بيانات الكتاب
الكتاب: أحكام العلاقات الاجتماعية
الوصف: أكثر من ثلاثة آلاف حديث حول أحكام العلاقات الاجتماعية وآدابها
السلسلة: سنة بلا مذاهب
المؤلف: د. نور الدين أبو لحية
الناشر: دار الأنوار للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، 1442 هـ
عدد الصفحات: 575
الكتاب موافق للمطبوع
ISBN: 978-620-3-85893-8
لمطالعة الكتاب من تطبيق مؤلفاتي المجاني وهو أحسن وأيسر: هنا
يجمع هذا الكتاب أكثر من ثلاثة آلاف حديث متوافق مع القرآن الكريم، مما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، باعتبارها من الجوانب الأساسية التي تقوم الحياة عليها.
وقد رأينا أن ما ورد في القرآن الكريم والسنة الموافقة له من الحديث عن هذا الجانب يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام:
أولها: حديثه عن آداب وأحكام العلاقات العامة بين المسلمين فيما بينهم، أو بينهم وبين غيرهم من البشر، وهي أحكام ترتبط في أكثرها بالنواحي الأخلاقية، والتي لا يمكن أن تخصص بجهة دون جهة، ومنها تحريم الأذى بأنواعه المختلفة، والدعوة إلى الاستغناء والعفاف والسماحة، والدعوة إلى التآلف والملاطفة، والدعوة إلى الإطعام والضيافة وإقامة الولائم والاجتماع في المجالس والدعوة إلى عيادة المرضى، والدعوة إلى الإصلاح والإغاثة، والدعوة إلى أداء الحقوق.
ثانيها: حديثه عن أحكام العلاقات الخاصة وآدابها، وتناولت فيه الأحاديث الواردة حول حقوق الوالدين، والأولاد، والأقارب، والإخوان والأصدقاء، والجيران، والمستضعفين، وعامة المسلمين.. وختمته بالحديث عن حقوق الموتى.
ثالثها ـ أحكام علاقة الزوجية وآدابها: وذلك باعتبار الأسرة هي اللبنة الأساسية التي يتكون منها المجتمع، وقد ذكرنا ما ورد حول تنظيم هذه العلاقة من أحاديث تتناول أحكام الزواج، وأحكام حل عصمة الزوجية.
أحكام العلاقات الاجتماعية (11)
يجمع هذا الكتاب أكثر من ثلاثة آلاف من الأحاديث التي نراها متوافقة مع القرآن الكريم، إما بتأكيد معانيه والدعوة إليها بالأساليب المختلفة، أو بتفصيلها وبيان مجملها، أو كيفية تنفيذها، وذلك في الحياة المرتبطة بالجانب الاجتماعي، وهو من الجوانب الأساسية التي تقوم الحياة عليها.
وقد رأينا أن ما ورد في القرآن الكريم والسنة الموافقة له من الحديث عن هذا الجانب يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام:
أولها: حديثه عن آداب وأحكام العلاقات العامة بين المسلمين فيما بينهم، أو بينهم وبين غيرهم من البشر، وهي أحكام ترتبط في أكثرها بالنواحي الأخلاقية، والتي لا يمكن أن تخصص بجهة دون جهة.
وقد رأينا أن القرآن الكريم دعا في هذا الجانب إلى مراعاة النواحي التالية:
1. تحريم الأذى بأنواعه المختلفة: ذلك أنه السبب في كل ما يحصل في المجتمع من تصدع وشقاق.. ولهذا ورد تحريم العنف الحسي والمعنوي؛ حيث حرم القتل والضرب والغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء وغيرها.
2. الدعوة إلى الاستغناء والعفاف والسماحة: حتى لا يكون الفرد كلا على المجتمع، وحتى يستطيع المجتمع أن يتجاوز ما يحصل له من مشاكل قد تؤثر في العلاقة بين أفراده، ولهذا ورد الأمر بالعفو والحلم والسماحة واللين، وفي نفس الوقت أمر بالاستغناء والعفاف وعدم تحميل الفرد حاجاته على المجتمع إلا في حدود الضرورة القصوى.
أحكام العلاقات الاجتماعية (12)
3. الدعوة إلى التآلف والملاطفة: ولهذا ورد الأمر بالتحية والسلام والاستئذان وتشميت العاطس.. وغيرها من الآداب الكثيرة التي تساهم في إحلال المودة بين أفراد المجتمع.
4. الدعوة إلى الإطعام والضيافة وإقامة الولائم والاجتماع في المجالس: وكل ذلك مما يساهم لا في تحقيق التكافل الاجتماعي فقط، وإنما في إضفاء المزيد من الود والتراحم الاجتماعي.
5. الدعوة إلى عيادة المرضى: والذين ورد تخصيصهم بمزيد من العناية لحاجتهم لمن يقف بجنبهم يؤنسهم أو يعينهم.
6. الدعوة إلى الإصلاح والإغاثة: وهي تشمل كل أنواع النصح والحسبة التي تؤدي إلى صلاح المجتمع، ومثلها كل أنواع التكافل التي تؤدي إلى كفايته الذاتية وعدم حصول فوارق بين الطبقات.
7. الدعوة إلى أداء الحقوق: وهي من الجوانب الأساسية التي ورد التشديد في التهاون بها، ويدخل فيها الأمانات والودائع والوفاء بالوعد والعهد، وغيرها.
ثانيا. حديثه عن أحكام العلاقات الخاصة وآدابها: وتناولت فيه الأحاديث الواردة حول كيفية التعامل مع أصناف الناس بحسب منازلهم؛ فقد يصلح لصنف من الناس ما لا يصلح مع غيره، بل قد يكون نفس التصرف حسنة مع قوم سيئة مع غيرهم.
وقد نبه إلى هذا الاختلاف في التعامل مع الناس قوله تعالى: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً﴾ [النور:63]
وقد ذكرنا في هذا الفصل ما ورد من الأحاديث حول حقوق الوالدين، والأولاد، والأقارب، والإخوان والأصدقاء، والجيران، والمستضعفين، وعامة المسلمين.. وختمناه
أحكام العلاقات الاجتماعية (13)
بالحديث عن حقوق الموتى.
ثالثا ـ أحكام علاقة الزوجية وآدابها: وذلك باعتبار الأسرة هي اللبنة الأساسية التي يتكون منها المجتمع، وقد ذكرنا ما ورد حول تنظيم هذه العلاقة من أحاديث تتناول:
1. أحكام الزواج: ابتداء من الاختيار والخطبة والعقد وشروطه.. وانتهاء بالعشرة الزوجية وحقوقها.
2. أحكام حل عصمة الزوجية: بأنواعها المختلفة، وقد اهتممنا فيه خصوصا بما ورد في القرآن الكريم من الحفاظ على الأسرة، وعدم الإفتاء بوقوع الطلاق إلا وفق الضوابط القرآنية، وأوردنا الروايات الكثيرة التي تؤكد ذلك.
أحكام العلاقات الاجتماعية (14)
جمعنا في هذا الفصل ما نراه متوافقا مع القرآن الكريم من الأحاديث الواردة حول أحكام العلاقات العامة وآدابها، والتي يمكن تصنيفها إلى المجالات التالية:
أولها ـ كف الأذى عن أفراد المجتمع بمختلف أنواعه حسيا كان أو معنويا.
ثانيا ـ البعد عن كل النواحي السلبية التي تجعل الفرد كلا على المجتمع.
ثالثا: القيام بكل ما يطلبه المجتمع من حاجات مادية ومعنوية بحسب الطاقة.
رابعا: إضفاء جو من المودة والتآلف بين أفراد المجتمع.
وبما أن بعض هذه المجالات ـ لأهميته ـ ورد فيه من النصوص المقدسة ما لم يرد في غيره؛ فقد رأينا تقسيم الأحاديث الواردة في هذا الباب إلى سبعة أنواع تشمل ما يلي:
1. ما ورد حول تحريم الأذى بأنواعه المختلفة.
2. ما ورد حول الاستغناء والعفاف والسماحة.
3. ما ورد حول التآلف والملاطفة.
4. ما ورد حول الإطعام والضيافة والمجالس.
5. ما ورد حول عيادة المريض.
6. ما ورد حول الإصلاح والإغاثة.
7. ما ورد حول أداء الحقوق.
أولا ـ ما ورد حول تحريم الأذى بأنواعه المختلفة
وهو الركن الأول من أركان العلاقات الاجتماعية التي لا يمكن أن تطيب أو تصلح من دونها، ولهذا ورد فيه الكثير من الآيات القرآنية التي تحذر من أبسط ما يمكن أن يؤدي
أحكام العلاقات الاجتماعية (15)
إلى ذلك، مع بيان العقوبات التي تتناسب مع ذلك الأذى.
ومنها قوله تعالى في الآية الجامعة لكل أنواع الأذى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]
ومنها الآيات التي تنص على بعض مفردات الأذى، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 11 - 12]
وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90]
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 93 - 94]
وغيرها من الآيات الكريمة التي ورد في السنة المطهرة تفاصيل أحكامها أو تأكيدها، مع العلم أنها ليست خاصة بالمسلمين فقط، بل بجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن أديانهم أو أعراقهم.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
أحكام العلاقات الاجتماعية (16)
[الحديث: 1] صعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: (يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) (1)
[الحديث: 2] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم، المسلم أخو المسلم، ولا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ، دمه وعرضه وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) (2)
[الحديث: 3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) (3)
[الحديث: 4] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي بدأ بالسلام) (4)
[الحديث: 5] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث، فليقه وليسلم عليه، فإن رد عليه فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم) (5)
[الحديث: 6] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من هجر أخاه سنة، فهو كسفك دمه) (6)
__________
(1) الترمذي (2032)
(2) البخاري (5143)، ومسلم (2563)
(3) البخاري (6065)، ومسلم (2559)
(4) البخاري (6077)، ومسلم (2560)
(5) أبو داود (4912)
(6) أبو داود (4915)
أحكام العلاقات الاجتماعية (17)
[الحديث: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعرض الأعمال كل خميس واثنين، فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا) (1)
[الحديث: 8] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أوكدت أن تفسدهم) (2)
[الحديث: 9] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس المؤمن بطعان، ولا لعان، ولا فاحش، ولا بذئ) (3)
[الحديث: 10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن اللعانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة) (4)
[الحديث: 11] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضب الله، ولا بالنار) (5)
[الحديث: 12] قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادع الله على المشركين والعنهم فقال: إني إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا (6).
[الحديث: 13] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفرٌ) (7)
[الحديث: 14] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك) (8)
[الحديث: 15] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا لعن العبد شيئا صعدت اللعنة إلى السماء،
__________
(1) مسلم (2565) 36.
(2) أبو داود (4888)
(3) الترمذي (1977)
(4) مسلم (2598)
(5) الترمذي (1976)، وأبو داود (4906)
(6) مسلم (2599)
(7) البخاري (6044)، ومسلم (64)
(8) البخاري (6045)، ومسلم (61)
أحكام العلاقات الاجتماعية (18)
فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، فتأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها) (1)
[الحديث: 16] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المستبان ما قالا، فعلى البادي منهما، حتى يعتدي المظلوم) (2)
[الحديث: 17] سب رجل رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل المسبوب يقول: عليك السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إن ملكا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا، قال له: بل أنت وأنت أحق به، وإذا قلت له: عليك السلام، قال: لا، بل أنت وأنت أحق به) (3)
[الحديث: 18] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) (4)
[الحديث: 19] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء) (5)
[الحديث: 20] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم) (6)
[الحديث: 21] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير منار الأرض) (7)
[الحديث: 22] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستة لعنتهم، وكل نبي مجابٌ، المحرف لكتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل لحرم الله، والمتسلط بالجبروت، ليعز من أذل الله، ويذل من أعز الله، والمستحل ما حرم الله من عترتي. والتارك لسنتي) (8)
__________
(1) أبو داود (4905)
(2) مسلم (2587)
(3) أحمد 5/ 445.
(4) البخاري (1393)
(5) الترمذي (1982)
(6) الترمذي (1019)، وأبو داود (4900)
(7) مسلم (1978)
(8) الترمذي (2154)
أحكام العلاقات الاجتماعية (19)
[الحديث: 23] عن ابن مسعود قال: آكل الربا وموكله وكاتبه، إذا علموا ذلك، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة (1).
[الحديث: 24] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) (2)
[الحديث: 25] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد، والبغضاء وهي الحالقة، أما إني لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على ما تحابون به؟ أفشوا السلام بينكم) (3)
[الحديث: 26] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من رأى عورة فسترها، كان كمن أحيا موؤدة) (4)
[الحديث: 27] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يستر عبدٌ عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة) (5)، وفي رواية: (إنه لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة) (6)
[الحديث: 28] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تظهر الشماتة بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك) (7)
[الحديث: 29] عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا بلغه عن الرجل لم يقل: ما بال فلان؟ ولكن يقول: (ما بال أقوام يقولون: كذا وكذا) (8)
__________
(1) النسائي 8/ 147.
(2) أبو داود (4903)
(3) الترمذي (2510)
(4) أبو داود (4891)
(5) مسلم (2590)
(6) مسلم (2590)
(7) الترمذي (2506)
(8) أبو داود (4788)
أحكام العلاقات الاجتماعية (20)
[الحديث: 30] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مر أحدكم في مجلس أو سوق، وبيده نبل، فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها) (1)
[الحديث: 31] عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يتعاطى السيف مسلولا (2).
[الحديث: 32] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعافوا تسقط الضغائن بينكم) (3)
[الحديث: 33] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا تنخم أحدكم فليغيب نخامته، لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبه) (4)
[الحديث: 34] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تجدون من شر الناس عند الله تعالى يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه) (5)
[الحديث: 35] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان له وجهان في الدنيا، كان له يوم القيامة لسانان من نار) (6)
[الحديث: 36] جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أنت سيدنا فقال: (السيد الله)، قال: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال: (قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان) (7)
[الحديث: 37] أثنى رجل على رجل عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (ويلك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك)، ثلاثا، ثم قال: (من كان منكم مادحا أخاه لا محالة؛ فليقل: أحسب فلانا، والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحدا أحسب كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه) (8)
__________
(1) البخاري (452)، ومسلم (2615)
(2) أبو داود (2588)، الترمذي (2163)
(3) البزار (كشف الأستار) (2058)
(4) البزار (كشف الأستار) (2078)
(5) البخاري (6058)، ومسلم (2526)
(6) أبو داود (4873)، والدارمي (2764)
(7) أبو داود (4806)
(8) البخاري (2662)، ومسلم (3000)
أحكام العلاقات الاجتماعية (21)
[الحديث: 38] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) (1)
[الحديث: 39] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه، دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور شاء) (2)
[الحديث: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنه ينصب لكل غادر لواءٌ يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمامة عامة) (3)
[الحديث: 41] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد ويحيا مؤمنا ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا، ألا وإن منهم البطيء الغضب، سريع الفيء، ومنهم السريع الغضب سريع، الفيء فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطلب، ومنهم سيئ القضاء وحسن اطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب، ومنهم سيئ القضاء وحسن الطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب، ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب، وشرهم سيئ القضاء سيئ الطلب، ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض) (4)
__________
(1) البخاري (6114)، ومسلم (2609)
(2) الترمذي (2021)، وأبو داود (4777)
(3) الترمذي (2191)
(4) الترمذي (2191)
أحكام العلاقات الاجتماعية (22)
[الحديث: 42] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تعدون الرقوب فيكم؟)، قيل: الذي لا يولد له، قال: (ليس ذلك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئا)، قال: (فما تعدون الصرعة فيكم؟)، قيل: الذي لا يصرعه الرجال، قال: (ليس بذاك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب)، قال: (فما تعدون المفلس فيكم؟)، قيل: من لا مال له، قال: (ليس بذاك، ولكنه الذي يأتي يوم القيامة بحسنات، ويأتي قد ظلم هذا وشتم هذا، وأخذ مال هذا وليس هناك دينارٌ، ولا درهم، فيعطون من حسناته ولا تفي، فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه) (1)
[الحديث: 43] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (علموا، ويسروا، ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت، وإذا غضب أحدكم فليسكت) (2)
[الحديث: 44] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (باب النار لا يدخله أحدٌ إلا من يشفى غيظه بسخط الله) (3)
[الحديث: 45] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرون ما الغيبة؟)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (ذكر أحدكم أخاه بما يكره)، فقال رجلٌ: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) (4)
[الحديث: 46] عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله حسبك من صفية قصرها، قال: لقد قلت كلمة لو مزج بها البحر لمزجته، وحكيت له إنسانا، فقال: ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا (5).
[الحديث: 47] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم، ومن كسى ثوبا برجل مسلم فإن الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مقام
__________
(1) مسلم (2581)
(2) أحمد 1/ 283.
(3) قال الهيثمي 10/ 395: رواه البزار.
(4) مسلم (2589)
(5) أبو داود (4875)، والترمذي (2502)
أحكام العلاقات الاجتماعية (23)
سمعة ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة) (1)
[الحديث: 48] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق) (2)
[الحديث: 49] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حمى مؤمنا من منافق، بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه به، جلس يوم القيامة على جسر من جسور جهنم حتى يخرج مما قال) (3)
[الحديث: 50] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة قتات) (4)
[الحديث: 51] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يبلغني أحدٌ عن أحد من أصحابي شيئا، فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر) (5)
[الحديث: 52] عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فارتفعت ريحةٌ منتنة، فقال: (أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين) (6)
[الحديث: 53] عن ابن مسعود قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام رجلٌ فوقع فيه رجل من بعده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: (تخلل)، فقال ومما أتخلل يا رسول الله، أأكلت لحما؟ قال: (إنك أكلت لحم أخيك) (7)
[الحديث: 54] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) (8)، وفي رواية: (وإذا وعد أخلف)
__________
(1) أبو داود (4881)
(2) أبو داود (4876)
(3) أبو داود (4883)
(4) البخاري (6056)، ومسلم (105)
(5) أبو داود (4860)، والترمذي (3897)
(6) أحمد 3/ 351.
(7) الطبراني 10/ 102 (10092)
(8) البخاري (34)، ومسلم (58)
أحكام العلاقات الاجتماعية (24)
[الحديث: 55] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المنافق كالشاة العائر بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة) (1)
[الحديث: 56] قيل لحذيفة: إنا لندخل إلى سلطاننا وأمرائنا، فنقول لهم، بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، فقال: كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان (2).
[الحديث: 57] قال حذيفة: إن المنافقين اليوم شرٌ منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قيل: وكيف ذلك؟ قال: كانوا يومئذ يسرون، واليوم يجهرون (3).
[الحديث: 58] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن للمنافقين علامات يعرفون بها، تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، لا يقربون المساجد إلا هجرا ولا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرين، لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل صخب بالنهار) (4)
[الحديث: 59] عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنهم كانوا يسيرون معه، فقام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه، فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) (5)
[الحديث: 60] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك المراء وهو مبطل، بني له بيت في ربض الجنة، ومن تركه وهو محق، بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) (6)
[الحديث: 61] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) (7)
[الحديث: 62] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح
__________
(1) مسلم (2784)
(2) البخاري (7178)
(3) البخاري (7113)
(4) أحمد 2/ 293، والبزار في (كشف الأستار) (85)
(5) أبو داود (5004)
(6) أبو داود (4800)
(7) البخاري (2457)، ومسلم (2668)
أحكام العلاقات الاجتماعية (25)
والكذب، ويدع المراء وإن كان محقا) (1)
[الحديث: 63] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها) (2)
[الحديث: 64] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بشرّ الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (من أبغض الناس وأبغضه الناس) (3)
[الحديث: 65] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة: العفو عمّن ظلمكم، والإحسان إلى من أساء إليكم، وإعطاء من حرمكم) (4)
[الحديث: 66] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا إنّ في التّباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين) (5)
[الحديث: 67] جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أوصني، فقال: (لا تسبّوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم) (6)
[الحديث: 68] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اقطع لسانك عن إخوانك، وعن حملة القرآن، ولتكن ذنوبك عليك ولا تحملها على إخوانك، ولا تزكّ نفسك بتذميم إخوانك، ولا ترائي بعملك، ولا تدخل كذا من الدنيا في الآخرة، ولا تفحش في مجلسك لكي يحذروك بسوء خلقك، ولا تناج مع رجل وعندك آخر ولا تتعظّم على الناس فينقطع عنك خيرات الدنيا، ولا تمزق الناس فيمرّقك كلاب النار قال الله تعالى: ﴿وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾ [النازعات: 2] أتدري ما الناشطات؟ كلاب أهل النار، تنشط العظم واللحم)، قيل: من يطيق هذه
__________
(1) ذكره الهيثمي 1/ 92 وقال: رواه أبو يعلى.
(2) الطبراني في الأوسط (7754)
(3) معاني الأخبار ص 196.
(4) كتاب الزهد ص 15.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 346.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 360.
أحكام العلاقات الاجتماعية (26)
الخصال؟ قال: (أما إنّه يسير على من يسّر الله عليه) (1)
[الحديث: 69] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أشار إلى أخيه المسلم بسلاحه لعنته الملائكة حتّى ينحّيه عنه) (2)
[الحديث: 70] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا ومن لطم خدّ مسلم أو وجهه بدّد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولا حتّى يدخل جهنّم إلّا أن يتوب) (3)
[الحديث: 71] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعتا الخلق على الله من قتل، غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، أو تولّى غير مواليه، أو ادّعى إلى غير أبيه) (4)
[الحديث: 72] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أعتا الناس على الله عزّ وجلّ: القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن ادّعى لغير أبيه فهو كافر بما أنزل الله على محمّد، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله عزّ وجلّ منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا) (5)
[الحديث: 73] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله المحلّل والمحلّل له، ومن يوالي غير مواليه، ومن ادّعى نسبا لا يعرف. والمتشبّهين من الرجال بالنساء، والمتشبّهات من النساء بالرجال. ومن أحدث حدثا في الإسلام أو آوى محدثا، ومن قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، ومن لعن أبويه)، فقال رجل: يا رسول الله أ يوجد رجل يلعن أبويه؟ فقال: (نعم، يلعن آباء الرجال وامّهاتهم فيلعنون أبويه) (6)
[الحديث: 74] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من شهر سيفه فدمه هدر) (7)
[الحديث: 75] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أشار على أخيه المسلم لعنته الملائكة حتّى
__________
(1) فلاح السائل ص 124.
(2) الأشعثيّات ص 83.
(3) أمالي الصّدوق ص 422.
(4) دعائم الإسلام ج 2 ص 402.
(5) الكافي: ج 7 ص 274.
(6) روضة الكافي: ج 1 ص 100.
(7) الأشعثيّات ص 83.
أحكام العلاقات الاجتماعية (27)
يشمه عنه) (1)
[الحديث: 76] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمسة لا تطفأ نيرانهم، ولا تموت أبدانهم رجل أشرك باللّه، ورجل عقّ والديه، ورجل سعى بأخيه إلى سلطان فقتله، ورجل قتل نفسا بغير نفس، ورجل أذنب وحمل ذنبه على الله عزّ وجلّ) (2)
[الحديث: 77] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو بغى جبل على جبل لجعل الله عزّ وجلّ الباغي منهما دكّا) (3)
[الحديث: 78] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما رفع الناس أبصارهم إلى شيء إلّا وضعه الله تعالى، ولو بغى جبل على جبل لجعل الله تعالى الباغي منهما دكّا) (4)
[الحديث: 79] قال الإمام عليّ: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أيّها الناس، الموتة الموتة، الوحيّة الوحيّة لا ردّة، سعادة أو شقاوة، جاء الموت بما فيه: بالروح والراحة، لأهل دار الحيوان، الّذين كان لها سعيهم، وفيها رغبتهم، جاء الموت بما فيه: بالويل والحسرة والكرّة الخاسرة لأهل دار الغرور الّذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم.. بئس العبد عبد عتا وبغى ونسي الجبّار الأعلى) (5)
[الحديث: 80] عن الإمام الصادق قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوّذ في كلّ يوم من ستّ: من الشكّ، والشرك، والحميّة، والغضب، والبغي، والحسد) (6)
[الحديث: 81] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اجتنب خمسا: الحسد، والطيرة، والبغي، وسوء الظنّ، والنميمة) (7)
__________
(1) مصادقة الإخوان ص 78.
(2) كنز الكراجكي ج 2 ص 47.
(3) عقاب الأعمال ص 324.
(4) الأشعثيات: ص 147.
(5) نوادر الراوندي ص 22.
(6) الخصال ج 1 ص 329.
(7) عوالي اللئالي ج 1 ص 289.
أحكام العلاقات الاجتماعية (28)
[الحديث: 82] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أسرع الخير ثوابا البرّ، وإنّ أسرع الشرّ عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه) (1)
[الحديث: 83] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أعجل الشرّ عقوبة البغيّ) (2)
[الحديث: 84] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعجل الخير ثوابا صلة الرحم، وأسرع الشرّ عقابا البغي) (3)
[الحديث: 85] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما ادخّر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) (4)
[الحديث: 86] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها، ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان) (5)
[الحديث: 87] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أسرع شيء عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك) (6)
[الحديث: 88] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قال في مؤمن ما رأت عيناه وسمعت أذناه ممّن يشينه ويهدم مروءته، فهو من الّذين قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [النور: 19] الأليم الويل الطويل) (7)
__________
(1) عقاب الأعمال ص 324.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 327.
(3) جامع الأخبار ص 107.
(4) روضة الواعظين ج 2 ص 388.
(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 13.
(6) الخصال ج 1 ص 230.
(7) جامع الأخبار ص 147.
أحكام العلاقات الاجتماعية (29)
[الحديث: 89] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلق الله الجنّة من لبنتين لبنة من ذهب ولبنة من فضّة وجعل حيطانها الياقوت وسقفها الزبرجد وحصاءها اللؤلؤ وترابها الزعفران والمسك الأذفر، ثمّ قال لها: تكلّمي، فقالت: لا إله إلّا الله الحي القيّوم قد سعد من يدخلني، فقال الله جلّ جلاله: (وعزّتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا نمّام ولا ديّوث ولا شرطي ولا مخنث ولا نبّاش ولا عشّار ولا قاطع رحم ولا قدري) (1)
[الحديث: 90] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتّى يذهب الحياء من الصبيان والنساء وحتّى تؤكل المعاهد كما تؤكل الخضرة) (2)
[الحديث: 91] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجلّ في الآخرة) (3)
[الحديث: 92] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنّة قتات، ولا نمّام) (4)
[الحديث: 93] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت على باب الجنّة مكتوبا: أنت محرّمة على كلّ بخيل ومراء وعاقّ ونمّام) (5)
[الحديث: 94] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستّ خصال ما من مسلم يموت في واحدة منهنّ إلّا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنّة: رجل نيّته أن لا يغتاب مسلما فإن مات على ذلك كان ضامنا على الله) (6)
[الحديث: 95] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ عذاب القبر من النميمة والغيبة والكذب) (7)
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(2) نوادر الراوندي ص 17.
(3) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 151.
(4) عوالي اللّئالي ج 1 ص 266.
(5) جامع الأخبار ص 84.
(6) دعوات الراوندي ص 280.
(7) جامع الأخبار ص 147.
أحكام العلاقات الاجتماعية (30)
[الحديث: 96] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن مشى في نميمة بين اثنين سلّط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة، وإذا خرج من قبره سلّط الله عليه تنّينا أسود ينهش لحمه حتّى يدخل النار) (1)
[الحديث: 97] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (احذر الغيبة والنّميمة، فإنّ الغيبة تفطر والنّميمة توجب عذاب القبر) (2)
[الحديث: 98] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أشرار الناس من يبغض المؤمنين ويبغضه قلوبهم، وسحقا وبعدا للمشّائين بالنميمة المفرّقين بين الأحبّة الباغين للناس العيب، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكّيهم يوم القيامة)، ثمّ تلا: ﴿هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 62 - 63] (3)
[الحديث: 99] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت ليلة الاسرى قوما يقطع اللّحم من جنوبهم ثمّ يلقمونه ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمّازون من أمّتك اللّمازون) (4)
[الحديث: 100] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النار.. ورجل اغتاب الناس ومشى بالنميمة فهو يأكل في النار لحمه) (5)
[الحديث: 101] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أشار على مسلم بكلمة ليشينه بها بغير حقّ شانه الله تعالى في النار يوم القيامة) (6)
[الحديث: 102] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها
__________
(1) عقاب الأعمال ص 335.
(2) تحف العقول ص 12.
(3) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 77.
(4) عوالي اللئالي ج 1 ص 264.
(5) مستدرك الوسائل ج 2 ص 111 لبّ اللباب.
(6) كشف الريبة ص 42.
أحكام العلاقات الاجتماعية (31)
بريء ليشينه بها في الدّنيا كان حقّا على الله عزّ وجلّ أن يدينه بها يوم القيامة في النار) (1)
[الحديث: 103] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسقون من الحميم والجحيم، ينادون بالويل والثبور، يقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى؟ فرجل معلّق في تابوت من جمر، ورجل يجرّ أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه، فقيل لصاحب التابوت: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنّ الأبعد قد مات وفي عنقه أموال الناس لم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء، ثمّ يقال للّذي يجرّ أمعاءه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنّ الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده، ثمّ يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنّ الأبعد كان يحاكى، فينظر إلى كلّ كلمة خبيثة فيسندها ويحاكى بها، ثمّ يقال للّذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنّ الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة) (2)
[الحديث: 104] عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منزل أبي أيّوب الأنصاريّ فقال معاذ: يا رسول الله أ رأيت قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا لِلطَّاغِينَ مَآبًا لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا جَزَاءً وِفَاقًا إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ [النبأ: 18 - 30]؟ فقال: (يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ثمّ أرسل عينيه ثمّ قال: تحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميّزهم
__________
(1) كشف الريبة ص 42.
(2) أمالي الصدوق ص 581.
أحكام العلاقات الاجتماعية (32)
الله تعالى من المسلمين وبدّل صورهم، فبعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكّسون أرجلهم من فوق ووجوههم من تحت ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمي يتردّدون، وبعضهم بكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم يسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذّرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطّعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار، وبعضهم أشدّ نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم؛ فأمّا الّذين على صورة القردة فالقتّات من الناس، وأمّا الّذين على صورة الخنازير فأهل السحت، وأمّا المنكّسون على رؤوسهم فآكلة الربا، والعمي: الجائرون في الحكم، والصمّ البكم: المعجبون بأعمالهم، والّذين يمضغون بألسنتهم فالعلماء والقضاة الّذين خالفت أعمالهم أقوالهم، والمقطّعة أيديهم وأرجلهم الّذين يؤذون الجيران، والمصلّبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والّذين هم أشدّ نتنا من الجيف فالّذين يتمتّعون بالشهوات واللّذّات ويمنعون حقّ الله في أموالهم، والّذين يلبسون الجباب فأهل التجبّر والخيلاء) (1)
[الحديث: 105] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إيّاك والهجران لأخيك المؤمن، فإنّ العمل لا يتقبّل مع الهجران) (2)
[الحديث: 106] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (أنهاك عن الهجران فإن كنت لا بدّ فاعلا فلا تهجره ثلاثة أيّام كملا، فمن مات فيها مهاجرا لأخيه كانت النار أولى به) (3)
[الحديث: 107] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمسة ليس لهم صلاة.. ومصارم لا يتكلّم
__________
(1) بحار الأنوار ج 7 ص 89.
(2) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 151.
(3) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 151.
أحكام العلاقات الاجتماعية (33)
أخاه فوق ثلاثة أيّام) (1)
[الحديث: 108] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الاثنين والخميس، يغفر لكلّ عبد مؤمن إلّا عبد كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا عمل هذين حتّى يصطلحا) (2)
[الحديث: 109] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا هجرة فوق ثلاث) (3)
[الحديث: 110] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث) (4)
[الحديث: 111] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيّام، والسابق يسبق إلى الجنّة) (5)
[الحديث: 112] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلّا كانا خارجين من الإسلام ولم يكن بينهما ولاية، فأيّهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب) (6)
[الحديث: 113] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللّعنة عليه) (7)
[الحديث: 114] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاكم والفحش؛ فإنّ الله عزّ وجلّ لا يحبّ الفاحش المتفحّش، وإيّاكم والظلم، فإنّ الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة، وإيّاكم والشحّ فإنّه دعا الّذين من قبلكم حتّى سفكوا دماءهم، ودعاهم حتّى قطعوا أرحامهم، ودعاهم حتّى انتهكوا واستحلّوا محارمهم) (8)
__________
(1) عوالي اللئالي ج 1 ص 267.
(2) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 151.
(3) المشكاة ص 209.
(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 272.
(5) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 5.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 345.
(7) عوالي اللئالي ج 1 ص 173.
(8) الخصال ص 176.
أحكام العلاقات الاجتماعية (34)
[الحديث: 115] خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس فقال: (ألا أخبركم بشراركم؟.. الّذي يمنع رفده ويضرب عبده ويتزوّد وحده.. ألا أخبركم بمن هو شرّ من ذلك؟.. الّذي لا يرجى خيره ولا يؤمن شرّه فظنّوا أنّ الله لم يخلق خلقا هو شرّ من هذا.. ألا أخبركم بمن هو شرّ من ذلك؟.. المتفحّش اللّعّان الّذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه لعنوه) (1)
[الحديث: 116] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بأبعدكم مني شبها؟.. الفاحش المتفحّش البذيء البخيل المختال الحقود الحسود القاسي القلب البعيد من كلّ خير يرجى، غير المأمون من كلّ شرّ يتقى) (2)
[الحديث: 117] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الفحش والتفحّش ليسا من الإسلام في شيء، وإنّ أحسن الناس إسلاما أحسنهم أخلاقا) (3)
[الحديث: 118] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من شرار الناس، من تركه الناس، اتقاء فحشه) (4)
[الحديث: 119] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزّ وجلّ حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرحمن: 46]) (5)
[الحديث: 120] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذي وقليل الحياء لا يبالي ما قال وما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلّا لغية أو شرك شيطان)، فقال رجل: يا رسول الله أو في الناس شرك شيطان؟ فقال: (أما تقرأ قول الله: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 291.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 291.
(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ص 110.
(4) عوالي اللّئالي ج 1 ص 101.
(5) مكارم الأخلاق ص 429.
أحكام العلاقات الاجتماعية (35)
الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ [الإسراء: 64] فقيل: وفي الناس من لا يبالي ما قال وما قيل له؟ فقال: نعم من تعرض الناس فقال فيهم وهو يعلم أنهم لا يتركونه فذلك الّذي لا يبالي ما قال وما قيل له) (1)
[الحديث: 121] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس إذا أدركتموهنّ فتعوّذوا باللّه عزّ وجلّ منهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ حتّى يعلنوها إلّا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الّذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلّا اخذوا بالسنين وشدّة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزّكاة إلّا منعوا القطر من السماء، ولو لا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله عزّ وجلّ وعهد رسوله إلّا سلّط الله عليهم عدوّهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلّا جعل بأسهم بينهم) (2)
[الحديث: 122] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما كان الحياء في شيء قط إلّا زانه، ولا كان الفحش في شيء قط إلّا شانه) (3)
[الحديث: 123] عن الإمام الصادق، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينا هو ذات يوم عند عائشة إذا استأذن عليه رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس أخو العشيرة، فقامت عائشة فدخلت البيت وأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرجل، فلما دخل أقبل عليه بوجهه وبشره إليه يحدّثه حتّى إذا فرغ وخرج من عنده قالت عائشة: يا رسول الله بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من شرّ عباد الله من تكره مجالسته لفحشه) (4)
[الحديث: 124] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (آفة الحسب الافتخار والعجب) (5)
__________
(1) كتاب الزهد ص 7.
(2) عقاب الأعمال ص 301.
(3) روضة الواعظين ج 2 ص 460.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 326.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 328.
أحكام العلاقات الاجتماعية (36)
[الحديث: 125] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تبارك وتعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهليّة وتفاخرها بآبائها، ألا إنّ الناس من آدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم) (1)
[الحديث: 126] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تبارك وتعالى رفع عنكم عبّيّة الجاهليّة وفخرها بالآباء فالناس بنو آدم وآدم خلق من تراب) (2)
[الحديث: 127] قال الإمام الصادق: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال: يا رسول الله أنا فلان بن فلان حتّى عدّ تسعة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما إنّك عاشرهم في النار) (3)
[الحديث: 128] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلّا بالتقوى) (4)
[الحديث: 129] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الأعمال عند الله عزّ وجلّ إيمان لا شكّ فيه، وغزو لا غلول فيه، وحجّ مبرور، وأوّل من يدخل الجنّة شهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربّه ونصح لسيّده، ورجل عفيف متعفّف ذو عيال، وأوّل من يدخل النار، أمير متسلط لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقّه، وفقير فخور) (5)
[الحديث: 130] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها أولئك لا خلاق لهم) (6)
[الحديث: 131] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله تعالى مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات الناس، ولم يخرج
__________
(1) المواعظ للصدوق ص 26.
(2) الأشعثيّات ص 147.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 329.
(4) الاختصاص ص 341.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 28.
(6) كشف الريبة ص 94.
أحكام العلاقات الاجتماعية (37)
من الدنيا حتى يفضحه الله إلّا أن يتوب) (1)
[الحديث: 132] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلّع في الدور، والضحك بين القبور) (2)
[الحديث: 133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعون من اطّلع على جاره) (3)
[الحديث: 134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أدخل بصره في حريم قوم قبل رجليه فلا أتمّ الله له وهو آثم) (4)
[الحديث: 135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث يطفين نور العبد من قطع ودّ أبيه أو خضب شيبته بسواد أو وضع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له) (5)
[الحديث: 136] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طعن في مؤمن بشطر كلمة حرّم الله عليه ريح الجنّة، وإنّ ريحها ليوجد في مسيرة خمسمائة عام) (6)
[الحديث: 137] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك) (7)
[الحديث: 138] قال الإمام الصادق: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجراته مع بعض أزواجه ومعه مغازل له يقلبها إذا بصر بعينين تطلعان فقال: (لو أعلم أنّك تثبت لي لقمت حتّى أبخسك) (8)
[الحديث: 139] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (من خاف الناس لسانه
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 6.
(2) من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 120.
(3) الأشعثيات ص 164.
(4) الأشعثيات ص 165.
(5) الأشعثيات ص 191.
(6) لبّ اللباب كما في المستدرك ج 2 ص 138.
(7) أمالي الصدوق ص 227.
(8) الكافي: ج 7 ص 292.
أحكام العلاقات الاجتماعية (38)
فهو من أهل النار) (1)
[الحديث: 140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المشاحن لا يقبل منه صرف ولا عدل)، قيل: يا رسول الله وما المشاحن؟ قال: (المصادم لأمتي الطاعن عليها) (2)
[الحديث: 141] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس أقيموا صفوفكم وامسحوا بمناكبكم لئلّا يكون فيكم خلل، ولا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم ألا وإنيّ أراكم من خلفي) (3)
[الحديث: 142] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبراء المعايب) (4)
[الحديث: 143] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من بهت مؤمنا أو مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه الله يوم القيامة على تلّ من نار حتّى يخرج ممّا قاله فيه) (5)
[الحديث: 144] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من شرار رجالكم البهّات، الجريء، والفحّاش، الآكل وحده، والمانع رفده، والضّارب عبده، والملجئ عياله إلى غيره) (6)
[الحديث: 145] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس لك أن تتّهم من قد ائتمنته، ولا تأتمن الخائن وقد جرّبته) (7)
[الحديث: 146] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال المسروق في تهمة من هو بريء حتّى يكون أعظم جرما من السارق) (8)
[الحديث: 147] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله عزّ
__________
(1) جامع الأخبار ص 93.
(2) نوادر الراوندي ص 18.
(3) المحاسن ص 80.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 369.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 33.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 292.
(7) قرب الإسناد ص 41.
(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 294.
أحكام العلاقات الاجتماعية (39)
وجلّ) (1)
[الحديث: 148] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مضى مع ظالم يعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام، ومن حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد حادّ الله ورسوله) (2)
[الحديث: 149] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مشى مع ظالم ليعينه فقد خرج من الإسلام، ومن أعان ظالما ليبطل حقّا فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم) (3)
[الحديث: 150] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تولّى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنه ونار جهنّم وبئس المصير، ومن خفّ لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار، ومن دلّ سلطانا على الجور قرن مع هامان وكان هو والسلطان من أشدّ أهل النار عذابا) (4)
[الحديث: 151] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن أعان ظالما ليبطل حقّا لمسلم فقد برئ من ذمّة الإسلام وذمّة الله وذمّة رسوله، ومن دعا لظالم بالبقاء فقد أحبّ أن يعصي الله، ومن ظلم بحضرته مؤمن أو اغتيب وكان قادرا على نصره ولم ينصره فقد باء بغضب من الله ومن رسوله، ومن نصره فقد استوجب الجنّة من الله تعالى، وإنّ الله تعالى أوحى إلى داود عليه السّلام: قل لفلان الجبّار: إنّي لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا، ولكن لترد عني دعوة المظلوم وتنصره، فإنّي آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممّن ظلم بحضرته ولم ينصره) (5)
[الحديث: 152] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ عيسى بن مريم عليهما السّلام قام في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل، لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم) (6)
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(2) إرشاد القلوب ص 76.
(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 233.
(4) عقاب الأعمال ص 330.
(5) إرشاد القلوب ص 76.
(6) روضة الواعظين ج 2 ص 466.
أحكام العلاقات الاجتماعية (40)
[الحديث: 153] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك معصية الله مخافة من الله أرضاه الله يوم القيامة، ومن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الإيمان) (1)
[الحديث: 154] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا، يسلّطه الله عليه في نار جهنّم وبئس المصير) (2)
[الحديث: 155] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نكث بيعة، أو رفع لواء ضلالة، أو كتم علما، أو اعتقل مالا ظلما، أو أعان ظالما على ظلمه وهو يعلم أنّه ظالم، فقد برئ من الإسلام) (3)
[الحديث: 156] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة وأعوانهم، ومن لاق لهم دواة، أو ربط لهم كيسا، أو مدّ لهم مدّة قلم؟ فاحشروهم معهم) (4)
[الحديث: 157] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل الله عزّ وجلّ: أين الظلمة؟ أين أعوان أعوان الظلمة؟ أين من برى لهم قلما؟ أين من لاق لهم دواة؟ أين من جلس معهم ساعة؟ فيؤتى بهم جميعا، فيؤمر بهم أن يضرب عليهم بسور من نار، فهم فيه حتّى يفرغ الناس من الحساب، ثمّ يرمى بهم إلى النار) (5)
[الحديث: 158] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة، وأعوان الظلمة، وأشباه الظلمة، حتّى من برى لهم قلما، أو لاق لهم دواتا؟ قال: فيجمعون في تابوت من حديد، ثمّ يرمى بهم في جهنّم) (6)
[الحديث: 159] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله عزّ وجلّ: من استذلّ عبدي المؤمن
__________
(1) كنز الكراجكي ج 1 ص 351.
(2) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 10.
(3) نوادر الراوندي ص 17.
(4) عقاب الأعمال ص 309.
(5) عوالي اللئالي ج 4 ص 69.
(6) إرشاد القلوب ص 186.
أحكام العلاقات الاجتماعية (41)
فقد بارزني بالمحاربة، وما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في عبدي المؤمن، إنّي أحب لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه، وإنّه ليدعوني في الأمر فأستجيب له بما هو خير له) (1)
[الحديث: 160] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله عزّ وجلّ: قد نابذني من أذلّ عبدي المؤمن) (2)
[الحديث: 161] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أذلّ مؤمنا أو حقّره لفقره وقلّة ذات يده، شهّره الله على جسر جهنم يوم القيامة) (3)
[الحديث: 162] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أهان فقيرا مسلما من أجل فقره واستخفّ به فقد استخفّ باللّه، ولم يزل في غضب الله عزّ وجلّ وسخطه حتّى يرضيه، ومن أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو يضحك إليه.. ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حقّره حشره الله يوم القيامة مثل الذّرة في صورة رجل حتّى يدخل النار) (4)
[الحديث: 163] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله من أكرم الغنيّ لغناه، ولعن الله من أهان الفقير لفقره، ولا يفعل هذا إلّا منافق، ومن أكرم الغني لغناه وأهان الفقير لفقره سمى في السماوات عدوّ الله وعدوّ الأنبياء، لا يستجاب له دعوة، ولا يقضى له حاجة) (5)
[الحديث: 164] قال الإمام الصادق: (جاء رجل موسر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقيّ الثوب، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أخفت أن يمسّك من فقره شيء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شيء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسّخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله، إنّ لي قرينا يزيّن لي كلّ
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 354.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 351.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 70.
(4) عقاب الأعمال ص 333.
(5) إرشاد القلوب ص 194.
أحكام العلاقات الاجتماعية (42)
قبيح ويقبّح لي كلّ حسن، وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمعسر: أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك) (1)
[الحديث: 165] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا ومن استخفّ بفقير مسلم فقد استخفّ بحقّ الله، واللّه يستخفّ به يوم القيامة إلّا أن يتوب) (2)
[الحديث: 166] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدقع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه) (3)
[الحديث: 167] عن الإمام الباقر قال: لما كان يوم فتح مكّة قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الناس خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: (أيّها الناس ليبلغ الشاهد الغائب إنّ الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم نخوة الجاهليّة والتفاخر بآبائها وعشائرها أيّها الناس إنّكم من آدم وآدم من طين ألا وأنّ خيركم عند الله وأكرمكم عليه أتقاكم واطوعكم له ألا وإنّ العربيّة ليست باب والد ولكنّها لسان ناطق فمن طعن بينكم وعلم أنّه يبلغه رضوان الله حسبه ألا وإن كلّ دم مظلمة كانت في الجاهلية فهي تظلّ تحت قدمي إلى يوم القيامة) (4)
[الحديث: 168] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يكمل إيمان مؤمن حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال.. منها لا لعّان ولا نمّام ولا كذّاب ولا مغتاب ولا سبّاب) (5)
[الحديث: 169] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة) (6)
[الحديث: 170] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المتسابّان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم) (7)
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 262.
(2) أمالي الصدوق ص 344.
(3) أمالي الصدوق ص 316.
(4) كتاب الزهد ص 56.
(5) التمحيص ص 74.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 359.
(7) تفسير أبي الفتوح ج 1 ص 245.
