الكتاب: المواعظ والوصايا
الوصف: ألفا حديث من جوامع كلم النبوة والإمامة
السلسلة: سنة بلا مذاهب
المؤلف: د. نور الدين أبو لحية
الناشر: دار الأنوار للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، 1441 هـ
عدد الصفحات: 475
الكتاب موافق للمطبوع
ISBN: 978-620-3-85881-5
لمطالعة الكتاب من تطبيق مؤلفاتي المجاني وهو أحسن وأيسر: هنا
التعريف بالكتاب
يضم هذا الكتاب ألفي حديث من أحاديث المواعظ والوصايا، والتي يدخل أكثرها فيما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا)
وقد دفعنا إلى تخصيصه بهذا الجزء، وبهذا الترتيب، أنا رأينا أن المواعظ والوصايا والأحاديث الواردة بشأنها من أحسن المصادر التي يتحقق بها معنيان، كلاهما وردت بها الشريعة، ودل عليه العقل:
أما الأول؛ فهو دورهما في تحقيق الهداية والصلاح والتقوى، ذلك أنهما يرققان القلوب، ويوفران لها القابلية لتقبل التعاليم الإلهية، ولذلك لا يصح أن تُقدم الفروع عليها، فالفروع لا تنبني إلا على الأصول.
وأما الثاني؛ فدورهما فيما تهدف إليه هذه السلسلة، وهو تحقيق الوحدة الإسلامية، وذلك بسبب اشتمالها على القضايا الكلية والكبرى التي جاءت بها الأديان جميعا دون الخوض في تفاصيل الفروع، والتي يقع الخلاف فيها عادة بين الأديان والمذاهب.
وبناء على هذا كان هذا الكتاب، الذي يشمل مواعظ ووصايا النبوة والإمامة من أحسن المصادر الحديثية التي تجمع الأمة.. ذلك أن الأحاديث الواردة فيه تشكل القواسم المشتركة الكبرى التي تتفق عليها الأمة بمدارسها جميعا.
بل إنها تشكل القواسم الكبرى التي جاء الأنبياء والأديان جميعا لتحقيقها في الواقع، كما أشار الله تعالى إلى ذلك عند ذكره لوصاياه لأنبيائه وللبشرية.
المواعظ والوصايا (7)
يضم هذا الكتاب ألفي حديث من أحاديث المواعظ والوصايا، والتي يدخل أكثرها فيما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا) (1)
وقد دفعنا إلى تخصيصه بهذا الجزء، وبهذا الترتيب، بعد بيان منابع الهداية، وما ورد حول الإمامة والامتداد الرسالي، أنا رأينا أن المواعظ والوصايا والأحاديث الواردة بشأنها من أحسن المصادر التي يتحقق بها معنيان، كلاهما وردت به الشريعة، ودل عليه العقل:
أما الأول؛ فهو دورهما في تحقيق الهداية والصلاح والتقوى، ذلك أنهما يرققان القلوب، ويوفران لها القابلية لتقبل التعاليم الإلهية، ولذلك لا يصح أن تُقدم الفروع عليها، فالفروع لا تنبني إلا على الأصول.
وأما الثاني؛ فدورهما فيما تهدف إليه هذه السلسلة، وهو تحقيق الوحدة الإسلامية، وذلك بسبب اشتمالها على القضايا الكلية والكبرى التي جاءت بها الأديان جميعا دون الخوض في تفاصيل الفروع، والتي يقع الخلاف فيها عادة بين الأديان والمذاهب.
فالوصايا والمواعظ ـ مثلا ـ تقتصر على الدعوة للصلاة والخشوع فيها والتأدب بآدابها.. بخلاف أحاديث الفروع الواردة في كيفية أدائها، والتي قد يقع فيها الخلاف.. ولذلك كان تقديم المتفق عليه أولى من تقديم المختلف فيه.
وبناء على هذا كان هذا الكتاب، الذي يشمل مواعظ ووصايا النبوة والإمامة من
__________
(1) رواه أبو يعلى.
المواعظ والوصايا (8)
أحسن المصادر الحديثية التي تجمع الأمة.. ذلك أن الأحاديث الواردة فيه تشكل القواسم المشتركة الكبرى التي تتفق عليها الأمة بمدارسها جميعا.
بل إنها تشكل القواسم الكبرى التي جاء الأنبياء والأديان جميعا لتحقيقها في الواقع، كما أشار الله تعالى إلى ذلك عند ذكره لوصاياه لأنبيائه وللبشرية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد كان من دوافعنا لتخصيص المواعظ والوصايا بهذا الجزء ما يلي:
أولا ـ ما ورد في القرآن الكريم من كون الوعظ والوصية من أدوار رسل الله وأئمة الهدى، وأن الامتثال الصادق لنبوتهم وإمامتهم لا يتحقق من دون معرفة ذلك، والعمل به.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى عن إبراهيم وذريته عليهم السلام: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 132]
وأحيانا ترد الوصية باعتبارها من الله تعالى مباشرة، باعتباره مصدر جميع وصايا الأنبياء وورثتهم، كما قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ الله يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى: 13]، وقال على لسان المسيح عليه السلام: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31]
أو قوله في اعتبار وصايا رسل الله وورثتهم وصايا من الله تعالى مباشرة لعباده: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا الله وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لله مَا فِي
المواعظ والوصايا (9)
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَكَانَ الله غَنِيًّا حَمِيدًا} [النساء: 131]، وقوله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8]
وهكذا أخبر عن التواصي، وأنه صفة أساسية من صفات المؤمنين المفلحين، التي تجنبهم الخسارة، قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} [البلد: 17، 18]، وقال: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 ـ 3]
ومثل ذلك الموعظة، فقد وصف الله تعالى رسالاته إلى عباده أنها مواعظ تهدي إلى الحق، قال تعالى مخبرا عن محتويات التوراة: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (لأعراف:145)
وقال في وصف الإنجيل: {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة:46)
وقال عن القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (يونس:57)، وقال: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (النور:34)، وقال: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:138)
وقد جمع الله تعالى بين الموعظة والوصية، فقال: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا
المواعظ والوصايا (10)
عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 13، 14]
وهو ما يشير إلى أن لكليهما دورا تربويا كبيرا، ذلك أن الموعظة تؤهل النفس لقبول الوصية، والانفعال لها، والتأثر بمعناها.
ثانيا ـ أن العقل يدل على أهمية الوصايا وتقديمها على غيرها، باعتبارها تجمع القضايا الكبرى والأساسية التي يحرص الإنسان عادة على ذكرها.. ولذلك كان زبدة التجارب وخلاصتها.
ولهذا دعا القرآن الكريم كل المؤمنين إلى الوصية للوالدين والأقارب ولكل من يشعرون بمسؤوليتهم تجاهه، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 180، 181]
وهكذا نجد القرآن الكريم يكرر ذكر الوصية، والتي لا تقتصر فقط على القضايا المادية، أو ما يرتبط بها، بل تشمل غيرها أيضا.
ثالثا ـ أن العقل يدل على أهمية الموعظة، باعتبارها قرينة للوصية، ومندمجة فيها، حتى أنه يستحيل أحيانا كثيرة التمييز بينهما، ولهذا اعتبرها الله تعالى من أساليب الدعوة الأساسية، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]
وأخبر عن أثر الاستجابة لها، فقال: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [النساء: 66]
وأخبر عن أثر الإعراض عنها، فقال يحكي مقالة عادٍ قومِ هود عليه السلام لنبيِّهم: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء: 136]
المواعظ والوصايا (11)
ونحب أن ننبه إلى أنا حاولنا في هذا الجزء عدم التدخل قدر الإمكان، بل الاكتفاء بذكر الأحاديث وتصنيفها وتخليصها من كل ما يتعارض مع القرآن الكريم أو مع الفطرة السليمة دون إشارة إلى ذلك، بل الاكتفاء بذكر المصدر فقط.
وذلك لأن الغرض منه أن يوجه لعموم الناس وخصوصهم، ليكون بمثابة دستور لمن يريد أن يعيش مع النبوة والإمامة وتعاليمها السامية.
وقد رأينا أن خلط تلك التعاليم المقدسة مع غيرها قد يسيء إليها، أو يصرف القارئ عن الاستفادة منها، بالإضافة إلى أنا في سائر أجزاء السلسلة قد نعرض لتلك القضايا، بالتفصيل المرتبط بها.
ومن هذا الباب حاولنا أن نختصر الأحاديث الطويلة التي قد يرغب القارئ عنها عادة، إما بتقسميها إلى مقاطع، يتضمن كل مقطع معنى خاصا به.. أو بتهذيبها من كل النصوص الطويلة التي لا علاقة لها بها مباشرة.
وقد قسمنا الكتاب بحسب نوع الأحاديث الواردة فيه إلى فصلين:
الأول: المواعظ والوصايا الواردة في الأحاديث النبوية، وقد قسمناه ـ بحسب المصادر الحديثية ـ إلى قسمين: المصادر السنية والمصادر الشيعية.
الثاني: مواعظ ووصايا أئمة الهدى، وقد أوردنا فيه ما ورد من الأحاديث عن الإمام علي وسائر أئمة الهدى.
المواعظ والوصايا (12)
المواعظ والوصايا الواردة في الأحاديث النبوية
يتناول هذا الفصل أكثر ما ورد في كتب الحديث ضمن المواعظ والوصايا وجوامع الكلم والحكم وغيرها، وقد اكتفينا بذكرها دون شرحها أو التحقيق فيها لوضوحها، واتفاق الأمة عليها، ولكوننا سنتناول الفروع المرتبطة بها في محالها الخاصة من هذه السلسلة.
وقد قسمناه بحسب المصادر الحديثية الواردة فيه إلى قسمين:
الأول ـ المواعظ والوصايا الواردة في المصادر السنية.
الثاني ـ المواعظ والوصايا الواردة في المصادر الشيعية.
وقد تعمدنا أن نترك بعض الأحاديث المكررة في كلا المصدرين، لبيان اتفاق الأمة على تلك القضايا، وهو ما يعطيها قوة أعظم من تفرقها فيها أو بشأنها.
القسم الأول ـ المواعظ والوصايا الواردة في المصادر السنية
يتناول هذا القسم الأحاديث الواردة في مصادر الحديث السنية، مما نرى موافقته للقرآن الكريم والفطرة السليمة، وقد قسمنا الأحاديث الواردة فيه إلى قسمين:
أولا ـ المواعظ والوصايا المطلقة: وهي التي لم تحدد في أعداد معينة.
ثانيا ـ المواعظ والوصايا المقيدة بالأعداد: وهي التي حددت المواضع المرتبطة بها ضمن أعداد معينة.
وقد دفعنا إلى هذا التقسيم كثرة الأحاديث المقيدة بالأعداد، ولذلك اهتمت المصادر الحديثية السنية بهذا المنهج في التقسيم، مثلما فعل المتقي الهندي (المتوفى: 975 هـ) في كتابه
المواعظ والوصايا (13)
الكبير [كنز العمال]، وغيره ممن اهتم بجمع الأحاديث النبوية.
أولا ـ المواعظ والوصايا المطلقة
وهي أحاديث كثيرة جدا، يصعب تقسيمها إلى مواضع أو أساليب محددة، لكونها تجمع كل المعاني والأساليب، ولكن ـ مع ذلك، ولضرورة التصنيف ـ حاولنا تصنيفها إلى الأقسام التالية:
1 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب والترهيب
وهي الأحاديث التي تحفز النفوس على السير إلى الله، والتخلق بالأخلاق الحسنة من خلال الحوافز والزواجر الكثيرة، سواء تلك التي ترتبط بالدنيا، أو بالآخرة، ومن تلك الأحاديث:
[الحديث: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غاليةٌ، ألا إن سلعة الله الجنة) (1)
[الحديث: 2] دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على شاب وهو في الموت، فقال: (كيف تجدك)؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو منه، وأمنه مما يخاف) (2)
[الحديث: 3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أهل الجنة من لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب، وأهل النار من لا يموت حتى ملأ الله مسامعه مما يكره) (3)
[الحديث: 4] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أهل النار كل شديد قبعثري، قيل: يا رسول الله!
__________
(1) الترمذي (2450) وقال: حسن غريب.
(2) الترمذي (983) وقال: حسن غريب.
(3) رواه سمويه والحاكم.
المواعظ والوصايا (14)
من القبعثري؟ قال: الشديد على الأهل الشديد على الصاحب، الشديد على العشيرة؛ وأهل الجنة كل ضعيف مزهد) (1)
[الحديث: 5] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أهل النار كل جعظري (2) جواظ (3) مستكبر جماع مناع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون) (4)
[الحديث: 6] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جعظري جواظ مستكبر جماع منوع، ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل مسكين لو أقسم على الله لأبره) (5)
[الحديث: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون.. ألا أدلكم على أهل النار؟ كل شديد جعظري) (6)
[الحديث: 8] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا سراقة بن مالك! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟ أهل الجنة من ملئت مسامعه من الثناء الحسن وهو يسمع، وأهل النار من ملئت مسامعه من الثناء السييء وهو يسمع) (7)
[الحديث: 9] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى وحبب عباده إليه وشرار أمتي التجار من كثرت أيمانه وإن كان صادقا) (8)
[الحديث: 10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، وأكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان: الفم والفرج) (9)
__________
(1) رواه الشيرازي في الألقاب، والديلمي.
(2) جعظري: الجعظري: الفظ الغليظ أو الأكول الغليظ والقصير المتنفخ بما ليس عنده. القاموس 1/ 391.
(3) الجواظ: الضخم المختال في مشيته. الصحاح للجوهري 3/ 1171.
(4) رواه أحمد والحاكم.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه أحمد.
(7) رواه ابن المبارك.
(8) رواه ابن النجار.
(9) رواه أحمد، في الأدب، والترمذي والحاكم والبيهقي.
المواعظ والوصايا (15)
[الحديث: 11] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان للناس يوم القيامة، فأما المعروف فيقول لأصحابه: إليكم إليكم! وما يستطيعون له إلا لزوما) (1)
[الحديث: 12] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفسي بيده! إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان للناس يوم القيامة، فأما المعروف فيبشر أصحابه ويعدهم الخير وأما المنكر فيقول: إليكم إليكم! وما يستطيعون له إلا لزوما) (2)
[الحديث: 13] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخيركم من شركم! خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) (3)
[الحديث: 14] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قولوا خيرا، قولوا: سبحان الله وبحمده، فبالواحدة عشرة، وبالعشرة مائة، وبالمائة ألف، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه، ومن أعان على خصومة من غير علم كان في سخط الله حتى ينزع، ومن بهت مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن مات وعليه دين أخذ من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم، حافظوا على ركعتي الفجر فإن فيهما رغب الدهر) (4)
[الحديث: 15] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما لكم لا تتكلمون؟ من قال: سبحان الله وبحمده كتب الله له عشر حسنات، ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن اتهم بريئا صيره الله إلى طينة الخبال
__________
(1) رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج.
(2) رواه أحمد.
(3) رواه أحمد والترمذي.
(4) رواه الخطيب.
المواعظ والوصايا (16)
حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده فيفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤس الخلائق يوم القيامة) (1)
[الحديث: 16] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخلن الحمام) (2)
[الحديث: 17] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيار أمتي من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، والذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤا استغفروا، وإذا سافروا قصروا وأفطروا، وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به همتهم ـ أو قال: نهمتهم ـ لين الثياب وطيب الطعام والتشدق في الكلام) (3)
[الحديث: 18] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وجدت الحسنة نورا في القلب، وزينا في الوجه، وقوة في العمل، ووجدت الخطيئة سوادا في القلب، ووهنا في العمل، وشينا في الوجه) (4)
[الحديث: 19] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضعٌ جبهته لله ساجدا، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله، لوددت أني شجرةٌ تعضد) (5)
[الحديث: 20] عن حنظلة بن الربيع الأسيدى قال: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله ما تقول؟ قلت: نكون عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم
__________
(1) رواه ابن صصري في أماليه.
(2) رواه أبو يعلى والبيهقي والطبراني في الكبير والحاكم.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية.
(5) الترمذي (2312) وقال: حسن غريب.
المواعظ والوصايا (17)
يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، وإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، ونسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل ذلك، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال: (وما ذاك؟) قلت: نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأى عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعةٌ وساعة) ثلاث مرات (1).
[الحديث: 21] كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: (يا أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه) (2)
[الحديث: 22] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بئس العبد عبدٌ تخيل واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبدٌ تجبر واعتدى ونسى الجبار الأعلى، بئس العبد عبدٌ سهى ولهى ونسى المقابر والبلى، بئس العبد عبدٌ عتا وطغى ونسى المبتدأ والمنتهى، بئس العبد عبدٌ يختل الدين بالشهوات، بئس العبد عبدٌ طمع يقوده، بئس العبد عبدٌ هوى يضله، بئس العبد عبدٌ رغب يذله) (3)
[الحديث: 23] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمةٌ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له؛ فلا يمسي إلا فقيرا ولا يصبح إلا فقيرا،
__________
(1) مسلم (2750) والترمذي (2514)
(2) الترمذي (2457)، وقال: حسن صحيح.
(3) الترمذي (2448)
المواعظ والوصايا (18)
وما أقبل عبدٌ على الله بقلبه، إلا جعل الله قلوب المؤمنين تنقاد إليه بالود والرحمة، وكان الله بكل خير إليه أسرع) (1)
[الحديث: 24] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك) (2)
[الحديث: 25] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله) (3)
[الحديث: 26] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بادروا بالأعمال سبعا، هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر، وأكثروا من ذكر هاذم اللذات) (4)
[الحديث: 27] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها!) (5)
[الحديث: 28] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله تعالى، لحقره يوم القيامة) (6)
[الحديث: 29] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بادروا بالأعمال هرما ناغضا، وموتا خالسا، ومرضا حابسا، وتسويفا مؤيسا) (7)
[الحديث: 30] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن
__________
(1) الترمذي (2465)، وقال: حديث صحيح.
(2) الترمذي (2466) وقال: حسن غريب.
(3) الترمذي (2459)، وقال: حسن.
(4) الترمذي (2306)
(5) الترمذي (2601)
(6) أحمد (4/ 185)
(7) رواه البيهقي في شعب الايمان.
المواعظ والوصايا (19)
أشفق من النار لهى عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات) (1)
[الحديث: 31] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت، كما تدين تدان) (2)
[الحديث: 32] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به) (3)
[الحديث: 33] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال داود: يازارع السيئات! أنت تحصد شوكها وحسكها) (4)
[الحديث: 34] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، وهما طريقان، فأيهما أخذتم أدركتم إليه) (5)
[الحديث: 35] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا أي طريق شئتم، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله) (6)
[الحديث: 36] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من شدد سلطانه بمعصية الله أوهن الله كيده يوم القيامة) (7)
[الحديث: 37] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يبغض كل جعظري جواظ سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة) (8)
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الايمان.
(2) رواه عبد الرزاق في المصنف.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه ابن عساكر.
(5) رواه ابن عساكر.
(6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(7) رواه أحمد.
(8) رواه البيهقي.
المواعظ والوصايا (20)
[الحديث: 38] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الجنة لا تحل لعاص) (1)
[الحديث: 39] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المرد إلى الله، إلى جنة أو نار، خلود بلا موت وإقامة بلا ظعن) (2)
[الحديث: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى في أن ينفضح عليكم فيكفه الله عز وجل) (3)
[الحديث: 41] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة) (4)
[الحديث: 42] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا، أما إنهم إخوانكم من أهل جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) (5)
[الحديث: 43] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير) (6)
[الحديث: 44] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن بين أيديكم عقبة كؤوداء مضرسة، لا يجوزها إلا كل ضامر مهزل) (7)
[الحديث: 45] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل النار إلا شقي، من لم يعمل بطاعة الله ولم يترك له معصية) (8)
__________
(1) رواه أحمد، والحاكم.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه أحمد.
(4) رواه البخاري ومسلم.
(5) رواه ابن ماجة.
(6) رواه الحاكم.
(7) رواه ابن عساكر.
(8) رواه أحمد وابن ماجة.
المواعظ والوصايا (21)
[الحديث: 46] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عذبت امرأة في هر ربطته حتى مات ولم ترسله فيأكل من خشاش الأرض، فوجبت لها النار بذلك) (1)
[الحديث: 47] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار، قال الله: لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها، ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض) (2)
[الحديث: 48] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا صفية بنت عبد المطلب! يا فاطمة بنت محمد! يا بني عبد المطلب! إني لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم) (3)
[الحديث: 49] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا) (4)
[الحديث: 50] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معشر قريش! أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني قصي! أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك
__________
(1) رواه أحمد.
(2) رواه أحمد.
(3) رواه الترمذي.
(4) رواه البخاري ومسلم.
المواعظ والوصايا (22)
ضرا ولا نفعا، إن لك رحما وسأبلها ببلاها) (1)
[الحديث: 51] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله) (2)
[الحديث: 52] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أخاف مؤمنا كان حقا على الله أن لا يؤمنه من افزاع يوم القيامة) (3)
[الحديث: 53] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس) (4)
[الحديث: 54] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم) (5)
[الحديث: 55] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضار ضر الله به، ومن شاق شق الله عليه) (6)
[الحديث: 56] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن مسلما) (7)
[الحديث: 57] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تروعوا المسلم، فإن روعة المسلم ظلم عظيم) (8)
__________
(1) رواه أحمد والترمذي.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه الطبراني في الأوسط.
(4) رواه الترمذي.
(5) رواه الحاكم.
(6) رواه أحمد.
(7) رواه الطبراني في الكبير.
(8) رواه الطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (23)
[الحديث: 58] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) (1)
[الحديث: 59] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها في غير حق الله أخافه الله يوم القيامة) (2)
[الحديث: 60] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بئس القوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية والكتمان) (3)
[الحديث: 61] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يعمل سوء يجز به في الدنيا) (4)
[الحديث: 62] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، ولا يعد) (5)
[الحديث: 63] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله غافر إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله) (6)
[الحديث: 64] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل النار إلا شقي: قيل يا رسول الله! ومن الشقي؟ قال: من لم يعمل بطاعة الله ومن لم يترك له معصية) (7)
[الحديث: 65] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى ليعير العبد يوم القيامة حتى يقول له جيرانه وأقاربه ومن عرف من الدنيا: يا لك من آدمي! عليك لعنة الله! أبكل هذا بارزت الله وقد أظهرت في الدنيا علانية حسنة) (8)
[الحديث: 66] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يمسخ خلقا كثيرا، وإن الإنسان
__________
(1) رواه أحمد.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(4) رواه الحاكم.
(5) رواه الديلمي.
(6) رواه أحمد والحاكم.
(7) رواه أحمد.
(8) رواه ابن النجار.
المواعظ والوصايا (24)
يخلو بمعصية فيقول الله تعالى: استهانة بي! فيمسخه، ثم يبعثه يوم القيامة إنسانا يقول: كما بدأناكم تعودون، ثم يدخله النار) (1)
[الحديث: 67] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن شر الناس من يتقى لشره) (2)
[الحديث: 68] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله تعالى إلى موسى أن قومك بنوا مساجدهم وخربوا قلوبهم، وتسمنوا كما تسمن الخنازير يوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فلعنتهم، فلا أستجيب لهم ولا أعطيهم مسألتهم) (3)
[الحديث: 69] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت فكما تدين تدان) (4)
[الحديث: 70] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المكر والخيانة والخديعة في النار، ومن الخيانة أن يكتم الرجل أخاه ما لو علم كان عسى أن يدرك به خيرا أو ينجو به من سوء)، قيل: يا رسول الله! أيظهر أحدنا لأخيه ما في نفسه؟ قال: (إلا مالا يضره ولا ينفعه) (5)
[الحديث: 71] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تحبب إلى الناس بما تحبون وبارز الله بما يكره لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان) (6)
[الحديث: 72] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ركب فرسا ثم استعرض أمتي بقتلهم بسيفه خرج من الإسلام) (7)
[الحديث: 73] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من منع بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة
__________
(1) رواه البخاري في الضعفاء.
(2) رواه ابن عساكر.
(3) رواه ابن منده والديلمي.
(4) رواه ابن عدي، والديلمي.
(5) رواه البغوي.
(6) رواه الطبراني في الكبير.
(7) رواه ابن عساكر.
المواعظ والوصايا (25)
رسوله) (1)
[الحديث: 74] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته) (2)
[الحديث: 75] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم) (3)
[الحديث: 76] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله عز وجل: لأقطعن أمل كل مؤمل دوني بالإياس، ولألبسنه ثوب المذلة بين الناس، ولأنحينه من قربي، ولأبعدنه من وصلي، أيؤمل عبدي غيري في الشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي الكريم! ويرجو غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وبابي مفتوح لمن دعاني! من ذا الذي أملني لعظيم نوائبه فقطعت به دونها! أم من ذا الذي رجاني لعظيم جرمه فقطعت رجاؤه مني، جعلت آمال عبادي متصلة بي، وملأت سماواتي من لا يمل تسبيحي فيا بؤسا للقانطين من رحمتي! ويا شقوة لمن عصاني ولم يراقبني) (4)
[الحديث: 77] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها) (5)
[الحديث: 78] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك) (6)
[الحديث: 79] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يباهى بالشاب العابد الملائكة،
__________
(1) رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق.
(2) رواه أحمد.
(3) رواه عبد الرزاق في المصنف.
(4) رواه الديلمي.
(5) رواه الترمذي.
(6) رواه البخاري.
المواعظ والوصايا (26)
يقول: انظروا إلى عبدي! ترك شهوته من أجلي) (1)
[الحديث: 80] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال ربكم تعالى: لو أن عبادي أطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل، ولاطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد) (2)
[الحديث: 81] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) (3)
[الحديث: 82] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) (4)
[الحديث: 83] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ) (5)
[الحديث: 84] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان) (6)
[الحديث: 85] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله تعالى على النار) (7)
[الحديث: 86] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله عزوجل: الشاب المؤمن بقدري، الراضي بكتابي، القانع برزقي، التارك لشهوته من أجلي، هو عندي كبعض ملائكتي) (8)
__________
(1) رواه ابن السني.
(2) رواه أحمد والحاكم.
(3) رواه البخاري ومسلم.
(4) رواه مسلم.
(5) رواه مسلم وغيره.
(6) رواه الحاكم.
(7) رواه البخاري وغيره.
(8) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (27)
[الحديث: 87] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك) (1)
[الحديث: 88] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حيثما كنتم فأحسنوا عبادة الله وأبشروا بالجنة) (2)
[الحديث: 89] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة) (3)
[الحديث: 90] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا حذيفة! تدري ما حق الله على العباد؟ يعبدونه لا يشركون به شيئا، يا حذيفة! تدري ما حق العباد على الله؟ إذا فعلوا ذلك يغفر لهم) (4)
[الحديث: 91] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا يزيد بن أسيد! أتحب الجنة؟ فأحب لأخيك ما تحب لنفسك) (5)
[الحديث: 92] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من يوم طلعت شمسه إلا يقول: من استطاع أن يعمل في خيرا فليعمله فاني غير مكر عليكم أبدا، وما من يوم إلا وينادي مناديان من السماء يقول أحدهما: يا طالب الخير أبشر! ويا طالب الشر أقصر! ويقول أحدهما: اللهم أعط منفقا مالا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا مالا تلفا) (6)
[الحديث: 93] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثلكم أيتها الأمة كمثل عسكر قد سار أولهم ونودي بالرحيل، فما أسرع ما يلحق آخرهم بأولهم! والله لا الدنيا في الآخرة إلا كنفحة
__________
(1) رواه ابن جرير عن قتادة مرسلا.
(2) رواه البخاري ومسلم.
(3) رواه أبو الشيخ، وأبو نعيم في الحلية.
(4) رواه النسائي.
(5) رواه الحاكم.
(6) رواه البيهقي.
المواعظ والوصايا (28)
أرنب، الحد الحد عباد الله! واستيعنوا بالله ربكم) (1)
[الحديث: 94] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس، ومن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن أراد وجه الله أناله الله وجهه ووجوه الناس، ومن أراد وجوه الخلق منعه ألله وجهه ووجوه الخلق) (2)
[الحديث: 95] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي! ما من أهل بيت كانوا حبرة إلا استتبعهم بعد ذلك عبرة، يا علي! كل نعيم يزول إلا نعيم أهل الجنة، وكل هم منقطع إلا هم أهل النار، يا علي! عليك بالصدق، فان ضرك في العاجل كان فرجا لك في الآجل) (3)
[الحديث: 96] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى: يا ابن آدم! ما تنصفني، أتحبب إليك بالنعيم وتتمقت إلي بالمعاصي، خيري إليك منزل وشرك إلى صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم! لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته) (4)
2 ـ المواعظ والوصايا الواردة في الخطب النبوية
وهي عادة تجمع الكثير من المواضيع في محل واحد، وتمزج بين الترغيب والترهيب، في نفس الوقت الذي تركز فيه على القضايا الكبرى والمهمة، ومن الأحاديث الواردة في هذا:
[الحديث: 97] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض خطبه: (إن الحمد لله، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي
__________
(1) رواه ابن السني والديلمي عن عمر.
(2) رواه الديلمي.
(3) رواه ابن أبي الدنيا وابن عساكر.
(4) رواه الديلمي والرافعي عن علي.
المواعظ والوصايا (29)
له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا يقسى قلوبكم، فقد سماه الله خيرته من الأعمال والصالح من الحديث وعلى كل ما آوى الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. واتقوه حق تقاته. واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله عز وجل بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عبده والسلام عليكم ورحمة الله) (1)
[الحديث: 98] عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أسمع العواتق في الخدور ينادي بأعلى صوته: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته) (2)
[الحديث: 99] عن الإمام علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا على أصحابه فقال: (يا أيها الناس! كأن الموت على غيرنا فيها كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذي يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نأويهم أجداثهم وتأكل تراثهم كانا مخلدون، قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس! طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت طريقته! طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم الله أهل الذل والمسكنة! طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله،
__________
(1) رواه هناد.
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (30)
ووسعته السنة ولم يعد عنها إلى بدعة، ثم نزل) (1)
[الحديث: 100] عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال: (من كانت الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له) (2)
[الحديث: 101] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيها الناس: أما تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتؤملون ما لا تدركون، أما تستحيون من ذلك) (3)
[الحديث: 102] عن الإمام علي قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا فقال: يا أيها الناس! إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفر، السير بكم سريع فأعدوا الجهاز لبعد المسافة) (4)
[الحديث: 103] عن الإمام علي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في خطبة: (أيها الناس! قد بين الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه، واعتبروا بأمثاله) (5)
[الحديث: 104] عن أنس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته الجدعاء وليست بالعضباء فقال: (أيها الناس! كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، بيوتهم أجداثهم، وتأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد أمنا كل جائحة ونسينا كل موعظة، طوبى لمن شغله
__________
(1) رواه أبو نعيم في الحلية.
