) (12)

[الحديث: 970] قال الإمام علي: (الكرم بذل الجود وإنجاز الموعود) (13)

[الحديث: 971] قال الإمام علي: (إنّما سراة الناس أولو الأحلام الرغيبة والهمم

__________

(1) غرر الحكم/376.

(2) غرر الحكم/376.

(3) غرر الحكم/376.

(4) غرر الحكم/376.

(5) غرر الحكم/376.

(6) غرر الحكم/376.

(7) غرر الحكم/376.

(8) غرر الحكم/376.

(9) غرر الحكم/376.

(10) غرر الحكم/376.

(11) غرر الحكم/376.

(12) غرر الحكم/376.

(13) غرر الحكم/377.

مكارم الأخلاق وفضائلها (153)

الشريفة وذووا النّبل) (1)

[الحديث: 972] قال الإمام علي: (بكثرة الإفضال يعرف الكريم) (2)

[الحديث: 973] قال الإمام علي: (سنّة الكرام ترادف الإنعام) (3)

[الحديث: 974] قال الإمام علي: (سنّة الكرام الجود) (4)

[الحديث: 975] قال الإمام علي: (عادة الكرام الجود) (5)

[الحديث: 976] قال الإمام علي: (كثرة البذل آية النّبل) (6)

[الحديث: 977] قال الإمام علي: (لذّة الكرام في الإطعام، ولذّة اللّئام في الطعام) (7)

[الحديث: 978] قال الإمام علي: (من كرمت نفسه استهان بالبذل والإسعاف) (8)

[الحديث: 979] قال الإمام علي: (من شيم الكرام بذل النّدى) (9)

[الحديث: 980] قال الإمام علي: (مسرّة الكرام في بذل العطاء، ومسرّة اللّئام في سوء الجزاء) (10)

[الحديث: 981] قال الإمام علي: (يستدلّ على كرم الرجل بحسن بشره وبذل برّه) (11)

[الحديث: 982] قال الإمام علي: (السخاء يزرع المحبة) (12)

[الحديث: 983] قال الإمام علي: (السخاء يثير الصفاء) (13)

[الحديث: 984] قال الإمام علي: (السخاء يكسب المحبّة ويزيّن الأخلاق) (14)

__________

(1) غرر الحكم/377.

(2) غرر الحكم/377.

(3) غرر الحكم/377.

(4) غرر الحكم/377.

(5) غرر الحكم/377.

(6) غرر الحكم/377.

(7) غرر الحكم/377.

(8) غرر الحكم/377.

(9) غرر الحكم/377.

(10) غرر الحكم/377.

(11) غرر الحكم/377.

(12) غرر الحكم/378.

(13) غرر الحكم/378.

(14) غرر الحكم/378.

مكارم الأخلاق وفضائلها (154)

[الحديث: 985] قال الإمام علي: (رفق المرء وسخاؤه يحبّبه إلى أعدائه) (1)

[الحديث: 986] قال الإمام علي: (سبب المحبّة السخاء) (2)

[الحديث: 987] قال الإمام علي: (عليكم بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزيدان الرزق ويوجبان المحبّة) (3)

[الحديث: 988] قال الإمام علي: (في السخاء المحبّة) (4)

[الحديث: 989] قال الإمام علي: (كثرة السخاء تكثر الأولياء وتستصلح الأعداء) (5)

[الحديث: 990] قال الإمام علي: (ما استجلبت المحبّة بمثل السخاء والرّفق وحسن الخلق) (6)

[الحديث: 991] قال الإمام علي: (الكرم إيثار العرض على المال) (7)

[الحديث: 992] قال الإمام علي: (حصّنوا الأعراض بالأموال) (8)

[الحديث: 993] قال الإمام علي: (ما حصّنت الأعراض بمثل البذل) (9)

[الحديث: 994] قال الإمام علي: (وقّوا أعراضكم ببذل أموالكم) (10)

[الحديث: 995] قال الإمام علي: (وفور الدّين والعرض بابتذال الأموال) (11)

[الحديث: 996] قال الإمام علي: (الكرم أفضل السّؤدد) (12)

[الحديث: 997] قال الإمام علي: (إنّما سادة أهل الدنيا والآخرة الأجواد) (13)

__________

(1) غرر الحكم/378.

(2) غرر الحكم/378.

(3) غرر الحكم/378.

(4) غرر الحكم/378.

(5) غرر الحكم/378.

(6) غرر الحكم/378.

(7) غرر الحكم/378.

(8) غرر الحكم/378.

(9) غرر الحكم/378.

(10) غرر الحكم/378.

(11) غرر الحكم/378.

(12) غرر الحكم/378.

(13) غرر الحكم/378.

مكارم الأخلاق وفضائلها (155)

[الحديث: 998] قال الإمام علي: (بالإفضال تعظم الأقدار) (1)

[الحديث: 999] قال الإمام علي: (بكثرة الاحتمال يكثر الفضل) (2)

[الحديث: 1000] قال الإمام علي: (تفضّل تخدم واحلم تقدّم) (3)

[الحديث: 1001] قال الإمام علي: (وفّر عرضك بعرضك تكرم، وتفضّل تخدم، واحلم تقدّم) (4)

[الحديث: 1002] قال الإمام علي: (وفور العرض بابتذال المال، وصلاح الدّين بإفساد الدنيا) (5)

[الحديث: 1003] قال الإمام علي: (سبب السيادة السخاء) (6)

[الحديث: 1004] قال الإمام علي: (من جاد ساد) (7)

[الحديث: 1005] قال الإمام علي: (لا سيادة لمن لا سخاء له) (8)

[الحديث: 1006] قال الإمام علي: (بالإفضال تسترقّ الأعناق) (9)

[الحديث: 1007] قال الإمام علي: (من تفضّل خدم) (10)

[الحديث: 1008] قال الإمام علي: (من بذل ماله استعبد) (11)

[الحديث: 1009] قال الإمام علي: (من بذل ماله استرقّ الرّقاب) (12)

[الحديث: 1010] قال الإمام علي: (من سمحت نفسه بالعطاء استعبد أبناء الدّنيا) (13)

__________

(1) غرر الحكم/378.

(2) غرر الحكم/378.

(3) غرر الحكم/378.

(4) غرر الحكم/378.

(5) غرر الحكم/378.

(6) غرر الحكم/378.

(7) غرر الحكم/379.

(8) غرر الحكم/379.

(9) غرر الحكم/379.

(10) غرر الحكم/379.

(11) غرر الحكم/379.

(12) غرر الحكم/379.

(13) غرر الحكم/379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (156)

[الحديث: 1011] قال الإمام علي: (السخاء ستر العيوب) (1)

[الحديث: 1012] قال الإمام علي: (غطاء العيوب السخاء والعفاف) (2)

[الحديث: 1013] قال الإمام علي: (غطّوا معايبكم بالسخاء، فإنّه ستر العيوب) (3)

[الحديث: 1014] قال الإمام علي: (السخاء يكسب الحمد) (4)

[الحديث: 1015] قال الإمام علي: (الجواد محبوب محمود، وإن لم يصل من جوده إلى مادحه شيء، والبخيل ضدّ ذلك) (5)

[الحديث: 1016] قال الإمام علي: (من يعطِ باليد القصيرة يعطَ باليد الطويلة) (6)

[الحديث: 1017] قال الإمام علي: (من بسط يده بالإنعام حصّن نعمته من الانصرام) (7)

[الحديث: 1018] قال الإمام علي: (البذل يكسب الحمد) (8)

[الحديث: 1019] قال الإمام علي: (أنعم تشكر، وارهب تحذر، ولا تمازح فتحقر) (9)

[الحديث: 1020] قال الإمام علي: (إنّ أفضل ما استجلب به الثناء السخاء) (10)

[الحديث: 1021] قال الإمام علي: (بتحمّل المؤن تكثر المحامد) (11)

[الحديث: 1022] قال الإمام علي: (بالبذل تكثر المحامد) (12)

[الحديث: 1023] قال الإمام علي: (جد بما تجد تحمد) (13)

__________

(1) غرر الحكم/379.

(2) غرر الحكم/379.

(3) غرر الحكم/379.

(4) غرر الحكم/379.

(5) غرر الحكم/379.

(6) غرر الحكم/379.

(7) غرر الحكم/379.

(8) غرر الحكم/379.

(9) غرر الحكم/380.

(10) غرر الحكم/380.

(11) غرر الحكم/380.

(12) غرر الحكم/380.

(13) غرر الحكم/380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (157)

[الحديث: 1024] قال الإمام علي: (من أحبّ الذّكر الجميل فليبذل ماله) (1)

[الحديث: 1025] قال الإمام علي: (ما شاع الذّكر بمثل البذل) (2)

[الحديث: 1026] قال الإمام علي: (أعط تصطنع) (3)

[الحديث: 1027] قال الإمام علي: (أسمحكم أربحكم.. أعلمكم أربحكم) (4)

[الحديث: 1028] قال الإمام علي: (إن تفضّلت خدمت) (5)

[الحديث: 1029] قال الإمام علي: (بالسخاء تزان الأفعال) (6)

[الحديث: 1030] قال الإمام علي: (ببذل النعمة تستدام النعمة) (7)

[الحديث: 1031] قال الإمام علي: (ثمرة الكرم صلة الرحم) (8)

[الحديث: 1032] قال الإمام علي: (لن يقدر أحد أن يستديم النعم بمثل شكرها، ولا يزينها بمثل بذلها) (9)

[الحديث: 1033] قال الإمام علي: (لم يرزق المال من لم ينفقه) (10)

[الحديث: 1034] قال الإمام علي: (من منع العطاء منع الثناء) (11)

[الحديث: 1035] قال الإمام علي: (من هان عليه بذل الأموال توجّهت إليه الآمال) (12)

[الحديث: 1036] قال الإمام علي: (من لم يسمح وهو محمود سمح وهو ملوم) (13)

[الحديث: 1037] قال الإمام علي: (من لم يجد لم يحمد) (14)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) غرر الحكم/380.

(4) غرر الحكم/380.

(5) غرر الحكم/380.

(6) غرر الحكم/380.

(7) غرر الحكم/380.

(8) غرر الحكم/380.

(9) غرر الحكم/380.

(10) غرر الحكم/380.

(11) غرر الحكم/380.

(12) غرر الحكم/380.

(13) غرر الحكم/380.

(14) غرر الحكم/380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (158)

[الحديث: 1038] قال الإمام علي: (من لم تعرف الكرم من طبعه فلا ترجه) (1)

[الحديث: 1039] قال الإمام علي: (من لم يكن له سخاء ولا حياء فالموت خير له من الحياة) (2)

[الحديث: 1040] قال الإمام علي: (ما أكمل السيادة من لم يسمح) (3)

[الحديث: 1041] قال الإمام علي: (الكرم بريء من الحسد) (4)

[الحديث: 1042] قال الإمام علي: (السخاء ما كان ابتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء وتذمّم) (5)

[الحديث: 1043] قال الإمام علي: (كن بمالك متبرّعا، وعن مال غيرك متورّعا) (6)

[الحديث: 1044] قال الإمام علي: (لير عليك أثر ما أنعم الله به عليك) (7)

[الحديث: 1045] قال الإمام علي: (ما أحسن الجود مع الإعسار) (8)

[الحديث: 1046] قال الإمام علي: (الكريم إذا أيسر أسعف، وإذا أعسر خفّف) (9)

[الحديث: 1047] قال الإمام علي: (من لم يعط قاعدا منع قائما) (10)

[الحديث: 1048] قال الإمام علي: (من منع المال من يحمده ورّثه من لا يحمده) (11)

[الحديث: 1049] قال الإمام علي: (ابذل معروفك، وكفّ أذاك) (12)

[الحديث: 1050] قال الإمام علي: (أعط ما تعطيه معجّلا مهنّأ، وإن منعت فليكن في إجمال وإعذار) (13)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) غرر الحكم/380.

(4) غرر الحكم/381.

(5) نهج البلاغة حكمة 50/ 1112.

(6) غرر الحكم/376.

(7) غرر الحكم/376.

(8) غرر الحكم/376.

(9) غرر الحكم/377.

(10) غرر الحكم/380.

(11) غرر الحكم/380.

(12) غرر الحكم/380.

(13) غرر الحكم/380.