أحكام العلاقات الاجتماعية (43)
[الحديث: 171] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه) (1)
[الحديث: 172] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن حرام كلّه، عرضه وماله ودمه) (2)
[الحديث: 173] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (أوصيك ألّا تشرك باللّه شيئا ولا تعص والديك، ولا تسبّ الناس) (3)
[الحديث: 174] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يبغض من عباده اللعان السبّاب الطعّان الفاحش المستخفّ السائل الملحف، ويحبّ من عباده الحييّ الكريم السخيّ) (4)
[الحديث: 175] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة) (5)
[الحديث: 176] عن الإمام الباقر: أنّ رجلا من بني تميم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: (لا تسبّوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم) (6)
[الحديث: 177] قيل: يا رسول الله الرجل من قومي يسبّني وهو دوني فهل عليّ بأس أن أنتصر منه؟ فقال: (المتسابّان شيطانان يتعاويان ويتهاتران) (7)
[الحديث: 178] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المتسابّان ما قالا فعلى البادي حتّى يعتدي المظلوم) (8)
[الحديث: 179] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ كتم ثلاثة في ثلاثة: رضاه في طاعته، وكتم سخطه في معصيته، وكتم وليّه في خلقه، ولا يستخف أحدكم شيئا من
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 359.
(2) المؤمن ص 72.
(3) مستدرك الوسائل ج 2 ص 109.
(4) مستدرك الوسائل ج 2 ص 109.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 359.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 360.
(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 111.
(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 111.
أحكام العلاقات الاجتماعية (44)
الطاعات، فإنّه لا يدري في أيّها رضا الله تعالى، ولا يستقلن أحدكم شيئا من المعاصي، فإنّه لا يدري في أيّها سخط الله، ولا يزرينّ أحدكم بأحد من خلقه، فإنّه لا يدري أيّهم وليّ الله) (1)
[الحديث: 180] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما كان جبريل عليه السّلام يأتيني إلّا قال: يا محمّد اتّق شحناء الرجال وعداوتهم) (2)
[الحديث: 181] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أتاني جبريل عليه السّلام قطّ إلّا وعظني فآخر قوله لي: إيّاك ومشارة الناس فإنّها تكشف العورة وتذهب بالعزّ) (3)
[الحديث: 182] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما عهد إليّ جبريل عليه السّلام في شيء ما عهد إليّ في معاداة الرجال) (4)
[الحديث: 183] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لم يزل جبريل عليه السّلام ينهاني عن ملاحات الرجال كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان) (5)
[الحديث: 184] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته) (6)
[الحديث: 185] أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقيل له: يا رسول الله قتيل في جهينة فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمشي حتّى انتهى إلى مسجدهم، وتسامع الناس فأتوه فقال: من قتل ذا؟ قالوا: يا رسول الله ما ندري، فقال: قتيل بين المسلمين لا يدرى من قتله، والّذي بعثني بالحقّ لو أنّ أهل السماء والأرض شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا به لأكبّهم الله على مناخرهم في النار) (7)
__________
(1) كنز الفوائد للكراجكي ج 1 ص 55.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 125.
(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 125.
(7) الكافي: ج 7 ص 272.
أحكام العلاقات الاجتماعية (45)
[الحديث: 186] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أنّ رجلا قتل بالمشرق وآخر رضي بالمغرب كان كمن قتله واشترك في دمه) (1)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 187] قال الإمام علي: (لا تباغضوا فإنّها الحالقة) (2)
[الحديث: 188] قال الإمام علي: (أحبب حبيبك هونا مّا، عسى أن يكون بغيضك يوما مّا، وأبغض بغيضك هونا مّا، عسى أن يكون حبيبك يوما مّا) (3)
[الحديث: 189] قال الإمام علي: (من أعان على مؤمن فقد برأ من الإسلام) (4)
[الحديث: 190] قال الإمام علي: (إنّ الرجل ليؤتى يوم القيامة معه قدر محجمة من دم، فيقول: واللّه ما قتلت ولا شركت في دم، فيقال: بلى، ذكرت فلانا فترقّى ذلك حتّى قتل، فأصابك هذا من دمه) (5)
[الحديث: 191] قال الإمام علي: (ألأم البغي عند القدرة) (6)
[الحديث: 192] قال الإمام علي: (ما أعظم عقاب الباغي!) (7)
[الحديث: 193] قال الإمام علي: (البغي يسلب النعمة) (8)
[الحديث: 194] قال الإمام علي: (اتّقوا البغي، فإنّه يجلب النقم، ويسلب النعم، ويوجب الغير) (9)
__________
(1) روضة الواعظين ج 2 ص 461.
(2) نهج البلاغة خطبة 85 ص 205.
(3) نهج البلاغة حكمة 260 ص 1216.
(4) غرر الحكم الفصل 77 رقم 1518.
(5) دعائم الإسلام ج 2 ص 403.
(6) غرر الحكم ص 181.
(7) غرر الحكم ص 740.
(8) غرر الحكم ص 17.
(9) غرر الحكم ص 134.
أحكام العلاقات الاجتماعية (46)
[الحديث: 195] سئل الإمام علي: أي ذنب أعجل عقوبة لصاحبه؟ فقال: (من ظلم من لا ناصر له إلّا الله، وجاور النعمة بالتقصير، واستطال بالبغي على الفقير) (1)
[الحديث: 196] قال الإمام علي: (إيّاك والبغي فإنّه يعجّل الصرعة، ويحلّ بالعامل به العبر) (2)
[الحديث: 197] قال الإمام علي: (إيّاك والبغي، فإنّ الباغي يعجّل الله له النعمة، ويحلّ به المثلات)
[الحديث: 198] قال الإمام علي: (من بغي عجّلت هلكته) (3)
[الحديث: 199] قال الإمام علي: (أسرع المعاصي عقوبة أن تبغي على من لا يبغي عليك) (4)
[الحديث: 200] قال الإمام علي: (ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ حتّى يرى وبالهنّ: البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة) (5)
[الحديث: 201] قال الإمام علي: (من سلّ سيف البغي قتل به) (6)
[الحديث: 202] قال الإمام علي: (الله الله في عاجل البغي، وآجل وخامة الظلم، وسوء عاقبة الكبر) (7)
[الحديث: 203] قال الإمام علي: (البغي يصرع الرجال) (8)
[الحديث: 204] قال الإمام علي: (البغي يوجب الدمار) (9)
[الحديث: 205] قال الإمام علي: (البغي يسلب النعمة) (10)
__________
(1) الاختصاص ص 234.
(2) غرر الحكم ص 149.
(3) غرر الحكم ص 620.
(4) غرر الحكم ص 193.
(5) أمالي المفيد ص 98.
(6) نهج البلاغة ص 1249.
(7) نهج البلاغة ص 797.
(8) غرر الحكم ص 56.
(9) غرر الحكم ص 28.
(10) غرر الحكم ص 17.
أحكام العلاقات الاجتماعية (47)
[الحديث: 206] قال الإمام علي: (إيّاكم وصرعات البغي، وفضحات الغدر، وإثارة كامن الشرّ المذمّم) (1)
[الحديث: 207] قال الإمام علي: (إذا استشاط السلطان تسلّط الشيطان) (2)
[الحديث: 208] قال الإمام عليّ: (تحرم الجنّة على ثلاثة: النمّام، والقتّال وعلى مدمن الخمر) (3)
[الحديث: 209] قال الإمام عليّ: (عذاب القبر يكون من النميمة، والبول، وعزب الرجل عن أهله) (4)
[الحديث: 210] قال الإمام علي: (شراركم المشّاؤون بالنّميمة، المفرّقون بين الأحبّة، المبتغون للبراء المعايب) (5)
[الحديث: 211] قال الإمام علي: (النميمة شيمة المارق) (6)
[الحديث: 212] قال الإمام علي: (النميمة ذنب لا ينسى) (7)
[الحديث: 213] قال الإمام علي: (الساعي كاذب لمن سعى إليه ظالم لمن سعى عليه) (8)
[الحديث: 214] قال الإمام علي: (أكذب السعاية والنميمة باطلة كانت أو صحيحة) (9)
[الحديث: 215] قال الإمام علي: (أسوأ الصّدق النميمة) (10)
__________
(1) غرر الحكم ص 159.
(2) غرر الحكم ص 311.
(3) عقاب الأعمال ص 262.
(4) علل الشرائع ص 309.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 369.
(6) غرر الحكم ص 222.
(7) غرر الحكم ص 222.
(8) غرر الحكم ص 222.
(9) غرر الحكم ص 222.
(10) غرر الحكم ص 222.
أحكام العلاقات الاجتماعية (48)
[الحديث: 216] قال الإمام علي: (بئس الشيمة النّميمة) (1)
[الحديث: 217] قال الإمام علي: (إيّاك والنميمة فإنّها تزرع الضّغينة وتبعّد عن الله والناس) (2)
[الحديث: 218] قال الإمام علي: (من صدّق الواشي أفسد الصديق) (3)
[الحديث: 219] قال الإمام علي: (من سعى بالنميمة حاربه القريب ومقته البعيد) (4)
[الحديث: 220] قال الإمام علي: (لا تعجلنّ إلى تصديق واش وان تشبّه بالناصحين، فإنّ الساعي ظالم لمن سعى به غاشّ لمن سعى إليه) (5)
[الحديث: 221] قال الإمام علي: (لا تجتمع أمانة ونميمة) (6)
[الحديث: 222] قال الإمام علي: (لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك، فإنّما يسعى في مضرّته ونفعك، وليس جزاء من سرّك أن تسوءه، ومن سلّ سيف البغي قتل به، ومن حفر بئرا لأخيه وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه انهتكت عورات بيته بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد) (7)
[الحديث: 223] قال الإمام علي: (اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك) (8)
[الحديث: 224] قال الإمام عليّ: (إيّاكم وسقط الكلام وفضل بني ادم كتب، فعليكم بالدعاء ما يعرف، وإيّاكم والدعاء باللّعن والخزي، فإنّ الله عزّ وجلّ قد نصحكم
__________
(1) غرر الحكم ص 222.
(2) غرر الحكم ص 222.
(3) غرر الحكم ص 222.
(4) غرر الحكم ص 222.
(5) غرر الحكم ص 222.
(6) غرر الحكم ص 222.
(7) كنز الكراجكي ج 1 ص 136.
(8) كنز الكراجكي ج 1 ص 136.
أحكام العلاقات الاجتماعية (49)
في كتابه فقال عزّ وجلّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55] فمن تعدى بدعائه بلعن أو خزي فهو من المعتدين) (1)
[الحديث: 225] قال الإمام عليّ يوصي أصحابه: (لا تتكلّموا بالفحش فإنّ الفحش لا يليق بنا ولا بشيعتنا وإنّ الفاحش لا يكون صديقا) (2)
الحديث: 226] قال الإمام علي: (الفحش والتفحش ليسا من الإسلام) (3)
[الحديث: 227] قال الإمام علي: (سنّة اللّئام قبح الكلام) (4)
[الحديث: 228] قال الإمام علي: (سامع هجر القول شريك القائل) (5)
[الحديث: 229] قال الإمام علي: (سفهك على من فوقك جهل مرد) (6)
[الحديث: 230] قال الإمام علي: (سفهك على من دونك جهل مرز) (7)
[الحديث: 231] قال الإمام علي: (فعل الشرّ مسبة) (8)
[الحديث: 232] قال الإمام علي: (من قلّ عقله ساء خطابه) (9)
[الحديث: 233] قال الإمام علي: (ما أفحش كريم قطّ) (10)
[الحديث: 234] قال الإمام علي: (لا تسيء اللّفظ، وإن ضاق عليك الجواب) (11)
[الحديث: 235] قال الإمام علي: (لا أوقح من بذيّ) (12)
[الحديث: 236] قال الإمام علي: (المروءة من كلّ خناء عرية بريّة) (13)
[الحديث: 237] قال الإمام علي: (سوء المنطق يزري بالبهاء والمروءة) (14)
__________
(1) الأشعثيّات ص 226.
(2) دعائم الإسلام ج 2 ص 352.
(3) غرر الحكم ص 223.
(4) غرر الحكم ص 223.
(5) غرر الحكم ص 223.
(6) غرر الحكم ص 223.
(7) غرر الحكم ص 223.
(8) غرر الحكم ص 223.
(9) غرر الحكم ص 223.
(10) غرر الحكم ص 223.
(11) غرر الحكم ص 223.
(12) غرر الحكم ص 223.
(13) غرر الحكم ص 223.
(14) غرر الحكم ص 223.
أحكام العلاقات الاجتماعية (50)
[الحديث: 238] قال الإمام علي: (سوء المنطق يزري بالقدر ويفسد الأخوة) (1)
[الحديث: 239] قال الإمام علي: (سفهك على من في درجتك نقار كنقار الديكين، وهراش كهراش الكلبين ولن يفترقا إلّا مجروحين أو مفضوحين، وليس ذلك فعل الحكماء ولا سنّة العقلاء، ولعلّه أن يحلم عنك فيكون أوزن منك وأكرم، وأنت أنقص منه وألأم) (2)
[الحديث: 240] قال الإمام علي: (من أفحش شفى حساده) (3)
[الحديث: 241] قال الإمام علي: (من ساء لفظه ساء حظّه) (4)
[الحديث: 242] قال الإمام علي: (من صنع شيئا للمفاخرة حشره الله يوم القيامة أسود) (5)
[الحديث: 243] قال الإمام علي: (ما لابن آدم والفخر أوّله نطفة وآخره جيفة لا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه) (6)
[الحديث: 244] قال الإمام علي: (الله الله في كبر الحميّة وفخر الجاهليّة فإنّه ملاقح الشنئان ومنافخ الشيطان اللّاتي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية) (7)
[الحديث: 245] قال الإمام عليّ: (ثلاثة من شرار الخلق: شيخ جهول، وغني ظالم، وفقير فخور) (8)
[الحديث: 246] قال الإمام علي: (أعظم الخطايا اقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ) (9)
__________
(1) غرر الحكم ص 223.
(2) غرر الحكم ص 223.
(3) غرر الحكم ص 223.
(4) غرر الحكم ص 223.
(5) عقاب الأعمال ص 304.
(6) نهج البلاغة حكمة 445 ص 1294.
(7) نهج البلاغة ص 785.
(8) الأشعثيّات ص 239.
(9) عقاب الأعمال ص 322.
أحكام العلاقات الاجتماعية (51)
[الحديث: 247] قال الإمام علي: (الحجر الغصب في الدّار رهن لخرابها) (1)
[الحديث: 248] قال الإمام عليّ: (للحاسد ثلاث علامات: يتملّق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة) (2)
[الحديث: 249] قال الإمام علي: (من شمت بزلّة غيره شمت غيره بزلّته) (3)
[الحديث: 250] قال الإمام علي: (التقريع أشدّ من مضض الضرب) (4)
[الحديث: 251] قال الإمام علي: (التقريع أحد العقوبتين) (5)
[الحديث: 252] قال الإمام علي: (الإفراط في الملامة يشبّ نار اللجاجة) (6)
[الحديث: 253] قال الإمام علي: (إيّاك أن تكون على الناس طاعنا، ولنفسك مداهنا، فتعظم عليك الحوبة وتحرم المثوبة) (7)
[الحديث: 254] قال الإمام علي: (وإيّاك أن تكرّر العتب، فإنّ ذلك يغري بالذنب ويهوّن العتب) (8)
[الحديث: 255] قال الإمام علي: (إذا عاتبت فاستبق) (9)
[الحديث: 256] قال الإمام علي: (إذا ذممت فاقتصر) (10)
[الحديث: 257] قال الإمام علي: (طعن اللسان أمضّ من طعن السنان) (11)
[الحديث: 258] قال الإمام عليّ: (من روى عن أخيه المؤمن رواية يريد بها هدم مروءته وثلبه، أوبقه الله بخطيئة حتّى يأتي بمخرج ممّا قال، ولن يأتي بالمخرج منه أبدا، ومن
__________
(1) غرر الحكم ص 381.
(2) الجعفريات ص 232.
(3) غرر الحكم ص 224.
(4) غرر الحكم ص 223.
(5) غرر الحكم ص 223.
(6) غرر الحكم ص 223.
(7) غرر الحكم ص 223.
(8) غرر الحكم ص 223.
(9) غرر الحكم ص 223.
(10) غرر الحكم ص 223.
(11) غرر الحكم ص 223.
أحكام العلاقات الاجتماعية (52)
أدخل على أخيه المؤمن سرورا فقد أدخل على أهل البيت سرورا، ومن أدخل على أهل البيت سرورا فقد أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرورا، ومن أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرورا فقد سرّ الله، ومن سرّ الله فحقيق على الله أن يدخله الجنّة) (1)
[الحديث: 259] قال الإمام علي: (من قال لمسلم قولا يريد به انتقاص مروءته حبسه الله عزّ وجلّ في طينة خبال حتّى يأتي ممّا قال بمخرج) (2)
[الحديث: 260] قال الإمام علي: (المؤمن أخو المؤمن، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغشّه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يكذبه) (3)
[الحديث: 261] قال الإمام علي: (للظالم غدا بكفّه عضّة، وللرجل وشيك وللأخلّاء ندامة إلّا المتّقين) (4)
[الحديث: 262] جاء رجل إلى الإمام علي وقال: جئتك من سبعمائة فرسخ لأسألك عن سبع كلمات، فقال سل: (عمّا شئت)، فقال الرجل: أي شيء أعظم من السماء، وأيّ شيء أوسع من الأرض، وأيّ شيء أضعف من اليتيم، وأيّ شيء أحرّ من النار، وأيّ شيء أبرد من الزمهرير، وأيّ شيء أغنى من البحر، وأيّ شيء أقسى من الحجر؟ قال الإمام علي: (البهتان على البريء أعظم من السماء، والحقّ أوسع من الأرض، نمائم الوشاة أضعف من اليتيم، والحرص أحرّ من النار، وحاجتك إلى البخيل أبرد من الزمهرير، والبدن القانع أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر) (5)
[الحديث: 263] قال الإمام علي: (ضع أمر أخيك على أحسنه حتّى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا) (6)
__________
(1) الأربعون حديثا ص 55.
(2) الخصال ج 1 ص 632.
(3) مشكاة الأنوار ص 186.
(4) تفسير القمّي ج 2 ص 287.
(5) جامع الأخبار: 383 ح 1071.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 362.
أحكام العلاقات الاجتماعية (53)
[الحديث: 264] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (إن سرّك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معينا) (1)
[الحديث: 265] قال الإمام علي: (للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة) (2)
[الحديث: 266] عن نوف البكالي قال: أتيت الإمام علي وهو في رحبة مسجد الكوفة، فقلت: السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: (وعليك السّلام يا نوف ورحمة الله وبركاته)، فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني، فقال: (يا نوف أحسن يحسن اليك)، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، فقال: (يا نوف ارحم ترحم)، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: (يا نوف قل خيرا تذكر بخير)، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: (اجتنب الغيبة.. يا نوف إن سرّك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معينا) (3)
[الحديث: 267] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (لا تحقّروا ضعفاء إخوانكم، فإنّه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عزّ وجلّ بينهما في الجنّة إلّا أن يتوب) (4)
[الحديث: 268] قال الإمام عليّ: (لا يكون العبد عالما حتّى لا يحسد من فوقه، ولا يحقّر من هو دونه) (5)
[الحديث: 269] قال الإمام علي: (من عظّم دين الله عظّم حقّ إخوانه) (6)
[الحديث: 270] قال الإمام علي: (أيّما ذي باب أغلق بابه دون ذوي الحاجات والخلّة والمسكنة أغلق الله بابه عن حاجته وخلّته ومسكنته) (7)
__________
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 164.
(2) غرر الحكم ص 584 فصل 71.
(3) أمالي الصدوق ص 174.
(4) الخصال ج 2 ص 614.
(5) الأشعثيّات ص 233.
(6) مشكاة الأنوار ص 322.
(7) عوالي اللئالي ج 1 ص 375.
أحكام العلاقات الاجتماعية (54)
[الحديث: 271] عن الإمام الصادق قال: قضى الإمام علي في اللطمة يسوّد أثرها في الوجه أنّ أرشها ستّة دنانير، وإن لم يسوّد واخضرت فإنّ أرشها ثلاثة دنانير، وإن أحمرت ولم تخضر فإنّ أرشها دينار ونصف، وأمّا ما كان من جراحات الجسد فإنّ فيها القصاص أو يقبل المجروح دية الجراحة فيعطاها (1).
[الحديث: 272] قال الإمام الصادق: دعا رجل بعض بني هاشم إلى البراز، فأبى أن يبارزه، فقال له الإمام عليّ: ما منعك أن تبارزه؟ فقال: كان فارس العرب وخشيت أن يغلبني، فقال له: (إنّه بغى عليك ولو بارزته لغلبته، ولو بغى جبل على جبل لهلك الباغي) (2)
[الحديث: 273] قال الإمام الصادق: افتخر رجلان عند الإمام علي فقال: (أتفتخران بأجساد بالية، وأرواح في النار، إن يكن لك عقل فإنّ لك خلقا، وإن يكن لك تقوى فإنّ لك كرما، وإلّا فالحمار خير منك، ولست بخير من أحد) (3)
[الحديث: 274] قال الإمام علي: (قال الحواريّون لعيسى عليه السّلام: يا معلم الخير، أعلمنا أي الأشياء أشدّ؟ فقال: أشدّ الأشياء غضب الله، قالوا: فيما نتّقي غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدو الغضب؟ قال: الكبر، والتجبّر، ومحقرة الناس) (4)
[الحديث: 275] قال الإمام علي: (المؤمن هو الكيّس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدرا وأذلّ شيء نفسا، زاجر عن كلّ فان، حاضّ على كلّ حسن، لا حقود ولا حسود، ولا وثّاب، ولا سبّاب، ولا عيّاب، ولا مغتاب، يكره الرفعة ويشنأ السمعة، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصمت وقور، ذكور، صبور، شكور، مغموم
__________
(1) التهذيب: ج 10 ص 277.
(2) عقاب الأعمال ص 324.
(3) علل الشرائع ص 393.
(4) روضة الواعظين ج 2 ص 379.
أحكام العلاقات الاجتماعية (55)
بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، ليّن العريكة، رصين الوفاء، قليل الأذى، لا متأفّك ولا متهتّك) (1)
[الحديث: 276] قال الإمام عليّ: (إنما هو الرضا والسخط، وإنّما عقر الناقة رجل واحد، فلمّا رضوا أصابهم العذاب، فإذا ظهر إمام عدل فمن رضي بحكمه وأعانه على عدله فهو وليّه، وإذا ظهر إمام جور فمن رضي بحكمه وأعانه على جوره فهو وليّه) (2)
[الحديث: 277] قال الإمام عليّ: (من الكبائر: قتل المؤمن عمدا، والفرار من الزحف، وأكل الربا بعد البيّنة، وأكل مال اليتيم ظلما، والتعرب بعد الهجرة، ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات) (3)
[الحديث: 278] قال الإمام السجاد: (الذنوب التي تنزل النقم عصيان العارف بالبغي، والتطاول على الناس، والاستهزاء بهم، والسخرية منهم) (4)
[الحديث: 279] قال الإمام السجاد: (الذنوب التي تغيّر النعم: البغي على الناس، والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11]) (5)
[الحديث: 280] قيل للإمام السجاد: إن فلانا يقول فيك ويقول، فقال له: (واللّه ما حفظت حقّ أخيك إذا خنته وقد استأمنك، ولا حفظت حرمتنا إذا سمعتنا ما لم يكن لنا حاجة بسماعه، أما علمت أنّ نَقَلة النميمة هم كلاب النار.. قل لأخيك: إنّ الموت يعمّنا، والقبر يضمّنا، والقيامة موعدنا، واللّه يحكم بيننا) (6)
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 226.
(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 17.
(3) دعائم الإسلام ج 2 ص 402.
(4) معاني الأخبار ص 270.
(5) معاني الأخبار ص 270.
(6) إرشاد القلوب ص 118.
أحكام العلاقات الاجتماعية (56)
[الحديث: 281] قال الإمام السجاد في دعاء مكارم الأخلاق: (وأجر للناس على يديّ الخير ولا تمحقه بالمنّ وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر) (1)
[الحديث: 282] قال الإمام السجاد: (عجبا للمتكبّر الفخور، الّذي كان بالأمس نطفة ثمّ هو غدا جيفة) (2)
[الحديث: 283] قال الإمام السجّاد: (حقّ المشير عليك: أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وإن وافقك حمدت الله عزّ وجلّ) (3)
[الحديث: 284] قال الإمام السجاد: (الذنوب التي تردّ الدعاء: سوء النيّة، وخبث السريرة، والنفاق مع الإخوان، وترك التصديق بالإجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتّى تذهب أوقاتها، وترك التقرّب إلى الله عزّ وجلّ بالبرّ والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول) (4)
[الحديث: 285] قال الإمام السجاد: (إيّاكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين) (5)
[الحديث: 286] قال الإمام السجاد: (الذنوب التي يظلم الهواء: السحر والكهانة، والإيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين. والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نيّة الأداء، والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام، وسوء الخلق، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدّين) (6)
__________
(1) الصحيفة السجاديّة ص 228.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 328.
(3) مكارم الأخلاق ص 423.
(4) معاني الأخبار ص 270.
(5) روضة الكافي: ص 16.
(6) معاني الأخبار ص 270.
أحكام العلاقات الاجتماعية (57)
[الحديث: 287] قال الإمام الباقر: (أربعة القليل منها كثير: النار القليل منها كثير، والنوم القليل منه كثير، والمرض القليل منه كثير، والعداوة القليل منها كثير) (1)
[الحديث: 288] قال الإمام الباقر: (من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر اقتصّ منه ونفي من تلك البلدة، ومن شهر السلاح في غير الأمصار وضرب وعقر وأخذ المال ولم يقتل فهو محارب، جزاؤه جزاء المحارب وأمره إلى الإمام إن شاء قتله وصلبه وإن شاء قطع يده ورجله، وإن حارب وقتل وأخذ المال فعلى الإمام أن يقطع يده اليمين بالسرقة ثمّ يدفعه إلى أولياء المقتول فيتبعونه بالمال ثمّ يقتلونه)، فقال له أبو عبيدة: أصلحك الله أ رأيت إن عفا عنه أولياء المقتول؟ فقال الإمام الباقر: (إن عفوا عنه فعلى الإمام أن يقتله لأنه قد حارب وقتل وسرق)، فقال أبو عبيدة: فإن أراد أولياء المقتول أن يأخذوا منه الدية ويدعونه ألهم ذلك؟ قال: (لا عليه القتل) (2)
[الحديث: 289] قال الإمام الباقر: (إنّ العبد يحشر يوم القيامة وما يدمى دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا ربّ، إنّك لتعلم أنّك قبضتني وما سفكت دما، قال: بلى سمعت من فلان بن فلان كذا وكذا فرويتها عنه، فنقلت عنه حتّى صار إلى فلان الجبّار فقتله عليها، فهذا سهمك من دمه) (3)
[الحديث: 290] قال الإمام الباقر: (محرّمة الجنة على القتّاتين، المشّائين بالنّميمة) (4)
[الحديث: 291] قال الإمام الباقر: (إنّ اللّعنة إذا خرجت من في صاحبها تردّدت فيما بينهما، فإن وجدت مساغا وإلّا رجعت على صاحبها) (5)
[الحديث: 292] قال الإمام الباقر: (إنّ الله يبغض الفاحش المتفحّش) (6)
__________
(1) الخصال ج 1 ص 238.
(2) تفسير العيّاشي ج 1 ص 314.
(3) المحاسن ص 104.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 369.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 360.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 324.
أحكام العلاقات الاجتماعية (58)
[الحديث: 293] قال الإمام الباقر في قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]: (قولوا للناس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم، فإنّ الله يبغض اللعّان السبّاب الطعّان على المؤمنين المتفحّش، السائل الملحف، ويحبّ الحييّ الحليم الضعيف المتعفّف) (1)
[الحديث: 294] قال الإمام الباقر: (إنّ موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى وكان فيما قال في مناجاته: يا موسى ضع الكبر ودع الفخر واذكر أنّك ساكن القبر فليمنعك ذلك من الشهوات) (2)
[الحديث: 295] قال الإمام الباقر: (عجبا للمختال الفخور، وإنّما خلق من نطفة ثمّ يعود جيفة، وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به) (3)
[الحديث: 296] قال الإمام الباقر: (ثلاثة من عمل الجاهليّة: الفخر بالأنساب، والطعن بالأحساب، والاستسقاء بالأنواء) (4)
[الحديث: 297] قال الإمام الباقر: (أصل المرء دينه وحسبه خلقه وكرمه تقواه، وإن الناس من آدم شرع سواء) (5)
[الحديث: 298] قال بعضهم للإمام الباقر: أنا فلان.. وأنا في الحسب الضخم من قومي، فقال: (ما تمنّ علينا بحسبك؟ إنّ الله رفع بالإيمان من كان الناس يسمّونه وضيعا إذا كان مؤمنا ووضع بالكفر من كان الناس يسمّونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لأحد فضل على أحد إلّا بالتّقوى) (6)
[الحديث: 299] قيل للإمام الباقر: إنّ إلى جانب داري عرصة بين حيطان لست أعرفها لأحد، فأدخلها في داري؟ قال: (أمّا انّه من أخذ شبرا من الأرض بغير حقّ أتى به
__________
(1) تفسير العيّاشي ج 1 ص 48.
(2) روضة الكافي: ج 1 ص 65.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 329.
(4) معاني الأخبار ص 326.
(5) كتاب الزهد ص 57.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 328.
أحكام العلاقات الاجتماعية (59)
يوم القيامة في عنقه من سبع أرضين) (1)
[الحديث: 300] قال الإمام الباقر: (عورة المؤمن على المؤمن حرام) (2)
[الحديث: 301] قال الإمام الباقر: (من اطّلع على مؤمن في منزله فعيناه مباحتان للمؤمن في تلك الحال، ومن دمر على مؤمن في منزله بغير إذنه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال) (3)
[الحديث: 302] قال الإمام الباقر: (ومن فتك بمؤمن يريد ماله ونفسه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال) (4)
[الحديث: 303] قال الإمام الباقر: (ما شهد رجل على رجل بكفر قطّ إلّا باء به أحدهما، إن كان شهد به على كافر صدق، وإن كان مؤمنا رجع الكفر عليه، فإيّاكم والطّعن على المؤمنين) (5)
[الحديث: 304] قال الإمام الباقر: (ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلّا مات بشرّ ميتة وكان قمنا أن لا يرجع إلى خير) (6)
[الحديث: 305] قال الإمام الباقر: (عليكم بتقوى الله، ولا يضمرنّ أحدكم لأخيه امرا لا يحبّه لنفسه، فإنّه ليس من عبد يضمر لأخيه أمرا لا يحبّه لنفسه إلّا جعل الله ذلك سببا للنفاق في قلبه) (7)
[الحديث: 306] قال الإمام الباقر: (من أعان على مسلم بشطر كلمة، كتب بين عينيه يوم القيامة: آيس من رحمة الله) (8)
__________
(1) التهذيب: ج 7 ص 130.
(2) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 76.
(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 76.
(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 76.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 360.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 361.
(7) مشكاة الأنوار ص 181.
(8) المحاسن ص 103.
أحكام العلاقات الاجتماعية (60)
[الحديث: 307] سئل الإمام الباقر عن العمل عند الظلمة، فقال: (لا ولا مدّة قلم إن أحدهم لا يصيب من دنياهم شيئا إلّا أصابوا من دينه مثله) (1)
[الحديث: 308] قال الإمام الباقر لابنه: (يا بنيّ، إنّ الله خبّأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء: خبّأ رضاه في طاعته فلا تحقّرنّ من الطاعة شيئا فلعلّ رضاه فيه، وخبّأ سخطه في معصيته فلا تحقّرنّ من المعصية شيئا فلعلّ سخطه فيه، وخبّأ أوليائه في خلقه فلا تحقّرنّ أحدا فلعلّه ذلك الوليّ) (2)
[الحديث: 309] قيل للإمام الباقر: جعلت فداك، ما تقول في مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة وهو في منزله، فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج إليه؟ فقال: (أيّما مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة وهو في منزله فاستأذن له ولم يخرج إليه، لم يزل في لعنة الله حتّى يلتقيا) (3)
[الحديث: 310] قال الإمام الباقر: (من كفّ عن أعراض الناس أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كفّ غضبه عن الناس كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة) (4)
[الحديث: 311] قال الإمام الصادق: (ما بالكم يعادي بعضكم بعضا، إذا بلغ أحدكم عن أخيه شيء لا يعجبه فليقله وليسأله، فإن قال لم أفعله صدّقه، وإن قال قد فعلت استتابه) (5)
[الحديث: 312] قال الإمام الصادق: (إيّاك وعداوة الرجال، فإنّها تورث المعرّة، وتبدي العورة) (6)
__________
(1) الكافي: ج 5 ص 106.
(2) الفصول المهمّة ص 216.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 365.
(4) كتاب الزهد ص 6.
(5) كتاب مصادقة الإخوان ص 82.
(6) الاختصاص ص 230.
أحكام العلاقات الاجتماعية (61)
[الحديث: 313] قال الإمام الصادق: (من سبّ مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما بعثه الله في طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج ممّا قال) (1)
[الحديث: 314] قال الإمام الصادق: (إنّ الله يبغض السبّاب الطعّان المتفحّش) (2)
[الحديث: 315] قال الإمام الصادق يوصي أصحابه: (إيّاكم وسبّ أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبّوا الله عدوا بغير علم، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حدّ سبّهم للّه كيف هو؟ إنّه من سبّ أولياء الله فقد انتهك سبّ الله، ومن أظلم عند الله ممّن استسبّ للّه ولأولياء الله، فمهلا مهلا فاتّبعوا أمر الله ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه) (3)
[الحديث: 316] سئل الإمام الصادق عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء)، فقال: (كان المؤمنون يسبّون ما يعبد المشركون من دون الله، وكان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله المؤمنين عن سبّ آلهتهم لكيلا يسبّ الكفّار إله المؤمنين فيكونوا المؤمنون قد أشركوا باللّه من حيث لا يعلمون فقال: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام: 108]) (4)
[الحديث: 317] قال الإمام الصادق: (ما أيسر ما رضى الناس به منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم) (5)
[الحديث: 318] قال الإمام الصادق: (من أعان على مؤمن بشطر كلمة، لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمتي) (6)
[الحديث: 319] قال الإمام الصادق: (يجي ء يوم القيامة رجل إلى رجل حتّى يلطخه بدم والناس في الحساب، فيقول: يا عبد الله، مالي ولك؟ فيقول: أعنت عليّ يوم كذا
__________
(1) دعائم الإسلام ج 2 ص 458.
(2) غرر الخصائص ص 42.
(3) روضة الكافي: ج 1 ص 9.
(4) تفسير القمي ج 1 ص 213.
(5) روضة الكافي: ج 2 ص 182.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 368.
أحكام العلاقات الاجتماعية (62)
وكذا بكلمة كذا فقتلت) (1)
[الحديث: 320] قال الإمام الصادق: (من روّع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه ولم يصبه فهو في النار، ومن روّع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار، ومن أعان على مؤمن بخطر كلمة لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه: هذا آيس من رحمة الله عزّ وجلّ) (2)
[الحديث: 321] قال الإمام الصادق: (ملعون ملعون عالم يؤمّ سلطانا جائرا معينا له على جوره) (3)
[الحديث: 322] قال الإمام الصادق: (يقول إبليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي، فإنّهما يعدلان عند الله الشرك) (4)
[الحديث: 323] قال الإمام الصادق: (ستّة لا تكون في المؤمن: العسر، والنكد، واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي) (5)
[الحديث: 324] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (انظر أن لا تكلّمنّ بكلمة بغي أبدا وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك) (6)
[الحديث: 325] قال الإمام الصادق: (الذنوب التي تغيّر النعم: البغي، والذنوب التي تورث الندم: القتل، والّتي تنزل النقم: الظلم، والّتي تهتك الستر: شرب الخمر، والّتي تحبس الرزق: الزنا، والّتي تعجّل الفناء: قطيعة الرحم، والّتي تردّ الدعاء وتظلم الهواء: عقوق الوالدين) (7)
__________
(1) عقاب الأعمال ص 326.
(2) إرشاد القلوب ص 143.
(3) كنز الكراجكي ج 1 ص 150.
(4) اصول الكافي: ج 4 ص 19.
(5) الخصال ج 1 ص 325.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 327.
(7) اصول الكافي: ج 2 ص 447.
أحكام العلاقات الاجتماعية (63)
[الحديث: 326] قال الإمام الصادق يوصي أصحابه: (إيّاكم أن يبغي بعضكم على بعض، فإنّها ليست من خصال الصالحين، فإنّه من بغى صيّر الله بغيه على نفسه، وصارت نصرة الله لمن بغي عليه، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله) (1)
[الحديث: 327] قال الإمام الصادق: (إنّ أبغضكم إليّ المترأسّون المشّاؤون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم ليسوا منّي ولا أنا منهم، إنّما أوليائي الّذين سلّموا لأمرنا واتّبعوا آثارنا واقتدوا بنا في كلّ أمورنا.. واللّه لو قدّم أحدكم مل ء الأرض ذهبا على الله ثمّ حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب ممّا يكوى به في النار) (2)
[الحديث: 328] قال الإمام الصادق: (أربعة لا يدخلون الجنّة: الكاهن، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتّات وهو النمام) (3)
[الحديث: 329] قال الإمام الصادق: (إنّ من أكبر السحر النميمة يفرق بها بين المتحابّين، ويجلب العداوة على المتصافين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدور، ويكشف بها الستور، والنمّام أشدّ من وطئ الأرض بقدم) (4)
[الحديث: 330] قال الإمام الصادق: (لا يدخل الجنّة سفّاك للدماء ولا مدمن الخمر، ولا مشاء بنميم) (5)
[الحديث: 331] قال الإمام الصادق: (بينا موسى بن عمران عليه السّلام يناجي ربّه عزّ وجلّ إذا رأى رجلا تحت ظلّ العرش، فقال: يا ربّ من هذا الذي قد أظلّه عرشك؟ فقال: هذا كان بارّا بوالديه ولم يمش بالنميمة) (6)
[الحديث: 332] قال الإمام الصادق: (إيّاك والسعاة وأهل النمايم فلا يلتزقنّ منهم
__________
(1) روضة الكافي: ج 1 ص 8.
(2) تحف العقول ص 309.
(3) أمالي الصدوق ص 404.
(4) الاحتجاج ص 340.
(5) عقاب الأعمال ص 262.
(6) أمالي الصدوق ص 180.
أحكام العلاقات الاجتماعية (64)
بك أحد، ولا يراك الله يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا، فيسخط الله عليك ويهتك سترك) (1)
[الحديث: 333] قال الإمام الصادق: (إنّ اللّعنة إذا خرجت من في صاحبها تردّدت، فإن وجدت مساغا وإلّا رجعت على صاحبها) (2)
[الحديث: 334] قال الإمام الصادق في وصيّته لأصحابه: (إيّاكم ان تذلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان، فإنّكم إن كففتم ألسنتكم عمّا يكرهه الله ممّا نهاكم عنه كان ذلك خيرا لكم من أن تذلقوا ألسنتكم به، فإنّ ذلق اللسان فيما يكره الله وما نهى عنه رداءة العبد عند الله، ومقت من الله وصمم وعمى يورثه الله إيّاه يوم القيامة) (3)
[الحديث: 335] قال الإمام الصادق: (إذا قال المؤمن لأخيه: أفّ، خرج من ولايته، وإذا قال: أنت لي عدوّ، كفر أحدهما، لأنّه لا يقبل الله عزّ وجلّ عملا من أحد يعجّل في تثريب على مؤمن بفضيحته، ولا يقبل من مؤمن عملا، وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوء، ولو كشف الغطاء عن الناس لنظروا إلى ما وصل بين الله عز وجلّ وبين المؤمن، وخضعت للمؤمنين رقابهم، وتسهّلت لهم أمورهم، ولانت لهم طاعتهم، ولو نظروا إلى مردود الأعمال من السماء، لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملا) (4)
[الحديث: 336] قال الإمام الصادق: (لو قال الرجل لأخيه: أفّ لك انقطع ما بينهما)، قال: (فإذا قال له: أنت عدوي فقد كفر أحدهما، فإن اتّهمه انماث الإيمان في قلبه، كما ينماث الملح في الماء) (5)
[الحديث: 337] قال الإمام الصادق: (المؤمن لا يغشّ المؤمن ولا يظلمه ولا يخونه
__________
(1) بحار الأنوار ج 75 ص 272.
(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 209.
(3) روضة الكافي: ج 1 ص 3.
(4) المؤمن ص 72.
(5) المؤمن ص 67.
أحكام العلاقات الاجتماعية (65)
ولا يخذله ولا يكذبه ولا يغتابه ولا يقول له أفّ، فإنّه إذا قال له: أفّ، لم تكن بينهما ولاية فإذا اتّهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء، ومن أطعم مؤمنين أشبعهما كان أفضل من رقبة) (1)
[الحديث: 338] قال الإمام الصادق: (إن أبغض خلق الله عبد اتّقى الناس لسانه) (2)
[الحديث: 339] قال الإمام الصادق: (إنّ من علامات شرك الشيطان الّذي لا يشكّ فيه أن يكون فحّاشا، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه) (3)
[الحديث: 340] قال الإمام الصادق: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب اليم: الديّوث من الرجال، والفاحش المتفحّش، والّذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى) (4)
[الحديث: 341] عن عمرو بن نعمان الجعفي قال: كان للإمام الصادق صديق لا يكاد يفارقه إذا ذهب مكانا فبينما هو يمشي معه في الحذّائين ومعه غلام له سنديّ يمشي خلفهما إذا التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرّات فلم يره فلمّا نظر في الرابعة قال: يا ابن الفاعلة أين كنت؟ قال: فرفع الإمام الصادق يده فصكّ بها جبهة نفسه، ثمّ قال: (سبحان الله تقذف أمّه؟ قد كنت أرى أنّ لك ورعا فإذا ليس لك ورع)، فقال: جعلت فداك إنّ أمّه سنديّة مشركة، فقال: (أما علمت أنّ لكلّ أمة نكاحا، تنحّ عنّي)، قال: فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق الموت بينهما (5).
[الحديث: 342] قال الإمام الصادق: (كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه
__________
(1) المشكاة ص 104.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 322.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 323.
(4) تفسير العيّاشي ج 1 ص 178.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 324.
أحكام العلاقات الاجتماعية (66)
غلاما ثلاث سنين فلمّا رأى أنّ الله لا يجيبه قال: يا ربّ أبعيد أنا منك فلا تسمعني أم قريب أنت منّي فلا تجيبني، فأتاه آت في منامه فقال: إنّك تدعو الله عزّ وجلّ منذ ثلاث سنين بلسان بذيّ وقلب عات غير تقيّ ونيّة غير صادقة، فاقلع عن بذائك وليتّق الله قلبك ولتحسن نيّتك، ففعل الرّجل ذلك ثمّ دعا الله فولد له غلام) (1)
[الحديث: 343] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (اتّقوا الله وأحسنوا صحبة من تصاحبونه وجوار من تجاورونه وأدّوا الأمانات إلى أهلها ولا تسمّوا الناس خنازير إن كنتم شيعتنا تقولون ما نقول واعملوا بما نأمركم تكونوا لنا شيعة ولا تقولوا فينا ما لا نقول في أنفسنا ولا تكونوا لنا شيعة أنّ أبي حدّثني أنّ الرجل من شيعتنا كان يكون في الحيّ فيكون ودائعهم عنده ووصاياهم إليه فكذلك أنتم) (2)
[الحديث: 344] عن سماعة قال: دخلت على الإمام الصادق فقال لي مبتدئا: (يا سماعة ما هذا الّذي كان بينك وبين جمّالك؟! إيّاك أن تكون فحّاشا أو صخّابا أو لعّانا)، فقلت: واللّه لقد كان ذلك، إنّه ظلمني، فقال: (إن كان ظلمك لقد أربيت عليه إنّ هذا ليس من فعالي ولا آمر به شيعتي، استغفر ربّك ولا تعد)، قلت: أستغفر الله؛ ولا أعود (3).
[الحديث: 345] قال الإمام الصادق: (آفة الدّين الحسد والعجب والفخر) (4)
[الحديث: 346] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: (أترى هذا الخلق كلّهم من الناس.. ألق منهم المفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج يقشّر لحاء عن لحاء حتّى يوصل إلى جوهريّته وهو كما قال الله عزّ وجلّ: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44]) (5)
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 324.
(2) دعائم الإسلام ج 1 ص 61.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 326.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 307.
(5) الخصال ص 49.
أحكام العلاقات الاجتماعية (67)
[الحديث: 347] قال الإمام الصادق: (أيّما رجل قتله الحدّ في القصاص فلا دية له.. وأيّما رجل عدا على رجل ليضربه فدفعه عن نفسه فجرحه أو قتله فلا شيء عليه.. وأيّما رجل اطّلع على قوم في دارهم لينظر إلى عوراتهم فرموه ففقؤوا عينيه أو جرحوه فلا دية له.. ومن بدأ فاعتدى فاعتدي عليه فلا قود له) (1)
[الحديث: 348] قال الإمام الصادق: (ما من إنسان يطعن في عين مؤمن إلّا مات بشرّ ميتة، وكان يتمنّى ألّا يرجع إلى خير) (2)
[الحديث: 349] قال الإمام الصادق: (لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويصيّرها بك) (3)
[الحديث: 350] قال الإمام الصادق: (من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتّى يفتتن) (4)
[الحديث: 351] سئل الإمام الصادق عن معنى: (عورة المؤمن على المؤمن حرام)، فقال: (ما هو أن ينكشف فترى منه شيئا، إنّما هو أن تروي عليه أو تعيبه) (5)
[الحديث: 352] قال الإمام الصادق: (من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان) (6)
[الحديث: 353] قال الإمام الصادق: (من روى على أخيه رواية يريد بها شينه وهدم مروءته، أوقفه الله في طينة خبال حتّى يبتعد ممّا قال) (7)
__________
(1) الكافي: ج 7 ص 290.
(2) المحاسن ص 100.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 359.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 359.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 358.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 358.
(7) الاختصاص ص 229.