(2) رواه الطبراني في الكبير، وأبو بكر الخفاف في معجمه، وابن النجار.
(3) رواه الديلمي.
(4) رواه الديلمي.
(5) رواه ابن النجار.
المواعظ والوصايا (31)
عيبه عن عيوب الناس، وأنفق من مال اكتسبه من حلال من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، واتبع السنة ولم يعدها إلى بدعة، فأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، طوبى لمن حسنت سريرته وطهرت خليقته) (1)
3 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة توجيهات
وهي الأحاديث التي خاطب بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه، إما فرادى أو جماعات، ونقتصر منها هنا على الأحاديث القصيرة، أما المواعظ والوصايا الطويلة؛ فقد خصصناها بقسم خاص.
[الحديث: 105] عن حرملة بن عبد الله قال: ارتحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأزداد من العلم، فجئت حتى قمت بين يديه ثم قلت: يا رسول الله! ما تأمرني أن أعمل به؟ قال: يا حرملة! ائت المعروف واجتنب المنكر، فذهبت حتى أتيت راحلتي، ثم رجعت فقمت بين يديه في مقامي أو قريبا منه فقلت: يا رسول الله! ما تأمرني؟ قال: (يا حرملة! ائت المعروف واجتنب المنكر، وانظر الذي سمعت أذنك يقوله القوم من الخير إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي تكره أن يقوله القوم لك إذا قمت من عندهم فاجتنبه)، قال حرملة: فلما قمت من عنده نظرت فإذا هما أمران لم يتركا شيئا: إتيان المعروف واجتناب المنكر) (2)
[الحديث: 106] عن حرملة بن عبد الله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ركب من الحي، فصلى بنا صلاة الصبح فجعلت انظر الذي بجنبي فما أكاد أعرفه من الغلس، فلما أردت الرجوع قلت: أوصني يا رسول الله! قال: (اتق الله، وإذا كنت في مجلس فقمت عنه
__________
(1) رواه ابن عساكر.
(2) رواه ابن النجار.
المواعظ والوصايا (32)
فسمتعهم يقولون ما يعجبك فأته، وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته) (1)
[الحديث: 107] جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة، فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله! أحب أن أكون أعلم الناس، قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن أكون أغنى الناس، قال: كن قنعا تكن أغنى الناس، قال: أحب أن أكون خير الناس، فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا لهم، فقال: أحب أن أكون أعدل الناس، قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى، قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى، قال: أحب أن أكون من المحسنين، قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: أحب أن يكمل إيماني، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك، فقال: أحب أن أكون من المطيعين، قال: أد فرائض الله تكن مطيعا، فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب، قال اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله يوم القيامة وما عليك ذنب، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور، قال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور، قال: أحب أن يرحمني ربي، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله، قال: أحب أن تقل ذنوبي، قال: استغفر الله تقل ذنوبك، قال: أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس، فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق، قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق، قال: أحب أن أكون من أحباء الله ورسوله، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله، قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله، قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه، قال: أحب أن تستجاب دعوتي، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك، قال:
__________
(1) رواه أبو نعيم.
المواعظ والوصايا (33)
أحب لا يفضحني الله على رؤس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رؤس الأشهاد، قال: أحب أن يستر الله على عيوبي، قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك، قال: ما الذي يمحو عني الخطايا، قال: الدموع والخضوع والأمراض، قال: أي حسنة أفضل عند الله، قال: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلية والرضاء بالقضاء، قال: أي سيئة أعظم عند الله، قال: سوء الخلق والشح المطاع، قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم، قال: ما الذي يطفئ نار جهنم؟ قال: الصوم (1).
[الحديث: 108] عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله! عظني وأوجز، قال: (إذا كنت في صلاتك فصل صلاة مودع، وإياك وما يعتذر منه! واجمع اليأس مما في أيدي الناس) (2)
[الحديث: 109] أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله! أوصني وأوجز، قال: (عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع! فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر منه) (3)
[الحديث: 110] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي أبا ذر: (يا أبا ذر! ألا أوصيك بوصايا إن أنت حفظتها نفعك الله بها: جاور القبور تذكر بها وعيد الآخرة، وزرها بالنهار ولا تزرها
__________
(1) قال في كنز العمال (16/ 127): (قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني باسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد)، ثم ذكر الحديث.
(2) رواه الحاكم.
(3) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (34)
بالليل، واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاو عظة، واتبع الجنائز فإن ذلك يحرك القلب ويحزنه واعلم أن أهل الحزن في أمن الله، وجالس أهل البلاء والمساكين وكل معهم ومع خادمك لعل الله يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والصفيق من الثياب تذللا لله عز وجل وتواضعا لعل الفخر والعز لا يجدان فيك مساغا، وتزين أحيانا في غنى الله بزينة حسنة تعففا وتكرما، فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله، وعسى أن تحدث لله شكرا.. يا أبا ذر، كل مال أصبته في غير أربع وجوه فهو حرام: ما أصبت بسيفك، أو تجارة عن تراض، أو ما طابت به نفس أخيك المسلم، وما ورث الكتاب) (1)
[الحديث: 111] جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أوصني، قال: (تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع. وعليك بالعلانية! وإياك والسرائر) (2)
[الحديث: 112] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أوصني وأوجز، قال: (هيئ جهازك، وأصلح زادك، وكن وصى نفسك، فإنه ليس من الله عوض ولا لقول الله خلف) (3)
[الحديث: 113] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي عبد الله بن العباس: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا، فإن استطعت أن تعمل لله بالرضاء باليقين
__________
(1) رواه ابن عساكر.
(2) رواه ابن جرير والحاكم.
(3) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (35)
فاعمل، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا) (1)
[الحديث: 114] عن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة قال: كنت إن لم أسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأ بي وإن سألته عن الخير أنبأني، وإنه حدثني عن ربه عز وجل قال: (يقول الله عز وجل: ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي، وما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي) (2)
[الحديث: 115] عن جابر بن عبد الله قال: دخلت على علي بن أبي طالب فقلت له: ما علامة المؤمن؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله! ما علامة المؤمن؟ قال: (ستة أشياء حسن، ولكن في ستة من الناس أحسن: العدل حسن ولكن في الأمراء أحسن، والسخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسن ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن ولكن في النساء أحسن) (3)
[الحديث: 116] عن أنس قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى وادي العقيق فقال: يا أنس! خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي، فإنه واد يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها
__________
(1) رواه ابن بشران.
(2) رواه ابن مردويه.
(3) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (36)
وعجلت ولحلقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد علي، فلما سمع حسي التفت إلي فقال: يا أنس! فعلت ما أمرتك به؟ قلت: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل على علي فقال: يا علي! ما من حياة إلا استتبعها عبرة، يا علي! كل هم منقطع إلا هم النار، يا علي! كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة) (1)
[الحديث: 117] عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد متوكئا وهو يقول: (أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم، ثم قال: ألا! إن عمل الجنة حزن بربوة ـ ثلاثا، ألا ـ إن عمل النار ـ أو قال: الدنيا ـ سهل بسهوة ـ ثلاثا، والسعيد من وقى الفتن، ومن ابتلى فصبر فيا لها ثم يا لها) (2)
[الحديث: 118] عن حذيفة بن اليمان قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه، فرأيته يتساند إلى علي فأردت أن أنحيه وأجلس مكانه، فقلت: يا أبا الحسن! ما أراك إلا تعبت في ليلتك هذه، فلو تنحيت فأعنتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعه فهو أحق بمكانه منك؛ ادن مني يا حذيفة! من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله دخل الجنة، يا حذيفة! من أطعم مسكينا لله دخل الجنة)، قلت: يا رسول الله! أكتم أم أتحدث به؟ قال: (بل تحدث به) (3)
[الحديث: 119] عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال: كيف أصبحتم يا آل محمد؟ قال: (بخير من قوم لم تعد مريضا ولم تصبح صياما) (4)
[الحديث: 120] عن الإمام علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي! أعط الحور العين
__________
(1) رواه ابن النجار.
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(3) رواه ابن عساكر.
(4) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (37)
مهورهن وصداقهن، قلت: يا رسول الله! وما مهور الحور العين وصداقهن؟ قال: (إماطة الأذى، وإخراج القمامة من المسجد، فذلك مهور الحور العين يا علي) (1)
[الحديث: 121] عن أهبان ابن أخت أبي ذر قال: سألت أبا ذر: أي الرقاب أزكى؟ وأي الليل أفضل؟ وأي الشهور أفضل؟ قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما سألتني وأخبرك كما أخبرني، قال: أزكى الرقاب أعلاها ثمنا، وأفضل الليل جوف الليل، وأفضل الشهور المحرم) (2)
[الحديث: 122] عن الإمام علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: (تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك) (3)
[الحديث: 123] عن حذيفة بن اليمان قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه فقلت: يا رسول الله! كيف أصبحت بأبي أنت وأمي؟ فرد علي ما شاء الله ثم قال: يا حذيفة! ادن مني، فدنوت من تلقاء وجهه، قال: (يا حذيفة! إنه من ختم الله له بصوم يوم أراد به الله أدخله الله الجنة، ومن أطعم جائعا أراد به الله تعالى أدخله الجنة، ومن كسا عاريا أراد به الله تعالى أدخله الله الجنة؛ قلت: يا رسول الله! أسر هذا الحديث أم أعلنه؟ قال: بل أعلنه. فهذا آخر شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (4)
[الحديث: 124] عن أبي الدرداء قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث لا أدعهن بشيء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنام إلا على وتر، وتسبيحتي الضحى في الحضر
__________
(1) رواه ابن شاهين في الترغيب، وابن النجار، والديلمي.
(2) رواه ابن النجار.
(3) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وابن النجار.
(4) رواه أبو يعلى.
المواعظ والوصايا (38)
والسفر) (1)
[الحديث: 125] عن ابن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال: يا رسول الله! حدثني حديثا واجعله موجزا لعلي أعيه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعد، وأعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، وايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا، وإياك وما يعتذر منه) (2)
[الحديث: 126] عن خباب بن الأرت قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبعثا فقلت: يا رسول الله! إنك بعثتني بعيدا وأنا أشفق عليك، قال: وما بلغ من شفقتك؟ قلت: (أصبح فلا أظنك تمسي، وأمسي فلا أظنك تصبح، قال: يا خباب! خمس إن فعلت بهن رأيتني، وإن لم تفعل بهن لم ترني، فقلت: يا رسول الله! وما هن؟ قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وإن قطعت وحرقت، وتؤمن بالقدر، قلت يا رسول الله! وما الإيمان بالقدر؟ قال: تعلم ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تشرب الخمر، فإن خطيئتها تفرع الخطايا كما أن شجرتها تعلو الشجر، وبر والديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء من الدنيا، وتعتصم بحبل الجماعة فإن يد الله على الجماعة، يا خباب! إنك إن رأيتني يوم القيامة لم تفارقني) (3)
[الحديث: 127] عن أبي ذر قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم أن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم، وأن أصل رحمي وإن قطعوني وجفوني، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا أخاف في الله لومة لائم، وأن لا أسأل أحدا
__________
(1) رواه ابن زنجويه وابن عساكر.
(2) رواه العسكري في الأمثال، وابن النجار.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (39)
شيئا، وأن أستكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنز الجنة) (1)
4 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة قصص
وهي أحاديث تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم من اعتبار القصص أسلوبا من أساليب الموعظة، كما قال تعالى مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (لأعراف:176)، وقال: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (يوسف:3)
وأخبر عن تأثير القصص في نفس المتلقي، فقال: {وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (هود:120)، ففي هذه الآية الكريمة إخبار عن نوع من أنواع تأثير القصص القرآني في النفس، وهو تثبيت المؤمن على دين الله، وأخذه بالعزيمة في ذلك، فكأن الله تعالى يقول للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (كل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين، مما يثبت به قلبك ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة)
ومن الأحاديث الواردة في هذا المعنى:
[الحديث: 128] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال أخي موسى عليه السلام: يا رب! أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله إليه: يا موسى! إنك ستراه فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر، وهو فتى طيب الريح وحسن الثياب، فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران! إن ربك يقرئك السلام ورحمة الله، قال موسى: هو السلام ومنه السلام
__________
(1) رواه الروياني، وأبو نعيم.
المواعظ والوصايا (40)
وإليه السلام، والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعد! قال الخضر: يا طالب العلم! إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، فاعزب عن الدنيا وانبذها وراءك، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنها جعلت بلغة للعباد، ليتزودوا منها للمعاد؛ ويا موسى! وطن نفسك على الصبر تلق الحلم، وأشعر قلبك التقوى تنل العلم، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم؛ يا موسى! تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإن العلم لمن تفرغ، ولا تكونن مكثارا بالنطق مهذارا، فإن كثرة النطق تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد، فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجهال وباطلهم، واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فعل الحكماء وزين العلماء، إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما وحنانة وحرما، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكبر؛ يا ابن عمران! ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا، فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف؛ يا ابن عمران! لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه! يا ابن عمران! من لا ينتهي من الدنيا نهمته ولا ينقضى منها رغبته كيف يكون عابدا! ومن يحقر حاله ويتهم الله فيما قضى كيف يكون زاهدا! هل يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه! أو ينفعه طلب العلم والجهل قد حواه! لأن سفره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه؛ ويا موسى! تعلم ما تعلمته لتعمل به، ولا تتعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره؛ ويا ابن عمران! اجعل الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر كلامك، وأكثر من الحسنات، فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف قلبك، فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيرا، فإنك
المواعظ والوصايا (41)
لا بد عامل سوء قد وعظت إن حفظت. فتولى الخضر وبقى موسى حزينا مكروبا يبكي) (1)
[الحديث: 129] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القصة المعروفة بـ[قصة الأقرع والأبرص والأعمى]: (إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذره، وأعطي لونا حسنا، وجلدا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل؛ فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، قال: وأعطي شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملا، قال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدا، فأنتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم، قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرا أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت، قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما
__________
(1) رواه ابن عدي، والطبراني في الأوسط وابن لال في مكارم الأخلاق، والديلمي.
المواعظ والوصايا (42)
كنت، قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك، وسخط على صاحبيك) (1)
[الحديث: 130] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القصة المعروفة بـ[قصة أصحاب الأخدود]: (كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك، فقل: حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم: الساحر أفضل، أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها، فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له [الراهب]: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، وقد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك ـ كان قد عمي ـ فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني، قال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن به، فشفاه الله، فأتى
__________
(1) رواه البخاري 6/ 364، ومسلم رقم (2964)
المواعظ والوصايا (43)
الملك، فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟، قال: ربي وربك [الله]، فأخذه، فلم يزل يعذبه، حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل؟ قال: فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه، فلم يزل يعذبه، حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار، فوضع المنشار على مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، [ثم جيء بجليس الملك، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه] ثم جيء بالغلام، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به، فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارم، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، وأخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه، فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه، في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأتي الملك، فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟
المواعظ والوصايا (44)
قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخدت، وأضرم فيها النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها ـ أو قيل له: اقتحم ـ ففعلوا، حتى جاءت امرأة، ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه، اصبري، فإنك على الحق) (1)
[الحديث: 131] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القصة المعروفة بـ[قصة الأطفال المتكلمين في المهد]: (بينا صبي يرضع من أمه، فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي، وأقبل إليه، فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه، فجعل يرتضع، ومروا بجارية وهم يضربونها، ويقولون: زنيت، سرقت، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع، ونظر إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهناك تراجعا الحديث، فقالت: مر رجل حسن الهيئة، فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها، ويقولون: زنيت، سرقت، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها؟! فقال: إن ذلك الرجل كان جبارا، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها: زنيت، ولم تزن، وسرقت ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها) (2)
[الحديث: 132] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في القصة المعروفة بـ[قصة المقترض ألف دينار]: (سأل بعض بني إسرائيل رجلا أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال:
__________
(1) أحمد (6/ 16) ومسلم (8/ 229) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4969)
(2) رواه البخاري 6/ 371، ومسلم رقم (2550)
المواعظ والوصايا (45)
صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبه يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فاتخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا، فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له، فلم أقدر، وإني استودعتكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، وأتى بألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي جئت به، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدا) (1)
5 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة أوامر ونواه
وهي الأحاديث التي تدعو إلى القيام بعض الأعمال الصالحة، أو تنهى عن غيرها، وقد تختلط بغيرها من أنواع الأحاديث:
[الحديث: 133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعزل الاذى عن طريق المسلمين) (2)
[الحديث: 134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه،
__________
(1) البخاري تعليقا في (2/ 159 و3/ 124 و156 و164 و258 و8/ 72) أحمد (2/ 348) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/ 13630)، وذكرنا هذا الحديث من باب الترغيب في الوفاء، لا بتطبيق ما فعله ذلك الرجل، فهو لا يجوز.
(2) رواه مسلم.
المواعظ والوصايا (46)
وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) (1)
[الحديث: 135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى محسن فأحسنوا) (2)
[الحديث: 136] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه) (3)
[الحديث: 137] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يحب معالى الامور وأشرافها، ويكره سفسافها) (4)
[الحديث: 138] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يقول يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملات يديك شغلا ولم أسد فقرك) (5)
[الحديث: 139] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أفضل الاعمال إدخال السرور على المؤمن، تقضي عنه دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة) (6)
و [الحديث: 140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم) (7)
[الحديث: 141] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخيركم من شركم! خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) (8)
[الحديث: 142] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس! إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله تعالى عزوجل على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على
__________
(1) رواه ابن ماجة.
(2) رواه ابن عدي.
(3) رواه ابن عدي.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه أحمد والترمذي والحاكم.
(6) رواه البيهقي عن ابن المنكدر مرسلا.
(7) رواه الطبراني في الكبير.
(8) رواه أحمد والترمذي وابن حبان.
المواعظ والوصايا (47)
قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله ولا يرعوي (1) إلى شئ منه) (2)
[الحديث: 143] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) (3)
[الحديث: 144] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن أساؤا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا، وإن أساؤا أن لا تظلموا) (4)
[الحديث: 145] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فان كان صيته في السماء حسنا وضع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئا وضع في الأرض) (5)
[الحديث: 146] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) (6)
[الحديث: 147] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته تكتب له حجة وعمرة، فان لم تقض كتبت له عمرة) (7)
[الحديث: 148] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا مؤودة من قبرها) (8)
[الحديث: 149] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم
__________
(1) يرعوي: أي لا ينكف ولا ينزجر.
(2) رواه أحمد والنسائي والحاكم.
(3) رواه الترمذي.
(4) رواه البخاري.
(5) رواه البزار.
(6) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
(7) رواه البيهقي.
(8) رواه البخاري في الأدب وأبو داود والحاكم.
المواعظ والوصايا (48)
القيامة) (1)
[الحديث: 150] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما مسلم كسا مسلما ثوبا كان في حفظ الله تعالى ما بقيت عليه منه رقعة) (2)
[الحديث: 151] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه) (3)
[الحديث: 152] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيار أمتي من دعا إلى الله وحبب عباده إليه) (4)
[الحديث: 153] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس) (5)
[الحديث: 154] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أذل نفسه في طاعة الله فهو أعز ممن تعزز بمعصية الله) (6)
[الحديث: 155] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع خيرا فأفشاه كان كمن عمل به، ومن سمع شرا فأفشاه كان كمن عمل به) (7)
[الحديث: 156] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من آثر محبة الله على محبة الناس كفاه الله مؤنة الناس) (8)
[الحديث: 157] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من فتح له باب من الخير فلينتهزه فانه لا
__________
(1) رواه أحمد.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه ابن عساكر.
(4) رواه ابن النجار.
(5) رواه القضاعي.
(6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(7) رواه الرافعي.
(8) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (49)
يدري متى يغلق عنه) (1)
[الحديث: 158] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقبل الحق ممن أتاك به صغير أو كبير وإن كان بغيضا، واردد الباطل على ما جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيبا) (2)
[الحديث: 159] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفسي بيده! ما لأحمر على أسود فضل إلا الفضل في دين الله) (3)
[الحديث: 160] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الأعمال إلى الله سبحة الحديث، وأبغض الأعمال إلى الله التحذيف، قيل: يا رسول الله! وما سبحة الحديث؟ قال: يكون القوم يحدثون والرجل يسبح. قيل: وما التحذيف؟ قال: القوم يكونون بخير، فيسألهم الجار والصاحب فيقولون: نحن بشر يشكون) (4)
6 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة حكم مختصرة
وهي الأحاديث التي تجمع قضايا كثيرة في ألفاظ مختصرة تجري مجرى الحكم والأمثال، وهو منهج قرآني في تقرير الحقائق والدعوة إلى القيم، ولذلك كان في القرآن الكريم السور والآيات الطويلة، كما كان فيه السور والآيات القصيرة، ومع أنه من الصعب تمييز هذا النوع من الحديث، ذلك أن أكثر ما نورده في هذا الكتاب من الحديث يدخل ضمن هذا الصنف إلا أنا مع ذلك سنذكر هنا نماذج عنها:
[الحديث: 161] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا) (5)
__________
(1) رواه ابن المبارك.
(2) رواه الديملي.
(3) رواه الديلمي.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه أبو يعلى.
المواعظ والوصايا (50)
[الحديث: 162] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الحمد لله، ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرا) (1)
[الحديث: 163] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك) (2)
[الحديث: 164] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها) (3)
[الحديث: 165] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها) (4)
[الحديث: 166] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العبادة الفترة وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة الحسب الفخر، وآفة الجود السرف) (5)
[الحديث: 167] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه) (6)
[الحديث: 168] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم الأقربون) (7)
[الحديث: 169] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن ابن آدم لحريص على ما منع) (8)
[الحديث: 170] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من أمر الدنيا
__________
(1) رواه أحمد، والطبراني في الكبير.
(2) رواه ابن عدي.
(3) رواه الترمذي.
(4) رواه ابن حبان في الضعفاء.
(5) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(7) رواه ابن عساكر.
(8) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
المواعظ والوصايا (51)
إلا وضعه) (1)
[الحديث: 171] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة) (2)
[الحديث: 172] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) (3)
[الحديث: 173] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين) (4)
[الحديث: 174] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل) (5)
[الحديث: 175] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها) (6)
[الحديث: 176] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الجار قبل الدار! والرفيق قبل الطريق! والزاد قبل الرحيل) (7)
[الحديث: 177] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حبك للشيء يعمي ويصم) (8)
[الحديث: 178] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحق أصله في الجنة، والباطل أصله في
__________
(1) رواه أحمد، والبخاري وأبو داود والنسائي.
(2) رواه أحمد والترمذي.
(3) رواه الترمذي والبيهقي والطبراني في الكبير.
(4) رواه القضاعي.
(5) رواه الديلمي في مسند الفردوس والخرائطي في مكارم الأخلاق.
(6) رواه ابن عدي والبيهقي.
(7) رواه الخطيب في التاريخ في الجامع.
(8) رواه أحمد، والخرائطي في اعتلال القلوب وابن عساكر.
المواعظ والوصايا (52)
النار) (1)
[الحديث: 179] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الخبر كالمعاينة، إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت) (2)
[الحديث: 180] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا) (3)
[الحديث: 181] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الناس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب) (4)
[الحديث: 182] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الود يتوارث، والبغض يتوارث) (5)
[الحديث: 183] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يبصر أحدكم القذى في عير أخيه، وينسى الجذع في عينيه) (6)
[الحديث: 184] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العبادة الفترة، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة الحسب الفخر، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى) (7)
[الحديث: 185] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل، ومن تعزز بالباطل جزاه الله ذلا بغير ظلم) (8)
[الحديث: 186] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كاد الحكيم أن يكون نبيا) (9)
__________
(1) رواه الترمذي.
(2) رواه أحمد، والحاكم.
(3) رواه ابن عدي والبزار.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه الطبراني في الكبير، والحاكم.
(6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(7) رواه ابن لال في مكارم الأخلاق. والقضاعي في مسند الشهاب.
(8) رواه الديلمي.
(9) رواه الخطيب.
المواعظ والوصايا (53)
[الحديث: 187] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خاف شيئا حذره، ومن رجا شيئا عمل له، ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية) (1)
[الحديث: 188] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا فقر أشد من الجهل، ولا غنى أعود من العقل، ولا عبادة كالتفكر) (2)
[الحديث: 189] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا مال أعود من العقل، ولا فقر أشد من الجهل، ولا وحدة أشد من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر، وآفة الجمال البغي، وآفة الشجاعة الفخر) (3)
[الحديث: 190] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لاعقل كالتدبير في رضى الله، ولا ورع كالكف عن محارم الله، ولا حسب كحسن الخلق) (4)
[الحديث: 191] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته) (5)
[الحديث: 192] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من باعدته البغضاء وإن قرب نسبه، ولا شيء أقرب من يد إلى جسد، وإن اليد إذا غلت قطعت وإذا قطعت حسمت) (6)
[الحديث: 193] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الموت غنيمة والمعصية مصيبة، والفقر راحة
__________
(1) رواه الديلمي.
(2) رواه أبو بكر بن كامل في معجمه، وابن النجار.
(3) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(4) رواه أبو الحسن القدوري في جزئه، وابن عساكر وابن النجار.
(5) رواه أبو الحسن ابن معروف في فضائل بني هاشم، وابن عمليق في جزئه.
(6) رواه أبو نعيم، والديلمي.
المواعظ والوصايا (54)
والغنى عقوبة والعقل هدية من الله والجهل ضلالة، والظلم ندامة والطاعة قرة العين، والبكاء من خشية الله النجاة من النار والضحك هلاك البدن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) (1)
[الحديث: 194] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو بعثت إليهم فنهيتهم أن يأتوا الحجون (2) لأتاه بعضهم وإن لم يكن له به حاجة) (3)
[الحديث: 195] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف الإيمان ـ وفي لفظ: نصف الدين ـ وما عال امرؤ اقتصد ـ وفي لفظ: وما عال امرؤ على اقتصاد ـ واستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله إلا أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبون ـ وفي لفظ: وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون) (4)
ثانيا ـ المواعظ والوصايا المقيدة بالأعداد
وهي أحاديث كثيرة، ومهمة، ذلك أنها تدعو العقل إلى التدبر في أسرار تلك التقسيمات، وهو ما تنتج عنه العلوم والمعارف الكثيرة، وقد قسمنا الأحاديث الواردة في هذا الباب، بحسبب الأعداد الواردة فيها إلى الأقسام التالية:
1 ـ المواعظ والوصايا المقيدة باثنين
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرين: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب، ويطلق عليها في كتب الحديث [الثنائيات]
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان والديلمي.
(2) الحجون: الجبل المشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه العسكري في الأمثال.
المواعظ والوصايا (55)
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 196] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الاعمال الصلاة لوقتها وبر الوالدين) (1)
[الحديث: 197] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل العمل الصلاة لوقتها والجهاد في سبيل الله) (2)
[الحديث: 198] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يتوكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه أتوكل له بالجنة) (3)
[الحديث: 199] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق، قيل: ما القلب المخموم؟ قال: هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد، قيل: فمن على أثره؟ قال: الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة، قيل: فمن على أثره؟ قال: مؤمن في خلق حسن) (4)
[الحديث: 200] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ألطف مؤمنا أو خف له في شئ من حوائجه صغر أو كبر كان حقا على الله أن يخدمه من خدم الجنة) (5)
[الحديث: 201] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟.. تقوى الله وحسن الخلق، أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار؟.. الأجوفان: الفم والفرج) (6)
__________
(1) رواه مسلم.
(2) رواه البيهقي.
(3) رواه أحمد والترمذي والحاكم وابن حبان.
(4) رواه ابن ماجة.
(5) رواه البزار.
(6) رواه أبو الشيخ في الثواب، والخرائطي في مكارم الاخلاق.
المواعظ والوصايا (56)
[الحديث: 202] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حفرماء لم يشرب منه كبد حرى من إنس وجن ولا سبع ولا طاهر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة) (1)
[الحديث: 203] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما رجل أطعم جائعا أطعمه الله من طعام الجنة، وأيما رجل آمن خائفا آمنه الله يوم القيامة من الفزع الأكبر) (2)
[الحديث: 204] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنافس بينكم إلا في اثنتين: رجل أعطاه الله قرآنا فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ويتبع ما فيه، فيقول رجل: لو أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به، ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق ويتصدق به، فيقول رجل: لو أن الله أعطاني من المال كما أعطى فلانا فأتصدق به) (3)
[الحديث: 205] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبئكم بخير الناس رجلا! رجل أخذ بعنان فرسه ينتظر أن يغير أو يغار عليه، ألا أنبئكم بخير الناس رجلا بعده! رجل في غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعلم حق الله عليه في ماله قد اعتزل شرور الناس) (4)
[الحديث: 206] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار على وطئه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته، فيقول الله تعالى لملائكته: انظروا إلى عبدي ثار من وطئه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى أهريق دمه) (5)
__________
(1) رواه ابن خزيمة والشاشي وسمويه.
(2) رواه الرافعي.
(3) رواه أحمد ومحمد بن نصر في الصلاة، والطبراني في الكبير والبيهقي.
(4) رواه ابن سعد.
(5) رواه أحمد وابن نصر وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي.
المواعظ والوصايا (57)
[الحديث: 207] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرئ مسلم يهريقه كأنما يذبح دجاجة، كلما يقوم لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن لا يدخل بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الانسان بطنه) (1)
[الحديث: 208] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلكم على ما يكفر الخطايا والذنوب! إسباغ الوضوء على المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط) (2)
[الحديث: 209] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وليأت إلى الناس بما يحب أن يؤتي إليه) (3)
[الحديث: 210] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه! إن نوحا قال لابنه: يا بني! آمرك بأمرين وأنهاك عن أمرين: آمرك أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، فإن السماوات والأرض لو جعلتا في كفة وجعلت في كفة وزنتهما، ولو جعلتا حلقة قصمتها، وآمرك يا بني أن تقول: سبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق؛ وأنهاك يا بني عن الشرك، فإنه من أشرك بالله حرم عليه الجنة، وأنهاك عن الكبر، فإن أحداً لن يدخل الجنة وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)
قال معاذ بن جبل: يا رسول الله! أمن الكبر أن يكون لأحدنا دابة يركبها، والنعلان
__________
(1) رواه ابن أبي عاصم في الديات، والطبراني في الكبير والبغوي.
(2) رواه يعقوب بن شيبة في مسند على، وابن جرير.
(3) رواه الخرائطي في مكارم الاخلاق.