مكارم الأخلاق وفضائلها (159)

[الحديث: 1051] قال الإمام علي: (بذل العطاء زكاة النّعماء) (1)

[الحديث: 1052] قال الإمام علي: (لا تستكثرنّ العطاء وإن كثر، فإنّ حسن الثناء أكثر منه) (2)

[الحديث: 1053] قال الإمام علي: (جودوا في الله وجاهدوا أنفسكم على طاعته يعظم لكم الجزاء ويحسن لكم الحباء) (3)

[الحديث: 1054] سئل الإمام عليّ عن الإيمان، فقال: (الإيمان على أربعة دعائم: الصبر، واليقين، والعدل والجود) (4)

[الحديث: 1055] قال الإمام علي: (جود الرجل يحبّبه إلى أضداده وبخله يبغّضه إلى أولاده) (5)

[الحديث: 1056] قال الإمام علي: (بالجود يبتنى المجد ويجتلب الحمد) (6)

[الحديث: 1057] قال الإمام علي: (الجود حارس الأعراض) (7)

[الحديث: 1058] قال الإمام علي: (بالجود تكون السيادة) (8)

[الحديث: 1059] قال الإمام علي: (جد تسد واصبر تظفر) (9)

[الحديث: 1060] قال الإمام علي: (جود الفقير يجلّه وبخل الغنيّ يذلّه) (10)

[الحديث: 1061] قال الإمام علي: (الجود رياسة، الملك سياسة) (11)

[الحديث: 1062] قال الإمام علي: (جودوا بما يفنى تعتاضوا عنه بما يبقى) (12)

__________

(1) غرر الحكم/380.

(2) غرر الحكم/380.

(3) غرر الحكم ص 369.

(4) جامع الأخبار ص 36.

(5) غرر الحكم ص 378.

(6) غرر الحكم ص 378.

(7) غرر الحكم ص 378.

(8) غرر الحكم ص 378.

(9) غرر الحكم ص 378.

(10) غرر الحكم ص 378.

(11) غرر الحكم ص 378.

(12) غرر الحكم ص 379.

مكارم الأخلاق وفضائلها (160)

[الحديث: 1063] قال الإمام علي: (السيّد من تحمّل المؤونة وجاد بالمعونة) (1)

[الحديث: 1064] قال الإمام علي: (أفضل الجود ما كان عن عسرة) (2)

[الحديث: 1065] قال الإمام علي: (ستّة أشياء حسن، ولكن من ستّة أحسن: العدل حسن وهو من الامراء أحسن، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن، والورع حسن وهو من العلماء أحسن، والسخاء حسن وهو من الأغنياء أحسن، والتوبة حسنة وهي من الشاب أحسن، والحياء حسن وهو من النساء أحسن، وأمير لا عدل له كغيم لا غيث له، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمرة لها، وغني لا سخاء له كمكان لا نبت له، وشاب لا توبة له كنهر لا ماء له، وامرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له) (3)

[الحديث: 1066] قال الإمام علي: (البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كلّ سوء) (4)

[الحديث: 1067] قال الإمام علي: (البخل عار، والجبن منقصة) (5)

[الحديث: 1068] قال الإمام علي: (لا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل، ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزيّن لك الشره بالجور، فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظنّ بالله) (6)

[الحديث: 1069] قال الإمام علي: (البخيل خازن لورثته) (7)

[الحديث: 1070] قال الإمام علي: (البخل بالموجود سوء الظنّ بالمعبود) (8)

__________

(1) غرر الحكم ص 375.

(2) غرر الحكم ص 381.

(3) إرشاد القلوب/193.

(4) نهج البلاغة حكمة 370/ 1266.

(5) نهج البلاغة حكمة 3/ 1089.

(6) نهج البلاغة عهد 53/ 998.

(7) غرر الحكم/292.

(8) غرر الحكم/292.

مكارم الأخلاق وفضائلها (161)

[الحديث: 1071] قال الإمام علي: (الحرص والشره والبخل نتيجة الجهل) (1)

[الحديث: 1072] قال الإمام علي: (البخيل يبخل على نفسه باليسير من دنياه، ويسمح لورّاثه بكلّها) (2)

[الحديث: 1073] قال الإمام علي: (البخيل يسمح من عرضه بأكثر ممّا أمسك من عرضه، ويضيّع من دينه أضعاف ما حفظ من نشبه) (3)

[الحديث: 1074] قال الإمام علي: (أربع تشين الرجل: البخل، والكذب، والشره، وسوء الخلق) (4)

[الحديث: 1075] قال الإمام علي: (آفة الاقتصاد البخل) (5)

[الحديث: 1076] قال الإمام علي: (بئس الخليقة البخل) (6)

[الحديث: 1077] قال الإمام علي: (تجنّبوا البخل والنفاق، فهما من أذمّ الأخلاق) (7)

[الحديث: 1078] قال الإمام علي: (لم يوفّق من بخل على نفسه بخيره، وخلّف ماله لغيره) (8)

[الحديث: 1079] قال الإمام علي: (من بخل بما لا يملكه فقد بالغ في الرذيلة) (9)

[الحديث: 1080] قال الإمام علي: (من لم يدع وهو محمود، يدع وهو مذموم) (10)

[الحديث: 1081] قال الإمام علي: (من لم يقدّم ماله لآخرته وهو مأجور، خلّفه

__________

(1) غرر الحكم/292.

(2) غرر الحكم/292.

(3) غرر الحكم/292.

(4) غرر الحكم/292.

(5) غرر الحكم/292.

(6) غرر الحكم/292.

(7) غرر الحكم/292.

(8) غرر الحكم/292.

(9) غرر الحكم/292.

(10) غرر الحكم/292.

مكارم الأخلاق وفضائلها (162)

وهو مأثوم) (1)

[الحديث: 1082] قال الإمام علي: (من بخل على المحتاج بما لديه، كثر سخط الله عليه) (2)

[الحديث: 1083] قال الإمام علي: (من سوء الخلق: البخل، وسوء التقاضي) (3)

[الحديث: 1084] قال الإمام علي: (من أقبح الخلائق الشحّ) (4)

[الحديث: 1085] قال الإمام علي: (ما أقبح البخل مع الإكثار) (5)

[الحديث: 1086] قال الإمام علي: (ما أقبح البخل بذوي النبل) (6)

[الحديث: 1087] قال الإمام علي: (ما عقد إيمانه من بخل بإحسانه) (7)

[الحديث: 1088] قال الإمام علي: (ما اجتلب سخط الله بمثل البخل) (8)

[الحديث: 1089] قال الإمام علي: (ما عقل من بخل بإحسانه) (9)

[الحديث: 1090] قال الإمام علي: (ويح البخيل المتعجّل الفقر الّذي منه هرب، والتارك الغنى الّذي إيّاه طلب) (10)

[الحديث: 1091] قال الإمام علي: (لا سوأة أسوأ من الشحّ) (11)

[الحديث: 1092] قال الإمام علي: (لا سوأة أسوأ من البخل) (12)

[الحديث: 1093] قال الإمام علي: (لو رأيتم البخل رجلا لرأيتموه شخصا مشوّها) (13)

__________

(1) غرر الحكم/292.

(2) غرر الحكم/292.

(3) غرر الحكم/292.

(4) غرر الحكم/292.

(5) غرر الحكم/292.

(6) غرر الحكم/292.

(7) غرر الحكم/292.

(8) غرر الحكم/292.

(9) غرر الحكم/292.

(10) غرر الحكم/292.

(11) غرر الحكم/292.

(12) غرر الحكم/292.

(13) غرر الحكم/293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (163)

[الحديث: 1094] قال الإمام علي: (لو رأيتم البخل رجلا لرأيتموه مشوّها، يغضّ عنه كلّ بصر، وينصرف عنه كلّ قلب) (1)

[الحديث: 1095] قال الإمام علي: (من لزم الشحّ عدم النصيح) (2)

[الحديث: 1096] قال الإمام علي: (من بخل على نفسه كان على غيره أبخل) (3)

[الحديث: 1097] قال الإمام علي: (لا مروءة لبخيل) (4)

[الحديث: 1098] قال الإمام علي: (أبخل الناس بقرضه أسخاهم بعرضه) (5)

[الحديث: 1099] قال الإمام علي: (أبخل الناس من بخل على نفسه بماله وخلّفه لورّاثه) (6)

[الحديث: 1100] قال الإمام علي: (البخل عار والجبن منقصة، كن سمحا ولا تكن مبذّرا، وكن مقدّرا ولا تكن مقترا، ولا تستحي من إعطاء القليل، فإنّ الحرمان أقلّ منه) (7)

[الحديث: 1101] قال الإمام علي: (عجبت للبخيل يستعجل الفقر الّذي هرب منه ويفوته الغنى الّذي إيّاه طلب، يعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء) (8)

[الحديث: 1102] قال الإمام علي: (البخل يزري بصاحبه) (9)

[الحديث: 1103] قال الإمام علي: (البخل يكسب الذمّ) (10)

__________

(1) غرر الحكم/293.

(2) غرر الحكم/293.

(3) غرر الحكم/293.

(4) غرر الحكم/293.

(5) غرر الحكم/293.

(6) غرر الحكم/293.

(7) مشكاة الأنوار/232.

(8) مشكاة الأنوار/232.

(9) غرر الحكم/293.

(10) غرر الحكم/293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (164)

[الحديث: 1104] قال الإمام علي: (البخل يذلّ مصاحبه، ويعزّ مجانبه) (1)

[الحديث: 1105] قال الإمام علي: (من قبض يده مخافة الفقر فقد تعجّل الفقر) (2)

[الحديث: 1106] قال الإمام علي: (الشحّ يكسب المسبّة) (3)

[الحديث: 1107] قال الإمام علي: (احذروا البخل، فإنّه لؤم ومسبّة) (4)

[الحديث: 1108] قال الإمام علي: (البخيل ذليل بين أعزّته) (5)

[الحديث: 1109] قال الإمام علي: (البخل يكسب العار، ويدخل النار) (6)

[الحديث: 1110] قال الإمام علي: (الباخل في الدنيا مذموم، وفي الآخرة معذّب ملوم) (7)

[الحديث: 1111] قال الإمام علي: (إيّاك والتحلّي بالبخل، فإنّه يزري بك عند القريب (الغريب)، ويمقّتك إلى النسيب القريب) (8)

[الحديث: 1112] قال الإمام علي: (من بخل بماله ذلّ) (9)

[الحديث: 1113] قال الإمام علي: (ما أذلّ النفس كالحرص، ولا شان العرض كالبخل) (10)

[الحديث: 1114] قال الإمام علي: (البخل فقر) (11)

[الحديث: 1115] قال الإمام علي: (البخيل متعجّل الفقر) (12)

[الحديث: 1116] قال الإمام علي: (البخل أحد الفقرين) (13)

__________

(1) غرر الحكم/293.

(2) غرر الحكم/293.

(3) غرر الحكم/293.

(4) غرر الحكم/293.

(5) غرر الحكم/293.

(6) غرر الحكم/293.

(7) غرر الحكم/293.

(8) غرر الحكم/293.

(9) غرر الحكم/293.

(10) غرر الحكم/293.

(11) غرر الحكم/293.

(12) غرر الحكم/293.

(13) غرر الحكم/293.

مكارم الأخلاق وفضائلها (165)

[الحديث: 1117] قال الإمام علي: (إيّاك والشحّ، فإنّه جلباب المسكنة، وزمام يعاد

إلى كلّ دناءة) (1)

[الحديث: 1118] قال الإمام علي: (لا تبخل فتقتّر، ولا تسرف فتنفرط) (2)

[الحديث: 1119] قال الإمام علي: (تسعة أشياء من تسعة أنفس أقبح من غيرهم: ضيق الذرع من الملوك، والبخل من الأغنياء، وسرعة الغضب من العلماء، والصبا من الكهول، والقطيعة من الرؤوس، والكذب من القضاة، والدمانة من الأطباء، والبذاء من النساء) (3)

[الحديث: 1120] قال الإمام علي: (أبعد الخلائق من الله تعالى البخيل الغنيّ) (4)

[الحديث: 1121] قال الإمام علي: (البخل بإخراج ما افترضه الله سبحانه من الأموال أقبح البخل) (5)

[الحديث: 1122] قال الإمام علي: (أقبح البخل منع الأموال من مستحقّها) (6)

[الحديث: 1123] قال الإمام علي: (خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو والجبن والبخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كانت جبانة فرقت من كلّ شيء يعرض لها) (7)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

[الحديث: 1124] قال الإمام السجاد: (إنّي لأستحي من ربّي أن آوي الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنّة، وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنّة لك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل) (8)

__________

(1) غرر الحكم/293.

(2) غرر الحكم/293.

(3) نوادر الراوندي/55.

(4) غرر الحكم/292.

(5) غرر الحكم/295.

(6) غرر الحكم/295.

(7) نهج البلاغة حكمة 226/ 1191.

(8) مصادقة الإخوان/62.