أحكام العلاقات الاجتماعية (68)
[الحديث: 354] قال الإمام الصادق: (من روى على مؤمن رواية يريد بها عيبه، وهدم مروءته، أقامه الله عزّ وجلّ مقام الذلّ يوم القيامة حتّى يخرج ممّا قال) (1)
[الحديث: 355] قال الإمام الصادق: (إذا قال الرجل لأخيه المؤمن: أفّ خرج من ولايته، وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو مضمر على أخيه المؤمن سوءا) (2)
[الحديث: 356] قال الإمام الصادق: (ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة) (3)
[الحديث: 357] قال الإمام الصادق: (المؤمن أخو المؤمن وعينه ودليله لا يخونه ولا يخذله) (4)
[الحديث: 358] قال الإمام الصادق: (المؤمن بركة على المؤمن) (5)
[الحديث: 359] قال الإمام الصادق: (اتّقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقوّوه بالتقيّة والاستغناء باللّه عزّ وجلّ إنّه من خضع لصاحب سلطان ولمن يخالفه على دينه طلبا لما في يديه من دنياه أخمله الله عزّ وجلّ ومقّته عليه ووكله إليه، فإن هو غلب على شيء من دنياه فصار إليه منه شيء نزع الله جلّ وعزّ اسمه البركة منه، ولم يأجره على شيء ينفقه في حجّ ولا عتق رقبة ولا برّ) (6)
[الحديث: 360] قال الإمام الصادق: (أربع في التوراة وإلى جنبهنّ أربع: من أصبح على الدنيا حزينا فقد أصبح على ربّه ساخطا، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنّما يشكو ربّه، ومن أتى غنيّا فتضعضع له ليصيب من دنياه ذهب ثلثا دينه، ومن دخل النار ممّن قرأ
__________
(1) المؤمن ص 71.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 361.
(3) عقاب الأعمال ص 284.
(4) الاختصاص ص 27.
(5) الاختصاص ص 27.
(6) الكافي: ج 5 ص 105.
أحكام العلاقات الاجتماعية (69)
القرآن فإنّما هو ممّن كان يتّخذ آيات الله هزوا. والأربع التي إلى جنبهنّ: كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الأكبر) (1)
[الحديث: 361] قال الإمام الصادق: (ألا كلّ خلّة كانت في الدنيا في غير الله، فإنّها تصير عداوة يوم القيامة) (2)
[الحديث: 362] قال الإمام الصادق: (لا تخالطوا ولا تعاملوا إلّا من نشأ في الخير) (3)
[الحديث: 363] قال الإمام الصادق: (إيّاكم ومخالطة السفلة وإنّ السفلة لا يؤول إلى خير) (4)
[الحديث: 364] قال الإمام الصادق: (الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه ممّا قد ستره الله عليه، فأمّا إذا قلت ما ليس فيه فذلك قول الله: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: 112]) (5)
[الحديث: 365] قال الإمام الصادق: (إنّ من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وإنّ من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه) (6)
[الحديث: 366] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (إن أردت أن يصفو لك ودّ أخيك فلا تمازحنّه ولا تمارينّه ولا تباهينّه ولا تشارّنه ولا تطّلع صديقك من سرك إلّا على ما لو اطّلع عليه عدوّك لم يضرّك فإنّ الصديق قد يكون عدوّك يوما) (7)
[الحديث: 367] قال الإمام الصادق: (ما من مؤمنين إلّا وبينهما حجاب، فإن قال
__________
(1) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 233.
(2) تفسير القمّي ج 2 ص 287.
(3) الكافي: ج 5 ص 159.
(4) التهذيب: ج 7 ص 10.
(5) تفسير العيّاشي ج 1 ص 275.
(6) أمالي الصدوق ص 276.
(7) تحف العقول ص 312.
أحكام العلاقات الاجتماعية (70)
له: لست لي بوليّ فقد كفر، فإن اتّهمه فقد انماث الإيمان في قلبه، كما ينماث الملح في الماء) (1)
[الحديث: 368] قال الإمام الصادق: (من اتّهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما، ومن عامل أخاه بمثل ما عامل به الناس فهو بريء ممّا ينتحل) (2)
[الحديث: 369] قال الإمام الصادق: (ليس لك أن تأتمن من غشّك، ولا تتّهم من ائتمنت) (3)
[الحديث: 370] قال الإمام الصادق: (أبى الله أنّ يظنّ بالمؤمن إلّا خيرا وكسر عظم المؤمن ميّتا ككسره حيّا) (4)
[الحديث: 371] عن حمّاد بن عثمان، قال دخل رجل على الإمام الصادق فشكا إليه رجلا من أصحابه، فلم يلبث أن جاء المشكوّ، فقال له الإمام الصادق: (ما لفلان يشكوك؟)، فقال له: يشكوني إنّي استقضيت منه حقّي، قال: فجلس الإمام الصادق مغضبا، ثمّ قال: (كأنّك إذا استقضيت حقّك لم تسئ، أرأيت ما حكى الله عزّ وجلّ في كتابه: ﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ [الرعد: 21]، أترى أنّهم خافوا الله أن يجور عليهم، لا واللّه ما خافوا إلّا الاستقضاء فسمّاه الله عزّ وجلّ سوء الحساب، فمن استقضى به فقد أساء) (5)
[الحديث: 372] قال بعضهم للإمام الصادق: إنّ لي على بعض الحسنيّين مالا، وقد أعياني أخذه، وقد جرى بيني وبينه كلام، ولا آمن أن يجري بيني وبينه في ذلك ما أغتمّ له، فقال له الإمام الصادق: (ليس هذا طريق التقاضي، ولكن إذا أتيته أطل الجلوس والزم السكوت)، قال الرجل: فما فعلت ذلك إلّا يسيرا حتّى أخذت مالي (6).
__________
(1) المؤمن ص 67.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 361.
(3) قرب الإسناد ص 35.
(4) المؤمن ص 67.
(5) الكافي: ج 5 ص 100.
(6) الكافي: ج 5 ص 101.
أحكام العلاقات الاجتماعية (71)
[الحديث: 373] قال الإمام الصادق: (لا ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه المؤمن فمن دونه فإنّ المؤمن عزيز في دينه) (1)
[الحديث: 374] قال الإمام الصادق: (إذا قال الرجل لأخيه المؤمن: أفّ، خرج من ولايته، وإذا قال: أنت عدوي، كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو مضمر على أخيه المؤمن سوءا) (2)
[الحديث: 375] قال الإمام الصادق: (إذا قال المؤمن لأخيه أفّ، خرج من ولايته، وإذا قال: أنت لي عدوّ، كفر أحدهما؛ لأنّه لا يقبل الله عزّ وجلّ عملا من أحد يعجّل في تثريب على مؤمن بفضيحته، ولا يقبل من مؤمن عملا وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوء، ولو كشف الغطاء عن الناس لنظروا إلى ما وصل بين الله عزّ وجلّ وبين المؤمن، وخضعت للمؤمنين رقابهم، وتسهّلت لهم أمورهم، ولانت لهم طاعتهم، ولو نظروا إلى مردود الأعمال من السماء، لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملا) (3)
[الحديث: 376] قال الإمام الصادق: (من أعان ظالما على مظلوم، لم يزل الله عليه ساخطا حتّى ينزع عن معونته) (4)
[الحديث: 377] قال الإمام الصادق: (العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم) (5)
[الحديث: 378] قال الإمام الصادق في وصيّته لأصحابه: (وإيّاكم أن تعينوا على مسلم مظلوم فيدعو عليكم فيستجاب له فيكم، فإنّ أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة وليعن بعضكم بعضا فإنّ أبانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: إن معونة
__________
(1) مشكاة الأنوار ص 186.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 361.
(3) المؤمن ص 72.
(4) عقاب الأعمال ص 323.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 333.
أحكام العلاقات الاجتماعية (72)
المسلم خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام) (1)
[الحديث: 379] قال الإمام الصادق: (قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل لا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم) (2)
[الحديث: 380] عن عليّ بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتّاب بني أميّة، فقال لي: استأذن لي عن الإمام الصادق، فاستأذنت له عليه، فأذن له، فلمّا أن دخل سلّم وجلس ثمّ قال: جعلت فداك، إنّي كنت في ديوان هؤلاء القوم، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا وأغمضت في مطالبه، فقال الإمام الصادق: (لو لا أنّ بني أميّة وجدوا من يكتب لهم، ويجبي لهم الفي ء ويقاتل عنهم، ويشهد جماعتهم، لما سلبونا حقّنا، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إلّا ما وقع في أيديهم)، فقال الفتى: جعلت فداك، فهل لي مخرج منه؟ قال: (إن قلت لك تفعل؟)، قال: أفعل، قال له: (فاخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله، ومن لم تعرف تصدّقت به، وأنا أضمن لك على الله عزّ وجلّ الجنّة)، فأطرق الفتى رأسه طويلا ثمّ قال: قد فعلت جعلت فداك.
قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة، فما ترك شيئا على وجه الأرض إلّا خرج منه حتّى ثيابه التي كانت على بدنه، فقسّمت له قسمة واشترينا له ثيابا، وبعثنا إليه بنفقة، فما أتى عليه إلّا أشهر قلائل حتّى مرض، فكنّا نعوده، فدخلت عليه يوما وهو في السوق، ففتح عينيه ثمّ قال لي: يا عليّ، وفى لي واللّه صاحبك، ثمّ مات، فتولّينا أمره، فخرجت حتّى دخلت على الإمام الصادق، فلمّا نظر إليّ قال: (يا عليّ وفينا واللّه لصاحبك)، فقلت: صدقت جعلت فداك، هكذا واللّه قال لي عند موته (3).
__________
(1) روضة الكافي: ص 8.
(2) معاني الأخبار ص 196.
(3) الكافي: ج 5 ص 106.
أحكام العلاقات الاجتماعية (73)
[الحديث: 381] عن جهم بن حميد قال: قال لي الإمام الصادق: (أما تغشى سلطان هؤلاء؟)، قلت: لا، قال: (فلِمَ؟)، قلت: فرارا بديني، قال: (قد عزمت على ذلك؟)، قلت: نعم، فقال: (الآن سلم لك دينك) (1)
[الحديث: 382] عن حميد قال: قلت للإمام الصادق: إنّي ولّيت عملا، فهل لي من ذلك مخرج؟ فقال: (ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه!)، قلت: فما ترى؟ قال: (أرى أن تتّقي الله عزّ وجلّ ولا تعود) (2)
[الحديث: 383] عن يونس بن عمّار قال: وصفت للإمام الصادق من يقول بهذا الأمر ممّن يعمل عمل السلطان، فقال: (إذا ولّوكم يدخلون عليكم المرفق، وينفعونكم في حوائجكم؟)، قلت: منهم من يفعل، ومنهم من لا يفعل، قال: (فمن لم يفعل ذلك منهم فابرأوا منه، برئ الله منه) (3)
[الحديث: 384] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (لا تعنهم على بناء مسجد) (4)
[الحديث: 385] عن ابن أبي يعفور قال: كنت عند الإمام الصادق، إذ دخل عليه رجل من أصحابنا، فقال له: أصلحك الله إنّه ربما أصاب الرجل منّا الضيق أو الشدّة فيدعى إلى البناء يبنيه، أو النهر يكريه، أو المسنّاة يصلحها، فما تقول في ذلك؟ فقال الإمام الصادق: (ما أحب أني عقدت لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء وإن لي ما بين لابتيها، لا ولا مدّة بقلم إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتّى يحكم الله بين العباد) (5)
[الحديث: 386] عن محمّد بن عذافر، عن أبيه قال: قال لي الإمام الصادق: (يا
__________
(1) الكافي: ج 5 ص 108.
(2) الكافي: ج 5 ص 109.
(3) الكافي: ج 5 ص 109.
(4) التهذيب: ج 6 ص 338.
(5) الكافي: ج 5 ص 106.
أحكام العلاقات الاجتماعية (74)
عذافر نبّئت أنّك تعامل أبا أيّوب والربيع، فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة؟)، قال: فوجم أبي، فقال له الإمام الصادق لمّا رأى ما أصابه: (أي عذافر إنّما خوّفتك بما خوّفني الله عزّ وجلّ به)، قال محمّد: فقدم أبي فلم يزل مغموما مكروبا حتّى مات (1).
[الحديث: 387] قال الإمام الصادق: (ما من جبّار إلّا ومعه مؤمن يدفع الله عزّ وجلّ به عن المؤمنين، وهو أقلّهم حظّا في الآخرة) (2)
[الحديث: 388] قال الإمام الصادق: (إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه ولا يعن على نفسه) (3)
[الحديث: 389] قال الإمام الصادق: (من حقر مؤمنا، مسكينا وغير مسكين، لم يزل الله عزّ وجلّ حاقرا له ماقتا، حتّى يرجع عن محقرته إيّاه) (4)
[الحديث: 390] قال الإمام الصادق: (لا تستخفّ بأخيك المؤمن، فيرحمه الله عزّ وجلّ عند استخفافك، ويغيّر ما بك) (5)
[الحديث: 391] عن أبي هارون، أن الإمام الصادق قال لنفر عنده: (ما لكم تستخفّون بنا؟)، فقام إليه رجل من خراسان فقال: معاذ الله أن نستخفّ بك أو بشيء من أمرك، فقال: (بلى، إنّك أحد من استخفّ بي)، فقال: معاذ الله أن استخفّ بك، فقال له: (ويحك ألم تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد واللّه عييت، واللّه ما رفعت به رأسا لقد استخففت به، ومن استخفّ بمؤمن فبنا استخفّ، وضيّع حرمة الله عزّ وجلّ) (6)
[الحديث: 392] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (من أصبح مهموما
__________
(1) الكافي: ج 5 ص 105.
(2) التهذيب: ج 6 ص 336.
(3) مشكاة الأنوار ص 186.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 351.
(5) كتاب المؤمن ص 68.
(6) وسائل الشيعة ج 8 ص 592.
أحكام العلاقات الاجتماعية (75)
لسوى فكاك رقبته فقد هوّن عليه الجليل ورغب من ربّه في الوتح الحقير، ومن غشّ أخاه وحقّره وناواه جعل الله النار مأواه، ومن حسد مؤمنا انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء) (1)
[الحديث: 393] قال الإمام الصادق: (قال الله تبارك وتعالى: ليأذنني بحرب من أذلّ عبدي المؤمن وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن) (2)
[الحديث: 394] قال الإمام الصادق: (من قضى حاجة المؤمن من غير استخفاف منه أسكن الفردوس) (3)
[الحديث: 395] قال الإمام الصادق: (من حقر مؤمنا مسكينا لم يزل الله له حاقرا ماقتا حتّى يرجع عن محقرته إيّاه) (4)
[الحديث: 396] قال الإمام الصادق: (لا تحقّروا مؤمنا فقيرا، فإنّه من حقّر مؤمنا فقيرا واستخفّ به حقّره الله تعالى، ولم يزل ماقتا له حتّى يرجع عن محقرته أو يتوب) (5)
[الحديث: 397] قال الإمام الصادق: (ومن استذلّ مؤمنا وحقّره لقلّه ذات يده ولفقره شهّره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق) (6)
[الحديث: 398] قيل للإمام الصادق: المؤمن رحمة؟ قال: (نعم، وأيّما مؤمن أتاه أخوه في حاجة فإنّما ذلك رحمة ساقها الله إليه، وسبّبها له، فإن قضاها كان قد قبل الرحمة بقبولها، وإن ردّه وهو يقدر على قضائها فإنّما ردّ عن نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه وسبّبها له، وادّخرت الرحمة للمردود عن حاجته، ومن مشى في حاجة أخيه ولم يناصحه بكلّ جهده فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، وأيّما رجل من شيعتنا أتاه رجل من إخوانه واستعان به في
__________
(1) تحف العقول ص 302.
(2) مشكاة الأنوار ص 322.
(3) مشكاة الأنوار ص 322.
(4) التمحيص ص 50.
(5) عقاب الأعمال ص 299.
(6) عقاب الأعمال ص 299.
أحكام العلاقات الاجتماعية (76)
حاجته فلم يعنه وهو يقدر، ابتلاه الله تعالى بقضاء حوائج أعدائنا ليعذّبه بها، ومن حقّر مؤمنا فقيرا أو استخفّ به واحتقره لقلّة ذات يده وفقره، شهّره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، وحقّره، ولا يزال ماقتا له، ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر خذله الله وحقّره في الدنيا والآخرة) (1)
[الحديث: 399] قال الإمام الصادق: (من حقّر مؤمنا لقلّة ماله حقّره الله، فلم يزل عند الله محقورا حتّى يتوب ممّا صنع) (2)
[الحديث: 400] قال الإمام الصادق: (قال الله: إنّي لم أغن الغنيّ لكرامة به عليّ، ولم أفقر الفقير لهوان به عليّ، وهو ممّا ابتليت به الأغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنّة) (3)
[الحديث: 401] قال الإمام الصادق: (أيّما مؤمن كان بينه وبين مؤمن حجاب، ضرب الله عزّ وجلّ بينه وبين الجنّة سبعين ألف سور، ما بين السور إلى السور مسيرة ألف عام) (4)
[الحديث: 402] عن إسحاق بن عمّار قال: دخلت على الإمام الصادق، فنظر إليّ بوجه قاطب فقلت: ما الّذي غيّرك لي؟ قال: (الّذي غيّرك لإخوانك، بلغني يا إسحاق أنّك أقعدت ببابك بوّابا، يردّ عنك فقراء الشيعة)، فقلت: جعلت فداك إنّي خفت الشهرة؟ فقال: (أفلا خفت البليّة، أو ما علمت أنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عزّ وجلّ الرحمة عليهما، فكانت تسعة وتسعون لأشدّهما حبّا لصاحبه، فإذا توافقا غمرتهما الرحمة،
__________
(1) عدّة الداعي ص 190.
(2) مشكاة الأنوار ص 59.
(3) التمحيص ص 47.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 364.
أحكام العلاقات الاجتماعية (77)
فإذا قعدا يتحدّثان قال الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعلّ لهما سرّا وقد ستر الله عليهما)، فقلت: أليس الله عزّ وجلّ يقول: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]؟ فقال: (يا إسحاق، إن كانت الحفظة لا تسمع فإنّ عالم السرّ يسمع ويرى) (1)
[الحديث: 403] عن إسحاق بن عمّار قال: قلت للإمام الصادق: إنّي رجل مشهور، وإنّ اناسا من أصحابنا يأتوني ويغشوني وقد اشتهرت بهم، أفأمنعهم أن يأتوني وأخاف؟ فقال: (يا إسحاق، لا تمنعهم خلطتك، فإنّ ذلك لن يسعك)، فجهدت به أن يجعل لي رخصة في خلطتهم فأبى عليّ (2).
[الحديث: 404] قال الإمام الصادق: (من صار إلى أخيه المؤمن في حاجته أو مسلما فحجبه، لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة) (3)
[الحديث: 405] قال الإمام الصادق: (إيّاكم وما يعتذر منه، فإنّ المؤمن لا يسيء ولا يعتذر، والمنافق يسيء كلّ يوم ويعتذر منه) (4)
[الحديث: 406] سئل الإمام الصادق عمّن أخذ أرضا بغير حقّها وبنى فيها قال: (يرفع بناؤه وتسلم التربة إلى صاحبها، ليس لعرق ظالم حقّ.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أخذ أرضا بغير حقّها كلّف أن يحمل ترابها إلى المحشر) (5)
[الحديث: 407] قال الإمام الصادق: (لا يطمعنّ المستهزئ بالناس في صدق المودّة) (6)
[الحديث: 408] قال الإمام الصادق: (من زرع العداوة حصد ما بذر) (7)
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 181.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 181.
(3) الاختصاص ص 31.
(4) كتاب الزهد ص 5.
(5) التهذيب: ج 6 ص 311.
(6) ثواب الأعمال ص 434.
(7) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
أحكام العلاقات الاجتماعية (78)
[الحديث: 409] قال الإمام الصادق: (قال جبريل عليه السّلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إيّاك وملاحاة الرجال) (1)
[الحديث: 410] قال الإمام الصادق: (إيّاكم والمشارّة فإنّها تورث المعرّة وتظهر المعورة) (2)
[الحديث: 411] قال الإمام الصادق: (إيّاكم والخصومة، فإنّها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن) (3)
[الحديث: 412] قال الإمام الصادق في قول الله: ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 183]: (قد علم أنّ هؤلاء لم يقتلوا، ولكن فقد كان هواهم مع الذين قتلوا، فسمّاهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم لذلك الفعل) (4)
[الحديث: 413] قال الإمام الصادق: (لعن الله القدريّة، لعن الله الحروريّة، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة)، قيل له: جعلت فداك كيف لعنت هؤلاء، مرّة ولعنت هؤلاء مرّتين؟ فقال: (إنّ هؤلاء زعموا أنّ الّذين قتلونا مؤمنين، فثيابهم ملطّخة بدمائنا إلى يوم القيامة، أما تسمع لقول الله ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 183].. فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمس مائة عام، فسمّاهم الله قاتلين برضاهم بما صنع أولئك) (5)
[الحديث: 414] قال الإمام الصادق: (العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 301.
(4) تفسير العيّاشي ج 1 ص 208.
(5) تفسير العيّاشي ج 1 ص 208.
أحكام العلاقات الاجتماعية (79)
ثلاثتهم) (1)
[الحديث: 415] قال الإمام الصادق: (من عذر ظالما بظلمه سلّط الله عليه من يظلمه، فإن دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله على ظلامته) (2)
[الحديث: 416] قال الإمام الصادق: (لمّا نزلت هذه الآية ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 183] وقد علم أن قالوا: واللّه ما قتلنا ولا شهدنا، قال: وإنما قيل لهم ابرؤوا من قتلتهم فأبوا) (3)
[الحديث: 417] عن محمّد بن الارقط، قال: قال لي الإمام الصادق: (تنزل الكوفة؟)، قلت: نعم قال: (فترون قتلة الإمام الحسين بين أظهركم؟)، قلت: جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا قال: (فإذا أنت لا ترى القاتل إلّا من قتل أو من ولي القتل، ألم تسمع إلى قول الله ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 183] فأيّ رسول قبل الذي كان محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، إنما رضوا قتل أولئك فسمّوا قاتلين) (4)
[الحديث: 418] قال الإمام الصادق: (قال الله في كتابه يحكي قول اليهود ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [آل عمران: 183]، وقال: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 91] وإنما نزل هذا في قوم اليهود، وكانوا على عهد محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتلوا الأنبياء بأيديهم، ولا كانوا في زمانهم،
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 333.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 334.
(3) تفسير العيّاشي ج 1 ص 208.
(4) تفسير العيّاشي ج 1 ص 208.
أحكام العلاقات الاجتماعية (80)
وإنما قتل أوائلهم الذين كانوا من قبلهم، فنزلوا بهم أولئك القتلة، فجعلهم الله منهم، وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولّوهم) (1)
[الحديث: 419] قال الإمام الصادق: (ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر من رمى مؤمنا بكفر، فهو كقتله) (2)
[الحديث: 420] قال الإمام الكاظم: (حرمت الجنّة على ثلاثة: النمّام، ومدمن الخمر، والديّوث وهو الفاجر) (3)
[الحديث: 421] قال الإمام الكاظم: (بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه إذا شاهده ويأكله إذا غاب عنه، إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله) (4)
[الحديث: 422] قال الإمام الكاظم: (أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة وبرّ الوالدين وترك الحسد والعجب والفخر) (5)
[الحديث: 423] قيل للإمام الكاظم: الرجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الّذي أكرهه فأسأله عن ذلك فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقال: (كذّب سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسامة، وقال لك قولا فصدّقه وكذّبهم، لا تذيعنّ عليه شيئا تشينه به وتهدم به مروءته، فتكون من الّذين قال الله في كتابه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ [النور: 19]) (6)
[الحديث: 424] قال الإمام الكاظم: (ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر على أخيه، ملعون
__________
(1) تفسير العيّاشي ج 1 ص 51.
(2) كنز الكراجكي ج 1 ص 150.
(3) عقاب الأعمال ص 262.
(4) تحف العقول ص 395.
(5) تحف العقول ص 391.
(6) روضة الكافي: ج 1 ص 216.
أحكام العلاقات الاجتماعية (81)
ملعون من احتجب عن أخيه، ملعون ملعون من اغتاب أخاه) (1)
[الحديث: 425] عن زياد بن سلمة قال: دخلت على الإمام الكاظم، فقال لي: (يا زياد، إنّك لتعمل عمل السلطان؟)، قلت: أجل، قال لي: (ولم؟)، قلت: أنا رجل لي مروءة، وعليّ عيال، وليس وراء ظهري شيء، فقال لي: (يا زياد لأن أسقط من حالق فأتقطع قطعة قطعة أحبّ إليّ من أن أتولّى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم، إلّا لماذا؟)، قلت: لا أدري، قال: (إلّا لتفريج كربة عن مؤمن أوفكّ أسره أو قضاء دينه، يا زياد إنّ أهون ما يصنع الله عزّ وجلّ بمن تولّى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله عزّ وجلّ من حساب الخلائق، يا زياد فإن ولّيت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك، فواحدة بواحدة واللّه من وراء ذلك، يا زياد إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا، ونفاذ ما أتيت إليهم عنهم، وبقاء ما أبقيت إليهم عليك) (2)
[الحديث: 426] عن صفوان بن مهران الجمّال، قال: دخلت على الإمام الكاظم، فقال لي: (يا صفوان كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا)، قلت: جعلت فداك أي شيء؟ قال: (إكراؤك جمالك من هذا الرجل)، يعني هارون، قلت: واللّه ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا لصيد ولا للهو، ولكنّي أكريه لهذا الطريق، يعني طريق مكة، ولا أتولّاه بنفسي ولكن أنصب معه غلماني، فقال لي: (يا صفوان، أيقع كراؤك عليهم؟)، قلت: نعم جعلت فداك، فقال لي: (أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك؟)، قلت: نعم، قال: (فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار)، قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون، فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك، قلت: نعم، فقال: لم؟ قلت: أنا شيخ كبير، والغلمان لا يفون بالأعمال، فقال: هيهات هيهات، إنّي لأعلم
__________
(1) عدّة الداعي ص 187.
(2) الكافي: ج 5 ص 109.
أحكام العلاقات الاجتماعية (82)
من أشار عليك بهذا، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر، قلت: مالي ولموسى بن جعفر؛ فقال: دع هذا عنك، فو الله لو لا حسن صحبتك لقتلتك (1).
[الحديث: 427] قال الإمام الكاظم في رجلين يتسابّان: (البادي منهما أظلم، ووزره ووزر صاحبه عليه، ما لم يعتذر إلى المظلوم) (2)
[الحديث: 428] قال الإمام الكاظم: (ما تسابّ اثنان إلّا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل) (3)
[الحديث: 429] قال الإمام الرضا: (لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادّراع البغي) (4)
[الحديث: 430] قال الإمام الرضا: (كفاك ممّن يريد نصيحتك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة) (5)
[الحديث: 431] قال الإمام الرضا: (اجتنبوا الغيبة غيبة المؤمن، واحذروا النميمة، فإنهما يفطران الصائم، ولا غيبة للفاجر وشارب الخمر واللّاعب بالشطرنج والقمار.. والغيبة تفطر الصائم) (6)
[الحديث: 432] عن أحمد بن محمّد، قال: كنت عند الإمام الرضا قال: فأمسيت عنده، فقلت: انصرف؟. فقال: (لي لا تنصرف فقد أمسيت)، فاقمت عنده، فلمّا صرت في البيت دخلني شيء فجعل يخطر ببالي: من مثلي في بيت ولي الله وعلى مهاده؛ فناداني: (يا أحمد إن الإمام علي عاد صعصعة بن صوحان، فقال: يا صعصعة لا تجعل عيادتي إيّاك فخرا على
__________
(1) رجال الكشي ص 440.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 360.
(3) اعلام الدين ص 305.
(4) نزهة الناظر ص 63.
(5) نزهة الناظر ص 128.
(6) فقه الإمام الرضا ص 206.
أحكام العلاقات الاجتماعية (83)
قومك، وتواضع للّه يرفعك الله) (1)
[الحديث: 433] قال الإمام الرضا: (من اطّلع في دار قوم رجم، فإن تنحى فلا شيء عليه، فإن وقف فعليه أن يرجم، فإن أعماه أو أصمّه فلا دية له) (2)
[الحديث: 434] قال الإمام الرضا: (من أحبّ عاصيا فهو عاص، ومن أحبّ مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، ومن خذل عادلا فهو ظالم، إنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلّا بالطاعة ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبني عبد المطّلب: إيتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تبارك وتعالى: ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون: 100 - 103]) (3)
[الحديث: 435] ذكر للإمام الرضا أبو العتاهية، فقال: (هات اسمه، ودع عنك هذا، إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: 11]، ولعل الرجل يكره هذا) (4)
[الحديث: 436] قال الإمام الرضا: (لا يقبل الله عمل عبد وهو يضمر في قلبه على مؤمن سوءا) (5)
[الحديث: 437] قال الإمام الرضا يوصي بعض أصحابه: (أبلغ عنّي أوليائي السلام، وقل لهم: لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا، ومرهم بالصدق في الحديث.. وعرّفهم أنّ الله قد غفر لمحسنهم، وتجاوز عن مسيئهم إلّا من أشرك بي أو آذى وليّا من
__________
(1) رجال الكشّي ص 587.
(2) فقه الإمام الرضا ص 310.
(3) عيون الأخبار ج 1 ص 235.
(4) عيون الأخبار ج 2 ص 177.
(5) فقه الإمام الرضا ص 369.
أحكام العلاقات الاجتماعية (84)
أوليائي أو أضمر له سوءا، فإنّ الله لا يغفر له حتّى يرجع عنه، فإن رجع وإلّا نزع روح الإيمان عن قلبه، وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيب في ولايتنا، وأعوذ باللّه من ذلك) (1)
[الحديث: 438] قال الإمام الرضا لمن استأذنه في عمل السلطان: (إن كنت تعلم أنّك إذا ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ تصيّر أعوانك وكتّابك من أهل ملّتك، وإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتّى تكون واحدا منهم كان ذا بذا، وإلّا فلا) (2)
ثانيا ـ ما ورد حول الاستغناء والعفاف والسماحة
وهو الركن الثاني الذي تقوم عليه العلاقات الاجتماعية، ويهدف إلى أمرين:
الأول: الحيلولة دون تحول الفرد إلى كَلّ ثقيل على المجتمع، لأن المجتمع القائم على الطفيليات سينهار لا محالة، ولذلك ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة النهي عن السؤال والشحاذة بكل أنواعها.
الثاني: الحيلولة دون حصول الصدام بين أفراد المجتمع بسبب الأخطاء التي يقع فيها بعضهم، وذلك بالدعوة إلى التسامح والعفو والحلم ونحوها.
وقد أشار إلى هذه المعاني آيات كثيرة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران:186]، وقال: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:155]، وقال: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ [محمد:31]
__________
(1) الاختصاص ص 247.
(2) التهذيب: ج 6 ص 335.
أحكام العلاقات الاجتماعية (85)
فالله تعالى ـ في هذه الآيات الكريمة ـ يحضر الأنفس المؤمنة لاستقبال البلاء بما يخبر به من سنته في خلقه وسنته في المؤمنين، حتى تتأدب الأنفس بأدب الصبر العظيم الذي يجعل لها الطاقة على تحمل البلاء.
وهذا التحمل يستند ـ كما ورد في القرآن الكريم ـ إلى ركنين أساسيين لا غنى عنهما، ولا غنى لأحدهما عن الآخر، أولهما الصبر على الأذى، والثاني القدرة على تحمل المشاق؛ فقد يكون الشخص صابرا إن حل به الأذى، ولكن ليست له القدرة على المبادرة لتحمل المشاق، فيصير صبره سلبيا، يتحمل ما يفاجئه، لا يبادر ليتحمل ما يمكن أن يحتاج إليه.
ويشير إلى المعنى الأول قوله تعالى في وصية لقمان بعد ذكره للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ﴿أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [لقمان:17]
لأن مواجهة الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستدعي مواجهة الناس في العادة لهذا الآمر بأصناف الأذى، لأن هذا الناصح المحتسب لا يواجه عقول الناس بقدر ما يواجه مواطن الشر فيهم، وهي مواطن تأخذها الحمية ويستفزها الشيطان، فلا تسكت عن هذا الآمر المحتسب.
ولهذا أخبر تعالى عن سنته في المرسلين أنهم يتعرضون لكل أنواع البلاء، قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ [الاسراء:76]، ثم قال بعدها مبينا أن هذا سنته في من أرسل من خلقه: ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً﴾ [الاسراء:77]
ويشير إلى المعنى الثاني قوله تعالى بعد تسميته للكثير من الأنبياء والرسل عليهم السلام: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى
أحكام العلاقات الاجتماعية (86)
لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:90]، وقال: ﴿يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [هود:51]، وقال: ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [يّس:21]، وقال: ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء:109]، وفي [الشعراء:127]
ويخبرنا الله تعالى عن العلة في هذا الاستغناء، فيقول: ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ﴾ [الطور:40]، وذلك لأن من يطلب من غيره الأجر يثقل عليه، بخلاف من يكون خفيفا مستغنيا، فإنه يكون موضع محبة للناس.
ولهذا ذم الله تعالى السؤال ومدح العفاف في القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:273]
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 439] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم) (1)
[الحديث: 440] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسائل كدوحٌ يكدح بها الرجل وجهه، فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء تركه، إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا) (2)
__________
(1) البخاري (1475)، ومسلم (1040)
(2) أبو داود (1639)، والترمذي (681)
أحكام العلاقات الاجتماعية (87)
[الحديث: 441] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيرٌ له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه) (1)
[الحديث: 442] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة) (2)
[الحديث: 443] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن هذا المال خضرٌ حلوٌ فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى) (3)
[الحديث: 444] جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أسأل يا رسول الله؟ قال: (لا وإن كنت سائلا لا بد فاسأل الصالحين) (4)
[الحديث: 445] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموشٌ أو خدوشٌ أو كدوحٌ) قيل: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال: (خمسون درهما أو قيمتها من الذهب) (5)
[الحديث: 446] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة، فقال: (قدر ما يغديه أو يعشيه) (6)
[الحديث: 447] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا، فليستقل أو ليستكثر) لمسلم (7)
[الحديث: 448] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يفتح أحدكم على نفسه باب مسألة إلا فتح
__________
(1) البخاري (2074)، ومسلم (1042)
(2) أبو داود (1643)، والنسائي 5/ 96.
(3) البخاري (1472)، ومسلم (1035)
(4) أبو داود (1646)، والنسائي 5/ 95.
(5) أبو داود (1626)، والترمذي (650)
(6) أبو داود (1629)
(7) مسلم (1041)
أحكام العلاقات الاجتماعية (88)
الله عليه باب فقر) (1)
[الحديث: 449] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل وله أربعون درهما فهو ملحفٌ) (2)
[الحديث: 450] روي أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله، فقال: (أما في بيتك شيءٌ؟) قال: بلى حلسٌ نلبس بعضه ونبسط بعضه، وقعبٌ نشرب فيه الماء. قال: (ائتني بهما) فأتاه بهما فأخذهما بيده، وقال: (من يشتري هذين؟) قال رجلٌ: أنا آخذهما بدرهم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من يزيد على درهمين؟) مرتين أو ثلاثا، قال رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه فأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: (اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به) فأتاه به فشد فيه صلى الله عليه وآله وسلم عودا بيده، ثم قال: (اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما) ففعل وجاء، وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: (هكذا خيرٌ لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع) (3)
[الحديث: 451] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة، ورضفا يأكله في جهنم، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر) (4)
[الحديث: 452] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأعطي الرجل العطية فينطلق بها تحت إبطه، وما هي إلا نار) فقيل له: ولم تعطي يا رسول الله ما هو نارٌ؟ فقال: (أبى الله لي البخل وأبوا إلا مسألتي) (5)
[الحديث: 453] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نزلت به فاقةٌ فأنزلها بالناس لم تسد فاقته،
__________
(1) أبو يعلى (6691)
(2) النسائي 5/ 98.
(3) أبو داود (1641)، والترمذي (1218) والنسائي 7/ 259.
(4) الترمذي (653)
(5) رواه أحمد 3/ 4 وأبو يعلى 2/ 490 (1327)
أحكام العلاقات الاجتماعية (89)
ومن نزلت به فاقةٌ فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل) (1)، وفي رواية: (أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل) (2)
[الحديث: 454] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعونٌ من سأل بوجه الله، وملعونٌ من سئل بوجه الله، ثم منع سائله مالم يسأل هجرا) (3)
[الحديث: 455] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه) (4)
[الحديث: 456] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) (5)
[الحديث: 457] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال. بيتٌ يسكنه، وثوبٌ يواري عورته، وجلف الخبز والماء) (6)
[الحديث: 458] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أغبط أوليائي عندي مؤمنٌ خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك)، ثم نقر بيده، فقال: (عجلت منيته، قل تراثه، قلت بواكيه) (7)
[الحديث: 459] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك) (8)
__________
(1) الترمذي (2326)، وأبو داود (1645)
(2) أبو داود (1645)
(3) رواه الطبراني 22/ 377.
(4) مسلم (1054)
(5) الترمذي (2346) وابن ماجة (4141)
(6) الترمذي (2341)
(7) الترمذي (2347)
(8) الترمذي (2347)
أحكام العلاقات الاجتماعية (90)
[الحديث: 460] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس) (1)
[الحديث: 461] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس) (2)، وفي رواية: (إنما المسكين الذي يتعفف، اقرؤوا إن شئتم ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ [البقرة: 273]) (3)
[الحديث: 462] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه) (4)
[الحديث: 463] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذه فتموله، فإن شئت كله، وإن شئت تصدق به، ومالا فلا تتبعه نفسك) (5)
[الحديث: 464] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الناس خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا تجاحفت قريشٌ على الملك وكان عن دين أحدكم فدعوه) (6)
[الحديث: 465] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أموال السلطان، قال: (ما آتاك الله منها من غير مسألة ولا إشراف فخذه وتموله) (7)
[الحديث: 466] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما الذى يعطى من سعة بأعظم أجرا من الذى
__________
(1) البخاري (6446)، ومسلم (1051).
(2) البخاري (1479)، ومسلم (1039).
(3) البخاري (4539)، ومسلم (1039) 102.
(4) البخاري (6490)، ومسلم (2963)
(5) البخاري (7164)، ومسلم (1045) 111.
(6) أبو داود (2958)
(7) (مسند أحمد) 6/ 452.
أحكام العلاقات الاجتماعية (91)
يقبل اذا كان محتاجا) (1)
[الحديث: 467] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله) (2)
[الحديث: 468] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، والعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة) (3)
[الحديث: 469] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك) (4)
[الحديث: 470] عن جابر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجلٌ بمثل البيضة من ذهب، فقال: يا رسول الله أصبت هذا من معدن، فخذها فهي صدقةٌ ما أملك غيرها؛ فأعرض عنه، ثم قال مثل ذلك من قبل يمينه فأعرض عنه، ثم من يساره فأعرض عنه، ثم من خلفه فأخذها صلى الله عليه وآله وسلم وحذفه بها، فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته، وقال: (يأتي أحدكم بجميع ما يملك فيقول هذه صدقةٌ، ثم يقعد يستكف الناس، خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) (5)
[الحديث: 471] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعون من ألقى كلّه على الناس) (6)
[الحديث: 472] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخير رجالكم؟)، قيل: بلى يا رسول الله، قال: (إنّ من خير رجالكم التقي النقي، السمح الكفّين، النقي الطرفين، البرّ
__________
(1) (الأوسط) 8/ 150 (8235)
(2) البخاري (5355).
(3) البخاري (1429)، ومسلم (1033)
(4) النسائي 5/ 61، والدارمي (1659)
(5) أبو داود (1673)
(6) الكافي: ج 5 ص 72.
أحكام العلاقات الاجتماعية (92)
بوالديه، ولا يلجئ عياله إلى غيره) (1)
[الحديث: 473] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بشرار رجالكم؟)، قلنا: بلى يا رسول الله، فقال: (إنّ من شرار رجالكم البهّات، الجري ء، الفحّاش، الآكل وحده، والمانع رفده، والضّارب عبده، والملجئ عياله إلى غيره) (2)
[الحديث: 474] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ملعون ملعون من ألقى كلّه على الناس، ملعون ملعون من ضيّع من يعول) (3)
[الحديث: 475] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسألة كسب الرجل بوجهه فأبقى الرجل على وجهه أو ترك) (4)
[الحديث: 476] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يبغض الفاحش البذي السائل الملحف) (5)
[الحديث: 477] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأن أدخل يدي في فم التنين إلى المرفق أحبّ إليّ من أن أسأل من لم يكن ثمّ كان) (6)
[الحديث: 478] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إيّاك والسؤال فإنّه ذلّ حاضر، وفقر تتعجله، وفيه حساب طويل يوم القيامة) (7)
[الحديث: 479] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (لا تسأل بكفّك وإن أتاك شيء فاقبله) (8)
[الحديث: 480] قال سلمان الفارسي: (أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبع لا
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 57.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 292.
(3) الكافي: ج 4 ص 12.
(4) الأشعثيّات ص 56.
(5) الخصال ص 266.
(6) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 270.
(7) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 270.
(8) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 270.
أحكام العلاقات الاجتماعية (93)
أدعهنّ على كلّ حال: أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر من هو فوقي، وأن أحب الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحقّ وإن كان مرّا، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة، وأن لا أسأل الناس شيئا، وأوصاني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلّا باللّه فإنّها كنز من كنوز الجنّة) (1)
[الحديث: 481] أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله، فسمعه وهو يقول: (من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله)، فانصرف ولم يسأله، ثمّ عاد إليه فسمع مثل مقالته فلم يسأله، حتى فعل ذلك ثلاثا، فلمّا كان في اليوم الثالث مضى واستعار فأسا وصعد الجبل فاحتطب، وحمله إلى السوق فباعه بنصف صاع من شعير، فأكله هو وعياله، ثمّ دام على ذلك حتى جمع ما اشترى به فأسا، ثمّ اشترى بكرين وغلاما وأيسر، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فقال: (أليس قد قلنا: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله) (2)
[الحديث: 482] عن أبي سعيد الخدري قال: أقبل علينا عام مجدب فقمت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأسأله وأطلب منه شيئا، فلمّا رآني فأوّل ما كلّمني أن قال: (من استعفّ أعفّه الله، ومن استغنى أغناه الله ومن سألنا لم ندّخر عنه شيئا نجده)، فقلت: ما قال لي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعمل به ولا أسأله، وأتعفّف حتّى يغنيني الله عن السؤال، فما سألته شيئا فكفاني الله بعده، وأتانا من المال ما استغرقت فيه أنا وقومي حتّى لم يكن فينا من يحتاج إلى السؤال (3).
[الحديث: 483] قال الإمام علي: (اتّبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنّه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر) (4)
[الحديث: 484] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث والّذي نفسي بيده: إن كنت لحالفا عليهنّ ما نقصت صدقة من مال فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمه يبتغى بها وجه الله إلّا
__________
(1) السرائر ص 494 نقلا من كتاب (العيون والمحاسن).
(2) فقه الإمام الرضا ص 365.
(3) المستدرك ج 1 ص 541 عن تفسير أبي الفتوح.
(4) الكافي: ج 4 ص 19.
أحكام العلاقات الاجتماعية (94)
زاده الله بها يوم القيامة. ولا فتح رجل باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر) (1)
[الحديث: 485] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استغنى أغناه الله، ومن استعفّ أعفّه الله، ومن سأل أعطاه الله، ومن فتح على نفسه باب المسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لا يسد أدناه شيء) (2)
[الحديث: 486] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما طعمت طعاما منذ يومين فقال: (عليك بالسوق)، فلما كان من الغد أتاه فقال: يا رسول الله أتيت السوق أمس فلم أصب شيئا فبتّ بغير عشاء، قال: (فعليك بالسوق)، فأتى بعد ذلك أيضاً فقال: (عليك بالسوق)، فانطلق إليها فإذا عير قد جاءت وعليها متاع، فباعوه بفضل دينار، فأخذه الرجل وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ما أصبت شيئا قال: (هل أصبت من عير آل فلان شيئا؟)، قال: لا، قال: (بلى ضرب لك فيها بسهم وخرجت منها بدينار)، قال: نعم، قال: (فما حملك على أن تكذب؟)، قال: أشهد أنّك صادق ودعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم أتعلم ما يعلم الناس، وأن أزداد خيرا إلى خير؟.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صدقت من استغنى أغناه الله، ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لا يسدّ أدناها شيء، فما رئي سائلا بعد ذلك اليوم) (3)
[الحديث: 487] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الصدقة لا تحلّ لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ) (4)
__________
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 125.
(2) عدّة الداعي ص 100.
(3) الخرائج للراوندي ج 1 ص 89.
(4) الخرائج للراوندي ج 1 ص 89.
أحكام العلاقات الاجتماعية (95)
[الحديث: 488] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تبارك وتعالى أحبّ شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه: أبغض عزّ وجلّ لخلقه المسألة وأحبّ لنفسه أن يسأل وليس شيء أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله عزّ وجلّ من فضله ولو شسع نعل) (1)
[الحديث: 489] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (شهادة الّذي يسأل في كفّه تردّ) (2)
[الحديث: 490] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما لأصحابه: (ألا تبايعوني؟)، فقالوا: قد بايعناك يا رسول الله قال: (تبايعوني على أن لا تسألوا الناس)، فكان بعد ذلك تقع المخصرة من يد أحدهم فينزل لها ولا يقول لأحد: ناولنيها (3).
[الحديث: 491] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أنّ رجلا أخذ حبلا فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكفّ بها وجهه خير له من أن يسأل) (4)
[الحديث: 492] قال الإمام الصادق، قال: (جاء بعض الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلّموا عليه فردّ عليهم السّلام، فقالوا: يا رسول الله إنّ لنا إليك حاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هاتوا حاجتكم قالوا: إنّها حاجة عظيمة، فقال: هاتوها ما هي؟ قالوا: تضمّن لنا على ربّك الجنّة، فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه ثمّ نكت في الأرض ثمّ رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا)، قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان: ناولنيه فرارا من المسألة وينزل فيأخذه، ويكون على المائدة، ويكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فلا يقول: ناولني حتّى يقوم فيشرب) (5)
[الحديث: 493] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد المعطى أسفل الأيدي، فاستعفوا عن السؤال ما استطعتم إنّ الأرزاق دونها
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 40.
(2) عدّة الداعي ص 100.
(3) عدّة الداعي ص 100.
(4) عدّة الداعي ص 100.
(5) الكافي: ج 4 ص 21.