المواعظ والوصايا (58)
يلبسهما، والثياب يلبسها، والطعام يجمع عليه أصحابه؟ قال: (لا، ولكن الكبر أن تسفه الحق وتغمص المؤمن وسأنبئك بخلال من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة، وركوب الحمار، ولبوس الصوف، ومجالسة فقراء المؤمنين وأن يأكل أحدكم مع عياله) (1)
[الحديث: 211] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: يا بني! إني موصيك فقاصر على الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين: آمرك بلا إله إلا الله، فلو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ولا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كانت حلقة مبهمة قصمهن لا إله إلا الله، وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق؛ وأنهاك عن الكفر والكبر، قيل: يا رسول الله! ما الكبر؟ أهو أن يكون للرجل حلة يلبسها، وفرس جميل يعجبه جماله؟ قال: لا، الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس) (2)
[الحديث: 212] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما جرع عبد جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها بحلم وحسن عفو، وجرعة مصيبة محزنة موجعة ردها بصير وحسن عزاء، وما خطا عبد خطوتين أحب إلى الله منه إلى رحم يصلها، أو إلى فريضة يؤديها) (3)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 213] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقل من الذنوب يهن عليك الموت، وأقل من الدين تعش حرا) (4)
[الحديث: 214] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة،
__________
(1) رواه عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد، وابن عساكر.
(2) رواه أحمد والحاكم.
(3) رواه ابن لال في مكارم الأخلاق.
(4) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (59)
ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام ذل وخزي يوم القيامة) (1)
[الحديث: 215] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أدخل رجل قبره فأتاه ملكان فقالا له: إنا ضاربوك ضربة، فضرباه ضربة امتلأ قبره منها نارا، فتركاه حتى أفاق وذهب عنه الرعب، فقال لهما: علام ضربتماني؟ فقالا: إنك صليت صلاة وأنت على غير طهور، ومررت برجل مظلوم فلم تنصره) (2)
[الحديث: 216] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبعد الخلق من الله رجلان: رجل يجالس الأمراء فما قالوا من جور صدقهم عليه، ومعلم الصبيان لا يواسي بينهم ولا يراقب الله في اليتيم) (3)
[الحديث: 217] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أخوف ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم، وتكذيب بالقدر، ولا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره) (4)
[الحديث: 218] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما اتباع الهوى فيضل عن الحق، وأما طول الأمل فينسى الآخرة، ألا! وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، والآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل) (5)
[الحديث: 219] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، فأما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، وهذه الدنيا مرتحلة ذاهبة، وهذه الآخرة مقبلة صادقة، ولكل واحدة منهما بنون، فإن استطعتم أن تكونوا من
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه ابن عساكر.
(4) رواه ابن عساكر.
(5) رواه ابن النجار وابن عساكر.
المواعظ والوصايا (60)
بني الآخرة ولا تكونوا من بني الدنيا فافعلوا، فإنكم اليوم في دار عمل ولا حساب وأنتم غدا في دار حساب ولا عمل) (1)
[الحديث: 220] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل فالحب للدنيا) (2)
[الحديث: 221] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من بوله، أما إنه سيهون عليهما ما كانتا رطبتين) (3)
[الحديث: 222] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن النميمة والحقد في النار، لا يجتمعان في قلب مسلم) (4)
[الحديث: 223] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الناس! اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة: ما بين لحييه، وما بين رجليه) (5)
[الحديث: 224] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والذنوب التي لا تغفر ـ الغلول! فمن غل شيئا يأتي به يوم القيامة، وأكل الربا! فإن آكل الربا لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) (6)
[الحديث: 225] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياي والذنب الذي لا يغفر ـ أن يغل الرجل!
__________
(1) رواه الحاكم في تاريخه، والديلمي.
(2) رواه ابن النجار.
(3) رواه البخاري في الأدب، وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة.
(4) رواه الطبراني في الأوسط.
(5) رواه أحمد.
(6) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (61)
ومن غل شيئا يأتي به، فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط) (1)
[الحديث: 226] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا! لا يتولين رجل غير مواليه، ولا يدع إلى غير أبويه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة) (2)
[الحديث: 227] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما رجل أصدق امرأة صداقا ـ والله عز وجل يعلم منه لا يريد أداءه إليها ـ فغرها بالله، لقي الله يوم يلقاه وهو زان، وأيما رجل ادان من رجل دينا ـ لقي الله يوم يلقاه وهو سارق) (3)
[الحديث: 228] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه بفسق أو في دنياه أن يعطيه ـ إلا من عصمه الله ـ مالا ولا يصل به رحما ولا يعطى حقه) (4)
[الحديث: 229] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر) (5)
[الحديث: 230] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة خب ولا خائن) (6)
[الحديث: 231] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يضمن أحدكم ضالة ولا يردن سائلا إن كنتم تحبون الربح والسلامة) (7)
[الحديث: 232] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج عنق من النار يوم القيامة فيقول: إني وكلت اليوم بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، فتنطوي عليهم في عمرات جهنم) (8)
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير، والخطيب.
(2) رواه ابن جرير.
(3) رواه أحمد، والبخاري ومسلم.
(4) رواه الديلمي.
(5) رواه البيهقي في شعب الإيمان، والخطيب.
(6) رواه الطبراني في الكبير.
(7) رواه ابن صصرى في أماليه.
(8) رواه أحمد، وعبد بن حميد.
المواعظ والوصايا (62)
[الحديث: 233] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل؛ فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل فالحب للدنيا)، ثم قال: (ألا إن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن يبغض، وإذا أحب عبدا أعطاه الإيمان، ألا! إن للدين أبناء، وللدنيا أبناء فكونوا من أبناء الدين، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، ألا إن الدنيا قد ارتحلت مولية والآخرة قد ارتحلت مقبلة، ألا! وإنكم في يوم عمل ليس فيه حساب، ألا! وإنكم توشكون في يوم حساب وليس فيه عمل) (1)
2 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بثلاثة
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أمور: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب، ويطلق عليها في كتب الحديث [الثلاثيات]
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة: الصبر على البلايا، والرضاء بالقضاء، والدعاء في الرخاء) (2)
[الحديث: 235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) (3)
[الحديث: 236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أصحاب الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، ورجل عفيف فقير متصدق) (4)
__________
(1) رواه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، ونصر المقدسي في أماليه.
(2) رواه أبو الشيخ.
(3) رواه البخاري ومسلم.
(4) رواه الطبراني في الكبير، والحاكم.
المواعظ والوصايا (63)
[الحديث: 237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه ستر الله تعالى عليه كنفه وأدخله جنته: رفق بالضعيف، وشفقة على الوالدين، والاحسان إلى الملوك) (1)
[الحديث: 238] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله جنته: من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر) (2)
[الحديث: 239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته: تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك) (3)
[الحديث: 240] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه فإن الله يغفر له ما سوى ذلك: من مات لا يشرك بالله شيئا، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه) (4)
[الحديث: 241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل الايمان: خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله، وحلم يرده عن جهل الجاهل) (5)
[الحديث: 242] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه أظله الله تحت عرشه يوم لاظل إلا ظله: الوضوء على المكاره، والمشي إلى المساجد في الظلم، وإطعام الجائع) (6)
[الحديث: 243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من جاء بهن مع الايمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفيا، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) (الاخلاص:1) (7)
__________
(1) رواه الترمذي.
(2) رواه الحاكم والبيهقي.
(3) رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، والطبراني في الأوسط والحاكم.
(4) رواه البخاري في الأدب والطبراني في الكبير.
(5) رواه البزار.
(6) رواه أبو الشيخ في الثواب، والاصبهاني في الترغيب.
(7) رواه أبو يعلى.
المواعظ والوصايا (64)
[الحديث: 244] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من حفظهن فهو ولي حقا، ومن ضيعهن فهو عدوي حقا: الصلاة، والصيام، والجنابة) (1)
[الحديث: 245] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل، والمكاتب الذي يريد الاداء، والناكح الذي يريد العفاف) (2)
[الحديث: 246] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له: من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله واحستابا كان حقاً على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن تزوج ثقة بالله واحتسابا كان على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن أحيا أرضاً ميتة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه وأن يبارك له) (3)
[الحديث: 247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود: العدل في الغضب، والرضا والقصد في الفقر، والغني وخشية الله في السر والعلانية) (4)
[الحديث: 248] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أخلاق الايمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق، ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له) (5)
[الحديث: 249] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أصل الايمان: الكف عمن قال (لا إله إلا الله) ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الاسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار) (6)
__________
(1) رواه الطبراني في الأوسط.
(2) رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم.
(3) رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
(4) رواه الحكيم.
(5) رواه الطبراني في الأوسط.
(6) رواه أبو داود.
المواعظ والوصايا (65)
[الحديث: 250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وكتمان الشكوى، يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي ببلاء فسبر ولم يشكني إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه، فان أبرأته أبرأته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتي) (1)
[الحديث: 251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من الايمان: الانفاق من الاقتار، وبذل السلام للعالم، والانصاف من نفسك) (2)
[الحديث: 252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من تمام الصلاة: إسباع الوضوء، وعدل الصف، والاقتداء بالإمام) (3)
[الحديث: 253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الافطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة) (4)
[الحديث: 254] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل من مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزا فاعفوا يزدكم الله عزوجل عزا، ولا فتح رجل على نفسه باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر) (5)
[الحديث: 255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله تعالى) (6)
[الحديث: 256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية.
(2) رواه البزار والطبراني في الكبير.
(3) رواه عبد الرزاق في الجامع.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب.
(6) رواه البخاري في الأدب.
المواعظ والوصايا (66)
الدنيا: الجار الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنئ) (1)
[الحديث: 257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن ما أخذن إلا بسهمة حرصا على ما فيهن من الخير والبركة: التأذين بالصلاة، والتهجير بالجماعات، والصلاة في أول الصفوف) (2)
[الحديث: 258] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله) (3)
[الحديث: 259] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة عن كثبان المسك يوم القيامة يغبطهم الأولون والآخرون: عبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجل يؤم قوما وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة) (4)
[الحديث: 260] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس: رجل تعلم القرآن فقام به يطلب وجه الله وما عنده، ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله وما عنده، ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه) (5)
[الحديث: 261] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة في ظل الله عزوجل يوم لا ظل إلا ظله: رجل حيث توجه علم أن الله معه، ورجل دعته امرأة إلى نفسها فتركها من خشية الله، ورجل أحب لجلال الله) (6)
[الحديث: 262] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل
__________
(1) رواه أحمد والطبراني والحاكم.
(2) رواه ابن النجار.
(3) رواه الحاكم.
(4) رواه أحمد والترمذي.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه الطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (67)
إلا ظله: واصل الرحم يزيد الله في رزقه ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاما صغارا فقالت: لا أتزوج، أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاما فأضاف ضيفه وأحسن نفقته، فدعا عليه اليتيم والمسكين فأطعمهم لوجه الله تعالى) (1)
[الحديث: 263] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة في ضمان الله عزوجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيا في سبيل الله، ورجل خرج حاجا) (2)
[الحديث: 264] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة كلهم ضامن على الله: رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرد بما نال من أجر ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله) (3)
[الحديث: 265] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا: الصائم، والمتسحر، والمرابط في سبيل الله) (4)
[الحديث: 266] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشئ من عمله، وإذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة على الدنيا) (5)
[الحديث: 267] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاوة، فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة
__________
(1) رواه أبو الشيخ في الثواب، والاصبهاني، الديلمي في مسند الفردوس.
(2) رواه أبو نعيم في الحلية.
(3) رواه أبو داود وابن حبان والحاكم عن أبي أمامة.
(4) رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس.
(5) رواه ابن عساكر.
المواعظ والوصايا (68)
تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا فان ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق) (1)
[الحديث: 268] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من مكارم الاخلاق عند الله: أن تعفو عن من ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك) (2)
[الحديث: 269] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة هم حداث الله يوم القيامة: رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط، ورجل لم يحدث نفسه بزنا قط، ورجل لم يخلط كسبه بربا قط) (3)
[الحديث: 270] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة: عين بكت من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله) (4)
[الحديث: 271] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله وحق سيده فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها، ثم أدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران) (5)
[الحديث: 272] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين والناس في الحساب: رجل لم تأخذه في الله لومة لائم، ورجل لم مد يديه إلى ما لا يحل له، ورجل لا ينظر إلى ما حرم الله عليه) (6)
__________
(1) رواه الحاكم عن سعد.
(2) رواه الخطيب في التاريخ.
(3) رواه أبو نعيم في الحلية.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه البخاري ومسلم.
(6) رواه الاصبهاني في ترغيبه.
المواعظ والوصايا (69)
[الحديث: 273] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، فأما الذين يحبهم الله فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤسهم فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني الظلوم) (1)
[الحديث: 274] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم الله، الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون فيتخي أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جواره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن. والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان) (2)
[الحديث: 275] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يحبهم الله عزوجل: رجل قام من الليل يتلو كتاب الله، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها عن شماله، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو) (3)
[الحديث: 276] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظله إلا ظله: التاجر الامين، والامام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار) (4)
[الحديث: 277] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد
__________
(1) رواه الترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم.
(2) رواه أحمد.
(3) رواه الترمذي.
(4) رواه الحاكم في تاريخه، والديلمي في مسند الفردوس.
المواعظ والوصايا (70)
عفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه) (1)
[الحديث: 278] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من فارق الروح جسده وهو برئ من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين والغلول) (2)
[الحديث: 279] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، ومملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف، وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور) (3)
[الحديث: 280] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية، والعدل في الرضاء والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وثلاث مهلكات: هوى متبع وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه) (4)
[الحديث: 281] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الاعمال إلى الله: إيمان بالله، ثم صلة الرحم، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله، ثم قطيعة الرحم) (5)
[الحديث: 282] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أد ما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس، واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس) (6)
[الحديث: 283] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرون من السابقون إلى ظل الله عزوجل!
__________
(1) رواه الترمذي.
(2) رواه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان.
(3) رواه أحمد والحاكم والبيهقي.
(4) رواه أبو الشيخ في التوبيخ، والطبراني في الأوسط.
(5) رواه أبو يعلى.
(6) رواه ابن عدي.
المواعظ والوصايا (71)
الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم) (1)
[الحديث: 284] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن مسرورا، أو تقضى عنه دينا، أو تطعمه خبزا) (2)
[الحديث: 285] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن ظلمك) (3)
[الحديث: 286] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل العمل الصلاة على ميقاتها، ثم بر الوالدين، ثم أن يسلم الناس من لسانك) (4)
[الحديث: 287] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الاعمال الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله) (5)
[الحديث: 288] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) (6)
[الحديث: 289] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) (7)
[الحديث: 290] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني؟ قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين! قال: أما علمت أن
__________
(1) رواه أحمد وأبو نعيم في الحلية.
(2) رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، والبيهقي. وابن عدي.
(3) رواه أحمد والطبراني في الكبير.
(4) رواه البيهقي.
(5) رواه الخطيب في التاريخ.
(6) رواه أبو داود.
(7) رواه مسلم.
المواعظ والوصايا (72)
عبدي فلانا مرض فلم تعده! أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني؟ قال: يا رب! كيف أطعمك وأنت رب العالمين! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه! أما علمت لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني؟ قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين! قال: اسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي) (1)
[الحديث: 291] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا أئتمنتم، واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم) (2)
[الحديث: 292] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء، احفظوا الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، واذكروا الموت والبلى، فمن فعل ذلك كان ثوابه جنة المأوى) (3)
[الحديث: 293] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفلح من كان سكوته تفكرا، ونظره اعتبارا، أفلح من وجد في صحيفته استغفارا كثيرا) (4)
[الحديث: 294] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بطيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام) (5)
[الحديث: 295] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أين الراضون بالمقدور؟ أين الساعون للمشكور؟ عجبت لمن يؤمن بدار الخلود كيف يسعى لدار الغرور) (6)
[الحديث: 296] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بتقوى الله تعالى ما استطعت، واذكر
__________
(1) رواه مسلم.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(5) رواه البيهقي.
(6) رواه هناد.
المواعظ والوصايا (73)
الله عند كل حجر وشجر، وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية) (1)
[الحديث: 297] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوصيك بتقوى الله فانه رأس كل شئ، وعليك بالجهاد فانه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله، وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض) (2)
[الحديث: 298] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام) (3)
[الحديث: 299] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم) (4)
[الحديث: 300] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى للسابقين إلى ظل الله! الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوا بذلوه، والذين يحكمون للناس بحكمهم لأنفسهم) (5)
[الحديث: 301] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن ترك الجهل، وآتى الفضل، وعمل بالعدل) (6)
[الحديث: 302] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته) (7)
__________
(1) رواه أحمد في الزهد والطبراني في الأوسط.
(2) رواه أحمد.
(3) رواه الترمذي.
(4) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
(5) رواه الحكيم.
(6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(7) رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية.
المواعظ والوصايا (74)
[الحديث: 303] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وهجرت الفواحش ما ظهر منها وما بطن فأنت مهاجر، وإن مت بالحصرمة) (1)
[الحديث: 304] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعبدوا الرحمن، وافشوا السلام، وأطعموا الطعام) (2)
[الحديث: 305] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات: إسباغ الوضوء على المكروهات، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة) (3)
[الحديث: 306] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان، وصلى الصلوات، وحج البيت كان حقا على الله أن يغفر له إن هاجر في سبيل الله أو مكث بأرضه التي ولد بها) (4)
[الحديث: 307] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن) (5)
[الحديث: 308] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) (6)
[الحديث: 309] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) (7)
[الحديث: 310] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اسمع وأطع ولو لعبد مجدع الاطراف، فإذا
__________
(1) رواه أحمد.
(2) رواه ابن جرير، والطبراني في الكبير والحاكم.
(3) رواه ابن ماجة.
(4) رواه الترمذي.
(5) رواه البخاري في التاريخ والبيهقي.
(6) رواه أحمد والحاكم.
(7) رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن..
المواعظ والوصايا (75)
صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف، وصل الصلاة لوقتها، فإن وجدت الإمام قد صلى فقد أحرزت صلاتك وإلا فهي نافلة) (1)
[الحديث: 311] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحدثكم حديثا، ثلاثا أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزوجل بها عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح له باب فقر) (2)
[الحديث: 312] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذل، وغني قوم افتقر، وعالما بين جهال) (3)
[الحديث: 313] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أسد الاعمال الثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومؤاساة الاخ من مالك، وذكر الله على كل حال) (4)
[الحديث: 314] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أسد الاعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، وإنصاف الناس بعضهم من بعض، ومؤاساة الاخوان) (5)
[الحديث: 315] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات المؤمن كانت الصلاة عند رأسه والصدقة عن يمينه، والصيام عند صدره) (6)
[الحديث: 316] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل ثلاث: مؤاساة الأخ في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال) (7)
[الحديث: 317] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حجوا تستغنوا، وسافروا تصحوا، وتناكحوا
__________
(1) رواه البخاري في الأدب.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه ابن حبان في الضعفاء.
(4) رواه الرافعي.
(5) رواه الديلمي.
(6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(7) رواه ابن النجار.
المواعظ والوصايا (76)
تكثروا فإني مباه بكم الأمم) (1)
[الحديث: 318] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا البلاء بالدعاء) (2)
[الحديث: 319] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل إذا أدب الأمة فأحسن أدبها ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران اثنان، وإن الرجل من أهل الكتاب إذا آمن بكتابه ثم آمن بكتابنا فله أجران أثنان، وأن العبد إذا أدى حق الله وحق سيده كان له أجران اثنان) (3)
[الحديث: 320] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أول ثلاثة يدخلون الجنة: الشهيد، ورجل عفيف فقير مستعفف وذو عيال، وعبد أحسن عبادة ربه وأدى حق مواليه، وأول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله، وفقير فخور) (4)
[الحديث: 321] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكترثون للحساب ولا يفزعهم الصيحة ولا يحزنهم الفزع الأكبر، حامل القرآن يؤديه إلى الله بما فيه يقدم على ربه سيدا شريفا حتى يرافق المسلمين، ومن أذن سبع سنين لا يؤخذ على أذانه طمعا، وعبد مملوك أدى حق الله من نفسه وحق مواليه) (5)
[الحديث: 322] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يوم القيامة على كثيب من مسك أسود لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب حتى يفرغ الله مما بين الناس: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله عزوجل وأم به قوما وهم به راضون ورجل أذن في مسجد دعا إلى الله ابتغاء وجه الله عزوجل، ورجل مملوك بالرق فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة) (6)
__________
(1) رواه الديملي.
(2) رواه العسكري.
(3) رواه عبد الرزاق في المصنف.
(4) رواه ابن حبان والبيهقي.
(5) رواه البيهقي.
(6) رواه البيهقي وأبو نصر السجزي في الابانة، والخطيب.
المواعظ والوصايا (77)
[الحديث: 323] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم يرضون به، وداع يدعو إلى الصلوات ابتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه) (1)
[الحديث: 324] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا ثلاثة: إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور لا يمن على أهله بما ينفق عليهم) (2)
[الحديث: 325] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخياركم: من لان منكبه، وحسن خلقه، وأكرم زوجته إذا قدر) (3)
[الحديث: 326] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة: من وصل من قطعه، وعفا عمن ظلمه، وأعطى من حرمه) (4)
[الحديث: 327] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات! إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط! فذلكم الرباط! فذلكم الرباط) (5)
[الحديث: 328] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه فليس مني ولا من الله: حلم يرد به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن معاصي الله) (6)
[الحديث: 329] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه حرم على النار وحرمت
__________
(1) رواه الطبراني في الأوسط.
(2) رواه الديلمي.
(3) رواه ابن لال في مكارم الاخلاق.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه مسلم وغيره.
(6) رواه الرافعي.
المواعظ والوصايا (78)
النار عليه: إيمان بالله، وحب الله تبارك وتعالى، وأن يلقى في النار فيحترق أحب إليه من أن يرجع في الكفر) (1)
[الحديث: 330] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة معصومون من شر إبليس وجنوده: الذاكرون الله كثيرا بالليل والنهار، والمستغفرون بالاسحار، والباكون من خشية الله) (2)
[الحديث: 331] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله دنياه) (3)
[الحديث: 332] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح صائما، من عاد مريضا، من شيع جنازة، من جمعهن في يوم دخل الجنة) (4)
[الحديث: 333] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أوتي ثلاثا فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى) (5)
[الحديث: 334] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تظاهرت عليه النعم فليكثر (الحمد لله) ومن كثر همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول: لا حول ولاقوة إلا بالله) (6)
[الحديث: 335] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق في حديثه إذا حدث، وليؤد أمانته إذا ائتمن، وليحسن جوار من جاوره) (7)
__________
(1) رواه أحمد والموصلي وأبو نعيم في الحلية.
(2) رواه أبو الشيخ في الثواب.
(3) رواه الحاكم في التاريخ.
(4) رواه الطبراني في الكبير والموصلي.
(5) رواه ابن النجار.
(6) رواه الخطيب.
(7) رواه البيهقي.
المواعظ والوصايا (79)
[الحديث: 336] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر فليتق الله وليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل حقا أو ليسكت) (1)
[الحديث: 337] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت، وإذا حكمت عدلت، وإذا استرحمت رحمت) (2)
[الحديث: 338] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيت الناس يسارعون في الدنيا فعليك بالآخرة! واذكر الله عند كل حجر ومدر يذكرك إذا ذكرته، ولا تحقرن أحدا من المسلمين، فان صغير المسلمين عند الله كبير) (3)
[الحديث: 339] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن جوار من جاورك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، وارض بقسم الله لك تكن من أغنى الناس) (4)
[الحديث: 340] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي، ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ـ ثلاث مرات ـ ثم يقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ ثم يقول: أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله؟ ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم! ثم يقول أين الحمادون؟ أين الذين كانوا يحمدون ربهم؟) (5)
[الحديث: 341] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا سائب! انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الاسلام، اقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك) (6)
[الحديث: 342] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضم يتيما إلى طعامه وشرابه حتى يستغني
__________
(1) رواه أحمد.
(2) رواه الموصلي والخطيب في المتفق والمفترق.
(3) رواه السلمي والديملي.
(4) رواه الخرائطي في مكارم الاخلاق.
(5) رواه الحاكم وابن مردويه والبيهقي وأبو نعيم في الحلية.
(6) رواه أحمد والبغوي.
المواعظ والوصايا (80)
عنه وجبت له الجنة البتة، ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله، ومن أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه) (1)
[الحديث: 343] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك) (2)
[الحديث: 344] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة: يبغض الشيخ الزاني، والفقير المختال، والمكثر البخيل؛ ويحب ثلاثة: رجل كان في كتيبة فكر يحميهم حتى قتل أو فتح الله عليه، ورجل كان في قوم فأدلجوا فنزلوا من آخر الليل وكان النوم أحب إليها مما يعدل به وقام يتلو آياتي ويتملقني، ورجل كان في قوم فأتاهم رجل يسألهم لقرابة بينه وبينهم فبخلوا عنه وخلف بأعقابهم حيث لا يراه إلا الله تعالى ومن أعطاه) (3)
[الحديث: 345] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة: رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا فقاتل حتى قتل، ورجل كان له جار يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة وموت، ورجل سافر مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى فنزلوا فضربوا برؤسهم، ثم قام وتطهر وصلى رهبة لله ورغبة فيما عنده، والثلاثة الذين يبغضهم الله: البخيل المنان، والمختال الفخور، والتاجر الحلاف) (4)
[الحديث: 346] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق الله حيث ما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) (5)
__________
(1) رواه الباوردي.
(2) رواه أحمد والطبراني في الكبير والخطيب.
(3) رواه أحمد، والبيهقي.
(4) رواه الطبراني في الكبير والحاكم.
(5) الترمذي (1987)
المواعظ والوصايا (81)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 347] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها: البغي والمكر والنكث) (1)
[الحديث: 348] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من فعلهن فقد أجرم: من عقد لواء من غير حق، أوعق والديه، أومشى مع ظالم لينصره) (2)
[الحديث: 349] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من الجفاء: أن يبول الرجل قائما، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفخ في سجوده) (3)
[الحديث: 350] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من فعل أهل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت) (4)
[الحديث: 351] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من الكفر بالله: شق الجيب والنياحة والطعن في النسب) (5)
[الحديث: 352] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من الفواقر: إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر، وجار إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أشاعه وامرأة إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتك) (6)
[الحديث: 353] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث أخاف على أمتي: الاستسقاء بالأنواء، وحيف السلطان وتكذيب بالقدر) (7)
__________
(1) رواه أبو الشيخ وابن مردويه معا في التفسير.
(2) رواه ابن منيع، والطبراني في الكبير.
(3) رواه البزار.
(4) رواه الترمذي، والطبراني في الكبير.
(5) رواه الحاكم.
(6) رواه الطبراني في الكبير.
(7) رواه أحمد والطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (82)
[الحديث: 354] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث خلال من لم يكن فيه واحدة منهن كان الكلب خيرا منه: ورع يحجزه عن محارم الله عز وجل، أو حلم يرد به جهل جاهل، أو حسن خلق يعيش به في الناس) (1)
[الحديث: 355] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لازمات لأمتي: سوء الظن والحسد والطيرة، فإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فاستغفر الله، وإذا تطيرت فامض) (2)
[الحديث: 356] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لن تزلن في أمتي: التفاخر بالأحساب والنياحة والأنواء) (3)
[الحديث: 357] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين مسلما كان أو كافرا، والوفاء بالعهد لمسلم كان أو كافرا، وأداء الأمانة إلى مسلم كان أو كافرا) (4)
[الحديث: 358] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث معلقات بالعرش: الرحم تقول: اللهم! إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم: إني بك فلا أختان، والنعمة تقول: اللهم! إني بك فلا أكفر) (5)
[الحديث: 359] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره) (6)
[الحديث: 360] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن خمر
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(2) رواه أبو الشيخ في التوبيخ، والطبراني في الكبير.
(3) رواه أبو يعلى.
(4) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(5) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(6) رواه ابن ماجة.
المواعظ والوصايا (83)
والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث) (1)
[الحديث: 361] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من الجاهلية: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة) (2)
[الحديث: 362] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس: الطعن في الأنساب، والنياحة، وقولهم: مطرنا بنوء كذا وكذا) (3)
[الحديث: 363] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون) (4)
[الحديث: 364] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان) (5)
[الحديث: 365] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده؛ فلا تسأل عنهم) (6)
[الحديث: 366] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء وإزاره الغرور، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمة الله) (7)
__________
(1) رواه أحمد.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه الترمذي.
(5) رواه ابن ماجة.
(6) رواه البخاري في الأدب والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي.
(7) رواه البخاري في الأدب، والطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (84)
[الحديث: 367] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ) (1)
[الحديث: 368] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب، إلا أن يبدو له أن يأكل أو ينام فيتوضأ وضوءه للصلاة) (2)
[الحديث: 369] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران، والمتضمخ بالزعفران، والحائض والجنب) (3)
[الحديث: 370] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يحبهم ربك عز وجل: رجل نزل بيتا خربا، ورجل نزل على طريق السيل، ورجل أرسل دابته ثم جعل يدعو الله أن يحبسها) (4)
[الحديث: 371] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يحجبون عن النار: المنان، وعاق والده، ومدمن الخمر) (5)
[الحديث: 372] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء) (6)
[الحديث: 373] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر) (7)
[الحديث: 374] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة: رجل ادعى إلى
__________
(1) رواه أبو داود.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه البزار.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه عبد الرحمن بن عمر أبي الحسن الزهري الاصبهاني في الإيمان.
(6) رواه الحاكم والبيهقي.
(7) رواه الطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (85)
غير أبيه، ورجل كذب علي، ورجل كذب على عينيه) (1)
[الحديث: 375] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم، وإمام مقسط) (2)
[الحديث: 376] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق بين النفاق: ذو الشيبة في الإسلام، والإمام المقسط ومعلم الخير) (3)
[الحديث: 377] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر) (4)
[الحديث: 378] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: الرجل يؤم قوما وهم له كارهون، والرجل لا يأتي إلا دبارا، ورجل اعتبد محررا) (5)
[الحديث: 379] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطى شيئا إلا منه، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) (6)
[الحديث: 380] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، رجل حلف على سلعته لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائه فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك) (7)
__________
(1) رواه الخطيب في التاريخ.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه أبو الشيخ في التوبيخ.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه أبو داود.
(6) رواه أحمد ومسلم.
(7) رواه البخاري ومسلم.
المواعظ والوصايا (86)
[الحديث: 381] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه عن ابن السبيل، ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف) (1)
[الحديث: 382] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولاينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) (2)
[الحديث: 383] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المشتبهة بالرجال، والديوث؛ وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى) (3)
[الحديث: 384] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر) (4)
[الحديث: 385] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشترى إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه) (5)
[الحديث: 386] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا: شيخ زان، ورجل اتخذ الأيمان بضاعة، يحلف في كل حق وباطل، وفقير محتال مزهو) (6)
__________
(1) رواه أحمد، والبخاري ومسلم.