مكارم الأخلاق وفضائلها (166)

[الحديث: 1125] قال الإمام السجاد: (الذنوب الّتي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نيّة الأداء، والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين) (1)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1126] عن أبي بصير قال: قلت للإمام الباقر: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوّذ من البخل، فقال: (نعم يا أبا محمّد، في كلّ صباح ومساء، ونحن نتعوّذ بالله من البخل، يقول الله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16]، وسأخبرك عن عاقبة البخل: إنّ قوم لوط كانوا أهل قرية أشحّاء على الطعام، فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم)، فقلت: وما أعقبهم؟ فقال: (إنّ قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلمّا كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا، بخلا ولؤما، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وإنّما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتّى ينكل النازل عنهم، فشاع أمرهم في القرية وحذرهم النازلة، فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك، حتّى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل)، ثمّ قال: (فأيّ داء أدأى من البخل، ولا أضرّ عاقبة، ولا أفحش عند الله تعالى؟) (2)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1127] قال الإمام الصادق لبعض جلسائه: (ألا أخبرك بشيء يقرب من الله ويقرب من الجنّة ويباعد من النار؟) فقال: بلى، فقال: (عليك بالسخاء فإنّ الله خلق

__________

(1) معاني الأخبار/270.

(2) علل الشرائع/548.

مكارم الأخلاق وفضائلها (167)

خلقا برحمته لرحمته فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها، يسعى إليهم لكي يحيوهم كما يحيي المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة) (1)

[الحديث: 1128] قال الإمام الصادق: (طلبت الجنّة فوجدتها في السخاء، وطلبت العافية فوجدتها في العزلة) (2)

[الحديث: 1129] قال الإمام الصادق: (جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل) (3)

[الحديث: 1130] قال الإمام الصادق: (السخاء من أخلاق الأنبياء وهو عماد الإيمان، ولا يكون مؤمن إلّا سخيّا، ولا يكون سخيّا إلّا ذو يقين وهمّة عالية، لأنّ السخاء شعاع نور اليقين، ومن عرف ما قصد، هان عليه ما بذل) (4)

[الحديث: 1131] قال الإمام الصادق: (من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنّة؟ أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس من نفسك، وأفش السّلام في العالم، واترك المراء وإنْ كنْت محقّا) (5)

[الحديث: 1132] قال الإمام الصادق: (من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا) (6)

[الحديث: 1133] قال الإمام الصادق: (أربعة من أخلاق الأنبياء عليهم السّلام: البرّ، والسخاء، والصبر على النائبة، والقيام بحقّ المؤمن) (7)

[الحديث: 1134] قال الإمام الصادق: (إنّا لنحبّ من كان عاقلا فهما، فقيها، حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيّا.. إنّ الله عزّ وجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله

__________

(1) الكافي 4/ 41.

(2) مستدرك الوسائل 2/ 357، مجموعة الشهيد.

(3) نزهة الناظر/108.

(4) مصباح الشريعة/34.

(5) من لا يحضره الفقيه 2/ 34.

(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 185.

(7) تحف العقول/375.

مكارم الأخلاق وفضائلها (168)

إيّاها)، قيل: وما هنّ؟ قال: (هنّ الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبرّ وصدق الحديث وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 1135] قال الإمام الصادق: (إنّ لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا، والله عزّ وجلّ يحبّ مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله تعالى به نبيّه عليه السّلام أن قال له: يا محمد إنّك لعلى خلق عظيم) قال: (السخاء وحسن الخلق) (2)

[الحديث: 1136] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ ارتضى لكم الإسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (3)

[الحديث: 1137] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة) (4)

[الحديث: 1138] قال الإمام الصادق: (ما من عبد حسن خلقه، وبسط يده إلّا كان في ضمان الله لا محالة، وممن يهديه حتى يدخله الجنّة) (5)

[الحديث: 1139] قال الإمام الصادق: (لا يكمل إيمان العبد حتّى يكون فيه خصال أربع: يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله) (6)

[الحديث: 1140] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ خصّ رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أنّ ذلك من خير، وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن

__________

(1) أصول الكافي 2/ 56.

(2) أمالي الطوسي 1/ 308.

(3) أصول الكافي 2/ 56.

(4) أمالي الطوسي 1/ 308.

(5) مشكاة الأنوار/230.

(6) أمالي الطوسي 1/ 235.

مكارم الأخلاق وفضائلها (169)

الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة والصدق وأداء الأمانة) (1)

[الحديث: 1141] قال الصادق: (ليس السخيّ المبذر الّذي ينفق ماله في غير حقّه، ولكنّه الّذي يؤدّي إلى الله عزّ وجلّ ما افترض عليه في ماله من الزكاة وغيرها. والبخيل الّذي لا يؤدّي حقّ الله عزّ وجلّ عليه في ماله) (2)

[الحديث: 1142] سئل الإمام الصادق عن حدّ السخاء، فقال: (تخرج من مالك الحقّ الّذي أوجبه الله عليك، فتضعه في موضعه) (3)

[الحديث: 1143] قال الإمام الصادق: (السخيّ الكريم، الّذي ينفق ماله في حقّ) (4)

[الحديث: 1144] قال الإمام الصادق: (السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه، فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله عزّ وجلّ) (5)

[الحديث: 1145] قال الإمام الصادق: (البخيل من بخل بالسلام) (6)

[الحديث: 1146] قال الإمام الصادق: (خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم) (7)

[الحديث: 1147] قال الإمام الصادق: (الحسد ما حق الحسنات، والزهو جالب المقت، والعجب صارف عن طلب العلم، داع إلى التخبّط في الجهل، والبخل أذمّ الأخلاق، والطمع سجيّة سيّئة) (8)

[الحديث: 1148] قال الإمام الصادق: (المؤمن حليم لا يجهل وإن جهل عليه

__________

(1) أصول الكافي 2/ 56.

(2) أمالي الطوسي 2/ 89.

(3) الكافي 4/ 38.

(4) معاني الأخبار/256.

(5) معاني الأخبار/256.

(6) مشكاة الأنوار/231.

(7) الخصال 1/ 96.

(8) نزهة الناظر/140.

مكارم الأخلاق وفضائلها (170)

يحلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر) (1)

[الحديث: 1149] قال الإمام الصادق: (إنّ المؤمن لا تكون سجيّته الكذب والبخل والفجور، ولكن ربّما ألمّ بشيء من هذا لا يدوم عليه) (2)

[الحديث: 1150] قال الإمام الصادق: (ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم من يسأل بكفّه، ولا يكون فيهم بخيل، ولا يكون فيهم مأبون) (3)

[الحديث: 1151] قال الإمام الصادق: (حسب البخيل من بخله سوء الظنّ بربّه، من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة) (4)

[الحديث: 1152] قال الإمام الصادق: (ثلاث إذا كنّ في الرجل فلا تحرج أن تقول: إنّه في جهنّم: الجفاء والجبن والبخل، وثلاث إذا كنّ في المرأة فلا تحرج أن تقول: إنّها في جهنّم: البذاء والخيلاء والفجر) (5)

[الحديث: 1153] قال الإمام الصادق: (الدنيا بمنزلة صورة رأسها الكبر، وعينها الحرص، وأذنها الطمع، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة، وكونها الفناء، وحاصلها الزوال، فمن أحبّها أورثته الكبر، ومن استحسنها أورثته الحرص، ومن طلبها أورثته الطمع، ومن مدحها ألبسته الرياء، ومن أرادها مكّنته من العجب، ومن ركن إليها أولته الغفلة، ومن أعجبه متاعها افتنته ولا تبقى له، ومن جمعها وبخل بها ردّته إلى مستقرّها وهي النار) (6)

[الحديث: 1154] قال الإمام الصادق: (جاهل سخيّ أفضل من ناسك بخيل) (7)

[الحديث: 1155] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تعالى رضي لكم الإسلام دينا،

__________

(1) أصول الكافي 2/ 235.

(2) الخصال 1/ 129.

(3) الخصال 1/ 131.

(4) الاختصاص/234.

(5) الخصال 1/ 158.

(6) مصباح الشريعة/139.

(7) بحار الأنوار 68/ 357 عن (الدرّة الباهرة).

مكارم الأخلاق وفضائلها (171)

فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق) (1)

[الحديث: 1156] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 167]: (هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا، ثمّ يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو في معصية الله، فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له، وإنْ كان عمل به في معصية الله قوّاه بذلك المال حتّى عمل به في معصية الله عزّ وجلّ) (2)

[الحديث: 1157] قال الإمام الصادق: (عجبت لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه أو يبخل بها وهي مدبرة عنه، فلا الإنفاق مع الإقبال يضرّه، ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه) (3)

[الحديث: 1158] قال الإمام الصادق: (خمس هنّ كما أقول: ليست لبخيل راحة، ولا لحسود لذّة، ولا لملوك وفاء، ولا لكذّاب مروءة، ولا يسود سفيه) (4)

[الحديث: 1159] قال الإمام الصادق: (انّ الله عزّ وجلّ يبغض الغنيّ الظلوم، والشيخ الفاجر، والصعلوك المختال)، ثمّ قال: (أتدري ما الصعلوك المختال؟) قيل: القليل المال، قال: (لا، ولكنّه الغنيّ الّذي لا يتقرّب إلى الله تعالى بشيء من ماله) (5)

[الحديث: 1160] قال الإمام الصادق: (إنّ البخيل من كسب مالا من غير حلّه، وأنفقه في غير حقّه) (6)

5 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 1161] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (ليكن نظركم عبرا،

__________

(1) مشكاة الأنوار/232.

(2) الكافي 4/ 42.

(3) مشكاة الأنوار/231.

(4) الخصال 1/ 271.

(5) كتاب حسين بن عثمان بن شريك/109.

(6) معاني الأخبار/245.

مكارم الأخلاق وفضائلها (172)

وصمتكم فكرا، وقولكم ذكرا، وطبيعتكم السخاء، فإنّه لا يدخل الجنّة بخيل، ولا يدخل النار سخيّ) (1)

[الحديث: 1162] قال الإمام الكاظم: (السخيّ: الحسن الخلق في كنف الله لا يستخلى الله منه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّا ولا وصيّا إلّا سخيّا، وما كان أحد من الصالحين إلّا سخيّا، وما زال أبي يوصيني بالسخاء حتّى مضى) (2)

[الحديث: 1163] سئل الإمام الكاظم عن الجواد، فقال: (إنّ لكلامك وجهين فإن كنت تسأل عن المخلوق فإنّ الجواد الّذي يؤدّي ما افترض الله عليه، وإنْ كنْت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع، لأنّه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك، وإن منعك منعك ما ليس لك) (3)

[الحديث: 1164] قال الإمام الكاظم: (إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرّح الله قلبه يوم القيامة) (64)

6 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 1165] سئل الإمام الحسن عن الكرم، والنجدة، والمروّة؟ فقال: (أمّا الكرم: فالتبرّع بالمعروف، والإعطاء قبل السؤال، والإطعام في المحل، وأمّا النجدة: فالذبّ عن الجار، والصبر في المواطن، والإقدام في الكريهة، وأمّا المروّة: فحفظ الرجل دينه، وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه بضيعته، وأداء الحقوق، وإفشاء السّلام) (4)

[الحديث: 1166] سئل الإمام الحسن عن البخل؟ فقال: (هو أن يرى الرجل ما

__________

(1) تحف العقول/390.

(2) الكافي 4/ 39.

(3) الكافي 4/ 38.

(4) نزهة الناظر/79.

مكارم الأخلاق وفضائلها (173)

أنفقه تلفا، وما أمسكه شرفا) (1)

[الحديث: 1167] قال الإمام الباقر: (سخاء المرء عما في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس والبذل، ومروّة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء، وخير المال الثقة بالله واليأس عما في أيدي الناس) (2)

[الحديث: 1168] قال الإمام الرضا: (إيّاك والسخيّ فإنّ الله عزّ وجلّ يأخذ بيده) (3)

[الحديث: 1169] قال الإمام الرضا: (السخيّ يأكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلّا يأكلوا من طعامه) (4)

[الحديث: 1170] قال الإمام الرضا: (إيّاكم والبخل فإنّه عاهة لا يكون في حرّ ولا مؤمن، إنّه خلاف الإيمان) (5)

[الحديث: 1171] قال الإمام الرضا: (السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن منها أدّته إلى الجنّة، والبخل شجرة في النار، أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدّته إلى النار، أعاذنا الله وإيّاكم من النار) (6)

[الحديث: 1172] قال الإمام العسكري: (اعلم أن للحياء مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو ضعف، وللجود مقدارا فإن زاد على ذلك فهو سرف، وللحزم مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو جبن، وللاقتصاد مقدارا، فإن زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فإن زاد عليها فهو التهوّر) (7)

__________

(1) نزهة الناظر/33.