أحكام العلاقات الاجتماعية (96)
حجب، فمن شاء قني حياءه وأخذ رزقه، ومن شاء هتك الحجاب وأخذ رزقه، والّذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلا ثمّ يدخل عرض هذا الوادي فيحتطب حتّى لا يلتقي طرفاه ثمّ يدخل السوق فيبيعه بمدّ من تمر فيأخذ ثلثه ويتصدّق بثلثيه خير له من أن يسأل الناس؛ أعطوه أو حرموه) (1)
[الحديث: 494] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك) (2)
[الحديث: 495] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأيدي ثلاث: يد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد المعطى أسفل الأيدي، فاستعفوا عن السؤال ما استطعتم) (3)
[الحديث: 496] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تبارك وتعالى أحبّ شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه: أبغض لخلقه المسألة وأحبّ لنفسه أن يسأل، وليس شيء أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من أن يسأل، فلا يستحيي أحدكم أن يسأل الله من فضله ولو شسع نعل) (4)
[الحديث: 497] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (شهادة الّذي يسأل في كفّه تردّ) (5)
[الحديث: 498] قال مالك بن عوف الأشجعي: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: (ألا تبايعون رسول الله)، قلنا: أو ليس قد بايعناك يا رسول الله؟ ثمّ قال: (ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فبسطنا أيدينا فبايعناه فقال قائل: ما بايعناك فعلام نبايعك؟ قال: (أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وتسمعوا وتطيعوا، ولا تسألوا الناس شيئا) (6)
__________
(1) الكافي: ج 4 ص 20.
(2) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 41.
(3) الكافي: ج 4 ص 21.
(4) الكافي: ج 4 ص 20.
(5) عدّة الداعي ص 99.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 164.
أحكام العلاقات الاجتماعية (97)
[الحديث: 499] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال المسألة تأخذكم حتّى يلقى الله تبارك وتعالى الواحد منكم وليس في وجهه مضغة لحم) (1)
[الحديث: 500] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ الحييّ المتعفّف، ويبغض البذيّ السائل الملحف) (2)
[الحديث: 501] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يبغض الشيخ الزاني، والغنيّ الظلوم، والفقير المختال، والسائل الملحف، ويحبط أجر المعطي المنّان، ويمقت البذيخ الجريّ الكذّاب) (3)
[الحديث: 502] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به فتح الله عليه بابا من فاقة من حيث لا يحتسب) (4)
[الحديث: 503] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنّما هي جمرة فليستقل منه أو ليستكثر) (5)
[الحديث: 504] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن) (6)
[الحديث: 505] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سأل شيئا لا يحتاج إليه تكون في يوم القيامة على وجهه خراش وجروح)، فقيل: يا رسول الله بكم يستغنى الرجل عن السؤال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بخمسين درهما أو بقيمتها من الذهب) (7)
[الحديث: 506] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسألوا أمتي في مجالسها فتبخلوها) (8)
__________
(1) عوالي اللئالي ج 1 ص 148.
(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 37.
(3) تحف العقول ص 42.
(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 45.
(5) جامع الأخبار ص 137.
(6) جامع الأخبار ص 137.
(7) المستدرك ج 1 ص 541 عن تفسير أبي الفتوح الرازي.
(8) الكافي: ج 4 ص 47.
أحكام العلاقات الاجتماعية (98)
[الحديث: 507] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ المسألة لا تحلّ إلّا لفقر مدقع أو عزم مقطع) (1)
[الحديث: 508] عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحمّلت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسأله فيها فقال: (أقم عندنا حتى نعاونك عليها، واعلم أنّه لا تحلّ لأحد المسألة إلّا لإحدى ثلاثة: رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له الصدقة حتّى يصيب كفافا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلّت له المسألة حتّى يصيب قواما من العيش. وما سواهن من المسألة يا قبيصة فسحت) (2)
[الحديث: 509] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اطلبوا البذل من رحماء أمتي، فعليهم نزل الرحمة من الله، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم، فعليهم تنزل اللعنة من الله) (3)
[الحديث: 510] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي) (4)
[الحديث: 511] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحبّ أن يكون أكرم الناس فليتّق الله، ومن أحبّ أن يكون أتقي الناس فليتوكّل على الله ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عزّ وجلّ أوثق منه بما في يده)، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بشرّ الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس، ثمّ قال: ألا أنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الّذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنبا، ثمّ قال: ألا أنبئكم بشرّ من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يؤمن شرّه ولا يرجى
__________
(1) جامع الأخبار ص 137.
(2) مستدرك الوسائل ج 1 ص 542 الشيخ ابو الفتوح في تفسيره.
(3) المستدرك ج 1 ص 542 عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي.
(4) من لا يحضره الفقيه 4/ 254.
أحكام العلاقات الاجتماعية (99)
خيره، إنّ عيسى بن مريم عليه السّلام قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الأمور ثلاثة: أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ) (1)
[الحديث: 512] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الّذين لا يقيلون العثرة ولا يقبلون المعذرة ولا يغفرون الزلّة) (2)
[الحديث: 513] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عمل أحبّ إلى الله تعالى وإلى رسوله من الإيمان بالله والرفق بعباده، وما من عمل أبغض إلى الله تعالى من الإشراك بالله تعالى والعنف على عباده) (3)
[الحديث: 514] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث: رفقا بما يأمر به، رفيقا بما ينهى عنه، عدلا فيما يأمر به، عدلا فيما ينهى عنه، عالما بما يأمر به، عالما بما ينهى عنه) (4)
[الحديث: 515] عن الإمام الباقر قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: علّمني يا رسول الله شيئا، فقال: (عليك باليأس ممّا في أيدي الناس فإنّه الغنى الحاضر)، قال: زدني يا رسول الله، قال: (إيّاك والطمع فإنّه الفقر الحاضر) (5)
[الحديث: 516] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (أوصيك بخمس: باليأس ممّا في أيدي الناس فإنّه الغنى الحاضر، وإيّاك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع، وإيّاك وما تعتذر منه، وأحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك) (6)
__________
(1) أمالي الصدوق: 305.
(2) مستدرك الوسائل 2/ 95، كتاب الغايات.
(3) نوادر الراوندي كما في البحار 72/ 54.
(4) الأشعثيّات/88.
(5) الفقيه ج 4 ص 294.
(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 122.
أحكام العلاقات الاجتماعية (100)
[الحديث: 517] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفقر الناس الطامع) (1)
[الحديث: 518] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كم من أكلة منعت أكلات) (2)
[الحديث: 519] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم وفضول الطعام فإنه يسم القلب بالقسوة، ويبطي بالجوارح عن الطاعة، ويصم الهمم عن سماع الموعظة، وإياكم وفضول النظر فإنه يبذر الهوى ويولد الغفلة، وإياكم واستشعار الطمع فإنه يشوب القلب بشدة الحرص، ويختم القلب بطابع حبّ الدنيا، وهو مفتاح كلّ معصية، ورأس كلّ خطيئة، وسبب إحباط كلّ حسنة) (3)
[الحديث: 520] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إيّاك وما يعتذر منه) (4)
[الحديث: 521] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره (5).
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 522] قال الإمام علي: (من أكثر مسألة الناس ذلّ) (6)
[الحديث: 523] قال الإمام علي: (من صان نفسه عن المسائل جلّ) (7)
[الحديث: 524] قال الإمام علي: (من سأل غير الله استحقّ الحرمان) (8)
__________
(1) المواعظ للصدوق ص 85.
(2) نهج البلاغة ص 1168.
(3) عدّة الداعي ص 313.
(4) دعوات الراوندي كما في المستدرك ج 2 ص 365.
(5) الكافي: 2/ 112/ 8.
(6) غرر الحكم ص 193.
(7) غرر الحكم ص 193.
(8) غرر الحكم ص 193.
أحكام العلاقات الاجتماعية (101)
[الحديث: 525] قال الإمام علي: (لا تسألوا إلّا الله سبحانه، فإنه إن أعطاكم أكرمكم، وإن منعكم خار لكم) (1)
[الحديث: 526] قال الإمام علي: (التقرّب إلى الله تعالى بمسألته وإلى الناس بتركها) (2)
[الحديث: 527] قال الإمام علي: (الوصلة باللّه في الانقطاع عن الناس) (3)
[الحديث: 528] قال الإمام علي: (اصحب من لا تراه إلّا وكأنّه لا غناء به عنك، وإن أسأت إليه أحسن إليك وكأنّه المسيء) (4)
[الحديث: 529] قال الإمام علي: (الذلّ في مسألة الناس) (5)
[الحديث: 530] قال الإمام علي: (من طلب ما في أيدي الناس حقّروه) (6)
[الحديث: 531] قال الإمام علي: (الجوع خير من ذلّ الخضوع) (7)
[الحديث: 532] قال الإمام علي: (السؤال يضعف لسان المتكلّم، ويكسر قلب الشجاع البطل، ويوقف الحرّ العزيز موقف العبد الذليل، ويذهب بهاء الوجه، ويمحق الرزق) (8)
[الحديث: 533] قال الإمام علي: (بذل ماء الوجه في الطلب أعظم من قدر الحاجة وإن عظمت، وأنجح فيها الطلب) (9)
[الحديث: 534] قال الإمام علي: (المسألة طوق المذلّة، تسلب العزيز عزّه والحسيب حسبه) (10)
__________
(1) غرر الحكم ص 193.
(2) غرر الحكم ص 199.
(3) غرر الحكم ص 199.
(4) غرر الحكم ص 199.
(5) غرر الحكم ص 361.
(6) غرر الحكم ص 199.
(7) غرر الحكم ص 199.
(8) غرر الحكم ص 199.
(9) غرر الحكم ص 199.
(10) غرر الحكم ص 199.
أحكام العلاقات الاجتماعية (102)
[الحديث: 535] قال الإمام علي: (أشدّ من الموت طلب الحاجة من غير أهلها) (1)
[الحديث: 536] قال الإمام علي: (إنّ قدر السؤال أكثر من قيمة النوال، فلا تستكثروا ما أعطيتموه فإنّه لن يوازي قدر السؤال) (2)
[الحديث: 537] قال الإمام علي: (حسن اليأس أجمل من ذلّ الطلب) (3)
[الحديث: 538] قال الإمام علي: (وجهك ماء جامد يقطّره السؤال، فانظر عند من تقطّره) (4)
[الحديث: 539] قال الإمام علي: (لا ذلّ كالطلب) (5)
[الحديث: 540] قال الإمام علي: (الفقر يخرس الفطن عن حجته، والمقل غريب في بلده. ومن فتح على نفسه بابا من المسألة فتح الله عليه بابا من الفقر) (6)
[الحديث: 541] قال الإمام علي: (المسألة مفتاح الفقر) (7)
[الحديث: 542] قال الإمام علي: (من هداه الله للإسلام وعلّمه القرآن ثمّ سأل الناس كتب بين عينيه فقير إلى يوم القيامة) (8)
[الحديث: 543] قال الإمام علي: (إنّ فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها) (9)
[الحديث: 544] قال الإمام علي: (خير الغنى ترك السؤال، وشرّ الفقر لزوم الخضوع) (10)
__________
(1) غرر الحكم ص 199.
(2) غرر الحكم ص 199.
(3) غرر الحكم ص 199.
(4) غرر الحكم ص 199.
(5) غرر الحكم ص 199.
(6) كنز الكراجكي ج 2 ص 193.
(7) غرر الحكم ص 361.
(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 9.
(9) نهج البلاغة ص 1115.
(10) إرشاد القلوب ص 160.
أحكام العلاقات الاجتماعية (103)
[الحديث: 545] قال الإمام علي: (إنّ للّه عبادا ميامين مياسير، يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل القطر. وللّه عباد ملاعين مناكيد، لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم وهم في عباده مثل الجراد لا يقعون على شيء إلّا أتوا عليه) (1)
[الحديث: 546] قال الإمام علي: (كفى بالإلحاح محرمة) (2)
[الحديث: 547] قال الإمام علي: (كثرة الإلحاح توجب المنع) (3)
[الحديث: 548] قال الإمام علي: (كثرة إلحاح الرجل توجب حرمانه) (4)
[الحديث: 549] قال الإمام علي: (من سأل ما لا يستحقّ قوبل بالحرمان) (5)
[الحديث: 550] قال الإمام علي: (من تكرّر سؤاله للناس ضجروه) (6)
[الحديث: 551] قال الإمام علي: (من ألحّ في سؤاله دعا إلى حرمانه) (7)
[الحديث: 552] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل أن يكتسب بماله المحمدة ويصون نفسه عن المسألة) (8)
[الحديث: 553] قال الإمام عليّ في صفات المؤمنين: (ويقبل العذر) (9)
[الحديث: 554] قال الإمام علي: (من عاقب معتذرا عظمت إساءته) (10)
[الحديث: 555] قال الإمام علي: (من عاقب بالذّنب فلا فضل له) (11)
[الحديث: 556] قال الإمام علي: (من علامة اللّؤم تعجيل العقوبة) (12)
[الحديث: 557] قال الإمام علي: (ما أقبح العقوبة مع الاعتذار) (13)
__________
(1) تحف العقول ص 103.
(2) غرر الحكم ص 193.
(3) غرر الحكم ص 193.
(4) غرر الحكم ص 193.
(5) غرر الحكم ص 193.
(6) غرر الحكم ص 193.
(7) غرر الحكم ص 193.
(8) غرر الحكم ص 361.
(9) أصول الكافي: 2/ 227.
(10) غرر الحكم: /465.
(11) غرر الحكم: /465.
(12) غرر الحكم: /465.
(13) غرر الحكم: /465.
أحكام العلاقات الاجتماعية (104)
[الحديث: 558] قال الإمام علي: (معاجلة الانتقام من شيم اللّئام) (1)
[الحديث: 559] قال الإمام علي: (اقبل أعذار الناس تستمتع بإخائهم والقهم بالبشر تمت أضغانهم) (2)
[الحديث: 560] قال الإمام علي: (قبول عذر المجرم من مواجب الكرم ومحاسن الشّيم) (3)
[الحديث: 561] قال الإمام علي: (كن بطيء الغضب، سريع الفيء، محبّا لقبول العذر) (4)
[الحديث: 562] قال الإمام علي: (أعظم الوزر منع قبول العذر) (5)
[الحديث: 563] قال الإمام علي: (شرّ النّاس من لا يقبل العذر، ولا يقيل الذّنب) (6)
[الحديث: 564] قال الإمام علي قبل موته مخاطبا ابنه الإمام الحسن: (ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه، وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا)، فقال له الإمام الحسن: يا أباه قد قتلك هذا اللّعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرّفق به؟! فقال له: (نعم يا بنيّ نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلّا كرما وعفوا، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقّي عليك فأطعمه يا بنيّ ممّا تأكله، واسقه ممّا تشرب، ولا تقيّد له قدما، ولا تغلّ له يدا، فإن أنا متّ فاقتصّ منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة، ولا تمثّل بالرجل فإنّي سمعت جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت فأنا أولى بالعفو عنه، وأنا أعلم
__________
(1) غرر الحكم: /465.
(2) غرر الحكم: /447.
(3) غرر الحكم: /447.
(4) غرر الحكم: /447.
(5) غرر الحكم: /447.
(6) غرر الحكم: /447.
أحكام العلاقات الاجتماعية (105)
بما أفعل به، فإن عفوت فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلّا عفوا وكرما) (1)
[الحديث: 565] قال الإمام علي: (ضع أمر أخيك على أحسنه، حتّى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا) (2)
[الحديث: 566] قال الإمام علي: (الظنّ الصواب من شيم أولي الألباب) (3)
[الحديث: 567] قال الإمام علي: (أفضل الورع حسن الظنّ) (4)
[الحديث: 568] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يحبّ أن تكون نيّة الإنسان للناس جميلة، كما يحبّ أن تكون نيّته في طاعته قويّة غير مدخولة) (5)
[الحديث: 569] قال الإمام علي: (بحسن النيّات تنجح المطالب) (6)
[الحديث: 570] قال الإمام علي: (حسن الظنّ راحة القلب وسلامة الدين) (7)
[الحديث: 571] قال الإمام علي: (حسن الظنّ يخفّف الهمّ، وينجي من تقلّد الإثم) (8)
[الحديث: 572] قال الإمام علي: (حسن الظنّ من أحسن الشيم وأفضل القسم) (9)
[الحديث: 573] قال الإمام علي: (حسن الظنّ من أفضل السجايا وأجزل العطايا) (10)
[الحديث: 574] قال الإمام علي: (حسن الظنّ ينجي من تقلّد الإثم) (11)
[الحديث: 575] قال الإمام علي: (كم من مؤمن فاز به الصّبر وحسن الظنّ) (12)
__________
(1) بحار الأنوار 42/ 287.
(2) أمالي الصدوق: 304.
(3) غرر الحكم: 253.
(4) غرر الحكم: 253.
(5) غرر الحكم: 253.
(6) غرر الحكم: 253.
(7) غرر الحكم: 253.
(8) غرر الحكم: 253.
(9) غرر الحكم: 253.
(10) غرر الحكم: 253.
(11) غرر الحكم: 253.
(12) غرر الحكم: 253.
أحكام العلاقات الاجتماعية (106)
[الحديث: 576] قال الإمام علي: (من حسن ظنّه أهمل) (1)
[الحديث: 577] قال الإمام علي: (من ظنّ بك خيرا فصدّق ظنّه) (2)
[الحديث: 578] قال الإمام علي: (من حسن ظنّه فاز بالجنّة) (3)
[الحديث: 579] قال الإمام علي: (من حسن ظنّه بالناس حاز منهم المحبّة) (4)
[الحديث: 580] قال الإمام علي: (من لم يحسن ظنّه استوحش من كلّ أحد) (5)
[الحديث: 581] قال الإمام علي: (الجمال الظاهر حسن الصورة، والجمال الباطن حسن السريرة) (6)
[الحديث: 582] قال الإمام علي: (الضمائر الصحاح أصدق شهادة من الألسن الفصاح) (7)
[الحديث: 583] قال الإمام علي: (أفضل الذخائر حسن الضمائر) (8)
[الحديث: 584] قال الإمام علي: (زينة البواطن أجمل من زينة الظواهر) (9)
[الحديث: 585] قال الإمام علي: (زين الإيمان طهارة السرائر، وحسن العمل في الظاهر) (10)
[الحديث: 586] قال الإمام علي: (طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل عن الناس شرّه) (11)
[الحديث: 587] قال الإمام علي: (من حسنت سريرته حسنت علانيته) (12)
__________
(1) غرر الحكم: 253.
(2) غرر الحكم: 253.
(3) غرر الحكم: 253.
(4) غرر الحكم: 253.
(5) غرر الحكم: 254.
(6) غرر الحكم: 254.
(7) غرر الحكم: 254.
(8) غرر الحكم: 254.
(9) غرر الحكم: 254.
(10) غرر الحكم: 254.
(11) غرر الحكم: 254.
(12) غرر الحكم: 254.
أحكام العلاقات الاجتماعية (107)
[الحديث: 588] قال الإمام علي: (من حسنت سريرته لم يخف أحدا) (1)
[الحديث: 589] قال الإمام علي: (إنّ الطمع مورد غير مصدر وضامن غير وفيّ) (2)
[الحديث: 590] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (إيّاك أن توجف بك مطايا الطمع، وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل فانّك مدرك سهمك وآخذ قسمك) (3)
[الحديث: 591] قال الإمام علي: (أرزى بنفسه من استشعر الطمع) (4)
[الحديث: 592] قال الإمام علي: (العبيد ثلاثة: عبد رق، وعبد شهوة، وعبد طمع) (5)
[الحديث: 593] قال الإمام علي: (من أراد أن يعيش حرّا أيّام حياته فلا يسكن الطمع قلبه) (6)
[الحديث: 594] قال الإمام علي: (المقادير لا تدفع بالمغالبة، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره، ولا تدفع بالإمساك عنها) (7)
[الحديث: 595] قال الإمام علي: (النفاق على أربع دعائم على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع.. وشعب الطمع أربع: الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله عزّ وجلّ، والمرح خيلاء، واللجاجة بلاء لمن اضطرّته إلى حبائل الآثام، والتكاثر لهو وشغل واستبدال الّذي هو أدنى بالّذي هو خير، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه) (8)
__________
(1) غرر الحكم: 254.
(2) نهج البلاغة ص 1221.
(3) نهج البلاغة ص 929.
(4) نهج البلاغة حكمة 2 ص 1088.
(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 49.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 49.
(7) أعلام الدين ص 314.
(8) الخصال ج 1 ص 231.
أحكام العلاقات الاجتماعية (108)
[الحديث: 596] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (إذا أحببت أن تجمع خير الدنيا والآخرة فاقطع طمعك مما في أيدي الناس) (1)
[الحديث: 597] قال الإمام علي: (الطمع رق مؤبّد) (2)
[الحديث: 598] قال الإمام علي: (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع) (3)
[الحديث: 599] قال الإمام علي: (الطمع مضرّ) (4)
[الحديث: 600] قال الإمام علي: (الطمع أوّل الشرّ) (5)
[الحديث: 601] قال الإمام علي: (الخلاص من أسر الطمع باكتساب اليأس) (6)
[الحديث: 602] قال الإمام علي: (الطمع مورد غير مصدر وضامن غير موف) (7)
[الحديث: 603] قال الإمام علي: (أهلك شيء الطمع) (8)
[الحديث: 604] قال الإمام علي: (بلاء الرجل في طاعة الطمع والأمل) (9)
[الحديث: 605] قال الإمام علي: (خير الأمور ما عرى عن الطمع) (10)
[الحديث: 606] قال الإمام علي: (ذر الطمع والشره، وعليك بلزوم العفّة والورع) (11)
[الحديث: 607] قال الإمام علي: (ربّ طمع كاذب لأمل غائب) (12)
[الحديث: 608] قال الإمام علي: (عند غرور الأطماع والآمال تنخدع عقول الجهّال وتختبر الباب الرجال) (13)
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 280.
(2) نهج البلاغة حكمة 171 ص 1170.
(3) نهج البلاغة ص 1184.
(4) غرر الحكم ص 297.
(5) غرر الحكم ص 297.
(6) غرر الحكم ص 297.
(7) غرر الحكم ص 297.
(8) غرر الحكم ص 297.
(9) غرر الحكم ص 297.
(10) غرر الحكم ص 297.
(11) غرر الحكم ص 297.
(12) غرر الحكم ص 297.
(13) غرر الحكم ص 297.
أحكام العلاقات الاجتماعية (109)
[الحديث: 609] قال الإمام علي: (غرور الشيطان يسوّل ويطمع) (1)
[الحديث: 610] قال الإمام علي: (غشّ نفسه من شرّبها الطمع) (2)
[الحديث: 611] قال الإمام علي: (قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا) (3)
[الحديث: 612] قال الإمام علي: (من اتّخذ الطمع شعارا جرّعته الخيبة مرارا) (4)
[الحديث: 613] قال الإمام علي: (من حدّث نفسه بكاذب الطمع كذبته العطيّة) (5)
[الحديث: 614] قال الإمام علي: (ملاك الشرّ الطمع) (6)
[الحديث: 615] قال الإمام علي: (نعم عون الأمل الطمع) (7)
[الحديث: 616] قال الإمام علي: (نكد الدين الطمع، وصلاحه الورع) (8)
[الحديث: 617] قال الإمام علي: (نعوذ باللّه من المطامع الدنيّة، والهمم الغير المرضيّة) (9)
[الحديث: 618] قال الإمام علي: (لا تطمع فيما لا تستحقّ) (10)
[الحديث: 619] قال الإمام علي: (بئس قرين الدين الطمع) (11)
[الحديث: 620] قال الإمام علي: (لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه) (12)
[الحديث: 621] قال الإمام علي: (سبب فساد الورع الطمع) (13)
__________
(1) غرر الحكم ص 297.
(2) غرر الحكم ص 297.
(3) غرر الحكم ص 297.
(4) غرر الحكم ص 297.
(5) غرر الحكم ص 297.
(6) غرر الحكم ص 297.
(7) غرر الحكم ص 297.
(8) غرر الحكم ص 297.
(9) غرر الحكم ص 297.
(10) غرر الحكم ص 297.
(11) غرر الحكم ص 297.
(12) غرر الحكم ص 297.
(13) غرر الحكم ص 297.
أحكام العلاقات الاجتماعية (110)
[الحديث: 622] قال الإمام علي: (قليل الطمع يفسد كثير الورع) (1)
[الحديث: 623] قال الإمام علي: (كيف يملك الورع من يملكه الطمع) (2)
[الحديث: 624] قال الإمام علي: (كثرة الطمع عنوان قلّة الورع) (3)
[الحديث: 625] قال الإمام علي: (من لزم الطمع عدم الورع) (4)
[الحديث: 626] قال الإمام علي: (من لم يصلحه الورع أفسده الطمع) (5)
[الحديث: 627] قال الإمام علي: (لا يجتمع الورع والطمع) (6)
[الحديث: 628] قال الإمام علي: (الطمع مذلّة حاضرة) (7)
[الحديث: 629] قال الإمام علي: (الطامع أبدا في وثاق الذلّ) (8)
[الحديث: 630] قال الإمام علي: (المذلّة والمهانة والشقاء في الطمع والحرص) (9)
[الحديث: 631] قال الإمام علي: (إن أطعت الطمع أرداك) (10)
[الحديث: 632] قال الإمام علي: (ثمرة الطمع ذلّ الدنيا والآخرة) (11)
[الحديث: 633] قال الإمام علي: (ذلّ الرجال في المطامع، وفناء الآجال في غرور الآمال) (12)
[الحديث: 634] قال الإمام علي: (كثرة الحرص تشقي صاحبه وتذلّ جانبه) (13)
[الحديث: 635] قال الإمام علي: (من ملكه الطمع ذلّ) (14)
[الحديث: 636] قال الإمام علي: (من لم ينزّه نفسه عن دناءة المطامع فقد أذلّ نفسه
__________
(1) غرر الحكم ص 297.
(2) غرر الحكم ص 297.
(3) غرر الحكم ص 297.
(4) غرر الحكم ص 297.
(5) غرر الحكم ص 297.
(6) غرر الحكم ص 297.
(7) غرر الحكم ص 297.
(8) غرر الحكم ص 297.
(9) غرر الحكم ص 297.
(10) غرر الحكم ص 297.
(11) غرر الحكم ص 297.
(12) غرر الحكم ص 297.
(13) غرر الحكم ص 297.
(14) غرر الحكم ص 297.
أحكام العلاقات الاجتماعية (111)
وهو في الآخرة أذلّ وأخزى) (1)
[الحديث: 637] قال الإمام علي: (ورع يعزّ خير من طمع يذلّ) (2)
[الحديث: 638] قال الإمام علي: (ورع ينجي خير من طمع يردي) (3)
[الحديث: 639] قال الإمام علي: (لا تملّك نفسك بغرور الطمع، ولا تجب دواعي الشره فإنّهما يكسبانك الشقاء والذلّ) (4)
[الحديث: 640] قال الإمام علي: (الطمع رقّ مخلد) (5)
[الحديث: 641] قال الإمام علي: (يسير الطمع يفسد كثير الورع) (6)
[الحديث: 642] قال الإمام علي: (لا يفسد الدّين كالطمع) (7)
[الحديث: 643] قال الإمام علي: (لا يسلم الدين مع الطمع) (8)
[الحديث: 644] قال الإمام علي: (بئس قرين الدين الطمع) (9)
[الحديث: 645] قال الإمام علي: (ركوب الأطماع يقطع رقاب الرجال) (10)
[الحديث: 646] قال الإمام علي: (عبد المطامع مسترق لا يجد أبدا العتق) (11)
[الحديث: 647] قال الإمام علي: (كلّ طامع أسير) (12)
[الحديث: 648] قال الإمام علي: (لا يسترقك الطمع وكن عزوفا) (13)
[الحديث: 649] قال الإمام علي: (لا يسترقك الطمع وقد جعلك الله حرّا) (14)
__________
(1) غرر الحكم ص 297.
(2) غرر الحكم ص 297.
(3) غرر الحكم ص 297.
(4) غرر الحكم ص 297.
(5) غرر الحكم ص 297.
(6) غرر الحكم ص 297.
(7) غرر الحكم ص 297.
(8) غرر الحكم ص 297.
(9) غرر الحكم ص 297.
(10) غرر الحكم ص 297.
(11) غرر الحكم ص 297.
(12) غرر الحكم ص 297.
(13) غرر الحكم ص 297.
(14) غرر الحكم ص 297.
أحكام العلاقات الاجتماعية (112)
[الحديث: 650] قال الإمام علي: (لا تكونوا عبيد الأهواء والمطامع) (1)
[الحديث: 651] قال الإمام علي: (الطمع محنة) (2)
[الحديث: 652] قال الإمام علي: (الطمع فقر ظاهر) (3)
[الحديث: 653] قال الإمام علي: (أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع) (4)
[الحديث: 654] قال الإمام علي: (ثمرة الطمع الشقاء) (5)
[الحديث: 655] قال الإمام علي: (سبب فساد اليقين الطّمع) (6)
[الحديث: 656] قال الإمام علي: (من كثر طمعه عظم مصرعه) (7)
[الحديث: 657] قال الإمام علي: (من طلب الزيادة وقع في النقصان) (8)
[الحديث: 658] قال الإمام علي: (لا تطمع في كلّ ما تسمع فكفى بذلك غرّة) (9)
[الحديث: 659] قال الإمام علي: (لا تطمعنّ نفسك فيما فوق الكفاف فيغلبك بالزيادة) (10)
[الحديث: 660] قال الإمام علي: (لا تطمع في كلّ ما تسمع، فكفى بذلك) (11)
[الحديث: 661] قال الإمام علي: (مرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس) (12)
[الحديث: 662] قيل للإمام علي: أعط هذه الأموال لمن يخاف عليه من الناس وفراره إلى معاوية! فقال: (أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟ لا واللّه لا أفعل ما طلعت شمس وما لاح في السماء نجم، واللّه لو كان ما لهم لي لواسيت بينهم، وكيف وإنّما هي
__________
(1) غرر الحكم ص 297.
(2) غرر الحكم ص 297.
(3) غرر الحكم ص 297.
(4) غرر الحكم ص 297.
(5) غرر الحكم ص 297.
(6) غرر الحكم ص 297.
(7) غرر الحكم ص 297.
(8) غرر الحكم ص 297.
(9) غرر الحكم ص 297.
(10) غرر الحكم ص 297.
(11) غرر الحكم ص 297.
(12) نهج البلاغة وصيّة 31 ص 930.
أحكام العلاقات الاجتماعية (113)
أموالهم) (1)
[الحديث: 663] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: (احذر كلّ عمل يعمل به في السرّ ويستحى منه في العلانية، واحذر كلّ عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه، ولا تجعل عرضك غرضا لنبال القول) (2)
[الحديث: 664] قال الإمام علي: (الاستغناء عن العذر أعزّ من الصّدق به) (3)
[الحديث: 665] قال الإمام علي: ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك وإن كنت تريد ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك (4).
[الحديث: 666] قال الإمام علي: من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر ما فيها يكفيه ومن لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شيء يكفيه (5).
[الحديث: 667] قال الإمام الحسن: (لا تعاجل الذنب بالعقوبة، واجعل بينهما للاعتذار طريقا) (6)
[الحديث: 668] قال الإمام الحسن: (الفقر: الحرص والشره) (7)
[الحديث: 669] قال الإمام الحسن يوصي بعض أصحابه: (اتقوا الله وإياكم والطمع فإن الطمع يصير طبعا) (8)
[الحديث: 670] قال الإمام الحسين: (لو شتمني رجل في هذه الأذن، وأومأ إلى
__________
(1) بحار الأنوار ج 40 ص 321.
(2) نهج البلاغة ص 1067.
(3) نهج البلاغة ص 1242.
(4) الكافي: 2/ 112/ 6.
(5) الكافي: 2/ 113/ 11.
(6) نزهة الناظر: 72.
(7) معاني الأخبار ص 244.
(8) روضة الواعظين ج 2 ص 420.
أحكام العلاقات الاجتماعية (114)
اليمنى واعتذر لي في الأخرى لقبلت ذلك منه، وذلك أنّ أبي حدّثني أنّه سمع جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محقّ أو مبطل) (1)
[الحديث: 671] نظر الإمام السجاد يوم عرفة إلى رجال يسألون الناس فقال: (هؤلاء شرار من خلق الله الناس مقبلون على الله، وهم مقبلون على الناس) (2)
[الحديث: 672] قال الإمام السجاد: (ضمنت على ربي أنّه لا يسأل أحد من غير حاجة إلّا اضطرّته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة) (3)
[الحديث: 673] قال الإمام السجّاد: (وحقّ المسؤول: أنه إن أعطى فاقبل منه الشكر والمعرفة بفضله، وإن منع فاقبل عذره) (4)
[الحديث: 674] قال الإمام السجاد في دعائه في الاعتذار من تبعات العباد: (الّلهمّ انّي اعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إليّ فلم أشكره، ومن مسي ء اعتذر إلي فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره ومن حقّ ذي حقّ لزمني لمؤمن فلم أوفّره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره، ومن كلّ إثم عرض لي فلم أهجره) (5)
[الحديث: 675] قال الإمام السجّاد: (حقّ الخصم المدّعي عليك، فإن كان ما يدّعي عليك حقّا كنت شاهده على نفسك ولا تظلمه وأوفيته حقّه، وإن كان ما يدّعي عليك باطلا رفقت به ولا تأت في أمره غير الرفق ولا تسخط ربّك في أمره ولا قوّة إلّا بالله.. وحقّ خصمك الّذي تدّعي عليه، فإن كنت محقّا في دعواك أجملت معاملته ولا تجحد حقّه، وإن
__________
(1) نظم درر السمطين، /209.
(2) عدّة الداعي ص 99.
(3) الكافي: ج 4 ص 19.
(4) مكارم الأخلاق: 423.
(5) الصحيفة السجادية: 412.
أحكام العلاقات الاجتماعية (115)
كنت مبطلا في دعواك اتّقيت الله عزّ وجلّ وتبت إليه وتركت الدعوى) (1)
[الحديث: 676] قال الإمام السجاد: (كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران عليهما السّلام أن قال له: لا تعيّرنّ أحدا بذنب، وإنّ أحبّ الأمور إلى الله عزّ وجلّ ثلاثة: القصد في الجدة، والعفو في المقدرة، والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلّا رفق الله عزّ وجلّ به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى) (2)
[الحديث: 677] قال الإمام السجاد: (رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس) (3)
[الحديث: 678] قال الإمام السجاد في دعائه لمكارم الأخلاق: (اللّهمّ صن وجهي باليسار، ولا تبتذل جاهي بالإقتار، فأسترزق أهل رزقك، وأستعطي شرار خلقك، فأفتتن بحمد من أعطاني، وابتلى بذمّ من منعني، وأنت من دونهم وليّ الإعطاء والمنع) (4)
[الحديث: 679] قال الإمام الباقر: (طلب الحوائج إلى الناس استسلاب للعزّة ومذهبة للحياء، واليأس ممّا في أيدي الناس عزّ المؤمنين وهو الغني الحاضر والطمع هو الفقر الحاضر) (5)
[الحديث: 680] قال الإمام الباقر: (ثلاث أقسم إنّهنّ حقّ: ما أعطى رجل شيئا من ماله فنقص من ماله، ولا صبر عن مظلمة إلّا زاده الله بها عزّا، ولا فتح على نفسه باب مسألة إلّا فتح الله عليه باب فقر) (6)
__________
(1) مكارم الأخلاق: 423.
(2) الخصال 1/ 111.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 320.
(4) الصحيفة السجّاديّة ص 248.
(5) عدّة الداعي ص 100.
(6) الاصول الستّة عشر ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط ـ ص 33.
أحكام العلاقات الاجتماعية (116)
[الحديث: 681] قال الإمام الباقر: (أقسم باللّه وهو حقّ: ما فتح رجل على نفسه باب مسألة إلّا فتح الله له باب فقر) (1)
[الحديث: 682] قال الإمام الباقر: (لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا، ولو يعلم المعطي ما في العطيّة ما ردّ أحد أحدا) (2)
[الحديث: 683] قال الإمام الباقر: (إنّما شيعة عليّ من لا يعدو صوته سمعه ولا شحناءه بدنه، لا يمدح لنا قاليا، ولا يواصل لنا مبغضا، ولا يجالس لنا عائبا.. شيعة عليّ من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل الناس وإن مات جوعا، أولئك الخفيفة عيشتهم، المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا. وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، في قبورهم يتزاورون)، قيل: وأين نطلب هؤلاء، قال: (في أطراف الأرض بين الأسواق، وهو قول الله تعالى عزّ وجلّ: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [المائدة: 54]) (3)
[الحديث: 684] قال الإمام الباقر: (شيعتنا من لا يسأل الناس شيئا ولو مات جوعا) (4)
[الحديث: 685] قال الإمام الباقر: (إنّ الله يبغض الملحف) (5)
[الحديث: 686] قال الإمام الباقر: (إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة، وأحبّ ذلك لنفسه، إنّ الله جلّ ذكره يحبّ أن يسأل ويطلب ما عنده) (6)
[الحديث: 687] قال الإمام الباقر: (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة السؤال)، فقيل له: يا ابن رسول الله أبن هذا من كتاب الله عزّ وجلّ؟ قال:
__________
(1) عدّة الداعي ص 99.
(2) الكافي: ج 4 ص 20.
(3) صفات الشيعة ص 13.
(4) عدّة الداعي ص 99.
(5) تفسير العيّاشي ج 1 ص 151.
(6) تحف العقول ص 293.
أحكام العلاقات الاجتماعية (117)
(قوله: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 114] ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [النساء: 5] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [المائدة: 101]) (1)
[الحديث: 688] قال الإمام الباقر: (إنّه من سأل وهو يظهر غنى لقي الله محموشا وجهه) (2)
[الحديث: 689] قال الإمام الباقر: (إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثمّ تحول إلى يسارك فلا تقل إلّا خيرا، ولا تبرأ منه حتى تسمع منه ما سمعت وهو على يمينك، فإنّ العبد ربما وفق للخير) (3)
[الحديث: 690] قال الباقر: (من حسن ظنّه روّح قلبه)، قيل له: فما هذه المضادة؟ قال: (يريدون بسوء الظنّ أن لا تستتم إلى كلّ أحد فتودعه سرّك وأمانتك، ويريدون بحسن الظنّ أن لا تسيء ظنّك بأحد أظهر لك نصحا، وقال لك جميلا، وصحّ عندك باطنه، وهو مثل قولهم: احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يبدو لك ما يغلبك عليه) (4)
[الحديث: 691] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (اطلب بقاء العزّ بإماتة الطمع، وادفع ذلّ الطمع بعزّ الياس واستجلب عزّ اليأس ببعد الهمّة) (5)
[الحديث: 692] قال الإمام الباقر: (بئس العبد عبد له طمع يقوده، وبئس العبد عبد له رغبة تذلّه) (6)
__________
(1) الاحتجاج ص 322.
(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 277.
(3) علل الشرائع 604.
(4) نزهة الناظر (ص 54)
(5) تحف العقول ص 287.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 320.
أحكام العلاقات الاجتماعية (118)
[الحديث: 693] قال الإمام الباقر: (إنّما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا كمثل الدّرهم في فم الأفعي أنت إليه محوج، وأنت منها على خطر) (1)
[الحديث: 694] قال الإمام الباقر: (لا توجب على نفسك الحقوق، واصبر على النوائب، ولا تدخل في شيء مضرّته عليك أعظم من منفعته لأخيك) (2)
[الحديث: 695] قال الإمام الباقر: إياك أن يطمح بصرك إلى من هو فوقك فكفى بما قال الله عز وجل: ﴿وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: 85]، وقال: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: 131]، فإن دخلك شيء فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنما كان قوته الشعير وحلوه التمر ووقوده السعف إذا وجده (3).
[الحديث: 696] قال الإمام الصادق: (استعينوا ببعض هذه على هذه ولا تكونوا كلولا على الناس) (4)
[الحديث: 697] قال الإمام الصادق: (رحم الله عبدا عفّ وتعفّف وكفّ عن المسألة، فإنّه يتعجّل الدنيّة في الدنيا ولا يغني الناس عنه شيئا) (5)
[الحديث: 698] عن مفضّل بن قيس قال: دخلت على الإمام الصادق فذكرت له بعض حالي، فقال: (يا جارية هات ذلك الكيس، هذه أربعمائة دينار وصلني بها أبو جعفر
__________
(1) التهذيب: ج 6 ص 329.
(2) الكافي: ج 4 ص 33.
(3) الكافي: 2/ 111/ 1.
(4) الكافي: ج 5 ص 72.
(5) الكافي: ج 4 ص 21.
أحكام العلاقات الاجتماعية (119)
فخذها وتفرّج بها)، فقلت: لا واللّه جعلت فداك ما هذا دهري ولكن أحببت أن تدعو الله عزّ وجلّ لي، قال: (إنّي سأفعل ولكن إيّاك أن تخبر الناس بكلّ حالك فتهون عليهم) (1)
[الحديث: 699] قال الإمام الصادق: (رحم الله عبدا عفّ وتعفّف وكفّ عن المسألة، فإنّه يتعجّل الذلّ في الدنيا، ولا يغني الناس عنه شيئا) (2)
[الحديث: 700] قال الإمام الصادق: (إيّاكم وسؤال الناس، فإنّه ذل في الدنيا، وفقر تستعجلونه، وحساب طويل يوم القيامة) (3)
[الحديث: 701] قال الإمام الصادق: (شيعتنا من لا يسأل الناس ولو مات جوعا) (4)
[الحديث: 702] قال الإمام الصادق: (إنّ الله يبغض الملحف) (5)
[الحديث: 703] قال الإمام الصادق: (لا تسألوا إخوانكم الحوائج، فيمنعوكم فتغضبون فتكفرون) (6)
[الحديث: 704] قال الإمام الصادق: (إيّاكم وسؤال الناس فإنّه ذلّ في الدنيا وفقر تعجّلونه وحساب طويل يوم القيامة) (7)
[الحديث: 705] قال الإمام الصادق: (ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتّى يحوجه الله إليها ويثبّت الله له بها النار) (8)
[الحديث: 706] قال الإمام الصادق: (من سأل الناس وعنده قوت ثلاثة أيّام لقي الله تعالى يوم يلقاه وليس في وجهه لحم) (9)
__________
(1) الكافي: ج 4 ص 21.
(2) ثواب الأعمال ص 218.
(3) الكافي: ج 4 ص 20.
(4) عدّة الداعي ص 100.
(5) تفسير العيّاشي ج 1 ص 151.
(6) مصادقة الإخوان ص 54.
(7) الكافي: ج 4 ص 20.
(8) الكافي: ج 4 ص 19.
(9) عقاب الأعمال ص 325.
أحكام العلاقات الاجتماعية (120)
[الحديث: 707] قال الإمام الصادق: (من سأل الناس شيئا وعنده ما يقوته يومه فهو من المسرفين) (1)
[الحديث: 708] قال الإمام الصادق: (من يسأل من غير فقر فكأنّما يأكل الجمر) (2)
[الحديث: 709] قال الإمام الصادق: (لا تصلح المسألة إلّا في ثلاث: في دم منقطع، أو غرم مثقل، أو حاجة مدقعة) (3)
[الحديث: 710] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه، فاطلبوا الحوائج منهم، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم، فإنّ الله تبارك وتعالى أحلّ غضبه بهم) (4)
[الحديث: 711] قال الإمام الصادق: (إذا بلغك عن أخيك شيء، وشهد أربعون أنّهم سمعوه منه، فقال: لم أقل، فاقبل منه) (5)
[الحديث: 712] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (إذا سألت مؤمنا حاجة فهيّى ء له المعاذير قبل أن يعتذر، فإن اعتذر فاقبل عذره، وان ظننت أنّ الأمور على خلاف ما قال) (6)
[الحديث: 713] قال الإمام الصادق: (إذا بلغك عن أخيك شيء فقال: لم أقل، فاقبل منه، فإنّ ذلك توبة له) (7)
[الحديث: 714] قال الإمام الصادق: (ما لكم يعادي بعضكم بعضا؟ ـ إذا بلغ
__________
(1) تفسير العيّاشي ج 2 ص 14.
(2) عدّة الداعي ص 99.
(3) الخصال ج 1 ص 135.
(4) الاختصاص ص 240.
(5) مصادقة الإخوان: 82.
(6) كتاب الإخوان: 62.
(7) مصادقة الإخوان: 82.
أحكام العلاقات الاجتماعية (121)
أحدكم عن أخيه شيء لا يعجبه فليقله وليسأله فإن قال لم أفعله صدّقه، وإن قال: قد فعلت استتابه) (1)
[الحديث: 715] قال الإمام الصادق: (التمسوا لإخوانكم العذر في زلّاتهم وهفوات تقصيراتهم، فإن لم تجدوا العذر لهم في ذلك فاعتقدوا أنّ ذلك منكم لقصوركم عن معرفة وجوه العذر) (2)
[الحديث: 716] قال الإمام الصادق: (ليس منّا من لم يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه) (3)
[الحديث: 717] قال الإمام الصادق: (ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه) (4)
[الحديث: 718] قيل للإمام الصادق: ما الّذي يثبت الإيمان في العبد؟ قال: (الورع)، قيل: والّذي يخرجه منه؟ قال: (الطّمع) (5)
[الحديث: 719] قال الإمام الصادق: (إن أردت أن تقرّ عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع الطمع ممّا في أيدي الناس وعدّ نفسك في الموتى، ولا تحدثنّ نفسك أنّك فوق أحد من الناس، واخزن لسانك كما تخزن مالك) (6)
[الحديث: 720] قال الإمام الصادق: (قال لقمان لابنه: إن أردت أن تجمع عزّ الدنيا فاقطع طمعك عمّا في أيدي النّاس، فإنّما بلغ الأنبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم) (7)
[الحديث: 721] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى جعل الرّحمة في قلوب رحماء خلقه، فاطلبوا الحوائج منهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم، فإنّ الله تبارك وتعالى
__________
(1) مصادقة الإخوان: 82.
(2) مستدرك الوسائل 2/ 95، أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق.
(3) الكافي: 4/ 286.
(4) صفات الشيعة ص 32.
(5) اصول الكافي: ج 2 ص 320.
(6) الخصال ج 1 ص 121.
(7) قصص الأنبياء ص 195.