(2) رواه النسائي.
(3) رواه أحمد، والنسائي والحاكم.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي.
(6) رواه الطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (87)
[الحديث: 387] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: حر باع حرا، وحر باع نفسه، ورجل أمطل كراء أجير حتى جف رشحه) (1)
[الحديث: 388] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف) (2)
[الحديث: 389] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيها ماله وقد قال الله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5]) (3)
[الحديث: 390] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) (4)
[الحديث: 391] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا كثر الربا كثر السبي، وإذا كثر اللوطية رفع الله تعالى يده عن الخلق ولا يبالي في أي واد هلكوا) (5)
[الحديث: 392] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة، وإذا جار الحكام قل المطر، وإذا غدر بأهل الذمة ظهر العدو) (6)
[الحديث: 393] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل سنن قوم لوط فقدت إلا ثلاثا: جر نعال
__________
(1) رواه الإسماعيلي في معجمه.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه الحاكم.
(4) رواه أحمد، والبخاري.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
المواعظ والوصايا (88)
السيوف، وخضب الأظفار، وكشف عن العورة) (1)
[الحديث: 394] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي! ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له! ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة) (2)
[الحديث: 395] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتاني جبرئيل فقال: يا محمد! من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين! فقلت: آمين! قال: يا محمد! من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين! قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين) (3)
[الحديث: 396] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله، وعينا سهرت في سبيل الله، وعينا خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله) (4)
[الحديث: 397] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه) (5)
[الحديث: 398] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله كره لكم ثلاثا: اللغو عند القرآن، ورفع الصوت في الدعاء، والتحضير في الصلاة) (6)
[الحديث: 399] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يبغض الغني الظلوم، والشيخ الجهول، والعائل المختال) (7)
__________
(1) رواه الشاشي وابن عساكر.
(2) رواه الترمذي والحاكم.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية.
(5) رواه البخاري.
(6) رواه عبد الرزاق في المصنف.
(7) رواه الطبراني في الأوسط.
المواعظ والوصايا (89)
[الحديث: 400] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه، أويرى عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله ما لم يقل) (1)
[الحديث: 401] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله لم يزل في سخط الله حتى ينزع، وأيما رجل شد غضبا على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه وحرص على سخطه، وعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، وأيما رجل أشاع على رجل بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه يوم القيامة في النار حتى يأتي بانفاذ ما قال) (2)
[الحديث: 402] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لغافل وليس بمغفول عنه، وعجبت لضاحك ملء فيه ولا يدري أرضى عنه أم سخط) (3)
[الحديث: 403] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء في دينه فتنة أن يكثر خطؤه، وينقص عمله، وتقل حقيقته، جيفة بالليل، بطال بالنهار، كسول هلوع، رتوع) (4)
[الحديث: 404] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا جبانا) (5)
[الحديث: 405] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أبغض المسلمون علمائهم، وأظهروا عمارة أسواقهم، وتألبوا على جمع الدراهم؛ رماهم الله بأربع خصال: بالقحط من الزمان، والجور من السلطان، والخيانة من ولاة الحكام، والصولة من العدو) (6)
__________
(1) رواه البخاري.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه ابن عدي، والبيهقي.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية.
(5) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(6) رواه الحاكم.
المواعظ والوصايا (90)
[الحديث: 406] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان) (1)
[الحديث: 407] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة حتى ينفخ فيها وليس بنافخ، ومن تحلم كلف أن يعقد شعيرتين وليس بعاقد، ومن استمع إلى حديث قوم يفرون منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة) (2)
[الحديث: 408] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تستروا الجدر، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار، وسلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم) (3)
[الحديث: 409] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر) (4)
[الحديث: 410] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة أو عظم، فإن محمدا منه بريء) (5)
[الحديث: 411] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتاني جبريل فقال: من ذكرت عنده فلم يصل عليك دخل النار، فأبعده الله وأسحقه! قل: آمين، فقلت: آمين! وقال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار، فأبعده الله وأسحقه! قل: آمين، فقلت: آمين! ومن أدرك
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه أحمد، وأبو داود والترمذي.
(3) رواه أبو داود.
(4) رواه ابن ماجة.
(5) رواه أحمد، وأبو داود والنسائي.
المواعظ والوصايا (91)
رمضان فلم يغفر له دخل النار، فأبعده الله وأسحقه! قل: آمين، فقلت: آمين) (1)
[الحديث: 412] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن جبريل صعد قبلى العتبة الأولى فقال: يا محمد! فقلت: لبيك وسعديك! فقال: من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين! فلما صعد العتبة الثانية فقال: يا محمد! قلت: لبيك وسعديك! قال: من أدرك شهر رمضان فصام نهاره، وقام ليله ثم مات ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت آمين! فلما صعد العتبة الثالثة قال: يا محمد! قلت: لبيك وسعديك! قال: من ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت آمين) (2)
[الحديث: 413] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تطفأ ناره، ولا يموت ديدانه، ولا يخفف عذابه: الذي يشرك بالله عز وجل، ورجل جر رجلا إلى سلطان بغير ذنب فقتله، ورجل عق والديه) (3)
[الحديث: 414] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظهر القول وخزن العمل، وائتلفت الألسن وتباغضت القلوب، وقطع كل ذي رحم رحمه؛ فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (4)
[الحديث: 415] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء، وحيف السلطان، وتكذيبا بالقدر) (5)
[الحديث: 416] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: الاستسقاء
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(3) رواه الطبراني في الأوسط.
(4) رواه الخرائطي في مساوي الأخلاق.
(5) رواه ابن جرير.
المواعظ والوصايا (92)
بالأنواء، وحيف السلطان، والتكذيب بالقدر) (1)
[الحديث: 417] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أخوف ما أخاف على أمتي ثلاثة: ضلالة الأهواء، واتباع الشهوات في البطن والفرج، والعجب) (2)
[الحديث: 418] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الهوى) (3)
[الحديث: 419] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أخوف ما أخاف على أمتي: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه) (4)
[الحديث: 420] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوات البطن والفرج) (5)
[الحديث: 421] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما أخاف على أمتي ثلاثا: شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإماما ضالا) (6)
[الحديث: 422] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المهلكات ثلاث: إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع، وهوى متبع) (7)
[الحديث: 423] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه من الخيلاء؛ وثلاث منجيات: العدل في الرضى والغضب والقصد في الغنى والفقر، ومخافة الله في السر والعلانية) (8)
__________
(1) رواه ابن أبي عاصم في السنة.
(2) رواه الحكيم الترمذي.
(3) رواه الطبراني في الأوسط.
(4) رواه أبو نصر السجزي في الإبانة.
(5) رواه الديلمي.
(6) رواه الطبراني في الكبير، وأبو النصر السجزي في الإبانة.
(7) رواه البزار.
(8) رواه الطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ في التوبيخ والخطيب في المتفق والمفترق.
المواعظ والوصايا (93)
[الحديث: 424] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أخاف على أمتي إلا ثلاثا، شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإماما ضالا) (1)
[الحديث: 425] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعظم الذنب عند الله أن تجعل لله ندا وهو خلقك، ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، ثم أن تزاني حليلة جارك) (2)
[الحديث: 426] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى كره لكم ثلاثا: اللغو عند قراءة القرآن، والتخصر في الصلاة، ورفع الأصوات بالدعاء وعند الدعاء) (3)
[الحديث: 427] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى كره لكم ثلاثا، قيل وقال: وكثرة السؤال، وإضاعة المال) (4)
[الحديث: 428] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى كره لكم ثلاثا: عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات) (5)
[الحديث: 429] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله عز وجل ينهاكم عن ثلاث: عن كثرة السؤال وإضاعة المال، وعن اتباع قيل وقال) (6)
[الحديث: 430] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى ينهاكم عن ثلاث: عن قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال) (7)
[الحديث: 431] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استعيذوا بالله من المفاقر: الإمام الجائر الذي إذا أحسنت لم يقبل، وإذا أسأت لم يتجاوز، ومن جار السوء الذي عينه تراك وقلبه يرعاك،
__________
(1) رواه أبو نعيم، وابن عساكر.
(2) رواه أحمد، والبخاري ومسلم وأبو داود.
(3) رواه الديلمي.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه ابن سعد، والطبراني في الكبير.
(7) رواه الخطيب في التاريخ.
المواعظ والوصايا (94)
إن رأى خيرا أذمه، وإن رأى شرا أذاعه؛ ومن المشيب زوجة السوء) (1)
[الحديث: 432] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم! قد أنعمت عليك نعما عظاما لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لهما غطاء، فانظر بعينك إلى ما أحللت لك، فإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما؛ وجعلت لك لسانا وجعلت له غلافا، فأنطق بما أمرتك وأحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك؛ وجعلت لك فرجا وجعلت لك سترا، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك ابن آدم! إنك لا تحمل سخطي ولا تطيق انتقامي) (2)
[الحديث: 433] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن إبليس الملعون يخطب شياطينه فيقول: عليكم بالخمر وبكل مسكر وبالنساء فإني لم أجد جماع الشر إلا فيها) (3)
[الحديث: 435] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم فاتهموها على أنفسكم) (4)
[الحديث: 435] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني أخاف عليكم ثلاثا وهن كائنات: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليكم) (5)
[الحديث: 436] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني لأخاف على أمتي من بعدي من ثلاثة: من زلة العالم ومن حكم جائر ومن هوى متبع) (6)
__________
(1) رواه الديلمي.
(2) رواه ابن عساكر.
(3) رواه الحاكم في تاريخه والديلمي.
(4) رواه أبو نصر السجزي في الإنابة.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه الطبراني في الكبير والقاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد في أماليه.
المواعظ والوصايا (95)
[الحديث: 437] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم وثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم؛ فأما زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن زل فلا تقطعوا عنه آمالكم؛ وأما جدال منافق بالقرآن منارا كمنار الطريق، فما عرفتم فخذوه، وما أنكرتم فردوه إلى عالمه، وأما دنيا تقطع أعناقكم، فمن جعل الله في قلبه غنى فهو الغني) (1)
[الحديث: 438] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي، وإمام جائر، وهؤلاء المصورون) (2)
[الحديث: 439] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أعدى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد) (3)
[الحديث: 440] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أفرى الفرى من ادعى إلى غير والده، ومن افرى الفرى من أرى عينيه ما لم ير، ومن أفرى الفرى من قال علي ما لم أقل) (4)
[الحديث: 441] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن قتل غير قاتله فعليه لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) (5)
[الحديث: 442] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من توالى مولى مسلم بغير إذنه، أو آوى محدثا في الإسلام، أو انتهب نهبة ذات شرف؛ فعليه لعنة الله، لا صرف عنها ولا عدل) (6)
[الحديث: 443] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا
__________
(1) رواه الطبراني في الأوسط.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه البخاري ومسلم.
(4) رواه البزار والبيهقي.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه عبد الرزاق في المصنف.
المواعظ والوصايا (96)
يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب عظيم: المتبرئ من والديه رغبة عنهما، والمتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم) (1)
[الحديث: 444] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته، وأن يصلي لا يبالي من إمامه، وأن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه ولا من أهل الكتاب في إناء واحد) (2)
[الحديث: 445] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتقي الشر يوقه، ثلاث من كن فيه لم ينل الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة: من تكهن أو استقسم أو رده من سفر تطير) (3)
[الحديث: 446] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء في دينه فتنة أن يكثر خطأه، وينقص حلمه، ويقل حقيقته، جيفة بالليل وبطال بالنهار، كسول جزوع هلوع منوع رتوع) (4)
[الحديث: 447] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإثم ثلاثة: الإشراك بالله، ونكث الصفقة، وترك السنة بالخروج من الجماعة) (5)
[الحديث: 448] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبئكم بشراركم من أكل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده) (6)
[الحديث: 449] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (شركم من نزل وحده، وضرب عبده، ومنع
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير، والخرائطي في مساوي الأخلاق.
(2) رواه الخطيب، وابن عساكر.
(3) رواه الطبراني في الأوسط، والخطيب، وابن عساكر.
(4) رواه الحسن بن سفيان وأبو نعيم في الحلية.
(5) رواه الديلمي.
(6) رواه الحكيم الترمذي.
المواعظ والوصايا (97)
رفده) (1)
[الحديث: 450] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والظلم! فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش! فإن الله لا يحب الفحش ولا المتفحش، وإياكم والشح! فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بقطع الرحم فقطعوا) (2)
[الحديث: 451] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والخيانة! فإنها بئست البطانة، وإياكم والظلم، فإنه ظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح! فإنما أهلك من كان قبلكم الشح، فسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم) (3)
[الحديث: 452] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والفحش والتفحش! فإن الله تعالى لا يحب الفاحش المتفحش، وإياكم والظلم! فإنه هو الظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح! فإنه دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم، ودعا من كان قبلكم فاستحلوا حرماتهم) (4)
[الحديث: 453] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بشراركم: المشاؤن بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت) (5)
[الحديث: 454] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة سنة! ولا يجد ريحها منان بعمله، ولا عائق، ولا مدمن خمر) (6)
[الحديث: 455] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه أحمد وابن حبان والحاكم.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه أحمد، والحاكم.
(5) رواه أحمد، وابن أبي الدنيا في الغيبة.
(6) رواه الطبراني في الأوسط، والخرائطي في مساوي الأخلاق.
المواعظ والوصايا (98)
عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر) (1)
[الحديث: 456] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يجدون ريح الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والبخيل المنان) (2)
[الحديث: 457] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة شيخ زان، ولا مسكين مستكبر، ولا منان بعمله على الله) (3)
[الحديث: 458] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا عاق، ولا منان) (4)
[الحديث: 459] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مصدق بسحر، ولا قاطع الرحم) (5)
[الحديث: 460] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يلج حظائر القدس، مدمن خمر، ولا العاق لوالديه، ولا المنان عطاءه) (6)
[الحديث: 461] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لن تزلن في أمتي: التفاخر بالأحساب، والنياحة، والأنواء) (7)
[الحديث: 462] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل لامرئ أن ينظر في جوف بيت حتى يستأذن، فإن نظر فقد دخل، ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل ذلك فقد
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه ابن جرير.
(3) رواه الحسن بن سفيان، وابن منده، وابن عساكر.
(4) رواه الطبراني في الكبير، والخرائطي في مساوي الأخلاق.
(5) رواه الخرائطي في مساوي الأخلاق.
(6) رواه أحمد والخرائطي في مساوي الأخلاق.
(7) رواه أبو يعلى.
المواعظ والوصايا (99)
خانهم، ولا يقوم إلى الصلاة وهو حاقن) (1)
[الحديث: 463] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لن يتركهن العرب وهي بهم كفر: الاستسقاء بالأنواء، والطعن في النسب والنوح) (2)
[الحديث: 464] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أمر الجاهلية لا يدعهن الناس: الطعن في النسب، والنياحة على الميت، وقولهم: مطرنا بنوء كذا) (3)
[الحديث: 465] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لازمات لأمتي: الطيرة، والحسد، وسوء الظن؛ قيل: ما يذهبهن يا رسول الله؟ قال: إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض) (4)
[الحديث: 466] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يهجرهن ابن آدم: الطيرة، وسوء الظن، والحسد؛ فينجيك من الطيرة أن لا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن أن لا تتكلم، وينجيك من الحسد أن لا تبغى أخاك سوءا) (5)
[الحديث: 467] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة: الطيرة والظن والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع، ومخرجه من الظن أن لا يحقق، ومخرجه من الحسد أن لا يبغى) (6)
[الحديث: 468] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن: لا يبغين أحدكم فإن الله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23]، ولا يمكرن أحدكم فإن الله تعالى يقول: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43] ولا
__________
(1) رواه الترمذي وابن عساكر.
(2) رواه الخطيب، وابن عساكر.
(3) رواه البزار.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(6) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (100)
ينكثن أحدكم فإن الله تعالى يقول: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: 10]) (1)
[الحديث: 469] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث قاصمات الظهر: فقر داخل لا يجد صاحبه متلذذا، وزوجة يأمنها صاحبها وهي تخونه، وإمام يسخط الله ويرضي الناس، وبر المرأة المؤمنة كعمل سبعين صديقا، وفجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر) (2)
[الحديث: 470] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لعنتهم: أمير ظالم، وفاسق قد أعلن بفسقه ومبتدع يهدم سنة) (3)
[الحديث: 471] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لعنهم الله تعالى: رجل رغب عن والديه، ورجل سعى بين رجل وامرأة يفرق بينهما، ثم يخلف عليها من بعده، ورجل سعى بين المؤمنين بالأحاديث ليتباغضوا ويتحاسدوا) (4)
[الحديث: 472] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يدخلون النار: رجل قاتل للدنيا، ورجل أراد أن يذكر لا يحتسب علمه، ورجل وسع عليه فجاد به للثناء والدنيا) (5)
[الحديث: 473] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا حرمة لهم: فاسق معلن بفسقه، وصاحب هوى، وسلطان جائر) (6)
[الحديث: 474] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل؛ ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا، فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط؛ ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا، فصدقه رجل
__________
(1) رواه الديلمي.
(2) رواه ابن زنجويه.
(3) رواه الديلمي.
(4) رواه الديلمي.
(5) رواه الديلمي.
(6) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (101)
وأخذها ولم يعط بها) (1)
[الحديث: 475] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) (2)
[الحديث: 476] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينظر الله إلى الأشمط الزاني، ولا العائل المزهو، ولا الذي جر إزاره من الخيلاء) (3)
[الحديث: 477] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف) (4)
[الحديث: 478] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: معلم الكتاب، يكلف اليتيم ما لا يطيق؛ وسائل يسأل وهو مستغن عن السؤال؛ ورجل قعد عند السلطان يتكلم بهوى السلطان) (5)
[الحديث: 479] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (شر الناس ثلاثة: متكبر على والديه يحقرهما، ورجل سعى في فساد بين الناس بالكذب حتى يتباغضوا ويتباعدوا، ورجل سعى بين رجل وامرأة بالكذب حتى يغيره عليها بغير الحق حتى فرق بينهما ثم يخلفه عليها من بعده) (6)
[الحديث: 480] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أن عبدا من عباد الله قدم على الله بعمل أهل السماوات والأرضين من أنواع البر والتقوى لم يزن ذلك مثقال ذرة عند الله مع ثلاث خصال: مع العجب، وأذى المؤمنين، والقنوط من رحمة الله عز وجل) (7)
__________
(1) رواه عبد الرزاق في المصنف، وأحمد والبخاري وأبو داود.
(2) رواه أحمد، ومسلم والنسائي.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه الرافعي.
(6) رواه أبو نعيم.
(7) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (102)
[الحديث: 481] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء عصي الله به هو أعجل عقابا من البغي، وما من شيء أطيع الله فيه أسرع ثوابا من الصلة، واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع) (1)
[الحديث: 482] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نقص قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم المطر) (2)
[الحديث: 483] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة، ومن جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة، ومن مشى ممشى لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة) (3)
[الحديث: 484] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعتقد لواء ضلالة، أو كتم علما، أو أعان ظالما وهو يعلم أنه ظالم فقد برئ من الإسلام) (4)
[الحديث: 485] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضاد الله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستظل في سخط الله حتى يترك، ومن قفا مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار، ومن مات وعليه دين أخذ لصاحبه من حسناته، لا دينار ثم ولا درهم، وركعتي الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل) (5)
[الحديث: 486] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علق الصيد غفل، ومن لزم البادية جفا،
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(2) رواه أبو يعلى والروياني والحاكم والنسائي.
(3) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(4) رواه ابن الجوزي في العلل.
(5) رواه أحمد.
المواعظ والوصايا (103)
ومن أتى السلطان افتتن) (1)
[الحديث: 487] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام (2)، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يعقد على مائدة يشرب عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة وليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان) (3)
[الحديث: 488] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يشهد إني رسول الله فلا يشهد الصلاة حاقنا حتى يتخفف، ومن كان يشهد أني رسول الله فأم قوما فلا يختص نفسه بالدعاء دونهم، ومن كان يشهد أني رسول الله فلا يدخل على أهل بيت حتى يستأنس ويسلم، فإذا نظر في قعر البيت فقد دخل) (4)
[الحديث: 489] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يأتي أحدكم الصلاة وهو حقن حتى يتخفف، ومن أدخل عينيه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر، ومن صلى فخص نفسه بدعوة من دونهم فقد خانهم) (5)
[الحديث: 490] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات وهو بريء من ثلاثة: من الكبر والغلال والدين، دخل الجنة) (6)
[الحديث: 491] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هلاك أمتي في ثلاث: في العصبية، والقدرية، والرواية من غير ثبت) (7)
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(2) المقصود الحمامات التي لا تراعي الأخلاق وأحكام الشريعة.
(3) رواه أحمد.
(4) رواه الطبراني في الكبير والخطيب في المتفق والمفترق.
(5) رواه أحمد، والبخاري في التاريخ، وابن عساكر.
(6) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(7) رواه البزار، وابن أبي حاتم في السنة والطبراني في الكبير وابن عساكر.
المواعظ والوصايا (104)
[الحديث: 492] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ويل للمالك من المملوك، ويل للملوك من المالك، ويل للغني من الفقير، ويل للفقير من الغني، وويل للضعيف من الشديد، وويل للشديد من الضعيف) (1)
[الحديث: 493] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبن شيئا، ولا تزهد في المعروف ولو ببسط وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه، وأفرغ من دلوك في إناء المستسقى واتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار! فإنها من المخيلة، والله لا يحب المخيلة) (2)
[الحديث: 494] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة بخيل، ولا خب، ولا خائن، ولا سييء الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله وفيما بينهم وبين مواليهم) (3)
[الحديث: 495] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الناس! إنه لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، يا أيها الناس! لا دين لمن دان بقربة باطل ادعاها على الله، يا أيها الناس! إنه لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله) (4)
[الحديث: 496] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج الخمار من قبره مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله، ويقوم آكل الربا من قبره مكتوب بين عينيه: لا حجة له عند الله، ويقوم المحتكر مكتوب بين عينيه: يا كافر تبوأ مقعدك من النار) (5)
[الحديث: 497] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يخرج عنق من النار يوم القيامة أشد سوادا
__________
(1) رواه سمويه.
(2) رواه أحمد.
(3) رواه أحمد.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية.
(5) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (105)
من القار فيتكلم بلسان طلق ذلق، لها عينان تبصر بهما، ولسان تتكلم به، فتقول: إني أمرت بكل جبار عنيد، ومن دعا مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، فتنضم عليهم، فتقذفهم في النار قبل الناس بخمسمائة سنة) (1)
[الحديث: 498] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يرسل عنق من جهنم يوم القيامة يقول: إن لي ثلاثة: كل جبار عنيد، ومن دعا مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس) (2)
[الحديث: 499] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عجبا لغافل ولا يغفل عنه! وعجبا لطالب دنيا والموت يطلبه! وعجبا لضاحك ملء فيه لا يدري أرضى الله أم أسخط) (3)
[الحديث: 500] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الناس! أما تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تعمرون، وتأملون ما لا تدركون، ألا تستحيون من ذلك) (4)
[الحديث: 501] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى) (5)
3 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بأربعة
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة أمور: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب، ويطلق عليها في كتب الحديث [الرباعيات]
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 502] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنما هي أربع: لا تشركون بالله، ولا تقتلون
__________
(1) رواه الخرائطي في مساوي الأخلاق.
(2) رواه أبو يعلى.
(3) رواه أبو الشيخ وأبو نعيم.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) النسائي (5/ 80 - 81)، وأحمد (2/ 134)
المواعظ والوصايا (106)
النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنون، ولا تسرقون) (1)
[الحديث: 503] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الامانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم) (2)
[الحديث: 504] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع حق على الله عونهم: الغازي، والمتزوج، والمكاتب، والحاج) (3)
[الحديث: 505] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كن فيه حرمه الله تعالى على النار وعصمه من الشيطان، من ملك نفسه حين يرغب، وحين يرهب، وحين يشتهى، وحين يغضب، وأربع من كن فيه نشر الله تعالى عليه رحمته وادخله الجنة: من آوى مسكينا، ورحم الضعيف، ورفق بالمملوك، وأنفق على الوالدين) (4)
[الحديث: 506] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن على البلاء صابر، وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها ولا ماله) (5)
[الحديث: 507] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة، وأولاده أبرارا، وخلطاؤه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده) (6)
[الحديث: 508] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله تعالى من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له، وأسهم الاسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا
__________
(1) رواه أحمد والترمذي والحاكم.
(2) رواه الطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي.
(3) رواه أحمد.
(4) رواه الحكيم.
(5) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي.
(6) رواه ابن عساكر والديلمي في مسند الفردوس، ابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان.
المواعظ والوصايا (107)
يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم، والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم: لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة) (1)
[الحديث: 509] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عزوجل) (2)
[الحديث: 510] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا عليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا) (3)
[الحديث: 511] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وترك أشياء من غير نسيان من ربكم ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها) (4)
[الحديث: 512] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى عزوجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين، إلا من أحب، ومن أعطاه الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان
__________
(1) رواه أحمد والحاكم والنسائي والبيهقي.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه البخاري ومسلم.
(4) رواه الحاكم.
المواعظ والوصايا (108)
زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث) (1)
[الحديث: 513] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتاني جبرئيل فقال: يا محمد! ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو أصححته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إلا بالصحة ولو أسقمته لكفر) (2)
[الحديث: 514] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض) (3)
[الحديث: 515] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن أينما زال، واقبل الحق ممن جاءه من صغير أو كبير وإن كان بغيضا بعيدا، واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيبا قريبا) (4)
[الحديث: 516] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوصيكم بأصحابي (5) خيرا ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته
__________
(1) رواه أحمد والحاكم والبيهقي.
(2) رواه الخطيب في التاريخ.
(3) رواه أحمد والبخاري.
(4) رواه ابن عساكر.
(5) المقصود المنتجبين منهم، وهم الذين لم يبدلوا ولم يغيروا. كما أشارت إلى ذلك الأحاديث الكثيرة التي ذكرناها في الجزء السابق من هذه السلسلة.
المواعظ والوصايا (109)
وساءته سيئته فذلكم المؤمن) (1)
[الحديث: 517] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أطب الكلام، وأفش السلام، وصل الارحام، وصل بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام) (2)
[الحديث: 518] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يعد عنها إلى البدعة) (3)
[الحديث: 519] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا وقف السائل على الباب وقفت الرحمة معه، قبلها من قبلها وردها من ردها، ومن نظر إلى مسكين نظر رحمة نظر الله إليه رحمة، ومن أطال الصلاة خفف الله عنه يوم يقوم الناس لرب العالمين، ومن أكثر الدعاء قالت الملائكة: صوت معروف ودعاء مستجاب وحاجة مقضية) (4)
[الحديث: 520] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس شئ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الاثران فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله) (5)
[الحديث: 521] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ائت المعروف واجتنب المنكر، وانظر ماذا يعجب أذنك أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي تكره أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فاجتنبه) (6)
__________
(1) رواه أحمد والترمذي والحاكم.
(2) رواه أبو نعيم في الحلية.
(3) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية.
(5) رواه الترمذي.
(6) رواه البخاري في الأدب وابن سعد والبغوي في معجمه والباوردي في المعرفة والبيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (110)
[الحديث: 522] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعةٌ من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلوب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا) (1)
[الحديث: 523] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يأخذ هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن؟)، فقال بعض الصحابة: أنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) (2)
[الحديث: 524] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يروى عن ربه: (ابن آدم! أربعة خصال: واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي؛ فأما التي عليك فتعبدني ولا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك) (3)
[الحديث: 525] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أطب الكلام، وأطعم الطعام، وأفش السلام، وتهجد بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام) (4)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 526] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة) (5)
[الحديث: 527] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب،
__________
(1) البزار (323)
(2) الترمذي (2305)
(3) رواه ابن جرير.
(4) رواه بقي بن مخلد في مسنده، وأبو نعيم.
(5) رواه مسلم.
المواعظ والوصايا (111)
والحرص، وطول الأمل) (1)
[الحديث: 528] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع لا يقبلن في أربع: نفقة من خيانة، أو سرقة، أو غلول، أو مال يتيم، في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة) (2)
[الحديث: 529] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة، ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه) (3)
[الحديث: 530] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة لا ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: عاق، ومنان، ومدمن خمر، ومكذب بقدر) (4)
[الحديث: 531] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة يبغضهم الله تعالى: البياع الحلاف، والفقير المحتال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر) (5)
[الحديث: 532] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع بقين في أمتي من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيها: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت؛ وإن النائحة إذا لم تتب قبل الموت جاءت يوم القيامة عليها سربال من قطران ودرع من لهب النار) (6)
[الحديث: 533] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من الجفاء: يبول الرجل قائما أو يكثر مسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو يسمع المؤذن يؤذن فلا يقول مثل ما يقول، أو يصلي بسبيل من يقطع صلاته) (7)
__________
(1) رواه ابن عدي وأبو نعيم في الحلية.
(2) رواه سعيد ابن منصور في سننه.
(3) رواه الحاكم والبيهقي.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه النسائي.
(6) رواه أحمد، والطبراني في الكبير.
(7) رواه ابن عدي.
المواعظ والوصايا (112)
[الحديث: 534] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع خصال من خصال آل قارون: لباس الخفاف المقلوبة، ولباس الأرجوان، وجر نعال السيوف، وكان الرجل لا ينظر إلى وجه خادمه تكبرا) (1)
[الحديث: 535] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله في فقد ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكن بالحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج) (2)
[الحديث: 536] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تهجروا، ولا تدابروا، ولا تجسسوا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا) (3)
[الحديث: 537] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبغض خليقة الله إلى الله يوم القيامة الكذابون، والمستكبرون، والذين يكثرون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا) (4)
[الحديث: 538] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من الجاهلية في الإسلام: النياحة، والتفاخر بالأحساب، والعدوى، والأنواء) (5)
[الحديث: 539] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن في أمتي أربعا من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على
__________
(1) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(2) رواه أبو داود والطبراني في الكبير والحاكم.
(3) رواه مسلم.
(4) رواه الخرائطي في مساوي الأخلاق.
(5) رواه ابن جرير.
المواعظ والوصايا (113)
الميت) (1)
[الحديث: 540] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة لعنهم الله وأمنت عليهم الملائكة: مضل المساكين ـ الذي يهوي بيده إلى المسكين فيقول: هلم أعطيك، فإذا جاءه قال: ليس معي شيء، والذي يقول للمكفوف: اتق البئر، اتق الدابة، وليس بين يديه شيء، والرجل يسأل عن دار القوم فيدلونه على غيرها، والرجل يضرب الوالدين حتى يستغيثا) (2)
[الحديث: 541] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسعون بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء! قد آذونا على ما بنا من الأذى، قال: فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه؛ فيقال لصاحب التابوت: ما بال الأبعد! قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء؛ ثم يقال للذي يجر أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه ثم لا يغسله؛ ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة يستلذها ويستلذه الرفث؛ ثم يقال للذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة) (3)
[الحديث: 542] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة، وأمنت الملائكة: رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت
__________
(1) رواه ابن جرير.