(2) التهذيب 6/ 387.

(3) الاختصاص/253.

(4) الكافي 4/ 41.

(5) فقه الإمام الرضا/338.

(6) فقه الإمام الرضا/362.

(7) نزهة الناظر ص 144.

مكارم الأخلاق وفضائلها (174)

الرفق والسماحة

الرفق والسماحة واللين واللطف وغيرها من الأخلاق الكريمة من الأركان الضرورية التي يقوم عليها بنيان الأخلاق القرآنية والنبوية؛ فلا يمكن للغليظ الخشن المتعصب المتطرف أن يكون صاحب خلق حسن، لأن النفوس تنفر منه، والنفور يتنافى مع الأخلاق.

ولهذا وصف الله تعالى من شرفهم بكونهم [عباد الرحمن]، وكيف كانوا يتكلمون، وكيف كانوا يسيرون، وكيف كان الهدوء والسلام ينبعث من جميع مواقفهم حتى مع أعدائهم، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 63 - 68]

وهذه الآيات الكريمة تدل على شمول السماحة واللين لكل الجهات، ابتداء من الأرض التي يسيرون عليها بكل تواضع، وانتهاء بالله تعالى عندما يسجدون له ويقومون، ثم بعد ذلك يطلبون منه أن يقيهم العذاب، وفي ذلك دليل على انتفاء الغرور والعجب عنهم.

كما وصفهم بذلك في قوله عند بيانه لتأثير قراءة القرآن الكريم في النفوس المطمئنة: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله ذَلِكَ هُدَى الله يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]

مكارم الأخلاق وفضائلها (175)

وهكذا؛ فإن السماحة والرفق من الأخلاق التي لا يمكن تقسيمها أو الأخذ ببعض أجزائها، وترك غيره.. بل هي خلق شامل مستوعب لكل المجالات، وإلا كان مجرد ادعاء، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قمة السماحة واللين، ومع كل الناس، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، كم وصفه الله تعالى بذلك في قوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]

وقد ذكر الإمام علي في وصفه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من مظاهر لينه وسماحته، فقال: (كان صلى الله عليه وآله وسلم دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ، ولا صخّاب ولا فحّاش، ولا عيّاب ولا مدّاح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه راجيه، ولا يخيّب فيه مؤمّليه. قد ترك نفسه من ثلاث: من المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه. إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطّير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه. ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم، وكان يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه، وكان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز، فيقطعه بنهي أو قيام) (1)

بناء على هذا سنذكر ما ورد في الأحاديث من بيان فضل الرفق والسماحة وما يرتبط بهما من مكارم الأخلاق.

__________

(1) مكارم الاخلاق: 8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (176)

أولا ـ ما ورد في الأحاديث النبوية

من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:

1 ـ ما ورد في المصادر السنية

[الحديث: 1173] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الرّفق لا يكون في شيء إلّا زانه، ولا ينزع من شيء إلّا شانه) (1)

[الحديث: 1174] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به) (2)

[الحديث: 1175] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعطي حظّه من الرّفق فقد أعطي حظّه من الخير، ومن حرم حظّه من الرّفق حرم حظّه من الخير) (3)

[الحديث: 1176] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يحرم الرّفق يحرم الخير) (4)

[الحديث: 1177] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا صلّى أحدكم للنّاس فليخفّف فإنّ منهم الضّعيف والسّقيم والكبير وإذا صلّى أحدكم لنفسه فليطوّل ما شاء) (5)

[الحديث: 1178] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم أن تتّخذوا ظهور دوابّكم منابر، فإنّ الله إنّما سخّرها لكم لتبلّغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلّا بشقّ الأنفس وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم) (6)

[الحديث: 1179] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم والوصال) قالوا: فإنّك تواصل يا رسول الله، قال: (إنّكم لستم في ذلك مثلي إنّي أبيت يطعمني ربّي ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون) (7)

__________

(1) مسلم (2594)

(2) مسلم (1828)

(3) الترمذي (213)

(4) مسلم (2592)

(5) البخاري (703) ومسلم (467)

(6) أبو داود (2567) وقال محقق جامع الأصول (4/ 528):

إسناده حسن.

(7) البخاري (1966) ومسلم (1103)

مكارم الأخلاق وفضائلها (177)

[الحديث: 1180] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) (1)

[الحديث: 1181] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يسّروا ولا تعسّروا وسكّنوا ولا تنفّروا) (2)

[الحديث: 1182] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اسمح يسمح لك) (3)

[الحديث: 1183] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دخل رجل الجنّة بسماحته قاضيا ومتقاضيا) (4)

[الحديث: 1184] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) (5)

[الحديث: 1185] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الدين يسر، ولن يشادّ الدّين أحد إلّا غلبه، فسدّدوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرّوحة وشيء من الدّلجة) (6)

[الحديث: 1186] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أقال مسلما، أقال الله عثرته) (7)

[الحديث: 1187] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنظر معسرا أو وضع له، أظلّه الله يوم القيامة تحت ظلّ عرشه، يوم لا ظلّ إلّا ظلّه) (8)

[الحديث: 1188] عن مالك بن الحويرث قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من قومي فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رحيما رفيقا فلمّا رأى شوقنا إلى أهالينا، قال: (ارجعوا فكونوا

__________

(1) مسلم (2699)

(2) البخاري (6125) مسلم (1734)

(3) أحمد (1/ 248)

(4) أحمد (2/ 210)

(5) البخاري (2076)

(6) البخاري (39)

(7) أبو داود (3460) وابن ماجة (2199)

(8) الترمذي (1306)

مكارم الأخلاق وفضائلها (178)

فيهم وعلّموهم وصلّوا، فإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم وليؤمّكم أكبركم) (1)

[الحديث: 1189] عن عائشة أنّ يهود أتوا النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: السّامّ عليكم. فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: (مهلا يا عائشة عليك بالرّفق وإيّاك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟. قال: (أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم فيّ) (2)

[الحديث: 1190] عن ظهير بن رافع قال: لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر كان بنا رافقا. قيل: ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو حقّ. قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما تصنعون بمحاقلكم؟) قلت: نؤاجرها على الرّبيع (3) وعلى الأوسق من التّمر والشّعير. قال: (لا تفعلوا، ازرعوها، أو أزرعوها أو أمسكوها)، قال رافع: قلت سمعا وطاعة) (4)

[الحديث: 1191] عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسير له فحدا الحادي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أرفق يا أنجشة ويحك بالقوارير) (5)

[الحديث: 1192] عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال لها: (يا عائشة أرفقي فإنّ الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلّهم على باب الرّفق)، وفي رواية: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرّفق) (6)

[الحديث: 1193] عن سعد بن أبي وقّاص قال: استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نساء من قريش يكلّمنه ويستكثرنه عالية أصواتهنّ فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضحك فقال عمر: أضحك الله سنّك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجبت من هؤلاء اللّاتي كنّ عندي فلمّا سمعن صوتك

__________

(1) البخاري (628) ومسلم (674)

(2) البخاري (6030)

(3) الربيع: النهر الصغير.

(4) البخاري (2339)

(5) البخاري (6209)

(6) أحمد (6/ 104)

مكارم الأخلاق وفضائلها (179)

ابتدرن الحجاب) قال عمر: فأنت يا رسول الله أحقّ أن يهبن، ثمّ قال عمر: أي عدوّات أنفسهنّ أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلن: (نعم. أنت أغلظ وأفظّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (1)

[الحديث: 1194] عن أبي سعيد الخدريّ قال: أخبرني من هو خير منّي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمّار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: (بؤس ابن سميّة تقتلك فئة باغية) (2)

[الحديث: 1195] عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه يقول: لأقومنّ اللّيل ولأصومنّ النّهار ما عشت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنت الّذي تقول ذلك؟)، فقلت له: قد قلته يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فإنّك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشّهر ثلاثة أيّام، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدّهر) قلت: فإنّي أطيق أفضل من ذلك. قال: (صم يوما وأفطر يومين) قلت: فإنّي أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، قال: (صم يوما وأفطر يوما، وذلك صيام داود عليه السّلام: وهو أعدل الصّيام) قال: قلت فإنّي أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا أفضل من ذلك قال عبد الله بن عمرو: لأن أكون قبلت الثّلاثة الأيام الّتي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبّ إلى من أهلي ومالي) (3)

[الحديث: 1196] عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فأسرّ إلى حديثا لا أحدّث به أحدا من النّاس؛ فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلمّا رأى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فمسح ذفراه (4)، فقال: (من ربّ هذا الجمل. لمن هذا الجمل؟) فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله. فقال: (أفلا تتّقي الله

__________

(1) البخاري (3683) ومسلم (2396)

(2) مسلم (2915)

(3) البخاري (1976)، ومسلم (1159)

(4) ذفراه: ذفرى البعير الموضع الذي يعرق من قفاه.

مكارم الأخلاق وفضائلها (180)

في هذه البهيمة الّتي ملّكك الله إيّاها، فإنّه شكى إلى أنّك تجيعه وتدئبه (1)) (2)

[الحديث: 1197] عن أبي هريرة قال: أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطّاب فاستقرأته آية من كتاب الله فدخل داره وفتحها عليّ فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم على رأسي فقال: (يا أبا هريرة) فقلت: لبّيك رسول الله وسعديك، فأخذ بيدي فأقامني وعرف الّذي بي، فانطلق بي إلى رحله، فأمر لي بعسّ من لبن فشربت منه ثمّ قال: (عد فاشرب يا أبا هرّ) فعدت فشربت، ثمّ قال: (عد) فعدت فشربت حتّى استوى بطني فسار كالقدح (3)، قال: فلقيت عمر وذكرت له الّذي كان من أمري، وقلت له تولّى ذلك من كان أحقّ به منك يا عمر، والله لقد استقرأتك الآية ولأنا أقرأ لها منك. قال عمر: والله لأن أكون أدخلتك أحبّ من أن يكون لي مثل حمر النّعم) (4)

[الحديث: 1198] عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النّار، وبمن تحرم عليه النّار، على كلّ قريب هيّن سهل) (5)

[الحديث: 1199] عن أبي هريرة أنّ أعرابيا بال في المسجد فثار إليه النّاس ليقعوا به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا (6) من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين) (7)

[الحديث: 1200] عن أبي هريرة أنّ رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسوة قلبه، فقال له: (إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم) (8)

[الحديث: 1201] عن عائشة أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم دخل عليها وعندها امرأة، قال: (من هذه؟)، قالت: فلانة تذكر من صلاتها. قال: (مه عليكم بما تطيقون فو الله لا يملّ الله حتّى

__________

(1) تدئبه: تتعبه وتشقيه.

(2) أبو داود (2549)

(3) القدح: بكسر القاف وسكون الدال: السهم الذي لا ريش له.

(4) البخاري (5375)

(5) الترمذي (2488))

(6) السجل: الدلو المملوءة الكبيرة.

(7) البخاري (6128)

(8) الحاكم في المستدرك (2/ 263) وهو في الصحيحة للألباني (854)

مكارم الأخلاق وفضائلها (181)

تملّوا وكان أحبّ الدّين إليه ما داوم عليه صاحبه) (1)

[الحديث: 1202] عن أنس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رأى شيخا يهادى بين ابنيه، قال: (ما بال هذا؟) قالوا: نذر أن يمشي، قال: (إنّ الله عن تعذيب هذا نفسه لغنيّ)، وأمره أن يركب) (2)

[الحديث: 1203] عن عثمان بن أبي العاص، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (أمّ قومك)، قال: قلت يا رسول الله، إنّي أجد في نفسي شيئا، قال: (ادنه) فجلّسني بين يديه ثمّ وضع كفّه في صدري بين ثديي، ثمّ قال: (تحوّل) فوضعها في ظهري بين كتفيّ، ثمّ قال: (أمّ قومك فمن أمّ قوما فليخفّف فإنّ منهم الكبير، وإنّ فيهم المريض، وإنّ فيهم الضّعيف، وإنّ فيهم ذا الحاجة، وإذا صلّى أحدكم وحده فليصلّ كيف شاء) (3)

[الحديث: 1204] عن أبي قتادة أنّه طلب غريما له فتوارى عنه ثمّ وجده فقال: إنّي معسر فقال: الله؟ قال: الله. قال: فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر أو يضع عنه) (4)

[الحديث: 1205] عن عائشة أنّها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كلّ واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقّت التّمرة الّتي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الّذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة، أو أعتقها بها من النّار) (5)

[الحديث: 1206] عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنّي لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصّبيّ فأتجوّز ممّا أعلم من شدّة وجد أمّه من بكائه) (6)

[الحديث: 1207] عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تلقّت الملائكة روح رجل

__________

(1) البخاري (43)

(2) البخاري (1865)، ومسلم (1642)

يهادى يمشي بينهما متوكئا عليهما لضعفه.