أحكام العلاقات الاجتماعية (122)
أحلّ غضبه بهم) (1)
[الحديث: 722] قال الإمام الصادق: (يا داود تدخل يدك في فم التنين إلى المرفق خير لك من طلب الحوائج إلى من لم يكن فكان) (2)
[الحديث: 723] عن أبي بصير قال: دخل رجلان على الإمام الصادق في مداراة بينهما ومعاملة، فلما أن سمع كلامهما قال: (أما إنّه ما ظفر أحد بخير من ظفر بالظلم، أما إنّ المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر ممّا يأخذ الظالم من مال المظلوم) ثمّ قال: (من يفعل الشرّ بالناس فلا ينكر الشرّ إذا فعل به، أما إنّه إنّما يحصد ابن آدم ما يزرع، وليس يحصد أحد من المرّ حلوا ولا من الحلو مرّا)، فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما (3).
[الحديث: 724] قال الإمام الصادق: (لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه)، قيل: بما يذلّ نفسه؟ قال: (يدخل فيما يعتذر منه) (4)
[الحديث: 725] قال الإمام الصادق: (لا تدخل لأخيك في أمر مضرّته عليك أعظم من منفعته له) (5)
[الحديث: 726] قال الإمام الصادق: (من طلب قليل الرزق كان ذلك داعيه إلى اجتلاب كثير من الرزق، ومن ترك قليلا من الرزق كان ذلك داعيه إلى ذهاب كثير من الرزق) (6)
[الحديث: 727] قال الإمام الصادق: (لا تستقلّوا قليل الرزق فتحرموا كثيره) (7)
[الحديث: 728] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ
__________
(1) الاختصاص ص 240.
(2) التهذيب: ج 6 ص 329.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 334.
(4) الكافي: ج 5 ص 64.
(5) الكافي: ج 4 ص 32.
(6) الكافي: ج 5 ص 311.
(7) فقه الإمام الرضا ص 338.
أحكام العلاقات الاجتماعية (123)
فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ﴾ [الروم: 39]: (هو هديّتك إلى الرجل تطلب منه الثواب أفضل منها، فذلك ربا يؤكل) (1)
[الحديث: 729] عن الحسين الجمّال قال: شهدت إسحاق بن عمّار يوما وقد شدّ كيسه وهو يريد أن يقوم، فجاءه إنسان يطلب دراهم بدينار، فحلّ الكيس فأعطاه دراهم بدينار، فقلت له: سبحان الله ما كان فضل هذا الدينار؟ فقال إسحاق: ما فعلت هذا رغبة في فضل الدينار، ولكن سمعت الإمام الصادق يقول: (من استقلّ قليل الرزق حرم الكثير) (2)
[الحديث: 730] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (ألا أحدّثك بمكارم الأخلاق: الصفح عن الناس، ومؤاساة الرجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا) (3)
[الحديث: 731] قال الإمام الصادق: (ثلاث لا يزيد الله من فعلهن إلّا خيرا: الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من حرمه، وصلة من قطعه) (4)
[الحديث: 732] قال الإمام الصادق: (خالطوا الناس، وأتوهم وأعينوهم ولا تجانبوهم، وقولوا لهم كما قال الله تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]) (5)
[الحديث: 733] عن الإمام الصادق قال: من رضي من الله باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل (6).
[الحديث: 734] عن الإمام الصادق قال: مكتوب في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت، كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق قبل الله منه القليل من العمل،
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 174.
(2) الكافي: ج 5 ص 311.
(3) معاني الأخبار: 191.
(4) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: 71.
(5) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: 78.
(6) الكافي: 2/ 111/ 2.
أحكام العلاقات الاجتماعية (124)
ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت مكسبته وخرج من حد الفجور (1).
[الحديث: 735] قال الإمام الكاظم: (أخذ أبي بيدي ثمّ قال: يا بنيّ إنّ أبي الإمام الباقر أخذ بيدي كما أخذت بيدك وقال: إنّ أبي الإمام السجاد أخذ بيدي وقال: يا بنيّ افعل الخير إلى كلّ من طلبه منك فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من أهله؛ وإن شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحوّل إلى يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره) (2)
[الحديث: 736] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أهله: (يا بنيّ إنّي موصيكم بوصيّة فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الأذن اليمنى مكروها ثمّ تحوّل إلى الأذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئا، فاقبلوا عذره) (3)
[الحديث: 737] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (إيّاك والطمع وعليك باليأس ممّا في أيدي الناس وأمت الطمع من المخلوقين فإنّ الطمع مفتاح للذلّ واختلاس العقل واختلاف المروءات وتدنيس العرض والذهاب بالعلم وعليك بالاعتصام بربّك والتوكّل عليه) (4)
[الحديث: 738] قال الإمام الكاظم يوصي بعض أصحابه: (ارفق بهم فإنّ كفر أحدهم في غضبه، ولا خير فيمن كان كفره في غضبه) (5)
[الحديث: 739] قال الإمام الكاظم: (إنّ العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به) (6)
__________
(1) الكافي: 2/ 111/ 4.
(2) روضة الكافي: 1/ 222.
(3) كشف الغمّة كما في (البحار) 68/ 425.
(4) تحف العقول ص 399.
(5) أصول الكافي: 2/ 119.
(6) تحف العقول ص 399.
أحكام العلاقات الاجتماعية (125)
[الحديث: 740] قال الإمام الكاظم: (إنّ العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد ما لا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنّف برجائه، ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه) (1)
[الحديث: 741] قال الإمام الرضا: (إنّما اتّخذ الله إبراهيم خليلا لأنّه لم يردّ أحدا، ولم يسأل أحدا قط غير الله تعالى) (2)
[الحديث: 742] قال الإمام الرضا: (المسألة مفتاح البؤس) (3)
[الحديث: 743] عن الإمام الرضا قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل (4).
[الحديث: 744] قال الإمام العسكري: (ارفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإنّ لكل يوم رزقا جديدا واعلم أن الإلحاح في المطالب يسلب البهاء، ويورث التعب والعناء، فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه؛ فما أقرب الصنع من الملهوف والأمن من الهارب المخوف، فربما كانت الغير نوعا من أدب الله، والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك فإنما تنالها في أوانها.. واعلم أنّ المدبّر لك أعلم بالوقت الّذي يصلح حالك فيه، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشيك القنوط، واعلم أنّ للحياء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف، وإنّ للحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو تهوّر، واحذر كل زكيّ ساكن الطرف، ولو عقل أهل
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 13.
(2) علل الشرائع ص 34.
(3) الدرّة الباهرة كما في البحار ج 93 ص 157.
(4) الكافي: 2/ 112/ 5.
أحكام العلاقات الاجتماعية (126)
الدنيا خربت) (1)
[الحديث: 745] عن داود بن الأسود، قال: دعاني الإمام العسكري فدفع إليّ خشبة كأنّها رجل باب مدوّرة طويلة مل ء الكف فقال: (صر بهذه الخشبة إلى العمري)، فمضيت، فلمّا صرت إلى بعض الطريق، عرض لي سقّاء معه بغل فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقّاء صح على البغل فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت البغل فانشقت، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمّي فجعل السقّاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي، فلمّا دنوت من الدار راجعا استقبلني عيسى الخادم عند الباب فقال: يقول لك مولاي أعزّه الله: (لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب؟)، فقلت له: يا سيّدي لم أعلم ما في رجل الباب، فقال: (ولم احتجت أن تعمل عملا تحتاج أن تعتذر منه، إيّاك بعدها أن تعود إلى مثلها، وإذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها، وإيّاك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت، فإنّنا ببلد سوء ومصر سوء، وامض في طريقك فإنّ أخبارك وأحوالك ترد إلينا فاعلم ذلك) (2)
ثالثا ـ ما ورد حول التآلف والملاطفة
وهو الركن الثالث من أركان العلاقات الاجتماعية، ويشمل كل الآداب والأخلاق المؤلفة بين قلوب أفراد المجتمع، والموثقة لعرى المودة بينهم، كما قال تعالى معبرا عن ذلك: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 63]
وقال في وصف المجتمع الذي أسسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ
__________
(1) عدّة الداعي ص 136.
(2) مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 427.
أحكام العلاقات الاجتماعية (127)
قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]
ولتحقيق هذا الركن ورد في القرآن الكريم ذكر أصول الآداب الاجتماعية، والتي ورد تفصيلها في السنة المطهرة، ومنها ما ورد في آداب الاستئذان، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النور:59]
ومنها ما ورد في آداب التحية، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً﴾ [النساء:86]
ومنها ما ورد في آداب الكلام، كما في قوله تعالى: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ [لقمان:19]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات:2]
ومنها ما ورد في آداب المشي، كما وقد ورد في موعظة لقمان عليه السلام: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان:18]، وقال: ﴿وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً﴾ [الاسراء:37]
ومنها ما ورد في آداب التعامل مع مختلف أصناف الناس بما يناسبهم، كما في قوله تعالى: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً﴾ [النور:63]
وغيرها من الآيات الكريمة التي سنستعرض هنا ما يؤكدها ويفصلها من الأحاديث:
أحكام العلاقات الاجتماعية (128)
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 746] عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأحبكم إلى الله)، قلنا: بلى، قال: (إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس، ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله؟)، قلنا: بلى. قال: (إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس) (1)
[الحديث: 747] عن أبي هريرة أن جرير بن عبد الله دخل البيت وهو مملوءٌ، فلم يجد مجلسا، فرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإزاره أو برداءه وقال: (اجلس على هذا)، فأخذه وقبله وضمه إليه، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه) (2)
[الحديث: 748] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكرم الرجل أخاه فإنما يكرم ربه (3).
[الحديث: 749] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر الله له) (4)
[الحديث: 750] عن معاذ قال: كان آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: يا معاذ أحسن خلقك للناس (5).
[الحديث: 751] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بعثت لأتمم حسن الأخلاق (6).
[الحديث: 752] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم
__________
(1) الطبراني في الأوسط 6/ 136 (6019)
(2) الطبراني في الأوسط 5/ 261 والبزار (كشف الأستار) (1959)
(3) البزار (كشف الأستار) (1905)
(4) قال الهيثمي 8/ 19: رواه الطبراني في الأوسط.
(5) مالك 2/ 688.
(6) مالك 2/ 290.
أحكام العلاقات الاجتماعية (129)
القائم) (1)
[الحديث: 753] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله) (2)
[الحديث: 754] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء) (3)
[الحديث: 755] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أحبكم إلى، وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلى، وأبعدكم منى مجلسا يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون، والمتفيهقون)، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) (4)
[الحديث: 756] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس) (5)
[الحديث: 757] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الثانية) (6)، وفي رواية: (ومن سلم على قوم حين يقوم عنهم، كان شريكهم فيما خاضوا فيه من الخير بعده)
[الحديث: 758] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو جرٌ، ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً) (7)
[الحديث: 759] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (إذا دخلت على أهلك
__________
(1) أبو داود (4798)
(2) الترمذي (2612)
(3) الترمذي (2002) وأبو داود (4799)
(4) الترمذي (2018)
(5) مسلم (2553)، والترمذي (2389)
(6) أبو داود (5208)، والترمذي (2706)
(7) أبو داود (5200)
أحكام العلاقات الاجتماعية (130)
فسلم، يكن سلامك بركة عليك، وعلى أهل بيتك) (1)
[الحديث: 760] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السلام قبل الكلام) (2)
[الحديث: 761] عن أنس أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعله (3).
[الحديث: 762] عن أسماء بنت يزيد قالت: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نسوة فسلم علينا (4).
[الحديث: 763] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلم على عشرين رجلا من المسلمين في يوم جماعة أو فرادى، ثم مات من يومه ذلك، وجبت له الجنة، وفي ليلة مثل ذلك) (5)
[الحديث: 764] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) (6)
[الحديث: 765] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) (7)
[الحديث: 766] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير) (8)
[الحديث: 767] عن عمران بن حصين قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء رجل فقال: السلام عليكم، فرد صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: (عشر)، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (عشرون)، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (ثلاثون) (9)، وزاد في رواية: ثم أتى آخرٌ فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فرد عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: (أربعون)، ثم قال لنا: (هكذا تكون الفضائل) (10)
__________
(1) الترمذي (2698)
(2) الترمذي (2699)
(3) البخاري (6247)، ومسلم (2168)
(4) أبو داود (5204)، والترمذي (2697)
(5) قال الهيثمي 8/ 30: رواه الطبراني.
(6) أبو داود (5210)
(7) أبو داود (5197) والترمذي (2694)
(8) البخاري (6232)، ومسلم (2160)
(9) أبو داود (5195) والترمذي (2689)
(10) أبو داود (5196)
أحكام العلاقات الاجتماعية (131)
[الحديث: 768] عن غالب بن خطاف قال: إنا لجلوسٌ بباب الحسن البصري، إذ جاء رجلٌ فقال: حدثني أبى عن جدي قال: بعثني أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ائته فاقرئه السلام، فأتيته، فقلت: إن أبى يقرئك السلام، فقال: (عليك وعلى أبيك السلام) (1)
[الحديث: 769] عن جابر بن سليم قال: أتيت المدينة فرأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله فقلت: عليك السلام يا رسول الله مرتين، فقال: (لا تقل عليك السلام، فإن ذلك تحية الميت، قل: السلام عليك)، قلت: أنت رسول الله؟ فقال: (أنا رسول الله الذي إن أصابك ضرٌ فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك، وإن كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك)، قلت: اعهد إلي، قال: (لا تسبن أحدا)، فما سببت بعد ذلك حرا ولا عبدا ولا شاة ولا بعيرا، قال: (ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، فإن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، إنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك أو عيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، يكن وبال ذلك عليه) (2)
[الحديث: 770] عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه (3).
[الحديث: 771] عن عمران بن حصين قال: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عينا، وأنعم صباحا، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك (4).
[الحديث: 772] عن أبي أسيد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد
__________
(1) أبو داود (5231)
(2) أبو داود (4084)، والترمذي (2721)
(3) البخاري (95)، والترمذي (2723)
(4) أبو داود (5227)
أحكام العلاقات الاجتماعية (132)
المطلب ودخل عليهم، فقال: (السلام عليكم)، قالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: (كيف أصبحتم؟)، قالوا: بخير نحمد الله، فكيف أصبحت بأبينا وأمنا يا رسول الله؟ قال: (أصبحت بخير، أحمد الله) (1)
[الحديث: 773] عن أنس قال: سمعت رجلا يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الرجل منا يلقى أخاه وصديقه أينحني له؟ قال: (لا)، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: (لا إلا أن يأتي من سفر)، قال: أيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: (نعم) (2)
[الحديث: 774] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف) (3)
[الحديث: 775] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك) (4)
[الحديث: 776] عن عائشة قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: السام عليك، ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مهلا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله)، فقلت: يا رسول الله! ألم تسمع ما قالوا؟ قال: (قد قلت وعليكم) (5)، وفي رواية: (عليكم)، وفي رواية: (بلى، قد سمعت فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا)
[الحديث: 777] عن أسامة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركب على حمار عليه إكاف، تحته قطيفة فدكية، وأردف أسامة، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبى ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم، وإذا في المجلس
__________
(1) ابن ماجة (3711)
(2) الترمذي (2728) وابن ماجة (3702))
(3) الترمذي (2695)
(4) البخاري (6257)، ومسلم (2164)
(5) البخاري (6024)، ومسلم (2165)
أحكام العلاقات الاجتماعية (133)
أخلاطٌ من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المسلمين عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم، ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال له ابن أبي: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذينا به في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل صلى الله عليه وآله وسلم يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: أي سعد، ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب؟ ـ يريد ابن أبي ـ قال: كذا وكذا، فقال سعد: يا رسول الله، اعف عنه واصفح، فوالله الذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اجتمع أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله، شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما رأيت، فعفى عنه صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، قال تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186] وقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 109] وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتأول في العفو ما أمره الله به، حتى أذن له فيهم، فلما غزا بدرا، فقتل الله فيها من قتل من صناديد كفار قريش، وقفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه منصورين غانمين، معهم أسارى من صناديد الكفار وسادة قريش، قال ابن أبى ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الإسلام
أحكام العلاقات الاجتماعية (134)
فأسلموا (1).
[الحديث: 778] عن المهاجر بن قنفذ: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقضي حاجته؛ فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، وقال: (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر) (2)
[الحديث: 779] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السلام اسمٌ من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم، فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه، رد عليه من هو خير منهم وأطيب) (3)
[الحديث: 780] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام) (4)
[الحديث: 781] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مررت على مجلس فسلم على أهله، فإن يكونوا في خير كنت شريكهم، وإن يكونوا في غير ذلك كان لك أجرٌ) (5)
[الحديث: 782] عن أنس قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة) (6)
[الحديث: 783] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تمام التحية الأخذ باليد) (7)
[الحديث: 784] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) (8)
__________
(1) البخاري (4566)، ومسلم (1798)
(2) أبو داود (17) والنسائي 1/ 37، وابن ماجة (350)
(3) البزار (كشف الأستار) (1999)
(4) الطبراني في الأوسط 5/ 371 (5591)
(5) الطبراني 19/ 28.
(6) أبو داود (5213)
(7) الترمذي (2730)
(8) أبو داود (5212)، والترمذي (2727)
أحكام العلاقات الاجتماعية (135)
[الحديث: 785] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا، وتذهب الشحناء) (1)
[الحديث: 786] عن جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا لقي أصحابه، لم يصافحهم حتى يسلم عليهم (2).
[الحديث: 787] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر) (3)
[الحديث: 788] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا وتساءلا، أنزل الله بينهما مائة رحمة، تسعة وتسعين لآنسهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما مسألة لأخيه) (4)
[الحديث: 789] عن كعب بن مالك: أنه لما نزل عذره أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بيده فقبلها (5).
[الحديث: 790] عن سلمة بن الأكوع قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي هذه فقبلناها فلم ينكر ذلك (6).
[الحديث: 791] عن أنس قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا، لما يعلمون من كراهيته لذلك (7).
[الحديث: 792] عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوكأ على عصا فقمنا إليه، فقال: (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا) (8)
__________
(1) مالك 2/ 693.
(2) الطبراني (1721)
(3) الطبراني في الأوسط 1/ 84 (245)
(4) الطبراني في الأوسط 7/ 341 (7672)
(5) الطبراني 19/ 95.
(6) الطبراني في الأوسط 1/ 205 (657)
(7) الترمذي (2754)
(8) أبو داود (5230)، وابن ماجة (3836)
أحكام العلاقات الاجتماعية (136)
[الحديث: 793] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار) (1)
[الحديث: 794] جاء رجلٌ فاستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ألج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لخادمه: (اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم أأدخل؟)، فسمع الرجل ذلك فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له صلى الله عليه وآله وسلم فدخل (2).
[الحديث: 795] عن قيس بن سعد قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منزلنا، فقال: (السلام عليكم ورحمة الله)، فرد أبي ردا خفيا، فقلت: ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: ذره حتى يكثر علينا من السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السلام عليكم ورحمة الله)، فرد سعد ردا خفيا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: السلام عليكم ورحمة الله، ثم رجع، فأتبعه سعد فقال: يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك، وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام، فانصرف معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس، فاشتمل بها، ثم رفع يديه وهو يقول: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد، ثم أصاب صلى الله عليه وآله وسلم من الطعام، فلما أراد الانصراف قرب له سعد حمارا قد وطأ عليه بقطيفة، فقال سعد: يا قيس اصحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصحبته فقال لي: (اركب معي)، فأبيت، فقال: إما أن تركب، وإما أن تنصرف، فانصرفت (3).
[الحديث: 796] عن أبي سعيد قال: كنت في مجلس من الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعورٌ، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا فلم يؤذن لي، فرجعت، فقال لي ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي، فرجعت، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا استأذن أحدكم ثلاثا
__________
(1) أبو داود (5229) والترمذي (2755)
(2) أبو داود (5177)
(3) أبو داود (5185)، وابن ماجة (466)
أحكام العلاقات الاجتماعية (137)
فلم يؤذن له فليرجع)، فقال: والله لتقيمن عليه بينة أمنكم أحد سمعه منه؟ قال أبى بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، وكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك (1).
[الحديث: 797] عن عوف بن مالك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فسلمت عليه، فرد على، وقال: (أدخل)، قلت: أكلى يا رسول الله؟ قال: (كلك)، فدخلت، قال: ذلك من صغر القبة (2).
[الحديث: 798] عن عبد الله بن بسر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتى باب قوم، لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: (السلام عليكم، السلام عليكم)، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستورٌ (3).
[الحديث: 799] جاء رجلٌ فوقف على باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستأذن، فقام مستقبل الباب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هكذا عنك، أو هكذا، فإنما الاستئذان من النظر) (4)
[الحديث: 800] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل البصر فلا إذن) (5)
[الحديث: 801] سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: استأذن على أمي؟ فقال: نعم قال: إني معها في البيت، فقال: استأذن عليها قال: إني خادمها، فقال: استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا، فقال: استأذن عليها (6).
[الحديث: 802] عن علي قال: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ساعة آتيه فيها، فإذا أتيته استأذنته، فإن وجدته يصلى تنحنح فدخلت، وإن وجدته فارغا أذن لي (7).
__________
(1) البخاري (6245)، ومسلم (2153)
(2) أبو داود (5000)
(3) أبو داود (5186)
(4) أبو داود (5174)
(5) أبو داود (5173)
(6) مالك 2/ 743.
(7) النسائي 3/ 12، وابن ماجة (3708)
أحكام العلاقات الاجتماعية (138)
وفي رواية: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدخلٌ بالليل، ومدخلٌ بالنهار، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي (1).
[الحديث: 803] قيل: يا رسول الله هذا السلام، فما الاستيناس؟ قال: يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة، ويتنحنح، ويؤذن أهل البيت (2).
[الحديث: 804] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذنك على أن يرفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك) (3)
[الحديث: 805] عن جابر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمر دين كان على أبي فدققت الباب، فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: (أنا أنا) كأنه يكرهه (4).
[الحديث: 806] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه) (5)
[الحديث: 807] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كشف سترا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له فرأى عورة أهله فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه، ولو أنه حين أدخل بصره استقبله رجلٌ ففقأ عينه ما غيرت عليه، وإن مر رجلٌ على باب لا ستر له غير مغلق فنظر فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت) (6)
[الحديث: 808] عن أنس قال: عطس رجلان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقيل له؛ فقال: (هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله) (7)
[الحديث: 809] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا عطس فشمته، ثم إن عطس فشمته، ثم
__________
(1) النسائي 3/ 12.
(2) ابن ماجه (3707)
(3) مسلم (2169)
(4) البخاري (6250) ومسلم (2155)
(5) مسلم (2158)
(6) الترمذي (2707)
(7) البخاري (6221)، ومسلم (2991)
أحكام العلاقات الاجتماعية (139)
إن عطس فقل إنك مزكوم، لا أدري أبعد الثالثة أو الرابعة) (1)
[الحديث: 810] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (شمت العاطس ثلاثا، فإن زاد فإن شئت فشمته، وإن شئت فلا) (2)
[الحديث: 811] عن سلمة بن الأكوع: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعطس عنده رجل، فقال له: (يرحمك الله) ثم عطس أخرى، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: (الرجل مزكوم) (3)
[الحديث: 812] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، وإذا تثاءب أحدكم وهو في الصلاة فليكظم ما استطاع، ولا يقل: ها، فإن ذلكم من الشيطان يضحك منه) (4)
[الحديث: 813] عن أبي موسى قال: كانت اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله، فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم (5).
[الحديث: 814] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء) (6)
[الحديث: 815] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعطي عطاء فليجز به إن وجد، وإن لم يجد فليثن به، فإن من أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط كلابس ثوبي زور) (7)
[الحديث: 816] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) (8)
__________
(1) مالك 2/ 735.
(2) الترمذي (2744) وأبو داود (5036)
(3) مسلم (2993)
(4) البخاري (6223)، ومسلم (2994)
(5) أبو داود (5038)، والترمذي (2739)
(6) الترمذي (2035)
(7) الترمذي (2034)
(8) أبو داود (4811)، والترمذي (1954)
أحكام العلاقات الاجتماعية (140)
[الحديث: 817] عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا قوما أبذل من كثير، ولا أحسن مواساة من قليل، من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤونة، وأشركونا في المهنإ، حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله، قال: (لا، ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم) (1)
[الحديث: 818] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحبّكم إلى الله أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، وأبغضكم إلى الله المشّاؤون بالنميمة المفرّقون بين الإخوان الملتمسون لأهل البراء العثرات) (2)
[الحديث: 819] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها أو قضى له حاجة أو فرّج عنه كربة لم تزل الرحمة ظلّا عليه ممدودا ما كان في ذلك من النظر في حاجته.. ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم. ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيّئات وما حرّم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذلّه بها، أو لطمه لطمة أو أتى إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتّى يرضيه من حقّه ويتوب ويستغفر فإيّاكم والعجلة، إلى أحد فلعلّه مؤمن وأنتم لا تعلمون وعليكم بالأناة واللين، والتسرّع من سلاح الشياطين. وما من شيء أحبّ إلى الله من الأناة واللين) (3)
[الحديث: 820] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن البشر يذهب بالسخيمة) (4)
[الحديث: 821] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم
__________
(1) أبو داود (4812)، والترمذي (2487)
(2) عوالي اللئالي ج 1 ص 100.
(3) علل الشرائع ص 523.
(4) أصول الكافي: 2/ 103.
أحكام العلاقات الاجتماعية (141)
بطلاقة الوجه وحسن البشر) (1)
[الحديث: 822] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم) (2)
[الحديث: 823] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة وثلاث خصال: فعل وعمل ونيّة وباطن وظاهر)، فقال الإمام علي: (يا رسول الله، ما يكون المائة وثلاث خصال؟)، فقال: (يا عليّ، من صفات المؤمن أن يكون جوّال الفكر، جوهريّ الذكر.. هشّاشا بشّاشا، لا حسّاس ولا جسّاس) (3)
[الحديث: 824] قال الإمام علي: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب) (4)
[الحديث: 825] قال الإمام علي: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خفيف المؤونة كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بشّاشا من غير ضحك، محزونا من غير عبوس، متواضعا من غير مذلّة، جوادا من غير سرف، رقيق القلب، رحيما بكلّ مسلم، ولم يتجشّأ من شبع قط، ولم يمدّ يده إلى طمع، وكفاه مدحا) (5)
[الحديث: 826] عن الإمام الباقر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فقال: يا رسول الله أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: (الق أخاك بوجه منبسط) (6)
[الحديث: 827] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث يصفين ودّ المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسّع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحبّ الأسماء إليه) (7)
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 103.
(2) عيون الأخبار 2/ 53.
(3) التمحيص/74.
(4) مكارم الأخلاق: 14.
(5) إرشاد القلوب/115.
(6) أصول الكافي: 2/ 103.
(7) أصول الكافي: 2/ 643.
أحكام العلاقات الاجتماعية (142)
[الحديث: 828] قالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنّة، والبشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النار) (1)
[الحديث: 829] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن البشر بالناس نصف العقل، والتقدير نصف المعيشة، والمرأة الصالحة أحد الكاسبين) (2)
[الحديث: 830] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله يحبّ الوجه الطلق، ويبغض الوجه الباسر) (3)
[الحديث: 831] عن سليم بن جابر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: علّمني خيرا ينفعني الله به، قال: (لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ولو أن تصبّ دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ببشر حسن، وإذا أدبر فلا تغتابه) (4)
[الحديث: 832] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ للمؤمن أربع علامات: وجها منبسطا، ولسانا لطيفا، وقلبا رحيما، ويدا معطية) (5)
[الحديث: 833] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (لا تدع من المعروف شيئا إلّا فعلت، فإن لم تقدر على شيء فكلّم الناس وأنت إليهم طليق الوجه) (6)
[الحديث: 834] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر) (7)
[الحديث: 835] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أخلاق النبيّين والصدّيقين البشاشة إذا تراؤوا، والمصافحة إذا تلاقوا، والزائر في الله حقّ على المزور إكرامه) (8)
__________
(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 354.
(2) أمالي الطوسي 2/ 226.
(3) نزهة الناظر: 4.
(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 115.
(5) أعلام الدين: 122.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 6.
(7) مشكاة الأنوار: 179 و180 عن المحاسن.
(8) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 29.
أحكام العلاقات الاجتماعية (143)
[الحديث: 836] عن الإمام الباقر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم بسبع: عيادة المرضى، واتّباع الجنائز، وإبرار القسم، وتشميت العاطس، ونصر المظلوم، وإفشاء السّلام، وإجابة الداعي (1).
[الحديث: 837] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أخذ من أخيه شيئا من الأذى كتب الله له مائة حسنة مضاعفة إذا هو أراها إيّاه) (2)
[الحديث: 838] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الهدية على ثلاثة وجوه: هديّة مكافأة، وهديّة مصانعة، وهديّة للّه عزّ وجلّ) (3)
[الحديث: 839] عن الإمام الباقر قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل الهديّة، ولا يأكل الصدقة، ويقول: تهادوا، فإنّ الهديّة تسلّ السخائم وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد) (4)
[الحديث: 840] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تهادوا تحابوا، فإنّها تذهب بالضغائن) (5)
[الحديث: 841] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تهادوا بالنبق تحيي المودّة والموالاة) (6)
[الحديث: 842] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته، ويتحفه بما عنده، ولا يتكلّف له شيئا) (7)
[الحديث: 843] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس، فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه) (8)
[الحديث: 844] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العطسة عند الحديث شاهد) (9)
[الحديث: 845] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا عطس الرجل فسمّتوه ولو كان من وراء
__________
(1) قرب الإسناد: 34.
(2) الأشعثيّات/224 ـ 225.
(3) الكافي: 5/ 141.
(4) الكافي: 5/ 143.
(5) الكافي: 5/ 144.
(6) الكافي: 5/ 144.
(7) الكافي: 5/ 143.
(8) مكارم الأخلاق ص 407.
(9) بحار الأنوار: 73/ 53، والإمامة والتبصرة.
أحكام العلاقات الاجتماعية (144)
جزيرة) وفي رواية أخرى: (ولو من وراء البحر) (1)
[الحديث: 846] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف: يسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويسمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه) (2)
[الحديث: 847] عن الإمام الباقر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بسبع ونهى عن سبع: (أمر بعيادة المرضى، واتّباع الجنائز، وإبرار القسم، وتسميت العاطس، ونصرة المظلوم، وإفشاء السّلام، وإجابة الداعي.. ونهى عن التختّم بالذهب، والشرب في آنية الذهب والفضّة، ومن المأثر الحمر، وعن لباس الاستبرق والحرير والقزّ والارجوان) (3)
[الحديث: 848] قال الإمام الصادق: لما شيّع الإمام علي أبا ذر، وشيّعه الحسن والحسين وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر، قال لهم أمير المؤمنين: (ودّعوا أخاكم.. فإنه لا بدّ للشاخص من أن يمضي، وللمشيّع أن يرجع، فتكلم كل رجل منهم على حياله، فقال الحسين: (رحمك الله يا أبا ذر!.. إنّ القوم إنما امتهنوك بالبلاء، لأنك منعتهم دينك، فمنعوك دنياهم، فما أحوجك غدا إلى ما منعتهم، وأغناك عما منعوك، فقال أبو ذر: (رحمكم الله من أهل بيت، فما لي في الدنيا من شجن غيركم، إني إذا ذكرتكم ذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (4)
[الحديث: 849] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ودّع المؤمن قال: (رحمكم الله وزوّدكم التقوى، ووجّهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلّم لكم دينكم ودنياكم، وردّكم سالمين إلى سالمين) (5)
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 653.
(2) أمالي الطوسي 2/ 248.
(3) قرب الإسناد: 34.
(4) بحار الأنوار: 73/ 280، والمحاسن ص 353.
(5) بحار الأنوار: 73/ 281، والمحاسن ص 354.
أحكام العلاقات الاجتماعية (145)
[الحديث: 850] لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حذيفة فمدّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده فكفَّ حذيفة يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا حذيفة.. بسطت يدي إليك فكففت يدك عنّي؟)، فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة، ولكنّي كنت جُنباً فلم أحبَّ أن تمسَّ يدي يدك وأنا جُنُب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما تعلم أنّ المسلِمَين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحاتّ ورق الشجر) (1)
[الحديث: 851] جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: علّمني عملا أدخل به الجنّة فقال: أطعم الطعام وأفش السّلام، قال: فقال: لا أطيق ذلك، قال: فهل لك إبل؟ قال: نعم، قال: (فانظر بعيرا واسق عليه أهل بيت لا يشربون الماء إلّا غبّا، فلعلّه لا ينفق بعيرك ولا ينخرق سقاؤك حتّى تجب لك الجنّة) (2)
[الحديث: 852] عن الإمام الصادق قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلّب فقال: (يا بني عبد المطّلب أفشوا السّلام، وصلوا الأرحام، وتهجّدوا والناس نيام، وأطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام تدخلوا الجنّة بسلام) (3)
[الحديث: 853] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث كفّارات: إفشاء السّلام، وإطعام الطعام، والتهجّد بالليل والناس نيام) (4)
[الحديث: 854] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ خياركم أولو النّهى)، قيل: يا رسول الله ومن أولو النّهى؟ قال: (هم أولو الأخلاق الحسنة والأحلام الرزينة، ووصلة الأرحام والبررة بالأمّهات والآباء، والمتعاهدين للفقراء والجيران واليتامى، ويطعمون الطعام، ويفشون السّلام في العالم، ويصلّون والناس نيام غافلون) (5)
__________
(1) الكافي: 2/ 183.
(2) الكافي: 4/ 57.
(3) المحاسن: 387.
(4) من لا يحضره الفقيه 4/ 260.
(5) أصول الكافي: 2/ 240.
أحكام العلاقات الاجتماعية (146)
[الحديث: 855] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من أطعم الطعام، وأفشى السّلام، وصلّى والناس نيام) (1)
[الحديث: 856] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم، فإنّ الرجل المسلم إذا مرّ بالقوم فسلّم عليهم فإن لم يردّوا عليه ردّ عليه من هو خير منهم وأطيب) (2)
[الحديث: 857] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟.. إفشاء السّلام في العالم) (3)
[الحديث: 858] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا ولا تحابّوا، أولا أدلّكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم، أفشوا السّلام بينكم) (4)
[الحديث: 859] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا الناس أظهروا العلم وضيّعوا العمل ولا تحابّوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام، لعنهم الله عند ذلك وأصمّهم وأعمى أبصارهم) (5)
[الحديث: 860] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ في الجنّة غرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها)، قيل: لمن هي؟ قال: (لمن أطاب الكلام وأفشى السّلام وأطعم الطعام وصلّى بالليل والناس نيام) وقال: (إنّ السّلام اسم من أسماء الله فأفشوه بينكم) (6)
[الحديث: 861] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما فشا السّلام في قوم إلّا أمنوا من العذاب،
__________
(1) المحاسن: 387.
(2) روضة الواعظين 2/ 459.
(3) كتاب الغايات، كما في البحار 73/ 12.
(4) مشكاة الأنوار: 84.
(5) مشكاة الأنوار: 84.
(6) مستدرك الوسائل 2/ 69، لبّ اللباب.
أحكام العلاقات الاجتماعية (147)
فإن فعلتموه دخلتم الجنّة) (1)
[الحديث: 862] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفشوا السّلام تسلموا) (2)
[الحديث: 863] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويأكل مع العبيد، ويجلس على الأرض، ويركب الحمار ويردف، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله، ويصافح الغني والفقير ولا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها، ويسلّم على من استقبله من كبير وصغير وغني وفقير، ولا يحقر ما دعي إليه ولو إلى خشف التمرة (3).
[الحديث: 864] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سلّم عليه أحد من المسلمين فقال: سلام عليك يقول: (وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته) وإذا قال: السّلام عليك ورحمة الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته) وهكذا كان يزيد في جواب من يسلّم عليه (4).
[الحديث: 865] عن الفضل بن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا فضل هل تدري ما تفسير السّلام عليكم، إذا قال الرجل للرجل: السّلام عليكم ورحمة الله، معناه عليّ عهد الله وميثاقه أن لا أغتابك، ولا اعيب عليك مقالتك، ولا أريد زلّتك، فإذا ردّ عليه وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته يقول لك عليّ مثل الّذي عليك ورحمة الله، والله شهيد على ما يقولون) (5)
[الحديث: 866] كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتوه يقولون له: أنعم صباحا وأنعم مساء، وهي تحيّة أهل الجاهليّة، فأنزل الله ﴿وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ﴾
__________
(1) مستدرك الوسائل 2/ 69، تحفة الإخوان.
(2) مستدرك الوسائل 2/ 69، الشيخ أبو الفتوح في تفسيره.
(3) إرشاد القلوب/115.
(4) مستدرك الوسائل 2/ 69، الشيخ أبو الفتوح في تفسيره.
(5) مشكاة الأنوار: 199.
أحكام العلاقات الاجتماعية (148)
[المجادلة: 8]، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحيّة أهل الجنّة السّلام عليكم) (1)
[الحديث: 867] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ للمسلم على أخيه ستا من المعروف يسلّم عليه إذا لقيه ويعوده إذا مرض..) (2)
[الحديث: 868] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام) (3)
[الحديث: 869] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بين المسلم والمجيب مائة حسنة، تسعة وتسعون منها لمن يسلّم وواحدة لمن يجيب) (4)
[الحديث: 870] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون شرف المجلس، وأن يسلّم على من لقي..) (5)
[الحديث: 871] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من رأس التواضع أن تبدأ بالسلام على من لقيت، وتردّ على من سلّم عليك، وأن ترضى بالدون من المجلس، ولا تحبّ المدحة والتزكية) (6)
[الحديث: 872] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سلّم المؤمن على أخيه المؤمن فيبكي إبليس لعنه الله ويقول: يا ويلتاه لم يفترقا حتّى غفر الله لهما) (7)
[الحديث: 873] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّلام تحيّة لملّتنا وأمان لذمّتنا) (8)
[الحديث: 874] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن لقي عشرة من المسلمين فسلّم عليهم كتب الله له عتق رقبة) (9)
__________
(1) تفسير القمّي 2/ 355.
(2) أمالي الطوسي 2/ 248.
(3) أصول الكافي: 2/ 644.
(4) مستدرك الوسائل 2/ 68، أبو الفتوح في تفسيره.
(5) الأشعثيّات/149.
(6) مشكاة الأنوار: 200، من كتاب (أبي البركات)
(7) مستدرك الوسائل 2/ 68.
(8) مستدرك الوسائل 2/ 68.
(9) أمالي الطوسي 1/ 185.
أحكام العلاقات الاجتماعية (149)
[الحديث: 875] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليسلّم الراكب على الماشي، وإذا سلّم من القوم واحد أجزأ عنهم) (1)
[الحديث: 876] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الراكب أحقّ بالسلام) (2)
[الحديث: 877] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس لا أدعهنّ حتّى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، ليكون ذلك سنّة من بعدي) (3)
[الحديث: 878] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسلّم على الصغير والكبير (4).
[الحديث: 879] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أبخل الناس من بخل بالسلام، وأجود الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله تعالى) (5)
[الحديث: 880] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أدلّكم على أكسل الناس وأسرق الناس وأبخل الناس وأجفى الناس وأعجز الناس)، قالوا: بلى يا رسول الله قال: (أمّا أبخل الناس فرجل يمرّ بمسلم فلا يسلّم عليه، وأمّا أكسل الناس عبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفه ولا بلسان، وأمّا أسرق الناس فالّذي يسرق من صلاته تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق فيضرب بها وجهه، وأمّا أجفى الناس فرجل ذكرت بين يديه فلم يصلّ عليّ، وأمّا أعجز الناس من عجز عن الدعاء) (6)
[الحديث: 881] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وإنّ أبخل الناس من بخل بالسلام) (7)
__________
(1) أمالي الطوسي 1/ 369.
(2) بحار الأنوار 73/ 12 عن كتاب الإمامة والتبصرة.
(3) علل الشرائع/130.
(4) مستدرك الوسائل 2/ 69، لبّ اللباب.
(5) الأشعثيّات/76.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 2/ 237.
(7) أمالي المفيد: 317.
أحكام العلاقات الاجتماعية (150)
[الحديث: 882] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من بدأ بالكلام قبل السّلام فلا تجيبوه) (1)
[الحديث: 883] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تدع إلى طعامك أحدا حتّى يسلّم) (2)
[الحديث: 884] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتّى يسلّم والحمد لله ربّ العالمين) (3)
[الحديث: 885] قال الإمام عليّ: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا مرّ بنا رجل ولم يسلّم والطعام بين أيدينا أن لا ندعوه إليه) (4)
[الحديث: 886] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتى باب قوم لم ينصرف حتّى يؤذن بالسلام ثلاث مرّات (5).
[الحديث: 887] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السّلام تطوّع والردّ فريضة) (6)
[الحديث: 888] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سلّم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم، وإذا سلّم على القوم وهم جماعة أجزأهم أن يردّ واحد منهم) (7)
[الحديث: 889] عن الإمام عليّ قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تبغضوا ولا تنقصوا)، فقيل: يا رسول الله وكيف ذاك، قال: (إذا مرّ أحدكم على المجلس يسلّم فليسمعهم وإذا ردّ أهل المجلس فليسمعوا، فإذا عطس عاطس في النادي فليسمع جلساءه الحمد لله وليسمعوه التسميت) (8)
[الحديث: 890] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سلّموا على اليهود والنصارى، ولا تسلّموا على شارب الخمر وإن سلّم عليكم فلا تردّوا جوابه) (9)
__________
(1) الخصال 1/ 19.
(2) الخصال 1/ 19.
(3) الأشعثيّات/229.
(4) الأشعثيّات/154.
(5) مشكاة الأنوار: 194.
(6) أصول الكافي: 2/ 644.
(7) مشكاة الأنوار: 197.
(8) الأشعثيّات/167.
(9) جامع الأخبار: 153.
أحكام العلاقات الاجتماعية (151)
[الحديث: 891] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا التقيتم فتلاقوا بالتّسليم والتصافح وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار) (1)
[الحديث: 892] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تصافحوا فإنّ المصافحة تزيد في المودة، والهدية تذهب بالغل) (2)
[الحديث: 893] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلّم عليه وليصافحه، فإنّ الله عزّ وجلّ أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة) (3)
[الحديث: 894] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن التصافح في التعزية، فقال: (هو سكن المؤمن، ومن عزّى مصابا فله مثل أجره) (4)
[الحديث: 895] عن الإمام الصادق قال: (كان المسلمون إذا غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومرّوا بمكان كثير الشّجر ثمّ خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم إلى بعض فتصافحوا) (5)
[الحديث: 896] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا لقي الرجل المسلم أخاه فسلّم عليه وصافحه لم ينزع أحدهما يده عن صاحبه حتّى يغفر لهما) (6)
[الحديث: 897] عن الإمام الصادق قال: (ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا قطّ فنزع يده حتّى يكون هو الّذي ينزع يده منه) (7)
[الحديث: 898] قال الإمام عليّ: (ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدا قطّ فنزع يده من يده حتّى يكون هو الّذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قطّ في حاجة أو حديث فانصرف حتّى يكون الرجل ينصرف، وما نازعه الحديث حتّى يكون هو الّذي يسكت، وما رأى مقدما
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 181.
(2) الاشعثيات/153.
(3) أصول الكافي: 2/ 181.
(4) مسكّن الفؤاد: 106.
(5) أصول الكافي: 2/ 181.
(6) لبّ اللباب للراوندي كما في (المستدرك) 2/ 68.
(7) أصول الكافي: 2/ 182.
أحكام العلاقات الاجتماعية (152)
رجليه بين يدي جليس له قطّ..) (1)
[الحديث: 899] عن أنس بن مالك قال: (صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين وشممت العطر كلّه فلم أشتم نكهة أطيب من نكهته، وكان إذا لقيه واحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتّى يكون الرجل ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتّى يكون الرجل هو الّذي ينزع عنه، وما أخرج ركبتيه بين جليس له قطّ، وما قعد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل قطّ فقام حتّى يقوم) (2)
[الحديث: 900] عن الإمام الصادق قال: (ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متّكئا منذ بعثه الله عزّ وجلّ إلى أن قبضه تواضعا لله عزّ وجلّ وما رأى ركبتيه أمام جليسه في مجلس قطّ ولا صافح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا قطّ فنزع يده من يده حتّى يكون الرجل هو الّذي ينزع يده ولا كافأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسيّئة قطّ قال الله تعالى له: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ [المؤمنون: 96] ففعل وما منع سائلا قطّ، إن كان عنده أعطى وإلّا قال: يأتي الله به، ولا أعطى على الله عزّ وجلّ شيئا قطّ، إلّا أجازه الله إن كان ليعطي الجنّة فيجيز الله عزّ وجلّ له ذلك قال: وكان أخوه من بعده والّذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قطّ حتّى خرج منها والله إن كان ليعرض له الأمران كلاهما لله عزّ وجلّ طاعة فيأخذ بأشدّهما على بدنه) (3)
[الحديث: 901] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحزن مؤمنا ثمّ أعطى الدنيا لم يكن ذلك كفّارته، ولم يؤجر عليه) (4)
[الحديث: 902] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من آذى مؤمنا آذاه الله، ومن أحزنه أحزنه الله، ومن نظر إليه بنظرة تخيفه بغير حقّ أو بجفاء يخيفه الله يوم القيامة) (5)
__________
(1) مستدرك الوسائل 2/ 81.
(2) مكارم الأخلاق: 17.
(3) روضة الكافي: 1/ 241.
(4) جامع الأخبار ص 148.
(5) لبّ اللباب كما في (المستدرك) ج 2 ص 103.
أحكام العلاقات الاجتماعية (153)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 903] عن الإمام الصادق قال: قام رجل يقال له: همّام كان عابدا، ناسكا، مجتهدا إلى الإمام علي وهو يخطب، فقال: يا إمام، صف لنا صفة المؤمن كأنّنا ننظر إليه، فقال: (يا همّام، المؤمن هو الكيّس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه.. هشّاش، بشّاش، لا بعبّاس ولا بجسّاس) (1)
[الحديث: 904] مما ورد في وصف الإمام عليّ: (بشره دائم، وثغره باسم، غيث لمن رغب، وغياث لمن وهب، مآل الآمل، وثمال الأرامل، يتعطّف على رعيّته، ويتصرّف على مشيّته، ويكلأه بحجّته، ويكفيه بمهجته) (2)
[الحديث: 905] قال الإمام علي: (البشاشة حبالة المودّة) (3)
[الحديث: 906] قال الإمام علي: (ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم، يكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزّك) (4)
[الحديث: 907] قال الإمام علي: (إنّ أحسن ما يألف به الناس قلوب أودّائهم، ونفوا به الضغن عن قلوب أعدائهم: حسن البشر عند لقائهم، والتفقّد في غيبتهم، والبشاشة بهم عند حضورهم) (5)
[الحديث: 908] قال الإمام علي: (إنّا لنبشر في وجوه قوم، وإنّ قلوبنا لتقليهم،
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 226.