(2) رواه الحاكم.
(3) رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، وابن المبارك، والطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (114)
وتشبهت بالرجال، والذي يضل الأعمى، ورجل حصور ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا) (1)
[الحديث: 543] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة يصبحون في غضب الله، ويمسون في غضب الله: المتشبهون من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي الرجل) (2)
[الحديث: 544] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله والملائكة رجلا تأنث، وامرأة تذكرت، ورجلا تحصر بعد يحيى بن زكريا، ورجلا قعد على الطريق يستهزيء من أعمى، ورجلا شبع من الطعام في يوم مسغبة) (3)
[الحديث: 545] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله عز وجل عبادا لا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم: متبريء من والديه، وراغب عنهما، ومتبريء من ولده، ورجل أنعم عليه قوم نعمة وتبرأ منهم) (4)
[الحديث: 546] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن ربي حرم علي الخمر والميسر والكوبة والتنين والغبيراء، وكل مسكر حرام) (5)
[الحديث: 547] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوصيك أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت بالنار، ولا تعقن والديك وإن أراداك أن تخرج من دنياك فاخرج، ولا تسب الناس، وإذا لقيت أخاك فالقه ببشر حسن وصب له من فضل دلوك) (6)
[الحديث: 548] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بالإياس مما في أيدي الناس! وإياك
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(3) رواه ابن عساكر.
(4) رواه أحمد.
(5) رواه البخاري ومسلم.
(6) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (115)
والطمع! فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر منه) (1)
[الحديث: 549] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من تولى غير مواليه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله منتقص منار الأرض) (2)
[الحديث: 550] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عقر بهيمة ذهب ربع أجره، ومن حرق نخلا ذهب ربع أجره، ومن غش شريكا ذهب ربع أجره، ومن عصى إمامه ذهب أجره كله) (3)
[الحديث: 551] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلن الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلن حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم) (4)
[الحديث: 552] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ترتدوا الصماء (5) في ثوب واحد، لا يأكل أحدكم بشماله، ولا يحتبي في ثوب واحد، ولا يمشي في نعل واحدة) (6)
[الحديث: 553] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسألوا عن النجوم، ولا تماروا في القدر، ولا تفسروا القرآن برأيكم، ولا تسبوا أحدا من أصحابي، فإن ذلك الإيمان المحض) (7)
[الحديث: 554] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تكونوا عيابين ولا مداحين ولا طعانين
__________
(1) رواه الحاكم والبغوي.
(2) رواه الحاكم.
(3) رواه البخاري ومسلم، والديلمي، وابن النجار.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) الصماء: هو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبا.
(6) رواه أبو عوانة.
(7) رواه الديلمي، وابن صصري في أماليه.
المواعظ والوصايا (116)
ولا متماوتين) (1)
[الحديث: 555] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة بخيل ولاخب ولا منان ولا سيئي الملكة، وأول من يدخل الجنة المملوك إذا أطاع الله وأطاع سيده) (2)
[الحديث: 556] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مكذب بالقدر ولا مدمن خمر) (3)
[الحديث: 557] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة كاهن، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بقدر، ولا عاق لوالديه) (4)
[الحديث: 558] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم وعقوق الوالدين! فإن الجنة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله عز وجل) (5)
[الحديث: 559] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى مانع الزكاة ولا إلى آكل مال يتيم ولا إلى ساحر ولا إلى غادر) (6)
[الحديث: 560] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله تعالى ملكا ينادي كل يوم وليلة: أبناء الأربعين زرع قد دنا حصاده، أبناء الخمسين أبناء الستين هلموا إلى الحساب، ماذا قدمتم وماذا عملتم؟ أبناء السبعين هلموا إلى الحساب، ليت الخلائق لم يخلقوا! وليتهم إذا خلقوا علموا لماذا خلقوا! فتجالسوا بينهم فتذاكروا، ألا! أتتكم الساعة فخذوا حذركم) (7)
__________
(1) رواه ابن المبارك، وابن عساكر.
(2) رواه أحمد والخرائطي في مساوي الأخلاق.
(3) رواه أحمد، وابن بشران في أماليه.
(4) رواه الطبراني في الكبير.
(5) رواه الديلمي.
(6) رواه الديلمي.
(7) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (117)
[الحديث: 561] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مكتوب في الإنجيل: ابن آدم! أخلقك وأرزقك وتعبد غيري! ابن آدم تدعوني وتفر مني، ابن آدم! تذكرني وتنساني، ابن آدم! اتق الله ثم نم حيث شئت) (1)
4 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بخمسة
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أمور: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب، ويطلق عليها في كتب الحديث [الخماسيات]
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 562] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناءك قبل فقرك) (2)
[الحديث: 563] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله: من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس) (3)
[الحديث: 564] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الازار فإن إسبال الازار من المخيلة ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر هو فيك فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه وأجره لك، ولا تسبن أحدا) (4)
__________
(1) رواه أبو نعيم، وابن لال.
(2) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وأحمد في الزهد، وأبو نعيم في الحية.
(3) رواه أحمد والطبراني في الكبير.
(4) رواه الطيالسي والترمذي والبيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (118)
[الحديث: 565] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كن ورعا تكن من أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، وأكره لهم ما تكره لنفسك وإهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورت باحسان تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك! فان كثرة الضحك فساد القلب) (1)
[الحديث: 566] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم فكافؤه، فان لم تجدوا ما تكافؤه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) (2)
[الحديث: 567] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من بسط رضاه، وكف غضبه، وبذل معروفه، وأدى أمانته، ووصل رحمه فهو في نور الله الأعظم) (3)
[الحديث: 568] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينال عبد صريح الإيمان حتى يصل من قطعه ويعطي من حرمه، ويعفو عمن ظلمه، ويغفر لمن شتمه، ويحسن إلى من أساء إليه) (4)
[الحديث: 569] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا ابن مسعود! هل تدري أي عرى الايمان أوثق؟ أوثق عرى الايمان الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله، يا ابن مسعود! هل تدري أي المؤمنين أفضل؟ أفضل الناس أحسنهم عملا إذا فقهوا في دينهم، يا ابن مسعود! هل تدري أي المؤمنين أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان في عمله تقصير، وإن كان يزحف من أسته زحفا، يا ابن مسعود! هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها إلا ثلاث فرق وهلك سائرهن! فرقة أقامت في
__________
(1) رواه ابن ماجة.
(2) رواه رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.
(3) رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب والديلمي.
(4) رواه أبو الشيخ والديلمي.
المواعظ والوصايا (119)
الملوك والجبابرة فدعت إلى دين عيسى فأخذت وقتلت ونشرت بالمناشير وحرقت بالنار فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لهم قوة ولم تطق القيام بالقسط فلحقت بالجبال فتعبدت وترهبت وهم الذين ذكرهم الله تعالى {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ} [الحديد: 27] هم الذين آمنوا بي وصدقوني {وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} الذين لم يؤمنوا بي ولم يصدقوني، ولم يرعوها حق رعايتها وهم الذين فسقهم الله) (1)
[الحديث: 570] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا خباب! خمس إن فعلت بهن رأيتني، وإن لم ترني: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وإن قطعت وحرقت، وتؤمن بالقدر خيره وشره تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تشرب الخمر فان خطيئتها تفرع (2) الخطايا كما أن شجرتها تعلو الشجر، وبر والديك وإن أمراك أن تخرج من كل شئ من الدنيا، وتعتصم بحبل الجماعة فان يد الله مع الجماعة يا خباب! إنك إن رأيتني يوم القيامة لا تفارقني) (3)
[الحديث: 571] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أحدثكم بما يدخل الجنة؟ قالوا: بلى: قال: ضرب بالسيف، وطعام الضيف، واهتمام بمواقيت الصلاة، وإسباغ الطهور في الليلة القرة، وإطعام الطعام على حبه) (4)
[الحديث: 572] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يأخذ هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟ قلت: أنا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعقد فيها خمسا: اتق المحارم تكن
__________
(1) رواه عبد بن حميد، والحكيم، والموصلي والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الشعب.
(2) تفرع: الفرع من كل شئ أعلاها يعني تعلو الخطايا.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه ابن عساكر.
المواعظ والوصايا (120)
أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، واحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) (1)
[الحديث: 273] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ارض بقسم الله تكن أغنى الناس، وكن ورعا تكن أعبد الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك! فإنها تميت القلب، والقهقهة من الشيطان والتبسم من الله) (2)
[الحديث: 574] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ألهم خمسة لم يحرم خمسة: من ألهم التوبة لم يحرم القبول، لأن الله عز وجل يقول: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة لأن الله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، ومن ألهم الاستغفار لم يحرم الاستغفار، لأن الله تعالى يقول: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10]، ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]) (3)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 575] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أصحاب النار خمسة: رجل لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يمسي ولا يصبح إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، والضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا لا يبغون أهلا ولا مالا، والشنظير
__________
(1) رواه البخاري.
(2) رواه الطبراني في الأوسط، ابن صصرى في أماليه.
(3) رواه ابن النجار.
المواعظ والوصايا (121)
الفحاش.. وذكر البخل والكذب) (1)
[الحديث: 576] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس بخمس: ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا نشأ فيهم الفقر، ولا ظهر فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طفقوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر) (2)
[الحديث: 577] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، وبهت المؤمن، والفرار من الزحف، ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق) (3)
[الحديث: 578] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس هن من قواصم الظهر: عقوق الوالدين، والمرأة يأتمنها زوجها فتخونه، والإمام يطيعه الناس ويعصى الله، ورجل وعد عن نفسه خيرا وأخلف، واعتراض المرء في الأنساب) (4)
[الحديث: 579] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس يعجل الله لصاحبها العقوبة: البغي والغدر وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم ومعروف لا يشكر) (5)
[الحديث: 580] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معشر المهاجرين! خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير، والحاكم.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه أحمد، وأبو الشيخ في التوبيخ.
(4) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(5) رواه ابن لال.
المواعظ والوصايا (122)
منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) (1)
[الحديث: 581] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كبر مقتا عند الله الأكل من غير جوع، والنوم من غير شهرة، والضحك من غير عجب، وصوت الرنة عند النعمة) (2)
[الحديث: 582] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظهر في أمتي خمس حل عليهم الدمار: التلاعن، والخمر، والحرير، والمعازف، واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء) (3)
[الحديث: 583] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم قط فعمل بها بينهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم، وما عطلوا كتاب الله وسنة رسوله إلا جعل الله بأسهم بينهم) (4)
[الحديث: 584] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل من يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل المصباح الذي يضيء للناس ويحرق نفسه، ومن راءى الناس بعمله راءى الله به يوم القيامة، ومن سمع الناس بعمله سمع الله به، واعلموا أن أول ما ينتن من أحدكم إذا مات بطنه،
__________
(1) رواه ابن ماجة والحاكم.
(2) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(3) رواه الحاكم في التاريخ، والديلمي.
(4) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (123)
فلا يدخل بطنه إلا طيبا، ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم فليفعل) (1)
[الحديث: 585] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو وحب فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير، ليصيبنهم خسف ومسخ وقذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة ببني فلان، وخسف الليلة بدار فلان خواص؛ وليرسلن عليهم حاصب حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط وعلى قبائل فيها، وعلى دور فيها، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دورهم، بشربهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وأكلهم الربا، وقطيعتهم الرحم) (2)
[الحديث: 586] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع الرحم، ولا كاهن، ولا منان) (3)
5 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بستة
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة أمور: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب، ويطلق عليها في كتب الحديث [السداسيات]
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 587] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اكفلوا لي بست خصال أكفل لكم بالجنة: الصلاة، والزكاة، والأمانة، والفرج، والبطن، واللسان) (4)
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه سمويه والخرائطي في مساوي الأخلاق والبيهقي.
(3) رواه أحمد.
(4) رواه الطبراني في الأوسط.
المواعظ والوصايا (124)
[الحديث: 588] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا، إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم) (1)
[الحديث: 589] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا ائتمن فلا يخن، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم) (2)
[الحديث: 590] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اضمنوا لي بست خصال أضمن لكم الجنة: لا تظلموا عند قسمة مواريثكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولا تجبنوا عند قتال عدوكم، ولا تغلوا غنائمكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم) (3)
[الحديث: 591] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، وأحفظوا فروجكم) (4)
[الحديث: 592] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف، والصوم في يوم الصيف، وحسن الصبر عند المصيبة، وترك المراء وأنت محق، وتبكير الصلاة في يوم الغيم، وحسن الوضوء في أيام الشتاء) (5)
[الحديث: 593] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنة: رجل خرج مجاهدا فإن مات في وجهه كان
__________
(1) رواه أحمد والحاكم والبيهقي.
(2) رواه الحاكم والبيهقي.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
(4) رواه البغوي والطبراني في الكبير.
(5) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
المواعظ والوصايا (125)
ضامنا على الله، ورجل تبع جنازة فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لصلاة فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليه سخطة ولا تبعة فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله) (1)
[الحديث: 594] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة كل واحدة منهن قد كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم) (2)
[الحديث: 595] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ست من كن فيه كان مؤمنا حقا: إسباغ الوضوء والمبادرة إلى الصلاة في يوم دجن، وكثرة الصوم في شدة الحر، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء وإن كنت محقا) (3)
[الحديث: 596] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة مجالس المؤمن ضامن على الله: ما كان في شيء منها في سبيل الله، أو مسجد جماعة، أو عند مريض، أو في جنازة، أو في بيته، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره) (4)
[الحديث: 597] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال) (5)
[الحديث: 598] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير، وإن من أعظم الخطايا من اقطع مال امرئ بغير حق، وإن من الحسنات عيادة المريض وإن
__________
(1) رواه الطبراني في الأوسط.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(4) رواه البزاروالطبراني في الكبير.
(5) رواه البخاري ومسلم.
المواعظ والوصايا (126)
تمام عيادته أن تضع يدك عليه وتسأله كيف هو، وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما، وإن من لبسة الأنبياء القميص قبل السراويل، وإن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس) (1)
[الحديث: 599] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العدل حسن ولكن في الأمراء أحسن، السخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسن ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن ولكن في النساء أحسن) (2)
[الحديث: 600] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة وأد الزكاة المفروضة، وحج واعتمر، وصم رمضان، وانظر ما تحب للناس أن يأتوه إليك فافعله بهم وما تكره أن يأتوه إليك فذرهم منه) (3)
[الحديث: 601] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إني سأحدثكم، ما حبسني عنكم الغداة إلا أني قمت فتوضأت وصليت ما قدر لي، نعست في صلاتي حتى استثقلت فإذا أنا بسائل يسألني: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال: فيم وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام، قال: سل، قلت: (اللهم! إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
(3) رواه الطبراني في الكبير.
المواعظ والوصايا (127)
يقربني إلى حبك) إنها حق فادرسوها ثم تعلموها) (1)
[الحديث: 602] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضمن لي ستا ضمنت له الجنة: إذا حدث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا ائتمن أدى، ومن غض بصره، وحفظ فرجه، وكف يده) (2)
[الحديث: 603] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ضمن لي بست ضمنت له الجنة: لا تجبنوا عن عدوكم، ولا تغلوا فيئكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، وخذوا لمظلومكم من ظالمكم، ولا تظالموا في قسمة مواريثكم، ولا تحملوا ذنوبكم على ربكم؛ فإذا فعلتم ذلك دخلتم الجنة) (3)
[الحديث: 604] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لقي الله ولم يعمل بست خلال دخل الجنة: من لقي الله ولم يشرك به شيئا، ولم يسرق، ولم يزن، ولم يرم محصنة، ولم يعص ذا أمر، وقال الحق سكت أو نطق) (4)
[الحديث: 605] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له خاصة، والسابعة لم يكن موسى يحبها، قال: يا رب أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر الله ولا ينسى، قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى، قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: عالم لا يشبع من العلم، يجمع علم الناس إلى علمه؛ قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر عفا، قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما أوتي، قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب سفر)
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الغنى عن ظهر المال، إنما الغنى غنى النفس، وإذا أراد
__________
(1) رواه الترمذي.
(2) رواه عبد الرزاق في المصنف، والبيهقي.
(3) رواه الديلمي.
(4) رواه البيهقي في شعب الإيمان، والخرائطي في مساوئ الأخلاق، وابن عساكر.
المواعظ والوصايا (128)
الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه) (1)
[الحديث: 606] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ست من كن فيه كان مؤمنا حقا: إسباغ الوضوء، والمبادرة إلى الصلاة في يوم دجن، وكثرة الصوم في شدة الحر، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء وإن كان محقا) (2)
[الحديث: 607] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة أشياء حسن، ولكن في ستة من الناس أحسن: العدل حسن ولكن في الأمراء أحسن، والسخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، والورع حسن ولكن في العلماء أحسن، والصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، والتوبة حسن ولكن في الشباب أحسن، والحياء حسن ولكن في النساء أحسن) (3)
[الحديث: 608] عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ماذا ينجي؟ العبد من النار؟ قال: الإيمان بالله، قلت: إن مع الإيمان عملا؟ قال: يرضخ مما رزقه الله، فقلت: أرأيت إن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، قلت: أرأيت إن كان عييا لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر؟ قال: يصنع لأخرق، قلت: أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئا؟ قال: يعين مغلوبا، قلت: أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مغلوبا؟ قال: ما تريد أن تترك في صاحبك شيئا من الخير! يمسك الأذى عن الناس، قلت: يا رسول الله! إذا فعل ذلك دخل الجنة؟ قال: والذي نفسي بيده ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء يريد بها ما عند الله إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى تدخله
__________
(1) رواه الروياني، وأبو بكر بن المقرئ في فوائده، وابن لال، وابن عساكر؛ وروى والبيهقي بعضه.
(2) رواه الديلمي.
(3) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (129)
الجنة) (1)
[الحديث: 609] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ضعف، ومن أنفق على نفسه أو على أهله أو عاد مريضا أو ماز أذى عن طريق أو تصدق فهي حسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة) (2)
[الحديث: 610] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تكون مسلما حتى يسلم الناس من لسانك ويدك، ولا تكون عالما حتى تكون بالعلم عاملا، ولا تكون عابدا حتى تكون ورعا، ولا تكون زاهدا، أطل الصمت، وأكثر الفكر، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك مفسدة للقلب) (3)
[الحديث: 611] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معاذ! أوصيك وصية الأخ الشفيق، أوصيك بتقوى الله، وعد المريض، وأشرع في حوائج الأرامل والضعفاء، وجالس الفقراء والمساكين، وأنصف الناس من نفسك، وقل الحق، ولا تأخذك في الله لومة لائم) (4)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 612] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة أشياء تحبط الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق، وقسوة القلب، وحب الدنيا، وقلة الحياء، وطول الأمل وظلم لا ينتهى) (5)
[الحديث: 613] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت، فيعز بذلك من أذل الله، ويذل
__________
(1) رواه ابن حبان، والروياني.
(2) رواه أحمد، وابن منيع، والدارمي والشاشي، وابن خزيمة والحاكم.
(3) رواه العسكري في الأمثال.
(4) رواه أبو نعيم في الحلية.
(5) رواه الديلمي في مسند الفردوس.
المواعظ والوصايا (130)
من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي) (1)
[الحديث: 614] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى كره لكم ستا: العبث في الصلاة، والمن بالصدقة، والرفث في الصيام، والضحك عند القبور، ودخول المساجد وأنتم جنب، وإدخال العيون البيوت بغير إذن) (2)
[الحديث: 615] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك) (3)
[الحديث: 616] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعون من سب أباه، ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم لوط) (4)
[الحديث: 617] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله عز وجل كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، ووأد البنات، وعقوق الأمهات) (5)
[الحديث: 618] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله عز وجل يبغض الآكل فوق شبعه، والغافل عن طاعة ربه، والتارك سنة نبيه، والمخفر ذمته، والمبغض عترة نبيه، والمؤذي جيرانه) (6)
[الحديث: 619] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة يدخلون النار بغير حساب: الأمراء بالجور والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالكذب، والعلماء بالحسد،
__________
(1) رواه الحاكم.
(2) رواه سعيد بن منصور في سننه.
(3) رواه مالك وأبو داود والترمذي.
(4) رواه أحمد.
(5) رواه الطبراني في الكبير.
(6) رواه الديلمي.
المواعظ والوصايا (131)
والأغنياء بالبخل) (1)
[الحديث: 620] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة يعذبهم الله بذنوبهم يوم القيامة: الأمراء بالجور، والعلماء بالحسد، والعرب بالعصبية، وأهل الأسواق بالخيانة، والدهاقين بالكبر، وأهل الرساتيق بالجهل) (2)
[الحديث: 621] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة لعنهم الله ولعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والراغب عن سنتي إلى بدعة، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط على أمتي بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله، والمرتد أعرابيا بعد هجرته) (3)
[الحديث: 622] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعون ملعون من سب أباه! ملعون ملعون من سب أمه، ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط! ملعون ملعون من أغرى بين بهيمتين! ملعون ملعون من غير تخوم الأرض! ملعون ملعون من كمه أعمى عن الطريق) (4)
[الحديث: 623] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعان ظالما بباطل ليدحض حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته مع ما يدخر له من الخزي يوم القيامة، وسلطان الله في الأرض كتاب الله وسنة نبيه، ومن ولى وليا من المسلمين شيئا من أمور المسلمين وهو يعلم أن في المسلمين من هو خير للمسلمين منه وأعلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقد خان الله ورسوله وخان جماعة المسلمين، ومن ولى
__________
(1) رواه أبو نعيم.
(2) رواه الديلمي.
(3) رواه البخاري ومسلمط في الأفراد، والخطيب في المتفق والمفترق.
(4) رواه الخطيب.
المواعظ والوصايا (132)
شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله له في شيء من أموره حتى يقوم بأمورهم ويقضي حوائجهم، ومن أكل درهما من ربا فهو كآثم ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به) (1)
[الحديث: 624] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر، ولا مرتد أعرابيا بعد هجرة، ولا من أتى ذات محرم) (2)
[الحديث: 625] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة خب ولا بخيل، ولا لئيم، ولا منان، ولا خائن، ولا سيئي الملكة، وإن أول من يقرع باب الجنة المملوك والمملوكة، فاتقوا الله وأحسنوا فيما بينكم وبين الله وفيما بينكم وبين مواليكم) (3)
6 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بسبعة
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعة أمور: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب، ويطلق عليها في كتب الحديث [السباعيات]
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 626] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير والخطيب، والحاكم.
(2) رواه ابن جرير، والخطيب.
(3) رواه الخطيب في كتاب البخلاء، وابن عساكر.
المواعظ والوصايا (133)
الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) (1)
[الحديث: 627] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) (2)
[الحديث: 628] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لقد سألتني عن عظيم! وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ألا أدلك على أبواب الخير! الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه! رأس الامر الاسلام، من أسلم سلم وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، لا أخبرك بملاك ذلك كله! كف عليك هذا ـ وأشار إلى لسانه، ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) (3)
[الحديث: 629] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق الله، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وحج البيت واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، واقر الضيف، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيثما زال) (4)
[الحديث: 630] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب،
__________
(1) رواه مسلم وغيره.
(2) رواه البخاري ومسلم.
(3) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة الحاكم والبيهقي في الشعب عن معاذ.
(4) رواه الطبراني في الكبير عن مخول السلمي.
المواعظ والوصايا (134)
وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف الدين، وما عال امرؤ اقتصد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون) (1)
[الحديث: 631] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام مقسط، ورجل لقيته امرأة ذات منصب وجمال فعرضت نفسها عليه فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تعلم القرآن في صغره فهو يتلوه في كبره، ورجل تصدق بصدقة بيمينه فأخفاها عن شماله، ورجل ذكر الله في برية ففاضت عيناه خشية من الله، ورجل لقى رجلا فقال: أحبك في الله، فقال له الرجل: وأنا أحبك في الله) (2)
[الحديث: 632] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبع خصال هن جوامع الخير: حب الإسلام، وأهله، والفقراء، ومجالستهم، ولا تأمن من رجل يكون على شر فيرجع إلى خير فيموت عليه، ولا تأمن رجلا، يكون على خير فيرجع إلى شر فيموت عليه، ليشغلك عن الناس ما تعلم من نفسك) (3)
[الحديث: 633] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حفر قبرا بنى له الله بيتا في الجنة، ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن كفن ميتا كساه الله عز وجل من حلل الجنة، ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة لا تقوم لها الدنيا، ومن اتبع جنازة حتى يقضى دفنها كتب الله له
__________
(1) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
(3) رواه ابن السني والديلمي.
المواعظ والوصايا (135)
ثلاث قراريط القيراط منها أعظم من جبل أحد، ومن كفل يتيما أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله جنته) (1)
[الحديث: 634] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أنس! أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وسلم على أهلك يكثر خير بيتك، ويا أنس! سلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك، ويا أنس! لا تبيتن إلا وأنت طاهر فإنك إن مت مت شهيدا، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين قبلك، وصل بالليل والنهار تحبك الحفظة، ووقر الكبير وارحم الصغير تلقني غدا) (2)
[الحديث: 635] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوصيك بتقوى الله! فإنه زين لأمرك كله، وعليك بتلاوة القرآن! واذكر الله فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، عليك بطول الصمت إلا من خير! فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك، إياك وكثرة الضحك! فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد! فإنه رهبانية أمتي، أحب المساكين وجالسهم، انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك، صل قرابتك وإن قطعوك، قل الحق وإن كان مرا، لا تخف في الله لومة لائم، ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجر عليهم فيما تأتي، وكفى بالمرء جبنا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحي لهم مما هو فيه، ويؤذي حبسهم، يا أبا ذر! لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق) (3)
[الحديث: 636] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ولم يتكبر على خلقي، وقطع نهاره بذكري ولم يبت مصرا على خطيئته، يطعم
__________
(1) رواه الطبراني في الأوسط.
(2) رواه ابن عدي.
(3) رواه عبد الرزاق في المصنف وبن حميد في تفسيره وابن عساكر وغيرهم.
المواعظ والوصايا (136)
الجائع، ويؤوي الغريب، ويرحم الصغير، ويوقر الكبير؛ فذلك الذي يسألني فأعطيه ويدعوني فأستجيب له ويتضرع إلي فأرحمه، فمثله عندي كمثل الفردوس في الجنان لا يتسنى ثمارها ولا يتغير حالها) (1)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 637] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله) (2)
[الحديث: 638] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) (3)
[الحديث: 639] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العالمين، يدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا، إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: الناكح يده، والفاعل، والمفعول به، ومدمن الخمر، والضارب أبويه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره) (4)
[الحديث: 640] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبعا احفظوهن مني: لا تحتكروا، ولا تناجشوا، تلقوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد، ولا يبع رجل على بيع أخيه حتى يذر، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفيء إناءها فإن لها ما كتب الله
__________
(1) رواه البخاري ومسلم.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
(4) رواه الحسن بن عرفة في جزئه، والبيهقي.
المواعظ والوصايا (137)
لها) (1)
[الحديث: 641] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله من والى غير مواليه، لعن الله من غير تخوم الأرض، لعن الله من كمه أعمى عن الطريق، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من وقع على بهيمة ولعن الله من عمل عمل قوم لوط) (2)
7 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بأكثر من سبعة
وهي الأحاديث التي يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من سبعة أمور: إما من باب الترغيب، أو من باب الترهيب.
أ ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترغيب
[الحديث: 642] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أي أخي! إني موصيك بوصية فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها: زر القبور تذكر بها الآخرة بالنهار أحيانا ولا تكثر، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو عظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزن قلبك فإن الحزين في ظل الله تعالى معرض لكل خير، وجالس المساكين وسلم عليهم إذا لقيتهم، وكل مع صاحب البلاء تواضعا لله تعالى وإيمانا به، والبس الخشن من الثياب لعل العز والكبر لا يكون لهما فيك مساغ، وتزين أحيانا لعبادة ربك فإن المؤمن كذلك يفعل تعففا وتكرما وتجملا، ولا تعذب شيئا مما خلق الله بالنار) (3)
[الحديث: 643] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من الذكر، والذكر أفضل من
__________
(1) رواه ابن عساكر.
(2) رواه أحمد، والطبراني في الكبير والحاكم.
(3) رواه ابن عساكر.
المواعظ والوصايا (138)
الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنة من النار، ونوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح، ومن أصبح صائما سبحت له أعضاؤه، وأضاءت له السماوات نورا واستغفر له كل ملك في السماء، فإن سبح أو هلل تلقاها سبعون ألف ملك يكتبونها إلى أن توارت بالحجاب، ولا قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بالنية، ولا قول وعمل ونية إلا باصابة السنة، ومن رضى من الله بالقليل من الرزق رضى الله منه باليسير من العمل) (1)
[الحديث: 644] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا بني! اكتم سري تكن مؤمنا، يا بني! أسبغ الوضوء يحبك حافظاك، ويزد في عمرك؛ ويا أنس! بالغ في الاغتسال من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة تبل أصول شعرك، وتنقي البشر، ويا بني! إن استطعت أن لا تزال أبدا على وضوء فافعل فإنه من يأتيه الموت وهو على وضوء يعطي الشهادة، ويا بني! إن استطعت أن لا تزال تصلي فافعل فإن الملائكة لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي، ويا أنس! إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن جنبيك، ويا بني! إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك موضعه فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده، ويا بني! إذا سجدت فأمكن جبهتيك وكفيك من الأرض فلا تنقر نقر الديك، ولا تقع إقعاء الكلب، ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع، وافرش ظهر قدميك الأرض، وضع أليتيك على عقبيك فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك، وإياك والالتفات في الصلاة! فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي النافلة لا في الفريضة؛ ويا بني! إن قدرت أن تجعل من صلاتك في بيتك فافعل فإنه يكثر خير بيتك؛ ويابني! إذا خرجت من بيتك فلا تقعن عينيك على
__________
(1) رواه أبو نصر.