(3) مسلم (468)

(4) مسلم (1563)

(5) مسلم (2630)

(6) البخاري (709) ومسلم (470)

مكارم الأخلاق وفضائلها (182)

ممّن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟. قال: لا. قالوا: تذكّر. قال: كنت أداين النّاس فامر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوّزوا عن الموسر. قال: قال الله عزّ وجلّ: تجوّزوا عنه) (1)

[الحديث: 1208] عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع النّاس عليه، وقد ظلّل عليه. فقال: (ماله؟) قالوا: رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر) (2)

[الحديث: 1209] عن عائشة أنّها قالت: (ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أمرين إلّا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد النّاس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه إلّا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها) (3)

[الحديث: 1210] عن سهل بن الحنظليّة قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: (اتّقوا الله في هذه البهائم المعجمة (4)، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة) (5)

[الحديث: 1211] عن أبي هريرة أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يتقاضاه فأغلظ، فهمّ به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا)، ثمّ قال: (أعطوه سنّا مثل سنّه)، قالوا: يا رسول الله إلّا أمثل من سنّه. فقال: (اعطوه فإنّ من خيركم أحسنكم قضاء) (6)

[الحديث: 1212] عن ابن عبّاس قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيّ الأديان أحبّ إلى الله، قال: (الحنفيّة السّمحة) (7)

[الحديث: 1213] عن عائشة قالت: نزول الأبطح ليس بسنّة. إنّما نزله رسول الله

__________

(1) البخاري (2077) مسلم (1560)

(2) البخاري (1946)، ومسلم (115)

(3) البخاري (3560)، ومسلم (2327)

(4) المعجمة: التي لا تنطق.

(5) أبو داود (2548)

(6) البخاري (2306) ومسلم (1601)

(7) أحمد (1/ 236)

مكارم الأخلاق وفضائلها (183)

صلى الله عليه وآله وسلم لأنّه كان أسمح لخروجه إذا خرج) (1)

[الحديث: 1214] عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: (حرّ وعبد) قلت: ما الإسلام؟ قال: (طيب الكلام، وإطعام الطّعام)، قلت: ما الإيمان؟ قال: (الصّبر والسّماحة) قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده) قلت: أيّ الإيمان أفضل؟ قال: (خلق حسن) قلت: أيّ الصّلاة أفضل؟ قال: (طول القنوت) قلت: أيّ الهجرة أفضل؟ قال: (أن تهجر ما كره ربّك عزّ وجلّ. قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه)، قلت: أيّ السّاعات أفضل؟ قال: (جوف اللّيل الآخر. ثمّ الصّلاة المكتوبة مشهودة حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فلا صلاة إلّا الركعتين حتّى تصلّي الفجر، فإذا صلّيت صلاة الصّبح فأمسك عن الصّلاة حتّى تطلع الشّمس، فإذا طلعت الشّمس فإنّها تطلع في قرني شيطان، وإنّ الكفّار يصلّون لها) (2)

[الحديث: 1215] عن عبد الله بن أبي قتادة؛ أنّ أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه. ثمّ وجده. فقال: إنّي معسر. فقال: الله؟ قال: الله. قال: فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر، أو يضع عنه) (3)

[الحديث: 1216] عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله! لا أفعل. فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أين المتألّي على الله، لا يفعل المعروف؟) فقال: أنا يا رسول الله! فله أيّ ذلك أحبّ) (4)

[الحديث: 1217] عن أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: استسلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

__________

(1) البخاري (1765)، ومسلم (1311)

(2) أحمد (4/ 385)

(3) مسلم (1563)

(4) البخاري (2705) ومسلم (1557)

مكارم الأخلاق وفضائلها (184)

بكرا. فجاءته إبل من الصّدقة. قال أبو رافع: فأمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقضي الرّجل بكره. فقلت: لا أجد في الإبل إلّا جملا خيارا رباعيّا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعطه إيّاه. فإنّ خيار النّاس أحسنهم قضاء) (1)

[الحديث: 1218] عن جابر بن عبد الله أنّ عائشة في حجّة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أهلّت بعمرة.. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا سهلا (2) إذا هويت الشيء تابعها عليه. فأرسلها مع عبد الرّحمن بن أبي بكر فأهلّت بعمرة، من التّنعيم) (3)

[الحديث: 1219] عن البراء: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكّة يستأذنهم ليدخل مكّة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلّا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلّا بجلبّان السّلاح (4)، ولا يدعو منهم أحدا. قال: فأخذ يكتب الشّرط بينهم عليّ بن أبي طالب، فكتب: هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله. فقالوا: لو علمنا أنّك رسول الله لم نمنعك ولتابعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبد الله. فقال: أنا والله محمّد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله. قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعليّ: امح رسول الله. فقال عليّ: والله لا أمحاه أبدا. قال: فأرنيه، قال: فأراه إيّاه، فمحاه النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بيده. فلمّا دخل ومضت الأيام أتوا عليّا فقالوا: مر صاحبك فليرتحل. فذكر ذلك عليّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (نعم) فارتحل) (5)

[الحديث: 1220] عن أبي هريرة قال: كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنّ من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: (أعطوه)، فطلبوا سنّه، فلم يجدوا إلّا سنّا فوقها، فقال: (أعطوه)، فقال: أوفيتني أوفى الله بك، فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ خياركم أحسنكم قضاء) (6)

__________

(1) الترمذي (1318)

(2) سهلا: أي سهل الخلق كريم الشمائل، لطيفا.

(3) مسلم (1213)

(4) جلبّان السّلاح هو ألطف من الجراب يكون من الأدم، يوضع فيه السيف مغمدا، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ويعلقه في الرحل.

(5) البخاري (3184)، واللفظ له ومسلم (1783)

(6) البخاري (2393)

مكارم الأخلاق وفضائلها (185)

وفي رواية: أنّ رجلا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأغلظ له فهمّ به أصحابه، فقال: (دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا، واشتروا له بعيرا فأعطوه إيّاه) (1)

[الحديث: 1221] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التّأنّي من الله والعجلة من الشّيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما شيء أحبّ إلى الله من الحمد) (2)

[الحديث: 1222] عن عليّ بن أبي طالب قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قاضيا، فقلت يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: (إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل؛ فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء) قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد) (3)

[الحديث: 1223] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التّؤدة (4) في كلّ شيء إلّا في عمل الآخرة) (5)

[الحديث: 1224] عن فضالة بن عبيد الأوسيّ قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد الله ولم يصلّ على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجلت أيّها المصلّي) ثمّ علّمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يصلّي فمجّد الله وحمده وصلّى على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ادع تجب وسل تعط) (6)

[الحديث: 1225] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت ربّي فلم يستجب لي) (7)

[الحديث: 1226] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّمت الحسن والتّؤدة والاقتصاد جزء

__________

(1) البخاري (2390)، واللفظ له ومسلم (1601)

(2) أبو يعلى، الترغيب والترهيب، (3/ 418)

(3) أبو داود (3582)، ابن ماجة (2310)

(4) والتؤدة هي التأنّي والتمهل يقال: اتّئد في أمرك (أي تمهل وتأنّ)

(5) أبو داود (4810)

(6) النسائي (3/ 44)، الترمذي (6/ 347)

(7) البخاري (6340)، ومسلم (2735)

مكارم الأخلاق وفضائلها (186)

من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة) (1)

[الحديث: 1227] عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابيّ (ملويّ) جريء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن الهجرة، إليك أينما كنت، أو لقوم خاصّة أم إلى أرض معلومة أم إذا متّ انقطعت؟. قال: فسكت عنه يسيرا ثمّ قال: (أين السّائل؟) قال: ها هو ذا يا رسول الله. قال: (الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتقيم الصّلاة وتؤتي الزّكاة ثمّ أنت مهاجر وإن متّ بالحضر)، ثمّ قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، أخبرنا عن ثياب أهل الجنّة خلقا تخلق أم نسجا تنسج فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ممّ تضحكون؟ من جاهل يسأل عالما؟) ثمّ أكبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال: (أين السّائل؟) قال: هو ذا أنا يا رسول الله، قال: (بل تشقّق عنها ثمار الجنّة ثلاث مرّات) (2)

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية

[الحديث: 1228] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو كان الرفق خلقا يرى ما كان ممّا خلق الله شيء أحسن منه) (3)

[الحديث: 1229] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلّا زانه، ولا نزع من شيء إلّا شأنه) (4)

[الحديث: 1230] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق يمن، والخرق شؤم) (5)

[الحديث: 1231] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الرفق الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير) (6)

__________

(1) الترمذى 4 (2010).

(2) أحمد (2/ 224 - 225)

(3) أصول الكافي 2/ 120.

(4) أصول الكافي 2/ 119.

(5) أصول الكافي 2/ 119.

(6) أصول الكافي 2/ 119.

مكارم الأخلاق وفضائلها (187)

[الحديث: 1232] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدوابّ العجف فأنزلوها منازلها، فإن كانت الأرض مجدبة فانجوا عنها، وإن كانت مخصبة فأنزلوها منازلها) (1)

[الحديث: 1233] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله تعالى ليبغض المؤمن الضعيف الّذي لا رفق له) (2)

[الحديث: 1234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الرفق الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير) (3)

[الحديث: 1235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق كرم، والحلم زين، والصبر خير مركب) (4)

[الحديث: 1236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قائده، والرفق والده، والبرّ أخوه، والصبر أمير جنوده) (5)

[الحديث: 1237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه، وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة، وتلقى الله وهو عليها غضبان) (6)

[الحديث: 1238] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كنّ فيه بني الله له بيتا في الجنّة: من أوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه) (7)

[الحديث: 1239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكسوة تظهر الغني، والإحسان إلى الخادم يكبت العدوّ) (8)

[الحديث: 1240] عن أنس بن مالك قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسع سنين فما

__________

(1) أصول الكافي 2/ 120.

(2) الأشعثيّات/150.

(3) أصول الكافي 2/ 119.

(4) الإمامة والتبصرة، لعليّ بن بابويه، كما في (البحار) 66/ 414.

(5) الشهاب كما في (البحار) 66/ 367.

(6) أمالي الصّدوق/422.

(7) من لا يحضره الفقيه 4/ 254.

(8) تحف العقول/40.

مكارم الأخلاق وفضائلها (188)

أعلمه قال لي قطّ: هلّا فعلت كذا وكذا ولا عاب عليّ شيئا قطّ) (1)

[الحديث: 1241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اصطحب اثنان إلّا كان أعظمهما أجرا أو أحبّهما إلى الله عزّ وجلّ أرفقهما بصاحبه) (2)

[الحديث: 1242] دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيضة ومعه صاحب له فقطع غصنين أحدهما أعوج والآخر مستقيم ودفع إلى صاحبه المستقيم وحبس لنفسه الأعوج فقال الرجل: أنت أحقّ بهذا منّي يا رسول الله، قال: (كلّا ما من مؤمن صاحب صاحبا إلّا وهو مسؤول عنه يوم القيامة ولو ساعة من نهار) (3)

[الحديث: 1243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حقّ المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا) (4)

[الحديث: 1244] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كنتم في سفر فمرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيّام) (5)

[الحديث: 1245] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عمل أحبّ إلى الله تعالى وإلى رسوله من الإيمان بالله والرفق بعباده، وما من عمل أبغض إلى الله تعالى من الإشراك بالله تعالى والعنف على عباده) (6)

[الحديث: 1246] عن الإمام الصادق عن آبائه: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال: أين صاحبها؟ مروه فليستعدّ غدا للخصومة) (7)

[الحديث: 1247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث: رفقا بما يأمر به، رفيقا بما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهى

__________

(1) مكارم الأخلاق/16.

(2) أصول الكافي 2/ 120.

(3) مشكاة الأنوار/193 نقلا عن (المحاسن).

(4) أصول الكافي 2/ 670.

(5) قرب الإسناد/64.

(6) نوادر الراوندي كما في البحار 72/ 54.

(7) المحاسن/361.

مكارم الأخلاق وفضائلها (189)

عنه، عالما بما يأمر به، عالما بما ينهى عنه) (1)

[الحديث: 1248] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى) (2)

[الحديث: 1249] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقّههم في الدين ورزقهم الرفق في معايشهم والقصد في شأنهم، ووقّر صغيرهم كبيرهم، وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا) (3)

[الحديث: 1250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التودّد إلى الناس نصف العقل، والرفق نصف العيش، وما عال امرؤ في اقتصاد) (4)

[الحديث: 1251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أرشدهم للرفق والتأنّي) (5)

[الحديث: 1252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق نصف العيش) (6)

[الحديث: 1253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا ارشدهم الرفق والتأني ومن حرم الرفق فقد حرم الخير) (7)

[الحديث: 1254] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أردت أمرا فعليك بالرفق والتؤدة حتّى يجعل الله لك منه فرجا) (8)

[الحديث: 1255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله رفيق يحبّ الرفق في الأمور كلّها) (9)

[الحديث: 1256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرفق رأس الحكمة، اللهم من ولي شيئا من

__________

(1) الأشعثيّات/88.

(2) المجازاة النبويّة كما في (البحار) 68/ 218.

(3) الأشعثيّات/149.

(4) الأشعثيّات/149.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 2/ 247.

(6) مشكاة الأنوار/179.

(7) كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي كما في (المستدرك) 2/ 305.

(8) كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي كما في (المستدرك) 2/ 305.

(9) كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي كما في (المستدرك) 2/ 305.

مكارم الأخلاق وفضائلها (190)

أمور أمتي فرفق بهم فارفق به، ومن شقّ عليهم فاشقق عليه) (1)

[الحديث: 1257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السماح شجرة في الجنّة أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى الجنّة.. والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا، فمن تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى النار) (2)

[الحديث: 1258] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ البصر النافذ عند مجيء الشهوات، والعقل الكامل عند نزول الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (3)

[الحديث: 1259] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إنّ الله يحبّ الإنفاق ويبغض الإقتار، فأنفق وأطعم، ولا تصبر صبرا فيعسر عليك الطلب، واعلم أنّ الله يحبّ النظر النافذ عند مجي ء الشبهات، ويحبّ السماحة ولو على تمرات، ويحبّ الشجاعة ولو على قتل حيّة) (4)

[الحديث: 1260] قيل: يا رسول الله أيّ الإيمان أفضل؟ قال: (الصبر والسماحة) (5)

[الحديث: 1261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله عبدا سمحا قاضيا، وسمحا مقتضيا) (6)

[الحديث: 1262] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأناة من الله، والعجلة من الشيطان) (7)

[الحديث: 1263] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما أهلك الناس العجلة، ولو أنّ الناس تثبّتوا لم يهلك أحد) (8)

[الحديث: 1264] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها، أو

__________

(1) عوالي اللآلئ 1/ 371.

(2) روضة الواعظين ج 2 ص 385.

(3) بحار الأنوار ج 61 ص 269 عن الشهاب.

(4) نزهة الناظر ص 21.

(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 170.

(6) بحار الأنوار ج 100 ص 104، كتاب الإمامة والتبصرة.

(7) المحاسن ص 215 كتاب مصابيح الظلم باب 8.

(8) المحاسن ص 215 كتاب مصابيح الظلم باب 8.

مكارم الأخلاق وفضائلها (191)

قضى له حاجة، أو فرّج عنه كربة، لم تزل الرحمة ظلّا عليه ممدودا ما كان في ذلك من النظر في حاجته)، ثمّ قال: (ألا أنبئكم لم سمّي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيئات وما حرّم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذلّه بها، أو لطمه لطمة، أو آتي إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتّى يرضيه من حقّه، ويتوب ويستغفر، فإيّاكم والعجلة إلى أحد، فلعلّه مؤمن وأنتم لا تعلمون، وعليكم بالأناة واللين، والتسرّع من سلاح الشياطين، وما من شيء أحبّ إلى الله من الأناة واللين) (1)

[الحديث: 1265] عن الإمام الصادق عن آبائه: أنّ رجلا أتى رسول الله، فقال: يا رسول الله أوصني، فقال له: هل أنت مستوص إن أوصيتك؟ حتّى قال ذلك ثلاثا في كلّها يقول الرجل: نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فإنّي أوصيك إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يكن رشدا فامضه، وإن يكن غيّا فانته عنه) (2)

[الحديث: 1266] عن الإمام الباقر قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: علّمني يا رسول الله، فقال: (عليك باليأس عمّا في أيدي الناس فإنّه الغنى الحاضر) قال: زدني يا رسول الله، قال: (إيّاك والطّمع فإنّه الفقر الحاضر) قال: زدني يا رسول الله، قال: (إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يك خيرا ورشدا فاتّبعه، وإن يك غيّا فدعه) (3)

[الحديث: 1267] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن كان خيرا فاسرع إليه، وإنْ كان شرّا فانته عنه) (4)

[الحديث: 1268] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نظر في العواقب سلم في النوائب) (5)

__________

(1) علل الشرائع ص 523.

(2) قرب الإسناد ص 32.

(3) المحاسن ص 16 كتاب الإشكال والقرائن باب 10.

(4) كنز الكراجكي ج 2 ص 31.

(5) عوالي اللآلئ ج 1 ص 296.

مكارم الأخلاق وفضائلها (192)

ثانيا ـ ما ورد عن أئمة الهدى

وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم إلى الأقسام التالية:

1 ـ ما روي عن الإمام علي

[الحديث: 1269] قال الإمام علي: (رأس العلم الرفق وآفته الخرق) (1)

[الحديث: 1270] قال الإمام علي: (ما ارتجّ امرؤ، وأحجم عليه الرأي، وأعيت به الحيل، إلّا كان الرفق مفتاحه) (2)

[الحديث: 1271] قال الإمام علي: (خير الأعمال ما زانه الرفق) (3)

[الحديث: 1272] قال الإمام علي: (الرفق عنوان النبل) (4)

[الحديث: 1273] قال الإمام علي: (الرفق عنوان سداد) (5)

[الحديث: 1274] قال الإمام علي: (الرفق أخو المؤمن) (6)

[الحديث: 1275] قال الإمام علي: (الرفق بالأتباع من كرم الطباع) (7)

[الحديث: 1276] قال الإمام علي: (الرفق مفتاح الصواب، وشيمة ذوي الألباب) (8)

[الحديث: 1277] قال الإمام علي: (التلطّف في الحيلة أجدى من الوسيلة) (9)

[الحديث: 1278] قال الإمام علي: (اخلط الشدّة برفق وارفق ما كان الرفق أوفق) (10)

[الحديث: 1279] قال الإمام علي: (أفضل الناس أعملهم بالرفق، وأكيسهم

__________

(1) تحف العقول/89.

(2) نزهة الناظر/106.

(3) تصنيف غرر الحكم/156.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

مكارم الأخلاق وفضائلها (193)

أصبرهم على الحقّ) (1)

[الحديث: 1280] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه وتعالى يحبّ السهل النفس السمح الخليقة القريب الأمر) (2)

[الحديث: 1281] قال الإمام علي: (إذا ملكت فارفق) (3)

[الحديث: 1282] قال الإمام علي: (إذا عاقبت فارفق) (4)

[الحديث: 1283] قال الإمام علي: (إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رخصا) (5)

[الحديث: 1284] قال الإمام علي: (بالرفق يتمّ المروءة) (6)

[الحديث: 1285] قال الإمام علي: (خير الخلائق الرفق) (7)

[الحديث: 1286] قال الإمام علي: (رأس العلم الرفق) (8)

[الحديث: 1287] قال الإمام علي: (عليك بالرّفق فإنّه مفتاح الصواب وسجيّة أولي الألباب) (9)

[الحديث: 1288] قال الإمام علي: (لكلّ دين خلق وخلق الإيمان الرفق) (10)

[الحديث: 1289] قال الإمام علي: (ليكن أحظى الناس عندك أعملهم بالرفق) (11)

[الحديث: 1290] قال الإمام علي: (نعم الرفيق الرفق) (12)

[الحديث: 1291] قال الإمام علي: (نعم الخليقة استعمال الرفق) (13)

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/243.

(2) تصنيف غرر الحكم/244.

(3) تصنيف غرر الحكم/243.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

(11) تصنيف غرر الحكم/243.

(12) تصنيف غرر الحكم/243.

(13) تصنيف غرر الحكم/243.

مكارم الأخلاق وفضائلها (194)

[الحديث: 1292] قال الإمام علي: (لا يجتمع العنف والرفق) (1)

[الحديث: 1293] قال الإمام علي: (لا سجيّة أشرف من الرفق) (2)

[الحديث: 1294] قال الإمام علي: (ارفق توفّق) (3)

[الحديث: 1295] قال الإمام علي: (بالرفق تدرك المقاصد) (4)

[الحديث: 1296] قال الإمام علي: (بالرفق تدوم الصحبة) (5)

[الحديث: 1297] قال الإمام علي: (عليك بالرفق، فمن رفق في أفعاله تمّ أمره) (6)

[الحديث: 1298] قال الإمام علي: (لن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك) (7)

[الحديث: 1299] قال الإمام علي: (من عامل بالرفق وفق) (8)

[الحديث: 1300] قال الإمام علي: (من استعمل الرفق غنم) (9)

[الحديث: 1301] قال الإمام علي: (من ترفّق في الأمور أدرك أربه منها) (10)

[الحديث: 1302] قال الإمام علي: (من استعمل الرفق استدرّ الرزق) (11)

[الحديث: 1303] قال الإمام علي: (من علامات الإقبال سداد الأقوال، والرفق في الأفعال) (12)

[الحديث: 1304] قال الإمام علي: (ما كان الرفق في شيء إلّا زانه) (13)

[الحديث: 1305] قال الإمام علي: (ما استجلبت المحبّة بمثل السخاء والرفق وحسن الخلق) (14)

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/243.

(2) تصنيف غرر الحكم/243.

(3) تصنيف غرر الحكم/243.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

(11) تصنيف غرر الحكم/243.

(12) تصنيف غرر الحكم/243.

(13) تصنيف غرر الحكم/243.

(14) تصنيف غرر الحكم/243.

مكارم الأخلاق وفضائلها (195)

[الحديث: 1306] قال الإمام علي: (لا ندم لكثير الرفق) (1)

[الحديث: 1307] قال الإمام علي: (الرفق ييسّر الصعاب ويسهّل شديد الأسباب) (2)

[الحديث: 1308] قال الإمام علي: (بالرفق تهون الصعاب) (3)

[الحديث: 1309] قال الإمام علي: (كم من صعب تسهّل بالرّفق) (4)

[الحديث: 1310] قال الإمام علي: (من استعمل الرفق لان له الشديد) (5)

[الحديث: 1311] قال الإمام علي: (الرفق في المطالب يسهّل الأسباب) (6)

[الحديث: 1312] قال الإمام علي: (الرفق مفتاح النجاح) (7)

[الحديث: 1313] قال الإمام علي: (الرفق مفتاح الصواب) (8)

[الحديث: 1314] قال الإمام علي: (الرفق يفلّ حدّ المخالفة) (9)

[الحديث: 1315] قال الإمام علي: (اليمن مع الرفق) (10)

[الحديث: 1316] قال الإمام علي: (الرفق يؤدّي إلى السلم) (11)

[الحديث: 1317] قال الإمام علي: (الرفق لقاح الصلاح وعنوان النجاح) (12)

[الحديث: 1318] قال الإمام علي: (أفضل شيء الرفق) (13)

[الحديث: 1319] قال الإمام علي: (أكبر البرّ الرفق) (14)

[الحديث: 1320] قال الإمام عليّ: (من أوى اليتيم ورحم الضعيف وارتفق على

__________

(1) تصنيف غرر الحكم/243.

(2) تصنيف غرر الحكم/243.

(3) تصنيف غرر الحكم/243.

(4) تصنيف غرر الحكم/243.

(5) تصنيف غرر الحكم/243.

(6) تصنيف غرر الحكم/243.

(7) تصنيف غرر الحكم/243.

(8) تصنيف غرر الحكم/243.

(9) تصنيف غرر الحكم/243.

(10) تصنيف غرر الحكم/243.

(11) تصنيف غرر الحكم/243.

(12) تصنيف غرر الحكم/250.

(13) تصنيف غرر الحكم/250.

(14) تصنيف غرر الحكم/250.

مكارم الأخلاق وفضائلها (196)

والده ورفق على ولده ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه ويسّر عليه رحمته، ومن كفّ غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه وأدى أمانته، جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة) (1)

[الحديث: 1321] قال الإمام عليّ: (من سافر منكم بدابّة فليبدأ حين ينزل بعلفها وسقيها) (2)

[الحديث: 1322] قال الإمام علي قبل موته يوصي الإمام الحسن: (ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه، وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا)، فقال له الإمام الحسن: يا أباه قد قتلك هذا اللّعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرّفق به؟! فقال له: (نعم يا بنيّ نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلّا كرما وعفوا، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقّي عليك فأطعمه يا بنيّ ممّا تأكله، واسقه ممّا تشرب، ولا تقيّد له قدما، ولا تغلّ له يدا، فإن أنا متّ فاقتصّ منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة وتحرقه بالنار، ولا تمثّل بالرجل فإنّي سمعت جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلّا عفوا وكرما) (3)

[الحديث: 1323] قال الإمام علي: (خادع نفسك في العبادة، وارفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها إلّا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة، فإنّه لا بدّ من قضائها وتعاهدها عند محلّها، وإيّاك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربّك في طلب الدنيا) (4)

[الحديث: 1324] قال الإمام علي: (كن سمحا ولا تكن مبذّرا، وكن مقدّرا ولا

__________

(1) الأشعثيّات/166.

(2) المحاسن/361.

(3) بحار الأنوار 42/ 287.

(4) نهج البلاغة، مكتوب 69/ 1070.

مكارم الأخلاق وفضائلها (197)

تكن مقتّرا) (1)

[الحديث: 1325] قال عمرو بن العاص في جواب معاوية: فإنّي أعلم أنّ عليّ بن أبي طالب على الحقّ وأنا على ضدّه فقال معاوية: مصر والله أعمتك، ولو لا مصر لألفيتك بصيرا. ثمّ ضحك معاوية ضحكا ذهب به كلّ مذهب قال: ممّ تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنّك، قال: (أضحك من حضور ذهنك يوم بارزت عليّا وإبدائك سوءتك، أما والله يا عمرو لقد واقعت المنايا ورأيت الموت عيانا ولو شاء لقتلك، ولكن أبى ابن أبي طالب في قتلك إلّا تكرّما) (2)

[الحديث: 1326] عن السدي قال: لمّا برز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأحد إلى المشركين، أمر الرماة فقاموا بأصل الجبل في وجوه خيل المشركين وقال لهم: (لا تبرحوا مكانكم إن رأيتم قد هزمناهم، فإنّا لا نزال غالبين ما ثبتّم مكانكم) وأمّر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوّات بن جبير، ثمّ إنّ طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمّد إنّكم تزعمون أنّ الله عزّ وجلّ تعجّلنا بسيوفكم إلى النار وتعجّلكم بسيوفنا إلى الجنّة فهل منكم أحد تعجّله الله بسيفي إلى الجنّة أو تعجّلني بسيفه إلى النار، فقام إليه عليّ بن أبي طالب فقال: (والّذي نفسي بيده لا أفارقك حتّى يعجّلك الله عزّ وجلّ بسيفي إلى النار أو يعجّلني بسيفك إلى الجنّة) فضربه عليّ فقطع رجله فبدت عورته فقال: انشدك الله والرحم يا بن عمّ، فتركه فكبّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لعليّ أصحابه: ما منعك أن تجهّز عليه؟ قال: (إنّ ابن عمّي ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييت منه) (3)

[الحديث: 1327] قال الإمام علي: (التأنّي حزم) (4)

__________

(1) نهج البلاغه حكمة 32 ص 1103.

(2) مروج الذهب ج 2 ص 47.

(3) الأغاني ج 14 ص 31.

(4) تصنيف غرر الحكم ص 477.

مكارم الأخلاق وفضائلها (198)

[الحديث: 1328] قال الإمام علي: (التّأنّي يوجب الاستظهار) (1)

[الحديث: 1329] قال الإمام علي: (في التّأنّي استظهار) (2)

[الحديث: 1330] قال الإمام علي: (المتأنّي حريّ بالإصابة) (3)

[الحديث: 1331] قال الإمام علي: (المتأنّي مصيب وإن هلك) (4)

[الحديث: 1332] قال الإمام علي: (أصاب متأنّ أو كاد، أخطأ مستعجل أو كاد) (5)

[الحديث: 1333] قال الإمام علي: (التأنّي في الفعل يؤمن الخطل) (6)

[الحديث: 1334] قال الإمام علي: (بالتّأنّي تسهل المطالب) (7)

[الحديث: 1335] قال الإمام علي: (بالتّأنّي تسهل الأسباب) (8)

[الحديث: 1336] قال الإمام علي: (رويّة المتأنّي أفضل من بديهة العجل) (9)

[الحديث: 1337] قال الإمام علي: (عليك بالأناة فإنّ المتأنّي حريّ بالإصابة) (10)

[الحديث: 1338] قال الإمام علي: (من اتّأد أمن من الزلل) (11)

[الحديث: 1339] قال الإمام علي: (لا تكن فيما تورد كحاطب ليل وغثاء سيل) (12)

[الحديث: 1340] قال الإمام علي: (لا إصابة لمن لا أناة له) (13)

[الحديث: 1341] قال الإمام علي: (أيّها الناس، ثلاث لا دين لهم: لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة من

__________

(1) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(2) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(3) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(4) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(5) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(6) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(7) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(8) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(9) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(10) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(11) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(12) تصنيف غرر الحكم ص 477.

(13) تصنيف غرر الحكم ص 477.

مكارم الأخلاق وفضائلها (199)

عصى الله تبارك وتعالى)، ثمّ قال: (أيّها الناس لا خير في دين لا تفقّه فيه، ولا خير في دنيا لا تدبّر فيها، ولا خير في نسك لا ورع فيه) (1)

[الحديث: 1342] قال الإمام علي: (من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، ومن تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرّض لمفظعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وعظته التجارب، وفي التجارب علم مستأنف، وفي تقلّب الأحوال علم جواهر الرجال) (2)

[الحديث: 1343] قال الإمام علي: (التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم) (3)

[الحديث: 1344] قال الإمام علي: (من تورّط في الأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرّض للنّوائب، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم) (4)

[الحديث: 1345] قال الإمام علي: (من نظر في العواقب سلم من النوائب) (5)

[الحديث: 1346] قال الإمام علي: (من عجل ندم على العجل) (6)

[الحديث: 1347] قال الإمام علي: (الفكر في العواقب ينجي من المعاطب) (7)

[الحديث: 1348] قال الإمام علي: (ألا ومن تورّط في الأمور من غير نظر في العواقب فقد تعرّض لمفدحات النوائب) (8)

[الحديث: 1349] قال الإمام علي: (إذا قدّمت الفكر في أفعالك حسنت عواقبك في كلّ أمر) (9)

2 ـ ما روي عن الإمام السجاد

__________

(1) المحاسن ص 5 كتاب الإشكال والقرائن باب 1.

(2) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 275.

(3) عيون الأخبار ج 2 ص 54.

(4) تحف العقول ص 90.

(5) غرر الحكم ص 630.

(6) غرر الحكم ص 631.

(7) غرر الحكم ص 54.

(8) غرر الحكم ص 164.

(9) غرر الحكم ص 319.

مكارم الأخلاق وفضائلها (200)

[الحديث: 1350] عن الإمام الصادق قال: (لقد سافر الإمام السجاد على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط) (1)

[الحديث: 1351] عن الإمام الصادق قال: (حجّ الإمام السجاد على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط ولقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط) (2)

[الحديث: 1352] قال الإمام السجّاد: (حقّ الخصم المدّعي عليك، فإن كان ما يدّعي عليك حقّا كنت شاهده على نفسك ولا تظلمه وأوفيته حقّه، وإنْ كان ما يدّعي عليك باطلا رفقت به ولا تأت في أمره غير الرفق ولا تسخط ربّك في أمره ولا قوّة إلّا بالله.. وحقّ خصمك الّذي تدّعي عليه، فإن كنت محقّا في دعواك أجملت معاملته ولا تجحد حقّه، وإنْ كنْت مبطلا في دعواك اتّقيت الله عزّ وجلّ وتبت إليه وتركت الدعوى) (3)

[الحديث: 1353] قال الإمام السجاد: (كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران عليهما السّلام أن قال له: لا تعيّرنّ أحدا بذنب، وإنّ أحبّ الأمور إلى الله عزّ وجلّ ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق الله عزّ وجلّ به يوم القيامة. ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى) (4)

3 ـ ما روي عن الإمام الباقر

[الحديث: 1354] قال الإمام الباقر: (إنّ لكلّ شيء قفلا وقفل الإيمان الرفق) (5)

[الحديث: 1355] قال الإمام الباقر: (من قسم له الرفق قسم له الإيمان) (6)

[الحديث: 1356] قال الإمام الباقر: (إنّ الله عزّ وجلّ رفيق يحبّ الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) (7)

__________

(1) المحاسن/361.

(2) المحاسن/361.

(3) مكارم الأخلاق/423.

(4) الخصال 1/ 111.

(5) أصول الكافي 2/ 118.

(6) أصول الكافي 2/ 118.

(7) أصول الكافي 2/ 119.

مكارم الأخلاق وفضائلها (201)

[الحديث: 1357] قال الإمام الباقر: (من أعطى الخلق والرفق، فقد أعطي الخير كلّه والراحة وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كلّ شرّ وبليّة إلّا من عصمه الله تعالى) (1)

[الحديث: 1358] قال الإمام الباقر: (أربع من كنّ فيه كمل إسلامه، وأعين على إيمانه، ومحّصت عنه ذنوبه، ولقي ربّه وهو عنه راض ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطّها الله عنه، وهي: الوفاء بما يجعل لله على نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء ممّا يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس.. وأربع من كنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى علّيّين، في غرف فوق غرف، في محلّ الشرف كلّ الشرف: من أوي اليتيم ونظر له فكان له أبا رحيما، ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه، ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرّهما ولم يحزنهما، ومن لم يخرق بمملوكه، وأعانه على ما يكلّفه، ولم يستسعه فيما لا يطيق) (2)

[الحديث: 1359] قال الإمام الباقر: (أربع من كنّ فيه بني الله له بيتا في الجنّة؛ من أوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه) (3)

[الحديث: 1360] عن الإمام الباقر قال: (إنّ أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط، وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه فبكى الغلام، وقال: الله يا عليّ بن الحسين تبعثني في حاجتك ثمّ تضربني؟.. فبكى أبي، وقال: يا بنيّ اذهب إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلّ ركعتين ثمّ قل: اللهم اغفر لعليّ بن الحسين خطيئته يوم الدين، ثمّ قال للغلام: (اذهب فأنت حرّ لوجه الله) قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك كان العتق كفّارة للذنب؟ فسكت (4).

[الحديث: 1361] قال الإمام الباقر: (إذا سرت في أرض مخصبة فارفق بالسير، وإذا

__________

(1) حلية الأولياء 3/ 186.

(2) أمالي المفيد/166.

(3) المحاسن/8.

(4) كتاب الزهد/43.

مكارم الأخلاق وفضائلها (202)

سرت في أرض مجدبة فعجّل السير) (1)

4 ـ ما روي عن الإمام الصادق

[الحديث: 1362] قال الإمام الصادق: (من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس) (2)

[الحديث: 1363] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى رفيق يحبّ الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادّتهم لهواهم وقلوبهم، ومن رفقه بهم أنّه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقى عليهم عرى الإيمان ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا، فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخا) (3)

[الحديث: 1364] قال الإمام الصادق: (ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إنّ العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللّين والده) (4)

[الحديث: 1365] عن حمّاد اللحّام، قال: مرّ قطار للإمام الصادق فرأى زاملة قد مالت فقال: (يا غلام اعدل على هذا الجمل فإنّ الله يحبّ العدل) (5)

[الحديث: 1366] قال الإمام الصادق: (ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه) (6)

[الحديث: 1367] قال الإمام الصادق: (إذا أراد الله عزّ وجلّ بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة) (7)

__________

(1) المحاسن/361.

(2) أصول الكافي 2/ 120.

(3) أصول الكافي 2/ 118.

(4) الخصال 2/ 406.

(5) المحاسن/361.

(6) الكافي 4/ 286.

(7) الكافي 5/ 88.

مكارم الأخلاق وفضائلها (203)

[الحديث: 1368] قال الإمام الصادق: (أيّما أهل بيت اعطوا حظّهم من الرفق فقد وسّع الله عليهم في الرزق؛ والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، والرفق لا يعجز عنه شيء، والتبذير لا يبقى معه شيء، إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ الرفق) (1)

[الحديث: 1369] قال الإمام الصادق: (ما زوي الرفق عن أهل بيت إلّا زوي عنهم الخير) (2)

[الحديث: 1370] قيل للإمام الصادق: أيّ الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: (وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا) (3)

[الحديث: 1371] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم وإنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمن وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان.. أخبر بهذا غرر أصحابك) قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: (هم البارّون بالإخوان في العسر واليسر)، ثمّ قال: (أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك وقد مدح الله عزّ وجلّ في ذلك صاحب القليل فقال في كتابه {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]) (4)

[الحديث: 1372] قال الإمام الصادق: (ليس لحاقن رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح للقلوب) (5)

[الحديث: 1373] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (وقف عند كلّ أمر حتّى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم) (6)

__________

(1) أصول الكافي 2/ 119.

(2) أصول الكافي 2/ 119.

(3) اصول الكافي 2/ 240.

(4) الكافي 4/ 41.

(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 307.

(6) تحف العقول ص 304.

مكارم الأخلاق وفضائلها (204)

5 ـ ما روي عن الإمام الكاظم

[الحديث: 1374] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (عليك بالرفق، فإنّ الرفق يمن، والخرق شوم، إنّ الرفق والبرّ وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الرزق) (1)

[الحديث: 1375] قال الإمام الكاظم: (إنّه كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له جار كافر وكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا، فلمّا أن مات الكافر بني الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرّها ويأتيه الرزق من غيرها، وقيل له: هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق وتولّيه من المعروف في الدنيا) (2)

[الحديث: 1376] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (ارفق بهم فإنّ كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه) (3)

[الحديث: 1377] قال الإمام الكاظم: (الرفق نصف العيش) (4)

6 ـ ما روي عن سائر الأئمة

[الحديث: 1378] قال الإمام الحسن: (السماحة: البذل في العسر واليسر) (5)

__________

(1) تحف العقول/395.

(2) ثواب الأعمال/203.

(3) أصول الكافي 2/ 119.

(4) أصول الكافي 2/ 120.

(5) معاني الأخبار ص 256.

مكارم الأخلاق وفضائلها (205)

المداراة والتقية

المداراة والتقية من الأخلاق الكريمة التي أسيء فهمها نتيجة الخطأ في الأغراض المرتبطة بها، ولذلك يمكن اعتبارها من المشتبهات التي تحتاج إلى حل وتوضيح.

زيادة على ذلك؛ فهي قد تختلط مع المداهنة، والتي تعني السكوت عن المنكر، وعدم السعي لتغييره إرضا للواقع فيه.

زيادة على ذلك؛ فإنه قد اشتهر القول بأنها خاصة بالمدرسة الشيعية، ولذلك صار النفور منها من لدن المدرسة السنية شديدا.

ولهذا؛ فإننا ـ قبل إيراد الأحاديث المرتبطة بها ـ نذكر هنا ما يدل عليها من القرآن الكريم، ومن اتفاق جميع العلماء من المدرستين على مشروعيتها، بل ضرورتها.

فعند الرجوع للقرآن الكريم، نجد أن للمداراة والتقية غرضان شرعيان ممتلئان بالقيم الأخلاقية العالية، أولهما حفظ الوحدة الإسلامية والعلاقات بين المسلمين، وثانيهما حفظ القائمين على الإسلام والدعاة إليه.

أما المقصد الأول؛ فيشير إليه قوله تعالى على لسان هارون عليه السلام في حواره مع أخيه موسى عليه السلام: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 94]

وذلك جوابا عن ذلك العتاب الذي تلقاه من أخيه بسبب عدم شدته مع السامري وأصحابه، وقال له في ذلك: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 92 - 94]

وقد قبل موسى عليه السلام العلة التي ذكرها هارون، لكونها علة شرعية، فالفتنة

مكارم الأخلاق وفضائلها (206)

الناتجة من التفرقة والصراع كانت أكبر من تلك الوثنية التي وقع فيها السامري وأصحابه.

وهكذا نجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمارس هذا النوع من التقية حرصا على وحدة الأمة الإسلامية في بداية نشأتها، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في الحديث عن عائشة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحِجرِ، فقال: هو من البيت، قلت: ما منعهم أن يدخلوه فيه؟ قال: عجزت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعاً، لا يُصعد إليه إلا بسلّم؟ قال: (ذلك فعل قومك، ليدخلوه من شاءوا ويمنعوه من شاءوا، ولولا أنّ قومك حديثو عهد بكفر مخافة أن تنفر قلوبهم، لنظرت هل أغيّره فأدخل فيه ما انتقص منه، وجعلت بابه بالأرض) (1)

ويدخل في هذا الباب كل الأحاديث الواردة في الدعوة للمداراة والصبر والتحمل، كما في الحديث المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) (2)، ولا يمكن للمؤمن أو غيره أن يصبر على الناس دون أن يداريهم أو يتعامل معهم بما يشتهون من المعاملة، وإن لم يكن راضيا عن ذلك.

وتفعيلا لهذه النصوص وغيرها، نجد أئمة الهدى يجيزون أن يترك الموالي لهم ما يراه من أحكام شرعية حتى لو كانت مبطلة لعمله حرصا على عدم صدع وحدة الأمة.. فالتقية بمفهومها عندهم لا تعني الحرص على النفس فقط حتى لا تؤذى، بل تعني كذلك الحرص على حفظ وحدة صف الأمة، وعدم التسبب في وقوع الشقاق بينها.

فمن الروايات في ذلك ما رواه جابر الجعفي، قال: سألت الإمام الباقر: (إن لي جيراناً، بعضهم يعرف هذا الأمر ـ أي ولاية أهل البيت صلى الله عليه وآله وسلم ـ وبعضهم لا يعرف، قد سألوني

__________

(1) البخاري 2: 179، ابن ماجة 2: 985/ 2955.

(2) سنن ابن ماجة 2: 1338/ 4032، والسنن الكبرى للبيهقي 10: 89.

مكارم الأخلاق وفضائلها (207)

أن أؤذّن لهم، وأصلي بهم، فخفت أن لا يكون ذلك موسَّعاً لي؟ فقال: (أذّن لهم، وصلِّ بهم، وتحرَّ الأوقات) (1)

وهكذا يفتي كبار علماء الشيعة ومراجعهم في القديم والحديث، فمن المتقدمين قال الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي: (ويستحبّ حضور جماعة العامة، كالخاصة، بل أفضل، فقد روي: من صلى معهم في الصف الأول كان كمَنْ صلى خلف رسول الله‘ فيه. ويتأكد مع المجاورة. ويقرأ في الجهرية سرّاً، ولو مثل حديث النفس، وتسقط لو فجأه ركوعهم، فيتمّ فيه إن أمكن، وإلا سقط) (2)

ومن المتأخرين قال السيد شرف الدين الموسوي: (حاشا أمير المؤمنين ـ علياً ـ أن يصلّي إلا تقرُّباً لله وأداءً لما أمره الله به، وصلاته خلفهم ـ أي الخلفاء ـ ما كانت إلا خالصة لوجهه الكريم، وقد اقتدينا به ع، فتقرّبنا إلى الله عزّ وجلّ بالصلاة خلف كثير من أئمّة جماعة أهل السنّة، مخلصين في تلك الصلوات لله تعالى. وهذا جائز في مذهب أهل البيت. ويُثاب المصلّي منّا خلف الإمام السني كما يُثاب بالصلاة خلف الشيعي. والخبير بمذهبنا يعلم أنّا نشترط العدالة في إمام الجماعة إذا كان شيعيّاً، فلا يجوز الائتمام بالفاسق من الشيعة، ولا بمجهول الحال، أمّا السنّي فقد يجوز الائتمام به مطلقاً) (3)

ونفس الموقف نجده عند الكثير من أئمة المدرسة السنية، فقد روي عن الشافعي أنه صلى الصبح في مسجد أبي حنيفة، وكان الشافعي يرى القنوت في صلاة الصبح، ويرى الجهر بالبسملة، لكنه لم يقنت ولم يجهر ببسم الله تأدباً مع أبي حنيفة واحتراما لأصحابه (4)..

وقد ذكر القرطبي أن ذلك كان شأن أئمة المذاهب الفقهية، فقال: (كان أبو حنيفة

__________

(1) جامع أحاديث الشيعة، حديث رقم 10996.

(2) محمد بن مكي العاملي، الدروس الشرعية، ضمن سلسلة الينابيع الفقهية، الصلاة 10: 651.

(3) أجوبة مسائل موسى جار الله 4: 73.

(4) طبقات الحنفية (1/ 433)

مكارم الأخلاق وفضائلها (208)

وأصحابه والشافعي وغيرهم يصلون خلف أئمة أهل المدينة من المالكية وإن كانوا لا يقرؤون البسملة لا سراً ولا جهراً.. وصلى أبو يوسف خلف الرشيد وقد احتجم وأفتاه مالك بأنه لا يتوضأ فصلَّى خلفه أبو يوسف ولم يُعد، رغم أنه يرى أن خروج الدم بحجامة أو غيرها ينقض الوضوء) (1)

أما الهدف الثاني من المداراة والتقية؛ فهو حفظ الدعاة إلى الإسلام، وقد ذكر القرآن الكريم مثالا لذلك بمؤمن آل فرعون، الذي أخبر أنه كان يكتم إيمانه، واستطاع بسبب ذلك أن يثني فرعون عمّا عزم عليه من جرم عظيم.

ومن هذا الباب ورد في القرآن الكريم من إجازة التقية للمؤمنين الذين يتعرضون للبلاء حرصا عليهم، لأنه لا يمكن أن تستمر الدعوة الإسلامية من دونهم، قال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَإِلَى الله الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]

ولهذا مارس الصحابة المستضعفون التقية في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي في كتب السيرة في شأن تعذيب المشركين للمستضعفين من المسلمين: (.. فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وقد وآتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً) (2)

وفي حديث آخر: (أخذ المشركون عمّار بن ياسر فعذّبوه حتّى باراهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئنّاً بالإيمان، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: (فإن عادوا فعد) (3)

وفي رواية أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عمّار: يا رسول الله إنّ عماراً كفر، فقال: (كلا،

__________

(1) الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي (23/ 375)

(2) سنن ابن ماجة 1: 53.

(3) جامع البيان، الطبري 14: 122.

مكارم الأخلاق وفضائلها (209)

إنّ عمّاراً مليء إيماناً من فرقه إلى قدمه، واختلط الإيمان بلحمه ودمه)، فأتى عمّار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه ويقول: ما لك؟ إن عادوا لك، فعد لهم بما قلت) (1)

وهكذا استمرت ممارستهم لها في كل المراحل حتى بعد مرور مرحلة الاستضعاف؛ فقد روى الحسن البصري أنّ عيوناً لمسيلمة الكذّاب أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما، فقال لأحدهما: أتشهد أنّ محمّداً رسول الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد انّي رسول الله، فأبى ولم يشهد، فقتلهُ. وقال مثل ذلك للثاني فشهد لمسيلمة الكذّاب بما أراد، فأطلقه، فأتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبره بما جرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا صاحبك فمضى على إيمانه، وأمّا أنت فأخذت بالرخصة) (2)

وقد استمر الصحابة في ممارسة هذا النوع من التقية بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي عن أبي الدرداء أنّه كان يقول: (إنّا لنكشّر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم) (3)

وروي عن أبي هريرة قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاءين: فأمّا أحدهما فبثثته، وأمّا الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) (4)

وقد ذكر ابن حجر العسقلاني أن التقية هي التي حملت أبا هريرة على فعل ذلك، فقد قال: (وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي اُمراء السوء، وأحوالهم، وزمنهم. وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم، كقوله: (أعوذ بالله من رأس الستين، وإمارة الصبيان). يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية، لانّها كانت سنة ستين من الهجرة)، ثم نقل عن ابن المنير قوله: (وانما أراد أبو هريرة

__________

(1) سنن ابن ماجة 1: 53.

(2) تفسير القرطبي (10/ 189)

(3) رواه البخاري 8: 37.

(4) رواه البخاري 1: 41.

مكارم الأخلاق وفضائلها (210)

بقوله: (قُطع) أي: قَطع أهل الجور رأسه، إذا سمعوا عيبه لفعلهم، وتضليله لسعيهم) (1)

وحكى السرخسي ممارسة حذيفة بن اليمان للتقية، فقال: (وقد كان حذيفة رضي الله عنه ممن يستعمل التقية على ما روي أنّه يداري رجلاً، فقيل له: إنّك منافق!! فق