(2) مناقب ابن شهر آشوب 2/ 115.
(3) نهج البلاغة حكمة 5/ 1090.
(4) تحف العقول: 204.
(5) تحف العقول: 218.
أحكام العلاقات الاجتماعية (154)
أولئك أعداء الله نتّقيهم على إخواننا، لا على أنفسنا) (1)
[الحديث: 909] قال الإمام علي: (البشر أوّل البرّ) (2)
[الحديث: 910] قال الإمام علي: (حسن البشر أوّل العطاء، وأسهل السخاء، حسن البشر إحدى البشارتين) (3)
[الحديث: 911] قال الإمام علي: (البشر شيمة الحرّ) (4)
[الحديث: 912] قال الإمام علي: (حسن البشر من دعائم النجاح) (5)
[الحديث: 913] قال الإمام علي: (طلاقة الوجه بالبشر والعطيّة، وفعل البرّ وبذل التحيّة، داع إلى محبّة البريّة) (6)
[الحديث: 914] قال الإمام علي: (الكريم أبلج، واللئيم ملهوج) (7)
[الحديث: 915] قال الإمام علي: (البشر مبرّة، والعبوس معرّة) (8)
[الحديث: 916] قال الإمام علي: (الطلاقة شيمة الحرّ) (9)
[الحديث: 917] قال الإمام علي: (البشر أوّل النائل) (10)
[الحديث: 918] قال الإمام علي: (البشر يطفئ نار المعاندة) (11)
[الحديث: 919] قال الإمام علي: (البشر أوّل النوال) (12)
[الحديث: 920] قال الإمام علي: (البشر يونس الرفاق) (13)
[الحديث: 921] قال الإمام علي: (البشاشة حبالة المودّة) (14)
__________
(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 354.
(2) غرر الحكم: 14.
(3) غرر الحكم: 378.
(4) غرر الحكم: 24.
(5) غرر الحكم: 380.
(6) غرر الحكم: 473.
(7) غرر الحكم: 434.
(8) غرر الحكم: 434.
(9) غرر الحكم: 434.
(10) غرر الحكم: 434.
(11) غرر الحكم: 434.
(12) غرر الحكم: 434.
(13) غرر الحكم: 434.
(14) غرر الحكم: 434.
أحكام العلاقات الاجتماعية (155)
[الحديث: 922] قال الإمام علي: (البشر إسداء الصنيعة بغير مؤونة) (1)
[الحديث: 923] قال الإمام علي: (البشر أحد العطاءين) (2)
[الحديث: 924] قال الإمام علي: (البشاشة أحد القرابتين) (3)
[الحديث: 925] قال الإمام علي: (البشر منظر مونق، وخلق مشرق) (4)
[الحديث: 926] قال الإمام علي: (سبب المحبّة البشر) (5)
[الحديث: 927] قال الإمام علي: (حسن البشر أحد البشارتين) (6)
[الحديث: 928] قال الإمام علي: (كثرة البشر آية البذل) (7)
[الحديث: 929] قال الإمام علي: (من بخل عليك ببشره لم يسمح ببرّه) (8)
[الحديث: 930] قال الإمام علي: (وجه مستبشر خير من قطوب مؤثر) (9)
[الحديث: 931] قال الإمام علي: (لأن أهدي لأخي المسلم هديّة تنفعه أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمثلها) (10)
[الحديث: 932] قال الإمام عليّ: (ثلاثة من حقائق الإيمان الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السّلام لجميع العالم) (11)
[الحديث: 933] قال الإمام علي في خطبة الديباج: (وافشوا السّلام في العالم، وردّوا التحيّة على أهلها بأحسن منها) (12)
[الحديث: 934] قال الإمام علي: (إنّ العبادة لين الكلام وإفشاء السّلام) (13)
__________
(1) غرر الحكم: 434.
(2) غرر الحكم: 434.
(3) غرر الحكم: 434.
(4) غرر الحكم: 434.
(5) غرر الحكم: 434.
(6) غرر الحكم: 434.
(7) غرر الحكم: 434.
(8) غرر الحكم: 434.
(9) غرر الحكم: 434.
(10) الكافي: 5/ 144.
(11) الأشعثيّات/231.
(12) تحف العقول: 152.
(13) غرر الحكم، الفصل 9 رقم 45.
أحكام العلاقات الاجتماعية (156)
[الحديث: 935] قال الإمام علي: (إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب) (1)
[الحديث: 936] قال الإمام علي: (صافح عدوَّك وإن كره، فإنّه ممّا أمر الله عزّ وجلَّ به عباده، يقول: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: 34 - 35]) (2)
[الحديث: 937] قال الإمام علي: (يسمّت العاطس ثلاثاً فما فوقها فهو ريح، وإن زاد العاطس على ثلاث قيل له: (شفاك الله، لأنّ ذلك من علّة) (3)
[الحديث: 938] قال الإمام عليّ: (من أحسن الحسنات عيادة المريض، ومساعدة الدعاء عند العطاس إجابة) (4)
[الحديث: 939] قال الإمام عليّ: (إذا عطس أحدكم فسمّتوه قولوا: يرحمك الله، وهو يقول لكم: يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]) (5)
[الحديث: 940] قال الإمام عليّ: (إذا زاد العاطس على ثلاثة قيل له: شفاك الله، لأنّ ذلك من علّة) (6)
[الحديث: 941] قال الإمام علي: (يكره للرجل أن يقول: حيّاك الله ثمّ يسكت حتّى يتبعها بالسلام) (7)
__________
(1) بحار الأنوار: 73/ 20، والخصال 2/ 168.
(2) بحار الأنوار: 73/ 20، والخصال 2/ 168.
(3) بحار الأنوار: 73/ 54، والخصال 1/ 62.
(4) الأشعثيّات/240.
(5) الخصال 2/ 633.
(6) الخصال 1/ 126.
(7) أصول الكافي: 2/ 646.
أحكام العلاقات الاجتماعية (157)
[الحديث: 942] قال الإمام علي: (السّلام سبعون حسنة، تسع وستّون للمبتدئ وواحدة للرادّ) (1)
[الحديث: 943] سئل الإمام عليّ: يا أمير المؤمنين نسلّم على مذنب هذه الأمة، فقال: (يراه الله عزّ وجلّ للتوحيد أهلا، ولا نراه للسلام عليه أهلا) (2)
[الحديث: 944] قال الإمام علي: (أبخل الناس من بخل بالسلام) (3)
[الحديث: 945] قال الإمام علي: (إذا بلغ أحدكم حجرته فليسلّم يرجع قرينه الشيطان، وإذا دخل أحدكم بيته فليسلّم تنزله البركة وتؤنسه الملائكة) (4)
[الحديث: 946] قال الإمام عليّ: (إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة، والبشر تتفرّقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب، صافح عدوّك وإن كره فإنّه ممّا أمر الله عزّ وجلّ عباده يقول: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ..) (5)
[الحديث: 947] قال الإمام الباقر: (البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبّة وقربة من الله، وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله) (6)
[الحديث: 948] قال الإمام الباقر: (من أطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم، وبسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه وإخوانه، فقد حوى من الخير والدرجات العالية عند الله ما لا يقادر قدره غيره) (7)
[الحديث: 949] قيل للإمام الباقر: كيف أصبحت؟.. قال: (أصبحنا غرقى في
__________
(1) مشكاة الأنوار: 197.
(2) الجعفريات/235.
(3) غرر الحكم: 295.
(4) مشكاة الأنوار: 194.
(5) الخصال 2/ 633.
(6) تحف العقول: 296.
(7) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 355.
أحكام العلاقات الاجتماعية (158)
النعمة موقورين بالذنوب، يتحبّب إلينا إلهنا بالنعم، ونتمقّت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه، وهو غنيٌّ عنّا) (1)
[الحديث: 950] عن أبي عبيدة قال: كنت زميل الإمام الباقر، وكنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو، فإذا استوينا سلّم وساءل مساءلة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح، وكان إذا نزل نزل قبلي، فإذا استويت أنا وهو على الأرض، سلم وساءل مساءلة من لا عهد له بصاحبه، فقلت: يا ابن رسول الله، إنك لتفعل شيئاً ما يفعله من قبلنا، وإن فعل مرة فكثير، فقال: (أما علمت ما في المصافحة؟.. إنّ المؤمنَين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه، فما تزال الذنوب تتحات عنهما كما تتحات الورق عن الشجر) (2)
[الحديث: 951] قال الإمام الباقر: (ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثمّ التقيا، أن يتصافحا) (3)
[الحديث: 952] كان الإمام الباقر إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: (يغفر الله لكم ويرحمكم)، وإذا عطس عنده إنسان قال: (يرحمك الله عزّ وجلّ) (4)
[الحديث: 953] قال الإمام الباقر: (إذا عطس الرجل فليقل: الحمد لله ربّ العالمين لا شريك له، وإذا سمّت الرجل فليقل: يرحمك الله، وإذا رد فليقل: يغفر الله لك ولنا.. فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن آية أو شيء فيه ذكر الله فقال: (كلّ ما ذكر الله فيه فهو حسن) (5)
[الحديث: 954] قال الإمام الباقر: (إذا عطس الرجل ثلاثا فسمّته، ثمّ اتركه) (6)
[الحديث: 955] قال الإمام الباقر: (نعم الشيء العطاس: فيه راحة للبدن، ويذكر الله عنه، ويصلّى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: إن محدِّثي العراق يحدثون أنّه لا يُصلّى على
__________
(1) بحار الأنوار: 73/ 18، وأمالي الطوسي 2/ 253.
(2) بحار الأنوار: 73/ 23، والكافي: 2/ 179.
(3) الكافي: 2/ 181.
(4) أصول الكافي: 2/ 655.
(5) أصول الكافي: 2/ 655.
(6) أصول الكافي: 2/ 657.
أحكام العلاقات الاجتماعية (159)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند العطاس، وعند الذبيحة، فقال: اللهمَّ إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم) (1)
[الحديث: 956] قال الإمام الباقر: (إذا عطس الرجل ثلاثاً، فسمّته ثمّ اتركه بعد ذلك) (2)
[الحديث: 957] قال الإمام الباقر: (يا أيّها الناس كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم، إنّ من الكرم لين الكلام، ومن العبادة إظهار اللسان وإفشاء السّلام) (3)
[الحديث: 958] قال الإمام الباقر: (إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ إفشاء السّلام) (4)
[الحديث: 959] قال الإمام الباقر: (ثلاث درجات، وثلاث كفّارات، وثلاث موبقات، وثلاث منجيات؛ فأمّا الدرجات: فإفشاء السّلام، وإطعام الطعام، والصلاة والناس نيام؛ وأمّا الكفّارات: فإسباغ الوضوء بالسبرات، والمشي بالليل والنهار إلى الصلوات، والمحافظة على الجماعات؛ وأمّا الموبقات: فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه؛ وأمّا المنجيات: فخوف الله في السرّ والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضى والسخط) (5)
[الحديث: 960] قال الإمام الباقر: (كان سلمان رحمه الله يقول: أفشوا سلام الله، فإنّ سلام الله لا ينال الظالمين) (6)
[الحديث: 961] قال الإمام الباقر في قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [النور: 61]: (هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل، ثمّ يردّون عليه، فهو سلامكم على
__________
(1) بحار الأنوار: 73/ 51، ومكارم الأخلاق ص 407.
(2) بحار الأنوار: 73/ 52، ومكارم الأخلاق ص 407.
(3) روضة الكافي: 1/ 33.
(4) أصول الكافي: 2/ 645.
(5) المحاسن: 4.
(6) أصول الكافي: 2/ 644.
أحكام العلاقات الاجتماعية (160)
أنفسكم) (1)
[الحديث: 962] قال الإمام الباقر في قول الله عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27]: (الاستئناس وقع النعل والتسليم) (2)
[الحديث: 963] قال الإمام الباقر: (إذا دخل الرجل منكم بيته فإن كان فيه أحد يسلّم عليهم وإن لم يكن فيه أحد فليقل: السّلام علينا من عند ربّنا، يقول الله: ﴿تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61]) (3)
[الحديث: 964] قال الإمام الباقر: (وقروا الحاج والمعتمرين، فإن ذلك واجب عليكم.. ومن أماط أذى عن طريق مكة كتب الله عزّ وجلّ له حسنة) (4)
[الحديث: 965] قال الإمام الباقر: (ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا إلّا كان أفضلهما إيمانا أشدّهما حبّا لصاحبه، وما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا، وذكرا الله فيفترقا حتّى يغفر الله لهما، إن شاء الله) (5)
[الحديث: 966] قال الإمام الباقر: (إنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عزّ وجلّ عليهما، وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر) (6)
[الحديث: 967] قال الإمام الباقر: (إنّ المؤمن إذا صافح المؤمن تفرّقا عن غير ذنب) (7)
[الحديث: 968] قال الإمام الباقر: (إذا صافح الرجل صاحبه فالّذي يلزم التصافح
__________
(1) معاني الأخبار: 162.
(2) معاني الأخبار: 163.
(3) تفسير القمّي 2/ 109.
(4) من لا يحضره الفقيه 2/ 147.
(5) المؤمن: 31.
(6) أصول الكافي: 2/ 179.
(7) الخصال 1/ 22.
أحكام العلاقات الاجتماعية (161)
أعظم أجرا من الّذي يدع، ألا وإنّ الذنوب لتتحاتّ فيما بينهم حتّى لا يبقى ذنب) (1)
[الحديث: 969] سئل الإمام الباقر: جعلت فداك، ما تقول في مسلم أتى مسلما وهو في منزله فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج إليه، فقال: (أيّما مسلم أتى مسلما زائرا له أو في طلب حاجة وهو في منزله فلم يأذن له ولم يخرج إليه لم يزل في لعنة الله حتّى يلتقيا) (2)
[الحديث: 970] قال الإمام الصادق: (مجاملة الناس ثلث العقل) (3)
[الحديث: 971] قال الإمام الصادق: (جاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربّكم) (4)
[الحديث: 972] قال الإمام الصادق: (ثلاث من أتى الله بواحدة منهنّ أوجب الله له الجنّة: الإنفاق من إقتار، والبشر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه) (5)
[الحديث: 973] قيل للإمام الصادق: ما حدّ حسن الخلق؟ قال: (تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن) (6)
[الحديث: 974] قال الإمام الصادق: (صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبّة ويدخلان الجنّة، والبخل وعبوس الوجه يبعّدان من الله ويدخلان النار) (7)
[الحديث: 975] قال الإمام الصادق: (ثلاث من أتى بواحدة منهنّ دخل الجنّة: المنفق من إقتار، والبشر بجميع الناس، والمنصف بنفسه) (8)
[الحديث: 976] قال الإمام الصادق: (وقُولُوا لِلنَّاسِ كلّهم حُسْناً مؤمنهم
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 181.
(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 2/ 163.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 643.
(4) روضة الكافي: ص 7.
(5) أصول الكافي: 2/ 103.
(6) أصول الكافي: 2/ 103.
(7) أصول الكافي: 2/ 103.
(8) دعائم الإسلام 2/ 329.
أحكام العلاقات الاجتماعية (162)
ومخالفهم، أمّا المؤمنون فيبسط لهم وجهه وبشره، وأمّا المخالفون فيكلّمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان، فإن ييأس من ذلك يكفّ شرورهم عن نفسه، وعن إخوانه المؤمنين) (1)
[الحديث: 977] قال الإمام الصادق: (ثلاث من أتى الله بواحدة منهنّ أوجب الله له الجنّة: الإنفاق من الإقتار، والبشر بجميع العالم، والإنصاف من نفسه) (2)
[الحديث: 978] قال الإمام الصادق: (من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله عزّ وجلّ له عشر حسنات، ومن تبسّم في وجه أخيه كانت له حسنة) (3)
[الحديث: 979] قال الإمام الصادق: (نزعك القذاة عن وجه أخيك عشر حسنات، وتبسّمك في وجهه حسنة، وأوّل من يدخل الجنّة أهل المعروف) (4)
[الحديث: 980] قال الإمام الصادق: (إذا سافر أحدكم فقدم من سفره فليأت أهله بما تيسّر ولو بحجر، فإنّ إبراهيم صلوات الله عليه وآله كان إذا ضاق أتى قومه، وإنّه ضاق ضيقة فأتى قومه فوافق منهم أزمة، فرجع كما ذهب، فلمّا قرب من منزله نزل عن حماره فملأ خرجه رملا إرادة أن يسكن به من زوجته سارة، فلمّا دخل منزله حطّ الخرج عن الحمار وافتتح الصلاة، فجاءت سارة فانفتحت الخرج فوجدته مملوءا دقيقا، فاعتجنت منه واختبزت، ثمّ قالت لإبراهيم: انفتل من صلاتك فكل، فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت: من الدقيق الّذي في الخرج، فرفع رأسه إلى السماء فقال: أشهد أنّك الخليل) (5)
[الحديث: 981] قال الإمام الصادق: (عد من لا يعودك، واهد إلى من لا يهدي إليك) (6)
__________
(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 353.
(2) مشكاة الأنوار: 179 و180 عن المحاسن.
(3) أصول الكافي: 3/ 293.
(4) دعوات الراوندي: 108.
(5) تفسير العيّاشي 1/ 277.
(6) من لا يحضره الفقيه 3/ 191.
أحكام العلاقات الاجتماعية (163)
[الحديث: 982] قال الإمام الصادق: (الهدية ثلاث: هديّة مكافأة، وهديّة مصانعة، وهديّة للّه عزّ وجلّ) (1)
[الحديث: 983] قال الإمام الصادق: (إذا أهدى الرجل هديّة طعام وعنده قوم، فهم شركاؤه فيها، الفاكهة وغيرها) (2)
[الحديث: 984] عطس الإمام الصادق أمام أصحابه، فما تكلّم أحد منهم، فقال: (ألا تسمّتون ألا تسمّتون؟ من حقّ المؤمن على المؤمن: إذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهد جنازته، وإذا عطس أن يسمّته ـ أو قال: يشمّته ـ وإذا دعاه أن يجيبه) (3)
[الحديث: 985] قال الإمام الصادق: (من حقّ المسلم إن عطس أن يسمّته) (4)
[الحديث: 986] قال الإمام الصادق: (للمسلم على أخيه من الحقّ: أن يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا غاب، ويسمّته إذا عطس يقول: الحمد لله ربّ العالمين لا شريك له، ويقول له: يرحمك الله، فيجيبه فيقول له: يهديكم الله ويصلح بالكم، ويجيبه إذا دعاه، ويتبعه إذا مات) (5)
[الحديث: 987] سئل الإمام الصادق عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾ [لقمان: 19] فقال: (هي العطسة القبيحة، والرجل يرفع صوته في الحرب رفعا قبيحا إلّا أن يكون داعيا لله) (6)
[الحديث: 988] عطس نصرانيّ عند الإمام الصادق فقال له القوم: هداك الله، فقال الإمام الصادق: (قولوا: يرحمك الله)، فقالوا له: إنّه نصرانيّ؟! فقال: (لا يهديه الله حتّى
__________
(1) من لا يحضره الفقيه 3/ 191.
(2) الكافي: 5/ 144.
(3) أصول الكافي: 2/ 654.
(4) المؤمن: 43.
(5) أصول الكافي: 2/ 653.
(6) مشكاة الأنوار: 207.
أحكام العلاقات الاجتماعية (164)
يرحمه) (1)
[الحديث: 989] قال الإمام الصادق عندما دخل عليه جماعة لتوديعه: (اللهم اغفر لنا ما أذنبنا وها نحن مذنبون، وثبّتنا وإياهم بالقول الثابت في الآخرة والدنيا، وعافنا وإياهم من شر ما قضيت في عبادك وبلادك في سنتنا هذه المستقبلة، وعجّل نصر آل محمد ووليهم، واخز عدوهم عاجلا) (2)
[الحديث: 990] عن إسحاق بن عمار، قال: كنت بالكوفة فيأتيني إخوان كثيرة، وكرهت الشهرة، فتخوفت أن أشتهر بديني، فأمرت غلامي كلما جاءني رجل منهم يطلبني قال: ليس هو هاهنا؛ فحججت تلك السنة فلقيت الإمام الصادق فرأيت منه ثقلاً وتغيّرا فيما بيني وبينه، قلت: جعلت فداك.. ما الذي غيّرني عندك؟ قال: (الذي غيّرك للمؤمنين)، قلت: جعلت فداك إنما تخوفت الشهرة، وقد علم الله شدة حبي لهم، فقال: (يا إسحاق.. لا تملّ زيارة إخوانك، فإن المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فقال له: مرحبا، كتب له مرحباً إلى يوم القيامة، فإذا صافحه أنزل الله فيما بين إبهامهما مائة رحمة: تسعة وتسعين لأشدهم لصاحبه حبّاً، ثمَّ أقبل الله عليهما، فكان على أشدّهما حباً لصاحبه أشدّ إقبالاً، فإذا تعانقا غمرتهما الرحمة، فإذا لبثا لا يريدان إلا وجهه لا يريدان غرضاً من غرض الدّنيا، قيل لهما: غُفِر لكما فاستأنفا، فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضهم لبعض: تنحّوا عنهما، فإنّ لهما سرّاً، وقد ستره الله عليهما؛ فقلت له: جعلت فداك، لا يُكتب علينا لفظنا؟.. فقد قال الله عزَّ وجلّ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]؛ فتنفّس ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصعداء، ثمّ بكى حتى خضبت دموعه لحيته، وقال: (يا إسحاق.. إنّ الله تبارك وتعالى إنّما نادى الملائكة أن يغيبوا عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما، فإذا كانت الملائكة لا تكتب لفظهما
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 656.
(2) بحار الأنوار: 73/ 281، والمحاسن ص 355.
أحكام العلاقات الاجتماعية (165)
ولا تعرف كلامهما، فقد يعرفه الحافظ عليهما، عالم السرّ وأخفى؛ فخف الله كأنّك تراه، فان كنت لا تراه فإنّه يراك، فان كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثمّ استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها، فقد جعلته في حدّ أهون الناظرين إليك) (1)
[الحديث: 991] قال الإمام الصادق: (أيّما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفاً بحقّه، كتب الله له بكلِّ خطوة حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة؛ فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما، ثمّ باهى بهما الملائكة فيقول: (انظروا إلى عبدَيَّ تزاورا وتحابّا فيَّ، حقٌّ عليَّ ألاّ أعذبهما بالنّار بعد ذا الموقف.. وإن كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حقّ المزور كان له مثل أجره) (2)
[الحديث: 992] قال الإمام الصادق: (إن لكم لنوراً تُعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه، قبّله في موضع النور من جبهته) (3)
[الحديث: 993] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك.. إني رجل من أهل الجبل، وربما لقيت رجلا من إخواني فالتزمته، فيعيب عليّ بعض الناس ويقولون: (هذه من فعل الأعاجم وأهل الشرك، فقال: (ولم ذاك؟!.. فقد التزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعفراً وقبّل بين عينيه) (4)
[الحديث: 994] قال الإمام الصادق: (من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنّة؟: أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس من نفسك، وافش السّلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقّا) (5)
[الحديث: 995] قال الإمام الصادق: (من التواضع أن تسلّم على من لقيت) (6)
__________
(1) بحار الأنوار: 73/ 21، وثواب الأعمال ص 132.
(2) الكافي: 2/ 183.
(3) بحار الأنوار: 73/ 37، والكافي: 2/ 185.
(4) بحار الأنوار: 73/ 43، والأربعين.
(5) الكافي: 4/ 44.
(6) أصول الكافي: 2/ 646.
أحكام العلاقات الاجتماعية (166)
[الحديث: 996] قال الإمام الصادق: (إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول: سلّمت فلم يردّوا عليّ، ولعلّه يكون قد سلّم ولم يسمعهم، فإذا ردّ أحدكم فليجهر بردّه ولا يقول المسلم: سلّمت فلم يردّوا عليّ ثمّ قال: كان الإمام عليّ يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا، افشوا السّلام وأطيبوا الكلام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنّة بسلام، ثمّ تلا عليهم قول الله عزّ وجلّ: ﴿السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ﴾ [الحشر: 23]) (1)
[الحديث: 997] قال الإمام الصادق: (من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس، وأن تسلّم على من تلقى، وأن تترك المراء وإن كنت محقّا، وأن لا تحبّ أن تحمد على التقوى) (2)
[الحديث: 998] قال الإمام الصادق: (التواضع الرضا بالمجلس دون شرفه، وأن تسلّم على من لقيت، وأن تترك المراء وإن كنت محقّا) (3)
[الحديث: 999] قال الإمام الصادق: (من قال: السّلام عليكم فهي عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله فهي عشرون حسنة، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثلاثون حسنة) (4)
[الحديث: 1000] قال الإمام الصادق: (ثلاثة تردّ عليهم ردّ الجماعة وإن كان واحدا: عند العطاس يقال: يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره، والرجل يسلّم على الرجل فيقول: السّلام عليكم، والرجل يدعو للرجل فيقول: عافاكم الله وإن كان واحدا فإنّ معه غيره) (5)
[الحديث: 1001] سئل الإمام الصادق عن كيفية السلام على أهل القبور، فقال:
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 645.
(2) أصول الكافي: 2/ 122.
(3) تحف العقول: 296.
(4) أصول الكافي: 2/ 645.
(5) أصول الكافي: 2/ 645.
أحكام العلاقات الاجتماعية (167)
(تقول: السّلام على أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، أنتم لنا فرط وأنّا بكم إن شاء الله لاحقون) (1)
[الحديث: 1002] عن إسحاق بن عمّار قال: دخلت على الإمام الصادق وكنت تركت التسليم على أصحابنا في مسجد الكوفة، وذلك لتقيّة علينا فيها شديدة فقال لي الإمام الصادق: (يا إسحاق متى أحدثت هذا الجفاء لإخوانك، تمرّ بهم فلا تسلّم عليهم؟)، فقلت له: ذلك لتقيّة كنت فيها، فقال: (ليس عليك في التقيّة ترك السّلام، وإنّما عليك في الإذاعة، إنّ المؤمن ليمرّ بالمؤمنين فيسلّم عليهم فتردّ الملائكة: سلام عليك ورحمة الله وبركاته أبدا) (2)
[الحديث: 1003] قال الإمام الصادق: (البادئ بالسلام أولى بالله وبرسوله) (3)
[الحديث: 1004] قال الإمام الصادق: (من التواضع أن تسلّم على من لقيت) (4)
[الحديث: 1005] قال الإمام الصادق: (أنّ ملكا مرّ برجل على باب فقال له: ما يقيمك على باب هذه الدار؟ فقال: أخ لي فيها أردت أن اسلّم عليه، فقال له الملك: بينك وبينه قرابة أو نزعتك إليه حاجة؟ فقال: لا ما بيني وبينه قرابة ولا نزعتني إليه حاجة إلّا أخوة الإسلام وحرمته، فأنا أسلّم عليه وأتعهّده لله ربّ العالمين، فقال له الملك: إنّي رسول الله إليك وهو يقرؤك السّلام ويقول لك: إيّاي زرت، ولي تعاهدت، وقد أوجبت لك الجنّة وأعفيتك من غضبي وآجرتك من النار) (5)
[الحديث: 1006] قال الإمام الصادق: (يسلّم الصغير على الكبير، والمارّ على القاعد، والقليل على الكثير) (6)
[الحديث: 1007] قال الإمام الصادق: (القليل يبدؤون الكثير بالسلام، والراكب
__________
(1) مشكاة الأنوار: 200.
(2) كشف الغمة) كما في (الوسائل) 8/ 451.
(3) أصول الكافي: 2/ 645.
(4) أصول الكافي: 2/ 464.
(5) ثواب الأعمال: 204.
(6) أصول الكافي: 2/ 646.
أحكام العلاقات الاجتماعية (168)
يبدأ الماشي) (1)
[الحديث: 1008] قال الإمام الصادق: (يسلّم الراكب على الماشي والقائم على القاعد) (2)
[الحديث: 1009] قال الإمام الصادق: (إذا كان قوم في مجلس ثمّ سبق قوم فدخلوا، فعلى الداخل أخيرا إذا دخل أن يسلّم عليهم) (3)
[الحديث: 1010] قال الإمام الصادق: (يسلّم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، وإذا لقيت جماعة جماعة سلّم الأقلّ على الأكثر، وإذا لقي واحد جماعة سلّم الواحد على الجماعة) (4)
[الحديث: 1011] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ قال: إنّ البخيل من يبخل بالسلام) (5)
[الحديث: 1012] قال الإمام الصادق: (البخيل من بخل بالسلام) (6)
[الحديث: 1013] قال الإمام الصادق: (إذا دخلت منزلك فقل بسم الله وبالله وسلّم على أهلك، فإن لم يكن فيه أحد فقل بسم الله وسلّم على رسول الله وعلى أهل بيته والسّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قلت ذلك فرّ الشيطان من منزلك) (7)
[الحديث: 1014] قال الإمام الصادق: (يسلّم الرجل إذا دخل على أهله، وإذا دخل يضرب بنعليه ويتنحنح ويصنع ذلك حتّى يؤذنهم أنه قد جاء حتّى لا يرى شيئا يكرهه) (8)
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 646.
(2) أصول الكافي: 2/ 646.
(3) أصول الكافي: 2/ 646.
(4) أصول الكافي: 2/ 647.
(5) أصول الكافي: 2/ 64.
(6) معاني الأخبار: 246.
(7) جامع الأخبار: 89.
(8) جامع الأخبار: 89.
أحكام العلاقات الاجتماعية (169)
[الحديث: 1015] قال الإمام الصادق: (فليستأذن الّذين ملكت أيمانكم، والّذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّات كما أمركم الله، ومن بلغ الحلم فلا يلج على أمّه ولا على أخته ولا على خالته ولا على سوى ذلك إلّا بإذن، ولا يأذنوا حتّى يسلّم، والسّلام طاعة من الله) (1)
[الحديث: 1016] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النور: 58]: (هؤلاء المملوكون من الرجال والنساء والصبيان الّذين لم يبلغوا الحلم يستأذنون عليكم عند هذه الثلاث العورات من بعد صلاة العشاء وهي العتمة، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن قبل صلاة الفجر ويدخل مملوككم بعد هذه الثلاث العورات بغير إذن إن شاءوا) (2)
[الحديث: 1017] قال الإمام الصادق: (ليستأذن الرجل على بنته وأخته إذا كانتا متزوّجتين) (3)
[الحديث: 1018] قال الإمام الصادق: (إذا استأذن أحدكم، فليبدأ بالسلام فإنه اسم من أسماء الله عزّ وجلّ فليستأذن من وراء الباب قبل أن ينظر إلى قعر البيت، فإنما أمرتم بالاستئذان من أجل العين، والاستئذان ثلاث مرّات، فإن قيل أدخل فليدخل، وإن قيل ارجع فليرجع، أولاهن يسمع أهل البيت، والثانية يأخذ أهل البيت حذرهم، والثالثة يختار
__________
(1) مشكاة الأنوار: 195.
(2) مشكاة الأنوار: 195.
(3) مشكاة الأنوار: 196.
أحكام العلاقات الاجتماعية (170)
أهل البيت إن شاءوا أذنوا وإن شاءوا لم يأذنوا، ثمّ ليرجع) (1)
[الحديث: 1019] قال الإمام الصادق: (ثلاثة لا يسلّمون: الماشي مع الجنازة، والماشي إلى الجمعة، وفي بيت الحمّام) (2)
[الحديث: 1020] قال الإمام الصادق: (من لقي حاجّا فصافحه كان كمن استلم الحجر) (3)
[الحديث: 1021] قال الإمام الصادق: (تصافحوا فإنّها تذهب بالسخيمة) (4)
[الحديث: 1022] قال الإمام الصادق: (إن لكم نورا تعرفون به حتّى أن أحدكم إذا صافح أخاه يرى بشاشة عند تسليمه عليه) (5)
[الحديث: 1023] قال الإمام الصادق: (إن من تمام التحية للمقيم المصافحة، وتمام التسليم على المسافر المعانقة) (6)
[الحديث: 1024] قال الإمام الصادق: (أنتم في تصافحكم في مثل أجور المجاهدين) (7)
[الحديث: 1025] قال الإمام الصادق: (مصافحة إخوان الدين أصلها عن محبّة الله لهم) (8)
[الحديث: 1026] قال الإمام الصادق: (مصافحة المؤمن بألف حسنة) (9)
[الحديث: 1027] قال الإمام الصادق: (من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد وصل ذلك إلى الله عزّ وجلّ،
__________
(1) مشكاة الأنوار: 194.
(2) أصول الكافي: 2/ 645.
(3) ثواب الأعمال: 74.
(4) أصول الكافي: 2/ 183.
(5) مشكاة الأنوار: 202.
(6) أصول الكافي: 2/ 647.
(7) ثواب الأعمال: 218.
(8) مصباح الشريعة: 54.
(9) مشكاة الأنوار: 203.
أحكام العلاقات الاجتماعية (171)
وكذلك من أدخل عليه كربا) (1)
[الحديث: 1028] قال الإمام الرضا: (أجمل معاشرتك مع الصغير والكبير) (2)
[الحديث: 1029] قال الإمام الرضا: (من لقي فقيرا مسلما فسلّم عليه خلاف سلامه على الأغنياء لقي الله عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان) (3)
[الحديث: 1030] قال الإمام الرضا: (لا تسلّم على شارب الخمر إن مررت به، وإن سلّم عليك فلا تردّ عليه السّلام) (4)
[الحديث: 1031] سئل الإمام الحسن عن الكرم، والنجدة، والمروة، فقال: (أمّا الكرم فالتبرع بالمعروف، والإعطاء قبل السؤال، والإطعام في المحل، وأمّا النجدة فالذبّ عن الجار، والصبر في المواطن، والإقدام في الكريهة، وأمّا المروءة فحفظ الرجل دينه، وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه بضيعته وأداء الحقوق، وإفشاء السّلام) (5)
[الحديث: 1032] قال الإمام الحسين لرجل قال له: كيف أنت عافاك الله: (السّلام قبل الكلام عافاك الله)، ثمّ قال: (لا تأذنوا لأحد حتّى يسلّم) (6)
[الحديث: 1033] قال الإمام السجاد: (من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار، والتوسّع على قدر التوسّع، وإنصاف الناس، وابتدائه إيّاهم بالسلام عليهم) (7)
[الحديث: 1034] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد يقول: (يا معشر من لم
__________
(1) المؤمن ص 68.
(2) صحيفة الإمام الرضا ص 400.
(3) عيون الأخبار 2/ 52 والأمالي: 442.
(4) فقه الإمام الرضا/281.
(5) نزهة الناظر: 79.
(6) تحف العقول: 246.
(7) أصول الكافي: 3/ 338.
أحكام العلاقات الاجتماعية (172)
يحجّ استبشروا بالحاجّ وصافحوهم وعظّموهم، فإنّ ذلك يجب عليكم، تشاركوهم في الأجر) (1)
رابعا ـ ما ورد حول الإطعام والضيافة والمجالس
وهي ممارسات تدخل ضمن التآلف والتكافل الاجتماعي، ذلك أنها تهدف إلى إعانة المحتاجين من جهة، وإلى إضفاء المزيد من اللطف والتآلف على العلاقات الاجتماعية من جهة أخرى، ولهذا لا يقتصر الإطعام على الفقراء فقط، بل يشمل غيرهم أيضا.
ويشير إليه من القرآن الكريم قصة إبراهيم عليه السلام وذبحه العجل لضيوفه مع كونه لم يعرفهم، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود: 69]
ومثله قوله تعالى في وصف الأنصار واستقبالهم للمهاجرين: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]
ومثلهما قوله تعالى في ذكر آداب الزيارة والضيافة: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [النور:61]
ومنها قوله في آداب المجالس: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ
__________
(1) الكافي: 4/ 264.
أحكام العلاقات الاجتماعية (173)
فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة:11]
وغيرها من الآيات الكريمة التي سنستعرض هنا ما يؤكدها ويفصلها من الأحاديث:
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1035] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليلة الضيف حقٌ على كل مسلم، فمن أصبح بفنائه فهو عليه دينٌ، إن شاء اقتضى، وإن شاء ترك) (1)
[الحديث: 1036] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما رجلٌ أضاف قوما فأصبح الضيف محروما، فإن نصره حقٌ على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله) (2)
[الحديث: 1037] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته)، قالوا: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: (يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقةٌ عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) (3)
[الحديث: 1038] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه)، قالوا: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: (يقيم عنده ولا شيء له يقريه به) (4)
[الحديث: 1039] عن شقيق بن سلمة قال: دخلت أنا وصاحبٌ لي على سلمان
__________
(1) أبو داود (3750)، والدارمي (2037)
(2) أبو داود (3751)
(3) البخاري (6019)، ومسلم (14)
(4) مسلم: (14)
أحكام العلاقات الاجتماعية (174)
الفارسي، فقال سلمان: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم، ثم جاء بخبز وملح، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا صعترٌ، فبعث سلمان بمطهرته فرهنها، ثم جاء بصعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا، فقال سلمان: لو قنعك بما رزقك لم تكن مطهرتي مرهونةٌ (1).
[الحديث: 1040] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من طعامه فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه، وإن سقاه شرابا فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه) (2)
[الحديث: 1041] عن عبد الله بن قيس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكثر زيارة الأنصار خاصة وعامة، فكان إذا زار خاصة أتى الرجل في منزله، وإذا زار عامة أتى المسجد (3).
[الحديث: 1042] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء أن طبت وطابت لك الجنة، وإلا قال الله: عبدي زارني وعلي قراه، فلم يرض له بثواب دون الجنة) (4)
[الحديث: 1043] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام الوليمة أول يوم حقٌ، والثاني سنةٌ، وطعام يوم الثالث سمعةٌ، ومن سمع سمّع الله به) (5)
[الحديث: 1044] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم)، وفي رواية: (إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا)، وفي أخرى: (من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا، وخرج مغيرا) (6)
[الحديث: 1045] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دعي أحدكم فليجب وإن كان صائما
__________
(1) الطبراني 6/ 235 (6085)
(2) أحمد 2/ 399، وأبو يعلى 11/ 239 (6358)
(3) أحمد 4/ 398.
(4) البزار (كشف الأستار) (1918)، وأبو يعلى 7/ 166 (4140)
(5) الترمذي (1097)
(6) أبو داود (3741)
أحكام العلاقات الاجتماعية (175)
فليصل، وإن كان مفطرا فليطعم) (1)، وفي رواية: (إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائمٌ؛ فليقل إني صائمٌ) (2)
[الحديث: 1046] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا اجتمع داعيان فأجب أقربهما بابا فإن أقربهما بابا أقربهما جوارا وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق) (3)
[الحديث: 1047] عن أبي مسعود الأنصاري قال: كان رجلٌ من الأنصار يقال له: أبو شعيب، وكان له غلامٌ لحامٌ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعرف في وجهه الجوع، فقال لغلامه: ويحك، اصنع لنا طعاما لخمسة نفر، فإني أريد أن أدعو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خامس خمسة، فصنع ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعاه خامس خمسة فاتبعهم رجلٌ، فلما بلغ الباب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن هذا اتبعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت رجع)، قال: بل آذن له يا رسول الله (4).
[الحديث: 1048] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المجالس بالأمانة إلا ثلاثة: سفك دم حرام، وفرج حرام، واقتطاع مال بغير حق) (5)
[الحديث: 1049] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا حدث رجلٌ رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة) (6)
[الحديث: 1050] عن أنس قال: أتى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، فسلم علينا، وبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما قالت أحبسك؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة قال: ما حاجته؟ قلت: إنها سرٌ، قالت: لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدا، قال: أنس: والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت (7).
__________
(1) مسلم (1431)
(2) مسلم (1150)
(3) أبو داود (3756)
(4) البخاري (2081)، ومسلم (2036)
(5) أبو داود (4869)
(6) أبو داود (4868)، والترمذي (1959)
(7) البخاري (6289)، ومسلم (2482)
أحكام العلاقات الاجتماعية (176)
[الحديث: 1051] عن قيلة بنت مخرمة: أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قاعد القرفصاء؛ فلما رأيته المتخشع في الجلسة، أرعدت من الفرق (1).
[الحديث: 1052] عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا جلس احتبى بيديه (2).
[الحديث: 1053] عن أبي الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس وجلسنا حوله فقام، فأراد الرجوع نزع نعليه أو بعض ما يكون عليه، فيعرف ذلك أصحابه فيثبتون (3).
[الحديث: 1054] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والجلوس في الطرقات)، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها، فقال: (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه)، فقالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال) (4)
[الحديث: 1055] عن أبي طلحة قال: كنا قعودا بالأفنية نتحدث، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقام علينا فقال: (ما لكم ولمجالس الصعدات؟ اجتنبوا مجالس الصعدات)، فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكر ونتحدث، قال: (أما لا، فأدوا حقها، غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام) (5)
[الحديث: 1056] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يتناجى اثنان دون واحد) (6)
[الحديث: 1057] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقيمن أحدكم رجلا من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسحوا، يفسح الله لكم) (7)
[الحديث: 1058] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قام أحدكم من مجلس ثم رجع إليه فهو
__________
(1) أبو داود (4847)
(2) أبو داود (4846) والترمذي في (الشمائل) 57 (130)
(3) أبو داود (4854)
(4) البخاري (2465)، ومسلم (2121) أبو داود (4817)
(5) مسلم (2161)
(6) البخاري (6288)، ومسلم (2183)، وأبو داود (4852)
(7) البخاري (6270)، ومسلم (2177)
أحكام العلاقات الاجتماعية (177)
أحق به) (1)
[الحديث: 1059] عن جابر قال: كنا إذا أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جلس أحدنا بحيث ينتهي (2).
[الحديث: 1060] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خير المجالس أوسعها) (3)
[الحديث: 1061] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجلس بين رجلين إلا بإذنهما) (4)
[الحديث: 1062] عن أبي مجلز: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن من جلس وسط الحلقة (5).
[الحديث: 1063] عن جابر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد وهم حلقٌ فقال: (ما لي أراكم عزين) (6)
[الحديث: 1064] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم) (7)
[الحديث: 1065] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لكل شيء سيدا، وإن سيد المجالس قبالة القبلة) (8)
[الحديث: 1066] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس) (9)
[الحديث: 1067] عن أبي ذر قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مضطجعٌ على بطني، فركضني برجله، وقال: (يا جنيدب إنما هذه ضجعة أهل النار) (10)
[الحديث: 1068] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ويل للذي يحدث بالحديث يضحك به
__________
(1) مسلم (2179)
(2) أبو داود (4825)، والترمذي (2725)
(3) أبو داود (4820)، وأحمد 3/ 18.
(4) أبو داود (4844)، والترمذي (2752)
(5) أبو داود (4826) والترمذي (2753)
(6) مسلم (430)، وأبو داود (4823)
(7) أبو داود (4821)
(8) الطبراني في الأوسط 3/ 25 (2354)
(9) الطبراني في الأوسط 4/ 358 - 359 (4429)
(10) ابن ماجه (3724)
أحكام العلاقات الاجتماعية (178)
القوم فيكذب، ويل له ويل له) (1)
[الحديث: 1069] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب) (2)
[الحديث: 1070] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) (3)
[الحديث: 1071] عن عائشة أن امرأة قالت: يا رسول الله، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني، فقال: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور) (4)
[الحديث: 1072] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم من أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى والناس نيام (5).
[الحديث: 1073] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الخير اسرع إلى بيت الذي يطعم فيه الطعام من الشفرة في سنام البعير (6).
[الحديث: 1074] جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أي الأعمال أفضل؟ فقال: إطعام الطعام، وأطياب الكلام (7).
[الحديث: 1075] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تبارك وتعالى: ما آمن بي من بات شبعانا واخوه المسلم طاو (8).
[الحديث: 1076] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما آمن بي من أمسى شبعانا وأمسى جاره
__________
(1) أبو داود (4990)، الترمذي (2315)
(2) أبو داود (4971)
(3) مسلم (5)
(4) مسلم (2129)
(5) المحاسن: 387/ 2.
(6) المحاسن: 390/ 24.
(7) المحاسن: 387/ 5.
(8) عقاب الاعمال: 298/ 2.
أحكام العلاقات الاجتماعية (179)
جائعا (1).
[الحديث: 1077] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أفضل الأعمال عند الله إبراد الكباد الحارة، وإشباع الكباد الجائعة، والذي نفس محمد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان واخوه أو جاره المسلم جائع (2).
[الحديث: 1078] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة (3).
[الحديث: 1079] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الطعام إذا جمع ثلاث خصال فقد تم: إذا كان من حلال، وكثرت الأيدي عليه، وسمى في أوله، وحمد الله في آخره (4).
[الحديث: 1080] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من رجل يجمع عياله، ويضع مائدته، فيسمون في أول طعامهم، ويحمدون في آخره، فترفع المائدة حتى يغفر لهم (5).
[الحديث: 1081] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أوصي الشاهد من أمتي والغائب أن يجيب دعوة المسلم ولو على خمسة أميال، فإن ذلك من الدين (6).
[الحديث: 1082] عن الإمام الباقر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجيب الدعوة (7).
[الحديث: 1083] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو دعيت إلى ذراع شاة لأجبت (8).
[الحديث: 1084] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من أعجز العجز رجلا دعاه أخوه إلى طعامه، فتركه من غير علة (9).
[الحديث: 1085] قال الإمام عليّ: (دعا رجل من اليهود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى طعام،
__________
(1) المحاسن: 98/ ذيل 62.
(2) امالي الطوسي 2/ 211.
(3) الكافي: 6/ 273/ 1، المحاسن: 398/ 75.
(4) الكافي: 6/ 273/ 2.
(5) الكافي: 6/ 296/ 25.
(6) الكافي: 6/ 274/ 4.
(7) المحاسن: 410/ 139.
(8) المحاسن: 411/ 144.
(9) المحاسن: 411/ 146.
أحكام العلاقات الاجتماعية (180)
ودعا معه نفرا من أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجيبوا، فأجابوا، وأجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكل) (1)
[الحديث: 1086] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من الجفاء: أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب أو يجيب فلا يأكل) (2)
[الحديث: 1087] عن عبد الله بن محمد الجعفري: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بعض مغازيه فمر به ركب وهو يصلي، فوقفوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فساءلوهم عن رسول الله، ودعوا، وأثنوا، وقالوا: لولا أنا عجال لانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاقرؤوه السلام، ومضوا، فانفتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغضبا، ثم قال لهم: يقف عليكم الركب، ويسألونكم عني، ويبلغوني السلام، ولا تعرضون عليهم الغداء (3).
[الحديث: 1088] قال الإمام الصادق: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن وليمة يخص بها الاغنياء، ويترك الفقراء (4).
[الحديث: 1089] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه، حتى يقضى بين الناس (5).
[الحديث: 1090] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دخل الرجل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه وأهل دينه، حتى يرحل عنهم (6).
[الحديث: 1091] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الضيف يلطف ليلتين، فإذا كان الليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما أدرك (7).
__________
(1) الأشعثيات ص 159.
(2) قرب الإسناد ص 74.
(3) الكافي: 6/ 275/ 1، المحاسن: 416/ 178.
(4) الكافي: 6/ 282/ 4.
(5) عقاب الاعمال: 338/ 1.
(6) الكافي: 4/ 151/ 3.
(7) الكافي: 6/ 283/ 1.
أحكام العلاقات الاجتماعية (181)
[الحديث: 1092] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الضيافة أول يوم، والثاني، والثالث، وما كان بعد ذلك فهو صدقة تصدق بها عليه) (1)
[الحديث: 1093] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الوليمة يوم أو يومين مكرمة، وما زاد رياء وسمعة (2).
[الحديث: 1094] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول يوم حق، والثاني معروف، وما زاد رياء وسمعة (3).
[الحديث: 1095] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الضيف إذا جاء، فنزل بالقوم جاء برزقه معه من السماء، فإذا أكل غفر الله لهم بنزوله عليهم (4).
[الحديث: 1096] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه في حجره (5).
[الحديث: 1097] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تزال أمتي بخير ما تحابوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأقروا الضيف، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب (6).
[الحديث: 1098] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه (7).
[الحديث: 1099] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل مع القوم أول من يضع مع القوم يده، وآخر من يرفعها؛ لأن يأكل القوم (8).
[الحديث: 1100] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس
__________
(1) الكافي: 6/ 283/ 2.
(2) التهذيب: 7/ 408/ 1631، الكافي: 5/ 368/ 3.
(3) المحاسن: 417/ 183.
(4) الكافي: 6/ 284/ 1.
(5) الكافي: 6/ 284/ 3.
(6) امالي الطوسي 2/ 260.
(7) الكافي: 6/ 285/ 1.
(8) الكافي: 6/ 285/ 1.
أحكام العلاقات الاجتماعية (182)
أو عذار أو وكار أو ركاز.. فأمّا العرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار الرجل يشتري الدار، والركاز الذي يقدم من مكة) (1)
[الحديث: 1101] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من بنى مسكنا فذبح كبشا سمينا وأطعم لحمه المساكين ثم قال: اللهم ادحر عني مردة الجن والإنس والشياطين، وبارك لي في بنائي، أُعطي ما سأل) (2)
[الحديث: 1102] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثمانية إن أُهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يُدع إليها، والمتأمّر على ربّ البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سرّ لم يُدخلاه فيه، والمستخفّ بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه) (3)
[الحديث: 1103] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو أنّ مؤمناً دعاني إلى ذراع شاة لأجبته، وكان ذلك من الدِّين، أبى الله لي زيّ المشركين والمنافقين وطعامهم) (4)
[الحديث: 1104] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعجز العُجّز رجل دعاه أخوه إلى طعام فتركه من غير علّة) (5)
[الحديث: 1105] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله، ويُكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء) (6)
[الحديث: 1106] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من حقّ الدّاخل على أهل البيت أن يمشوا معه هنيئة إذا دخل وإذا خرج) (7)
__________
(1) معاني الأخبار ص 272، الخصال 1/ 151.
(2) بحار الأنوار: 73/ 158، وثواب الأعمال ص 169.
(3) بحار الأنوار: 72/ 444، والخصال 2/ 40.
(4) بحار الأنوار: 72/ 448، والمحاسن ص 411.
(5) بحار الأنوار: 72/ 448، والمحاسن ص 411.
(6) بحار الأنوار: 72/ 448، ودعوات الراوندي.
(7) أصول الكافي: 2/ 659.
أحكام العلاقات الاجتماعية (183)
[الحديث: 1107] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم في بيته فهو أمير عليه حتّى يخرج) (1)
[الحديث: 1108] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حقّ الضيف أن تمشي معه فتخرجه من حريمك إلى الباب) (2)
[الحديث: 1109] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسن المحضر من طيب المولد) (3)
[الحديث: 1110] عن الإمام علي: أنّ رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي إنّي أحسن الوضوء وأقيم الصلاة وأؤتي الزكاة في وقتها وأقري الضيف طيبة بها نفسي محتسب بذلك أرجو ما عند الله، فقال: (بخّ بخّ بخّ ما لجهنّم عليك سبيل، إنّ الله قد برأك من الشحّ إن كنت كذلك) ثمّ قال: (نهى عن التكلّف للضيف ما لا يقدر عليه، إلّا بمشقّة، وما من ضيف حلّ بقوم إلّا ورزقه معه) (4)
[الحديث: 1111] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من مكارم الأخلاق إقراء الضّيف) (5)
[الحديث: 1112] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الضيف دليل الجنّة) (6)
[الحديث: 1113] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الضّيف إذا جاء فنزل على القوم جاء برزقه معه من السّماء، فإذا أكل غفر الله لهم بنزوله عليهم) (7)
[الحديث: 1114] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الضّيف على باب القوم برزقه، فإذا ارتحل ارتحل بجميع ذنوبهم) (8)
[الحديث: 1115] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى إليهم هديّة)،
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 659.
(2) عيون الأخبار 2/ 70.
(3) روضة الواعظين 2/ 372.
(4) قرب الإسناد: 36.
(5) الأشعثيات/154.
(6) جامع الأخبار: 136.
(7) الكافي: 6/ 284.
(8) الأشعثيات/154.
أحكام العلاقات الاجتماعية (184)
قالوا: وما تلك الهديّة؟ قال: (الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت) (1)
[الحديث: 1116] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكرم الضيف فقد أكرم سبعين نبيّا، ومن أنفق على الضيف درهما، فكأنما أنفق ألف ألف دينار في سبيل الله تعالى) (2)
[الحديث: 1117] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أضف بطعامك من تحبّ في الله) (3)
[الحديث: 1118] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليلة الضيف حقّ واجب على كلّ مسلم، ومن أصبح إن شاء أخذه وإن شاء تركه، وكلّ بيت لا يدخل فيه الضيف لا يدخله الملائكة) (4)
[الحديث: 1119] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستتبعنّ ولده، فإنّه إن فعل ذلك كان حراما ودخل) (5)
[الحديث: 1120] كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا طعم عند أهل بيت قال: (طعم عندكم الصائمون، وأكل معكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة الأخيار) (6)
[الحديث: 1121] قال الإمام علي: (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر) (7)
[الحديث: 1122] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يأكل على مائدة يشرب عليها الخمر) (8)
[الحديث: 1123] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يقيمنّ أحدكم الرجل من مجلسه ثمّ يجلس فيه) (9)
__________
(1) جامع الأخبار: 136.
(2) إرشاد القلوب/138.
(3) المحاسن: 391.
(4) جامع الأخبار: 136.
(5) المحاسن ص 411
(6) بحار الأنوار: 72/ 454، والمحاسن ص 439.
(7) أمالي الصدوق ص 344.
(8) الكافي: ج 6 ص 268.
(9) عوالي اللئالي ج 1 ص 143.
أحكام العلاقات الاجتماعية (185)
[الحديث: 1124] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة) (1)
[الحديث: 1125] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الوحدة خير من قرين السوء) (2)
[الحديث: 1126] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العافية عشرة أجزاء تسعة منها الصمت إلّا بذكر الله، وواحدة في ترك مجالسته السفهاء) (3)
[الحديث: 1127] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم ينتفع بدينه ولا دنياه، فلا خير في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة) (4)
[الحديث: 1128] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم تنتفع بدينه ودنياه فلا خير لك في مجالسته، ومن لم يوجب لك فلا توجب له ولا كرامة) (5)
[الحديث: 1129] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البركة أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام) (6)
[الحديث: 1130] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى لمن طوى وجاع وصبر، أولئك الذي يشبعون يوم القيامة) (7)
[الحديث: 1131] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل الرجل بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم، ولا ينبغي للضيف أن يصوم إلا بإذنهم، لئلا يعملوا له الشيء فيفسد عليهم، ولا ينبغي لهم أن يصوموا إلا بإذن ضيفهم، لئلا يحتشمهم فيشتهي الطعام فيتركه لمكانهم) (8)
__________
(1) معاني الأخبار ص 196.
(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 387 عن (الدرة الباهرة).
(3) مستدرك الوسائل ج 2 ص 64 ح 4، الشهيد في الدرّة الباهرة.
(4) المواعظ، للصدوق ص 47.
(5) مكارم الأخلاق ص 434.
(6) بحار الأنوار: 72/ 461، ودعوات الراوندي.
(7) بحار الأنوار: 72/ 462، والإمامة والتبصرة.
(8) بحار الأنوار: 72/ 462، والعلل 2/ 71.
أحكام العلاقات الاجتماعية (186)
[الحديث: 1132] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ كفّارة المجلس: سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلا أنت، ربِّ تب عليّ واغفر لي) (1)
[الحديث: 1133] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لكل شيء شرفا، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) (2)
[الحديث: 1134] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوصي بعض أصحابه: (المجالس بالأمانة، وإفشائك سرّ أخيك خيانة فاجتنب ذلك) (3)
[الحديث: 1135] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّما امرأة كتمت سرّ زوجها فلم تطلع عليه أحدا فهي في درجات الحور العين، فإن كان في غير طاعة الله فلا يحلّ لها أن تكتم) (4)
[الحديث: 1136] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلّم فإن بدا له أن يجلس فليجلس) (5)
[الحديث: 1137] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قام الرجل من مجلس فليودّع إخوانه بالسلام، فإن أفاضوا في خير كان شريكهم، وإن أفاضوا في باطل كان عليهم دونه) (6)
[الحديث: 1138] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قام أحدكم من مجلسه منصرفا فليسلّم ليس الأولى بأولى من الأخرى) (7)
[الحديث: 1139] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قام أحدكم من مجلسه فليودّعهم بالسلام) (8)
[الحديث: 1140] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أسرع ما نسيتم، إذا جئتم فسلّموا، وإذا
__________
(1) بحار الأنوار: 72/ 467، ومن خط الشهيد.
(2) بحار الأنوار: 72/ 469، والغايات.
(3) أمالي الطوسي ج 2 ص 138.
(4) إرشاد القلوب ص 174.
(5) مستدرك الوسائل 2/ 68، لبّ اللباب.
(6) قرب الإسناد: 22.
(7) مكارم الأخلاق: 26.
(8) الأشعثيّات/229.
أحكام العلاقات الاجتماعية (187)
قمتم فسلّموا) (1)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 1141] قال الإمام علي يوصي بعض أصحابه: يا كميل أحسن خلقك، وابسط جليسك، ولا تنهرن خادمك.. يا كميل إذا أنت أكلت فطول أكلك يستوف من معك، وترزق منه غيرك.. يا كميل إذا استويت على طعامك فاحمد الله على ما رزقك، وارفع بذلك صوتك ليحمده سواك، فيعظم بذلك اجرك.. يا كميل لا توقر معدتك طعاما، ودع فيها للماء موضعا، وللريح مجالا (2).
[الحديث: 1142] قال الإمام علي لرجل دعاه: إن تضمن لي ثلاث خصال: لا تدخل علينا شيئا من خارج، ولا تدخر عنا شيئا في البيت ولا تجحف بالعيال، قال: ذلك لك، فأجابه علي إلى ذلك (3).
[الحديث: 1143] عن الحارث، عن الإمام علي، انه قال له: يا أمير المؤمنين أدخل منزلي فقال: علي شرط ان لا تدخر عني شيئا مما في بيتك، ولا تتكلف شيئا مما وراء بابك (4).
[الحديث: 1144] قال الإمام علي في كتاب له إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها: (أما بعد يا ابن حنيف!.. فقد بلغني أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوٌّ وغنيهم
__________
(1) مستدرك الوسائل 2/ 71 نقلا عن لبّ اللباب.
(2) بشارة المصطفى/ 25.
(3) عيون اخبار الإمام الرضا 1/ 258، والخصال: 188/ 260.
(4) المحاسن: 415/ 170.
أحكام العلاقات الاجتماعية (188)
مدعوٌّ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه) (1)
[الحديث: 1145] عن الإمام الصادق عن آبائه: أنّ الإمام علي صاحب رجلا ذمّيا، فقال له الذمّي: أين تريد يا عبد الله؟ قال: أريد الكوفة، فلمّا عدل الطريق بالذمّي عدل معه الإمام علي.. فقال له الذمّي: لم عدلت معي؟ فقال له الإمام علي: هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيّع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له الذمي: هكذا قال؟ قال: نعم، قال الذمي: لا جرم إنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة فأنا اشهد أني على دينك ورجع الذمي مع أمير المؤمنين فلما عرفه أسلم (2).
[الحديث: 1146] قال الإمام علي: (ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج، وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة تقري فيها الضّيف، وتصل فيها الرّحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة) (3)
[الحديث: 1147] قال الإمام علي: (من أضاف مؤمنا، أو خف له عن شيء من حوائجه، كان حقّا على الله أن يخدمه وصيفا في الجنّة) (4)
[الحديث: 1148] قال الإمام علي: (الله الله في الضيف لا ينصرفنّ إلّا شاكرا لكم) (5)
[الحديث: 1149] قال الإمام علي: (الضيافة رأس المروءة) (6)
[الحديث: 1150] قال الإمام علي: (من أفضل المكارم تحمّل المغارم وإقراء
__________
(1) بحار الأنوار: 72/ 448، والنهج 1/ 72.
(2) أصول الكافي: 2/ 670.
(3) نهج البلاغة كلام 200/ 663.
(4) عوالي اللئالي 1/ 375.
(5) دعائم الإسلام 2/ 352.
(6) غرر الحكم:375.
أحكام العلاقات الاجتماعية (189)
الضيوف) (1)
[الحديث: 1151] قال الإمام علي: (ما من مؤمن يسمع بهمس الضيف وفرح بذلك إلّا غفرت له خطاياه وإن كانت مطبقة ما بين السماء والأرض) (2)
[الحديث: 1152] قال الإمام علي: (ما من مؤمن يحبّ الضيف إلّا ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر، فينظر أهل الجمع فيقولون: ما هذا إلّا نبيّ مرسل فيقول ملك: هذا مؤمن يحبّ الضيف ويكرم الضيف ولا سبيل له إلى أن يدخل الجنة) (3)
[الحديث: 1153] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (أوصيك بإكرام الضيف ورحمة المجهود وأصحاب البلاء) (4)
[الحديث: 1154] قال الإمام عليّ: (إذا دخل عليك أخوك المؤمن فأطعمه من أطيب ما في بيتك) (5)
[الحديث: 1155] قال الإمام علي يوصي أصحابه: (لا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر فإن العبد لا يدري متى يؤخذ) (6)
[الحديث: 1156] قال الإمام عليّ يوصي بعض أهله: (إيّاك والجلوس في الطرقات) (7)
[الحديث: 1157] قال الإمام علي: (من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة) (8)
[الحديث: 1158] قال الإمام علي: (مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالأخيار،
__________
(1) غرر الحكم:375.
(2) جامع الأخبار: 136.
(3) جامع الأخبار: 136.
(4) أمالي الطوسي 1/ 6.
(5) دعائم الإسلام 2/ 107.
(6) الخصال ج 2 ص 619.
(7) أمالي الطوسي ج 1 ص 7.
(8) اصول الكافي: ج 2 ص 377.
أحكام العلاقات الاجتماعية (190)
ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، ومجالسة الفجّار للأبرار تلحق الفجّار بالأبرار، فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله، وإن كانوا على غير دين الله فلا حظ له في دين الله) (1)
[الحديث: 1159] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (ومن خير حظّ المرء قرين صالح، جالس أهل الخير تكن منهم، باين أهل الشرّ ومن يصدّك عن ذكر الله عزّ وجلّ وذكر الموت بالأباطيل المزخرفة، والأراجيف الملفّقة تبن منهم) (2)
[الحديث: 1160] قال الإمام علي: (مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان، ومحضرة للشيطان) (3)
[الحديث: 1161] قال الإمام علي: (من سفه على الناس شتم ومن خالط الأنذال حقّر.. وليس من جالس الجاهل بذي معقول من جالس الجاهل فليستعدّ لقيل وقال) (4)
[الحديث: 1162] قال الإمام علي: (مجالسة أبناء الدنيا منساة للإيمان قائدة إلى طاعة الشيطان) (5)
[الحديث: 1163] قال الإمام علي: (قوت الأجساد الطعام، وقوت الأرواح الإطعام) (6)
[الحديث: 1164] قال الإمام علي: (جاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدّوك، وعليك بمجالس الذكر) (7)
[الحديث: 1165] قال الإمام علي: (إياك ومقاعد الأسواق، فإنها محاضر الشيطان،
__________
(1) صفات الشيعة ص 6.
(2) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 275.
(3) نهج البلاغة خطبة 85 ص 208.
(4) روضة الكافي: ص 18.
(5) غرر الحكم ص 434.
(6) بحار الأنوار: 72/ 456، ودعوات الراوندي.
(7) بحار الأنوار: 72/ 465، وأمالي الطوسي 1/ 6.
أحكام العلاقات الاجتماعية (191)
ومعاريض الفتن) (1)
[الحديث: 1166] قال الإمام علي: (إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعنّ أحدكم إحدى رجليه على الأخرى ويربّع، فإنها جلسة يبغضها الله ويمقت صاحبها) (2)
[الحديث: 1167] قال الإمام علي: (لا تكونوا مسابيح ولا مذاييع) (3)
[الحديث: 1168] قال الإمام السجاد: (وأمّا حقّ جليسك فإن تلين له جانبك، وتنصفه في مجازاة اللفظ، ولا تقوم من مجلسك إلّا بإذنه، ومن تجلس إليه يجوز له القيام عنك بغير إذنك، وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه إلّا خيرا) (4)
[الحديث: 1169] قال الإمام السجاد: (من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم) (5)
[الحديث: 1170] قال الإمام السجاد: (من بات شبعانا وبحضرته مؤمن جائع طاو، قال الله عز وجل: ملائكتى أشهدكم على هذا العبد، أني قد امرته فعصاني واطاع غيري، ووكلته إلى عمله، وعزتي وجلالي لا غفرت له أبدا) (6)
[الحديث: 1171] قيل للإمام السجاد: أنت أبر الناس بأمك، ولا نراك تأكل معها، قال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها (7).
[الحديث: 1172] قال الإمام السجاد: (ليس لك أن تقعد مع من شئت، لأنّ الله
__________
(1) بحار الأنوار: 72/ 467، والنهج 2/ 133.
(2) بحار الأنوار: 72/ 469، والخصال 2/ 160.
(3) غرر الحكم ص 827.
(4) من لا يحضره الفقيه 2/ 376.
(5) الكافي: 2/ 161/ 5.
(6) عقاب الاعمال: 298/ 1، والمحاسن: 97/ 62.
(7) مكارم الاخلاق: 221.
أحكام العلاقات الاجتماعية (192)
تبارك وتعالى يقول: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68]) (1)
[الحديث: 1173] قال الإمام السجاد: (الذنوب التي تهتك العصم شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطى ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب) (2)
[الحديث: 1174] قال الإمام السجاد: (إيّاكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم وتباعدوا من ساحتهم) (3)
[الحديث: 1175] قال الإمام السجاد في دعاء أبي حمزة: (أو لعلّك رأيتني آلف مجالس البطّالين فبيني وبينهم خليتني) (4)
[الحديث: 1176] قال رجل للإمام السجاد: إنّ فلانا ينسبك إلى أنك ضال مبتدع؛ فقال له: (ما رعيت حقّ مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست أعلمه، إنّ الموت يعمنا، والبعث محشرنا، والقيامة موعدنا، والله يحكم بيننا، إيّاك والغيبة! فإنّها إدام كلاب النار، واعلم أنّ من أكثر عيوب الناس شهد عليه الإكثار أنه إنّما يطلبها بقدر ما فيه) (5)
[الحديث: 1177] قال الإمام الباقر: ان أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على المؤمن، شبعة مسلم، أو قضاء دينه (6).
__________
(1) علل الشرائع ص 605.
(2) معاني الأخبار ص 270.
(3) روضة الكافي: ص 16.
(4) مكارم الأخلاق ص 434.
(5) الاحتجاج 2/ 315.
(6) المحاسن: 388/ 11.
أحكام العلاقات الاجتماعية (193)
[الحديث: 1178] قال الإمام الباقر: ثلاث خصال هن من أحب الأعمال إلى الله: مسلم أطعم مسلما من جوع، وفك عنه كربه، وقضى عنه دينه (1).
[الحديث: 1179] قال الإمام الباقر: إطعام مسلم يعدل عتق نسمة (2).
[الحديث: 1180] قال الإمام الباقر: من أطعم جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة (3).
[الحديث: 1181] قال الإمام الباقر: من التضعيف ترك المكافأة، ومن الجفاء استخدام الضيف، فإذا نزل بكم الضيف فأعينوه، وإذا ارتحل فلا تعينوه، فإنه من النذالة، وزودوه، وطيبوا زاده فإنه من السخاء (4).
[الحديث: 1182] قال الإمام الباقر: (من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل إذا أراد القيام من مجلسه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين) (5)
[الحديث: 1183] قال الإمام الباقر: (لا تجالسوا المفتونين فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم) (6)
[الحديث: 1184] قال الإمام الباقر: (إنّ أولياء الله وأولياء رسوله من شيعتنا من إذا قال صدق.. شيعتنا من لا يمدح لنا معيّبا، ولا يواصل لنا مبغضا ولا يجالس لنا قاليا) (7)
[الحديث: 1185] قال الإمام الباقر: (لما نزلت ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 68] قال المسلمون: كيف نصنع إن كان كلّما استهزأ
__________
(1) المحاسن: 388/ 12.
(2) المحاسن: 391/ 33.
(3) المحاسن: 393/ 40.
(4) الكافي: 6/ 283/ 3.
(5) بحار الأنوار: 72/ 468، وعدة الداعي.
(6) إثبات الوصية ص 50.
(7) دعائم الإسلام ج 1 ص 64.
أحكام العلاقات الاجتماعية (194)
المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام، فأنزل الله سبحانه: ﴿وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 69] أمرهم بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا) (1)
[الحديث: 1186] قال الإمام الباقر: (الجلساء ثلاثة: جليس تستفيد منه فألزمه، وجليس تفيده فأكرمه، وجليس لا تفيده ولا تستفيد منه فاهرب عنه) (2)
[الحديث: 1187] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (لا تجالس الأغنياء؛ فإن العبد يجالسهم وهو يرى إن للّه عليه نعمة فما يقوم حتّى يرى أن ليس للّه عليه نعمة) (3)
[الحديث: 1188] قال الإمام الباقر: (إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله، فليقعد حيث يأمر صاحب الرّحل، فإن صاحب الرّحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه) (4)
[الحديث: 1189] قال الإمام الباقر: (إنّ الرجل ليأتي يوم القيامة ومعه محجة من دم، فيقول: واللّه ما قتلت ولا شركت في دم، فيقال: بل ذكرت عبدي فلانا فترقّى ذلك حتّى قتل فأصابك من دمه) (5)
[الحديث: 1190] قال الإمام الصادق: من الإيمان حسن الخلق، واطعام الطعام (6).
[الحديث: 1191] قال الإمام الصادق: ما من مؤمن يطعم مؤمنا، موسرا كان أو معسرا، إلا كان له بذلك عتق رقبة من ولد إسماعيل (7).
__________
(1) مجمع البيان: ج 4 ص 316.
(2) عوالي اللئالي ج 4 ص 79.
(3) أمالي الصدوق ص 210.
(4) بحار الأنوار: 72/ 451، وقرب الإسناد ص 33.
(5) الكافي: ج 7 ص 273.
(6) المحاسن: 389/ 15.
(7) المحاسن: 393/ 47.
أحكام العلاقات الاجتماعية (195)
[الحديث: 1192] قال الإمام الصادق: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ماله من الأجر في الآخرة، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، الا الله رب العالمين (1).
[الحديث: 1193] قال الإمام الصادق: من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان، ثم تلا قول الله عز وجل: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ [البلد: 14 - 16]) (2)
[الحديث: 1194] قال الإمام الصادق: من أطعم ثلاثة من المسلمين غفر الله له (3).
[الحديث: 1195] قال الإمام الصادق: اعمل طعاما، وتنوق فيه، وادع عليه أصحابك (4).
[الحديث: 1196] قال الإمام الصادق: ما من رجل يدخل بيته مؤمنين، فيطعمهما شبعهما، الا كان أفضل من عتق نسمة (5).
[الحديث: 1197] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: ما منعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ قال: لا يحتمل مالي ذلك، قال: تطعم كل يوم مسلما، قال: موسرا أو معسرا؟ قال: ان الموسر قد يشتهي الطعام (6).
[الحديث: 1198] قال الإمام الصادق: من أطعم ثلاث نفر من المؤمنين أطعمه الله من ثلاث جنان ملكوت السماء: الفردوس، وجنة عدن، وطوبى وهي شجرة من جنة عدن (7).
[الحديث: 1199] قال الإمام الصادق: من أطعم اخاه في الله كان له من الأجر مثل
__________
(1) الكافي: 2/ 161/ 6.
(2) الكافي: 2/ 161/ 6.
(3) المحاسن: 395/ 58.
(4) الكافي: 6/ 280/ 6.
(5) الكافي: 2/ 160/ 4، المحاسن: 394/ 54.
(6) الكافي: 2/ 162/ 12، المحاسن: 394/ 49.
(7) ثواب الاعمال: 165/ 1.
أحكام العلاقات الاجتماعية (196)
من أطعم فئاما من الناس، قيل: ما الفئام؟ قال: مائة ألف من الناس (1).
[الحديث: 1200] قال الإمام الصادق: من أحب الأعمال إلى الله إشباع جوعة المؤمن، أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه (2).
[الحديث: 1201] قال الإمام الصادق: لأن آخذ خمسة دراهم، ثم أخرج إلى سوقكم هذه، فأشتري طعاما ثم أجمع عليه نفرا من المسلمين، أحب إلي من أن أعتق نسمة (3).
[الحديث: 1202] قال الإمام الصادق: ما عذب الله عز وجل قوما وهم يأكلون، إن الله عز وجل أكرم من أن يرزقهم شيئا، ثم يعذبهم عليه حتى يفرغوا منه (4).
[الحديث: 1203] قال الإمام الصادق: إذا دخل عليك اخوك فاعرض عليه الطعام، فإن لم يأكل فاعرض عليه الماء، فان لم يشرب، فاعرض عليه الوضوء (5).
[الحديث: 1204] قال الإمام الصادق: إذا اتاك أخوك فأته بما عندك، وإذا دعوته فتكلف له (6).
[الحديث: 1205] عن محمد بن قيس، عن الإمام الصادق، قال: ذكر أصحابنا يوما، فقلت: والله ما أتغدى، ولا اتعشى الا ومعي منهم اثنان، أو ثلاثة، أو أقل، أو أكثر، فقال: فضلهم عليك أكثر من فضلك عليهم، فقلت جعلت فداك، كيف وانا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم من مالي، ويخدمهم خادمي؟! فقال: إذا دخلوا عليك دخلوا من الله بالرزق الكثير، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك (7).
__________
(1) ثواب الاعمال: 164/ 1.
(2) المحاسن: 388/ 13.
(3) المحاسن: 396/ 63.
(4) الكافي: 6/ 274/ 1.
(5) الكافي: 6/ 275/ 2.
(6) الكافي: 6/ 276/ 6.
(7) الكافي: 6/ 284/ 4.
أحكام العلاقات الاجتماعية (197)
[الحديث: 1206] عن مالك بن أنس قال: كنت أدخل إلى الإمام الصادق فيقدّم لي مخدة، ويعرف لي قدرا ويقول: (يا مالك إنّي أحبّك)، فكنت أسر بذلك وأحمد الله تعالى عليه.. وكان لا يخلو من أحد ثلاث خصال إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهّاد الّذين يخشون الله عزّ وجلّ، وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اخضر مرّة واصفّر أخرى حتّى ينكره من يعرفه، ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلّما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد أن يخر من راحلته فقلت: قل يا ابن رسول الله ولا بدلك من أن تقول: فقال: (يا بن أبي عامر كيف أجسر أن أقول لبيك اللهمّ لبّيك وأخشى أن يقول تعالى لي: لا لبّيك ولا سعديك) (1)
[الحديث: 1207] قال الإمام الصادق: (الوجوه الأربعة التي يلزمه فيها النفقة من وجوه اصطناع المعروف: فقضاء الدين، والعارية، والقرض، وإقراء الضيف واجبات في السنّة) (2)
[الحديث: 1208] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حبّنا وموالاتنا وفرض عليكم طاعتنا، ألا فمن كان منّا فليقتد بنا، وإنّ من شأننا الورع، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وصلة الرّحم، وإقراء الضيف، والعفو عن المسيء، ومن لم يقتد بنا فليس منّا) وقال: (لا تسفهوا فإنّ أئمّتكم ليسوا بسفهاء) (3)
[الحديث: 1209] قال الإمام الصادق لبعض أصحابه: (تدخل إخوتك إلى منزلك فيأكلون طعامك ويشربون شرابك ويطؤون فراشك)، قال: نعم، قال: (أما إنّهم ما
__________
(1) علل الشرائع/234.
(2) تحف العقول: 337.
(3) الاختصاص/241.
أحكام العلاقات الاجتماعية (198)
يخرجون من بيتك إلّا ولهم الفضل عليك)، قال: يا سيّدي يدخلون بيتي ويأكلون طعامي ويفترشون فرشي ويخرجون من منزلي ولهم الفضل عليّ؟ قال: (نعم إنهم يأكلون أرزاقهم ويخرجون بذنوبك وذنوب عيالك) (1)
[الحديث: 1210] قال الإمام الصادق: (هلك بالمرء المسلم أن يخرج إليه أخوه ما عنده فيستقلّه، وهلك بالمرء المسلم أن يستقلّ ما عنده للضيف) (2)
[الحديث: 1211] قال الإمام الصادق: (من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يقعدنّ في مجلس يعاب فيه إمام أو ينتقص فيه مؤمن) (3)
[الحديث: 1212] قال الإمام الصادق: (من قعد عند سبّاب لأولياء الله فقد عصى الله تعالى) (4)
[الحديث: 1213] عن محمّد بن مسلم قال: مرّ بي الإمام الصادق وأنا جالس عند قاض بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال لي: (ما مجلس رأيتك فيه أمس؟)، قال: قلت له: جعلت فداك! إنّ هذا القاضي لي مكرم فربّما جلست إليه فقال لي: (وما يؤمنك أن تنزل اللّعنة فتعمّ من في المجلس) (5)
[الحديث: 1214] قال الإمام الصادق: (إذا دخلت منزل أخيك فاقبل الكرامة كلّها إلّا الجلوس في الصدر) (6)
[الحديث: 1215] قال الإمام الصادق: (لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره) (7)
__________
(1) المشكاة: 102.
(2) المحاسن: 415.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 377.
(4) اصول الكافي: ج 2 ص 379.
(5) الكافي: ج 7 ص 410.
(6) مستدرك الوسائل ج 2 ص 76، في مجموع الغرائب.
(7) اصول الكافي: ج 2 ص 374.
أحكام العلاقات الاجتماعية (199)
[الحديث: 1216] قال الإمام الصادق: (إيّاكم وعشّار الملوك، وأبناء الدنيا، فإنّ ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم ويعقبكم كفرا وإيّاكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا، ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا وذلك داء دويّ لا شفاء له، ويورث قساوة القلب، ويسلبكم الخشوع، وعليكم بالأشكال من الناس، والأوساط من الناس، فعندهم تجدون معادن الجوهر، وإيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه ولم يشف غيظه واستصغر نعمة الله عنده، فيقلّ شكره للّه، وانظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا، ولمزيده مستوجبا ولجوده ساكنا) (1)
[الحديث: 1217] قال الإمام الصادق: (إن من الحشمة عند الأخ إذا أكل على خوان عند أخيه أن يرفع يده قبل يديه، وقال: لا تقل لأخيك إذا دخل عليك: أكلت اليوم شيئاً، ولكن قرّب إليه ما عندك، فإن الجواد كل الجواد من بذل ما عنده) (2)
[الحديث: 1218] قال الإمام الصادق: (لا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس، فإنّ تخطّي أعناق الرجال سخافة) (3)
[الحديث: 1219] قال الإمام الصادق: (من اطّلع من مؤمن على ذنب أو سيّئة، فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها، ولم يستغفر الله له، كان عند الله كعاملها، وعليه وزر ذلك الّذي أفشاه عليه، وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور عليه في الآخرة، ثمّ لا يجد الله أكرم من أن يثنّي عليه عقابا في الآخرة) (4)
[الحديث: 1220] قال الإمام الصادق: (لمّا نزلت المائدة على عيسى عليه السّلام قال للحواريّين: لا تأكلوا منها حتّى آذن لكم، فأكل منها رجل منهم، فقال بعض
__________
(1) كتاب زيد النرسي ص 57.
(2) بحار الأنوار: 72/ 455، والسرائر ص 477.
(3) بحار الأنوار: 72/ 464، وأمالي الطوسي 1/ 310.
(4) الاختصاص ص 32.
أحكام العلاقات الاجتماعية (200)
الحواريّين: يا روح الله، أكل منها فلان، فقال له عيسى عليه السّلام: أكلت منها؟ فقال له: لا، فقال الحواريّون: بلى واللّه يا روح الله، لقد أكل منها، فقال عيسى عليه السّلام، صدّق أخاك، وكذّب بصرك) (1)
[الحديث: 1221] قال الإمام الصادق: (المجالس بالأمانة، وليس لأحد أن يحدّث بحديث يكتمه صاحبه إلّا بإذنه، إلّا أن يكون ثقة أو ذكرا له بخير) (2)
[الحديث: 1222] قال الإمام الكاظم في قوله تعالى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ [البلد: 11 - 16]: علم الله ان ليس كل أحد يقدر على عتق رقبة، فجعل لهم سبيلا إلى الجنة بإطعام الطعام (3).
[الحديث: 1223] قال الإمام الكاظم: الخيّر يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه (4).
[الحديث: 1224] نزل بالإمام الكاظم ضيف، وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل، فتغير السراج، فمد الرجل يده إليه ليصلحه، فزبره الإمام الكاظم، ثم بادره بنفسه، فأصلحه، ثم قال: انا قوم لا نستخدم أضيافنا (5).
[الحديث: 1225] قال الإمام الكاظم: (إنّما تنزل المعونة على القوم على قدر مؤنتهم، وإنّ الضّيف لينزل على القوم فينزل برزقه في حجره) (6)
[الحديث: 1226] قال الإمام الكاظم: (قال عيسى بن مريم عليه السّلام: إن
__________
(1) تفسير العياشي ج 1 ص 350.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 660.
(3) المحاسن: 389/ 20.
(4) المحاسن: 449/ 353.
(5) الكافي: 6/ 283/ 2.
(6) الكافي: 6/ 284.
أحكام العلاقات الاجتماعية (201)
صاحب الشرّ يعدي، وقرين السوء يردي؛ فانظر من تقارن) (1)
[الحديث: 1227] قال الإمام الكاظم: (ثلاثة يستظلّون بظلّ عرش الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: رجل زوّج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سرّا) (2)
[الحديث: 1228] قال الإمام الرضا: (السخيّ يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلّا يأكلوا من طعامه) (3)
[الحديث: 1229] عن عبد الله بن الصلت، عن رجل من أهل بلخ، قال: كنت مع الإمام الرضا في سفره إلى خراسان، فدعا يوما بمائدة له، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت: لو عزلت لهؤلاء مائدة، فقال: مه، ان الله تبارك وتعالى واحد، والأم واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال (4).
[الحديث: 1230] عن ياسر الخادم، قال: كان الإمام الرضا إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده، الصغير والكبير فيحدثهم، ويأنس بهم ويونسهم، وكان إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده معه على مائدته (5).
[الحديث: 1231] عن مسعدة، قال: مر الحسين بن علي بمساكين قد بسطوا كساء لهم، فألقوا عليه كسرا، فقالوا: هلم يا ابن رسول الله، فثنى (رجله، ونزل)، ثم تلا: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ﴾ [النحل: 23] ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم يا ابن رسول الله، وقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: اخرجي ما كنت تدخرين (6).
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 640.
(2) الخصال ج 1 ص 141.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 12.
(4) الكافي: 8: 230/ 296.
(5) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 159/ 24.
(6) تفسير العياشي 2/ 257/ 15.
أحكام العلاقات الاجتماعية (202)
[الحديث: 1232] قال الإمام الجواد: (إيّاك ومصاحبة الشرير فإنّه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره) (1)
[الحديث: 1233] قال الإمام العسكري: (اللحاق بمن ترجو خير من المقام من لا تأمن شرّه) (2)
خامسا ـ ما ورد حول عيادة المريض
وهي ممارسات تدخل ضمن التآلف والتكافل الاجتماعي، ذلك أنها تهدف إلى الاهتمام بالمرضى وتسليتهم وتعزيتهم من جهة، وإلى النظر في حاجاتهم والتكفل بها من جهة أخرى.
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريفٌ في الجنة، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة (3).
[الحديث: 1235] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة)، قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: (جناها) (4)
[الحديث: 1236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء وعاد أخاه المسلم محتسبا بوعد من النار مسيرة سبعين خريفا) (5)
__________
(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 387 عن (الدرة الباهرة).
(2) مستدرك الوسائل ج 2 ص 387 عن (الدرة الباهرة).
(3) الترمذي (969) أبو داود (3098)، الحاكم 1/ 341.
(4) مسلم (2568)، والترمذي (967)
(5) أبو داود (3097)
أحكام العلاقات الاجتماعية (203)
[الحديث: 1237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا) (1)
[الحديث: 1238] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثٌ لا يعاد صاحبهن: الرمد، وصاحب الضرس، وصاحب الدملة) (2)
[الحديث: 1239] عن زيد بن أرقم قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وجع كان بعيني (3).
[الحديث: 1240] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده: سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، إلا عافاه الله من ذلك المرض) (4)
[الحديث: 1241] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل اللهم اشف عبدك ينكأ عدوا أو يمشي لك إلى جنازة) (5)
[الحديث: 1242] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته فيسأله كيف هو وتمام تحياتكم بينكم المصافحة) (6)
[الحديث: 1243] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله، فإن ذلك ويطيب نفسه) (7)
[الحديث: 1244] عن أنس أن غلاما من اليهود كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمرض، فأتاه يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: (أسلم)، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا
__________
(1) الترمذي (2008)، وابن ماجة (1443)
(2) الطبراني في الأوسط 2/ 55 (152)
(3) أبو داود (3102)
(4) أبو داود (3106)، والترمذي (2083)
(5) أبو داود (3107) الحاكم 1/ 344.
(6) الترمذي (2731)
(7) الترمذي (2087) وابن ماجه (1438)
أحكام العلاقات الاجتماعية (204)
القاسم، فأسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه من النار) (1)
[الحديث: 1245] عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على أعرابي يعوده في مرضه، وكان إذا دخل على مريض يعوده قال: (لا بأس طهورٌ إن شاء الله فقال طهورٌ إن شاء الله)، فقال: قلت: طهورٌ كلا بل هي حمى تفور أو تثور، على شيخ كبير تزيره القبور، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فنعم إذا) (2)
[الحديث: 1246] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عاد مريضا فلا يزال في الرحمة حتى إذا قعد عنده استنقع، وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج) (3)
[الحديث: 1247] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمسٌ من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله: من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس) (4)
[الحديث: 1248] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تعالى يقول: يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلانٌ فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلانٌ فلم تسقه أما إنك لو سقيته، لوجدت ذلك عندي) (5)
[الحديث: 1249] عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاد رجلا قال: ما تشتهي قال:
__________
(1) البخاري (1356)، وأبو داود (3095)
(2) البخاري (5662)
(3) الطبراني 11/ 112 (11210)، والطبراني في الأوسط 5/ 273.
(4) الطبراني 20/ 37 (55)
(5) مسلم (2569)
أحكام العلاقات الاجتماعية (205)
أشتهي خبز بر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه)، ثم قال: (إذا اشتهي مريض أحدكم شيئا فليطعمه) (1)
[الحديث: 1250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة) (2)
[الحديث: 1251] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من عاد مريضا نادى مناد من السماء باسمه: يا فلان، طبت وطاب ممشاك بثواب من الجنة (3).
[الحديث: 1252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يعير الله عز وجل عبدا من عباده يوم القيامة فيقول: عبدي، ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟ فيقول: سبحانك سبحانك أنت رب العباد، لا تألم ولا تمرض، فيقول: مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن وأنا الرحمان الرحيم (4).
[الحديث: 1253] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يقول: ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: مرض فلان عبدي ولو عدته لوجدتني عنده، واستسقيتك فلم تسقني، فقال: كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان ولو سقيته لوجدت ذلك عندي، واستطعمتك فلم تطعمني، قال: كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استطعمك عبدي فلم تطعمه، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي (5).
__________
(1) ابن ماجه (1439)
(2) ابن ماجه (1441)
(3) الكافي: 3/ 121/ 10.
(4) أمالي الطوسي 2/ 242.
(5) أمالي الطوسي 2/ 242.
أحكام العلاقات الاجتماعية (206)
[الحديث: 1254] قال الإمام الصادق: عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمان في علته فقال: يا سلمان، إن لك في علتك ثلاث خصال: أنت من الله عز وجل بذكر، ودعاؤك فيه مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك (1).
[الحديث: 1255] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث المناهي ـ: من كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا، ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق، وبراءة من النار، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله حتى يرجع، ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فإن كان المريض من أهل بيته، أو ليس أعظم أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال: نعم (2).
[الحديث: 1256] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله عزّ وجلّ: من مرض ثلاثا فلم يشك إلى أحد من عوّاده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه، فإن عافيته عافيته ولا ذنب له، وإن قبضته قبضته إلى رحمتي) (3)
[الحديث: 1257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عوّاده بعثه الله يوم القيمة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتّى يجوز الصراط كالبرق اللامع) (4)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
__________
(1) أمالي الصدوق: 377/ 9، والخصال: 170/ 224.
(2) من لا يحضره الفقيه 4/ 9 ـ 10/ حديث المناهي.
(3) الكافي: ج 3 ص 115.
(4) أمالي الصدوق ص 422.
أحكام العلاقات الاجتماعية (207)
[الحديث: 1258] قال الإمام علي: ضمنت لستةٍ الجنة، منهم رجل خرج يعود مريضا فمات فله الجنة (1).
[الحديث: 1259] قال الإمام علي: إن من أعظم العواد أجرا عند الله لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس، إلا أن يكون المريض يحب ذلك ويريده ويسأله ذلك (2).
[الحديث: 1260] قال الإمام علي: من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على الأخرى، أو على جبهته (3).
[الحديث: 1261] قال الإمام عليّ: (من كتم وجعا أصابه ثلاثة أيّام من الناس وشكا إلى الله عزّ وجلّ كان حقّا على الله أن يعافيه منه) (4)
[الحديث: 1262] قال الإمام علي في مدح أخ له في الله: (وكان لا يشكو وجعا إلّا عند برئه، وكان يقول ما يفعل ولا يقول ما لا يفعل) (5)
[الحديث: 1263] قال الإمام الباقر: أيما مؤمن عاد مؤمنا خاض الرحمة خوضا، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإذا انصرف وكل الله به سبعين الف ملك يستغفرون له ويسترحمون عليه ويقولون: طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة من غد، وكان له يا أبا حمزة، خريف في الجنة، قلت: ما الخريف جعلت فداك؟ قال: زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما (6).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه 1/ 84/ 387.
(2) الكافي: 3/ 118/ 6.
(3) الكافي: 3/ 118/ 6.
(4) الخصال ج 2 ص 630.
(5) نهج البلاغة، كلمات قصار 281.
(6) الكافي: 3/ 120/ 3.
أحكام العلاقات الاجتماعية (208)
[الحديث: 1264] قال الإمام الباقر: كان فيما ناجى به موسى ربه أن قال: يا رب، ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟ فقال الله عز وجل: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره (1).
[الحديث: 1265] قال الإمام الباقر: من عاد امرؤاً مسلما في مرضه صلى عليه يومئذ سبعون ألف ملك إن كان صباحا حتى يمسوا، وإن كان مساء حتى يصبحوا، مع أنّ له خريفا في الجنة (2).
[الحديث: 1266] قال الإمام الباقر: من عاد مريضا في الله لم يسأل المريض للعائد شيئا إلا استجاب الله له (3).
[الحديث: 1267] قال الإمام الصادق: إذا دخل أحدكم على أخيه عائداً له فليسأله يدعو له فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة (4).
[الحديث: 1268] قال الإمام الصادق: ثلاثة دعوتهم مستجابة: الحاج، والغازي، والمريض، فلا تغيظوه ولا تضجروه (5).
[الحديث: 1269] قال الإمام الصادق: عودوا مرضاكم وسلوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة (6).
[الحديث: 1270] قال الإمام الصادق: ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه فيؤجر فيهم ويؤجرون فيه، فقيل له: نعم فهم يؤجرون فيه بممشاهم إليه، فكيف يؤجر فيهم؟ قال: باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر
__________
(1) الكافي: 3/ 121/ 9.
(2) الكافي: 3: 119/ 1.
(3) أمالي الصدوق: 377/ 9، والخصال: 170/ 224.
(4) الكافي: 3/ 117/ 3 2 ـ الكافي: 2/ 369/ 1.
(5) ثواب الأعمال: 230/ 3.
(6) المنتهى 1: 425.
أحكام العلاقات الاجتماعية (209)
حسنات، ويرفع له عشر درجات، ويمحا بها عنه عشر سيئات (1).
[الحديث: 1271] قال الإمام الصادق: لا عيادة في وجع العين، ولا تكون عيادة في أقل من ثلاثة أيام، فإذا وجبت فيوم ويوم لا، فإذا طالت العلة ترك المريض وعياله (2).
[الحديث: 1272] قال الإمام الصادق: العيادة قدر فواق ناقة أو حلب ناقة (3).
[الحديث: 1273] قال الإمام الصادق: تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعه وتعجل القيام من عنده، فإن عيادة الحمقى أشد على المريض من وجعه (4).
[الحديث: 1274] عن مولى للإمام الصادق، قال: مرض بعض مواليه فخرجنا إليه نعوده، فاستقبلنا الإمام الصادق في بعض الطريق فقال لنا: أين تريدون؟ فقلنا: نريد فلانا نعوده، فقال لنا: قفوا، فوقفنا، فقال: مع أحدكم تفاحة، أو سفرجلة، أو اترجة، أو لعقة من طيب، أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا: ما معنا شيء من هذا، فقال: (أما تعلمون أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه؟!) (5)
[الحديث: 1275] سئل الإمام الصادق عن حدّ الشكاية للمريض، فقال: (إنّ الرجل يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاية، وإنّما الشكوى أن يقول: قد ابتليت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوى أن يقول سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا) (6)
[الحديث: 1276] قال الإمام الصادق: (ليست الشكاية أن يقول الرجل: مرضت البارحة أو وعكت البارحة، ولكنّ الشكاية أن يقول: بليت بما لم يبتل به أحد) (7)
__________
(1) الكافي: 3/ 117/ 1.
(2) الكافي: 3: 117/ 1.
(3) الكافي: 3/ 117/ 2.
(4) الكافي: 3/ 118/ 4.
(5) الكافي: 3/ 118/ 3.
(6) الكافي: ج 3 ص 116.
(7) معاني الأخبار ص 253.
أحكام العلاقات الاجتماعية (210)
سادسا ـ ما ورد حول الإصلاح والإغاثة
وهو الركن الرابع من الأركان التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعية، ذلك أن الفرد المسلم قد يكون ملتزما بكل ما تتطلبه حياته في المجتمع من سلوك وآداب، ولكنه يظل فردا حياديا، وجوده كعدمه إن لم تتشكل شخصيته بما يجعلها فاعلة لا منفعلة، ومؤثرة لا متأثرة.
ولهذا يقسم الله تعالى المؤمنين ـ بحسب قعودهم ونشاطهم إلى قسمين ـ كما قال تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ [النساء:95]
ويخبر عن موقف الكسالى في كل عصر من حنينهم إلى القعود حرصا على أنفسهم وعلى ما يتوهمونه من ممتلكاتهم، قال تعالى عن المنافقين ممن ادعوا صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ [التوبة:86]، وفي موقف آخر يرد عليهم بقوله: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ [التوبة:46]، وقال عن المنافقين من أصحاب موسى عليه السلام: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة:24]
ولهذا يأمر المؤمنين بالنفير مهما كانت أحوالهم، قال تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة:41]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً﴾ [النساء:71]
ويعاتبهم على تحديث أنفسهم بعدم النفير: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
أحكام العلاقات الاجتماعية (211)
فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [التوبة:38]، بل يتشدد عليهم، فيتوعدهم بالعذاب الأليم إن لم ينفروا، قال تعالى: ﴿إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة:39]
وقد ورد في القرآن الكريم ذكر نوعين من النفير في خدمة المجتمع:
أولهما: النفير المرتبط بالإصلاح والتعليم والتربية، كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة:122]
وهو نفير يقتضي السعي والاجتهاد والتضحية، كما قال تعالى عن صاحب موسى عليه السلام: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [القصص:20]، وقال عن صاحب الرسل: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ [يّس:20]
ولهذا وردت الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتباره واجبا اجتماعيا، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104]
ثانيهما: النفير في القيام بحاجات المجتمع، والتكفل بها، كما قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]
وقال عن موسى عليه السلام: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص:23 ـ 24]
أحكام العلاقات الاجتماعية (212)
وقال عن المهاجرين والأنصار: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9]
وقال في الحض على الإنفاق: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261]
وقال في الحض على الإطعام: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: 8، 9]
وغيرها من الآيات الكريمة التي سنستعرض هنا ما يؤكدها ويفصلها من الأحاديث:
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1277] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟)، قالوا: بلى، قال: (صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين) (1)
[الحديث: 1278] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، فقال رجلٌ: يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: (تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصره) (2)
__________
(1) الترمذي (2509)، وأبو داود (4919)
(2) البخاري (6952)، والترمذي (2255)
أحكام العلاقات الاجتماعية (213)
[الحديث: 1279] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موضع يحب نصرته) (1)
[الحديث: 1280] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ذب عن عرض أخيه، رد الله النار عن وجهه يوم القيامة) (2)
[الحديث: 1281] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم) (3)
[الحديث: 1282] عن واثلة بن الأسقع قال: قلت: يا رسول الله، ما العصبية؟ قال: (تعين قومك على الظلم) (4)
[الحديث: 1283] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة) (5)
[الحديث: 1284] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اشفعوا تؤجروا) (6)
[الحديث: 1285] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام) (7)
[الحديث: 1286] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،
__________
(1) أبو داود (4884)
(2) الترمذي (1931)
(3) أبو داود (5120)
(4) أبو داود (5119)
(5) مسلم (2530)
(6) أبو داود (5132)
(7) البخاري (2442)، ومسلم (2580)
أحكام العلاقات الاجتماعية (214)
نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) (1)
[الحديث: 1287] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدين النصيحة)، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، والمسلم أخو المسلم، لا يخذله، ولا يكذبه، ولا يظلمه، وإن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه) (2)
[الحديث: 1288] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه) (3)
[الحديث: 1289] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (للمؤمن على المؤمن ست خصال، يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إذا غاب أو شهد) (4)
[الحديث: 1290] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحقرن أحدكم شيئا من المعروف، فإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طلق، وإذا اشتريت لحما أو طبخت قدرا، فأكثر مرقته، واغرف لجارك منه) (5)
[الحديث: 1291] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله) (6)
[الحديث: 1292] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة
__________
(1) مسلم (2699)، وأبو داود (4946)
(2) الترمذي (1926)
(3) البخاري (481)، ومسلم (2585)
(4) البخاري (1240)، ومسلم (2162)
(5) الترمذي (1833)
(6) الطبراني 12/ 358 (13334)
أحكام العلاقات الاجتماعية (215)
خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين) (1)
[الحديث: 1293] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه، لا ينقصه ذلك من أوزارهم شيئا) (2)
[الحديث: 1294] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) (3)
[الحديث: 1295] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: هذا اتق الله، ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم على بعض، ثم قال: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ داود وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: 78 - 81] ثم قال: والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم (4).
[الحديث: 1296] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب) (5)
__________
(1) الطبراني في الأوسط 7/ 220 (7326)
(2) مسلم (2674)
(3) مسلم (49)
(4) أبو داود (4336)، والترمذي (3047) وابن ماجة (4006)
(5) أبو داود (4338)، الترمذي (2168)، وابن ماجة (4005)
أحكام العلاقات الاجتماعية (216)
[الحديث: 1297] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا) (1)
[الحديث: 1298] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم) (2)
[الحديث: 1299] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فأنكرها، كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها) (3)
[الحديث: 1300] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) (4)
[الحديث: 1301] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم؟)، قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائنٌ؟ قال: (نعم. وأشد، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر؟)، قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: (نعم وأشد، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟)، قالوا: يا رسول الله وإن ذلك لكائن؟ قال: (نعم وأشد، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا، والمنكر معروفا) (5)
[الحديث: 1302] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره، أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة) (6)
[الحديث: 1303] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب
__________
(1) أبو داود (4339)، وابن ماجة (4009)
(2) الترمذي (2169)
(3) أبو داود (4345)
(4) وأبو داود (4344)، والترمذي (2174)، وابن ماجة (4011)
(5) ابن المبارك في الزهد 1/ 84 (1376))
(6) أحمد 3/ 487، والطبراني 6/ 73 (5554)
أحكام العلاقات الاجتماعية (217)
مدينة كذا وكذا على أهلها، قال: إن فيها عبدك: فلانا لم يعصك طرفة عين، قال: اقلبها عليه وعليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط) (1)
[الحديث: 1304] عن أنس قال: قلنا: يا رسول الله! لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به، ولا ننهى عن المنكر حتى نجتنبه كله؟ فقال: (بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله) (2)
[الحديث: 1305] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن قائلها، ما بالى قائلوها ما أصابهم في دنياهم، إذا سلم لهم دينهم، فإذا لم يبال قائلوها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم، فقالوا: لا إله إلا الله، قيل لهم: كذبتم) (3)
[الحديث: 1306] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الدين النصيحة)، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) (4)
[الحديث: 1307] عن جرير بن عبد الله قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: أبايعك على الإسلام، فشرط على: (والنصح لكل مسلم) (5)
[الحديث: 1308] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) (6)
[الحديث: 1309] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المستشار مؤتمن) (7)
[الحديث: 1310] عن جابر قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا قط فقال: لا (8).
[الحديث: 1311] عن أنس قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الإسلام شيئا إلا
__________
(1) الطبراني في الأوسط 7/ 336 (7661)
(2) قال الهيثمي 7/ 280: رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
(3) قال الهيثمي 7/ 277: رواه البزار.
(4) مسلم (55)
(5) البخاري (58)، ومسلم (56)
(6) أبو داود (3657)
(7) الترمذي (2823)
(8) البخاري (6034)، ومسلم (2311)
أحكام العلاقات الاجتماعية (218)
أعطاه، ولقد جاء رجلٌ فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، وإن كان الرجل ليسلم، ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها (1).
[الحديث: 1312] عن عبد الله الهوزني قال: لقيت بلالا بحلب، فقلت: كيف كان نفقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: ما كان له شيء، كنت إلى ذلك منه منذ بعثه الله تعالى إلى أن توفاه، وكان إذا أتاه الإنسان مسلما فيراه عاريا يأمرني فأنطلق، فأستقرض فأشتري له البردة وأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني يوما رجل من المشركين فقال: إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني، ـ ففعلت، فلما أن كان ذات يوم توضأت، ثم قمت لأؤذن للصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار، فلما أن رآني قال يا حبشي: قلت: يا لباه، فتجهمني، وقال لي قولا غليظا، وقال: تدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب قال: إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي عليك، فأردك ترعى الغنم، كما كنت قبل ذلك، فأجد في نفسي ما أجد في نفس الناس، حتى إذا صليت العتمة رجع صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إن المشرك الذي كنت أتدين منه، قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي ديني، ولا عندي، وهو فاضحي فائذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين أسلموا، حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني، فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني عند رأسي، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن انطلق، فإذا إنسان يدعو يا بلال، أجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخات عند الباب عليهن أحمالهن، فاستأذنت، فقال لي: (أبشر فقد جاء الله بقضائك) ثم قال: (ألم تر الركائب المناخات الأربع؟)، قلت: بلى، قال: (فإن لك رقابهن
__________
(1) مسلم (2312)
أحكام العلاقات الاجتماعية (219)
وما عليهن، وإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلى عظيم فدك، فاقبضهن، واقض دينك)، ففعلت، ثم انطلقت إلى المسجد فإذا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد، سلمت عليه، فقال: (ما فعل ما قبلك؟)، قلت: قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أفضل شيء؟ قلت: نعم، قال: أنظر أن تريحني منه، فإني لست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منه، فلما صلى العتمة دعاني فقال: (ما فعل الذي قبلك؟)، قلت: هو معي لم يأتنا أحدٌ، فبات صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد، وأقام فيه حتى صلى العتمة يعني من الغد، ثم دعاني فقال: (ما فعل الذي قبلك؟)، فقلت: قد أراحك الله منه، فكبر وحمد الله، وإنما كان يفعل ذلك شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلم على امرأة حتى أتى التي عندها مبيته، فهذا الذي سألتني عنه (1).
[الحديث: 1313] عن عقبة بن الحارث: أنه صلى وراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر فسلم، ثم قام مسرعا يتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم، فرأى أنهم قد أعجبوا من سرعته، فقال: (ذكرت شيئا من تبر عندنا، فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته) (2)
[الحديث: 1314] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بينما رجلٌ يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له) (3)، وفي رواية: (لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من طريق المسلمين، كانت تؤذى الناس) (4)
[الحديث: 1315] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عرضت على أعمال أمتي، حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة
__________
(1) أبو داود (3055)
(2) البخاري (1221)
(3) البخاري (652)، ومسلم (1914)
(4) مسلم (1914)
أحكام العلاقات الاجتماعية (220)
تكون في المسجد لا تدفن) (1)
[الحديث: 1316] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم) (2)
[الحديث: 1317] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس من المسلمين، ومن شهد رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجب، فليس من المسلمين) (3)
[الحديث: 1318] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصبح من أمتي وهمّته غير الله فليس من الله، ومن لم يهتمّ بأمور المؤمنين فليس منهم، ومن أقرّ بالذّلّ طائعا فليس منّا أهل البيت) (4)
[الحديث: 1319] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما عمل امرؤا عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس، يقول خيراً ويُنمي خيراً) (5)
[الحديث: 1320] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصوم) (6)
[الحديث: 1321] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصدقة صدقة اللسان)، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وما صدقة اللسان؟.. قال: (الشفاعة تفكّ بها الأسير، وتحقن بها الدم، وتجرُّ بها المعروف إلى أخيك، وتدفع بها الكريهة) (7)
[الحديث: 1322] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظهر العلم، واحترز العمل، وائتلفت
__________
(1) مسلم (553)
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 163.
(3) الأشعثيّات ص 88.
(4) تحف العقول ص 58.
(5) بحار الأنوار: 73/ 43، وأمالي الطوسي 2/ 135.
(6) بحار الأنوار: 73/ 43، وأمالي الطوسي 2/ 135.
(7) بحار الأنوار: 73/ 44، وعدة الداعي.
أحكام العلاقات الاجتماعية (221)
الألسن، واختلفت القلوب، وتقاطعت الأرحام هنالك لعنهم الله، فأصمّهم وأعمى أبصارهم) (1)
[الحديث: 1323] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي: (سر خمسة أميال أجب الملهوف..) (2)
[الحديث: 1324] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنّه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله قدميه على الصراط يوم القيامة) (3)
[الحديث: 1325] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما عظمت نعمة الله على عبد إلّا عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال) (4)
[الحديث: 1326] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من أحد ولي شيئا من أمور المسلمين فأراد الله به خيرا إلّا جعل الله له وزيرا صالحا، إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإن همّ بشرّ كفّه وزجره) (5)
[الحديث: 1327] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ولي شيئا من أمور أمتي فحسنت سريرته لهم رزقه الله تعالى الهيبة في قلوبهم، ومن بسط كفّه لهم بالمعروف رزق المحبّة منهم، ومن كفّ عن أموالهم وفّر الله عزّ وجلّ ماله، ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنّة مصاحبا، ومن كثر عفوه مدّ في عمره، ومن عمّ عدله نصر على عدوّه، ومن خرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة آنسه الله عزّ وجلّ بغير أنيس، وأعانه بغير مال) (6)
__________
(1) عقاب الأعمال ص 289.
(2) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(3) أمالي الطوسي 1/ 206.
(4) أمالي الطوسيّ 1/ 313.
(5) أعلام الدين: 295.
(6) كنز الكراجكيّ 1/ 135.
أحكام العلاقات الاجتماعية (222)
[الحديث: 1328] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تصدّق الناس بصدقة مثل علم ينشر) (1)
[الحديث: 1329] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى المرء المسلم على أخيه هديّة أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى ويردّه عن ردى) (2)
[الحديث: 1330] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل الصدقة أن يعلم المرء علما ثمّ يعلّمه أخاه) (3)
[الحديث: 1331] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم) (4)
[الحديث: 1332] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة)، قيل: من يطيق ذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السّلام صدقة) (5)
[الحديث: 1333] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر خطبة خطبها: (ومن شكا إليه أخوه المسلم فلم يقرضه حرّم الله عليه الجنّة يوم يجزي المحسنين، ومن منع طالبا حاجته وهو يقدر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشّار)، فقام إليه مالك بن عوف فقال: ما يبلغ خطيئة عشّار يا رسول الله؟ فقال: (على العشّار كلّ يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) (6)
[الحديث: 1334] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من منع ماله من الأخيار اختيارا صرف الله
__________
(1) منية المريد: 25 و26.
(2) منية المريد: 25 و26.
(3) منية المريد: 25 و26.
(4) أصول الكافي: 1/ 23.
(5) دعوات الراوندي: 98.
(6) عقاب الاعمال ص 341.
أحكام العلاقات الاجتماعية (223)
ماله إلى الأشرار اضطرارا) (1)
[الحديث: 1335] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تمانعوا قرض الخمير فإنّ منعه يورث الفقر) (2)
[الحديث: 1336] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكّله إلى نفسه، ومن وكّله إلى نفسه فما أسوء حاله.. ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرّم الله عليه ريح الجنّة، ومن أكرم أخاه المسلم فإنّما يكرم الله عزّ وجلّ) (3)
[الحديث: 1337] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوّل من يدخل النار أمير مسلّط لم يعدل، وذو ثروة من المال لا يعطي حقّه، ومقتر فاجر) (4)
[الحديث: 1338] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما منع مال من حقّه إلّا ذهب في الباطل أضعافه) (5)
[الحديث: 1339] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ للّه عزّ وجلّ بقاعا يدعين المنتقمات يصبّ عليهنّ من منع ماله من حقّه فينفقه فيهنّ) (6)
[الحديث: 1340] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أنبّئكم بشراركم: من أكل وحده وضرب عبده، ومنع رفده) (7)
[الحديث: 1341] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم، رجل بايع إماما فإن أعطاه شيئا من الدنيا وفي له، وإن لم يعطه لم
__________
(1) جامع الأخبار ص 178.
(2) الأشعثيّات ص 160.
(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 9.
(4) دعائم الإسلام ج 1 ص 247.
(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 226.
(6) دعائم الإسلام ج 1 ص 247.
(7) مكارم الأخلاق ص 31.
أحكام العلاقات الاجتماعية (224)
يف له، ورجل له ماء على ظهر الطريق يمنعه سابلة الطريق، ورجل حلف بعد العصر لقد أعطى بسلعته كذا وكذا، فأخذها الآخر بقوله مصدقا له، وهو كاذب) (1)
[الحديث: 1342] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس لا يحلّ منعهنّ: الماء، والملح، والكلأ، والنار، والعلم، وفضل العلم خير من فضل العبادة وكمال الدين الورع) (2)
[الحديث: 1343] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تخب راجيك فيمقتك الله ويعاديك) (3)
[الحديث: 1344] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من انتمي إلى غير مواليه فعليه لعنة الله، ومن منع أجيرا أجره فعليه لعنة الله، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله)، فقيل: يا رسول الله وما ذلك الحدث؟ قال: القتل) (4)
[الحديث: 1345] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله، وحرّم عليه ريح الجنّة وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام) (5)
[الحديث: 1346] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ غافر كلّ ذنب إلّا من أحدث دينا، أو أغصب أجيرا أجره، أو رجل باع حرّا) (6)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 1347] قال الإمام علي: (إنّ للّه تعالى في كلّ نعمة حقّا، فمن أدّاه زاده منها، ومن قصّر فيه خاطر بزوال نعمته) (7)
__________
(1) دعائم الإسلام ج 2 ص 17.
(2) الأشعثيّات ص 172.
(3) جامع الأخبار ص 178.
(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(5) أمالي الصدوق ص 422.
(6) عيون الأخبار ج 2 ص 33.
(7) نهج البلاغة: 236/ 1194.
أحكام العلاقات الاجتماعية (225)
[الحديث: 1348] قال الإمام علي: (احذروا نفار النعم، فما كلّ شارد بمردود) (1)
[الحديث: 1349] قال الإمام علي: (يا جابر، من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن قام للّه فيها بما يجب عرّضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزوال والفناء) (2)
[الحديث: 1350] قال الإمام علي: (إنّ للّه عبادا يختصّهم بالنعم لمنافع العباد فيقرّها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم ثمّ حوّلها إلى غيرهم) (3)
[الحديث: 1351] قال الإمام علي: (أفضل الفضائل: صلة الهاجر، وإيناس النافر، والأخذ بيد العاثر) (4)
[الحديث: 1352] قال الإمام علي: (خير إخوانك من دلّك على هدى، وأكسبك تقى، وصدّك عن اتّباع هوى) (5)
[الحديث: 1353] قال الإمام علي: (العتاب حياة المودّة) (6)
[الحديث: 1354] قال الإمام علي: (إنّما سمى الصّديق صديقا لأنه يصدقك في نفسك ومعايبك، فمن فعل ذلك فاستنم إليه فإنه الصّديق) (7)
[الحديث: 1355] قال الإمام علي: (صديقك من نهاك، وعدوّك من أغراك) (8)
[الحديث: 1356] قال الإمام علي: (عليك بمواخاة من حذّرك ونهاك، فإنه ينجدك ويرشدك) (9)
[الحديث: 1357] قال الإمام علي: (ليكن آثر الناس عندك من أهدى إليك عيبك،
__________
(1) نهج البلاغة: 238/ 1195.
(2) نهج البلاغة: 364/ 1261.
(3) نهج البلاغة: 417/ 1285.
(4) غرر الحكم، 532.
(5) غرر الحكم: 415.
(6) غرر الحكم: 415.
(7) غرر الحكم: 415.
(8) غرر الحكم: 415.
(9) غرر الحكم: 415.
أحكام العلاقات الاجتماعية (226)
وأعانك على نفسك) (1)
[الحديث: 1358] قال الإمام علي: (من أحبّك نهاك) (2)
[الحديث: 1359] قال الإمام علي: (من بصّرك عيبك فقد نصحك) (3)
[الحديث: 1360] قال الإمام علي: (من أبان لك عيبك فهو ودودك) (4)
[الحديث: 1361] قال الإمام علي: (من كاشفك في عيبك حفظك في غيبك) (5)
[الحديث: 1362] قال الإمام علي: (من بصّرك عيبك وحفظك في غيبك فهو الصديق فاحفظه) (6)
[الحديث: 1363] قال الإمام علي: (من أخافك لكي يؤمنك خير لك ممّن يؤمنك لكي يخيفك) (7)
[الحديث: 1364] قال الإمام علي: (الصّديق من كان ناهيا عن الظلم والعدوان، معينا على البرّ والإحسان) (8)
[الحديث: 1365] قال الإمام علي: (احبب في الله من يجاهدك على صلاح دين ويكسبك حسن يقين) (9)
[الحديث: 1366] قال الإمام علي: (شرّ إخوانك من داهنك في نفسك، وساترك عيبك) (10)
[الحديث: 1367] قال الإمام علي: (من ساترك عيبك فهو عدوّك) (11)
__________
(1) غرر الحكم: 415.
(2) غرر الحكم: 415.
(3) غرر الحكم: 415.
(4) غرر الحكم: 415.
(5) غرر الحكم: 415.
(6) غرر الحكم: 415.
(7) غرر الحكم: 415.
(8) غرر الحكم: 415.
(9) غرر الحكم: 415.
(10) غرر الحكم: 418.
(11) غرر الحكم: 418.
أحكام العلاقات الاجتماعية (227)
[الحديث: 1368] قال الإمام علي: (من داهنك في عيبك عابك في غيبك) (1)
[الحديث: 1369] قال الإمام علي: (من ساترك عيبك وعابك في غيبك فهو العدوّ فاحذره) (2)
[الحديث: 1370] قال الإمام علي: (من لم ينصحك في صداقته فلا تعذره) (3)
[الحديث: 1371] قال الإمام علي: (قد نصح من وعظ) (4)
[الحديث: 1372] قال الإمام علي: (من وعظك فلا توحشه) (5)
[الحديث: 1373] قال الإمام علي: (من وعظك أحسن اليك) (6)
[الحديث: 1374] قال الإمام علي: (من ذكرك فقد أنذرك) (7)
[الحديث: 1375] قال الإمام علي: (من تفكّه بالحكم لم يعدم اللّذّة) (8)
[الحديث: 1376] قال الإمام علي: (ربّ واعظ غير مرتدع) (9)
[الحديث: 1377] قال الإمام علي: (لم يعقل مواعظ الزمان من سكن إلى حسن الظّنّ بالأيام) (10)
[الحديث: 1378] قال الإمام علي: (من لم يكن أملك شيء به عقله لم ينتفع بموعظة) (11)
[الحديث: 1379] قال الإمام علي: (لا تكوننّ ممّن لا تنفعه الموعظة إلّا إذا بالغت في إيلامه، فانّ العاقل يتّعظ بالأدب، والبهائم لا ترتدع الا بالضّرب) (12)
__________
(1) غرر الحكم: 418.
(2) غرر الحكم: 418.
(3) غرر الحكم: 418.
(4) غرر الحكم: 424.
(5) غرر الحكم: 424.
(6) غرر الحكم: 424.
(7) غرر الحكم: 424.
(8) غرر الحكم: 424.
(9) غرر الحكم: 424.
(10) غرر الحكم: 424.
(11) غرر الحكم: 424.
(12) غرر الحكم: 424.
أحكام العلاقات الاجتماعية (228)
[الحديث: 1380] قال الإمام علي: (الصديق الصدوق من نصحك في عيبك، وحفظك في غيبك، وآثرك على نفسه) (1)
[الحديث: 1381] قال الإمام علي: (من أمرك بإصلاح نفسك فهو أحقّ من تطيعه) (2)
[الحديث: 1382] قال الإمام علي: (من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك على العمل لها فهو الصّديق الشّفيق) (3)
[الحديث: 1383] قال الإمام علي: (العاقل من اتّعظ بغيره) (4)
[الحديث: 1384] قال الإمام علي: (استمعوا من ربّانيّكم وأحضروه قلوبكم واسمعوا ان هتف بكم) (5)
[الحديث: 1385] قال الإمام علي: (اقبلوا النصيحة ممّن أهداها إليكم واعقلوها على انفسكم) (6)
[الحديث: 1386] قال الإمام علي: (طوبى لمن اطاع ناصحا يهديه، وتجنّب غاويا يرديه) (7)
[الحديث: 1387] قال الإمام علي: (عليك بطاعة من يأمرك بالدّين فإنه يهديك وينجيك) (8)
[الحديث: 1388] قال الإمام علي: (قد نصحتم فانتصحوا وبصرتم فأبصروا، وارشدتم فاسترشدوا) (9)
__________
(1) غرر الحكم: 424.
(2) غرر الحكم: 424.
(3) غرر الحكم: 424.
(4) غرر الحكم: 225.
(5) غرر الحكم: 225.
(6) غرر الحكم: 225.
(7) غرر الحكم: 225.
(8) غرر الحكم: 225.
(9) غرر الحكم: 225.
أحكام العلاقات الاجتماعية (229)
[الحديث: 1389] قال الإمام علي: (أكثر الشرّ في الاستخفاف بمؤلم عظة المشفق الناصح والاغترار بحلاوة ثناء المادح الكاشح) (1)
[الحديث: 1390] قال الإمام علي: (كيف ينتفع بالنّصحية من يلتذّ بالفضيحة؟) (2)
[الحديث: 1391] قال الإمام علي: (لم يوفّق من استحسن القبيح، وأعرض عن قول النّصيح) (3)
[الحديث: 1392] قال الإمام علي: (من عصى نصيحة نصر ضدّه) (4)
[الحديث: 1393] قال الإمام علي: (من أعرض عن نصيحة الناصح أحرق بمكيدة الكاشح) (5)
[الحديث: 1394] قال الإمام علي: (من علامات الإدبار سوء الظّنّ بالنّصيح) (6)
[الحديث: 1395] قال الإمام علي: (لا تردّنّ على النّصيح، ولا تستغشّنّ المشير) (7)
[الحديث: 1396] قال الإمام علي: (من نصحك أشفق عليك) (8)
[الحديث: 1397] قال الإمام علي: (من تاجرك بالنّصح فقد أجزل لك الرّبح) (9)
[الحديث: 1398] قال الإمام علي: (من تاجرك في النّصح كان شريكك في الرّبح) (10)
[الحديث: 1399] قال الإمام علي: (ما أخلص الموّدة من لم ينصح) (11)
__________
(1) غرر الحكم: 226.
(2) غرر الحكم: 226.
(3) غرر الحكم: 226.
(4) غرر الحكم: 226.
(5) غرر الحكم: 226.
(6) غرر الحكم: 226.
(7) غرر الحكم: 226.
(8) غرر الحكم: 226.
(9) غرر الحكم: 226.
(10) غرر الحكم: 226.
(11) غرر الحكم: 226.
أحكام العلاقات الاجتماعية (230)
[الحديث: 1400] قال الإمام علي: (ما آلاك جهدا في النّصيحة من دلّك على عيبك، وحفظ غيبك) (1)
[الحديث: 1401] قال الإمام علي: (مناصحك مشفق عليك، محسن اليك، ناظر في عواقبك، مستدرك فوارطك، ففي طاعته رشادك وفي مخالفته فسادك) (2)
[الحديث: 1402] قال الإمام علي: (لا عداوة مع نصح) (3)
[الحديث: 1403] قال الإمام علي: (لا واعظ أبلغ من النّصح) (4)
[الحديث: 1404] قال الإمام علي: (من حذرك كمن بشّرك) (5)
[الحديث: 1405] قال الإمام علي: (من قبل النّصيحة أمن من الفضيحة) (6)
[الحديث: 1406] قال الإمام علي: (من أقبل على النّصيح أعرض عن القبيح) (7)
[الحديث: 1407] قال الإمام علي: (من أكبر التوفيق الأخذ بالنّصيحة) (8)
[الحديث: 1408] قال الإمام علي: (لا يغشّ العقل من انتصحه) (9)
[الحديث: 1409] قال الإمام علي: (يا أيّها الناس اقبلوا النّصيحة ممّن نصحكم، وتلقّوها بالطاعة ممّن حملها اليكم، واعلموا أنّ الله سبحانه لم يمدح من القلوب الا أوعاها للحكمة، ومن الناس إلّا أسرعهم إلى الحقّ إجابة، واعلموا أنّ الجهاد الأكبر جهاد النّفس، فاشتغلوا بجهاد أنفسكم تسعدوا، وارفضوا القال والقيل تسلموا، وأكثروا ذكر الله تغنموا، وكونوا عباد الله إخوانا تسعدوا لديه بالنّعيم المقيم) (10)
[الحديث: 1410] عن سليم بن قيس حين أوصى أمير المؤمنين إلى ابنه الحسن
__________
(1) غرر الحكم: 226.
(2) غرر الحكم: 226.
(3) غرر الحكم: 226.
(4) غرر الحكم: 226.
(5) غرر الحكم: 226.
(6) غرر الحكم: 226.
(7) غرر الحكم: 226.
(8) غرر الحكم: 226.
(9) غرر الحكم: 226.
(10) غرر الحكم: 226.
أحكام العلاقات الاجتماعية (231)
وأشهد على وصيّته الحسين.. فذكر الوصيّة، وفيها: (إيّاكم والتقاطع والتدابر والتفرّق) (1)
[الحديث: 1411] قال الإمام علي: (ثلاث موبقات: نكث البيعة، وترك السنّة، وفراق الجماعة) (2)
[الحديث: 1412] قال الإمام علي: (والزموا السواد الأعظم، فإنّ يد الله على الجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان، كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب) (3)
[الحديث: 1413] قال الإمام عليّ: (من كثر ماله ولم يعط حقّه، فإنّما ماله حيّات ينهشنه يوم القيامة) (4)
[الحديث: 1414] قال الإمام علي: (عجبت لرجل يأتيه أخوه المسلم في حاجة فيمتنع عن قضائها ولا يرى نفسه للخير أهلا، فهب انّه لا ثواب يرجى ولا عقاب يتّقى أفتزهدون في مكارم الأخلاق) (5)
[الحديث: 1415] قال الإمام علي: (من عظّم دين الله عظّم حقّ إخوانه، ومن استخفّ بدينه استخفّ بإخوانه) (6)
[الحديث: 1416] قال الإمام علي: (من سأله أخوه المؤمن حاجة من ضرّ فمنعه من سعة وهو يقدر عليها من عنده أو من عند غيره حشره الله يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتّى يفرغ الله من حساب الخلق) (7)
[الحديث: 1417] قال الإمام السجاد: (أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السّلام
__________
(1) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 139.
(2) الأشعثيّات ص 231.
(3) نهج البلاغة كلام 327 ص 392.
(4) دعائم الإسلام ج 1 ص 247.
(5) غرر الحكم ص 496.
(6) مشكاة الأنوار ص 322.
(7) مشكاة الأنوار ص 322.
أحكام العلاقات الاجتماعية (232)
حبّبني إلى خلقي، وحبّب خلقي إليّ. قال: يا ربّ كيف أفعل؟ قال: ذكّرهم آلائي ونعمائي ليحبّوني، فلئن تردّ آبقا عن بابي، أو ضالّا عن فنائي، أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها) (1)
[الحديث: 1418] قال الإمام السجاد لرجل: (أيّهما أحبّ إليك صديق كلّما رآك أعطاك بدرة دنانير، أو صديق كلّما رآك نصرك لمصيدة من مصائد الشيطان، وعرّفك ما تبطل به كيدهم، وتخرق شبكتهم، وتقطع حبائلهم؟)، قال: بل صديق كلّما رآني علّمني كيف أخزي الشيطان عن نفسي فأدفع عنّي بلاءه، قال: (فأيّهما أحبّ إليك استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الناصبين؟)، قال: يا ابن رسول الله أن يوفّقني للصواب في الجواب، قال: (اللّهمّ وفّقه)، قال: بل استنفاذي المسكين الأسير من يدي الناصب، فإنّه توفير الجنّة عليه، وإنقاذه من النار، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا، ودفع الظلم عنه فيها، واللّه يعوّض هذا المظلوم بأضعاف ما لحقه من الظلم، وينتقم من الظالم بما هو عادل بحكمه، قال: (وفّقت، للّه أبوك! أخذته من جوف صدري، لم تخرم ممّا قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرفا واحدا) (2)
[الحديث: 1419] قال الإمام الباقر: (إنّ المؤمن لتردّ عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده، فيهتمّ بها قلبه، فيدخله الله تبارك وتعالى بهمّه الجنّة) (3)
[الحديث: 1420] قال الإمام الباقر في قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]، قال: (من حرق أو غرق)، قيل له: فمن أخرجها من ضلال إلى
__________
(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 342.
(2) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 340.
(3) أصول الكافي: 2/ 196.
أحكام العلاقات الاجتماعية (233)
هدى؟ قال: (ذاك تأويلها الأعظم) (1)
[الحديث: 1421] قال الإمام الباقر في قول الله تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]: (في النار مقعد ولو قتل الناس جميعا لم يزد على ذلك العذاب)، قال: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32] لم يقتلها، أو أنجى من غرق أو حرق، أو أعظم من ذلك كلّه يخرجها من ضلالة إلى هدى) (2)
[الحديث: 1422] سئل الإمام الباقر: إنقاذ الأسير المؤمن من يد من يريد أن يضلّه بفضل لسانه وبيانه أفضل، أم إنقاذ الأسير من أيدي أهل الروم؟ فقال: (أخبرني أنت عمّن رأى رجلا من خيار المؤمنين يغرق وعصفورة تغرق لا يقدر على تخليصهما بأيّهما اشتغل فاته الآخر؟ أيّهما أفضل أن يخلّصه؟)، قال: الرجل من خيار المؤمنين، قال: (فبعد ما سألت في الفضل أكثر من بعد ما بين هذين، إنّ ذاك يوفّر عليه دينه وجنان ربّه، وينقذه من النيران، وهذا المظلوم إلى الجنان يصير) (3)
[الحديث: 1423] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (اتّبع من يبكيك وهو لك ناصح، ولا تتّبع من يضحكك وهو لك غاش، وستردون على الله جميعا فتعلمون) (4)
[الحديث: 1424] قال الإمام الباقر: (إنّ الله عزّ وجلّ يبعث يوم القيامة ناسا من قبورهم، مشدودة أيديهم إلى أعناقهم، لا يستطيعون أن يتناولوا بها قيد أنملة، معهم ملائكة يعيّرونهم تعييرا شديدا ويقولون: هؤلاء الّذين منعوا خيرا قليلا من خير كثير، هؤلاء الّذين أعطاهم الله عزّ وجلّ فمنعوا حقّ الله عزّ وجلّ في أموالهم) (5)
__________
(1) أصول الكافي: 2/ 210.
(2) تفسير العيّاشي 1/ 313.
(3) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري: 349.
(4) أصول الكافي: 2/ 638.
(5) عقاب الأعمال ص 279.
أحكام العلاقات الاجتماعية (234)
[الحديث: 1425] قال الإمام الصادق: (من عظمت نعمة الله عليه اشتدّت مؤونة الناس عليه، فاستديموا النعمة باحتمال المؤونة، ولا تعرّضوها للزوال، فقلّ من زالت عنه النّعمة فكادت أن تعود إليه) (1)
[الحديث: 1426] قال الإمام الصادق: (ما من عبد تظاهرت عليه من الله نعمة إلّا اشتدّت مؤونة الناس عليه، فمن لم يقم للناس بحوائجهم فقد عرّض النعمة للزوال) (2)
[الحديث: 1427] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (ما ظاهر الله على عبد النعم حتّى ظاهر عليه مؤونة الناس، فمن صبر لهم وقام بشأنهم زاده الله في نعمه عليه عندهم، ومن لم يصبر لهم ولم يقم بشأنهم أزال الله عزّ وجلّ عنه تلك النعمة) (3)
[الحديث: 1428] قال الإمام الصادق: (إنّ الله تبارك وتعالى ينزل المعونة على قدر المؤونة) (4)
[الحديث: 1429] قال الإمام الصادق: (ما قدست أمة لم تأخذ لضعيفها من قويها بحقه غير متضع) (5)
[الحديث: 1430] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]: (من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنّما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها) (6)
[الحديث: 1431] قال الإمام الصادق: (إنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة فيكتب الله بها
__________
(1) الكافي: 4/ 37.
(2) الكافي: 4/ 37.
(3) الكافي: 4/ 37.
(4) من لا يحضره الفقيه 4/ 298.
(5) الكافي: 5/ 55.
(6) أصول الكافي: 2/ 210.
أحكام العلاقات الاجتماعية (235)
إيمانا في قلب آخر فيغفر الله لهما جميعا) (1)
[الحديث: 1432] قال الإمام الصادق: (كونوا من السابقين بالخيرات، وكونوا ورقا لا شوك فيه، فإنّ من كان قبلكم كانوا ورقا لا شوك فيه وقد خفت أن تكونوا شوكا لا ورق فيه، وكونوا دعاة إلى ربّكم، وادخلوا الناس في الإسلام ولا تخرجوهم منه، وكذلك من كان قبلكم يدخلون الناس في الإسلام ولا يخرجونهم منه) (2)
[الحديث: 1433] عن حمران بن أعين، قال: قلت للإمام الصادق: أسألك أصلحك الله قال: (نعم)، قال: كنت على حال وأنا اليوم على حال أخرى؛ كنت أدخل الأرض فأدعو الرجل والاثنين والمرأة فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحدا؟ فقال: (وما عليك أن تخلّي بين الناس وبين ربّهم؟ فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه)، ثمّ قال: (ولا عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشي ء نبذا)، قلت: أخبرني عن قول الله: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]:قال: (من حرق أو غرق أو غدر)، ثمّ سكت، فقال: (تأويلها الأعظم أن دعاها فاستجابت له) (3)
[الحديث: 1434] قال الإمام الصادق: (يقول الله: من استنقذ حيرانا من حيرته سمّيته حميدا، وأسكنته جنّتي) (4)
[الحديث: 1435] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ﴾ [الجاثية: 14]: (قل للّذين مننّا عليهم بمعرفتنا أن يغفروا للّذين لا يعلمون فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم) (5)
[الحديث: 1436] قال الإمام الصادق: (أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي) (6)
__________
(1) المحاسن: 231.
(2) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح: 69.
(3) المحاسن: 232، أصول الكافي، 3/ 300.
(4) تحف العقول: 382.
(5) تفسير عليّ بن إبراهيم 2/ 294.
(6) أصول الكافي: 2/ 639.
أحكام العلاقات الاجتماعية (236)
[الحديث: 1437] قال الإمام الصادق: (لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال؛ توفيق من الله عزّ وجلّ، وواعظ من نفسه، وقبول ممّن ينصحه) (1)
[الحديث: 1438] عن أبي حنيفة سابق الحاج قال: مرّ بنا المفضّل وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثمّ قال لنا: (تعالوا إلى المنزل)، فأتيناه فأصلح بيننا بأربع مائة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتّى إذا استوثق كلُّ واحدٍ منّا من صاحبه، قال: (أمَا إنّها ليست من مالي، ولكن الإمام الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال الإمام الصادق) (2)
[الحديث: 1439] قال الإمام الصادق: (من كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إيّاها قال الله عزّ وجلّ: يا ملائكتي أبخل عبدي على عبدي بسكنى الدار الدّنيا؟ وعزّتي وجلالي لا يسكن جناني أبدا) (3)
[الحديث: 1440] قال الإمام الصادق: (ما من رجل يمنع درهما في حقّه إلّا أنفق اثنين في غير حقّه، وما من رجل يمنع حقّا في ماله إلّا طوّقه الله عزّ وجلّ حيّة من نار يوم القيامة) (4)
[الحديث: 1441] قال الإمام الصادق: (ما من عبد ضيّع حقا إلّا أعطى في باطل مثله) (5)
[الحديث: 1442] قال الإمام الصادق: (من أتاه أخوه المسلم يسأله عن فضل ما عنده فمنعه، مثّله الله له في قبره شجاعا ينهش لحمه إلى يوم القيامة) (6)
[الحديث: 1443] قال الإمام الصادق: (أيّما مؤمن منع مؤمنا شيئا ممّا يحتاج إليه
__________
(1) المحاسن: 604.
(2) الكافي: 2/ 209.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 367.
(4) التهذيب: ج 4 ص 112.
(5) الاختصاص ص 242.
(6) دعوات الراوندي ص 273.
أحكام العلاقات الاجتماعية (237)
وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودّا وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه فيقال: هذا الخائن الّذي خان الله ورسوله ثمّ يؤمر به إلى النار) (1)
[الحديث: 1444] قال الإمام الصادق: (أيّما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو محتاج إليه لم يذقه الله من طعام الجنّة ولا يشرب من الرحيق المختوم) (2)
[الحديث: 1445] قال الإمام الصادق: (أيّما رجل أتاه رجل مسلم في حاجة ويقدر على قضائها فمنعه إيّاها عيّره الله يوم القيامة تعييرا شديدا، وقال له: أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاءها في يديك فمنعته إيّاها زهدا منك في ثوابها؟ وعزّتي وجلالي لا أنظر إليك في حاجة معذّبا كنت أو مغفورا لك) (3)
[الحديث: 1446] قال الإمام الصادق: (ايّما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها فردّه بها سلّط الله عليه شجاعا في قبره ينهش أصابعه) (4)
[الحديث: 1447] قال الإمام الصادق: (من أتاه أخوه المسلم يسأله عن فضل ما عنده فمنعه مثّل الله في قبره كأنّما ينهش لحمه إلى يوم القيمة) (5)
[الحديث: 1448] قال الإمام الصادق: (المؤمن المحتاج رسول الله إلى الغنيّ القويّ، فإذا خرج الرسول بغير حاجة غفرت للرسول ذنوبه، وسلّط الله على الغنيّ القويّ شياطين تنهشه، قال: قلت: كيف تنهشه؟ قال: يخلّي بينه وبين أصحاب الدنيا فلا يرضون بما عنده حتّى يتكلّف لهم، يدخل عليه الشاعر فيسمعه فيعطيه ما شاء فلا يؤجر عليه فهذه الشياطين التي تنهشه) (6)
[الحديث: 1449] قال الإمام الصادق لرفاعة بن موسى، وقد دخل عليه: (يا رفاعة
__________
(1) اصول الكافي: ج 2 ص 367.
(2) عقاب الاعمال ص 286.
(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 96.
(4) كتاب المؤمن ص 68.
(5) دعوات الراوندي ص 273.
(6) مستدرك الوسائل ج 2 ص 412 عن كتاب قضاء الحقوق.
أحكام العلاقات الاجتماعية (238)
ألا أخبرك بأكثر الناس وزرا؟)، قال: بلى جعلت فداك، قال: من أعان على مؤمن بفضل كلمة، ثمّ قال: ألا أخبرك بأقلّهم أجرا؟ قال: بلى جعلت فداك، قال: من ادّخر على أخيه شيئا ممّا يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه، ثمّ قال: (أزيدك حرفا آخر يا رفاعة؟ ما آمن باللّه من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة فلم يضحك في وجهه فان كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها وإن لم يكن عنده تكلّف من عند غيره حتّى يقضيها له، فإذا كان بخلاف ما وصفته فلا ولاية بيننا وبينه) (1)
[الحديث: 1450] قال الإمام الجواد: (المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال: توفيق من الله عزّ وجلّ، وواعظ من نفسه، وقبول ممّن ينصحه) (2)
[الحديث: 1451] قال الإمام الهادي: (لمّا كلّم الله موسى بن عمران قال موسى: إلهي ما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة) (3)
سابعا ـ ما ورد حول أداء الحقوق
وهو ركن أساسي من أركان العلاقات الاجتماعية، ذلك أنها تتطلب الكثير من المعاملات بين أفراد المجتمع، وهي تشمل جميع مناحي الحياة، والوفاء بها هو الذي يوطد العلاقات ويزيدها رسوخا، وعدم الوفاء بها قد يصيب المجتمع بالانهيار التام.
ولهذا ورد في القرآن الكريم التشديد في الأمانات والعقود والعهود ونحوها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وقال: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ
__________
(1) مستدرك الوسائل ج 2 ص 412 عن كتاب قضاء الحقوق.
(2) تحف العقول: 457.
(3) أمالي الصدوق: 208.
أحكام العلاقات الاجتماعية (239)
وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 91]، وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: 58]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المعارج: 32]
وغيرها من الآيات الكريمة التي سنستعرض هنا ما يؤكدها ويفصلها من الأحاديث:
1 ـ ما ورد في الأحاديث النبوية
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1452] عن عبد الله بن أبي الحمساء قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببيع قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، ووعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال: (يا فتى لقد شققت علي أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك) (1)
[الحديث: 1453] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من وعد رجلا فلم يأت أحدهما إلى وقت الصلاة وذهب الذي جاء ليصلي فلا إثم عليه) (2)
[الحديث: 1454] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا) (3)
[الحديث: 1455] عن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد
__________
(1) أبو داود (4996)