المواعظ والوصايا (139)
أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه فإنك ترجع مغفورا لك؛ ويا بني! إذا دخلت منزلك فسلم تكون بركة على نفسك وعلى أهلك، ويا بني! إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فإنه أهون عليك في الحساب؛ ويا بني! إن تبعت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت، يا بني! إن ذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في درجتي في الجنة) (1)
[الحديث: 645] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صدق الله نجا، ومن عرفه اتقى، ومن أحبه استحيى، ومن رضى بقسمته استغنى، ومن حذره أمن، ومن أطاعه فاز، ومن توكل عليه اكتفى، ومن كانت همته عند نومه ويقظته لا إله إلا الله وكانت الدنيا تحثه على الآخرة وتحذره الفاقرة) (2)
[الحديث: 646] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ بهن فأوحى الله تعالى إلى عيسى: إما أن يبلغهن أو تبلغهن! فأتاه عيسى فقال له: إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن! فقال له: يا روح الله! إني أخشى إن سبقتني أو أن أعذب أويخسف بي! فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد، فقعد على الشرفات، فحمد الله وثنى عليه ثم قال: إن الله تعالى أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن، وأولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال: اعمل وارفع إلي! فجعل العبد يعمل ويرفع إلى غير
__________
(1) رواه أبو يعلى وأبو الحسن القصان في المطولات.
(2) رواه أبو عبد الرحمن السلمي.
المواعظ والوصايا (140)
سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك! وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأمركم بالصلاة، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله عز وجل يقبل بوجهه إلى عبده مالم يلتفت، وأمركم بالصيام، ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ وأمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال لهم: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم! فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه؛ وأمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة والسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فادعو بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله) (1)
[الحديث: 647] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، واقر الضيف وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال) (2)
[الحديث: 648] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق الله، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وحج البيت واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، واقر الضيف، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر،
__________
(1) رواه أحمد، والبيهقي والحاكم وغيرهم.
(2) رواه الترمذي والبخاري.
المواعظ والوصايا (141)
وزل مع الحق حق حيثما زال) (1)
[الحديث: 649] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، وأهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة، ومن كان له في الجنة درجة فهو في الجنة، ونصف العلم حسن المسألة، والاقتصاد في المعيشة نصف العيش يبقي نصف النفقة، وركعتان من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من مخلط، وما تم دين إنسان قط حتى يتم عقله، والدعاء يرد الأمر، وصدقة السر تطفيء غضب الرب وصدقة العلانية تقي ميتة السوء، وصنائع المعروف إلى الناس تقي صاحبها مصارع السوء الآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، والعرف ينقطع فيما بين الناس ولا ينقطع فيما بين الله وبين من افتعله) (2)
[الحديث: 650] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه في غير مسكنة، وأنفق من مال جمعه في غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة؛ طوبى لمن ذل نفسه وطاب كسبه، وحسنت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره؛ طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله) (3)
[الحديث: 651] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا
__________
(1) رواه الطبراني في الكبير.
(2) رواه الشيرازي في الألقاب، والبيهقي.
(3) رواه الترمذي، والبغوي، والباوردي، وابن قانع وغيرهم.
المواعظ والوصايا (142)
المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) (1)
[الحديث: 652] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ذكر الأنبياء من العبادة، وذكر الصالحين كفارة الذنوب، وذكر الموت صدقة، وذكر النار من الجهاد، وذكر القبر يقربكم من الجنة، وذكر القيامة يباعدكم من النار، وأفضل العبادة ترك الجهل، ورأس مال العالم ترك الكبر، وثمن الجنة ترك الحسد، والندامة من الذنوب التوبة الصادقة) (2)
[الحديث: 653] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان ولا إله إلا الله تملأ ما بين السماء والأرض، والله أكبر نصف الإيمان، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل إنسان يغدو فمبتاع نفسه فمعتقها أو بايعها فموبقها) (3)
[الحديث: 654] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمرني ربي بتسع: خشية الله في السر والعلانية، وكلمة العدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وأن أصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأعف عمن ظلمني، وأن يكون صمتي فكرا، ونطقي ذكرا، ونظري عبرة، وأمرٌ بالمعروف)
ب ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة الترهيب
[الحديث: 655] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة:
__________
(1) رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، والطبراني في الكبير.
(2) رواه الديلمي.
(3) رواه عبد الرزاق في المصنف.
المواعظ والوصايا (143)
السقارون وهم الكذابون، والخيالون وهم المستكبرون، والذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم وإن لم يكن لهم ذلك بحق، والمشاؤن بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة، والباغون البراء الدحضة؛ أولئك يقذرهم الرحمن عز وجل) (1)
[الحديث: 656] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبئك بشر الناس! من أكل وحده، ومنع رفده، وسافر وحده، وضرب عبده، ألا أنبئك بشر من هذا! من يبغض الناس ويبغضونه؛ ألا أنبئك بشر من هذا! من يخشى شره من مقدار سبع أرضين؛ وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل) (2)
[الحديث: 657] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت أو حرقت، ولا تعقن والديك وإن أمرك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة؛ وإياك والمعصية! فإن المعصية تحل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس! وإذا أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم أدبا وأخفهم في الله عز وجل) (3)
[الحديث: 658] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا وتزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا،
__________
(1) رواه أبو الشيخ في التوبيخ، وابن عساكر.
(2) رواه الطبراني في الكبير.
(3) رواه أحمد.
المواعظ والوصايا (144)
ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة ولا تولوا الفرار يوم الزحف؛ وعليكم خاصة اليهود أن لا تعتدوا في السبت) (1)
[الحديث: 659] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معشر المسلمين! احذروا البغي فإنه ليس من عقوبة هي أحضر من عقوبة بغي، وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أعجل من صلة الرحم، وإياكم واليمين الفاجرة! فإنها تدع الديار بلاقع من أهلها، وإياكم وعقوق الوالدين! فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام، وما يجد ريحها عاق، ولا قاطع، ولا شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله رب العالمين؛ والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مسلما أو دفعت به عن دين الله، وإن في الجنة لسوقا لا يباع فيه ولا يشترى إلا الصور من الرجال والنساء، يتوافون على مقدار كل يوم من أيام الدنيا، يمر بهم أهل الجنة، فمن اشتهى صورة دخل فيها من رجل أو امرأة فكان هو تلك الصورة) (2)
[الحديث: 660] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفر بالله العظيم عشرة من هذه الأمة: الغال، والساحر، والديوث، وناكح المرأة في دبرها، وشارب الخمر، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة ومات ولم يحج، والساعي في الفتن، وبائع السلاح أهل الحرب، ومن نكح محرم منه) (3)
[الحديث: 661] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بئس العبد عبد تخيل واختال ونسى الكبير المتعال! بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى! بئس العبد عبد سها ولها ونسى المقابر والبلى! وبئس العبد عبد عتا وطغى ونسي المبتدأ والمنتهي! بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين! بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات بئس العبد عبد طمع يقوده! بئس العبد عبد
__________
(1) رواه الترمذي والنسائي.
(2) رواه ابن عساكر.
(3) رواه ابن عساكر.
المواعظ والوصايا (145)
هوى يضله! بئس العبد عبد رغب يذله) (1)
[الحديث: 662] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أبليس لما أنزل إلى الأرض قال: يا رب! أنزلتني إلى الأرض وجعلتني رجيما فاجعل لي بيتا، قال: الحمام، قال: فاجعل لي مجلسا، قال: الأسواق ومجامع الطرق، قال: فاجعل لي طعاما، قال، ما لا يذكر اسم الله عليه، قال: اجعل لي شرابا، قال: كل مسكر، قال: اجعل لي مؤذنا، قال: المزامير، قال: اجعل لي قرآنا، قال الشعر قال: اجعل لي كتابا، قال: الوشم، قال: اجعل لي حديثا، قال: الكذب، قال: اجعل لي رسولا، قال: الكهانة، قال: اجعل لي مصايد، قال: النساء) (2)
[الحديث: 663] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئا من حقي، وعلى من أبى عترتي، وعلى من استخف بولايتي، وعلى من ذبح لغير القبلة، وعلى من انتفى من ولده، وعلى من برئ من مواليه، وعلى من سرق من منار الأرض وحدودها، وعلى من أحدث في الإسلام حدثا أو آوى محدثا، وعلى ناكح البهيمة، وعلى ناكح يده، وعلى من أتى الذكران من العالمين، وعلى من تحصر ولا حصور بعد يحيى بن زكريا، وعلى رجل تأنث وعلى امرأة تذكرت، وعلى من أتى امرأة وابنتها، وعلى من جمع الأختين إلا قد سلف، وعلى مغور الماء المنتاب، وعلى المتغوط في ظل النزال، وعلى من آذانا في سبلنا، وعلى الجارين أذبالا، وعلى الماشين اختيالا وعلى الناطقين أشفارا بالخنى، وعلى الشابين فضالا، وعلى المعقوس نعالا) (3)
[الحديث: 664] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي! إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره
__________
(1) رواه أبو داود والحاكم والبيهقي.
(2) رواه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وابن جرير، وابن مردويه.
(3) رواه الباوردي.
المواعظ والوصايا (146)
لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع ولا أنت ساجد ولا تصل وأنت عاقص شعرك فإنه كفل الشيطان، ولا تقع بين السجدتين، ولا تعبث بالحصى في الصلاة، ولا تفترش ذراعيك، ولا تفتح على الإمام، ولا تختم بالذهب، ولا تلبس القسى ولا المعصفر، ولا تركب على المياثر الحمر فإنها مراكب الشيطان) (1)
القسم الثاني ـ المواعظ والوصايا الواردة في المصادر الشيعية
يتناول هذا القسم الأحاديث الواردة في مصادر الحديث الشيعية، مما نرى موافقته للقرآن الكريم والفطرة السليمة، وقد قسمنا الأحاديث الواردة فيه إلى ثلاثة أقسام:
أولا ـ المواعظ والوصايا المطلقة.
ثانيا ـ المواعظ والوصايا الموجهة لبعض الصحابة أفرادا أو جماعات.
ثالثا ـ المواعظ والوصايا الطويلة المقسمة، والتي رأينا أن الكثير يعرض عنها بسبب طولها، ولذلك قسمناها إلى أحاديث قصيرة يسهل حفظها والاستدلال بها عند الحاجات المختلفة.
أولا ـ المواعظ والوصايا المطلقة
وقد قسمناها بحسب الصيغ التي وردت بها إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ المواعظ والوصايا الواردة في الخطب النبوية.
2 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة حكم مختصرة.
3 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بالأعداد.
__________
(1) رواه عبد الرزاق في المصنف.
المواعظ والوصايا (147)
1 ـ المواعظ والوصايا الواردة في الخطب النبوية
[الحديث: 665] قال صلى الله عليه وآله وسلم في أول خطبة خطبها في المدينة، لأول جمعة أقامها، وذلك في مسجد قبيلة بني سالم بن عوف: (الحمد لله الذي أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأؤمن به ولا أكفره وأعادي من يكفره. وأشهد أن لا إله إلّا الله واحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة، على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فقد غوى، وفرط وضلّ ضلالا بعيدا.. أوصيكم بتقوى الله، فإنّه خير ما أوصى به المسلم مسلما أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله. فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك ذكر. وإن تقوى الله لمن عمل بها على وجل ومخافة من ربه، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السرّ والعلانية، ولا ينوي بذلك إلّا وجه الله، يكن له ذكر في عاجل أمره، وذخر فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء إلى ما قدّم وما كان من سوى ذلك يودّ لو أنّ بينه وبينها أمدا بعيدا، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد، والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فإنّه يقول: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29] فاتقوا الله في عاجل أمركم واجله في السر والعلانية، فإنّه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجرا، ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما. وإنّ تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تبيّض الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة.
خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علّمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده. هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ
المواعظ والوصايا (148)
وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] ولا حول ولا قوة إلّا بالله. فأكثروا ذكر الله، واعلموا أنّه خير من الدنيا وما فيها، واعملوا لما بعد الموت. فإنّه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس. ذلك بأنّ الله يقضي بالحق على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه.. الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم) (1)
[الحديث: 666] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته في حجة الوداع: (الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله واحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على العمل بطاعته؛ وأستفتح الله بالذي هو خير.
أمّا بعد: أيها النّاس! اسمعوا مني ما أبيّن لكم، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.
أيّها النّاس! إنّ دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها؛ وإنّ ربا الجاهليّة موضوع، وإن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية. والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن ازداد فهو من الجاهلية.
__________
(1) بحار الأنوار (89/ 232)
المواعظ والوصايا (149)
أيّها النّاس! إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنّه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم.
أيّها النّاس! {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الله} [التوبة: 37] وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ الله يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36] ثلاثة متوالية، وواحد فرد، ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرم، ورجب بين جمادى وشعبان، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
أيّها النّاس! إن لنسائكم عليكم حقّا، ولكم عليهن حقّا، حقكم عليهنّ أن لا يوطئن أحدا فرشكم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلّا بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجرو هنّ في المضاجع، وتضربوهنّ ضربا غير مبرّح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيرا.
أيّها النّاس! {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفس منه. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
أيّها النّاس! إنّ ربّكم واحد، وإن أباكم واحد، كلّكم لادم وادم من تراب {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، وليس لعربي على عجميّ فضل إلّا بالتقوى. ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: فليبلّغ الشاهد الغائب.
أيّها النّاس! إن الله قسّم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصيّة في
المواعظ والوصايا (150)
أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادّعى إلى غير أبيه، ومن تولّى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. والسلام عليكم ورحمة الله) (1)
[الحديث: 667]: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة له لما وصل إلى تبوك، بعد أن حمد الله وأثنى عليه: (أيّها النّاس! إن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنّة محمّد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشرّ الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما اتّبع، وشرّ العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السّفلى، وما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى، وشرّ المعذرة حين يحضر الموت، وشرّ الندامة ندامة يوم القيامة، ومن أعظم خطايا اللسان الكذب، وخير الغنى غنى النّفس، وخير الزّاد التّقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والمسكر من النّار، والخمر جماع الإثم، والنّساء حبالات إبليس، والشّباب شعبة من الجنون، وشرّ المكاسب الربّا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشّقيّ من شقي في بطن أمّه، وإنّما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، وملاك العمل خواتيمه، وكلّ ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يستغفر الله يغفر له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يصبر على الرزيّة يعوّضه الله) (2)
[الحديث: 668] أول موعظة وعظ بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة: (أيّها الناس! أفشوا
__________
(1) بحار الأنوار (76/ 348)
(2) بحار الأنوار (77/ 116)
المواعظ والوصايا (151)
السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) (1)
[الحديث: 669] عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يخطب في الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع، ويقول: (إنّه لا نبي بعدي، ولا أمّة بعدكم، ألا فاعبدوا ربّكم، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجّوا بيت ربّكم، وأدّوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربّكم) (2)
[الحديث: 670] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكان إذا خطب قال في خطبته: أمّا بعد.. فإذا ذكر الساعة اشتد صوته، واحمرّت وجنتاه، ثمّ يقول: (صبّحتكم الساعة أو مسّتكم، ثمّ يقول: (بُعثت أنا والساعة كهذه من هذه، ويشير بإصبعيه) (3)
[الحديث: 671] قال الإمام علي: خطب بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أيّها الناس.. إنّكم في زمان هدنة وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يُبليان كل جديد، ويقرّبان كل بعيد، ويأتيان بكل وعدٍ ووعيد، فاعّدوا الجهاز لبعد المجاز، فقام مقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله فما تأمرنا نعمل؟!.. فقال: (إنّها دار بلاء وابتلاء وانقطاع وفناء، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن.. فإنه شافع مُشفّع، وماحلٌ مُصدَّق، مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومَن جعله خلفه ساقه
__________
(1) دعائم الاسلام ج 1 ص 211.
(2) الخصال: ج 1 ص 156.
(3) بحار الأنوار: 74/ 122، وأمالي الطوسي 1/ 347.
المواعظ والوصايا (152)
إلى النار، ومَن جعله الدّليل يدّله على السبيل، وهو كتاب تفصيل وبيان تحصيل، هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهرٌ وبطن، وظاهره حكم الله وباطنه علم الله تعالى، فظاهره وثيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تُحصى عجائبه ولا تُبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف النصفة، فليرع رجلٌ بصره، وليبلغ النصفة نظره ينجو من عطب، ويتخلّص من نشب، فإنّ التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات، والنور يُحسن التخلّص ويُقلّ التربّص) (1)
[الحديث: 672] عن جابر بن عبد الله قال: مر بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته، وذلك حين رجع من حجّة الوداع، فوقف علينا فسلّم ورددنا عليه السلام، ثمّ قال: (ما لي أرى حبّ الدنيا قد غلب على كثير من الناس، حتّى كأنّ الموت في هذه الدنيا على غيرهم كُتب، وكأنّ الحقّ في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتّى كأنْ لم يسمعوا ويروا من خبر الأموات قبلهم، سبيلهم سبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون، بيوتهم أجداثهم، ويأكلون تراثهم يظنّون أنّهم مُخلّدون بعدهم، هيهات هيهات!.. أمَا يتّعظ آخرهم بأّولهم، لقد جهلوا ونسوا كلّ وعظ في كتاب الله، وأمنوا شرّ كلّ عاقبة سوء، ولم يخافوا نزول فادحة وبوائق حادثة) (2)
2 ـ المواعظ والوصايا الواردة بصيغة حكم مختصرة
[الحديث: 673] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله عزوجل، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 135، ونوادر الراوندي ص 21.
(2) بحار الأنوار: 74/ 132، والكافي 8/ 168.
المواعظ والوصايا (153)
الناس فليكن بما عند الله عزوجل أوثق منه بما في يده) (1)
[الحديث: 674] قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أعبد الناس من أقام الفرائض.. وأسخى الناس من أدى زكاة ماله وأزهد الناس من اجتنب الحرام.. وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه.. وأعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه.. وأكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت.. وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب يرجو الثواب.. وأغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال.. وأعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا.. وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه وأشجع الناس من غلب هواه.. وأكثر الناس قيمة أكثر هم علما.. وأقل الناس قيمة أقلهم علما.. وأقل الناس لذة الحسود.. وأقل الناس راحة البخيل.. وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عز وجل عليه.. وأولى الناس بالحق أعلمهم به.. وأقل الناس حرمة الفاسق.. وأقل الناس وفاء الملوك.. وأقل الناس صديقا الملك.. وأفقر الناس الطامع.. وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا.. وأفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا.. وأكرم الناس أتقاهم.. وأعظم الناس قدرا من ترك ما لا يعنيه.. وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقا.. وأقل الناس مروة من كان كاذبا.. وأشقى الناس الملوك.. وأمقت الناس المتكبر.. وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب.. وأحلم الناس من فرمن جهال الناس.. وأسعد الناس من خالط كرام الناس.. وأعقل الناس أشدهم مدارة للناس.. وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة.. وأعتى الناس من قتل غير قاتله أوضرب غير ضاربه.. وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.. وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب.. وأذل الناس من أهان
__________
(1) معانى الاخبار ص 196.
المواعظ والوصايا (154)
الناس.. وأحزم الناس أكظمهم للغيظ.. وأصلح الناس أصلحهم للناس.. وخير الناس من انتفع به الناس) (1)
[الحديث: 675] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أسر ما يرضى الله عزوجل أظهرالله له ما يسره.. ومن أسر ما يسخط الله تعالى أظهر الله تعالى له ما يحزنه.. ومن كسب مالا من غير حله أفقره الله عزوجل.. ومن تواضع لله رفعه الله.. ومن سعى في رضوان الله أرضاه الله.. ومن أذل مؤمنا أذله الله.. ومن عاد مريضا فإنه يخوض في الرحمة ـ وأومأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حقويه ـ فاذا جلس عند المريض غمرته الرحمة ومن خرج من بيته يطلب علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له.. ومن كظم غيظ ملأ الله جوفه إيمانا.. ومن أعرض عن محرم أبدله الله به عبادة تسره.. ومن عفى من مظلمة أبدله الله بها عزا في الدنيا والآخرة.. ومن بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة.. ومن أعتق رقبة فهي فداء عن النار كل عضو منها فداء عضو منه.. ومن أعطى درهما في سبيل الله كتب الله له سبعمائة حسنة.. ومن أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربعمائة آية.. كل حرف منها بعشر حسنات.. ومن لقى عشرة من المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة.. ومن أطعم مؤمنا لقمة أطعمه الله من ثمار الجنة.. ومن سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم.. ومن كساه ثوبا كساه الله من الاستبرق والحرير وصلى عليه الملائكة ما بقي في ذلك الثوب سلك) (2)
[الحديث: 676] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستحرصون على الإمارة، تكون حسرة
__________
(1) أمالي الطوسي، ص 14.
(2) بحار الأنوار: 74/ 121، وأمالي الطوسي 1/ 185.
المواعظ والوصايا (155)
وندامة، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة) (1)
[الحديث: 677] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ساد القوم فاسقهم، وكان زعيم القوم أذلّهم، وأُكرم الرجل الفاسق فليُنتظر البلاء) (2)
[الحديث: 678] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن) (3)
[الحديث: 679] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزول المسروق منه في تهمة من هو بريء، حتى يكون أعظم جرماً من السارق) (4)
[الحديث: 680] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأمْركم شورى بينكم: فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأُموركم إلى نسائكم: فبطن الأرض خير لكم من ظهرها) (5)
[الحديث: 681] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ارحموا عزيزاً ذلّ، وغنيّاً افتقر، وعالماً ضاع في زمان جهّال) (6)
[الحديث: 682] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جُبلت القلوب على حبّ مَن أحسن إليها، وبغض مَن أساء إليها) (7)
[الحديث: 683] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم) (8)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 138، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 139، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 139، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 139، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 139، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 140، والتحف ص 35.
(7) بحار الأنوار: 74/ 140، والتحف ص 35.
(8) بحار الأنوار: 74/ 140، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (156)
[الحديث: 684] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعون مَن ألقى كلّه على الناس) (1)
[الحديث: 685] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يُقبض العلم انتزاعاً من الناس، ولكنّه يُقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً، استفتوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا) (2)
[الحديث: 686] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل جهاد أمتي انتظار الفرج) (3)
[الحديث: 687] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أغبط أوليائي عندي من أُمّتي: رجل خفيف الحال، ذو حظ من صلاة، أَحْسَنَ عبادة ربه في الغيب، وكان غامضاً في الناس، وكان رزقه كفافاً فصبر عليه، إن مات قلّ تراثه، وقلّ بواكيه) (4)
[الحديث: 688] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أصاب المؤمن من نَصَب ولا وصب ولا حزن حتى الهمّ يهمه، إلا كفّر الله به عنه من سيئاته) (5)
[الحديث: 689] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أكل ما يشتهي، ولبس ما يشتهي، وركب ما يشتهي لم ينظر الله إليه حتى ينزع أو يترك) (6)
[الحديث: 690] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَثَل المؤمن كمثل السنبلة تخرّ مرةّ وتستقيم مرّة، ومَثَل الكافر مثل الأرزة لا يزال مستقيماً لا يشعر) (7)
[الحديث: 691] سُئل صلى الله عليه وآله وسلم: مَن أشدّ الناس بلاء في الدنيا، فقال: (النبيّون ثم الأماثل فالأماثل، ويُبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحُسن عمله، فمن صحَّ إيمانه وحَسُن عمله اشتدّ
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 140، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 141، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 141، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 141، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 142، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 142، والتحف ص 35.
(7) بحار الأنوار: 74/ 142، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (157)
بلاؤه، ومَن سخف إيمانه وضعُف عمله قلّ بلاؤه) (1)
[الحديث: 692] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صوتان يبغضهما الله: إعوالٌ عند مصيبة، ومزمار عند نعمة) (2)
[الحديث: 693] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أفتى الناس بغير علم، لعنه ملائكة السماء والأرض) (3)
[الحديث: 694] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ مَن تعلّم العلم ليماري به السفهاء، أو يباهي به العلماء، أو يصرف وجوه الناس إليه ليعظّموه، فليتبوّأ مقعده من النار، فإنّ الرئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها، ومَن وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه مقته الله، ومَن دعا إلى نفسه فقال: أنا رئيسكم وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه حتى يرجع عمّا قال، ويتوب إلى الله ممّا ادّعى) (4)
[الحديث: 695] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيّ قليل الحياء، لا يُبالي ما قال وما قيل فيه، أمَا إنّه إن تنسبه لم تجده إلاّ لبغيّ أو شرك شيطان)، قيل: يا رسول الله.. وفي الناس شياطين؟.. قال: (نعم، أوَ مَا تقرأ قول الله: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الإسراء: 64]) (5)
[الحديث: 696] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نَظَرُ الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة) (6)
[الحديث: 697] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مُدح الفاجر اهتزَّ العرش وغضب
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 142، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 143، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 144، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 147، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 148، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 149، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (158)
الرّب) (1)
[الحديث: 698] جاء جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (يا محمد.. عشْ ما شئت فإنك ميّت، وأحبب مَنْ شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزُّه استغناؤه عن الناس) (2)
[الحديث: 699] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدنيا دُوَلٌ: فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك، ومَن انقطع رجاه ممّا فات استراح بدنه، ومَن رضي بما رزقه الله قرّت عينه) (3)
[الحديث: 700] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السعيد مَن وُعظ بغيره) (4)
[الحديث: 701] قال الإمام الصادق: (وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحيفة فإذا فيها مكتوب: (بسم الله الرحمن الرحيم إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله، ومن ضرب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله تعالى منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا)، ثم قال الإمام الصادق: تدري ما يعني بقوله (من تولى غير مواليه) قلت: ما يعني به؟ قال: يعني أهل الدين (5).
[الحديث: 702] قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذا الدنيا على غيرهم كتب، وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتى كأن ما يسمعون من خبر الأموات قبلهم عندهم كسبيل قوم سفر عما قليل إليهم
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 150، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 20، ومعاني الأخبار ص 178، الخصال 1/ 7، أمالي الصدوق ص 141.
(3) بحار الأنوار: 74/ 122، وأمالي الطوسي 1/ 229.
(4) بحار الأنوار: 74/ 136، والإمامة والتبصرة.
(5) معانى الاخبار ص 379 تحت رقم 3.
المواعظ والوصايا (159)
راجعون تبوؤنهم أجداثهم وتأكلون تراثهم، وأنتم مخلدون بعدهم، هيهات هيهات أما يتغظ آخرهم بأولهم، لقد جهلوا ونسوا كل موعظة في كتاب الله، وأمنوا شر كل عاقبة سوء، ولم يخافوا نزول فادحة ولا بوائق كل حادثة) (1)
[الحديث: 703] قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس.. طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانية، واستقامت خليقته.. طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.. طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.. طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل له من غير رغبة عن سنتي ورفض زهرة الدنيا من غير تحول عن سنتي، واتبع الأخيار من عترتي من بعدي، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل المسكنة.. طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصيته، وعاد به على أهل المسكنة وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا، والمبتدعين خلاف سنتي العاملين بغير سيرتي.. طوبى لمن حسن مع الناس خلقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شره) (2)
[الحديث: 704] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن عيسى بن مريم عليه السلام قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم) (3)
[الحديث: 705] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أذاع فاحشة كان كمبدئها، ومَن عيرّ مؤمنا بشيء لم يمت حتى يركبه) (4)
__________
(1) التحف ص 29.
(2) التحف ص 29.
(3) معانى الاخبار ص 196.
(4) بحار الأنوار: 74/ 150، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (160)
[الحديث: 706] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أُمرتُ بمداراة الناس، كما أُمرت بتبليغ الرسالة) (1)
[الحديث: 707] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استعينوا على أموركم بالكتمان، فإنّ كلّ ذي نعمة محسود) (2)
[الحديث: 708] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه.. ومَن أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه جعل الله الفقر بين عينيه، وشتّت عليه أمره، ولم ينل من الدنيا إلاّ ما قسّم له) (3)
[الحديث: 709] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جماعة أُمّتي أهل الحقّ، وإن قلّوا) (4)
[الحديث: 710] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ودُّ المؤمن في الله من أعظم شُعب الإيمان، ومَن أحبّ في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، فهو من أصفياء الله) (5)
[الحديث: 711] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن دَعِبٌ لَعِب، والمنافق قَطِب وغَضِب) (6)
[الحديث: 712] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نِعمَ العون على تقوى الله الغنى) (7)
[الحديث: 713] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعجل الشرّ عقوبة البغي) (8)
[الحديث: 714] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 151، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 151، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 152، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 152، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 152، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
(7) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
(8) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (161)
يره) (1)
[الحديث: 715] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا تطيّرتَ فامضِ، وإذا ظننتَ فلا تقضِ، وإذا حسدتَ فلا تبغِ) (2)
[الحديث: 716] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحزن أحدكم أن تُرفع عنه الرّؤيا، فإنه إذا رسخ في العلم رُفعت عنه الرؤيا) (3)
[الحديث: 717] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكمل الناس عقلا أخوفهم لله وأطوعهم له، وأنقص الناس عقلا أخوفهم للسلطان وأطوعهم له) (4)
[الحديث: 718] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا غضب الله على أُمّة لم ينزل العذاب عليهم: غلت أسعارها، وقَصُرت أعمارها، ولم تربح تجّارتها، ولم تزكّ ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحَبس عنها أمطارها، وسلّط عليها أشرارها) (5)
[الحديث: 719] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كَثُر الزنا بعدي، كَثُر موت الفجأة.. وإذا طُفّف المكيال، أخذهم الله بالسّنين والنّقص.. وإذا مَنَعوا الزكاة، مَنَعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن.. وإذا جاروا في الحكم، تعاونوا على الظلم والعدوان.. وإذا نقضوا العهود، سلّط الله عليهم عدوّهم.. وإذا قطعوا الأرحام، جُعلت الأموال في أيدي الأشرار.. وإذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتّبعوا الأخيار من أهل بيتي، سلّط الله عليهم أشرارهم، فيدعوا عند ذلك خيارهم فلا يُستجاب لهم) (6)
[الحديث: 720] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن لم يتعزّ بعزاء الله انقطعت نفسه حسرات
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 154، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 154، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 155، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 155، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (162)
على الدنيا، ومَن مدّ عينيه إلى ما في أيدي الناس من دنياهم طال حزنه، ومَن سخط ما قسم الله له من رزقه، وتنّغص عليه عيشه، ولم يرَ أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب، فقد جهل وكفر نِعَم الله وضلّ سعيه، ودنا منه عذابه) (1)
[الحديث: 721] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن طلب رضا مخلوق بسخط الخالق، سلّط الله عزّ وجلّ عليه ذلك المخلوق) (2)
[الحديث: 722] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لله عبادا يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة) (3)
[الحديث: 723] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يأتي على الناس زمان، لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه) (4)
[الحديث: 724] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقلّ ما يكون في آخر الزمان: أخ يُوثق به، أو درهم من حلال) (5)
[الحديث: 725] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن تقدّمت إليه يدٌ، كان عليه من الحقّ أن يُكافأ، فإنْ لم يفعل فالثّناء، فإنْ لم يفعل فقد كفر النعمة) (6)
[الحديث: 726] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صنايع المعروف تقي مصارع السوء.. والصّدقة الخفيّة تُطفئ غضب الله.. وصلّة الرّحم زيادة في العمر.. وكلّ معروف صدقة.. وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.. وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 156، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 156، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 157، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 157، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 157، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 158، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (163)
في الآخرة.. وأول مَن يدخل الجنة أهل المعروف) (1)
[الحديث: 727] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ إذا أنعم على عبده أن يرى أثر نعمته عليه، ويبغض البؤس والتبؤّس) (2)
[الحديث: 728] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممّن كمُلت مروّته، وظهرت عدالته، ووجبت أُخوّته، وحرمت غيبته) (3)
[الحديث: 729] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن نقله الله من ذلّ المعاصي إلى عزّ الطاعة، أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس.. ومَن خاف الله أخاف منه كل شيء، ومَن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء، ومَن رضي من الله باليسر من الرزق، رضي الله منه باليسير من العمل.. ومن لم يستحِ من طلب الحلال من المعيشة، خفّت مؤنته، ورخى باله، ونعّم عياله.. ومَن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدّنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار) (4)
[الحديث: 730] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن كثُر همّه سَقُم بدنه، ومَن ساء خلقه عذّب نفسه، ومَن لاحى الرجال ذهبت مروّته وكرامته) (5)
[الحديث: 731] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أَلاَ إنّ شرّ أُمّتي الذين يُكرَمون مخافة شرّهم، ألاَ ومَن أكرمه الناس اتقاء شرّه فليس مني) (6)
[الحديث: 732] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أصبح من أُمّتي وهمّته غير الله فليس من
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 159، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 159، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 160، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 161، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 161، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 161، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (164)
الله، ومَن لم يهتمّ بأمور المؤمنين فليس منهم، ومَن أقر بالذلّ طائعاً فليس منّا أهل البيت) (1)
[الحديث: 733] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أشراط الساعة: كثرة القرّاء وقلّة الفقهاء، وكثرة الأمراء وقلّة الأمناء، وكثرة المطر وقلّة النبات) (2)
[الحديث: 734] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنه مَن أبلغ سلطانا حاجة مَن لا يستطيع إبلاغها، ثبّت الله قدميه على الصراط يوم القيامة) (3)
[الحديث: 735] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم وتخشّع النفاق، وهو أن يُري الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع) (4)
[الحديث: 736] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقبلوا الكرامة وأفضل الكرامة الطيب: أخفّه محملا وأطيبه ريحا) (5)
[الحديث: 737] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو ذي حسب، وجهاد الضعفاء الحجّ، وجهاد المرأة حُسن التبعّل لزوجها، والتودّد نصف الدِّين، وما عال امرء قط على اقتصاد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، أبى الله أنْ يجعل رزق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون) (6)
[الحديث: 738] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مع كل فرحة ترحة.. استعينوا على الحوائج بالكتمان لها.. ومَن لم يصبر على ذلّ التعلّم ساعة بقي في ذلّ الجهل أبداً.. إذا تغيّر السلطان تغيّر الزمان.. إذا كان الداء من السماء فقد بطل هناك الدواء.. الأرواح جنود مجنّدة، فما
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 162، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 163، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 163، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 164، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 164، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 164، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (165)
تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف.. مَن فُتح له باب خير فلينتهزه، فإنّه لا يدري متى يُغلق عنه.. حبّك للشيء يُعمي ويصمّ.. الشباب شعبة من الجنون.. لا خير في السرف ولا سرف في الخير.. رأس العقل بعد الإيمان التودّد إلى الناس.. الصّدقة تُزيد في العمر، وتستنزل الرزق، وتقي مصارع السوء، وتُطفئ غضب الربّ.. أضيق الأمر أدناه من الفرج.. مَن تعلّمتُ منه حرفاً صرتُ له عبداً.. طالب العلم محفوف بعناية الله.. الحاسد مغتاظ على مَن لا ذنب له.. المؤمنون عند شروطهم.. الكعبة تُزار ولا تزور.. السكوت عند الضرورة بدعة... الأمور مرهونة بأوقاتها.. الهدية تُذهب السخيمة.. تصافحوا فإنّه يذهب بالغلّ.. نِعْمَ الشيء الهديّة أمام الحاجة.. الهديّة تفتح الباب المصمّت.. المرء مخبوّ تحت لسانه.. الهدايا رزق الله، مَن أُهدي إليه شيءّ فليقبله.. إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فاهدوا إليها طرائف الحكم) (1)
[الحديث: 739] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم) (2)
[الحديث: 740] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تَفرَّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، فإنه مَن أقبل على الله تعالى بقلبه، جعل الله قلوب العباد منقادة إليه بالودّ والرّحمة، وكان الله إليه بكلّ خير أسرع) (3)
[الحديث: 741] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا خير لك في صحبة مَن لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه) (4)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 166، وغوالي اللئالي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 166، والدرة الباهرة 1/ 10.
(3) بحار الأنوار: 74/ 166، والدرة الباهرة 1/ 10.
(4) بحار الأنوار: 74/ 166، والدرة الباهرة 1/ 10.
المواعظ والوصايا (166)
[الحديث: 742] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الرّاحمون يرحمهم الرّحمن يوم القيامة، ارحم مَن في الأرض يرحمك مَن في السماء) (1)
[الحديث: 743] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنك لن تجد فَقْد شيء تركته لله عزّ وجلّ) (2)
[الحديث: 744] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بادروا بعمل الخير قبل أن تُشغلوا عنه، واحذروا الذنوب.. فإنّ العبد يُذنب الذنب فَيُحبس عنه الرزق) (3)
[الحديث: 745] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كن لليتيم كالأب الرّحيم، واعلم أنك تزرع كذلك تحصد) (4)
[الحديث: 746] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذكر الله عند همّك إذا هممت، وعند لسانك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت) (5)
[الحديث: 747] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسنوا مجاورة النعم لا تملّوها ولا تنفروها، فإنها قلّما نفرت من قوم فعادت إليهم) (6)
[الحديث: 748] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومَن أشفق من النار رجع عن المحرّمات، ومَن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، ومَن ارتقب الموت سارع في الخيرات) (7)
[الحديث: 749] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اجتهدوا في العمل، فإنْ قصر بكم الضّعف،
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 167، وبخط الشيخ محمد بن علي الجبعي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 169، وكنز الكراجكي ص 13.
(3) بحار الأنوار: 74/ 169، وكنز الكراجكي ص 164.
(4) بحار الأنوار: 74/ 171، وكنز الكراجكي ص 194.
(5) بحار الأنوار: 74/ 171، وكنز الكراجكي ص 194.
(6) بحار الأنوار: 74/ 171، وكنز الكراجكي ص 271.
(7) بحار الأنوار: 74/ 171، وكنز الكراجكي ص 271.
المواعظ والوصايا (167)
فكفّوا عن المعاصي) (1)
[الحديث: 750] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ للقلوب صدأ كصدأ النحاس، فاجلوها بالاستغفار وتلاوة القرآن) (2)
[الحديث: 751] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الزهد ليس بتحريم الحلال، ولكن أن يكون بما في يدي الله أوثق منه بما في يديه) (3)
[الحديث: 752] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أكثر الاستغفار جعل الله له مِن كل همّ فرجا، ومِن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) (4)
[الحديث: 753] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلمة الحكمة يسمعها المؤمن خير من عبادة سنة) (5)
[الحديث: 754] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حُسن الخلق وصلة الأرحام وبرّ القرابة تزيد في الأعمار، وتعمر الديار، ولو كان القوم فجّارا) (6)
[الحديث: 755] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من أحد وَلِيَ شيئا من أمور المسلمين فأراد الله به خيراً إلاّ جعل الله له وزيرا صالحا، إنْ نسي ذكّره، وإنْ ذَكَرَ أعانه، وإنْ همّ بشرّ كفّه وزجره) (7)
[الحديث: 756] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ الله لا يقبل دعاءً من قلب غافل) (8)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 171، وكنز الكراجكي ص 271.
(2) بحار الأنوار: 74/ 172، وأعلام الدين.
(3) بحار الأنوار: 74/ 172، وأعلام الدين.
(4) بحار الأنوار: 74/ 172، وأعلام الدين.
(5) بحار الأنوار: 74/ 172، وأعلام الدين.
(6) بحار الأنوار: 74/ 172، وأعلام الدين.
(7) بحار الأنوار: 74/ 173، وأعلام الدين.
(8) بحار الأنوار: 74/ 173، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (168)
[الحديث: 757] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأمل رحمة لأُمّتي، ولولا الأمل ما رضعت والدة ولدها، ولا غرس غارس شجرا) (1)
[الحديث: 758] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الشيخ شابٌّ على: حبِّ أنيس، وطول حياة، وكثرة مال) (2)
[الحديث: 759] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (علّموا ولا تُعنّفوا، فإنّ المعلّم العالم خير من المعنّف) (3)
[الحديث: 760] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن انقطع إلى الله كفاه كل مؤونة.. ومَن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها.. ومَن حاول أمرا بمعصية الله كان أبعد له ممّا رجا وأقرب ممّا اتّقى.. ومَن طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده منهم ذامّا.. ومَن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إليهم.. ومَن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله شرّهم.. ومَن أَحْسَن ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس.. ومَن أَحْسَن سريرته أصلح الله علانيته.. ومَن عمل لآخرته كفى الله أمر دنياه) (4)
[الحديث: 761] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيها الناس.. أقبلوا على ما كلّفتموه من إصلاح آخرتكم، وأعرضوا عمّا ضمن لكم من دنياكم، ولا تستعملوا جوارح غُذّيت بنعمته في التعرّض لسخطه بنقمته، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصرفوا همّتكم بالتقرّب إلى طاعته، إنه مَن بدأ بنصيبه من الدنيا فإنه نصيبه من الآخرة، ولم يُدرك منها ما يريد، ومَن بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه من الدنيا) (5)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 173، وأعلام الدين.
(2) بحار الأنوار: 74/ 174، والإمامة والتبصرة.
(3) بحار الأنوار: 74/ 175، والإمامة والتبصرة.
(4) بحار الأنوار: 74/ 178، وأعلام الدين.
(5) بحار الأنوار: 74/ 182، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (169)
[الحديث: 762] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم وفضول المطعم.. فإنّه يسم القلب بالقسوة، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة، ويصمّ الهمم عن سماع الموعظة.. وإياكم وفضول النظر، فإنه يبدر الهوى، ويولد الغفلة.. وإياكم واستشعار الطمع، فإنه يشوب القلب شدّة الحرص، ويختم على القلوب بطابع حبّ الدنيا، وهو مفتاح كلّ سيئة، ورأس كل خطيئة، وسبب إحباط كل حسنة) (1)
[الحديث: 763] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ مِن ضعف اليقين أن تُرضي الناس بسخط الله تعالى، وأن تحمدهم على رزق الله تعالى، وأن تذّمهم على ما لم يُؤتك الله، إنّ رزق الله لا يجرّه حرص حريص، ولا يردّه كراهة كاره، إنّ الله تبارك اسمه بحكمته جعل الرّوح والفرح في الرِّضا واليقين، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ والسخط، إنّك إنْ تَدَعْ شيئاً لله إلاّ آتاك الله خيراً منه، وإنْ تأتِ شيئاً تقرّباً إلى الله تعالى إلاّ أجزل الله لك الثواب عنه، فاجعلوا همّتكم الآخرة لا ينفدُ فيها ثواب المرضيّ عنه، ولا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه) (2)
[الحديث: 764] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس شيء تباعدُكم من النار إلاّ وقد ذكرته لكم، ولا شيء يقرِّبكم من الجنّة إلاّ وقد دللتكم عليه، إنّ روح القدس نفث في روعي أنّه لن يموت عبدٌ منكم حتّى يستكمل رزقه، فأجملوا في الطلب، فلا يحملنّكم استبطاء الرزق على أن تطلبوا شيئاً من فضل الله بمعصيته، فإنّه لن يُنال ما عند الله إلا بطاعته، ألا وإنّ لكلّ امرئ رزقاً هو يأتيه لا محالة، فمَن رضي به بورك له فيه ووسعه، ومَن لم يرض به لم يُبارك له فيه ولم يَسَعه، إنّ الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجلُه) (3)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 182، وأعلام الدين.
(2) بحار الأنوار: 74/ 185، وأعلام الدين.
(3) بحار الأنوار: 74/ 185، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (170)
[الحديث: 765] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا معشر المسلمين.. شمّروا فإنّ الأمر جدّ، وتأهّبوا فإنّ الرحيل قريب، وتزّودوا فإنّ السفر بعيد، وخفّفوا أثقالكم فإنّ وراءكم عقبة كؤوداً ولا يقطعها إلا المخفّون.. أيها الناس.. إنّ بين يدي الساعة أموراً شداداً، وأهوالاً عظاماً، وزماناً صعباً يتملّك فيه الظلمة، ويتصدّر فيه الفسقة، ويُضام فيه الآمرون بالمعروف، ويُضطهد فيه الناهون عن المنكر، فاعّدوا لذلك الإيمان، وعضّوا عليه بالنواجذ، والجأوا إلى العمل الصالح، وأكرهوا عليه النفوس، تفضوا إلى النعيم الدائم) (1)
[الحديث: 766] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها النّاس.. اتقوا الله حقّ تقاته، واسعوا في مرضاته، وأيقنوا من الدّنيا بالفناء ومن الآخرة بالبقاء، واعملوا لما بعد الموت فكأنّكم بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل.. أيّها النّاس.. إنّ مَن في الدنيا ضيف، وما في أيديهم عارية، وإنّ الضيف مرتحل، والعارية مردودة، ألا وإنّ الدنيا عرض حاضر يأكل منه البرّ والفاجر، والآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك عادل قادر، فرحم الله امرأً ينظر لنفسه، ومهّد لرمسه ما دام رسنه مرخياً، وحبله على غاربه ملقيّاً، قبل أن ينفد أجله، وينقطع عمله) (2)
[الحديث: 767] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقلل من الشهوات يسهل عليك الفقر، وأقلل من الذنوب يسهل عليك الموت، وقدّم مَالك أمامك يسرّك اللّحاق به، واقنع بما أُوتيته يخفّ عليك الحساب، ولا تتشاغل عمّا فرض عليك بما قد ضمن لك، فإنه ليس بفائتك ما قد قَسّم لك، ولست بلاحق ما قد زُوي عنك، فلا تك جاهداً فيما أصبح نافداً، واسعَ لمُلك لا زوال له في منزلٍ لا انتقال عنه) (3)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 186، وأعلام الدين.
(2) بحار الأنوار: 74/ 187، وأعلام الدين.
(3) بحار الأنوار: 74/ 188، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (171)
[الحديث: 768] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة والآخرة قد احتملت مقبلة، ألا وإنّكم في يوم عملٍ لا حساب فيه، ويوشك أن تكونوا في يوم حسابٍ ليس فيه عمل، وإنّ الله يعطي الدنيا مَن يحبُّ ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلاّ لمن يحبّ.. وإنّ للدنيا أبناء وللآخرة أبناء، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، إنّ شرّ ما أتخوّف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل، فاتّباع الهوى يصرف قلوبكم عن الحقّ، وطول الأمل يصرف هممكم إلى الدنيا) (1)
3 ـ المواعظ والوصايا المقيدة بالأعداد
[الحديث: 769] وهو في الترغيب في حفظ أربعين حديثا مع تحديد مضمونها بدقة، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته للإمام علي: (يا علي.. مَن حفظ من أمتي أربعين حديثا، يطلب بذلك وجه الله عزّ وجلّ والدار الآخرة، حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصدّيقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقا)، فقال الإمام علي: (يا رسول الله.. أخبرني ما هذه الأحاديث؟.. فقال: (أن تؤمن بالله وحده لا شريك له.. وتعبده ولا تعبد غيره.. وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ولاتؤخرها فإن في تأخيرها من غير علة غضب الله عزوجل.. وتؤدي الزكاة.. وتصوم شهر رمضان.. وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعا.. وأن لاتعق والديك.. ولا تأكل مال اليتيم ظلما.. ولا تأكل الربا.. ولاتشرب الخمر ولاشيئا من الأشربة المسكرة.. ولاتزني.. ولاتلوط.. ولا تمشي بالنميمة.. ولاتحلف بالله كاذبا.. ولاتسرق.. ولاتشهد شهادة الزور لاحد قريبا كان أو بعيدا.. وأن تقبل الحق ممن جاء به صغيرا كان أو كبيرا.. وأن لاتركن إلى ظالم وإن كان حميما قريبا.. وأن لاتعمل
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 188، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (172)
بالهوى.. ولا تقذف المحصنة.. ولا ترائي فإن أيسر الرياء شرك بالله عزوجل.. وأن لاتقول لقصير: ياقصير، ولالطويل: ياطويل تريد بذلك عيبه.. وأن لاتسخر من أحد من خلق الله.. وأن تصبر على البلاء والمصيبة.. وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك.. وأن لاتأمن عقاب الله على ذنب تصيبه.. وأن لاتقنط من رحمة الله.. وأن تتوب إلى الله عزوجل من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له.. وأن لاتصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله.. وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.. وأن لاتطلب سخط الخالق برضى المخلوق.. وأن لاتؤثر الدنيا على الآخرة لأن الدنيا فانية والآخرة باقية.. وأن لاتبخل على إخوانك بما تقدر عليه.. وأن يكون سريرتك كعلانيتك.. وأن لاتكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين.. وأن لا تكذب ولاتخالط الكذابين.. وأن لا تغضب إذاسمعت حقا.. وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة.. وأن تعمل بما علمت.. ولاتعاملن أحدا من خلق الله عز وجل إلا بالحق.. وأن تكون سهلا للقريب والبعيد.. وأن لاتكون جبارا عنيدا.. وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت ومابعده من القيامة والجنة والنار.. وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه.. وأن تستغنم البر والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات.. وأن تنظر إلى كل ما لاترضى فعله لنفسك فلاتفعله بأحد من المؤمنين.. وأن لا تمل من فعل الخير.. ولا تثقل على أحد إذا أنعمت عليه.. وأن تكون الدنيا عندك سجنا حتى يجعل لك جنة؛ فهذه أربعون حديثا من استقام عليها، وحفظها عني من أمتي دخل الجنة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عزّ وجلّ بعد النبيين والصدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن
المواعظ والوصايا (173)
أولئك رفيقا) (1)
[الحديث: 770] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، وبلّغها مَن لم يسمعها، فكم من حامل فقه غير فقيه، وكم من حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاثٌّ لا يغلُّ عليهنّ قلب عبدٍ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطةٌ من ورائهم، المؤمنون إخوةٌ تتكافئ دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم، يسعى بذّمتهم أدناهم) (2)
[الحديث: 771] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل) (3)
[الحديث: 772] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خصلتان ليس فوقهما من البّر شيء: الإيمان بالله، والنفع لعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما من الشرّ شيء: الشرك بالله، والضرُّ لعباد الله) (4)
[الحديث: 773] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوصاني ربي بتسع: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأُعطي مَن حرمني، وأصل مَن قطعني، وأن يكون صمتي فكراً، ومنطقي ذكراً، ونظري عبرا ً) (5)
[الحديث: 774] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أصبح وأمسى وعنده ثلاث فقد تمّت عليه النعمة في الدنيا: مَن أصبح وأمسى مُعافا في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فإن
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 156، والخصال.
(2) بحار الأنوار: 2/ 148، ومجالس المفيد.
(3) معانى الاخبار ص 196.
(4) بحار الأنوار: 74/ 137، والتحف ص 52.
(5) بحار الأنوار: 74/ 139، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (174)
كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة في الدنيا والآخرة: وهو الإيمان) (1)
[الحديث: 775] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع مَن كنّ فيه كان في نور الله الأعظم: مَن كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله، ومَن إذا أصابته مصيبة قال: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون)، ومَن إذا أصاب خيراً قال: (الحمد لله)، ومَن إذا أصاب خطيئة قال: (أستغفر الله وأتوب إليه) (2)
[الحديث: 776] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم خزائن ومفاتيحه السؤال، فاسألوا رحمكم الله فإنه يُؤجر أربعة: السائل، والمتكلّم، والمستمع، والمحبّ لهم) (3)
[الحديث: 777] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من علامات الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب) (4)
[الحديث: 778] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الهديّة على ثلاثة وجوه: هديّة المكافأة، وهديّة مصانعة، وهديّة لله) (5)
[الحديث: 779] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة مجالستهم تُميت القلب: الجلوس مع الأنذال، والحديث مع النساء، والجلوس مع الأغنياء) (6)
[الحديث: 780] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قسّم الله العقل ثلاثة أجزاء فمَن كنّ فيه كمل عقله، ومَن لم تكن فيه فلا عقل له: حُسن المعرفة لله، وحُسن الطّاعة لله، وحُسن الصّبر على أمر الله) (7)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 140، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 144، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 144، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 151، والتحف ص 35.
(5) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
(6) بحار الأنوار: 74/ 155، والتحف ص 35.
(7) بحار الأنوار: 74/ 158، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (175)
[الحديث: 781] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان: عقد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان) (1)
[الحديث: 782] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة تلزم كل ذي حجى وعقل من أُمّتي: استماع العلم، وحفظه، ونشره، والعمل به) (2)
[الحديث: 783] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرّط، ويفرّط حتى يضيّع، ويضيّع حتى يأثم) (3)
[الحديث: 784] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس.. لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعاقبوا ظالماً فيبطل فضلكم، ولا تراؤوا الناس فيحبط عملكم، ولا تمنعوا الموجود فيقلّ خيركم.. أيّها الناس.. إنّ الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشده فاتّبعوه، وأمر استبان غيّه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فردّوه إلى الله.. أيّها الناس.. ألا أُنبّئكم بأمرين خفيف مؤونتهما، عظيم أجرهما، لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحُسن الخلق) (4)
[الحديث: 785] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه ما سكن حبّ الدنيا قلبَ عبدٍ إلا التاط فيها بثلاث: شُغل لا ينفد عناؤه، وفقر لا يُدرك غناه، وأمل لا يُنال منتهاه.. ألاَ إنّ الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان: فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه، وطالب الدنيا تطلبه الآخرة حتى يأخذه الموت بغتة، ألا وإنّ السعيد مَن اختار باقية يدوم نعيمها على فانية لا ينفد عذابها) (5)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 160، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 160، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 163، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 179، وأعلام الدين.
(5) بحار الأنوار: 74/ 188، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (176)
[الحديث: 786] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يهرم ابن آدم وتشبُّ منه اثنتان: الحرص والأمل) (1)
[الحديث: 787] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة لم تزلَّ قدما عبدٍ حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعمّا اكتسبه من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت) (2)
[الحديث: 788] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يكون أُمّتي في الدنيا على ثلاثة أطباق: أمّا الطبق الأوّل، فلا يحبّون جمع المال وادخاره، ولا يَسْعون في اقتنائه واحتكاره، وإنما رضاهم من الدنيا سدّ جوعة وستر عورة، وغناهم فيها ما بلغ بهم الآخرة، فأولئك الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. وأما الطبق الثاني، فإنهم يحبون جمع المال من أطيب وجوهه وأحسن سبيله، يصلون به أرحامهم، ويبرّون به إخوانهم، ويواسون به فقراءهم، ولعضّ أحدهم على الرضيف (أي الحجارة المحماة) أيسر عليه من أن يكتسب درهما من غير حله، أو يمنعه من حقه أن يكون له خازنا إلى حين موته، فأولئك الذين إن نوقشوا عذبوا، وإن عفي عنهم سلموا.. وأما الطبق الثالث: فإنهم يحبون جمع المال مما حلّ وحرم، ومنعه مما افترض ووجب، إن أنفقوه أنفقوه إسرافا وبدارا، وإن أمسكوه أمسكوه بخلا واحتكارا، أولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم حتى أوردتهم النار بذنوبهم) (3)
ثانيا ـ المواعظ والوصايا الموجهة
[الحديث: 789] قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم يوصي رجلا طلب منه الوصية: (إنّ مع العزّ ذلاّ،
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 160، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 160، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 185، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (177)
وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكل شيء حسيباً، وعلى كل شيء رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً، ولكلّ سيئة عقاباً، ولكلّ أجل كتاباً.. وإنّه لا بدّ لك من قرين يُدفن معك وهو حي، وتدفن معه وأنت ميت، فإنْ كان كريماً أكرمك، وإنْ كان لئيماً أسلمك، ثمّ لا يُحشر إلاّ معك ولا تُبعث إلاّ معه ولا تُسأل إلاّ عنه، فلا تجعله إلاّ صالحاً، فإنّه إن صلح أنست به، وإن فسد لا تستوحش إلاّ منه، وهو فعلك) (1)
[الحديث: 790] قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته للإمام علي: (يا علي.. ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله على كلّ حال، وليس هو سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه، خاف الله عزّ وجلّ عنده وتركه) (2)
[الحديث: 791] مما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي: (يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني)، ثم قال: (اللهم أعنه)، ثم قال: (أما الأولى فالصدق ولاتخرجن من فيك كذبة أبدا، والثانية الورع ولا تجتري على خيانة أبدا، والثالثة الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة، والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك. والسادسة الاخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي أما الصلاة فالخمسون ركعة، وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر، الخميس في أوله والاربعاء في وسطه والخميس في آخره، وأما الصدقة فجهدك حتى تقول: قد أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة
__________
(1) معاني الأخبار ص 233، الخصال 1/ 56، أمالي الصدوق ص 3.
(2) بحار الأنوار: 74/ 45، والخصال.
المواعظ والوصايا (178)
الزوال، وعليك بصلاة الزوال، وعليك بصلاة الزوال، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال، وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما وعليك بالسواك عند كل وضوء، وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها ومساوي الاخلاق فاجتنبها، فان لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك) (1)
[الحديث: 792] مما جاء في وصيته صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن: (يا معاذ علمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة، وأنزل الناس منازلهم خيرهم وشرهم، وأنفذ فيهم أمر الله ولا تحاش في أمره ولا ماله أحدا، فإنها ليست بولايتك ولا مالك، وأد إليهم الامانة في كل قليل وكثير، وعليك بالرفق والعفوفي غير ترك للحق، يقول الجاهل: قد تركت من حق الله، واعتذر إلى أهل عملك من كل أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب حتى يعذروك، وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنه الاسلام، وأظهر أمر الاسلام كله صغيره وكبيره، وليكن أكثر همك الصلاة فإنها رأس الاسلام بعد الاقرار بالدين، وذكر الناس بالله واليوم الآخر واتبع الموعظة فانه أقوى لهم على العمل بما يحب الله، ثم بث فيهم المعلمين واعبد الله الذي إليه ترجع، ولا تخف في الله لومة لائم) (2)
[الحديث: 793] مما جاء في وصيته صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن: (أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الامانة، وترك الخيانة، ولين الكلام، وبذل السلام، وحفظ الجار، ورحمة اليتيم، وحسن العمل وقصر الأمل، وحب الآخرة، والجزع من الحساب، ولزوم الايمان، والفقه في القرآن، وكظم الغيظ، وخفض الجناح، وإياك أن تشتم مسلما، أو تطيع آثما أو تعصي إماما عادلا، أو تكذب صادقا، أو تصدق كاذبا،
__________
(1) روضة الكافى ص 79.
(2) التحف، ص 25.
المواعظ والوصايا (179)
واذكر ربك عند كل شجر وحجر، وأحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية.. واعلم يا معاذ أن أحبكم إلي من يلقاني على مثل الحال التي فارقني عليها) (1)
[الحديث: 794] قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله.. علّمني عملاً صالحاً لا يُحال بينه وبين الجنة، قال: (لا تغضب، ولا تسأل شيئاً، وارضَ للناس ما ترضى لنفسك)، فقال: يا رسول الله.. زدني، قال: (إذا صلّيت العصر فاستغفر الله سبعاً وسبعين مرة، تحطَّ عنك عمل سبع وسبعين سيئة) (2)
[الحديث: 795] قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم يوصي رجلا طلب منه الوصية: (أوصيك بخمس: باليأس عمّا في أيدي الناس، فإنه الغنى.. وإياك والطمع.. فإنه الفقر الحاضر.. وصلِّ صلاة مودّع.. وإياك وما تعتذر منه!.. وأَحبَّ لأخيك ما تحبُّ لنفسك) (3)
[الحديث: 796] قال سلمان الفارسي: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بسبع خصال لا أدعهن على كل حال: (أوصاني أن انظر إلى مَن هو دوني، ولا أنظر إلى مَن هو فوقي.. وأنْ أُحبّ الفقراء، وأدنو منهم.. وأنْ أقول الحقّ وإن كان مرّا.. وأن أصل رحمي وإنْ كانت مدبرة.. ولا أسأل الناس شيئاً.. وأوصاني أن أُكثر من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فإنها كنز من كنوز الجنة) (4)
[الحديث: 797] جاء أعرابيّ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بغرز راحلته، وهو يريد بعض غزواته، فقال: يا رسول الله علّمني عملاً أدخل الجنّة.. فقال: (ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم، وما كرهت أن يأتيه إليك فلا تأته إليهم، خلِّ سبيل الراحلة!.) (5)
__________
(1) التحف، ص 25.
(2) بحار الأنوار: 74/ 123، وأمالي الطوسي 2/ 121.
(3) بحار الأنوار: 74/ 123، وأمالي الطوسي 2/ 122.
(4) بحار الأنوار: 74/ 129، والمحاسن ص 11.
(5) بحار الأنوار: 74/ 134، وكتاب الحسين بن سعيد.
المواعظ والوصايا (180)
[الحديث: 798] قال الإمام الباقر: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد حاجةً فإذا هو بالفضل بن العباس، فقال: (احملوا هذا الغلام خلفي، فاعتنق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلفه على الغلام ثم قال: (يا غلام.. خف الله تجده أمامك.. يا غلام.. خف الله يكفك ما سواه، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.. ولو أنّ جميع الخلايق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئاً قد قُدِّر لك لم يستطيعوا، ولو أنّ جميع الخلايق اجتمعوا على أن يصرفوا إليك شيئا لم يُقدّر لك لم يستطيعوا.. واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرح مع الكرب، وأنّ اليسر مع العسر، وكل ما هو آت قريب إنّ الله يقول: ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقى عبد لي، ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة، ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبدٍ لي، ما زاد ذلك في سلطاني جناح بعوضة، ولو أني أعطيت كل عبد ما سألني، ما كان ذلك إلاّ مثل إبرة جاءها عبدٌ من عبادي فغمسها في البحر، وذلك أنّ عطائي كلام، وعِدَتي كلام، وإنّما أقول لشيء: (كن.. فيكون) (1)
[الحديث: 799] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا انبئكم بشر الناس؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال: (من أبغض الناس وأبغضه الناس)، ثم قال: (ألا انبئكم بشر من هذا؟) قالوا: بلى يا رسول الله قال: (الذي لا يقيل عثرة، ولا يقيل معذرة، ولا يغفر ذنبا) قال: ألا انبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الذي لا يؤمن شره، ولا يرجى خيره) (2)
[الحديث: 800] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما: (أيّها الناس.. ما الرَّقوب فيكم؟).. قالوا: الرجل يموت ولم يترك ولداً، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (بل الرَّقوب حقّ الرّقوب رجلٌ مات، ولم يُقدّم من ولده أحداً يحتسبه عند الله وإن كانوا كثيراً بعده)، ثم قال: (ما الصّعلوك فيكم؟).. قالوا:
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 136، وأمالي الطوسي 2/ 287.
(2) معانى الاخبار ص 196.
المواعظ والوصايا (181)
الرجل الذي لا مال له، فقال: (بل الصّعلوك حق الصّعلوك مَن لم يقدّم من ماله شيئاً يحتسبه عند الله وإن كان كثيراً من بعده)، ثم قال: (ما الصرعة فيكم؟).. قالوا: الشّديد القويّ الذي لا يُوضع جنبه، فقال: (بل الصرعة حقّ الصرعة رجل وكز الشيطان في قلبه، واشتدّ غضبه وظهر دمه، ثمّ ذكر الله فصرع بحلمه غضبه) (1)
[الحديث: 801] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف بكم إذا فسد نساؤكم، وفسق شبّانكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟.. قيل له: ويكون ذلك يا رسول الله.. قال: (نعم، وشرٌّ من ذلك، وكيف بكم إذا أُمرتم بالمعروف ونُهيتم عن المنكر؟).. قيل: يا رسول الله.. ويكون ذلك؟.. قال: (نعم، وشرٌّ من ذلك، وكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا؟.) (2)
[الحديث: 802] أثنى قوم بحضرته صلى الله عليه وآله وسلم على رجل حتى ذكروا جميع خصال الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف عقل الرجل؟.. فقالوا: يا رسول الله.. نخبرك عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير، تسألنا عن عقله؟.. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الأحمق يصيب بحُمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غدا في الدّرجات، وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم) (3)
[الحديث: 803] قدم رجل نصرانيّ من أهل نجران، وكان فيه بيان وله وقار وهيبة، فقيل: (يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني).. فزجر القائل، وقال: (مه.. إنّ العاقل مَن وحّد الله، وعمل بطاعته) (4)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 150، والتحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 153، والتحف ص 35.
(3) بحار الأنوار: 74/ 158، والتحف ص 35.
(4) بحار الأنوار: 74/ 158، والتحف ص 35.
المواعظ والوصايا (182)
[الحديث: 804] كتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى معاذ يعزّيه بابنه: (من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد.. فقد بلغني جزعُك على ولدك الذي قضى الله عليه، وإنما كان ابنك من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستودعة عندك، فمتّعك الله به إلى أجل وقبضه لوقت معلوم، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، لا يحبطنّ جزعُك أجرَك، ولو قَدِمت على ثواب مصيبتك، لعلمت أنّ المصيبة قد قَصُرت، لعظيم ما أعدّ الله عليها من الثواب لأهل التّسليم والصبر، واعلم أنّ الجزع لا يردّ ميّتا، ولا يدفع قَدَراً، فأحْسنِ العزاء، وتنجّز الموعود، فلا يذهبنّ أسفك على ما لازم لك ولجميع الخلق، نازلٌ بقدره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته) (1)
[الحديث: 805] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجل يعظه: (ارغب فيما عند الله يحبّك الله، وازهد ما في أيدي الناس يحبّك الناس، إنّ الزاهد في الدنيا يُريح، ويُريح قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة، والراغب فيها يُتعب قلبه وبدنه في الدنيا والآخرة، ليجيئنّ أقوام يوم القيامة لهم حسنات كأمثال الجبال فيُؤمر بهم إلى النّار، فقيل: (يا نبيّ الله.. أمصلّون كانوا؟).. قال: (نعم، كانوا يصلّون ويصومون ويأخذون وهناً من الليل، لكنّهم إذا لاح لهم شيء من أمر الدنيا وثبوا عليه) (2)
ثالثا ـ المواعظ والوصايا الطويلة المقسمة
وهي المواعظ والوصايا الطويلة، والتي يرغب عنها الكثير من المحدثين بناء على شكهم فيها بسبب ورودها بذلك الطول، مع أن الكثير من المعاني الواردة فيها مما ورد مثله في سائر الأحاديث بالإضافة إلى وروده في القرآن الكريم.
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 162، عن: التحف ص 35.
(2) بحار الأنوار: 74/ 186، وأعلام الدين.
المواعظ والوصايا (183)
ولهذا قمنا بتقطيعها إلى مجموعة أحاديث بحسب المعاني الواردة فيها، ليسهل التعامل معها، ومن تلك الأحاديث:
وهو حديث طويل، يبدأ بقوله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي: (يا علي.. أوصيك بوصية فاحفظها، فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي)، ونرى أنه ربما لا يكون قد قيل في محل واحد، أو أن الرواة تصرفوا في تركيبه بهذا الشكل، وقد قسمناه بحسب معانيه إلى المقاطع التالية مع حذف عبارة [يا علي] الواردة في بداية كل مقطع (1):
[الحديث: 806] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (شرُّ الناس من باع آخرته بدنياه، وشرٌّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره) (2)
[الحديث: 807] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة مُلك مؤجّل لم تنقُص أيّامه) (3)
[الحديث: 808] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ لم تنتفع بدينه ودنياه فلا خير لك في مجالسته، ومَنْ لم يُوجب لك فلا توجب له ولا كرامة) (4)
[الحديث: 809] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة لا تُردّ لهم دعوة: إمامٌ عادلٌ، ووالدٌ لولده، والرّجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم.. يقول الله جلّ جلاله: وعزّتي وجلالي لأنتصرنّ لك ولو بعد حين) (5)
[الحديث: 810] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثمانية إن أُهينوا فلا يلوموا إلاّ أنفسهم:
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، ومكارم الأخلاق ص 500.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (184)
الذاهب إلى مائدة لم يُدع إليها، والمتأمّر على ربِّ البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والدّاخل بين اثنين في سرّ لم يُدخلاه فيه، والمستخفّ بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على مَنْ لا يسمع منه) (1)
[الحديث: 811] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإيّاك وخصلتين: الضجرة والكسل، فإنّك إنْ ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤّد حقاً) (2)
[الحديث: 812] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكل ذنب توبة إلاّ سوء الخلق، فإنّ صاحبه كلّما خرج من ذنب دخل في ذنب) (3)
[الحديث: 813] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافاك بالإحسان إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك، ورجل وصل قرابته فقطعوه) (4)
[الحديث: 814] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا وليمة إلاّ في خمس: في عرس، أو خرس، أو عذار، أو وكار، أو ركاز.. فالعرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار في شرى الدار، والرّكاز الرجل يقدم من مكة) (5)
[الحديث: 815] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعناً إلاّ في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزوّد لمعاد، أو لذّة في غير محرم) (6)
[الحديث: 816] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة:
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (185)
أن تعفو عمّن ظلمك، وتصل مَنْ قطعك، وتحلم عمّن جهل عليك) (1)
[الحديث: 817] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك) (2)
[الحديث: 818] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ خاف الله عزّ وجلّ خاف منه كلّ شيء، ومَنْ لم يخف الله أخافه الله من كلّ شيء) (3)
[الحديث: 819] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكنّ فيه لم يتمّ عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله عزّ وجلّ، وخلق يداري به الناس، وحلم يردّ به جهل الجاهل) (4)
[الحديث: 820] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان، وتفطير الصائم، والتهجّد في آخر الليل) (5)
[الحديث: 821] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة، والزكاة، والصيام.. وللمتكلّف ثلاث علامات: يتملّق إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة.. وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة.. وللمرائي ثلاث علامات: ينشط إذا كان عند الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحبّ أن يُحمد في جميع أموره.. وللمنافق ثلاث علامات: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان) (6)
[الحديث: 822] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والله لو أن المتواضع في قعر بئر لبعث الله
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (186)
عزوجل إليه ريحا يرفعه فوق الاخيار في دولة الأشرار) (1)
[الحديث: 823] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله، ومن منع أجيرا أجره فعليه لعنة الله، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله. فقيل: يا رسول الله وما ذلك الحدث؟ قال: القتل) (2)
[الحديث: 824] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن من أمنه المسلمون على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات) (3)
[الحديث: 825] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله) (4)
[الحديث: 826] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تبارك وتعالى قد أذهب بالاسلام نخوة الجاهلية وتفاخرهم بآبائهم ألا وإن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم) (5)
[الحديث: 827] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر الزانية والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن) (6)
[الحديث: 828] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلم علما ليماري به السفهاء أويجادل به العلماء أوليدعو الناس إلى نفسه فهو من أهل النار) (7)
[الحديث: 829] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات العبد قال الناس: ما خلّف؟..
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(7) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (187)
وقالت الملائكة: ما قّدم؟) (1)
[الحديث: 830] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر) (2)
[الحديث: 831] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (موت الفجأة راحة المؤمن وحسرة الكافر) (3)
[الحديث: 832] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله تبارك وتعالى إلى الدنيا: أخدمي مَنْ خدمني، وأتعبي من خدمك) (4)
[الحديث: 833] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الدنيا لو عدلت عند الله عزّ وجلّ جناح بعوضة، لما سقى الكافر منها شربة من ماء) (5)
[الحديث: 834] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أحد من الأوّلين والآخرين إلاّ وهو يتمنّى يوم القيامة أنّه لم يُعط من الدنيا إلاّ قوتاً) (6)
[الحديث: 835] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنين المؤمن المريض تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة، وتقلّبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله، فإنْ عُوفي يمشي في النّاس وما عليه من ذنب) (7)
[الحديث: 836] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أُهدي إليّ كراع لَقبلت، ولو دُعيت إلى ذراع لأجبت) (8)
[الحديث: 837] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السواك من السنة، ومطهرة للفم، ويجلو البصر، ويرضى الرحمن ويبيض الاسنان، ويذهب بالبخر، ويشد اللثة، ويشهي الطعام،
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(7) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(8) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (188)
ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة) (1)
[الحديث: 838] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (النوم أربعة: نوم الأنبياء عليهم السلام على أقفيتهم، ونوم المؤمنين على أيمانهم، ونوم الكفّار والمنافقين على أيسارهم، ونوم الشياطين على وجوههم) (2)
[الحديث: 839] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الاسلام عريان، ولباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت) (3)
[الحديث: 840] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما بعث الله عزّ وجلّ نبياً إلاّ وجعل ذرّيته من صلبه، وجعل ذريتي من صلبك، ولولاك ما كانت لي ذرّية) (4)
[الحديث: 841] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله عزوجل ويطاع أمره، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد صاحبه مداويا، وجار سوء في دار مقام) (5)
[الحديث: 842] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعجب النّاس إيماناً وأعظمهم يقيناً، قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبيّ، وحُجب عنهم الحجّة، فآمنوا بسواد على بياض) (6)
[الحديث: 843] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث: يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان) (7)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(7) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (189)
[الحديث: 844] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقبل الله عزّ وجلّ دعاء قلب ساه) (1)
[الحديث: 845] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تردّ القضاء الذي قد أُبرم إبراماً) (2)
[الحديث: 846] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا صدقة وذو رحم محتاج) (3)
[الحديث: 847] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمان لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن فقرؤا: بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرض جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] {بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [هود: 41]) (4)
[الحديث: 848] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمان لأمتي من السرق: {قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] إلى آخر السورة) (5)
[الحديث: 849] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمان لأمتي من الهمّ: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا ملجأ ولا منجا من الله إلاّ إليه) (6)
[الحديث: 850] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمان لأمتي من الحرق: {إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196] {وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]
[الحديث: 851] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله والدين حملا ولدهما على برّهما) (7)
[الحديث: 852] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أحزن والديه فقد عقّهما) (8)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(7) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(8) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (190)
[الحديث: 853] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره، خذله الله في الدنيا والآخرة) (1)
[الحديث: 854] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كفى يتيماً في نفقة بماله حتى يستغني، وجبت له الجنّة البتّة) (2)
[الحديث: 855] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ مسح يده على رأس يتيم ترحّماً له، أعطاه الله عزّ وجلّ بكل شعرة نوراً يوم القيامة) (3)
[الحديث: 856] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العقل ما اكتُسب به الجنّة، وطُلب به رضا الرحمن) (4)
[الحديث: 857] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أول خلق خلقه الله عزّ وجل العقل، فقال له: أَقْبِلْ فأَقْبَل، ثم قال له: أَدْبِرْ فأَدْبَر، وقال: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك، بك آخذ، وبك أُعطي، وبك أُثيب، وبك أُعاقب) (5)
[الحديث: 858] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا فقر أشدّ مِنْ الجهل، ولا مال أَعْوَد مِنْ العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ عن محارم الله وعمّا لا يليق، ولا حسب كحُسْن الخلق، ولا عبادة مثل التفكّر) (6)
[الحديث: 859] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ نسي الصلاة عليّ فقد أخطأ طريق الجنّة) (7)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(3) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(4) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(5) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(6) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(7) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (191)
[الحديث: 860] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لئن أُدخل يدي في فمّ التنين إلى المرفق، أحبّ إليّ مِن أنْ أسأل مَنْ لم يكن ثمّ كان) (1)
وهي وصية أخرى للإمام علي، ومن المقاطع الواردة فيها:
[الحديث: 861] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله، ولا تحمد أحدا بما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط) (2)
[الحديث: 862] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أحسن من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر) (3)
[الحديث: 863] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آفة الحديث الكذب على الله وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة السماحة المن، وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر) (4)
[الحديث: 864] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بالصدق، ولا تخرج من فيك كذبة أبدا، ولا تجترين على خيانة أبدا، والخوف من الله كأنك تراه، وابذل مالك ونفسك دون دينك، وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها، وعليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها) (5)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 60، من وصية الإمام علي.
(2) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(3) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(4) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(5) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (192)
[الحديث: 865] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب العمل إلى الله ثلاث خصال: من أتي الله بما افترض عليه فهومن أعبد الناس، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس) (1)
[الحديث: 866] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من مكارم الاخلاق: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك) (2)
[الحديث: 867] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث منجيات: تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك) (3)
[الحديث: 868] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيد الاعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك، ومساواة الاخ في الله، وذكر الله على كل حال) (4)
[الحديث: 869] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من حلل الله: رجل زار أخاه المؤمن في الله فهو زور الله وحق على الله أن يكرم زوره ويعطيه ماسأل، ورجل صلى ثم عقب إلى الصلاة الاخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه، والحاج والمعتمر فهما وفدالله وحق على الله أن يكرم وفده) (5)
[الحديث: 870] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث ثوابهن في الدنيا والآخرة: الحج ينفي الفقر، والصدقة تدفع البلية، وصلة الرحم تزيد في العمر) (6)
[الحديث: 871] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل: ورع
__________
(1) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(2) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(3) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(4) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(5) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(6) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (193)
يجحزه عن معاصي الله وعلم يرد به جهل السفيه، وعقل يداري به الناس) (1)
[الحديث: 872] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة تحت ظل العرش يوم القيامة: رجل أحب لأخيه ما أحب لنفسه، ورجل بلغه أمر فلم يقدم فيه ولم يتأخر حتى يعلم أن ذلك الامر لله رضى أو سخط، ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يصلح ذلك العيب عن نفسه، فانه كلما أصلح من نفسه عيبا بداله منها آخر، وكفى بالمرء في نفسه شغلا) (2)
[الحديث: 873] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من أبواب البر: سخاء النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى) (3)
[الحديث: 874] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (في التوراة أربع إلى جنبهن أربع: من أصبح على الدنيا حريصا أصبح وهو على الله ساخط، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكوربه، ومن أتى غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه، ومن دخل النار من هذه الامة فهو من اتخذ آيات الله هزوا ولعبا) (4)
[الحديث: 875] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع إلى جنبهن أربع: من ملك استأثر، ومن لم يستشر يندم، كما تدين تدان، والفقر الموت الاكبر، فقيل له: الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: الفقر من الدين) (5)
[الحديث: 876] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين: عين سهرت في سبيل الله وعين غضت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله) (6)
[الحديث: 877] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب
__________
(1) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(2) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(3) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(4) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(5) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(6) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (194)
لم يطلع على ذلك الذنب أحد غير الله) (1)
[الحديث: 878] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث موبقات وثلاث منجيات: فأما الموبقات فهوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فالعدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخوف الله في السر والعلانية كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فانه يراك) (2)
[الحديث: 879] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والاصلاح بين الناس) (3)
[الحديث: 880] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث يقبح فيهن الصدق: النميمة، وإخبار الرجل عن أهله بما يكره، وترسك الرجل عن الخير) (4)
[الحديث: 881] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع يذهبن ضلالا: الأكل بعد الشبع، والسراج في القمر، والزرع في الأرض السبخة، والصنيعة عند غير أهلها) (5)
[الحديث: 882] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافاك بالإحسان إساءة ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاقدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدربك، ورجل تصل رحمه ويقطعها) (6)
[الحديث: 883] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من يكن فيه كمل إسلامه: الصدق، والشكر، والحياء وحسن الخلق) (7)
__________
(1) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(2) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(3) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(4) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(5) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(6) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(7) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (195)
[الحديث: 884] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر، وكثرة الحوائج إلى الناس مذلة وهو الفقر الحاضر) (1)
وهي وصية أخرى للإمام علي، ومن المقاطع الواردة فيها:
[الحديث: 885] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك ودخول الحمام بغير مئزر فإن من دخل الحمام بغير مئزر ملعون الناظر والمنظور إليه) (2)
[الحديث: 886] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله يعجب من عبده إذا قال: (رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) يقول: يا ملائكتي عبدي هذا قد علم أنه لا يغفر الذنوب غيري، اشهدوا أني قد غفرت له) (3)
[الحديث: 887] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك والكذب فان الكذب يسود الوجه ثم يكتب عندالله كذابا، وإن الصدق يبيض الوجه ويكتب عند الله صادقا، واعلم أن الصدق مبارك والكذب مشؤوم) (4)
[الحديث: 888] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (احذر الغيبة والنميمة، فإن الغيبة تفطر، والنميمة توجب عذاب القبر) (5)
[الحديث: 889] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تحلف بالله كاذبا ولاصادقا من غير ضرورة، ولا تجعل الله عرضة ليمينك فإن الله لا يرحم ولا يرعى من حلف باسمه كاذبا) (6)
__________
(1) تحف العقول ص 6، من وصية الإمام علي.
(2) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(3) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(4) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(5) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(6) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (196)
[الحديث: 890] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تهتم لرزق غد فإن كل غد يأتي برزقه) (1)
[الحديث: 891] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك واللجاجة، فإن أولها جهل وآخرها ندامة) (2)
[الحديث: 892] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بالسواك؛ فإن السواك مطهرة للفم، ومرضات للرب، ومجلاة للعين، والخلال يحببك إلى الملائكة فان الملائكة تتأذى بريح فم من لا يتخلل بعد الطعام) (3)
[الحديث: 893] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تغضب فاذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد وحلمه عنهم، وإذا قيل لك اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك) (4)
[الحديث: 894] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (احتسب بما تنفق على نفسك تجده عند الله مذخورا) (5)
[الحديث: 895] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس تكتب عند الله في الدرجات العلى) (6)
[الحديث: 896] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما كرهته لنفسك فاكره لغيرك وما أحببته لنفسك فأحبه لأخيك تكن عادلا في حكمك مقسطا في عدلك، محبا في أهل السماء مودودا في صدور أهل الأرض احفظ وصيتي إن شاءالله تعالى) (7)
__________
(1) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(2) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(3) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(4) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(5) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(6) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
(7) تحف العقول ص 13، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (197)
وقد وردت في حديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي: (يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عني)، ومما ورد في الحديث من الوصايا:
[الحديث: 897] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولات يصرفه كراهية كاره: إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط) (1)
[الحديث: 898] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر) (2)
[الحديث: 899] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة السماحة المن، وآفة الشجاعة البغي، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر) (3)
[الحديث: 900] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنك لاتزال بخير ما حفظت وصيتي، أنت مع الحق، والحق معك) (4)
وهي موجهة لأبي ذر الغفاري، وهو حديث طويل، حدث به أبو الأسود الدؤلي قال: قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب بن جنادة فحدثني، قال: دخلت ذات يوم
__________
(1) المحاسن ص 16 و17، من وصية الإمام علي.
(2) المحاسن ص 16 و17، من وصية الإمام علي.
(3) المحاسن ص 16 و17، من وصية الإمام علي.
(4) المحاسن ص 16 و17، من وصية الإمام علي.
المواعظ والوصايا (198)
في صدر نهاره على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده، فلم أر في المسجد أحدا من الناس إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جانبه جالس، فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها، فقال: (نعم وأكرم بك يا أباذر، إنك منا أهل البيت، وإني موصيك بوصية إذا حفظتها فإنها جامعة لطرق الخيروسبله، فإنك إن حفظتها كان لك بها كفلان)
ونرى ـ مثلما ذكرنا سابقا ـ أنه ربما لا يكون قد قيلت الوصية في محل واحد، أو أن الرواة تصرفوا في تركيبها بهذا الشكل، وقد قسمناها بحسب معانيها إلى المقاطع التالية مع حذف عبارة [يا أبا ذر] الواردة في بداية كل مقطع (1):
[الحديث: 901] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه عز وجل يراك، واعلم أن أول عبادته المعرفة به فإنه الأول قبل كل شيء فلا شيء قبله، والفرد فلا ثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، وهو الله اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير، ثم الايمان بي والاقرار بأن الله عز وجل أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، واعلم أن الله تعالى جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا، ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمنا) (2)
[الحديث: 902] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (احفظ ما أوصيتك به تكن سعيدا في الدنيا
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، ومعاني الأخبار ص 332، الخصال 2/ 103.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (199)
والآخرة) (1)
[الحديث: 903] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) (2)
[الحديث: 904] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) (3)
[الحديث: 905] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك تكن في الغد كما كنت في اليوم له إن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم) (4)
[الحديث: 906] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومنتظر غدا لا يبلغه) (5)
[الحديث: 907] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو نظرت إلى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره) (6)
[الحديث: 908] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب وكعابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور) (7)
[الحديث: 909] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(7) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (200)
موتك؛ فإنك لا تدري ما اسمك غدا) (1)
[الحديث: 910] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك أن تدركك الصرعة عند الغرة؛ فلا تمكن من الرجعة، ولا يحمدك من خلفت بما تركت، ولا يعذرك من تقدم عليه بما به اشتغلت) (2)
[الحديث: 911] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما رأيت كالنار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها) (3)
[الحديث: 912] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك) (4)
[الحديث: 913] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا، أو فقيرا منسيا، أو مرضا مضنيا، أو هرما مفندا، أو موتا محيرا أو الدجال فإنه شر غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر) (5)
[الحديث: 914] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن شر الناس عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علما ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنة) (6)
[الحديث: 915] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل: لا أعلمه. تنج من تبعته، ولا تفت الناس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة) (7)
[الحديث: 916] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار، وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم! فيقولون: إنا كنا
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(7) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (201)
نأمركم بالخير ولا نفعله) (1)
[الحديث: 917] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله عز وجل أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أمسوا تائبين، وأصبحوا تائبين) (2)
[الحديث: 918] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع) (3)
[الحديث: 919] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، ومن أعطى خيرا فالله عز وجل أعطاه، ومن وقى شرا فإن الله وقاه) (4)
[الحديث: 920] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة) (5)
[الحديث: 921] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه) (6)
[الحديث: 922] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة) (7)
[الحديث: 923] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت) (8)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(7) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(8) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (202)
[الحديث: 924] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن نفس المؤمن أشد تقلبا وخيفة من العصفور حين يقذف به في شرك) (1)
[الحديث: 925] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله فعله فذلك المرء إنما يوبخ نفسه) (2)
[الحديث: 926] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) (3)
[الحديث: 927] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنك إذا طلبت شيئا من الآخرة واتبعته تيسر لك، وإذا رأيت شيئا من أمر الدنيا واتبعته عسر عليك، فإنك على حال خشيته) (4)
[الحديث: 928] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تنطق فيما لا يعنيك فإنك لست منه في شيء واحرز لسانك كما تحرز رزقك) (5)
[الحديث: 929] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى تنتهي أمانيهم، وفوقهم قوم في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون: ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا، فبم فضلتهم علينا؟ فيقال: هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمأون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون) (6)
[الحديث: 930] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة وحببها إلي كما حبب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، فإن الجائع إذا أكل الطعام شبع، وإذا
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (203)
شرب الماء روي، وأنا لا أشبع من الصلاة) (1)
[الحديث: 931] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى بعث عيسى بن مريم بالرهبانية، وبعثت بالحنيفية السمحة، وجعلت في الصلاة قرة عيني) (2)
[الحديث: 932] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما رجل تطوع في يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، كان له حقا واجبا بيت في الجنة) (3)
[الحديث: 933] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صلاة في مسجدي هذا تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره، وأفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله عز وجل يطلب بها وجه الله تعالى) (4)
[الحديث: 934] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنك ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح) (5)
[الحديث: 935] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي: يا بن آدم، لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت ولا التفت) (6)
[الحديث: 936] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة، ألا وهم السابقون إلى المساجد بالأسحار وغيرها) (7)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(7) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (204)
[الحديث: 937] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعل بيتك قبرا، واجعل فيه من صلاتك يضئ بها قبرك) (1)
[الحديث: 938] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الصلاة عمود الدين واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر) (2)
[الحديث: 939] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره، فيفرح فيقول: ما هذا؟ فيقال. هذا نور أخيك المؤمن. فيقول: هذا أخي فلان، كنا نعمل جميعا في الدنيا، وقد فضل علي هكذا! فيقال: إنه كان أفضل منك عملا، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى) (3)
[الحديث: 940] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين، وكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله أنه وارد جهنم ولم يعده أنه صادر عنها) (4)
[الحديث: 941] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علما لا ينفعه الله عز وجل به، لأن الله جل ثناؤه نعت العلماء فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 ـ 109]) (5)
[الحديث: 942] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استطاع أن يبكي قلبه فليبك، ومن لم
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (205)
يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك) (1)
[الحديث: 943] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تشعرون) (2)
[الحديث: 944] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من خطيب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة وما أراد بها) (3)
[الحديث: 945] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن صلاة النافلة في السر تفضل على العلانية كفضل الفريضة على النافلة) (4)
[الحديث: 946] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما يتقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من السجود) (5)
[الحديث: 947] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذكر الله ذكرا خاملا: الذكر الخفي) (6)
[الحديث: 948] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله عز وجل: لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة، وإذا خافني أمنته يوم القيامة) (7)
[الحديث: 949] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أن رجلا كان له مثل عمل سبعين نبيا لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة) (8)
[الحديث: 950] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن العبد لتعرض عليه ذنوبه يوم القيامة
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(7) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(8) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (206)
فيقول: أما إني قد كنت منك مشفقا، فيغفر له) (1)
[الحديث: 951] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها، ويعمل المحقرات فيأتي الله عز وجل وهو من الأشقياء، وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فيأتي الله عز وجل آمنا يوم القيامة) (2)
[الحديث: 952] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن العبد ليذنب فيدخل إلى الله بذنبه ذلك الجنة)، قال. وكيف ذلك، يا رسول الله؟ قال: (يكون ذلك الذنب نصب عينه تائبا منه فارا إلى الله حتى يدخل الجنة) (3)
[الحديث: 953] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه وهواها، وتمنى على الله عز وجل الأماني) (4)
[الحديث: 954] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أول شيء يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا) (5)
[الحديث: 955] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفس محمد بيده لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى الكافر والفاجر منها شربة من ماء) (6)
[الحديث: 956] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله عز وجل) (7)
[الحديث: 957] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء أبغض إلى الله من الدنيا، خلقها
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(7) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (207)
ثم أعرض عنها فلم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من الايمان به وترك ما أمر أن يترك) (1)
[الحديث: 958] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى أوحى إلى أخي عيسى عليه السلام: يا عيسى، لا تحب الدنيا فإني لست أحبها، وأحب الآخرة فإنها دار المعاد) (2)
[الحديث: 959] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن جبريل عليه السلام أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء، فقال: يا محمد، إن هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظك عند ربك تعالى، فقلت: حبيبي جبرئيل، لا حاجة لي فيها، إذا شبعت شكرت ربي، وإذا جعت سألته) (3)
[الحديث: 960] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره بعيوب نفسه) (4)
[الحديث: 961] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام) (5)
[الحديث: 962] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنه يلقي إليك الحكمة)، قال: يا رسول الله، من أزهد الناس؟ قال: (من لم ينس المقابر والبلى، وترك ما يفنى لما يبقى، ومن لم يعد غدا من أيامه، وعد نفسه في الموتى) (6)
[الحديث: 963] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى لم يوح إلي أن أجمع المال، لكن
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (208)
أوحى إلي أن {سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 98، 99]) (1)
[الحديث: 964] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني ألبس الغليظ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني) (2)
[الحديث: 965] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حب المال والشرف مذهب لدين الرجل، قال: يا رسول الله، الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا يستبقون الناس إلى الجنة؟ قال: لا، ولكن فقراء المؤمنين، فإنهم يأتون يوم القيامة فيتخطون رقاب الناس، فيقول لهم خزنة الجنة: كما أنتم حتى تحاسبوا. فيقولون: بم نحاسب! فوالله ما ملكنا حتى نجور ونعدل، ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط، ولكنا عبدنا ربنا حتى أتانا اليقين) (3)
[الحديث: 966] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الدنيا مشغلة للقلب والبدن، فإن الله عز وجل يسأل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها، فكيف بما نعموا في حرامها!) (4)
[الحديث: 967] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني قد سألت الله عز وجل أن يجعل رزق من أحبني الكفاف، ويعطي من أبغضني المال والبنين) (5)
[الحديث: 968] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، واتخذوا الكتاب شعارا، والدعاء لله دثارا، وقرضوا الدنيا قرضا) (6)
[الحديث: 969] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن حرث الآخرة العمل الصالح، وحرث
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (209)
الدنيا المال والبنون) (1)
[الحديث: 970] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن ربي تبارك اسمه أخبرني، فقال: وعزتي وجلالي، ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا، واني لابني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه أحد) (2)
[الحديث: 971] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكيس المؤمنين: أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا) (3)
[الحديث: 972] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل النور القلب انفتح القلب واستوسع) قال: فما علامة ذلك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله) (4)
[الحديث: 973] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله فيكرموك وقلبك فاجر) (5)
[الحديث: 974] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله ملائكة قياما من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا: سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن نعبد، ولو كان لرجل عمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، ولو أن دلوا صب من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها، ولو أن زفرات جهنم زفرت لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثيا على ركبتيه، يقول: رب نفسي نفسي) (6)
__________
(1) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(2) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(3) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(4) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(5) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
(6) بحار الأنوار: 74/ 73، من وصية أبي ذر.
المواعظ والوصايا (210)
[الحديث: 975] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضئ القمر ليلة البدر، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، ولو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم) (1)
[الحديث: 976] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن) (2)
[الحديث: