الكتاب: الحياة الشخصية وأحكامها
الوصف: أكثر من ثلاثة آلاف حديث حول ضرورات الحياة الخاصة ومتطلباتها
السلسلة: سنة بلا مذاهب
المؤلف: د. نور الدين أبو لحية
الناشر: دار الأنوار للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، 1442 هـ
الكتاب موافق للمطبوع
عدد الصفحات: 590
صيغة: PDF
صيغة: DOCX
ISBN: 978-620-3-85892-1
لمطالعة الكتاب من تطبيق مؤلفاتي المجاني وهو أحسن وأيسر: هنا
التعريف بالكتاب
يجمع هذا الكتاب أكثر من 3500 حديث نراه موافقا للقرآن الكريم في شؤون الحياة الخاصة ومتطلباتها، وهو بداية لما بقي من أجزاء هذه السلسلة، والتي تتعرض جميعا للأحاديث الخاصة بالأحكام الفقهية، وما يقرب منها أو يرتبط بها من أحاديث الآداب ونحوها.
وقد قسمت هذا الكتاب بناء على متطلبات الحياة الخاصة إلى خمسة أقسام:
1. العلم والأدب: باعتباره الركن الأساسي للحياة بجميع مجالاتها، وقد جعلته مقدمة للكتب المتبقية باعتبار أن العلم بأكثر الأحكام الواردة فيها فريضة لا يسع المؤمن جهلها.
2. الغذاء والدواء: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في آداب الأكل والشرب، والأحكام المرتبطة بما يحل من المأكولات والمشروبات، وما يحرم منها، بالإضافة إلى ما ورد في أحكام التداوي وآدابه.
3. الطهارة والزينة: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في أحكام التزين كالحلي والتطيب والخضاب والدهن واللباس، وغيرها، بالإضافة إلى ما ورد في أحكام الطهارة مما يتعلق بالحياة الشخصية.
4. الإقامة والسفر: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في أحكام وآداب الإقامة في السكنات والمرافق المرتبطة بها، وأحكام وآداب التنقل والسفر، وما يرتبط بذلك.
5. الراحة واللهو: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في النوم وآدابه وأحكامه، ومثل ذلك الأحاديث الواردة في اللهو والمزاح ونحوها.
الحياة الشخصية وأحكامها (12)
يجمع هذا الكتاب أكثر من 3500 حديث نراه موافقا للقرآن الكريم في شؤون الحياة الخاصة ومتطلباتها، وهو بداية لما بقي من أجزاء هذه السلسلة، والتي تتعرض جميعا للأحاديث الخاصة بالأحكام الفقهية، وما يقرب منها، أو يرتبط بها من أحاديث الآداب ونحوها.
وقد رأيت تقسيمها إلى ثمانية أقسام، تشمل كل الأبواب الفقهية، ولكن بتصنيف يختلف في بعض المحال عن التصنيف المعتاد لتلك الأبواب، ومنها هذا التصنيف [الحياة الشخصية]، والذي ترد أحكامه أو أحاديثه في أبواب متفرقة في كتب الفقه والحديث.
وقد قسمت هذا الكتاب بناء على متطلبات الحياة الخاصة إلى خمسة أقسام:
1. العلم والأدب: باعتباره الركن الأساسي للحياة بجميع مجالاتها، وقد جعلته مقدمة للكتب المتبقية باعتبار أن العلم بأكثر الأحكام الواردة فيها فريضة لا يسع المؤمن جهلها.
2. الغذاء والدواء: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في آداب الأكل والشرب، والأحكام المرتبطة بما يحل من المأكولات والمشروبات، وما يُحرم منها، بالإضافة إلى ما ورد في أحكام التداوي وآدابه.
3. الطهارة والزينة: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في أحكام التزين كالحلي والتطيب والخضاب والدهن واللباس، وغيرها، بالإضافة إلى ما ورد في أحكام الطهارة مما يتعلق بالحياة الشخصية، أما ما يتعلق منها بالصلاة فسنخصه بفصل خاص في الكتاب المخصص لأحكام الصلاة.
الحياة الشخصية وأحكامها (13)
4. الإقامة والسفر: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في أحكام وآداب الإقامة في السكنات والمرافق المرتبطة بها، وأحكام وآداب التنقل والسفر، وما يرتبط بذلك.
5. الراحة واللهو: وتناولت فيه الأحاديث الواردة في النوم وآدابه وأحكامه، ومثل ذلك الأحاديث الواردة في اللهو والمزاح ونحوها.
وننبه إلى أن هذا الكتاب وسائر ما بقي من الكتب، مع اشتمالها على أحاديث الأحكام الفقهية، إلا أننا لم نذكر فيها آراءنا ولا ترجيحاتنا، بل اكتفينا بذكرها كما هي من دون أي تصرف، حتى تلك التي يستعملها المحدثون عادة من وضع تراجم للأبواب، تدل على اختياراتهم الفقهية بناء على فهمهم للأحاديث.
ومثل ذلك ما يذكرونه من اعتبار بعض الأحاديث تنسخ بعضها الآخر، أو أن بعضها ـ كما يرد عادة في المصادر الشيعية ـ ذُكر من باب التقية، أو من أبواب أخرى، وذلك لأنا رأينا أن في ذلك الكثير من التحكم، وصرف النصوص عن محالها.
ولهذا أوردنا الأحاديث ـ كما هي ـ حتى لو بدت متعارضة في الظاهر، وذلك بناء على كونها ليست متعارضة مع القرآن الكريم أو القيم النبيلة، بالإضافة إلى كونها مجالا للفسحة والعفو والتيسير.
ونحسب أن ذلك مقصود في الأحاديث، ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أئمة الهدى من بعده، كانوا يخاطبون كل شخص أو جهة بما يتناسب مع قدراتها وفهمها ومستواها في التدين، ولذلك تركنا الأحاديث كما هي ليأخذ الورِع منها بما يدعوه إليه الورع، ويأخذ غيره بما ورد فيها من الرخص.
وقد ورد في الأحاديث في المصادر السنية والشيعية ما يشير إلى هذا:
فمما ورد في المصادر السنية ما روي عن الفجيع العامري أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما
الحياة الشخصية وأحكامها (14)
يحل لنا من الميتة؟ قال: (ما طعامكم؟)، قال: قلنا: نغتبق ونصطبح، أي قدحٌ غدوة وقدحٌ عشية، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ذاك وأبي الجوع)، فأحل لهم الميتة على هذه الحال (1).
وعن أنس قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزبير وعبدالرحمن بن عوف في لبس الحرير لحكة بهما)(2)
ومثل ذلك ما روي عن الإمام علي أنه قال: نهاني حِبي عن ثلاث، لا أقول نهى الناس: عن تختم الذهب وعن لبس القسي وعن المعصفر المفدم (3).
ومثل ذلك ما ورد من الخلاف في الحمر الأهلية؛ فعن ابن عباس قال: لا أدري أنهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل أنه كان حمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم أو حرمه في يوم خيبر يعني لحوم الحمر الأهلية (4).
وعن عمرو بن دينار: قلت لجابر بن زيد: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الحمر الأهلية، قال: قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو، ولكن أبى ذاك البحر ابن عباس وقرأ {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحي إلي مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أو دَمًا مَسْفُوحًا أو لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أو فِسْقًا أهل لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] (5)
وهذا نفسه نجده في المصادر الشيعية؛ فعن الإمام الباقر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل لحوم الحمير، وإنما نهى عنها من أجل ظهورها مخافة أن يفنوها، وليست الحمير بحرام، ثم قرأ هذه الآية: {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحي إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ
__________
(1) أبو داود (3817)
(2) البخاري (2919)، ومسلم (2076)
(3) مسلم (2078)
(4) البخاري (4227)، ومسلم (1939)
(5) البخاري (5529)
الحياة الشخصية وأحكامها (15)
مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] (1).
وفي حديث آخر أنه سئل عن لحوم الحمر الأهلية؟ فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكلها، لأنها كانت حمولة الناس يومئذ، وإنما الحرام ما حرم الله في القرآن، (وإلا فلا)(2)
وعن الإمام الصادق، أنه قال: كان يكره أن يؤكل من الدواب لحم الأرنب والضب والخيل والبغال، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير (3).
وسئل عن الجرّي والمارماهي والزمير، وما ليس له قشر من السمك أحرام هو؟ فقال للسائل: اقرأ هذه الآية التي في الأنعام: {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحي إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] قال: فقرأتها حتى فرغت منها، فقال: (إنمّا الحرام ما حرم الله ورسوله في كتابه، ولكنهم قد كانوا يعافون أشياء، فنحن نعافها)(4)
وروي عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: كنت عند الإمام الصادق إذ دخل عليه عبد الملك القمي، فقال له: أشرب وأنا قائم؟ فقال: إن شئت، فقال: أشرب بنفس واحد حتى أروى؟ قال: إن شئت قال: فأسجد ويدي في ثوبي؟ قال: إن شئت، ثم قال الإمام الصادق: أما والله ما من هذا وشبهه أخاف عليكم (5).
ومثل ذلك ما روي عن زكريا بن آدم، قال: سألت الإمام الكاظم فقلت: إن
__________
(1) علل الشرائع: 563/ 2.
(2) علل الشرائع: 563/ 3.
(3) التهذيب 9/ 43/ 177.
(4) التهذيب 9/ 6/ 16، والاستبصار 4/ 60/ 208.
(5) الكافي: 6/ 383/ 4.
الحياة الشخصية وأحكامها (16)
أصحابنا يصطادون الخز، فآكل من لحمه؟ فقال: إن كان له ناب فلا تأكله، ثم مكث ساعة، فلما هممت بالقيام، قال: أما أنت فإني اكره لك أكله، فلا تأكله (1).
وسئل عن لحوم الحمر الوحشيّة، فكتب: يجوز أكلها وحشية، وتركه عندي أفضل (2).
وعن محمد بن سنان: أن الإمام الرضا كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: كره أكل لحوم البغال والحمر الأهلية، لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها، والخوف من فنائها وقلتها، لا لقذر خلقها، ولا قذر غذائها (3).
وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي تدل على أن أئمة الهدى كانوا يخاطبون كل شخص أو جهة بما يتناسب مع مستواها والتزامها، وذلك لا يعني التعارض أو التناقض؛ فالتناقض يحصل عندما يكون الحكم مرتبطا بمحل واحد وجهة واحدة، لكن إن اختلفت الأحوال والجهات كان ذلك من باب الرخص الشرعية.
ويشير إلى هذا بصراحة ليس فوقها صراحة ما روي عن زرارة أنه قال: سألت الإمام الباقر عن مسألة فأجابني، ثم جاء رجلٌ فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجلٌ آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله.. رجلان من أهل العراق من شيعتك قَدِما يسألان، فأجبت كلّ واحد منهما بغير ما أجبت به الآخر، فقال: (يا زرارة.. إنّ هذا خيرٌ لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم الناس، ولكان أقلّ لبقائنا وبقائكم)(4)
وعنه قال: سألت الإمام الباقر فقلت: جعلت فداك، يأتي عنكم الخبران أو الحديثان
__________
(1) التهذيب 9/ 50/ 207.
(2) الكافي: 6/ 313/ 1.
(3) علل الشرائع: 563/ 4، وعيون أخبار الإمام الرضا 2/ 97/ 1.
(4) بحار الأنوار: 2/ 237، والعلل.
الحياة الشخصية وأحكامها (17)
المتعارضان فبأيهما آخذ؟ فقال: (خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذّ النادر)، فقلت: يا سيدي، إنهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم، فقال: (خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك)، فقلت: إنهما معا عدلان مرضيّان موثّقان، فقال: (انظر ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه وخذ بما خالفهم (1))، قلت: ربما كانا موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع؟ فقال: (إذاً فخذ بما فيه الحائطة لدينك، واترك ما خالف الاحتياط)، فقلت: إنهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف أصنع؟.. فقال: (إذاً فتخيّر أحدهما فتأخذ به وتدع الآخر)(2)
فهذا الحديث يشير إلى ما ذكرناه من أن كل الأحاديث المروية عن أئمة الهدى يمكن العمل بها ما دامت غير معارضة للقرآن الكريم أو ضعيفة السند، وأن الترجيح خاضع للمرجح، ولا يمكن إلزام الجميع به.
وهذا ما فهمه تلاميذ الأئمة أنفسهم، فعن جعفر بن سماعة، أنّه سئل عن امرأة طلقت على غير السنّة، ألي أن أتزوّجها؟ فقال: نعم، فقيل له: ألست تعلم أن علي بن حنظلة روى: إياكم والمطلقات ثلاثا على غير السنّة، فإنّهنّ ذوات أزواج؟ فقال: يا بنيّ رواية علي ابن أبي حمزه أوسع على الناس، روى عن أبي الحسن أنه قال: ألزموهم من ذلك ما ألزموه أنفسهم وتزوّجوهنّ، فلا بأس بذلك (3).
ومن هذا الباب ما روي من اعتبار المذاهب الأخرى واحترامها؛ فقد سئل الإمام الرضا عن تزويج المطلقات ثلاثاً، فقال: (إن طلاقكم لا يحل لغيركم، وطلاقهم يحلّ لكم؛
__________
(1) لأن الرخص عادة تكون للعامة، ولذلك أمر بمخالفتها من باب الورع والاحتياط.
(2) بحار الأنوار: 2/ 246، والغوالي.
(3) التهذيب 8/ 58/ 190، والاستبصار 3/ 292/ 1032.
الحياة الشخصية وأحكامها (18)
لأنّكم لا ترون الثلاث شيئاً، وهم يوجبونها)(1)
وعن عبدالله بن طاووس، قال: قلت لابي الحسن: إن لي ابن أخ، زوّجته ابنتي، وهو يشرب الشراب، ويكثر ذكر الطلاق، فقال: إن كان من إخوانك فلا شيء عليه، وإن كان من هؤلاء فأبنها منه، فإنّه عنى الفراق، قال: قلت: أليس قد روي عن الإمام الصادق أنه قال: إياكم والمطلّقات ثلاثاً في مجلس فإنّهنًّ ذوات الأزواج، فقال: ذلك من إخوانكم لا من هؤلاء، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم (2).
وعبر عن ذلك بقوله الذي يمكن اعتباره قاعدة في هذا الباب: (من كان يدين بدين قوم لزمته أحكامهم)(3)
ولهذا لا نرى صحة ما يذكره المعلقون على تلك الأحاديث أو الرادون لها باعتبار أنها قيلت من باب التقية؛ فمن أين يحكمون بهذا، وليس في الروايات ما يدل عليها.
ونحن مع ميلنا لهذا إلا أننا نرى إمكانية دراسة ما ورد في تلك الروايات دراسة سندية، بحيث يمكن أن يُرد بعضها على هذا الأساس، لا على أساس كونها قيلت من باب المداراة أو التقية؛ فالمفتي لا يداري ولا يداهن.
ومثل ذلك ردها بسبب تعارضها مع ما تقتضيه الصحة، ذلك أن القاعدة الشرعية التي نصت عليها كل النصوص [لا ضرر ولا ضرار] تحرم كل أنواع الضرر، بالإضافة إلى كون ذلك من القواعد القرآنية؛ فالدين جاء لمصلحة البشر، وفي خدمتهم، وليس فيه أي ضرر عليهم.
__________
(1) ـ التهذيب 8/ 59/ 193، والاستبصار 3/ 292/ 1035.
(2) ـ عيون أخبار الإمام الرضا 1/ 310/ 74، ومعاني الاخبار/ 263.
(3) علل الشرائع: 511
الحياة الشخصية وأحكامها (19)
ولذلك؛ فإن ذكرنا لأمثال تلك الأحاديث لا يعني قبولها مطلقا، بل يستدعي الأمر خضوعها للدراسات المختلفة، والتي تقرر مدى صحة وجدوى ما فيها.
ولهذا ذكرنا في هذا الكتاب بعض ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أئمة الهدى من منافع الأغذية والأدوية، لتكون محل دراسة وبحث، بالإضافة إلى أنها تدل على مدى اهتمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى بالنواحي الصحية.
وننبه إلى أنه في حال ثبوت أي ضرر في بعض تلك الوصفات، أو أنها خلاف ما تقتضيه الصحة؛ فإن ذلك دال على عدم صحتها وثبوتها، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الهدى أكرم من أن يتحدثوا بما يؤدي إلى أي ضرر.
الحياة الشخصية وأحكامها (20)
جمعنا في هذا الفصل ما نراه متوافقا مع القرآن الكريم من الأحاديث الواردة حول العلم والأدب باعتبارهما ركنا من الأركان الأساسية التي تتكون منها شخصية المسلم الصالح، بل لا يمكن أن تتكون بدونهما؛ فكل الدين دعوة إلى العلم والمعرفة والحكمة، وما ينتج عن ذلك من الأدب والتحلي بالقيم الكريمة والذوق الرفيع.
وقد دل على هذا الركن الكثير من الآيات الكريمة، والتي تعتبره الأساس الذي تقوم عليه حياة المسلم، بل يقوم عليه الدين جميعا؛ فلا يتحقق للمسلم أي إسلام بدون العلم؛ فالتعرف على الله الذي هو جوهر الدين وأصله وغايته وموضوعه يحتاج إلى العلم، قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19)
ولهذا كان أول أمر من أوامر هذا الدين هو قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق:1)، ثم كرر هذا الأمر في قوله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (العلق:3)
بل جعل الله تعالى وظيفة الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ هي وظيفة المعلمين، قال تعالى ممتنا على هذه الأمة: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164)
وأخبر أن كل الأنبياء جاءوا أقوامهم بالبينات، وهي العلوم الواضحات التي قويت أدلتها، قال تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} (ابراهيم:9)
الحياة الشخصية وأحكامها (21)
بل إن القرآن الكريم فوق ذلك كله أخبر عن مزية الإنسان التي أهلته للخلافة في الأرض، وأهلته للتكريم الرباني، فقال تعالى وهو يقص قصة بداية خلق الإنسان: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} (البقرة:31 ـ 33)
انطلاقا من هذا وردت الأحاديث الكثيرة في الحض على العلم والترغيب فيه ورفع مكانة أهله وبيان صفاتهم وآدابهم وأخلاقهم، وسنسوق هنا ما ورد من تلك الأحاديث في المصادر السنية والشيعية، وقد صنفناها بحسب مواضيعها إلى سبعة أقسام:
1. ما ورد في فضل العلم.
2. ما ورد في فضل الأدب.
3. ما ورد في فضل الحكمة.
4. ما ورد في فضل التعليم.
6. ما ورد في آداب العلم وأخلاق العلماء.
7. ما ورد في أنواع العلوم.
من الأحاديث الواردة في فضل العلم في المصادر السنية والشيعية:
1 ـ ما ورد من الأحاديث النبوية
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
الحياة الشخصية وأحكامها (22)
[الحديث: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع)(1)
[الحديث: 2] ذكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلان عالمٌ وعابد، فقال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، والحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخير)(2)
[الحديث: 3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فقيهٌ واحد أشد على الشيطان من ألف عابد)(3)
[الحديث: 4] عن أنس قال: كان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدهما يحترف، والآخر يلزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتعلم منه، فشكا المحترف أخاه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (لعلك به ترزق)(4)
[الحديث: 5] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم الرجل الفقيه إن احتيج إليه نفع، وإن استغني عنه أغنى نفسه)(5)
[الحديث: 6] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثةٌ لا يستخف بهم إلا منافقٌ: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم، وإمامٌ مقسط)(6)
[الحديث: 7] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة: إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا أبالي)(7)
[الحديث: 8] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، ألا إنّ الله
__________
(1) رواه البزار في (البحر الزخار) 7/ 371 (2969)، والطبراني في (الأوسط) 4/ 196 - 197 (3960)
(2) رواه الترمذي (2685)، والدارمي (289)
(3) رواه الترمذي (2681)
(4) رواه الترمذي (2345)
(5) رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) 45/ 303.
(6) رواه الطبراني 8/ 202 (7819)
(7) رواه الطبراني 2/ 84 (1381)
الحياة الشخصية وأحكامها (23)
يحبّ بغاة العلم)(1)
[الحديث: 9] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات، وانّ طالب العلم يستغفر له كل شيء حتّى حيتان البحر وهو امّه وسباع البر وأنعامه، فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين الله عزّ وجلّ، وانّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم)(2)
[الحديث: 10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كن عالما أو متعلّما أو مستمعا أو محبّا لهم، ولا تكن الخامس فتهلك، فإنّ أهل العلم سادة ومصاحبتهم زيادة ومصافحتهم زيادة)(3)
[الحديث: 11] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحب الصالحين، فإنّ المرء مع من أحبّ، فإن لم تقدر على أعمال البرّ فأحب العلماء، فإنّه يقول: ومَنْ يُطِعِ الله والرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحِينَ وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(4)
[الحديث: 12] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله إلى داود عليه السّلام: لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا، فيصدّك عن طريق محبّتي، فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المريدين، إنّ أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم)(5)
[الحديث: 13] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غريبتان: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها)(6)
[الحديث: 14] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علّم شخصا مسألة فقد ملك رقبته)، فقيل له يا رسول الله أيبيعه فقال: (لا ولكن يأمره وينهاه)(7)
[الحديث: 15] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فضل العلم أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من فضل
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 30.
(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 134.
(3) إرشاد القلوب ص 166.
(4) مكارم الأخلاق ص 456.
(5) اصول الكافي: ج 1 ص 46.
(6) المحاسن ص 229 و230.
(7) عوالي اللئالي ج 4 ص 71.
الحياة الشخصية وأحكامها (24)
العبادة، وأفضل دينكم الورع)(1)
[الحديث: 16] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ساعة العالم يتكى ء على فراشه ينظر في العلم خير من عبادة سبعين سنة)(2)
[الحديث: 17] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نوم العالم أفضل من عبادة العابد الجاهل)(3)
[الحديث: 18] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ركعتان يصلّيهما العالم أفضل من ألف ركعة يصلّيها العابد)(4)
[الحديث: 19] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر)(5)
[الحديث: 20] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس لا يحلّ منعهنّ: الماء، والملح والكلاء، والنار، والعلم؛ وفضل العلم خير من فضل العبادة، وكمال الدين الورع)(6)
[الحديث: 21] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سألت جبريل عليه السّلام فقلت: العلماء أكرم عند الله أم الشهداء، فقال: العالم الواحد أكرم على الله من ألف شهيد، فانّ اقتداء العلماء بالأنبياء واقتداء الشهداء بالعلماء)(7)
[الحديث: 22] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم رأس الخير كلّه، والجهل رأس الشرّ كلّه)(8)
[الحديث: 23] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا خير في العيش إلّا لمستمع واع، أو عالم
__________
(1) الخصال ج 1 ص 4.
(2) عدّة الداعي ص 75.
(3) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(5) عدّة الداعي ص 75.
(6) الأشعثيّات ص 172.
(7) إرشاد القلوب ص 164.
(8) بحار الأنوار ج 74 ص 175 نقلا عن كتاب الامامة والتبصرة.
الحياة الشخصية وأحكامها (25)
ناطق)(1)
[الحديث: 24] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البرّ والبحر، فإذا طمست أوشك أن تضلّ الهداة)(2)
[الحديث: 25] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يقول الله عزّ وجلّ للعلماء يوم القيامة: إنّي لم أجعل علمي وحكمي فيكم إلّا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي)(3)
[الحديث: 26] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تصدّق الناس بصدقة مثل علم ينشر)(4)
[الحديث: 27] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنّه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبه سبيل الجنّة، وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة، ودليل على السرّاء والضرّاء، وسلاح على الأعداء، وزين للأخلّاء، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمّة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم، وتقتبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، يمسحونهم في صلاتهم بأجنحتهم، ويستغفر لهم كلّ شيء حتّى حيتان البحور وهوامّها، وسباع البرّ وأنعامها، لأنّ العلم حياة القلوب، ونور الأبصار من العمى، وقوّة الأبدان من الضعف، ينزل الله حامله منازل الأخيار، ويمنحه مجالس الأبرار في الدّنيا والآخرة، بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويؤخذ، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، والعلم إمام العمل والعمل تابعه، يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء)(5)
__________
(1) نوادر الراوندي ص 18.
(2) منية المريد ص 25.
(3) منية المريد ص 25.
(4) منية المريد ص 25.
(5) الخصال ج 2 ص 522.
الحياة الشخصية وأحكامها (26)
[الحديث: 28] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما، وأقلّ الناس قيمة أقلّهم علما، وأولى الناس بالحقّ أعلمهم به، وأحكم الناس من فرّ من جهّال الناس)(1)
[الحديث: 29] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أمّا العلم؛ فيتشعّب منه الغنى وإن كان فقيرا، والجود وإن كان بخيلا، والمهابة وإن كان هيّنا، والسّلامة وإن كان سقيما، والقرب وإن كان قصيّا، والحياء وإن كان صلفا والرّفعة وإن كان وضيعا، والشرف وإن كان رذلا، والحكمة والحظوة، فهذا ما يتشعّب للعاقل بعلمه، فطوبى لمن عقل وعلم)(2)
[الحديث: 30] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة، فاطلبوا العلم من مظانّه واقتبسوه من أهله، فانّ تعلّمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنّة والمؤنس في الوحشة، والمصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة والدليل على السرّاء والضرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلّاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم، ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى آرائهم، ترغب الملائكة في خلّتهم وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلاتها تبارك عليهم يستغفر لهم كل رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامّه، وسباع البرّ وأنعامه، إنّ العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظّلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ومجالس الأبرار والدرجات العلى في الآخرة والاولى، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الربّ ويعبد، وبه يوصل الأرحام، ويعرف
__________
(1) مشكاة الأنوار ص 137.
(2) تحف العقول ص 16.
الحياة الشخصية وأحكامها (27)
الحلال والحرام، العلم إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء، ويحرمه الاشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه)(1)
[الحديث: 31] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أنعم الله عزّ وجلّ على عبد بعد الإيمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله، والمعرفة بتأويله، ومن جعل الله له من ذلك حظّا ثمّ ظنّ أنّ أحدا لم يفعل به ما فعل به، وقد فضل عليه، فقد حقّر نعم الله عليه)(2)
[الحديث: 32] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين)(3)
[الحديث: 33] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالم، اتّخذ الناس رؤساء جهّالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا)(4)
[الحديث: 34] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أراد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا، لم يزد من الله إلّا بعدا)(5)
[الحديث: 35] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (انّ فضل العالم على العابد كفضل الشمس على الكواكب، وفضل العابد على غير العابد كفضل القمر على الكواكب)(6)
[الحديث: 36] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يشفعون إلى الله عزّ وجلّ فيشفّعون: الأنبياء، ثمّ العلماء، ثمّ الشهداء)(7)
[الحديث: 37] قال الإمام الصادق: (إذا كان يوم القيامة بعث الله عزّ وجلّ العالم والعابد، فإذا وقفا بين يدي الله قال للعابد: انطلق إلى الجنّة وقيل للعالم: فاشفع للناس
__________
(1) مجمع البيان ج 1 ص 9.
(2) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري ص 15.
(3) كنز الفوائد ج 2 ص 108.
(4) كنز الفوائد ج 2 ص 108.
(5) كنز الفوائد ج 2 ص 108.
(6) بصائر الدرجات ج 1 ص 8.
(7) الخصال ج 1 ص 156.
الحياة الشخصية وأحكامها (28)
بحسن تأديبك لهم)(1)
[الحديث: 38] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)(2)
[الحديث: 39] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نوم العالم أفضل من عبادة العابد، وركعتان يصلّيهما العالم أفضل من ألف ركعة يصلّيها العابد، ولا فقر أشدّ من الجهل ولا عبادة مثل التفكّر)(3)
[الحديث: 40] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا خير في العيش إلّا لرجلين عالم مطاع، أو مستمع واع)(4)
[الحديث: 41] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله تعالى يجمع العلماء يوم القيامة فيقول لهم: لم أضع علمي ونوري في صدوركم إلّا وأنا أريد بكم خير الدنيا والآخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم)(5)
[الحديث: 42] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ساعة من عالم يتّكئ على فراشه ينظر في عمله، خير من عبادة العابد سبعين عاما)(6)
[الحديث: 43] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلّا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة تجري له، أو ولد صالح يدعو له)(7)
[الحديث: 44] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء، ثمّ حملة القرآن يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء، ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمرّون على الصراط مع الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل
__________
(1) بصائر الدرجات ج 1 ص 7.
(2) عوالي اللّئالي ج 4 ص 77.
(3) عوالي اللّئالي ج 4 ص 73.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 33.
(5) الجواهر السنيّة ص 144.
(6) روضة الواعظين ج 1 ص 12.
(7) روضة الواعظين ج 1 ص 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (29)
القرآن ممّا لهم عند الله من الكرامة والشرف)(1)
[الحديث: 45] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلّتان لا تجتمعان في المنافق: (فقهٌ في الإسلام، وحسن سمت في الوجه)(2)
[الحديث: 46] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فقيهٌ واحدٌ أشدّ على إبليس من ألف عابد)(3)
[الحديث: 47] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن يُرد الله به خيراً يفقّهه في الدين)(4)
[الحديث: 48] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن إذا مات وترك ورقةً واحدةً عليها علمٌ، تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرفٍ مكتوبٍ عليها مدينةً أوسع من الدنيا سبع مرات.. وما من مؤمنٍ يقعد ساعةً عند العالم إلا ناداه ربه عزّ وجلّ: (جلست إلى حبيبي، وعزتي وجلالي لأسكننّك الجنة معه ولا أُبالي!)(5)
[الحديث: 49] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأنبياءُ قادةٌ، والفقهاءُ سادةٌ، ومجالستهم زيادةٌ، وأنتم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتةً فمن يزرع خيراً يحصد غبطةً، ومن يزرع شراً يحصد ندامةً)(6)
[الحديث: 50] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بادروا إلى رياض الجنة، فقالوا: (وما رياض الجنة؟ قال: (حلق الذكر)(7)
[الحديث: 51] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تذاكروا وتلاقوا وتحدّثوا.. فإنّ الحديث جلاءٌ، إنّ القلوب لترين (أي لتخبث) كما يرين السيف وجلاؤها الحديث)(8)
__________
(1) جامع الأخبار ص 40.
(2) بحار الأنوار: 1/ 169، وأمالي الطوسي.
(3) بحار الأنوار: 1/ 177، والغوالي.
(4) بحار الأنوار: 1/ 177، والغوالي.
(5) بحار الأنوار: 1/ 198، وأمالي الصدوق.
(6) بحار الأنوار: 1/ 201، وأمالي الطوسي.
(7) بحار الأنوار: 1/ 202، والعلل.
(8) بحار الأنوار: 1/ 203، والغوالي.
الحياة الشخصية وأحكامها (30)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 52] قال الإمام علي: (عليكم بالعلم، فإنه صلة بين الإخوان ودالّ على المروءة، وتحفة في المجالس، وصاحب في السفر، ومونس في الغربة، وإنّ الله تعالى يحبّ المؤمن العالم الفقيه، الزاهد الخاشع، الحيّي العليم، الحسن الخلق، المقتصد المنصف)(1)
[الحديث: 53] قال الإمام علي: (غاية الفضائل العلم)(2)
[الحديث: 54] قال الإمام علي: (رأس الفضائل العلم)(3)
[الحديث: 55] قال الإمام علي: (العلم اصل كلّ خير)(4)
[الحديث: 56] قال الإمام علي: (العلم أعلى فوز)(5)
[الحديث: 57] قال الإمام علي: (العلم لقاح المعرفة)(6)
[الحديث: 58] قال الإمام علي: (العلوم نزهة الأدباء)(7)
[الحديث: 59] قال الإمام علي: (العلم أفضل الأنيسين)(8)
[الحديث: 60] قال الإمام علي: (من خلا بالعلم لم توحشه خلوة)(9)
[الحديث: 61] قال الإمام علي: (غنى العاقل بعلمه)(10)
[الحديث: 62] قال الإمام علي: (العلم لا ينتهي)(11)
[الحديث: 63] قال الإمام علي: (لا سمير كالعلم)(12)
__________
(1) بحار الأنوار ج 75 ص 6 عن مطالب السؤول.
(2) غرر الحكم ص 41.
(3) غرر الحكم ص 41.
(4) غرر الحكم ص 41.
(5) غرر الحكم ص 41.
(6) غرر الحكم ص 41.
(7) غرر الحكم ص 41.
(8) غرر الحكم ص 41.
(9) غرر الحكم ص 41.
(10) غرر الحكم ص 41.
(11) غرر الحكم ص 41.
(12) غرر الحكم ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (31)
[الحديث: 64] قال الإمام علي: (شيئان لا تبلغ غايتهما: العلم والعقل)(1)
[الحديث: 65] قال الإمام علي: (العلم ينجيك، الجهل يرديك)(2)
[الحديث: 66] قال الإمام علي: (العلم ينجد، الحكمة ترشد)(3)
[الحديث: 67] قال الإمام علي: (العلم وراثة كريمة ونعمة عميمة)(4)
[الحديث: 68] قال الإمام علي: (عليك بالعلم فإنه وراثة كريمة)(5)
[الحديث: 69] قال الإمام علي: (حسب المرء علمه وجماله عقله)(6)
[الحديث: 70] قال الإمام علي: (العلم حاكم والمال محكوم عليه)(7)
[الحديث: 71] قال الإمام علي: (العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال)(8)
[الحديث: 72] قال الإمام علي: (يتفاضل الناس بالعلوم والعقول لا بالاموال والاصول)(9)
[الحديث: 73] قال الإمام علي: (إنّ الله سبحانه يمنح المال من يحبّ ويبغض، ولا يمنح العلم إلا من أحبّ)(10)
[الحديث: 74] قال الإمام علي: (حبّ العلم وحسن الحلم ولزوم الثّواب من فضائل أولي النّهى والألباب)(11)
[الحديث: 75] قال الإمام علي: (كلّ شيء ينقص على الانفاق إلّا العلم)(12)
__________
(1) غرر الحكم ص 41.
(2) غرر الحكم ص 41.
(3) غرر الحكم ص 41.
(4) غرر الحكم ص 41.
(5) غرر الحكم ص 41.
(6) غرر الحكم ص 41.
(7) غرر الحكم ص 41.
(8) غرر الحكم ص 41.
(9) غرر الحكم ص 41.
(10) غرر الحكم ص 41.
(11) غرر الحكم ص 41.
(12) غرر الحكم ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (32)
[الحديث: 76] قال الإمام علي: (ينبئ عن فضلك علمك وعن إفضالك بذلك)(1)
[الحديث: 77] قال الإمام علي: (لا دليل انجح من العلم)(2)
[الحديث: 78] قال الإمام علي: (أفضل ما منّ الله سبحانه به على عباده: علم وعقل وملك وعدل)(3)
[الحديث: 79] قال الإمام علي: (كلّ شيء يعزّ حين ينزر إلّا العلم فإنه يعزّ حين يغزر)(4)
[الحديث: 80] قال الإمام علي: (ما اصدق المرء على نفسه وأيّ شاهد عليه كفعله، ولا يعرف الرجل إلّا بعلمه كما لا يعرف الغريب من الشجر إلّا عند حضور الثمر، فتدلّ الاثمار على اصولها ويعرف لكلّ ذي فضل فضله كذلك يشرف الكريم بآدابه ويفتضح اللّئيم برذائله)(5)
[الحديث: 81] قال الإمام علي: (العلم ينجد الفكر)(6)
[الحديث: 82] قال الإمام علي: (كلّ وعاء يضيق بما جعل فيه إلّا وعاء العلم فإنه يتّسع)(7)
[الحديث: 83] قال الإمام علي: (العلم جلالة، الجهالة ضلالة)(8)
[الحديث: 84] قال الإمام علي: (العلم مجلّة، الجهل مضلّة)(9)
[الحديث: 85] قال الإمام علي: (كفى بالعلم رفعة)(10)
__________
(1) غرر الحكم ص 41.
(2) غرر الحكم ص 41.
(3) غرر الحكم ص 41.
(4) غرر الحكم ص 41.
(5) غرر الحكم ص 41.
(6) غرر الحكم ص 41.
(7) غرر الحكم ص 41.
(8) غرر الحكم ص 41.
(9) غرر الحكم ص 41.
(10) غرر الحكم ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (33)
[الحديث: 86] قال الإمام علي: (العلم أفضل شرف)(1)
[الحديث: 87] قال الإمام علي: (أشرف الشّرف العلم)(2)
[الحديث: 88] قال الإمام علي: (لا شرف كالعلم)(3)
[الحديث: 89] قال الإمام علي: (العلم زين الحسب)(4)
[الحديث: 90] قال الإمام علي: (لا عزّ أشرف من العلم)(5)
[الحديث: 91] قال الإمام علي: (العلم عزّ، الطّاعة حرز)(6)
[الحديث: 92] قال الإمام علي: (العلم جمال لا يخفى ونسيب لا يجفى)(7)
[الحديث: 93] قال الإمام علي: (العلم أفضل الجمالين)(8)
[الحديث: 94] قال الإمام علي: (العلم زين الاغنياء وغنى الفقراء)(9)
[الحديث: 95] قال الإمام علي: (مزيّن الرجل علمه وحلمه)(10)
[الحديث: 96] قال الإمام علي: (من لم يكتسب بالعلم مالا اكتسب به جمالا)(11)
[الحديث: 97] قال الإمام علي: (العلم أفضل قنية)(12)
[الحديث: 98] قال الإمام علي: (العلم كنز)(13)
[الحديث: 99] قال الإمام علي: (العلم أعظم كنز)(14)
__________
(1) غرر الحكم ص 41.
(2) غرر الحكم ص 41.
(3) غرر الحكم ص 41.
(4) غرر الحكم ص 41.
(5) غرر الحكم ص 41.
(6) غرر الحكم ص 41.
(7) غرر الحكم ص 41.
(8) غرر الحكم ص 41.
(9) غرر الحكم ص 41.
(10) غرر الحكم ص 41.
(11) غرر الحكم ص 41.
(12) غرر الحكم ص 41.
(13) غرر الحكم ص 41.
(14) غرر الحكم ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (34)
[الحديث: 100] قال الإمام علي: (العلم كنز عظيم لا يفنى)(1)
[الحديث: 101] قال الإمام علي: (لا كنز أنفع من العلم)(2)
[الحديث: 102] قال الإمام علي: (العلم أجلّ بضاعة)(3)
[الحديث: 103] قال الإمام علي: (لا ذخر كالعلم)(4)
[الحديث: 104] قال الإمام علي: (قيمة كلّ امرء ما يعلم)(5)
[الحديث: 105] قال الإمام علي: (العلم مصباح العقل)(6)
[الحديث: 106] قال الإمام علي: (العلم عنوان العقل)(7)
[الحديث: 107] قال الإمام علي: (العلم مصباح العقل وينبوع الفضل)(8)
[الحديث: 108] قال الإمام علي: (العلم يدلّ على العقل، فمن عقل علم، ومن علم عقل)(9)
[الحديث: 109] قال الإمام علي: (أعون الأشياء على تزكية العقل التّعليم)(10)
[الحديث: 110] قال الإمام علي: (نعم قرين الإيمان العلم)(11)
[الحديث: 111] قال الإمام علي: (الإيمان والعلم أخوان توأمان ورفيقان)(12)
[الحديث: 112] قال الإمام علي: (هلك خزّان الاموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي اللّيل والنهار، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 41.
(2) غرر الحكم ص 41.
(3) غرر الحكم ص 41.
(4) غرر الحكم ص 41.
(5) غرر الحكم ص 41.
(6) غرر الحكم ص 41.
(7) غرر الحكم ص 41.
(8) غرر الحكم ص 41.
(9) غرر الحكم ص 41.
(10) غرر الحكم ص 41.
(11) غرر الحكم ص 41.
(12) غرر الحكم ص 41.
(13) غرر الحكم ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (35)
[الحديث: 113] قال الإمام علي: (العلم حياة، الإيمان نجاة)(1)
[الحديث: 114] قال الإمام علي: (العلم حياة وشفاء)(2)
[الحديث: 115] قال الإمام علي: (العلم إحدى الحياتين)(3)
[الحديث: 116] قال الإمام علي: (العلم محيي النّفس ومنير العقل ومميت الجهل)(4)
[الحديث: 117] قال الإمام علي: (اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة)(5)
[الحديث: 118] قال الإمام علي: (بالعلم تكون الحياة)(6)
[الحديث: 119] قال الإمام علي: (العلماء أطهر النّاس أخلاقا وأقلّهم في المطامع أعراقا)(7)
[الحديث: 120] قال الإمام علي: (ثمرة المعرفة العزوف عن دار الفناء)(8)
[الحديث: 121] قال الإمام علي: (رأس العلم التمييز بين الأخلاق وإظهار محمودها وقمع مذمومها)(9)
[الحديث: 122] قال الإمام علي: (كسب العلم الزّهد في الدّنيا)(10)
[الحديث: 123] قال الإمام علي: (للنّفوس طبائع سوء والحكمة تنهى عنها)(11)
[الحديث: 124] قال الإمام علي: (لو عرف المنقوص نقصه لساءه ما يرى من عيبه)(12)
[الحديث: 125] قال الإمام علي: (لو لم ينه الله سبحانه عن محارمه لوجب أن يجتنبها
__________
(1) غرر الحكم ص 62.
(2) غرر الحكم ص 62.
(3) غرر الحكم ص 62.
(4) غرر الحكم ص 62.
(5) غرر الحكم ص 62.
(6) غرر الحكم ص 62.
(7) غرر الحكم ص 62.
(8) غرر الحكم ص 62.
(9) غرر الحكم ص 62.
(10) غرر الحكم ص 62.
(11) غرر الحكم ص 62.
(12) غرر الحكم ص 62.
الحياة الشخصية وأحكامها (36)
العاقل)(1)
[الحديث: 126] قال الإمام علي: (من عرف كفّ)(2)
[الحديث: 127] قال الإمام علي: (يسير المعرفة يوجب الزّهد في الدّنيا)(3)
[الحديث: 128] قال الإمام علي: (العلم دليل)(4)
[الحديث: 129] قال الإمام علي: (العلم خير دليل)(5)
[الحديث: 130] قال الإمام علي: (العلم نعم دليل)(6)
[الحديث: 131] قال الإمام علي: (العلم أفضل هداية)(7)
[الحديث: 132] قال الإمام علي: (العلم أشرف هداية)(8)
[الحديث: 133] قال الإمام علي: (العلم يهدي إلى الحقّ)(9)
[الحديث: 134] قال الإمام علي: (العلم يرشدك إلى ما أمرك الله به والزّهد يسهّل لك الطّريق إليه)(10)
[الحديث: 135] قال الإمام علي: (العلم أوّل دليل والمعرفة آخر نهاية)(11)
[الحديث: 136] قال الإمام علي: (اطلبوا العلم ترشدوا)(12)
[الحديث: 137] قال الإمام علي: (إنّ العلم يهدي ويرشد وينجي، وإنّ الجهل يغوي ويضلّ ويردي)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 62.
(2) غرر الحكم ص 62.
(3) غرر الحكم ص 62.
(4) غرر الحكم ص 62.
(5) غرر الحكم ص 62.
(6) غرر الحكم ص 62.
(7) غرر الحكم ص 62.
(8) غرر الحكم ص 62.
(9) غرر الحكم ص 62.
(10) غرر الحكم ص 62.
(11) غرر الحكم ص 62.
(12) غرر الحكم ص 62.
(13) غرر الحكم ص 62.
الحياة الشخصية وأحكامها (37)
[الحديث: 138] قال الإمام علي: (ثروة العلم تنجى وتبقى)(1)
[الحديث: 139] قال الإمام علي: (فكرك يهديك إلى الرّشاد ويحدوك على إصلاح المعاد)(2)
[الحديث: 140] قال الإمام علي: (كما انّ العلم يهدي المرء وينجيه كذلك الجهل يضلّه ويرديه)(3)
[الحديث: 141] قال الإمام علي: (من علم اهتدى)(4)
[الحديث: 142] قال الإمام علي: (من استرشد العلم أرشده)(5)
[الحديث: 143] قال الإمام علي: (من لم يهده العلم أضلّه الجهل)(6)
[الحديث: 144] قال الإمام علي: (نعم دليل الإيمان العلم)(7)
[الحديث: 145] قال الإمام علي: (لا هداية لمن لا علم له)(8)
[الحديث: 146] قال الإمام علي: (أعلمكم أخوفكم)(9)
[الحديث: 147] قال الإمام علي: (أعلم النّاس بالله أكثرهم خشية له)(10)
[الحديث: 148] قال الإمام علي: (سبب الخشية العلم)(11)
[الحديث: 149] قال الإمام علي: (غاية المعرفة الخشية)(12)
[الحديث: 150] قال الإمام علي: (غاية العلم الخوف من الله سبحانه)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 62.
(2) غرر الحكم ص 62.
(3) غرر الحكم ص 62.
(4) غرر الحكم ص 62.
(5) غرر الحكم ص 62.
(6) غرر الحكم ص 62.
(7) غرر الحكم ص 62.
(8) غرر الحكم ص 62.
(9) غرر الحكم ص 62.
(10) غرر الحكم ص 62.
(11) غرر الحكم ص 62.
(12) غرر الحكم ص 62.
(13) غرر الحكم ص 62.
الحياة الشخصية وأحكامها (38)
[الحديث: 151] قال الإمام علي: (كلّ عالم خائف)(1)
[الحديث: 152] قال الإمام علي: (إذا زاد علم الرجل زاد ادبه وتضاعفت خشيته لربّه)(2)
[الحديث: 153] قال الإمام علي: (العلم حرز)(3)
[الحديث: 154] قال الإمام علي: (العقل يوجب الحذر)(4)
[الحديث: 155] قال الإمام علي: (العلم (الحلم) حجاب من الآفات)(5)
[الحديث: 156] قال الإمام علي: (العلم ينجي من الارتباك في الحيرة)(6)
[الحديث: 157] قال الإمام علي: (بالعلم يستقيم المعوجّ)(7)
[الحديث: 158] قال الإمام علي: (ثمرة العلم معرفة الله)(8)
[الحديث: 159] قال الإمام علي: (ثمرة العلم العبادة)(9)
[الحديث: 160] قال الإمام علي: (ثمرة العلم إخلاص العمل)(10)
[الحديث: 161] قال الإمام علي: (على قدر الراي تكون العزيمة)(11)
[الحديث: 162] قال الإمام علي: (كيف يرضى بالقضاء من لم يصدق يقينه)(12)
[الحديث: 163] قال الإمام علي: (لن تسكن حرقة الحرمان حتّى يتحقّق الوجدان)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 62.
(2) غرر الحكم ص 62.
(3) غرر الحكم ص 62.
(4) غرر الحكم ص 62.
(5) غرر الحكم ص 62.
(6) غرر الحكم ص 62.
(7) غرر الحكم ص 62.
(8) غرر الحكم ص 62.
(9) غرر الحكم ص 62.
(10) غرر الحكم ص 62.
(11) غرر الحكم ص 62.
(12) غرر الحكم ص 62.
(13) غرر الحكم ص 62.
الحياة الشخصية وأحكامها (39)
[الحديث: 164] قال الإمام علي: (الوجدان سلوان)(1)
[الحديث: 165] قال الإمام علي: (لسان العلم الصدق)(2)
[الحديث: 166] قال الإمام علي: (من أيقن أحسن)(3)
[الحديث: 167] قال الإمام علي: (لا تكتمل المروءة إلّا للبيب)(4)
[الحديث: 168] قال الإمام علي: (لا نيّة لمن لا علم له)(5)
[الحديث: 169] قال الإمام علي: (المؤمن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء إلى يوم القيمة)(6)
[الحديث: 170] قال الإمام علي: (العلماء حكّام على الناس)(7)
[الحديث: 171] قال الإمام علي: (العالم حيّ وإن كان ميّتا)(8)
[الحديث: 172] قال الإمام علي: (العالم ينظر بقلبه وخاطره والجاهل، ينظر بعينه وناظره)(9)
[الحديث: 173] قال الإمام علي: (العلماء باقون ما بقي اللّيل والنّهار)(10)
[الحديث: 174] قال الإمام علي: (العلماء غرباء لكثرة الجهّال)(11)
[الحديث: 175] قال الإمام علي: (العالم حيّ بين الموتى)(12)
[الحديث: 176] قال الإمام علي: (رتبة العالم اعلى المراتب)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 62.
(2) غرر الحكم ص 62.
(3) غرر الحكم ص 62.
(4) غرر الحكم ص 62.
(5) غرر الحكم ص 62.
(6) بصائر الدرجات ج 1 ص 4.
(7) غرر الحكم ص 47.
(8) غرر الحكم ص 47.
(9) غرر الحكم ص 47.
(10) غرر الحكم ص 47.
(11) غرر الحكم ص 47.
(12) غرر الحكم ص 47.
(13) غرر الحكم ص 47.
الحياة الشخصية وأحكامها (40)
[الحديث: 177] قال الإمام علي: (عالم معاند خير من جاهل مساعد)(1)
[الحديث: 178] قال الإمام علي: (معرفة العالم دين يدان به، يكسب الإنسان الطّاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته)(2)
[الحديث: 179] قال الإمام علي: (المؤمن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء إلى يوم القيامة)(3)
[الحديث: 180] قيل للإمام علي: من خير خلق الله بعد أئمّة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال: (العلماء إذا صلحوا)، قيل: فمن شرّ خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود، وبعد المتسمّين بأسمائكم والمتلقّبين بألقابكم، والآخذين لأمكنتكم، والمتأمّرين في ممالككم؟ قال: (العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقائق، وفيهم قال الله عزّ وجلّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159])(4)
[الحديث: 181] قال الإمام علي: (إنّ هذه القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة)(5)
[الحديث: 182] قال الإمام علي: (إنّ أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به، ثم تلا عليه السلام: ({إنّ أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا})(6)
[الحديث: 183] سئل الإمام علي عن الخير ما هو؟.. فقال: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك)(7)
__________
(1) غرر الحكم ص 47.
(2) غرر الحكم ص 47.
(3) بصائر الدرجات ج 1 ص 4.
(4) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ص 302.
(5) بحار الأنوار: 1/ 182، والنهج.
(6) بحار الأنوار: 1/ 183، والنهج.
(7) بحار الأنوار: 1/ 183، والنهج.
الحياة الشخصية وأحكامها (41)
[الحديث: 184] قال الإمام علي: (كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم، فإنه يتّسع)(1)
[الحديث: 185] قال الإمام علي: (المودة أشبك الأنساب، والعلم أشرف الأحساب)(2)
[الحديث: 186] قال الإمام علي: (كفى بالعلم شرفا أن يدّعيه مَن لا يحسنه، ويفرح إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل ذمّاً يبرأ منه من هو فيه)(3)
[الحديث: 187] قال الإمام علي: (العلم أفضل من المال بسبعة: الأول: أنه ميراث الأنبياء والمال ميراث الفراعنة.. الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة والمال ينقص بها.. الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ والعلم يحفظ صاحبه.. الرابع: العلم يدخل في الكفن ويبقى المال.. الخامس: المال يحصل للمؤمن والكافر والعلم لا يحصل إلا للمؤمن خاصة.. السادس: جميع الناس يحتاجون إلى صاحب العلم في أمر دينهم، ولا يحتاجون إلى صاحب المال.. السابع: العلم يقوّي الرجل على المرور على الصراط والمال يمنعه)(4)
[الحديث: 188] قال الإمام الباقر: (عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد)(5)
[الحديث: 189] قال الإمام الباقر: (انّ طير السماء ودوابّ البحر وحيتانه ليستغفرون لطلّاب العلم إلى يوم القيامة)(6)
[الحديث: 190] قال الإمام الباقر: (ما من عبد يغدو في طلب العلم ويروح إلّا خاض
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 183، والنهج.
(2) بحار الأنوار: 1/ 183، والنهج.
(3) بحار الأنوار: 1/ 185، ومنية المريد.
(4) بحار الأنوار: 1/ 185، ومنية المريد.
(5) اصول الكافي: ج 1 ص 33.
(6) مشكاة الأنوار ص 138.
الحياة الشخصية وأحكامها (42)
من الرحمة خوضا)(1)
[الحديث: 191] قال الإمام الباقر: (انّ الّذي تعلّم العلم منكم له مثل أجر الّذي يعلّمه وله الفضل عليه، تعلّموا العلم من حملة العلم وعلّموه اخوانكم كما علّمكم العلماء)(2)
[الحديث: 192] قال الإمام الباقر: (إنّ الله عزّ وجلّ لا يقبض العلم بعد ما يهبطه، ولكن يموت العالم فيذهب بما يعلم، فتليهم الجفاة فيضلّون ويضلّون، ولا خير في شيء ليس له أصل)(3)
[الحديث: 193] قال الإمام الباقر: (عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد)(4)
[الحديث: 194] قال الإمام الباقر: (العالم كمن معه شمعة تضيء للناس، فكلّ من أبصر بشمعته دعا بخير، كذلك العالم، معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكلّ من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل، فهو من عتقائه من النار، والله يعوّضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على الوجه الّذي أمر الله عزّ وجلّ به، بل تلك الصدقة وبال على صاحبها لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة يصلّيها من بين يدي الكعبة)(5)
[الحديث: 195] قال الإمام الصادق: (إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّ وجلّ الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء)(6)
__________
(1) بصائر الدرجات ج 1 ص 5.
(2) بصائر الدرجات ج 1 ص 2.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 38.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 33.
(5) الاحتجاج ص 17.
(6) مشكاة الأنوار 137.
الحياة الشخصية وأحكامها (43)
[الحديث: 196] قال الإمام الصادق: (ما أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس من موت فقيه)(1)
[الحديث: 197] قال الإمام الصادق: (لوددت أنّ أصحابي ضربت رؤوسهم بالسّياط حتّى يتفقّهوا)(2)
[الحديث: 198] قال الإمام الصادق: (لا يسع الناس حتّى يسألوا أو يتفقّهوا)(3)
[الحديث: 199] قال الإمام الصادق: (انّ دوابّ الأرض لتصلّي على طالب العلم حتّى الحيتان في الماء)(4)
[الحديث: 200] قال الإمام الصادق: (لست أحبّ أن أرى الشابّ منكم إلّا غاديا في حالين: إمّا عالما أو متعلّما، فإن لم يفعل فرّط، فإن فرط ضيع، وان ضيع أثم، وان أثم سكن النار، والّذي بعث محمّدا بالحقّ)(5)
[الحديث: 201] قال الإمام الصادق: (اطلبوا العلم ولو بخوض اللجج، وشقّ المهج)(6)
[الحديث: 202] قال الإمام الصادق: (كان فيما وعظ لقمان ابنه قال له: يا بنيّ اجعل في أيّامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم، فإنّك لن تجد لك تضييعا مثل تركه)(7)
[الحديث: 203] قال الإمام الصادق: (سارعوا في طلب العلم، فو الّذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب
__________
(1) مشكاة الأنوار ص 141.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 31.
(3) المحاسن ص 225.
(4) بصائر الدرجات ج 1 ص 5.
(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 310.
(6) نزهة الناظر ص 108.
(7) أمالي الطوسي ج 1 ص 66.
الحياة الشخصية وأحكامها (44)
وفضّة)(1)
[الحديث: 204] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر، لزم بيته ولم يتعرّف إلى أحد من إخوانه؟ فقال: (كيف يتفقّه هذا في دينه؟)(2)
[الحديث: 205] قال الإمام الصادق: (تفقّهوا في الدّين فإنه من لم يتفقّه منكم في الدّين فهو أعرابيّ، إنّ الله يقول في كتابه: لِيَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)(3)
[الحديث: 206] قال الإمام الصادق: (عليكم بالتّفقّه في دين الله، ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزكّ له عملا)(4)
[الحديث: 207] عن الإمام الصادق قال: (سئل الإمام علي عن أعلم الناس، قال: من جمع علم الناس إلى علمه)(5)
[الحديث: 208] قال الإمام الصادق: (فضل العالم على العابد بسبعين درجة، بين كلّ درجتين حضر الفرس سبعين عاما؛ وذلك انّ الشيطان يضع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادته لا يتوجّه لها ولا يعرفها)(6)
[الحديث: 209] سئل الإمام الصادق عن رجلين أحدهما فقيه راوية للحديث، والاخر عابد ليس له مثل روايته، فقال: (الراوية للحديث المتفقّه في الدين أفضل من ألف عابد لا فقه له ولا رواية)(7)
[الحديث: 210] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (لا خير فيمن لا يتفقّه من
__________
(1) مشكاة الأنوار ص 133.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 31.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 31.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 31.
(5) الخصال ج 1 ص 5.
(6) روضة الواعظين ج 1 ص 12.
(7) بصائر الدرجات ص 8.
الحياة الشخصية وأحكامها (45)
أصحابنا، إنّ الرّجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم)(1)
[الحديث: 211] قال الإمام الصادق: (عالم أفضل من ألف عابد وألف زاهد)(2)
[الحديث: 212] قال الإمام الصادق: (سألت جبريل عن صاحب العلم فقال: هم سراج أمّتك في الدنيا والآخرة، طوبى لمن عرفهم وأحبّهم، والويل لمن أنكر معرفتهم وأبغضهم، ومن أبغضهم شهدنا أنّه في النار، ومن أحبّهم شهدنا أنّه في الجنّة)(3)
[الحديث: 213] قال الإمام الصادق: (إذا كان يوم القيامة جمع الله عزّ وجلّ الخلق في صعيد واحد ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء)(4)
[الحديث: 214] قال الإمام الصادق: (من مات وميراثه الدفاتر والمحابر، وجبت له الجنّة)(5)
[الحديث: 215] قال الإمام الصادق: (لا تسبّوا الدنيا، فنعم المطيّة للمؤمن، عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشرّ، انّه إذا قال عبد: لعن الله الدنيا، قالت الدنيا: لعن الله اعصانا لربّه)(6)
[الحديث: 216] قال الإمام الصادق: (عالم أفضل من ألف عابد وألف زاهد وألف مجتهد)(7)
[الحديث: 217] قال الإمام الصادق: (ما من أحد يموت من المؤمنين أحبّ إلى إبليس
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 33.
(2) بصائر الدّرجات ص 8.
(3) إرشاد القلوب ص 166.
(4) روضة الواعظين ج 1 ص 9.
(5) إرشاد القلوب ص 176.
(6) إرشاد القلوب ص 176.
(7) تحف العقول ص 364.
الحياة الشخصية وأحكامها (46)
من موت فقيه)(1)
[الحديث: 218] قال الإمام الصادق: (إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء)(2)
[الحديث: 219] قال الإمام الصادق: (عالم أفضل من ألف عابد وألف زاهد، والعالم ينتفع بعلمه خير وأفضل من عبادة سبعين ألف عابد)(3)
[الحديث: 220] قال الإمام الصادق: (إذا كان يوم القيامة جمع الله العلماء فيقول لهم: عبادي اني أريد بكم الخير الكثير بعد ما أنتم تحملون الشدّة من قبلي وكرامتي وتعبدني الناس بكم، فابشروا فإنكم أحبّائي وأفضل خلقي بعد أنبيائي، فابشروا فاني قد غفرت لكم ذنوبكم وقبلت أعمالكم، ولكم في الناس شفاعة مثل شفاعة أنبيائي، واني منكم راض ولا اهتك ستوركم ولا أفضحكم في هذا الجمع)(4)
[الحديث: 221] قال الإمام الصادق: (إني لأرحم ثلاثةً وحقٌّ لهم أن يُرحموا: عزيزٌ أصابته مذلةٌ بعد العزّ، وغنيٌّ أصابته حاجةٌ بعد الغنى، وعالمٌ يستخفّ به أهله والجهلة)(5)
[الحديث: 222] قال الإمام الصادق: (ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجل: مسجدٌ خرابٌ لا يصلي فيه أهله.. وعالمٌ بين جهّال.. ومصحفٌ معلّقٌ قد وقع عليه غبارٌ لا يُقرأ فيه)(6)
[الحديث: 223] قال الإمام الصادق: (من أكرم فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض، ومن أهان فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان)(7)
[الحديث: 224] قال الإمام الصادق: (من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع،
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 38.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 38.
(3) ثواب الأعمال ص 159.
(4) إرشاد القلوب ص 166.
(5) بحار الأنوار: 2/ 41، وأمالي الصدوق.
(6) بحار الأنوار: 2/ 41، والخصال.
(7) بحار الأنوار: 2/ 44، والغوالي.
الحياة الشخصية وأحكامها (47)
والمعارضة قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم)(1)
[الحديث: 225] سئل الإمام الصادق عن قوله تعالى: {{فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام: 149]}، فقال: (إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: أكنت عالما؟.. فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت؟.. وإن قال: كنت جاهلا، قال له: أفلا تعلّمت حتى تعمل؟.. فيخصمه وذلك الحجة البالغة)(2)
[الحديث: 226] قال الإمام الصادق: (كمال المؤمن في ثلاث خصال: تفقّه في دينه، والصبر على النائبة، والتقدير في المعيشة)(3)
[الحديث: 227] قال الإمام الصادق: (الناس يغدون على ثلاثة: عالم ومتعلّم وغثاء: (فنحن العلماء، وشيعتنا المتعلّمون، وسائر الناس غثاء)(4)
[الحديث: 228] قال الإمام الصادق: (يا خيثمة.. أقرئ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم عزّ وجلّ، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم فإنّ لقياهم حياة أمرنا، ثم رفع يده فقال: (رحم الله امرأ أحيا أمرنا)(5)
[الحديث: 229] قال الإمام الصادق: (يا داود.. أبلغ مواليَّ عني السلام وأني أقول: رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا، فإنّ ثالثهما ملكٌ يستغفر لهما، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة، فإذ اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياؤنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا)(6)
[الحديث: 230] قال الإمام الصادق: (إنّ الله عزّ وجلّ يقول لملائكته ـ عند انصراف
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 62، والدرة الباهرة.
(2) بحار الأنوار: 1/ 178، ومجالس المفيد.
(3) بحار الأنوار: 1/ 182، وأمالي الطوسي.
(4) بحار الأنوار: 1/ 187، والخصال.
(5) بحار الأنوار: 1/ 200، وأمالي الطوسي.
(6) بحار الأنوار: 1/ 200، وأمالي الطوسي.
الحياة الشخصية وأحكامها (48)
أهل مجالس الذكر والعلم إلى منازلهم ـ: اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من أعمالهم فيكتبون لكل واحدٍ ثواب عمله، ويتركون بعض مَن حضر معهم فلا يكتبونه فيقول الله عزّ وجلّ: ما لكم لم تكتبوا فلانا أليس كان معهم، وقد شهدهم؟.. فيقولون: يا ربّ.. إنه لم يشرك معهم بحرف، ولا تكلّم معهم بكلمة، فيقول الجليل جلّ جلاله: أليس كان جليسهم؟.. فيقولون: بلى يا ربّ.. فيقول: اكتبوه معهم.. إنهم قومٌ لا يشقى بهم جليسهم، فيكتبونه معهم، فيقول تعالى: اكتبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم)(1)
[الحديث: 231] قال الإمام السجاد: (إنّه يسخّي نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرض نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] وهو ذهاب العلماء)(2)
[الحديث: 232] قال الإمام الكاظم: (إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السّماء التي كان يصعد فيها بأعماله، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء، لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها)(3)
من الأحاديث الواردة في فضل الأدب في المصادر السنية والشيعية:
1 ـ ما ورد من الأحاديث النبوية
من الأحاديث النبوية الواردة في فضل الأدب في المصادر السنية والشيعية:
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 202، والغوالي.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 38.
(3) أصول الكافي: ج 1 ص 38.
الحياة الشخصية وأحكامها (49)
[الحديث: 233] عن معاذ قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعشر كلمات. قال: لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرّقت، ولا تعقّنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمّدا؛ فإنّ من ترك صلاة مكتوبة متعمّدا فقد برئت منه ذمّة الله، ولا تشربنّ خمرا، فإنّه رأس كلّ فاحشة، وإيّاك والمعصية، فإنّ بالمعصية حلّ سخط الله عزّ وجلّ، وإيّاك والفرار من الزّحف وإن هلك النّاس. وإن أصاب النّاس موتان وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبا، وأخفهم في الله)(1)
[الحديث: 234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وأدرك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فآمن به واتّبعه وصدّقه فله أجران، وعبد مملوك أدّى حقّ الله تعالى وحقّ سيّده فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذّاها فأحسن غذاءها، ثمّ أدّبها فأحسن أدبها، ثمّ أعتقها وتزوّجها فله أجران)(2)
[الحديث: 235] قال الإمام الرضا: (هبط جبريل عليه السّلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليك السّلام، ويقول لك: اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ الآية، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا ينادي: من لم يتأدّب بأدب الله تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات)(3)
[الحديث: 236] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما حقّ ابني هذا؟ قال: (تحسّن اسمه وأدبه، وضعه موضعا حسنا)(4)
__________
(1) أحمد (5/ 238)
(2) البخاري (3011)، مسلم (154)
(3) فقه الإمام الرضا ص 364.
(4) الكافي: ج 6 ص 48.
الحياة الشخصية وأحكامها (50)
[الحديث: 237] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم يغفر لكم)(1)
[الحديث: 238] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأن يؤدّب أحدكم ولده خير له من أن يتصدّق بنصف صاع كلّ يوم)(2)
[الحديث: 239] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن رضيت أخلاقه لإحدى وعشرين وإلّا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى)(3)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
ما روي عن الإمام علي:
[الحديث: 240] قال الإمام علي: (العلم وراثة كريمة، والآداب حلل حسان، والفكرة مرآة صافية، والاعتذار منذر ناصح، وكفى بك أدبا تركك ما كرهته من غيرك)(4)
[الحديث: 241] قال الإمام علي: (يا مؤمن، إنّ هذا العلم والأدب ثمن نفسك، فاجتهد في تعلّمهما، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك، فإنّ بالعلم تهتدي إلى ربّك، وبالأدب تحسن خدمة ربّك، وبأدب الخدمة يستوجب العبد ولايته وقربه، فاقبل النصيحة كي تنجو من العذاب)(5)
[الحديث: 242] قال الإمام علي: (الآداب مكاسب)(6)
[الحديث: 243] قال الإمام علي: (الآداب حلل مجدّدة)(7)
__________
(1) مكارم الأخلاق ص 222.
(2) مكارم الأخلاق ص 222.
(3) مكارم الأخلاق ص 222.
(4) أمالي الشيخ الطوسيّ ج 1 ص 114.
(5) روضة الواعظين ص 11 ج 1.
(6) غرر الحكم ص 247.
(7) غرر الحكم ص 247.
الحياة الشخصية وأحكامها (51)
[الحديث: 244] قال الإمام علي: (الأدب أحسن سجيّة)(1)
[الحديث: 245] قال الإمام علي: (الأدب كمال الرجل)(2)
[الحديث: 246] قال الإمام علي: (الأدب أحد الحسبين)(3)
[الحديث: 247] قال الإمام علي: (أفضل الشرف الأدب)(4)
[الحديث: 248] قال الإمام علي: (أفضل الأدب حفظ المروءة)(5)
[الحديث: 249] قال الإمام علي: (أفضل الأدب ما بدأت به نفسك)(6)
[الحديث: 250] قال الإمام علي: (أفضل الأدب أن يقف الإنسان عند (على)(7) حدّه، ولا يتعدّى قدره)(8)
[الحديث: 251] قال الإمام علي: (أحسن الآداب ما كفّك عن المحارم)(9)
[الحديث: 252] قال الإمام علي: (إنّ الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضّة والذهب)(10)
[الحديث: 253] قال الإمام علي: (إنّكم إلى اكتساب الأدب أحوج منكم إلى اكتساب الفضّة والذهب)(11)
[الحديث: 254] قال الإمام علي: (إنّك مقوم بأدبك فزيّنه بالحلم)(12)
[الحديث: 255] قال الإمام علي: (بالأدب تشحذ الفطن)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 247.
(2) غرر الحكم ص 247.
(3) غرر الحكم ص 247.
(4) غرر الحكم ص 247.
(5) غرر الحكم ص 247.
(6) غرر الحكم ص 247.
(7) غرر الحكم ص 247.
(8) غرر الحكم ص 247.
(9) غرر الحكم ص 247.
(10) غرر الحكم ص 247.
(11) غرر الحكم ص 247.
(12) غرر الحكم ص 247.
(13) غرر الحكم ص 247.
الحياة الشخصية وأحكامها (52)
[الحديث: 256] قال الإمام علي: (ثمرة الأدب حسن الخلق)(1)
[الحديث: 257] قال الإمام علي: (ثلاث ليس عليهنّ مستزاد: حسن الأدب، ومجانبة الريب، والكفّ عن المحارم)(2)
[الحديث: 258] قال الإمام علي: (حسن الأدب خير موازر، وأفضل قرين)(3)
[الحديث: 259] قال الإمام علي: (سبب تزكية الأخلاق حسن الأدب)(4)
[الحديث: 260] قال الإمام علي: (طالب الأدب أحزم من طالب الذهب)(5)
[الحديث: 261] قال الإمام علي: (كفاك مؤدّبا لنفسك تجنّب ما كرهته من غيرك)(6)
[الحديث: 262] قال الإمام علي: (من كلف بالأدب قلّت مساويه)(7)
[الحديث: 263] قال الإمام علي: (من استهتر بالأدب فقد زان نفسه)(8)
[الحديث: 264] قال الإمام علي: (لا زينة كالآدب)(9)
[الحديث: 265] قال الإمام علي: (لا ميراث كالأدب)(10)
[الحديث: 266] قال الإمام علي: (لا حلل كالآداب)(11)
[الحديث: 267] قال الإمام علي: (لا يرأّس من خلا عن الأدب وصبا إلى اللعب)(12)
[الحديث: 268] قال الإمام علي: (الأدب صورة العقل)(13)
[الحديث: 269] قال الإمام علي: (الأدب في الإنسان كشجرة، أصلها العقل)(14)
__________
(1) غرر الحكم ص 247.
(2) غرر الحكم ص 247.
(3) غرر الحكم ص 247.
(4) غرر الحكم ص 247.
(5) غرر الحكم ص 247.
(6) غرر الحكم ص 247.
(7) غرر الحكم ص 247.
(8) غرر الحكم ص 247.
(9) غرر الحكم ص 247.
(10) غرر الحكم ص 247.
(11) غرر الحكم ص 247.
(12) غرر الحكم ص 247.
(13) غرر الحكم ص 247.
(14) غرر الحكم ص 247.
الحياة الشخصية وأحكامها (53)
[الحديث: 270] قال الإمام علي: (أفضل العقل الأدب)(1)
[الحديث: 271] قال الإمام علي: (ذكّ عقلك بالأدب كما تذكّى النار بالحطب)(2)
[الحديث: 272] قال الإمام علي: (صلاح العقل الأدب)(3)
[الحديث: 273] قال الإمام علي: (كلّ شيء يحتاج إلى العقل، والعقل يحتاج إلى الأدب)(4)
[الحديث: 274] قال الإمام علي: (من زاد أدبه على عقله كان الراعي بين غنم كثيرة)(5)
[الحديث: 275] قال الإمام علي: (نعم قرين العقل الأدب)(6)
[الحديث: 276] قال الإمام علي: (لا عقل لمن لا أدب له)(7)
[الحديث: 277] قال الإمام علي: (الأدب أفضل حسب)(8)
[الحديث: 278] قال الإمام علي: (أشرف حسب حسن أدب)(9)
[الحديث: 279] قال الإمام علي: (أكرم حسب حسن الأدب)(10)
[الحديث: 280] قال الإمام علي: (إنّما الشرف بالعقل والأدب لا بالمال والحسب)(11)
[الحديث: 281] قال الإمام علي: (حسن الأدب يستر قبح النسب)(12)
[الحديث: 282] قال الإمام علي: (حسن الأدب أفضل نسب وأشرف سبب)(13)
[الحديث: 283] قال الإمام علي: (حسب الأدب أشرف من حسب النسب)(14)
__________
(1) غرر الحكم ص 247.
(2) غرر الحكم ص 247.
(3) غرر الحكم ص 247.
(4) غرر الحكم ص 247.
(5) غرر الحكم ص 247.
(6) غرر الحكم ص 247.
(7) غرر الحكم ص 247.
(8) غرر الحكم ص 248.
(9) غرر الحكم ص 248.
(10) غرر الحكم ص 248.
(11) غرر الحكم ص 248.
(12) غرر الحكم ص 248.
(13) غرر الحكم ص 248.
(14) غرر الحكم ص 248.
الحياة الشخصية وأحكامها (54)
[الحديث: 284] قال الإمام علي: (طلب الأدب جمال الحسب)(1)
[الحديث: 285] قال الإمام علي: (عليك بالأدب فإنّه زين الحسب)(2)
[الحديث: 286] قال الإمام علي: (قليل الأدب خير من كثير النسب)(3)
[الحديث: 287] قال الإمام علي: (من قعد به حسبه نهض به أدبه)(4)
[الحديث: 288] قال الإمام علي: (مروءة العاقل دينه، وحسبه أدبه)(5)
[الحديث: 289] قال الإمام علي: (نعم النسب حسن الأدب)(6)
[الحديث: 290] قال الإمام علي: (لا حسب كالأدب)(7)
[الحديث: 291] قال الإمام علي: (لا حسب أرفع من الأدب)(8)
[الحديث: 292] قال الإمام علي: (بئس النسب سوء الأدب)(9)
[الحديث: 293] قال الإمام علي: (من قلّ أدبه كثرت مساويه)(10)
[الحديث: 294] قال الإمام علي: (من ساء أدبه شان حسبه)(11)
[الحديث: 295] قال الإمام علي: (من طلب خدمة السلطان بغير أدب خرج من السلامة إلى العطب)(12)
[الحديث: 296] قال الإمام علي: (من لم يكن أفضل خلاله أدبه كان أهون أحواله عطبه)(13)
__________
(1) غرر الحكم ص 248.
(2) غرر الحكم ص 248.
(3) غرر الحكم ص 248.
(4) غرر الحكم ص 248.
(5) غرر الحكم ص 248.
(6) غرر الحكم ص 248.
(7) غرر الحكم ص 248.
(8) غرر الحكم ص 248.
(9) غرر الحكم ص 248.
(10) غرر الحكم ص 248.
(11) غرر الحكم ص 248.
(12) غرر الحكم ص 248.
(13) غرر الحكم ص 248.
الحياة الشخصية وأحكامها (55)
[الحديث: 297] قال الإمام علي: (من لم يصلح على أدب الله لم يصلح على أدب نفسه)(1)
[الحديث: 298] قال الإمام علي: (لاشرف مع سوء أدب)(2)
[الحديث: 299] قال الإمام علي: (لا أدب لسيّئ النّطق)(3)
[الحديث: 300] قال الإمام علي: (خير ما ورّث الآباء الأبناء الأدب)(4)
[الحديث: 301] قال الإمام علي: (يا أسرى الرغبة إقصروا، فإنّ المعرّج على الدنيا ما لا يروعه منها إلّا صريف أنياب الحدثان، أيّها النّاس، تولّوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها)(5)
[الحديث: 302] قال الإمام علي: (أدّب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثا)(6)
[الحديث: 303] قال الإمام علي: (أدّب اليتيم بما تؤدّب منه ولدك، واضربه بما تضرب منه ولدك)(7)
[الحديث: 304] قال الإمام علي: (أحبّ العباد إلى الله تعالى المتأسّي بنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، والمقتصّ أثره)(8)
[الحديث: 305] قال الإمام علي: (من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال ولم يزل)(9)
__________
(1) غرر الحكم ص 248.
(2) غرر الحكم ص 248.
(3) غرر الحكم ص 248.
(4) غرر الحكم ص 407.
(5) نهج البلاغة ص 1254 حكمة 351.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 155.
(7) الكافي: ج 6 ص 47.
(8) غرر الحكم ص 110.
(9) روضة الواعظين ج 1 ص 22.
الحياة الشخصية وأحكامها (56)
[الحديث: 306] قال الإمام علي: (السنّة سنّتان: سنّة في فريضة؛ الأخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنّة في غير فريضة؛ الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة)(1)
[الحديث: 307] قال الإمام علي: (تمسّك بحبل القرآن وانتصحه، وحلّل حلاله وحرّم حرامه، واعمل بعزائمه وأحكامه)(2)
[الحديث: 308] قال الإمام السجاد: (وأمّا حقّ ولدك: فإن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنّك مسؤول عمّا ولّيته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه)(3)
[الحديث: 309] قال الإمام السجاد: (إنّ أفضل الأعمال ما عمل بالسنة وإن قلّ)(4)
[الحديث: 310] قال الإمام الباقر: (إذا بلغ الغلام ثلاث سنين يقال له سبع مرّات: قل (لا اله إلّا الله)، ثمّ يترك حتّى يتمّ له ثلاث سنين وسبعة أشهر وعشرون يوما فيقال له: قل (محمّد رسول الله) سبع مرّات، ثمّ يترك حتّى يتمّ له أربع سنين ثمّ يقال له: قل (اللّهمّ صلّ على محمّد وآله)، ثمّ يترك حتّى يتمّ له خمس سنين ثمّ يقال له: أيّهما يمينك وأيّهما شمالك، فإذا عرف ذلك حوّل وجهه إلى القبلة ويقال له: اسجد، ثمّ يترك حتّى يتمّ له سبع سنين فإذا تمّ له ذلك قيل له: اغسل وجهك وكفّيك، فإذا غسلهما قيل له: صلّ، ثمّ يترك حتّى يتمّ له تسع سنين علّم الوضوء وضرب عليه وامر بالصلاة وضرب عليها، فإذا تعلّم
__________
(1) المحاسن ج 1 ص 224 كتاب مصابيح الظلم باب 11.
(2) غرر الحكم ص 111.
(3) أمالي الصدوق ص 368.
(4) المحاسن ج 1 ص 221 كتاب مصابيح الظلم باب 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (57)
الوضوء والصلاة غفر الله لوالديه)(1)
[الحديث: 311] قال الإمام الباقر: (كلّ من تعدى السنّة ردّ إلى السنّة)(2)
[الحديث: 312] قال الإمام الباقر: (ما أحد أكذب على الله ولا على رسوله ممّن كذّبنا أهل البيت أو كذب علينا، لأنّا نحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن الله، فإذا كذّبنا فقد كذّب الله ورسوله)(3)
[الحديث: 313] قال الإمام الصادق: (إنّ خير ما ورّث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال، فإنّ المال يذهب والأدب يبقى)(4)
[الحديث: 314] قال الإمام الصادق: (إن أجّلت في عمرك يومين فاجعل أحدهما لأدبك لتستعين به على يوم موتك)؛ فقيل له: وما تلك الاستعانة؟ قال: (تحسن تدبير ما تخلّف وتحكمه)(5)
[الحديث: 315] قال الإمام الصادق: (لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا ورع كالكفّ، ولا عبادة كالتفكّر، ولا قائد خير من التوفيق، ولا قرين خير من حسن الخلق، ولا ميراث خير من الأدب)(6)
[الحديث: 316] قال الإمام الصادق: (دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبعا، وألزمه نفسك سبع سنين، فإن فلح وإلّا فلا خير فيه)(7)
[الحديث: 317] قال الإمام الصادق: (امهل صبيّك حتّى يأتي له ستّ سنين، ثمّ ضمّه
__________
(1) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 48.
(2) المحاسن ج 1 ص 221 كتاب مصابيح الظلم باب 11.
(3) كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص 61.
(4) روضة الكافي: ص 150 ح 132.
(5) روضة الكافي: ص 150 ح 132.
(6) الاختصاص ص 246.
(7) الكافي: ج 6 ص 46.
الحياة الشخصية وأحكامها (58)
إليك سبع سنين فأدّبه بأدبك، فإن قبل وصلح وإلّا فخلّ عنه)(1)
[الحديث: 318] قال الإمام الصادق: (الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلّم في الكتّاب سبع سنين، ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين)(2)
[الحديث: 319] قال الإمام الصادق: (بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة)(3)
[الحديث: 320] قال الإمام الصادق: (من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنّة زالت الجبال قبل أن يزول)(4)
[الحديث: 321] قال الإمام الصادق: (من خالف سنّة محمّد فقد كفر)(5)
[الحديث: 322] قال الإمام الصادق: (كلّ شيء مردود إلى كتاب الله والسنّة، فكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف)(6)
[الحديث: 323] قال الإمام الصادق: (إني لأكره للرجل أن يموت، وقد بقيت خلّة من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يأت بها)(7)
من الأحاديث الواردة في فضل الحكمة في المصادر السنية والشيعية:
1 ـ ما ورد من الأحاديث النبوية
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
__________
(1) الكافي: ج 6 ص 46.
(2) الكافي: ج 6 ص 47.
(3) الكافي: ج 6 ص 47.
(4) بحار الأنوار ج 2 ص 105 نقلا عن (غيبة النعماني)
(5) المحاسن ص 220.
(6) المحاسن ج 1 ص 220.
(7) بحار الأنوار: 73/ 67، ومكارم الأخلاق ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (59)
[الحديث: 324] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها)(1)
[الحديث: 325] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل الذي يسمع الحكمة فيحدث بشر ما يسمع، مثل رجل أتى راعيا فقال: يا راعي أحرز لي شاة من غنمك، فقال: اذهب فخذ بأذن خيرها شاة، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم)(2)
[الحديث: 326] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله خلق الإسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا، وجعل له ناصرا، فأمّا عرصته فالقرآن، وأمّا نوره فالحكمة، وأمّا حصنه فالمعروف، وأمّا أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا، فأحبّوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم)(3)
[الحديث: 327] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى مسلم هديّة لأخيه أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى، ويردّه بها عن ردى)(4)
[الحديث: 328] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم العطيّة ونعم الهديّة كلمة حكمة تسمعها)(5)
[الحديث: 329] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلمة الحكمة يسمعها المؤمن فيعمل بها خير من عبادة سنة)(6)
[الحديث: 330] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ عيسى بن مريم عليه السّلام قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها
__________
(1) رواه الترمذي (2687)
(2) رواه أبو يعلى في (المسند) 11/ 275 - 276.
(3) اصول الكافي: ج 2 ص 46.
(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.
(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.
(6) نزهة الناظر ص 10.
الحياة الشخصية وأحكامها (60)
فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبيّن لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ)(1)
[الحديث: 331] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيّها الناس، لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم، ولا تراؤوا الناس فيحبط عملكم، ولا تمنعوا الموجود فيقلّ خيركم، أيّها الناس، إنّ الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشده فاتّبعوه، وأمر استبان غيّه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فردّوه إلى الله، أيّها الناس ألا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما عظيم أجرهما لم يلق الله بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق)(2)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 332] قال الإمام علي: (الكلمة من الحكمة يسمعها الرجل، فيقول أو يعمل بها خيرٌ من عبادة سنة)(3)
[الحديث: 333] قال الإمام علي: (مَن عُرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار)(4)
[الحديث: 334] قال الإمام علي: (الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحقّ بها وأهلها)(5)
[الحديث: 335] قال الإمام علي: (الحكم الحكمة رياض النبلاء)(6)
[الحديث: 336] قال الإمام علي: (الحكمة روضة العقلاء ونزهة النبلاء)(7)
__________
(1) أمالي الصدوق ص 251.
(2) أعلام الدين ص 336.
(3) بحار الأنوار: 1/ 183، و.
(4) بحار الأنوار: 1/ 183، والنهج.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 238.
(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
الحياة الشخصية وأحكامها (61)
[الحديث: 337] قال الإمام علي: (استشعر الحكمة وتجلبب السكينة فإنّهما حلية الأبرار)(1)
[الحديث: 338] قال الإمام علي: (عليك بالحكمة فإنّها الحلية الفاخرة)(2)
[الحديث: 339] قال الإمام علي: (كلّ شيء يملّ ما خلا طرائف الحكم)(3)
[الحديث: 340] قال الإمام علي: (من لهج بالحكمة فقد شرّف نفسه)(4)
[الحديث: 341] قال الإمام علي: (من خزائن الغيب تظهر الحكمة)(5)
[الحديث: 342] قال الإمام علي: (الفكر في غير الحكمة هوس)(6)
[الحديث: 343] قال الإمام علي: (لا تسكن الحكمة قلبا مع شهوة)(7)
[الحديث: 344] قال الإمام علي: (إنّ كلام الحكيم إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطاء كان داء)(8)
[الحديث: 345] قال الإمام علي: (خذ الحكمة أني كانت فإنّ الحكمة ضالّة كلّ مؤمن)(9)
[الحديث: 346] قال الإمام علي: (خذ الحكمة ممّن أتاك بها وانظر إلى ما قال ولا تنظره إلى من قال)(10)
[الحديث: 347] قال الإمام علي: (الحكمة ضالّة كلّ مؤمن فخذوها ولو من أفواه المنافقين)(11)
__________
(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
الحياة الشخصية وأحكامها (62)
[الحديث: 348] قال الإمام علي: (ضالّة الحكيم الحكمة فهو يطلبها حيث كانت)(1)
[الحديث: 349] قال الإمام علي: (ضالّة العاقل الحكمة فهو أحقّ بها حيث كانت)(2)
[الحديث: 350] قال الإمام علي: (الحكيم من جازى الإساءة بالإحسان)(3)
[الحديث: 351] قال الإمام علي: (أعيى ما يكون الحكيم إذا خاطب سفيها)(4)
[الحديث: 352] قال الإمام علي: (حدّ الحكمة الإعراض عن دار الفناء، والتولّه بدار البقاء)(5)
[الحديث: 353] قال الإمام علي: (الحكمة شجرة تنبت في القلب، وتثمر على اللسان)(6)
[الحديث: 354] قال الإمام علي: (أوّل الحكمة ترك اللذّات وآخرها مقت الفانيات)(7)
[الحديث: 355] قال الإمام علي: (لا حكمة إلّا بعصمة)(8)
[الحديث: 356] قال الإمام علي: (قرنت الحكمة بالعصمة)(9)
[الحديث: 357] قال الإمام علي: (الحكمة عصمة، والعصمة نعمة)(10)
[الحديث: 358] قال الإمام علي: (ثمرة الحكمة الفوز)(11)
[الحديث: 359] قال الإمام علي: (ثمرة الحكمة التنزّه عن الدنيا والوله بجنّة المأوى)(12)
__________
(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(12) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
الحياة الشخصية وأحكامها (63)
[الحديث: 360] قال الإمام علي: (العلم ثمرة الحكمة، والصواب من فروعها)(1)
[الحديث: 361] قال الإمام علي: (بالحكمة يكشف غطاء العلم)(2)
[الحديث: 362] قال الإمام علي: (حكمة الدنيّ ترفعه وجهل الشريف يضعه)(3)
[الحديث: 363] قال الإمام علي: (الحكيم يشفي السائل ويجود بالفضائل)(4)
[الحديث: 364] قال الإمام علي: (الحكماء أشرف الناس أنفسا وأكثرهم صبرا. وأسرعهم عفوا وأوسعهم أخلاقا)(5)
[الحديث: 365] قال الإمام علي: (لا خير في الصمت عن الحكمة كما أنّه لا خير في القول بالباطل)(6)
[الحديث: 366] قال الإمام علي: (رأس الحكمة لزوم الحقّ)(7)
[الحديث: 367] قال الإمام علي: (رأس الحكمة لزوم الحقّ وطاعة المحقّ)(8)
[الحديث: 368] قال الإمام علي: (كيف يصبر على مباينة الأضداد من لم تعنه الحكمة؟!)(9)
[الحديث: 369] قال الإمام علي: (كلّما قويت الحكمة ضعفت الشهوة)(10)
[الحديث: 370] قال الإمام علي: (من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار)(11)
[الحديث: 371] قال الإمام علي: (من ثبتت له الحكمة عرف العبرة)(12)
[الحديث: 372] قال الإمام علي: (من الحكمة طاعتك لمن فوقك وإجلالك من في
__________
(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(7) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(8) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(9) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(10) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(11) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(12) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
الحياة الشخصية وأحكامها (64)
طبقتك وإنصافك لمن دونك)(1)
[الحديث: 373] قال الإمام علي: (من الحكمة أن لا تنازع من فوقك ولا تستذلّ من دونك، ولا تتعاطى ما ليس في قدرتك، ولا يخالف لسانك قلبك، ولا قولك فعلك ولا تتكلّم فيما لا تعلم ولا تترك الأمر عند الإقبال وتطلبه عند الإدبار)(2)
[الحديث: 374] قال الإمام علي: (الحكمة لا تحلّ قلب المنافق إلّا وهي على ارتحال)(3)
[الحديث: 375] قال الإمام علي: (بالعلم تعرف الحكمة)(4)
[الحديث: 376] قال الإمام علي: (قد يزلّ الحكيم)(5)
[الحديث: 377] قال الإمام علي: (قد يقول الحكمة غير الحكيم)(6)
[الحديث: 378] قال الإمام علي: (خذوا الحكمة ولو من المشركين)(7)
[الحديث: 379] قال الإمام علي: (خذ الحكمة أني كانت، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن)(8)
[الحديث: 380] قال الإمام الكاظم: (إنّ الله خلق قلوب المؤمنين مطويّة مبهمة على الإيمان فإذا أراد استنارة ما فيها نضحها بالحكمة، وزرعها بالعلم وزارعها، والقيّم عليها ربّ العالمين)(9)
من الأحاديث الواردة في فضل التعليم في المصادر السنية والشيعية:
__________
(1) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(2) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(3) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(4) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(5) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(6) غرر الحكم ص 58 و59 و60.
(7) المحاسن ص 229 و230.
(8) نهج البلاغة ص 1122 حكمة 76 و77.
(9) اصول الكافي: ج 2 ص 421.
الحياة الشخصية وأحكامها (65)
1 ـ ما ورد من الأحاديث النبوية
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية:
[الحديث: 381] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اغد عالما، أو متعلما، أو مستمعا، أو محبا، ولا تكن الخامسة فتهلك)، قال عطاء: قال لي مسعر: زدتنا خامسة لم تكن عندنا والخامسة أن يبغض العلم وأهله (1).
[الحديث: 382] عن عبد الرحمن بن أبزي قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: (ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم، ولا يعلمونهم، ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم، وما بال أقوام، لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتعظون، والله ليعلمن قومٌ جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتفقهون ويتعظون، أو لأعاجلنهم العقوبة)، ثم نزل فقال قوم: من ترونه عنى بهؤلاء؟ قال: الأشعريين، هم قوم فقهاء، ولهم جيرانٌ جفاةٌ من أهل المياه والأعراب، فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: يا رسول الله ذكرت قوما بخير، وذكرتنا بشر، فما بالنا؟ فقال: (ليعلمن قومٌ جيرانهم، وليفقهنهم، وليعظنهم، وليأمرنهم، ولينهينهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم، ويتعظون، ويتفقهون، أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا)، فقالوا: يا رسول الله أنفطن غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم، وأعادوا قولهم: أنفطن غيرنا؟ فقال ذلك أيضاً، فقالوا: مهلنا سنة، فأمهلهم سنة ليفقهوهم
__________
(1) رواه البزار (كشف الأستار) 1/ 83 (134)
الحياة الشخصية وأحكامها (66)
ويعلموهم ويعظوهم، ثم قرأ صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ داود وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عن مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} [المائدة: 78 - 80])(1)
[الحديث: 383] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علم عبدا آية من كتاب الله تعالى فهو مولاه لاينبغي أن يخذله، ولا يستاثر عليه)(2)
[الحديث: 384] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل العالم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة)(3)
[الحديث: 385] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علم علما فله أجر من عمل به، لا ينقص من أجر العامل)(4)
[الحديث: 386] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا، أو يعلمه، كان له أجر حاج تاما حجته)(5)
[الحديث: 387] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من دخل مسجدي هذا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس كان بمنزلة الذي يرى ما يعجبه وهو شيء لغيره)(6)
[الحديث: 388] عن قبيصة بن المخارق قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ما جاء بك، قلت: كبرت سني، ورق عظمي، فأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله به، قال: (ما مررت بشجر ولا
__________
(1) ذكره الهيثمي 1/ 164، وقال: رواه الطبراني في (الكبير)
(2) رواه الطبراني 8/ 112 (7528)
(3) رواه أحمد 3/ 157.
(4) رواه ابن ماجة (240)
(5) رواه الطبراني 8/ 94 (7473)، والحاكم 1/ 91.
(6) رواه الطبراني 6/ 175 (5911)
الحياة الشخصية وأحكامها (67)
حجر ولا مدر إلا استغفر لك يا قبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثا سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام والفالج يا قبيصة قل اللهم إني أسألك مما عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وأنزل علي من بركتك)(1)
[الحديث: 389] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم)(2)
[الحديث: 390] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لقمان قال لابنه: يا بني عليك بمجالسة العلماء، واستمع كلام الحكماء فإن الله يحيي القلب الميت بنور الحكمة، كما يحيى الأرض الميتة بوابل المطر)(3)
[الحديث: 391] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)، قالوا: يا رسول الله ما رياض الجنة؟ قال: (مجالس العلم)(4)
[الحديث: 392] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سئل علما يعلمه فكتمه ألجم بلجام من نار)(5)
[الحديث: 393] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والله لأن يهدى بهداك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حمر النعم)(6)
[الحديث: 394] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلك طريقا يطلب به علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا
__________
(1) رواه أحمد 5/ 60، والطبراني 18/ 368 (940)
(2) رواه الطبراني 10/ 195 (10439)، وفي (الأوسط) 6/ 96 (5908)
(3) رواه الطبراني 8/ 199 - 200 (7810)
(4) رواه الطبراني 11/ 95 (11158)
(5) رواه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)
(6) رواه أبو داود (3661)، وهو عند البخاري (2942)
الحياة الشخصية وأحكامها (68)
ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(1)
[الحديث: 395] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)(2)
[الحديث: 396] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يسير الفقه خير من كثير العبادة، وخير أعمالكم أيسرها)(3)
[الحديث: 397] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من خارج يخرج من بيته إلا ببابه رايتان: رايةٌ بيد ملك، ورايةٌ بيد شيطان، فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته)(4)
[الحديث: 398] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر)(5)
[الحديث: 399] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)(6)
[الحديث: 400] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)(7)
[الحديث: 401] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب العلم كان كفارة لما مضى)(8)
[الحديث: 402] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون
__________
(1) رواه أبو داود (3641)، والترمذي (2682)
(2) رواه أبو داود (3643)، والترمذي (2646)
(3) رواه الطبراني 1/ 135 - 136 (286)
(4) رواه أحمد 2/ 323، والطبراني في (الأوسط) 5/ 99 (4786)
(5) رواه الطبراني 22/ 68 (165)
(6) رواه الترمذي (2645)
(7) رواه الترمذي (2647)
(8) رواه الترمذي (2648)
الحياة الشخصية وأحكامها (69)
منتهاه الجنة)(1)
[الحديث: 403] عن أبي واقد الليثي قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسٌ في المسجد إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوقفا عليه، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم: فأوى إلى الله، فآواه الله وأما الآخر: فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر: فأعرض فأعرض الله عنه)(2)
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر الشيعية:
[الحديث: 404] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأجود الأجواد؟)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (أجود الأجواد الله، وأنا أجود بني آدم، وأجودهم بعدي رجل علم بعدي علما فنشره ويبعث يوم القيامة أمة واحدة، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتّى قتل)(3)
[الحديث: 405] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علم علما فله أجر من عمل به إلى يوم القيامة)(4)
[الحديث: 406] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله خلفائي، فقيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: (الّذين يحيون سنّتي، ويعلّمونها عباد الله)(5)
[الحديث: 407] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (زينة العلم الاحسان)(6)
[الحديث: 408] يروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج فإذا في المسجد مجلسان: مجلس
__________
(1) رواه الترمذي (2686)
(2) رواه البخاري (474)، ومسلم (2176)
(3) إرشاد القلوب ص 14.
(4) إرشاد القلوب ص 14.
(5) منية المريد ص 24.
(6) بحار الأنوار ج 71 ص 418، كتاب الإمامة والتبصرة.
الحياة الشخصية وأحكامها (70)
يتفقّهون، ومجلس يدعون الله ويسألونه، فقال: (كلا المجلسين إلى خير، أمّا هؤلاء فيدعون الله، وأمّا هؤلاء فيتعلّمون ويفقّهون الجاهل، هؤلاء أفضل، بالتعليم أرسلت) ثمّ قعد معهم (1).
[الحديث: 409] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العالم والمتعلّم شريكان في الأجر، للعالم أجران وللمتعلّم أجر، ولا خير في سوى ذلك)(2)
[الحديث: 410] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يجيء الرجل يوم القيمة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي، فيقول: يا ربّ أني لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علّمته الناس يعمل به من بعدك)(3)
[الحديث: 411] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خرج من بيته يلتمس بابا من العلم لينتفع به ويعلّمه غيره، كتب الله له بكلّ خطوة عبادة ألف سنة صيامها وقيامها، وحفّته الملائكة بأجنحتها، وصلّى عليه طيور السماء وحيتان البحر ودوابّ البرّ، وأنزله الله منزلة سبعين صديقا. وكان خيرا له أن لو كانت الدنيا كلّها له فجعلها في الآخرة)(4)
[الحديث: 412] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من الصدقة أن يتعلّم الرّجل العلم، ويعلّمه الناس)(5)
[الحديث: 413] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه)(6)
[الحديث: 414] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق مع الإعسار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلّم)(7)
__________
(1) منية المريد ص 26.
(2) بصائر الدرجات ج 1 ص 4.
(3) بصائر الدرجات ج 1 ص 5.
(4) عوالي اللّئالي ج 4 ص 75.
(5) عدّة الداعي ص 72.
(6) عدّة الداعي ص 72.
(7) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
الحياة الشخصية وأحكامها (71)
[الحديث: 415] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات الرجل انقطع عمله إلّا من ثلاثة: صدقة جارية وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له)(1)
[الحديث: 416] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدنيا ملعونة وملعون من فيها إلّا عالما، أو متعلّما، أو ذاكرا الله تعالى)(2)
[الحديث: 417] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق ان يكون قد أوتي علم ما لا ينفعه لانّ الله عزّ وجلّ نعت العلماء فقال: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109])(3)
[الحديث: 418] ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلان من بني إسرائيل كان أحدهما يصلّي المكتوبة ثمّ يجلس فيعلّم الناس الخير، وكان الآخر يصوم النهار ويقوم اللّيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فضل الأوّل على الثّاني كفضلي على أدناكم)(4)
[الحديث: 419] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ معلّم الخير يستغفر له دوابّ الأرض، وحيتان البحر، وكلّ ذي روح في الهواء، وجميع أهل السماء، والأرض وانّ العالم والمتعلّم في الأجر سواء يأتيان يوم القيامة كفرسي رهان يزدحمان)
[الحديث: 420] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أهدى المسلم لأخيه هديّة أفضل من كلمة حكمة تزيده هدى أو ترده عن رده)(5)
[الحديث: 421] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم العطيّة، ونعم الهديّة الموعظة)(6)
__________
(1) إرشاد القلوب ص 14.
(2) إرشاد القلوب ص 14.
(3) أمالي الطوسي ج 2 ص 142.
(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 212.
(5) إرشاد القلوب ص 13.
(6) إرشاد القلوب ص 13.
الحياة الشخصية وأحكامها (72)
[الحديث: 422] قال رسول الله: (اغد عالما أو متعلّما، وإيّاك أن تكون لاهيا متلذّذا)(1)
[الحديث: 423] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح)(2)
[الحديث: 424] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا عيش إلّا لرجلين: عالم ناطق، ومتعلّم واع)(3)
[الحديث: 425] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من الصدقة أن يتعلّم الرجل العلم ويعلّمه الناس)(4)
[الحديث: 426] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طوبى للعالم والمتعلّم والعامل به)، فقال رجل: يا رسول الله هذا للعالم فما للمتعلّم؟ فقال: (العالم والمتعلّم في الأجر سواء)(5)
[الحديث: 427] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبل أن يجمع، وجمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام)(6)
[الحديث: 428] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إذا حضرت جنازة وحضر مجلس عالم أيّما أحبّ إليك أن أشهد؟ فقال رسول الله: (إن كان للجنازة من يتبعها ويدفنها فانّ حضور مجلس عالم أفضل من حضور ألف جنازة، ومن عيادة ألف مريض، ومن قيام ألف ليلة، ومن صيام ألف يوم، ومن ألف درهم يتصدّق بها على المساكين، ومن ألف حجّة سوى الفريضة، ومن ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل الله بمالك وبنفسك، وأين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم، أما علمت ان الله يطاع بالعلم، ويعبد بالعلم، وخير الدنيا والآخرة مع العلم، وشرّ الدنيا والآخرة مع الجهل)(7)
__________
(1) مشكاة الأنوار ص 133.
(2) مشكاة الأنوار ص 134.
(3) أعلام الدين ص 293.
(4) عدّة الداعي ص 72.
(5) إرشاد القلوب ص 166.
(6) عوالي اللئالي ج 1 ص 81.
(7) مشكاة الأنوار ص 135.
الحياة الشخصية وأحكامها (73)
[الحديث: 429] عن الإمام عليّ قال: بينما انا جالس في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل أبو ذر فقال: يا رسول الله جنازة العابد أحبّ اليك أم مجلس العالم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أبا ذرّ الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من ألف جنازة من جنازة الشهداء، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من قيام ألف ليلة يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحبّ إلى الله من ألف غزوة)(1)
[الحديث: 430] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنّة وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به، وإنّه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتّى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما ولكن ورّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر)(2)
[الحديث: 431] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لو علم الناس بما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج)(3)
[الحديث: 432] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع يلزمن كل ذي حجى وعقل من أمتي، قيل: يا رسول الله، ما هن؟.. قال: (استماع العلم، وحفظه، ونشره عند أهله، والعمل به)(4)
[الحديث: 433] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن خرج من بيته ليلتمس باباً من العلم لينتفع به ويعلّمه غيره، كتب الله له بكلّ خطوةٍ عبادة ألف سنة صيامها وقيامها، وحفّته الملائكة بأجنحتها، وصلّى عليه طيور السماء، وحيتان البحر، ودواب البر، وأنزله الله منزلة سبعين
__________
(1) جامع الأخبار ص 37.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 34.
(3) عوالي اللّئالي ج 4 ص 70.
(4) بحار الأنوار: 1/ 168، ونوادر الراوندي.
الحياة الشخصية وأحكامها (74)
صدّيقا، وكان خيراً له من أن كانت الدنيا كلها له فجعلها في الآخرة)(1)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 434] قال الإمام علي: (الكاتم للعلم غير واثق بالإصابة فيه)(2)
[الحديث: 435] قال الإمام علي: (تعلّم علم من يعلم، وعلّم علمك من يجهل، فإذا فعلت ذلك علّمك ما جلهت وانتفعت بما علمت)(3)
[الحديث: 436] قال الإمام علي: (جمال العلم نشره، وثمرته العمل به، وصيانته وضعه في اهله)(4)
[الحديث: 437] قال الإمام علي: (بذل العلم زكاة العلم)(5)
[الحديث: 438] قال الإمام علي: (زكاة العلم نشره)(6)
[الحديث: 439] قال الإمام علي: (زكاة العلم بذله لمستحقّه وإجهاد النّفس في العمل به)(7)
[الحديث: 440] قال الإمام علي: (شكر العالم على علمه عمله به، وبذله لمستحقّه)(8)
[الحديث: 441] قال الإمام علي: (علم لا ينفع كدواء لا ينجع)(9)
[الحديث: 442] قال الإمام علي: (كن عالما ناطقا أو مستمعا واعيا، وإيّاك ان تكون
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 177، والغوالي.
(2) غرر الحكم ص 44.
(3) غرر الحكم ص 44.
(4) غرر الحكم ص 44.
(5) غرر الحكم ص 44.
(6) غرر الحكم ص 44.
(7) غرر الحكم ص 44.
(8) غرر الحكم ص 44.
(9) غرر الحكم ص 44.
الحياة الشخصية وأحكامها (75)
الثّالث)(1)
[الحديث: 443] قال الإمام علي: (من كتم علما فكأنّه جاهل)(2)
[الحديث: 444] قال الإمام علي: (من المفروض على كلّ عالم أن يصون بالورع جانبه وأن يبذل علمه لطالبه)(3)
[الحديث: 445] قال الإمام علي: (ما أخذ الله سبحانه على الجاهل أن يتعلّم حتّى أخذ على العالم أن يعلّم)(4)
[الحديث: 446] قال الإمام علي: (ملاك العلم نشره)(5)
[الحديث: 447] قال الإمام علي: (إنّ النار لا تنقصها ما أخذ منها ولكن يخمدها أن لا تجد حطبا وكذلك العلم لا يغنيه الاقتباس ولكن بخل الحاملين له سبب عدمه)(6)
[الحديث: 448] قال الإمام علي: (ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلّموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا)(7)
[الحديث: 449] قال الإمام علي: (طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم: صنف منهم يتعلّمون العلم للمراء والجهل، وصنف منهم يتعلّمون للاستطالة والختل، وصنف منهم يتعلّمون للفقه والعقل، فأمّا صاحب المراء والجهل تراه مؤذيا مماريا للرّجال في أندية المقال، وقد تسربل بالتخشّع وتخلّى من الورع، فدقّ الله من هذا حيزومه وقطع منه خيشومه، أمّا صاحب الاستطالة والختل فإنّه يستطيل على أشباهه من أشكاله ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوانهم هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله من
__________
(1) غرر الحكم ص 44.
(2) غرر الحكم ص 44.
(3) غرر الحكم ص 44.
(4) غرر الحكم ص 44.
(5) غرر الحكم ص 44.
(6) غرر الحكم ص 44.
(7) نهج البلاغة حكمة 470 ص 1304.
الحياة الشخصية وأحكامها (76)
هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره، وأمّا صاحب الفقه والعقل تراه ذا كأبة وحزن، قد قام اللّيل في حندسه، وقد انحنى في برنسه، يعمل ويخشى خائفا وجلا من كلّ أحد إلّا من كلّ فقيه من إخوانه، فشدّ الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه)(1)
[الحديث: 450] قال الإمام علي: (اما والّذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وما اخذ الله على العلماء ان لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها)(2)
[الحديث: 451] قال الإمام عليّ: (ليس من أخلاق المؤمن التملّق ولا الحسد إلّا في طلب العلم)(3)
[الحديث: 452] قال الإمام علي: (العلم ضالّة المؤمن)(4)
[الحديث: 453] قال الإمام علي: (إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلّم حسن الاستماع كما تعلّم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه)(5)
[الحديث: 454] قال الإمام علي: (حبّ العلم وحسن الحلم ولزوم الصواب من فضائل أولي الألباب)(6)
[الحديث: 455] قال الإمام علي: (قوام هذه الدنيا بأربعة: عالمٌ يستعمل علمه، وجاهلٌ لا يستنكف أن يتعلّم، وغنيٌ جوادٌ بمعروفه، وفقيرٌ لا يبيع آخرته بدنيا غيره، ثم قال: فإذا كتم العالم العلم أهله، وزها الجاهل في تعلّم ما لابدّ منه، وبخل الغني بمعروفه، وباع الفقير دينه بدنيا غيره، حلّ البلاء وعظم العقاب)(7)
__________
(1) الخصال ج 1 ص 194.
(2) نهج البلاغة ص 52.
(3) الأشعثيّات ص 235.
(4) عيون الأخبار ج 2 ص 66.
(5) مشكاة الأنوار ص 134.
(6) غرر الحكم، الفصل 28 رقم 13.
(7) بحار الأنوار: 1/ 178، وتفسير الإمام العسكري.
الحياة الشخصية وأحكامها (77)
[الحديث: 456] قال الإمام علي: (الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله، انّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم؛ وكم من مؤمن يخرج من منزله في طلب العلم، فلا يرجع إلّا مغفورا)(1)
[الحديث: 457] قال الإمام علي: (أيّها الناس اعلموا أنّ كمال الدّين طلب العلم والعمل به، ألا وإنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إنّ المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه)(2)
[الحديث: 458] قال الإمام عليّ يوصي بعض أهله: (اعلم أنّ طالب العلم يستغفر له من في السموات والأرض حتّى الطير في جوّ السماء والحوت في البحر، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به، وفيه شرف الدنيا والفوز بالجنّة يوم القيامة؛ لأنّ الفقهاء هم الدّعاة إلى الجنان والأدلّاء على الله تبارك وتعالى)(3)
[الحديث: 459] قال الإمام علي: (ما مات من أحيا علما)(4)
[الحديث: 460] قال الإمام علي: (لا تحدّث الجهّال بما لا يعلمون فيكذّبونك به، فإنّ لعلمك عليك حقّا، وحقّه عليك بذله لمستحقّه، ومنعه عن غير مستحقّه)(5)
[الحديث: 461] قال الإمام علي: (كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول: ينبغي أن يكون الاختلاف إلى الأبواب لعشرة أوجه: أولها: بيت الله عزّ وجل لقضاء نسكه والقيام بحقه وأداء فرضه.. والثاني: أبواب الملوك الذين طاعتهم متصلة بطاعة الله عز وجل،
__________
(1) روضة الواعظين ج 1 ص 10.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 30.
(3) المواعظ للصدوق ص 69.
(4) غرر الحكم ص 47.
(5) غرر الحكم الفصل 85 رقم 215.
الحياة الشخصية وأحكامها (78)
وحقهم واجب، ونفعهم عظيم، وضررهم شديد.. والثالث: أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا.. والرابع: أبواب أهل الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس الحمد، ورجاء الآخرة.. والخامس: أبواب السفهاء الذين يُحتاج إليهم في الحوادث، ويُفزع إليهم في الحوائج.. والسادس: أبواب من يُتقرّب إليه من الأشراف، لالتماس الهيئة والمروة والحاجة.. والسابع: أبواب من يُرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة، وتقوية الحزم وأخذ الأهبة لما يحتاج إليه.. والثامن: أبواب الإخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزم من حقوقهم.. والتاسع: أبواب الأعداء التي تسكن بالمداراة غوائلهم، ويدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم.. والعاشر: أبواب من ينتفع بغشيانهم ويستفاد منهم حسن الأدب ويؤنس بمحادثتهم)(1)
[الحديث: 462] قال الإمام الصادق: (قرأت في كتاب الإمام عليّ: إنّ الله لم يأخذ على الجهّال عهدا بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهّال؛ لأنّ العلم كان قبل الجهل)(2)
[الحديث: 463] قال الإمام الباقر: (انّ الذي تعلّم العلم منكم له مثل أجر الّذي يعلّمه وله الفضل عليه، تعلّموا العلم من حملة العلم وعلّموه إخوانكم كما علّمكم العلماء)(3)
[الحديث: 464] قال الإمام الباقر: (زكاة العلم أن تعلّمه عباد الله)(4)
[الحديث: 465] قال الإمام الباقر: (من علّم باب هدى فله مثل اجر من عمل به ولا ينقص أولئك من اجورهم شيئا، ومن علّم باب ضلال كان عليه مثل اوزار من عمل به
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 197، والخصال.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 41.
(3) بصائر الدرجات ص 4.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (79)
ولا ينقص أولئك من اوزارهم شيئا)(1)
[الحديث: 466] قال الإمام الباقر: (إنّ الّذي يعلّم العلم منكم له أجر مثل أجر المتعلّم وله الفضل عليه، فتعلّموا العلم من حملة العلم وعلّموه إخوانكم كما علّمكموه العلماء)(2)
[الحديث: 467] قال الإمام الباقر: (ما من عبد يغدو في طلب العلم أو يروح إلّا خاض الرّحمة، وهتفت به الملائكة: مرحبا بزائر الله، وسلك من الجنّة مثل ذلك المسلك)(3)
[الحديث: 468] قال الإمام الباقر: (سارعوا في طلب العلم، فو الّذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن صادق خير من الدّنيا وما حملت من ذهب وفضّة، وذلك أنّ الله يقول: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. وان كان الإمام عليّ ليأمر بقراءة المصحف)(4)
[الحديث: 469] عن الإمام الباقر في خطبة أبي ذرّ: (يا مبتغي العلم لا تشغلك الدنيا ولا أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثمّ غدوت عنهم إلى غيرهم، الدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره، وما بين البعث والموت الا كنومة نمتها ثمّ استيقظت منها، يا جاهل تعلم، فإنّ قلبا ليس فيه شيء من العلم كالبيت الخراب الّذي لا عامر له)(5)
[الحديث: 470] قال الإمام الصادق: (يغدو الناس على ثلاثة أصناف: عالم ومتعلّم، وغثاء، فنحن العلماء، وشيعتنا المتعلّمون، وسائر الناس غثاء)(6)
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 35.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 35.
(3) ثواب الأعمال ص 160.
(4) المحاسن ص 227.
(5) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 157.
(6) اصول الكافي: ج 1 ص 34.
الحياة الشخصية وأحكامها (80)
[الحديث: 471] قال الإمام الصادق: (من تعلم لله عزّ وجلّ وعمل لله وعلم لله، دعي في ملكوت السموات عظيما، وقيل: تعلم لله وعمل لله وعلم لله)(1)
[الحديث: 472] قال الإمام الصادق: (من تعلّم بابا من العلم ليعلّمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيّا)(2)
[الحديث: 473] قال الإمام الصادق: (من تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل كان أفضل من أن يصلّي ألف ركعة تطّوعا)(3)
[الحديث: 474] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، ولا لتباهي به، ولا لتماري؛ ولا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، وزهادة في العلم، واستحياء من الناس)(4)
[الحديث: 475] قال الإمام الصادق: (من مشى في طلب العلم خطوتين، وجلس عند العالم ساعتين، وسمع من المعلّم كلمتين، أوجب الله له جنّتين كما قال الله تعالى: ولِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ)(5)
[الحديث: 476] قال الإمام الصادق: (قام عيسى ابن مريم عليه السّلام خطيبا في بني إسرائيل! فقال: يا بني إسرائيل لا تحدّثوا الجهّال بالحكمة فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم)(6)
[الحديث: 477] قال الإمام الصادق: (من تعلّم لله عزّ وجلّ، وعمل لله، وعلم لله، دعي في ملكوت السموات عظيما)(7)
__________
(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 45.
(2) مشكاة الأنوار ص 136.
(3) مشكاة الأنوار ص 136.
(4) تحف العقول ص 313.
(5) إرشاد القلوب ص 195.
(6) اصول الكافي: ج 1 ص 42.
(7) أمالي الطوسي ج 1 ص 46.
الحياة الشخصية وأحكامها (81)
[الحديث: 478] قال الإمام الصادق: (من علّم خيرا فله مثل أجر من عمل به)، قيل: فإن علّمه غيره يجري ذلك له؟ قال: (إن علّمه الناس كلّهم جرى له)، قيل: فان مات؟ قال: (وإن مات)(1)
[الحديث: 479] قال الإمام الصادق: (انّ معلّم الخير لتستغفر له دوابّ الأرض وحيتان البحر، وكلّ صغيرة وكبيرة في أرض الله وسمائه)(2)
[الحديث: 480] عن حفص بن غياث قال: قال لي الإمام الصادق: (من تعلّم العلم وعمل به وعلّم لله دعي في ملكوت السّماوات عظيما، فقيل: تعلّم لله وعمل لله وعلّم لله)(3)
[الحديث: 481] قال الإمام الصادق: (الناس اثنان عالم ومتعلّم، وسائر الناس همج والهمج في النار)(4)
[الحديث: 482] قال الإمام الصادق: (اغد عالما خيرا، وتعلّم خيرا)(5)
[الحديث: 483] قال الإمام الصادق: (الناس ثلاثة: عالم ومتعلّم وغثاء)(6)
خامسا ـ ما ورد في آداب العلم وأخلاق العلماء
من الأحاديث الواردة في آداب العلم وأخلاق العلماء في المصادر السنية والشيعية:
1 ـ ما ورد من الأحاديث النبوية
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 484] عن أبي هارون العبدري قال: كنا نأتي أبا سعيد، فيقول: مرحبا بوصية
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 35.
(2) بصائر الدرجات ج 1 ص 4.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 35.
(4) الخصال ج 1 ص 39.
(5) المحاسن ص 226.
(6) اصول الكافي: ج 1 ص 34.
الحياة الشخصية وأحكامها (82)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: (إن الناس لكم تبعٌ، وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا)(1)
[الحديث: 485] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيأتيكم أقوامٌ يطلبون العلم فإذا رأيتموهم، فقولوا لهم مرحبا مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلموهم)(2)
[الحديث: 486] عن يزيد بن سلمة قال: قلت: يا رسول الله! إني سمعت منك حديثا كثيرا أخاف أن ينسيني أوله آخره، فحدثني بكلمة تكون جماعا، قال: (اتق الله فيما تعلم، واعمل به)(3)
[الحديث: 487] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا ينبغي للعالم أن يسكت على علمه، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله، قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43])(4)
[الحديث: 488] عن شقيق قال: كان عبد الله يذكر الناس في كل خميس، فقال له رجلٌ: يا أبا عبدالرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فقال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا (5).
[الحديث: 489] عن عكرمة أن ابن عباس قال: حدث الناس مرة في الجمعة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاثا ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
__________
(1) رواه الترمذي (2650)
(2) رواه ابن ماجة (247)
(3) رواه الترمذي (2683)
(4) رواه الطبراني في (الأوسط) 5/ 298 (5365)
(5) رواه البخاري (70)، ومسلم (2821)، والترمذي (2855)
الحياة الشخصية وأحكامها (83)
وأصحابه لا يفعلون ذلك (1).
[الحديث: 490] عن أبي أمامة قال: قال فتى من قريش: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه فقال: (ادنه)، فدنا قال: (أتحبه لأمك)، قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) ثم قال له مثل ذلك في ابنته وأخته وعمته وخالته في كل ذلك يقول أتحبه لكذا فيقول لا والله جعلني الله فداك، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا الناس يحبونه له)، فوضع يده عليه وقال اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء (2).
[الحديث: 491] عن ابن عمر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أخبروني بشجرة شبه المسلم لا يتحات ورقها، ولا تؤتي أكلها كل حين، فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هي النخلة فلما قمنا، قلت لعمر: يا أبتاه، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تتكلم، قال: لم أركم تتكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئا، فقال عمر: (لئن كنت قلتها أحب إلي من كذا وكذا)(3)
[الحديث: 492] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا)(4)
[الحديث: 493] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (منهومان لا يشبعان: منهومٌ في الدنيا لا يشبع منها، ومنهومٌ في العلم لا يشبع منه.. فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم ومَن تناولها من غير حلّها هلك، إلا أن يتوب ويراجع.. ومَن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا،
__________
(1) رواه البخاري (6337)
(2) رواه أحمد 5/ 256 - 257، والطبراني 8/ 183 (7759)
(3) رواه البخاري (131)، ومسلم (2811)
(4) رواه الطبراني 10/ 180 - 181 (10388)
الحياة الشخصية وأحكامها (84)
ومَن أراد به الدنيا هلك وهو حظه. العلماء عالمان: عالمٌ عمل بعلمه فهو ناجٍ، وعالمٌ تاركٌ لعلمه فقد هلك، وإنّ أهل النار ليتأذّون من نتن ريح العالم التارك لعلمه، وإنّ أشدّ أهل النار ندامةً وحسرةً رجلٌ دعا عبدا إلى الله فاستجاب له فأطاع الله فدخل الجنة، وأدخل الداعي إلى النار بتركه علمه، واتباعه هواه، وعصيانه لله.. إنما هما اثنان: اتباع الهوى، وطول الأمل.. فأما اتباع الهوى فيصدّ عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة)(1)
[الحديث: 494] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم وديعة اللّه في أرضه، والعلماء امناؤه عليه، فمن عمل بعلمه أدّى أمانته، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان اللّه من الخائنين)(2)
[الحديث: 495] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من تعلّم العلم ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يصرف وجوه الناس إليه ليعظّموه فليتبوّء مقعده من النار، فإنّ الرّئاسة لا تصلح إلّا للّه ولأهلها، ومن وضع نفسه في غير الموضع الّذي وضعه اللّه فيه مقته اللّه، ومن دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم وليس هو كذلك لم ينظر اللّه إليه حتّى يرجع عمّا قال ويتوب إلى اللّه ممّا ادّعى)(3)
[الحديث: 496] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلم القرآن للدنيا وزينتها حرم اللّه عليه الجنّة)(4)
[الحديث: 497] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب العلم للّه عزّ وجلّ لم يصب منه بابا إلّا ازداد في نفسه ذلا وللناس تواضعا وللّه خوفا وفي الدين اجتهادا، فذلك الّذي ينتفع بالعلم فيتعلمه، ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس والخطوة عند السلطان لم يصب منه بابا
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 36، وكتاب سليم بن قيس الهلالي.
(2) بحار الأنوار ج 74 ص 166، الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة.
(3) تحف العقول ص 43.
(4) مكارم الأخلاق ص 451.
الحياة الشخصية وأحكامها (85)
إلّا ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة وباللّه اغترارا وفي الدين جفاء، فذلك الّذي لا ينتفع بالعلم فليكف وليمسك عن الحجة على نفسه والندامة والخزي يوم القيامة)(1)
[الحديث: 498] عن جابر قال: قال رجل: يا رسول الله: أي الناس أعلم؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه، كل صاحب علم غرثان (2).
[الحديث: 499] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ناصحوا في العلم، فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله، وإن الله سائلكم يوم القيامة)(3)
[الحديث: 500] عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم كانوا يأخذون منه صلى الله عليه وآله وسلم عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قال: فتعلمنا العلم والعمل (4).
[الحديث: 501] عن ابن عمر قال: لقد عشت برهة من دهري، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن نقف عنده منها، كما تعلمون أنتم القرآن، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدرى ما آمره ولا زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده منه، وينثره نثر الدقل (5).
[الحديث: 502] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل الذي تعلم العلم في صغره، كالنقش على الحجر، ومثل الذي تعلم العلم في كبره كالذى يكتب على الماء)(6)
[الحديث: 503] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به
__________
(1) إرشاد القلوب ص 818.
(2) رواه أبو يعلى في (المسند) 4/ 132 (2183)
(3) رواه الطبراني 11/ 270 (11701)
(4) رواه أحمد 5/ 410، والحاكم 1/ 557.
(5) الحاكم في المستدرك 1/ 35.
(6) ذكره الهيثمي في (المجمع) 1/ 125 وقال: رواه الطبراني في (الكبير)
الحياة الشخصية وأحكامها (86)
السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار)(1)
[الحديث: 504] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلم العلم لغير الله وأراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار)(2)
[الحديث: 505] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يكون في آخر الزمان رجالٌ يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله تعالى: أبي يغترون أم علي يجترئون، فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا)(3)
[الحديث: 506] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس الخبر كالمعاينة، إن الله أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت)(4)
[الحديث: 507] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل الذي يعلم الناس الخير، وينسى نفسه، كمثل السراج يضيء للناس، ويحرق نفسه)(5)
[الحديث: 508] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يظهر الإسلام حتى تختلف التجار في البحر، ثم يظهر قوم يقرؤون القرآن، يقولون من أقرأ منا؟ من أعلم منا؟ من أفقه منا؟) ثم قال لأصحابه: (هل في أولئك من خير!)، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (أولئك منكم، من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار)(6)
[الحديث: 509] عن ابن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم
__________
(1) رواه الترمذي (2654)
(2) رواه الترمذي (2655)، وابن ماجة (258)
(3) رواه الترمذي (2404)
(4) رواه أحمد 1/ 271، والطبراني 12/ 54 (12451)، وفي (الأوسط) 1/ 12 (25)، والحاكم 2/ 321.
(5) رواه الطبراني 2/ 167 (1685)
(6) رواه البزار (كشف الأستار) 1/ 98 - 99 (173)
الحياة الشخصية وأحكامها (87)
سمعت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك)(1)
[الحديث: 510] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين، ويقرؤون القرآن، ويقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم إلا الخطايا)(2)
[الحديث: 511] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أعظم المسلمين في المسلمين جرما، من سأل عن شيء لم يحرم على الناس فحرم من أجل مسألته)(3)
[الحديث: 512] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)(4)
[الحديث: 513] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيئ فمن خلق الله؟)(5)
[الحديث: 514] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته)(6)
[الحديث: 515] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله)(7)
[الحديث: 516] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق
__________
(1) رواه ابن ماجة (4106)
(2) رواه ابن ماجة (255)
(3) رواه البخاري (7289)، ومسلم (2358)، وأبو داود (4610)
(4) رواه البخاري (7288)، ومسلم (1337)، والترمذي (2679)
(5) رواه مسلم (135)
(6) رواه البخاري (3276)، ومسلم (134)
(7) رواه البخاري (7296)،ومسلم (136)
الحياة الشخصية وأحكامها (88)
الله فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحدٌ، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحدٌ، ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان)(1)
[الحديث: 517] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تقربوها، وترك أشياء من غير نسيان فلا تبحثوها)(2)
[الحديث: 518] عن أبي موسى قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى الفجر انحرفنا إليه، فمنا من يسأله عن القرآن، ومنا من يسأله عن الفرائض، ومنا من يسأله عن الرؤيا (3).
[الحديث: 519] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم)(4)
[الحديث: 520] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون، الحرام ويحرمون الحلال)(5)
[الحديث: 521] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم من قالوا بالرأي فضلوا وأضلوا)(6)
[الحديث: 522] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه فإنه أنجح للحاجة)(7)
[الحديث: 523] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نضر الله امرءا سمع منا شيئا، فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع)(8)
__________
(1) رواه أبو داود (4722)
(2) رواه الطبراني 22/ 221 - 222 (589)، والدارقطني 4/ 183 - 184، والبيهقي 10/ 12.
(3) ذكره الهيثمي في (المجمع) 1/ 159 وقال: رواه الطبراني في (الكبير)
(4) رواه الطبراني في (الأوسط) 7/ 25 (6744)
(5) رواه الطبراني 18/ 50 - 51 (90) والبزار (كشف الأستار) 1/ 98 (172)
(6) رواه ابن ماجة (56)
(7) رواه الترمذي (2713)
(8) رواه الترمذي (2657)
الحياة الشخصية وأحكامها (89)
[الحديث: 524] عن ابن عمرو قال: كان قومٌ على باب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتنازعون في القرآن، فخرج عليهم يوما متغيرا وجهه فقال: (يا قوم، بهذا أهلكت الأمم، وإن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض)(1)
[الحديث: 525] عن أبي هريرة قال: قال رجل من الأنصار: يا رسول الله إني لأسمع منك الحديث فيعجبني، ولا أحفظه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (استعن بيمينك وأومأ بيده للخط)(2)
[الحديث: 526] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)(3)
[الحديث: 527] عن أبي الدرداء قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: (هذا أوانٌ يختلس العلم من الناس حتى لا يقدرون منه على شيء)، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه أبناءنا ونساءنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثكلتك أمك زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا تغني عنهم)، قال جبيرٌ: فلقيت عبادة ابن الصامت، فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته الذي قال، فقال: صدق إن شئت حدثتك بأول علم يرفع أول علم يرفع من الناس الخشوع، يوشك أن تدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه رجلا خاشعا (4).
[الحديث: 528] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (موت العالم ثلمة في الإسلام، لا تسدٌ ما اختلف
__________
(1) رواه الطبراني في (الأوسط) 3/ 227 (2995)
(2) رواه الترمذي (2666)
(3) رواه البخاري (100)، ومسلم (2673)، والترمذي (2652)
(4) رواه الترمذي (2653)
الحياة الشخصية وأحكامها (90)
الليل والنهار)(1)
[الحديث: 529] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال هذه الأمة على شريعة ما لم تظهر فيهم ثلاثٌ: ما لم يقبض العلم منهم، ويكثر فيهم ولد الحنث، ويظهر فيهم الصغارون)، قيل: وما الصغارون أو الصقارون يا رسول الله؟ قال: (نشأ يكون في آخر الزمان تحيتهم بينهم التلاعن)(2)
[الحديث: 530] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلم العلم ولم تعمل بما فيه حشره اللّه يوم القيامة أعمى. ومن تعلم العلم رئاء وسمعة يريد به الدنيا نزع اللّه بركته وضيق عليه معيشته ووكّله اللّه إلى نفسه، ومن وكّله اللّه إلى نفسه فقد هلك، قال اللّه تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(3)
[الحديث: 531] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم وديعة اللّه في أرضه، والعلماء امناؤه عليه، فمن عمل بعلمه أدّى أمانته، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الخائنين)(4)
[الحديث: 532] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلماء رجلان عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وإنّ أهل النار ليتأذّون من ريح العالم التارك لعلمه، وإنّ أشدّ أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى اللّه فاستجاب له وقبل منه فأطاع اللّه فأدخله اللّه الجنّة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتّباعه الهوى وطول الأمل، أمّا اتّباع الهوى فيصدّعن الحقّ، وطول الأمل ينسي الآخرة)(5)
__________
(1) رواه البزار (كشف الأستار) 1/ 124 (234)
(2) رواه أحمد 3/ 439، والطبراني 20/ 195 (439)
(3) مكارم الأخلاق ص 451.
(4) بحار الأنوار ج 2 ص 36، كتاب الدرّة الباهرة.
(5) اصول الكافي ج 1 ص 44.
الحياة الشخصية وأحكامها (91)
[الحديث: 533] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (علماء هذه الامّة رجلان رجل اتاه اللّه علما، فطلب به وجه اللّه والدار الآخرة وبذله للناس، ولم يأخذ عليه طمعا، ولم يشتر به ثمنا قليلا، فذلك يستغفر له من في البحور ودواب البر والبحر، والطير في جو السماء، ويقدم على اللّه سيّدا شريفا، ورجل اتاه اللّه علما فبخل به على عباد اللّه وأخذ عليه طمعا، واشترى به ثمنا قليلا، فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار، وينادى ملك من الملائكة على رؤوس الاشهاد، هذا فلان ابن فلان آتاه اللّه علما في دار الدنيا فبخل به على عباده حتّى يفرغ من الحساب)(1)
[الحديث: 534] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تطلبوا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار، ولكن تعلّموه للّه وللدار الآخرة)(2)
[الحديث: 535] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب علما ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنّة)(3)
[الحديث: 536] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يجادل به العلماء أو ليدعو الناس إلى نفسه فهو من أهل النار)(4)
[الحديث: 537] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (يطلع قوم من أهل الجنّة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنّة بفضل تأديبكم وتعليمكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله)(5)
__________
(1) روضة الواعظين ج 1 ص 11.
(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 215.
(3) أمالي الطوسي ج 2 ص 140.
(4) من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 140.
الحياة الشخصية وأحكامها (92)
[الحديث: 538] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ موسى عليه السلام لقي الخضر عليه السلام فقال: أوصني، فقال: يا طالب العلم.. إنّ القائل أقلُّ ملالةً من المستمع، فلا تملّ جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أنّ قلبك وعاءٌ فانظر ماذا تحشو به وعاءك؟.. واعرف الدنيا وانبذها وراءك، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنها جُعلت بُلغةً للعباد ليتزوّدوا منها للمعاد.. يا موسى وطّن نفسك على الصبر تلقى الحلم، واشعر قلبك بالتقوى تنل العلم، ورضّ نفسك على الصبر تخلص من الإثم.. يا موسى تفرّغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرّغ له، ولا تكوننّ مكثاراً بالمنطق مهذاراً، إنّ كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد، فإنّ ذلك من التوفيق والسداد.. وأعرض عن الجهّال واحلم عن السفهاء، فإنّ ذلك فضل الحلماء وزين العلماء.. وإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما، وجانبه حزما، فإنّ ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر.. يا بن عمران.. لا تفتحنّ بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقنّ بابا لا تدري ما فتحه.. يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نُهمته، ولا تنقضي فيها رغبته، كيف يكون عابدا؟.. ومن يحقر حاله ويتّهم الله بما قضى له، كيف يكون زاهدا؟.. يا موسى تعلّم ما تعلّم لتعمل به، ولا تعلّم لتحدّث به فيكون عليك بوره (أي هلاكه)، ويكون على غيرك نوره)(1)
[الحديث: 539] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله عزّ وجلّ يقول: تذاكر العلم بين عبادي ممّا تحيى عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري)(2)
[الحديث: 540] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تذاكروا وتلاقوا وتحدّثوا، فانّ الحديث جلاء للقلوب إنّ القلوب لترين كما يرين السّيف وجلاؤها الحديث)(3)
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 227، ومنية المريد.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 40.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 41.
الحياة الشخصية وأحكامها (93)
[الحديث: 541] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل ما بعثت به من الهدى والرحمة كمثل غيث أصاب الأرض، فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت العشب والكلاء الكثير، وكانت منها أخاديد أمسك الماء فانتفع به الناس شربوا منها وزرعوا وسقوا، وكانت منها أخرى إنّما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت الكلاء)(1)
[الحديث: 542] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا عيش إلّا لرجلين: عالم ناطق ومتعلّم واع)(2)
[الحديث: 543] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اطلبوا العلم ولو بالصين، فانّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم)(3)
[الحديث: 544] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة؛ فاطلبوه في مظانّه واقتبسوه من أهله، فإنّ تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة والمذاكرة به تسبيح والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى)(4)
[الحديث: 545] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم خزائن، ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحكم الله، فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمجيب، والمستمع، والمحبّ لهم)(5)
[الحديث: 546] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل، كان أفضل من أن يصلّي ألف ركعة تطوّعا)(6)
[الحديث: 547] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طالب العلم محفوف بعناية الله)(7)
[الحديث: 548] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلّم بابا من العلم عمّن يثق به، كان أفضل من أن يصلّي ألف ركعة تطوّعا)(8)
__________
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 214.
(2) أعلام الدين ص 293.
(3) روضة الواعظين ج 1 ص 11.
(4) عوالي اللّئالي ج 4 ص 70.
(5) كنز الكراجكي ج 2 ص 107.
(6) روضة الواعظين ج 1 ص 12.
(7) عوالي اللّئالي ج 1 ص 292.
(8) روضة الواعظين ج 1 ص 12.
الحياة الشخصية وأحكامها (94)
[الحديث: 549] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خرج يطلب بابا من علم ليرد به باطلا إلى حقّ أو ضلالة إلى هدى، كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاما)(1)
[الحديث: 550] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفّ لكلّ مسلم لا يجعل في كلّ جمعة يوما يتفقّه فيه أمر دينه ويسأل عن دينه)(2)
[الحديث: 551] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من خرج من بيته يطلب علما، شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له)(3)
[الحديث: 552] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله إليّ أنّه من سلك مسلكا يطلب فيه العلم سهّلت له طريقا إلى الجنّة)(4)
[الحديث: 553] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل للذين يتفقّهون لغير الدين ويتعلّمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا لغير الآخرة، يلبسون للناس مسوك الكباش، وقلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل، وأعمالهم أمرّ من الصبر: إيايّ يخادعون؟ ولأتيحن لكم فتنة تذر الحكيم حيرانا)(5)
[الحديث: 554] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى طالب العلم)(6)
[الحديث: 555] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزل قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن خمس خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ما ذا عمل فيما علم)(7)
__________
(1) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 231.
(2) المحاسن ص 225.
(3) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 185.
(4) بصائر الدرجات ج 1 ص 4.
(5) عدّة الداعي ص 79.
(6) إرشاد القلوب ص 164.
(7) ارشاد القلوب ص 15.
الحياة الشخصية وأحكامها (95)
[الحديث: 556] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (علم لا ينتفع به ككنز لا ينفق منه)(1)
[الحديث: 557] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم الّذي لا يعمل به كالكنز الّذي لا ينفق منه أتعب صاحبه نفسه في جمعه، ولم يصل إلى نفعه)(2)
[الحديث: 558] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من غلب علمه هواه فذاك علم نافع، ومن جعل شهوته تحت قدميه فرّ الشيطان من ظلّه)(3)
[الحديث: 559] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدّنيا)، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدّنيا؟ قال: (اتّباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم)(4)
[الحديث: 560] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: (يا أبا ذر: إنّ شرّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينفع بعلمه، ومن طلب علما ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنّة.. يا أبا ذرّ: من ابتلى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنّة.. يا أبا ذر: إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل لا أعلمه تنج من تبعته، ولا تفت الناس بما لا علم لك تنج من عذاب الله يوم القيامة.. يا أبا ذرّ: يطلع قوم من أهل الجنّة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار؟ وقد دخلنا الجنّة بفضل تأديبكم وتعليمكم فيقولون: انّا كنّا نأمر بالخير ولا نفعله)(5)
[الحديث: 561] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم وزير الإيمان العلم، ونعم وزير العلم الحلم، ونعم وزير الحلم الرفق، ونعم وزير الرفق الصّبر)(6)
__________
(1) ارشاد القلوب ص 15.
(2) عدّة الداعي ص 78.
(3) روضة الواعظين ج 2 ص 421.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 46.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 140.
(6) أصول الكافي: ج 1 ص 48.
الحياة الشخصية وأحكامها (96)
[الحديث: 562] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (علامة العلم أربعة: العلم بالله، والعلم بمحبّيه، والعلم بفرائضه، والحفظ لها حتّى تؤدّى)(1)
[الحديث: 563] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات، وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلّا ناداه ربّه عزّ وجلّ جلست إلى حبيبي، وعزّتي وجلالي لأسكنتك الجنّة معه ولا أبالي)(2)
[الحديث: 564] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله عز وجلّ، على منابر من نور)، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: (هم الّذين يحبّبون عباد الله إلى الله ويحبّبون الله إلى عباده)، قلنا: هذا حبّبوا الله إلى عباده، فكيف يحبّبون عباد الله إلى الله؟ قال: (يأمرونهم بما يحبّ الله وينهونهم عمّا يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبّهم الله)(3)
[الحديث: 565] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع يلزمن كل ذي حجر وعقل من أمتي)، قيل: يا رسول الله ما هنّ؟ قال: (استماع العلم وحفظه ونشره عند أهله والعمل به)(4)
[الحديث: 566] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيأتي على أمتي زمانٌ لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرةٌ وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود)(5)
__________
(1) تحف العقول ص 19.
(2) أمالي الصدوق ص 37.
(3) روضة الواعظين ج 1 ص 12.
(4) نوادر الراوندي ص 18.
(5) بحار الأنوار: 2/ 109، وثواب الأعمال.
الحياة الشخصية وأحكامها (97)
[الحديث: 567] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلّم علما ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول: أنا رئيسكم، فليتبوّأ مقعده من النار، إنّ الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها، فمن دعا إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة)(1)
[الحديث: 568] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من تعلّم بابا من العلم ـ عمل به أو لم يعمل ـ كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعاً)(2)
[الحديث: 569] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ العبد إذا خرج في طلب العلم ناداه الله عزّ وجلّ: مرحبا بك يا عبدي.. أتدري أي منزلة تطلب؟.. وأي درجة تروم؟.. تضاهي ملائكتي المقرّبين لتكون لهم قرينا، لأُبلّغنّك مرادك ولأُوصلنّك بحاجتك).. فقيل للإمام السجاد: (ما معنى مضاهاة ملائكة الله عزّ وجلّ المقرّبين ليكون لهم قريناً؟.. فقال: (أما سمعت قول الله عزّ وجلّ: {شَهِدَ الله أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] فبدأ بنفسه، وثنّى بملائكته، وثلّث بأُولي العلم الذين هم قرناء ملائكته)(3)
[الحديث: 570] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن خرج يطلب باباً من علم ليردّ به باطلاً إلى حق أو ضلالةً إلى هدىً، كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاما)(4)
[الحديث: 571] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن طلب علماً فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر، ومَن طلب علماً فلم يدركه كتب الله له كفلاً من الأجر)(5)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 110، والاختصاص.
(2) بحار الأنوار: 1/ 180، وروضة الواعظين.
(3) بحار الأنوار: 1/ 180، وأمالي الطوسي.
(4) بحار الأنوار: 1/ 182، وأمالي الطوسي.
(5) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
الحياة الشخصية وأحكامها (98)
[الحديث: 572] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلّمين، فو الذي نفسي بيده، ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكلّ قدم عبادة سنة، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفورا له، وشهدت الملائكة أنهم عتقاء الله من النار)(1)
[الحديث: 573] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن طلب العلم فهو كالصائم نهاره، القائم ليله، وإنّ باباً من العلم يتعلّمه الرجل خيرٌ له من أن يكون له أبو قبيس ذهباً، فأنفقه في سبيل الله)(2)
[الحديث: 574] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام، كان بينه وبين الأنبياء درجةٌ واحدةٌ في الجنة)(3)
[الحديث: 575] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خيرٌ من أن يكون لك حمر النعم)(4)
[الحديث: 576] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمَثَل غيثٍ أصاب أرضا، وكان منها طائفةٌ طيبةٌ فقبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس وشربوا منها، وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، وتفقّه ما بعثني الله به، فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به)(5)
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
(2) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
(3) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
(4) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
(5) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
الحياة الشخصية وأحكامها (99)
[الحديث: 577] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من غدا في طلب العلم أظلّت عليه الملائكة، وبورك له في معيشته، ولم ينقص من رزقه)(1)
[الحديث: 578] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما ناشٍ نشأ في العلم والعبادة حتى يكبر، أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صدّيقا)(2)
[الحديث: 579] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلّم خيرا أو ليعلّمه كان له أجر معتمر تام العمرة، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلّم خيرا أو ليعلّمه، فله أجر حاجٍّ تامّ الحجّة)(3)
[الحديث: 580] قال بعضهم: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد متكّئ على برد له أحمر فقلت له: يا رسول الله.. إني جئت أطلب العلم، فقال: (مرحبا بطالب العلم، إنّ طالب العلم لتحفّه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من محبّتهم لما يطلب)(4)
[الحديث: 581] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. أي علم التقوى واليقين)(5)
[الحديث: 582] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من طلب العلم لله لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه ذلا، وفي الناس تواضعا، ولله خوفا، وفي الدين اجتهادا، وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلّمه. ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس والحظوة عند السلطان، لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمةً، وعلى الناس استطالةً، وبالله اغترارا، ومن الدين جفاءً، فذلك
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 184، ومنية المريد.
(2) بحار الأنوار: 1/ 185، ومنية المريد.
(3) بحار الأنوار: 1/ 185، ومنية المريد.
(4) بحار الأنوار: 1/ 185، ومنية المريد.
(5) بحار الأنوار: 2/ 32، ومصباح الشريعة.
الحياة الشخصية وأحكامها (100)
الذي لا ينتفع بالعلم، فليكفّ وليمسك عن الحجّة على نفسه، والندامة والخزي يوم القيامة)(1)
[الحديث: 583] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه.. وما أتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبّا، إلا ازداد من الله تعالى بعدا، وازداد الله تعالى عليه غضبا)(2)
[الحديث: 584] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم علمان: علمٌ في القلب فذلك العلم النافع.. وعلمٌ في اللسان فذلك حجةٌ على العباد)(3)
[الحديث: 585] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم الذي لا يُعمل به كالكنز الذي لا يُنفق منه، أتعب صاحبه نفسه في جمعه، ولم يصل إلى نفعه)(4)
[الحديث: 586] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تعلّموا العلم لتماروا به السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله، فإنه يدوم ويبقى وينفد ما سواه.. كونوا ينابيع الحكمة، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تُعرفون في أهل السماء، وتخفون في أهل الأرض)(5)
[الحديث: 587] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غريبتان فاحتملوهما: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها)(6)
[الحديث: 588] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس من أخلاق المؤمن الملق، إلا في طلب العلم)(7)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 35، وروضة الواعظين.
(2) بحار الأنوار: 2/ 36، ونوادر الراوندي.
(3) بحار الأنوار: 2/ 37، وكنز الكراجكي.
(4) بحار الأنوار: 2/ 37، وعدة الداعي.
(5) بحار الأنوار: 2/ 38، ومنية المريد.
(6) بحار الأنوار: 2/ 42، والخصال، معاني الأخبار.
(7) بحار الأنوار: 2/ 45، والعدة.
الحياة الشخصية وأحكامها (101)
[الحديث: 589] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظهرت البدعة في أمتي فليُظهر العالم علمه، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله)(1)
[الحديث: 590] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الانصات، قال: ثمّ مه؟ قال الاستماع، قال: ثمّ مه؟ قال: الحفظ، قال: ثمّ مه؟ قال: العمل به، قال: ثمّ مه يا رسول الله؟! قال: (نشره)(2)
[الحديث: 591] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أربع تلزم كلّ ذي حجى من أمّتي)، قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: (استماع العلم، وحفظه، والعمل به، ونشره)(3)
[الحديث: 592] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم علمان: علم باللّسان وهو الحجّة عليك، وعلم بالقلب والنافع لك وليس بالتحلّي ولا بالتمنّي ولكنّه ما وقر في القلب وصدّقه العمل)(4)
[الحديث: 593] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم علمان: علم في القلب، فذلك العلم النافع، وعلم في اللسان فذلك حجّة على العباد)(5)
[الحديث: 594] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس لا يجتمعن إلا في مؤمن حقا، يوجب الله له بهن الجنة: (النور في القلب، والفقه في الإسلام، والورع في الدين، والمودة في الناس، وحسن السمت في الوجه)(6)
[الحديث: 595] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل لا أعلمه تنج من تبعته، ولا تفت الناس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة)(7)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 72، والمحاسن.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 48.
(3) كنز الفوائد ج 2 ص 107.
(4) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 214.
(5) كنز الفوائد ج 2 ص 107.
(6) بحار الأنوار: 1/ 219، وكنز الكراجكي.
(7) أمالي الطوسي ج 2 ص 140.
الحياة الشخصية وأحكامها (102)
[الحديث: 596] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أفتى بفتيا من غير تثبّت ـ وفي لفظ: بغير علم ـ فإنّما إثمه على من أفتاه)(1)
[الحديث: 597] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار)(2)
[الحديث: 598] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر ممّا يصلحه)(3)
[الحديث: 599] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (أشدّ الناس عذابا يوم القيامة: رجل قتل نبيّا أو قتله نبيّ، أو رجل يضلّ الناس بغير علم، أو مصوّر يصوّر التماثيل)(4)
[الحديث: 600] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السموات والأرض)(5)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 601] قال الإمام علي: (إنّ من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تأخذ بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعا، وخصّه بالتحيّة دونهم، واجلس بين يديه، ولا تجلس خلفه ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك ولا تكثر من القول: قال فلان وقال فلان، خلافا لقوله، ولا تضجر بطول صحبته فإنّما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتّى يسقط عليك منها شيء، والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله)(6)
__________
(1) منية المريد ص 137.
(2) منية المريد ص 137.
(3) عوالي اللّئالي ج 4 ص 76.
(4) منية المريد ص 137.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 46.
(6) اصول الكافي: ج 1 ص 37.
الحياة الشخصية وأحكامها (103)
[الحديث: 602] قال الإمام عليّ: (إنّ من حقّ العالم أن لا تكثر السؤال عليه، ولا تسبقه في الجواب، ولا تلحّ عليه إذا أعرض، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشير إليه بيدك، ولا تغمزه بعينك، ولا تسارّه في مجلسه، ولا تطلب عوراته، وأن لا تقول: قال فلان خلاف قولك، ولا تفشي له سرّا، ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تحفظ له شاهدا وغائبا، وأن تعمّ القوم بالسلام وتخصّه بالتحيّة، وتجلس بين يديه، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تملّ من طول صحبته فإنّما هو مثل النخلة، فانتظر متى تسقط عليك منها منفعة. والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة. وإنّ طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقرّبي السماء)(1)
[الحديث: 603] قال الإمام علي: (من حقّ العالم أن لا يكثر عليه السؤال، ولا يعنت في الجواب، ولا يلح عليه إذا كسل، ولا يؤخذ بثوبه إذا نهض، ولا يشار إليه بيد حاجة، ولا يفشى له سر، ولا يغتاب عنده أحد، ويعظم كما حفظ أمر الله، ولا يجلس المتعلم إلّا أمامه، ولا يعرض من طول صحبته، وإذا جاءه طالب علم وغيره فوجده في جماعة عمهم بالسلام وخصه بالتحية، وليحفظ شاهدا وغائبا، وليعرف له حقّه فإن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، فإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلّا خلف منه، وطالب العلم تستغفر له الملائكة، ويدعو له من في السماء والأرض)(2)
[الحديث: 604] قال الإمام علي: (إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلّم حسن الاستماع كما تعلّم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه)(3)
[الحديث: 605] قال الإمام علي: (لا تجعلنّ ذرب لسانك على من أنطقك، وبلاغة
__________
(1) الخصال ص 504.
(2) الإرشاد ص 123.
(3) المحاسن ص 233.
الحياة الشخصية وأحكامها (104)
قولك على من سدّدك)(1)
[الحديث: 606] قال الإمام علي: (غنيمة الأكياس مدارسة الحكمة)(2)
[الحديث: 607] قال الإمام علي: (لن يحرز العلم إلّا من يطيل درسه)(3)
[الحديث: 608] قال الإمام علي: (لقاح المعرفة دراسة العلم)(4)
[الحديث: 609] قال الإمام علي: (من أكثر مدارسة العلم لم ينس ما علم واستفاد ما لم يعلم)(5)
[الحديث: 610] قال الإمام علي: (مدارسة العلم لذّة العلماء)(6)
[الحديث: 611] قال الإمام علي: (مناقشة العلماء تنتج فوائدهم وتكسب فضائلهم)(7)
[الحديث: 612] قال الإمام علي: (لا فقه لمن لا يديم الدّرس)(8)
[الحديث: 613] قال الإمام علي: (العالم الّذي لا يملّ من تعلّم العلم)(9)
[الحديث: 614] قال الإمام علي: (العالم من لا يشبع من العلم ولا يتشبّع به)(10)
[الحديث: 615] قال الإمام علي: (الناس ثلاثة: فعالم ربّانيّ، ومتعلمّ على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق)(11)
[الحديث: 616] قال الإمام علي: (اطلب العلم تزدد علما)(12)
[الحديث: 617] قال الإمام علي: (اقتن العلم فإنّك إن كنت غنيّا زانك وإن كنت فقيرا
__________
(1) نهج البلاغة ص 1278.
(2) غرر الحكم ص 49.
(3) غرر الحكم ص 49.
(4) غرر الحكم ص 49.
(5) غرر الحكم ص 49.
(6) غرر الحكم ص 49.
(7) غرر الحكم ص 49.
(8) غرر الحكم ص 49.
(9) غرر الحكم ص 43.
(10) غرر الحكم ص 43.
(11) غرر الحكم ص 43.
(12) غرر الحكم ص 43.
الحياة الشخصية وأحكامها (105)
مانك)(1)
[الحديث: 618] قال الإمام علي: (امتاحوا من صفو عين قد روّقت من الكدر)(2)
[الحديث: 619] قال الإمام علي: (ألا لا يستحيينّ من لا يعلم أن يتعلّم، فإنّ قيمة كلّ امرء ما يعلم)(3)
[الحديث: 620] قال الإمام علي: (أعلم الناس المستهتر بالعلم)(4)
[الحديث: 621] قال الإمام علي: (أعمى الناس العالم المستهتر بالعلم)(5)
[الحديث: 622] قال الإمام علي: (إنّما الناس عالم ومتعلّم وما سواهما فهمج)(6)
[الحديث: 623] قال الإمام علي: (إذا لم تكن عالما ناطقا فكن مستمعا واعيا)(7)
[الحديث: 624] قال الإمام علي: (إذا سمعتم العلم فالّطوا (فاكظموا) عليه فلا تشوبوه بهزل فتمجّه القلوب)(8)
[الحديث: 625] قال الإمام علي: (بالتّعلّم ينال العلم)(9)
[الحديث: 626] قال الإمام علي: (تعلّم تعلم وتكرّم تكرم)(10)
[الحديث: 627] قال الإمام علي: (على العالم ان يتعلّم ما لم يعلم ويعلّم النّاس ما قد علم)(11)
[الحديث: 628] قال الإمام علي: (قطع العلم عذر المتعلّلين)(12)
__________
(1) غرر الحكم ص 43.
(2) غرر الحكم ص 43.
(3) غرر الحكم ص 43.
(4) غرر الحكم ص 43.
(5) غرر الحكم ص 43.
(6) غرر الحكم ص 43.
(7) غرر الحكم ص 43.
(8) غرر الحكم ص 43.
(9) غرر الحكم ص 43.
(10) غرر الحكم ص 43.
(11) غرر الحكم ص 43.
(12) غرر الحكم ص 43.
الحياة الشخصية وأحكامها (106)
[الحديث: 629] قال الإمام علي: (لطالب العلم عزّ الدّنيا وفوز الآخرة)(1)
[الحديث: 630] قال الإمام علي: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، إنّما الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك)(2)
[الحديث: 631] قال الإمام علي: (من تعلّم علم)(3)
[الحديث: 632] قال الإمام علي: (من تفهّم فهم)(4)
[الحديث: 633] قال الإمام علي: (من فهم علم غور العلم)(5)
[الحديث: 634] قال الإمام علي: (من لم يتعلّم لم يعلم)(6)
[الحديث: 635] قال الإمام علي: (على المتعلّم أن يدأب نفسه في طلب العلم، ولا يملّ من تعلّمه، ولا يستكثر ما علم)(7)
[الحديث: 636] قال الإمام علي: (من كلف بالعلم فقد أحسن إلى نفسه)(8)
[الحديث: 637] قال الإمام علي: (من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم)(9)
[الحديث: 638] قال الإمام علي: (من لم يتعلّم في الصّغر لم يتقدّم في الكبر)(10)
[الحديث: 639] قال الإمام علي: (من لم يصبر على مضض التّعليم بقي في ذلّ الجهل)(11)
[الحديث: 640] قال الإمام علي: (من لم يدأب في اكتساب العلم لم يحرز قصبات السبق)(12)
__________
(1) غرر الحكم ص 43.
(2) غرر الحكم ص 43.
(3) غرر الحكم ص 43.
(4) غرر الحكم ص 43.
(5) غرر الحكم ص 43.
(6) غرر الحكم ص 43.
(7) غرر الحكم ص 43.
(8) غرر الحكم ص 43.
(9) غرر الحكم ص 43.
(10) غرر الحكم ص 43.
(11) غرر الحكم ص 43.
(12) غرر الحكم ص 43.
الحياة الشخصية وأحكامها (107)
[الحديث: 641] قال الإمام علي: (لا يستنكفنّ من لم يكن يعلم ان يتعلّم)(1)
[الحديث: 642] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل إذا علّم ان لا يعنف، وإذا علّم ان لا يأنف)(2)
[الحديث: 643] قال الإمام علي: (لا يدرك العلم براحة الجسم)(3)
[الحديث: 644] قال الإمام علي: (العالم والمتعلّم شريكان في الأجر ولا خير فيما بين ذلك)(4)
[الحديث: 645] قال الإمام علي: (أيّها الناس اعلموا أنّ كمال الدين طلب العلم والعمل به، وأنّ طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال.. إنّ المال مقسوم بينكم، مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم وضمنه، سيفي لكم به، والعلم مخزون عليكم عند أهله قد أمرتم بطلبه منهم فاطلبوه، واعلموا أنّ كثرة المال مفسدة للدّين مقساة للقلوب، وأنّ كثرة العلم والعمل به مصلحة للدّين وسبب إلى الجنّة. والنّفقات تنقص المال والعلم يزكو على إنفاقه، فإنفاقه بثّه إلى حفظته ورواته. واعلموا أنّ صحبة العلم واتّباعه دين يدان الله به. وطاعته مكسبة للحسنات، ممحاة للسيئات، وذخيرة للمؤمنين، ورفعة في حياتهم، وجميل الاحدوثة عنهم بعد موتهم. إنّ العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التّواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهم، ولسانه الصّدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النيّة، وعقله معرفة الأسباب بالأمور، ويده الرّحمة، وهمّته السّلامة، ورجله زيارة العلماء، وحكمته الورع، ومستقرّه النّجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، وسلاحه لين الكلام، وسيفه الرّضى، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة العلماء، وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب،
__________
(1) غرر الحكم ص 43.
(2) غرر الحكم ص 43.
(3) غرر الحكم ص 43.
(4) غرر الحكم ص 43.
الحياة الشخصية وأحكامها (108)
وزاده المعروف، ومأواه الموادعة، ودليله الهدى. ورفيقه صحبة الأخيار)(1)
[الحديث: 646] قال الإمام علي: (الكلمة من الحكمة يسمع بها الرجل فيقول أو يعمل بها، خير من عبادة سنة)(2)
[الحديث: 647] قال الإمام علي: (تعلّموا العلم، وتعلّموا للعلم السكينة والحلم، ولا تكونوا جبابرة العلماء)(3)
[الحديث: 648] قال الإمام علي: (ألا أخبركم بالفقيه حقّ الفقيه: من لم يقنّط الناس من رحمة الله ولم يؤمّنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكّر)، وفي رواية: (ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها، ألا لا خير في نسك لا ورع فيه)(4)
[الحديث: 649] قال الإمام علي: (يا طالب العلم إنّ للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصّمت، وللمتكلّف ثلاث علامات: ينازع من فوقه بالمعصية، ويظلم من دونه بالغلبة ويظاهر الظّلمة)(5)
[الحديث: 650] قال الإمام علي: (لا يكون العالم عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحتقر من دونه ولا يأخذ على علمه شيئا من حطام الدّنيا)(6)
[الحديث: 651] قال الإمام عليّ: (خمس لو شدّت إليها المطايا حتّى يمضين لكان يسيرا: لا يرجو العبد إلّا ربّه، ولا يخاف إلّا ذنبه، ولا يستحيي الجاهل أن يتعلّم، ولا
__________
(1) تحف العقول ص 199.
(2) كنز الفوائد ج 2 ص 108.
(3) كنز الفوائد ج 2 ص 108.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 36.
(5) اصول الكافي: ج 1 ص 37.
(6) غرر الحكم ص 48.
الحياة الشخصية وأحكامها (109)
يستحيي العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول الله أعلم. ومنزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد)(1)
[الحديث: 652] قال الإمام علي: (لا يكون السّفه والغرّة في قلب العالم)(2)
[الحديث: 653] قال الإمام علي: (يا طالب العلم! إنّ العلم ذو فضائل كثيرة: فرأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النيّة وعقله معرفة الأشياء والامور ويده الرّحمة ورجله زيارة العلماء وهمّته السّلامة وحكمته الورع ومستقرّه النّجاة وقائده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين الكلمة وسيفه الرّضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب وذخيرته اجتناب الذّنوب وزاده المعروف وماؤه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبّة الأخيار)(3)
[الحديث: 654] قال الإمام عليّ: (تعلّموا العلم، وتعلّموا للعلم السكينة والحلم، ولا تكونوا جبابرة العلماء)(4)
[الحديث: 655] قال الإمام علي: (إذا جلس المتعلّم بين يدي العالم فتح الله له سبعين بابا من الرحمة، ولا يقوم من عنده إلّا كيوم ولدته أمّه، وأعطاه بكلّ حديث عبادة سنة، ويبني بكل ورقة مدينة مثل الدنيا عشر مرّات)(5)
[الحديث: 656] قال الإمام علي: (جلوس ساعة عند العلماء أحبّ إلى الله تعالى من عبادة سنة لا يعصي الله فيها طرفة عين، والنظر إلى العالم أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف سنة في البيت الحرام، وزيارة العلماء أحبّ إلى الله تعالى من سبعين حجة وعمرة وأفضل من
__________
(1) الأشعثيّات ص 236.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 36.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 48.
(4) كنز الكراجكي ج 2 ص 108.
(5) إرشاد القلوب ص 166.
الحياة الشخصية وأحكامها (110)
سبعين طوافا حول البيت ورفع الله له سبعين درجة ويكتب له بكلّ حرف حجة مقبولة، وأنزل عليهم الرحمة وشهدت الملائكة له بأنه قد وجبت له الجنّة)(1)
[الحديث: 657] قال الإمام علي: (إذا جلستم إلى المعلّم أو جلستم في مجالس العلم فأدبوا، وليجلس بعضكم خلف بعض، ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية)(2)
[الحديث: 658] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقى فيها من شيء قبلته، فبادرتُك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبّك.. واعلم يا بنيّ أنّ أحبّ ما أنت آخذٌ به من وصيتي تقوى الله، والاقتصار على ما افترضه الله عليك، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يَدَعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظرٌ، وفكّروا كما أنت مفكّرٌ، ثم ردّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والإمساك عمّا لم يكلّفوا؛ فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهّم وتعلّم، لا بتورّط الشبهات وعلوّ الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة عليه بإلهك، والرغبة إليه في توفيقك، وترك كل شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة، فإذا أيقنت أن صفا قلبك فخشع، وتمّ رأيك واجتمع، وكان همك في ذلك هما واحدا فانظر فيما فسّرت لك، وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك، وفراغ نظرك وفكرك، فاعلم أنك إنما تخبط العشواء أو تتورط الظلماء، وليس طالب الدين من خبط ولا خلط، والإمساك عن ذلك أمثل.. فإن أشكل عليك شيءٌ من ذلك، فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خُلقت خُلقت جاهلا ثم عُلّمت، وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحيّر فيه رأيك، ويضلّ فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك، فاعتصم بالذي خلقك ورزقك
__________
(1) إرشاد القلوب ص 166.
(2) مشكاة الأنوار ص 205.
الحياة الشخصية وأحكامها (111)
وسوّاك، وليكن له تعبّدك، وإليه رغبتك، ومنه شفقتك.. فإذا أنت هُديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربك)(1)
[الحديث: 659] قال الإمام علي: (طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم: صنفٌ منهم يتعلّمون للمراء والجهل، وصنفٌ منهم يتعلّمون للاستطالة والختل، وصنفٌ منهم يتعلّمون للفقه والعقل؛ فأما صاحب المراء والجهل تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال، قد تسربل بالتخشع، وتخلّى من الورع، فدقّ الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه، وأما صاحب الاستطالة والختل فإنه يستطيل على أشباهه من أشكاله، ويتواضع للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضمٌ، ولدينه حاطمٌ، فأعمى الله من هذا بصره، وقطع من آثار العلماء أثره. وأما صاحب الفقه والعقل تراه ذا كأبة وحزن، قد قام الليل في حندسه، وقد انحنى في برنسه، يعمل ويخشى خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه، فشدّ الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه)(2)
[الحديث: 660] قال الإمام علي: (الملوك حكامٌ على الناس، والعلم حاكمٌ عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك)(3)
[الحديث: 661] قال الإمام علي: (ألا أخبركم بالفقيه حقا؟).. قالوا: (بلى يا أمير المؤمنين!).. قال: (من لم يُقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره.. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم.. ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر.. ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه)(4)
[الحديث: 662] قال الإمام علي: (عشرة يعنّتون أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 224، والنهج 3/ 40.
(2) بحار الأنوار: 2/ 47، وأمالي الصدوق.
(3) بحار الأنوار: 2/ 48، وأمالي الطوسي.
(4) بحار الأنوار: 2/ 49، ومعاني الأخبار.
الحياة الشخصية وأحكامها (112)
يتكلّف أن يعلّم الناس كثيرا.. والرجل الحليم ذو العلم الكثير ليس بذي فطنة.. والذي يطلب ما لا يدرك ولا ينبغي له.. والكادّ غير المتّئد الذي ليس له مع تؤدته علمٌ.. وعالمٌ غير مريد للصلاح.. ومريدٌ للصلاح وليس بعالم.. والعالم يحب الدنيا.. والرحيم بالناس يبخل بما عنده.. وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم، فإذا علّمه لم يقبل منه)(1)
[الحديث: 663] قال الإمام علي: (من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلّم نفسه ومؤدبها أحقّ بالإجلال من معلّم الناس ومؤدّبهم)(2)
[الحديث: 664] قال الإمام علي: (إنّ أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان)(3)
[الحديث: 665] قال الإمام علي: (إنّ من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه، وأعدّ القرى ليومه النازل به، فقرّب على نفسه البعيد، وهوّن الشديد.. نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات سهلت له موارده، فشرب نهلا، وسلك سبيلا جددا.. قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلّى من الهموم إلاهمّا واحدا انفرد به، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الحبال بأمتنها، فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس.. قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الأمور من إصدار كل وارد عليه، وتصيير كل فرع إلى أصله، مصباح ظلمات، كشّاف عشوات، مفتاح مبهمات،
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 51، والخصال.
(2) بحار الأنوار: 2/ 56، والنهج.
(3) بحار الأنوار: 2/ 56، والنهج.
الحياة الشخصية وأحكامها (113)
دفّاع معضلات، دليل فلوات.. يقول فيُفهم، ويسكت فيسلم، قد أخلص لله فاستخلصه، فهو من معادن دينه، وأوتاد أرضه، قد ألزم نفسه العدل، فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه، يصف الحق ويعمل به، لا يدع للخير غاية إلا أمّها، ولا مظنة إلا قصدها.. قد أمكن الكتاب من زمامه، فهو قائده وإمامه، يحلّ حيث حلّ ثقله، وينزل حيث كان منزله، وآخر قد تسمّى عالما وليس به، فاقتبس جهائل من جهّال، وأضاليل من ضُلاّل ونصب للناس أشراكا من حبال غرور وقول زور، قد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظائم، ويهوّن كبير الجرائم، يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول: أعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان، والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب الهدى فيتّبعه، ولا باب العمى فيصدّ عنه، فذلك ميّت الأحياء، فأين تذهبون؟.. وأنى تؤفكون؟.. والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة)(1)
[الحديث: 666] قال الإمام علي: (العالم من عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره.. وإنّ أبغض الرجال إلى الله العبد وكّله الله إلى نفسه جائرا عن قصد السبيل سائرا، إن دُعي إلى حرث الدنيا عمل، وإلى حرث الآخرة كسل، كأنّ ما عمل له واجبٌ عليه، وكأنّ ما ونى فيه ساقطٌ عنه)(2)
[الحديث: 667] قال الإمام علي: (زلّة العالم تفسد عوالم)(3)
[الحديث: 668] قال الإمام علي: (زلّة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرّق معها غيرها)(4)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 57، والنهج.
(2) بحار الأنوار: 2/ 58، والنهج.
(3) غرر الحكم ص 47.
(4) غرر الحكم ص 47.
الحياة الشخصية وأحكامها (114)
[الحديث: 669] قال الإمام علي: (زلّة العالم كبيرة الجناية)(1)
[الحديث: 670] قال الإمام علي: (ضلال الدليل هلاك المستدلّ)(2)
[الحديث: 671] قال الإمام علي: (لا زلّة أشدّ من زلّة عالم)(3)
[الحديث: 672] قال الإمام علي: (ربّ عالم قد قتله جهله، وعمله معه لا ينفعه)(4)
[الحديث: 673] قال الإمام علي: (أولى العلم بك ما لا يتقبّل العمل (عملك) إلّا به)(5)
[الحديث: 674] قال الإمام علي: (أشدّ الناس عذابا عالم لا ينتفع من علمه بشيء)(6)
[الحديث: 675] قال الإمام علي: (تعلّموا ما شئتم أن تعلموا [تعملوا] فلن ينفعكم اللّه بالعلم حتّى تعملوا به إنّ العلماء همّتهم الرعاية، والسفهاء همّتهم الرواية)(7)
[الحديث: 676] قال الإمام علي: (واضع العلم عند غير أهله ظالم له)(8)
[الحديث: 677] قال الإمام علي: (إذا جلست إلى العالم، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلّم حسن الاستماع كما تعلّم حسن القول، ولا تقطع حديثه)(9)
[الحديث: 678] قال الإمام علي: (لا تجعلنّ ذرب (أي حدّة)، لسانك على من أنطقك، وبلاغة قولك على من سدّدك)(10)
[الحديث: 679] قال الإمام علي: (قوام الدين بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له.. وبغني لايبخل بفضله على أهل دين الله.. وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه.. وبجاهل لا يتكبر عن طلب العلم؛ فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر
__________
(1) غرر الحكم ص 47.
(2) غرر الحكم ص 47.
(3) غرر الحكم ص 47.
(4) نهج البلاغة حكمة 104 ص 1135.
(5) غرر الحكم ص 46.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 213.
(7) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 213.
(8) غرر الحكم ص 48.
(9) بحار الأنوار: 2/ 43، والمحاسن.
(10) بحار الأنوار: 2/ 44، والنهج.
الحياة الشخصية وأحكامها (115)
الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى.. فلا تغرنّكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة)، قيل: يا أمير المؤمنين.. كيف العيش في ذلك الزمان؟.. فقال: (خالطوهم بالبرانية ـ يعني في الظاهر ـ وخالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع مَن أحب، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عزّ وجلّ)(1)
[الحديث: 680] قال الإمام علي ـ فيما كتب إلى الحارث الهمداني ـ: (ولا تحدّث الناس بكلّ ما سمعت فكفى بذلك كذبا، ولا تردّ على الناس كلّما حدّثوك به، فكفى بذلك جهلا)(2)
[الحديث: 681] قال الإمام علي: (همّة السفهاء الرواية، وهمّة العلماء الدراية)(3)
[الحديث: 682] قال الإمام علي: (إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدّثكم، فإن كان حقاً فلكم، وإن كان كذبا فعليه)(4)
[الحديث: 683] قال الإمام علي: (الوقوف عند الشبهة خيرٌ من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خيرٌ من روايتك حديثا لم تحصه، إنّ على كل حقّ حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه)(5)
[الحديث: 684] قال الإمام علي: (الدنيا كلها جهلٌ إلا مواضع العلم.. والعلم كله حجةٌ إلا ما عمل به.. والعمل كله رياءٌ إلا ما كان مخلصاً.. والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يُختم له)(6)
[الحديث: 685] قال الإمام علي: (اطلبوا العلم ولو بالصين، وهو علم معرفة النفس،
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 67، والخصال.
(2) بحار الأنوار: 2/ 160، والنهج.
(3) بحار الأنوار: 2/ 160، وكنز الكراجكي.
(4) بحار الأنوار: 2/ 161، والكافي.
(5) بحار الأنوار: 2/ 165، وتفسير العياشي.
(6) بحار الأنوار: 2/ 29، والعيون.
الحياة الشخصية وأحكامها (116)
وفيه معرفة الرب عزّ وجلّ)(1)
[الحديث: 686] قال الإمام علي في بعض الخطب: (واقتدوا بهدى نبيكم فإنه أفضل الهدى، واستنّوا بسنّته فإنها أهدى السنن، وتعلّموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص، فإنّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهو عند الله ألوم)(2)
[الحديث: 687] قال الإمام علي: (أيّها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون، إنّ العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الّذي لا يستفيق عن جهله بل قد رأيت أنّ الحجّة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من علمه منها على هذا الجاهل المتحيّر في جهله وكلاهما حائر بائر، لا ترتابوا فتشكّوا ولا تشكّوا فتكفروا ولا ترخّصوا لأنفسكم فتدهنوا ولا تدهنوا في الحقّ فتخسروا، وإنّ من الحقّ أن تفقّهوا ومن الفقه أن لا تغترّوا، وإنّ أنصحكم لنفسه أطوعكم لربّه وأغشّكم لنفسه أعصاكم لربّه، ومن يطع اللّه يأمن ويستبشر، ومن يعص اللّه يخب ويندم)(3)
[الحديث: 688] قال الإمام علي: (العلم مقرون بالعمل: فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلّا ارتحل عنه)(4)
[الحديث: 689] قال الإمام علي: (تعلّموا ما شئتم أن تعلّموا فلن ينفعكم اللّه بالعلم حتّى تعملوا به لأنّ العلماء همّتهم الرعاية، والسفهاء همّتهم الرواية)(5)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 32، ومصباح الشريعة.
(2) بحار الأنوار: 2/ 37، والنهج.
(3) اصول الكافي ج 1 ص 45.
(4) نهج البلاغة حكمة 358 ص 1256.
(5) عدّة الداعي ص 76.
الحياة الشخصية وأحكامها (117)
[الحديث: 690] قال الإمام علي: (إنما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلة انتفاع من علم بلا عمل)(1)
[الحديث: 691] قال الإمام علي: (العلم علمان علم باللسان وهو الحجة على صاحبه، وعلم بالقلب وهو النافع لمن عمل به وليس الإيمان بالثمن ولكنّه ما ثبت في القلب وعملت به الجوارح)(2)
[الحديث: 692] قال الإمام علي: (لو أنّ حملة العلم حملوه بحقه، لأحبهم الله وملائكته وأهل طاعته من خلقه، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا، فمقتهم الله وهانوا على الناس)(3)
[الحديث: 693] قال الإمام علي: (العالم من شهدت بصحّة أقواله أفعاله)(4)
[الحديث: 694] قال الإمام علي: (العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلّا ارتحل)(5)
[الحديث: 695] قال الإمام علي: (العلم يرشدك والعمل يبلغ بك الغاية)(6)
[الحديث: 696] قال الإمام علي: (اعمل بالعلم تدرك غنما)(7)
[الحديث: 697] قال الإمام علي: (أطع العلم واعص الجهل تفلح)(8)
[الحديث: 698] قال الإمام علي: (اعملوا بالعلم تسعدوا)(9)
[الحديث: 699] قال الإمام علي: (اطلبوا العلم تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله)(10)
[الحديث: 700] قال الإمام علي: (أنفع العلم ما عمل به)(11)
__________
(1) ارشاد القلوب ص 15.
(2) ارشاد القلوب ص 15.
(3) بحار الأنوار: 2/ 37، وكنز الكراجكي.
(4) غرر الحكم ص 45.
(5) غرر الحكم ص 45.
(6) غرر الحكم ص 45.
(7) غرر الحكم ص 45.
(8) غرر الحكم ص 45.
(9) غرر الحكم ص 45.
(10) غرر الحكم ص 45.
(11) غرر الحكم ص 45.
الحياة الشخصية وأحكامها (118)
[الحديث: 701] قال الإمام علي: (أحسن العلم ما كان مع العمل)(1)
[الحديث: 702] قال الإمام علي: (أشرف العلم ما ظهر في الجوارح والأركان)(2)
[الحديث: 703] قال الإمام علي: (أفضل الذخائر علم يعمل به ومعروف لا يمنّ به)(3)
[الحديث: 704] قال الإمام علي: (أوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به)(4)
[الحديث: 705] قال الإمام علي: (أحمد العلم عاقبة ما زاد في عملك في العاجل وأزلفك في الآجل)(5)
[الحديث: 706] قال الإمام علي: (إذا رمتم الانتفاع بالعلم فاعملوا به واكثروا الفكر في معانيه تعه القلوب)(6)
[الحديث: 707] قال الإمام علي: (تمام العلم استعماله)(7)
[الحديث: 708] قال الإمام علي: (تمام العلم الفعل بموجبه)(8)
[الحديث: 709] قال الإمام علي: (تعلّموا العلم تعرفوا به اعملوا به تكونوا من أهله)(9)
[الحديث: 710] قال الإمام علي: (ثمرة العلم العمل به)(10)
[الحديث: 711] قال الإمام علي: (ثمرة العلم العمل للحياة)(11)
__________
(1) غرر الحكم ص 45.
(2) غرر الحكم ص 45.
(3) غرر الحكم ص 45.
(4) غرر الحكم ص 45.
(5) غرر الحكم ص 45.
(6) غرر الحكم ص 45.
(7) غرر الحكم ص 45.
(8) غرر الحكم ص 45.
(9) غرر الحكم ص 45.
(10) غرر الحكم ص 45.
(11) غرر الحكم ص 45.
الحياة الشخصية وأحكامها (119)
[الحديث: 712] قال الإمام علي: (جمال العالم عمله بعلمه)(1)
[الحديث: 713] قال الإمام علي: (على العالم ان يعمل بما علم، ثمّ يطلب تعلم ما لم يعلم)(2)
[الحديث: 714] قال الإمام علي: (من خالف علمه عظمت جريمته وإثمه)(3)
[الحديث: 715] قال الإمام علي: (من كمال العلم العمل بما يقتضيه)(4)
[الحديث: 716] قال الإمام علي: (من فضل علمك استقلالك لعلمك)(5)
[الحديث: 717] قال الإمام علي: (إنما العالم من دعاه علمه إلى الورع والتقى والزهد في عالم الفناء والتولّه بجنّة المأوى)(6)
[الحديث: 718] قال الإمام علي: (قوام الدنيا بأربع، عالم يعمل بعلمه وجاهل لا يستنكف أن يتعلّم، وغنيّ يجود بماله على الفقراء وفقير لا يبيع آخرته بدنياه. فاذا لم يعمل العالم بعلمه استنكف الجاهل أن يتعلّم. وإذا بخل الغنيّ بماله باع الفقير آخرته بدنياه)(7)
[الحديث: 719] قال الإمام علي: (يحتاج العلم إلى العمل)(8)
[الحديث: 720] قال الإمام علي: (العلم رشد لمن عمل به)(9)
[الحديث: 721] قال الإمام علي: (العلم كلّه حجّة إلّا ما عمل به)(10)
[الحديث: 722] قال الإمام علي: (العمل بالعلم من تمام النّعمة)(11)
[الحديث: 723] قال الإمام علي: (اعملوا إذا علمتم)(12)
__________
(1) غرر الحكم ص 45.
(2) غرر الحكم ص 45.
(3) غرر الحكم ص 45.
(4) غرر الحكم ص 45.
(5) غرر الحكم ص 45.
(6) غرر الحكم ص 48.
(7) غرر الحكم ص 371.
(8) غرر الحكم ص 152.
(9) غرر الحكم ص 152.
(10) غرر الحكم ص 152.
(11) غرر الحكم ص 152.
(12) غرر الحكم ص 152.
الحياة الشخصية وأحكامها (120)
[الحديث: 724] قال الإمام علي: (إنّكم إلى العمل بما علمتم أحوج منكم إلى تعلّم ما لم تكونوا تعلمون)(1)
[الحديث: 725] قال الإمام علي: (تارك العمل بالعلم غير واثق بثواب العمل)(2)
[الحديث: 726] قال الإمام علي: (علم بلا عمل كشجر بلا ثمر)(3)
[الحديث: 727] قال الإمام علي: (علم بلا عمل كقوس بلا وتر)(4)
[الحديث: 728] قال الإمام علي: (غاية العلم حسن العمل)(5)
[الحديث: 729] قال الإمام علي: (فضيلة العلم العمل به)(6)
[الحديث: 730] قال الإمام علي: (قليل العلم مع العمل خير من كثيرة بلا عمل)(7)
[الحديث: 731] قال الإمام علي: (كفى بالعالم جهلا أن ينافي علمه عمله)(8)
[الحديث: 732] قال الإمام علي: (كمال العلم العمل)(9)
[الحديث: 733] قال الإمام علي: (من علم عمل)(10)
[الحديث: 734] قال الإمام علي: (من تعلّم العلم للعمل به لم يوحشه كساده)(11)
[الحديث: 735] قال الإمام علي: (من عمل بالعلم بلغ بغيته من الآخرة ومراده)(12)
[الحديث: 736] قال الإمام علي: (من لم يعمل بالعلم كان حجّة عليه ووبالا)(13)
[الحديث: 737] قال الإمام علي: (ما علم من لم يعمل بعلمه)(14)
__________
(1) غرر الحكم ص 152.
(2) غرر الحكم ص 152.
(3) غرر الحكم ص 152.
(4) غرر الحكم ص 152.
(5) غرر الحكم ص 152.
(6) غرر الحكم ص 152.
(7) غرر الحكم ص 152.
(8) غرر الحكم ص 152.
(9) غرر الحكم ص 152.
(10) غرر الحكم ص 152.
(11) غرر الحكم ص 152.
(12) غرر الحكم ص 152.
(13) غرر الحكم ص 152.
(14) غرر الحكم ص 153.
الحياة الشخصية وأحكامها (121)
[الحديث: 738] قال الإمام علي: (ما زكا العلم بمثل العمل به)(1)
[الحديث: 739] قال الإمام علي: (ملاك العلم العمل به)(2)
[الحديث: 740] قال الإمام علي: (لا يترك العمل بالعلم إلّا من شكّ في الثّواب عليه)(3)
[الحديث: 741] قال الإمام علي: (العلم كثير والعمل قليل)(4)
[الحديث: 742] قال الإمام علي: (العارف وجهه مستبشر متبسّم وقلبه وجل محزون)(5)
[الحديث: 743] قال الإمام علي: (لا تطلبوا العلم لتطلبوا به الدنيا، فإنه لا يستوي في العقوبة عند اللّه الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(6)
[الحديث: 744] قال الإمام عليّ: (إنّ في جهنّم رحى تطحن خمسا أفلا تسألون ما طحنها؟ فقيل له: فما طحنها يا أمير المؤمنين؟ قال: (العلماء الفجرة، والقرّاء الفسقة، والجبابرة الظلمة، والوزراء الخونة، والعرفاء الكذبة.. وإنّ في النار لمدينة يقال لها: الحصينة أفلا تسألوني ما فيها؟ فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين؟ فقال: فيها أيدي الناكثين)(7)
[الحديث: 745] قال الإمام علي: (أمقت العباد إلى اللّه: الفقير المزهوّ، والشيخ الزان، والعالم الفاجر)(8)
[الحديث: 746] قال الإمام علي: (أبغض العباد إلى اللّه سبحانه العالم المتجبّر)(9)
__________
(1) غرر الحكم ص 152.
(2) غرر الحكم ص 152.
(3) غرر الحكم ص 152.
(4) غرر الحكم ص 152.
(5) غرر الحكم ص 152.
(6) مشكاة الأنوار ص 139.
(7) الخصال ج 1 ص 296.
(8) غرر الحكم ص 48.
(9) غرر الحكم ص 48.
الحياة الشخصية وأحكامها (122)
[الحديث: 747] قال الإمام علي: (أعظم الناس وزرا العلماء المفرطون)(1)
[الحديث: 748] قال الإمام علي: (آفة العلماء حبّ الرياسة)(2)
[الحديث: 749] قال الإمام علي: (وقود النار يوم القيامة كلّ غنيّ بخل بماله على الفقراء، وكلّ عالم باع الدين بالدنيا)(3)
[الحديث: 750] قال الإمام علي: (آفة العامّة العالم الفاجر)(4)
[الحديث: 751] قال الإمام علي: (شرّ العلم ما أفسدت به رشادك)(5)
[الحديث: 752] قال الإمام علي: (كم من عالم فاجر، وعابد جاهل. فاتّقوا الفاجر من العلماء، والجاهل من المتعبّدين)(6)
[الحديث: 753] قال الإمام علي: (ما قصم ظهري إلّا رجلان: عالم متهتّك وجاهل متنسّك هذا ينفّر عن حقّه بهتكه، وهذا يدعو إلى باطله بنسكه)(7)
[الحديث: 754] قال الإمام علي: (لا تجعلوا يقينكم شكّا ولا علمكم جهلا)(8)
[الحديث: 755] قال الإمام علي: (العلم بلا عمل (بغير عمل)، وبال)(9)
[الحديث: 756] قال الإمام علي: (آفة العلم ترك العمل به)(10)
[الحديث: 757] قال الإمام علي: (علم بلا عمل حجّة للّه على العبد)(11)
[الحديث: 758] قال الإمام علي: (شرّ العلم علم لا يعمل به)(12)
__________
(1) غرر الحكم ص 48.
(2) غرر الحكم ص 48.
(3) غرر الحكم ص 48.
(4) غرر الحكم ص 48.
(5) غرر الحكم ص 48.
(6) غرر الحكم ص 48.
(7) غرر الحكم ص 48.
(8) غرر الحكم ص 152.
(9) غرر الحكم ص 45.
(10) غرر الحكم ص 45.
(11) غرر الحكم ص 45.
(12) غرر الحكم ص 45.
الحياة الشخصية وأحكامها (123)
[الحديث: 759] قال الإمام علي: (من أضاع علمه التطم)(1)
[الحديث: 760] قال الإمام علي: (أوضع العلم ما وقف على اللّسان)(2)
[الحديث: 761] قال الإمام علي: (اشدّ الناس ندما عند الموت العلماء غير العاملين)(3)
[الحديث: 762] قال الإمام علي: (قصم ظهري رجلان من الدنيا رجل عليم اللسان فاسق ورجل جاهل القلب ناسك هذا يصد بلسانه عن فسقه وهذا ينسكه عن جهله فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين أولئك فتنة كلّ مفتون فإني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا عليّ هلاك امتي على يدي كلّ منافق عليم اللسان)(4)
[الحديث: 763] قال الإمام علي: (من يصدق فعله قوله فهو الرجل التام، ومن لم يصدق قوله فعله فإنما يوبخ نفسه)(5)
[الحديث: 764] قال الإمام علي لكميل بن زياد: (ولا عليك إذا عرّفك الله دينه، أن لا تعرف الناس ولا يعرفوك)(6)
[الحديث: 765] قال الإمام علي: (المتعبّد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل، لأنّ العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه، وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا، وقليل العمل مع كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة)(7)
[الحديث: 766] قال الإمام علي: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله (8).
__________
(1) غرر الحكم ص 45.
(2) غرر الحكم ص 45.
(3) غرر الحكم ص 45.
(4) مشكاة الأنوار ص 135.
(5) مشكاة الأنوار ص 139.
(6) بحار الأنوار: 2/ 37، والعدة.
(7) بحار الأنوار: 1/ 208، والاختصاص.
(8) رواه البخاري (127)
الحياة الشخصية وأحكامها (124)
[الحديث: 767] قال الإمام علي: إن الفقيه حق الفقيه الذي من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله، إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها (1).
[الحديث: 768] قال الإمام علي يوصي صاحبه كميلا: (يا كميل بن زياد إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عنّي ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم ربّانيّ، ومتعلّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.. يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النّفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله.. يا كميل بن زياد، معرفة العلم دين يدان به، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم والمال محكوم عليه.. يا كميل بن زياد هلك خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة)(2)
[الحديث: 769] قال الإمام علي: (العلم علمان: مطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع، ومن عرف الحكمة لم يصبر عن الازدياد منها، الجمال في اللّسان والكمال في العقل)(3)
[الحديث: 770] قال الإمام علي: (انّ الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا فقّهه في الدين)(4)
[الحديث: 771] قال الإمام علي: (خذ الحكمة ولو من المشركين)(5)
[الحديث: 772] قال الإمام علي ـ وقد سئل عن القدر ـ: (طريقٌ مظلمٌ فلا تسلكوه،
__________
(1) رواه الدارمي (298)
(2) نهج البلاغة حكمة 139 ص 1155.
(3) بحار الأنوار ج 75 ص 80 عن كشف الغمّة.
(4) مشكاة الأنوار ص 132 من كتاب (المحاسن)
(5) مشكاة الأنوار ص 134.
الحياة الشخصية وأحكامها (125)
وبحرٌ عميقٌ فلا تلجوه، وسرّ الله فلا تتكلّفوه)(1)
[الحديث: 773] كتب الإمام علي إلى عمّاله: (أدقّوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عني فضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وإياكم والإكثار، فإنّ أموال المسلمين لا تحتمل الإضرار)(2)
[الحديث: 774] قال الإمام علي: (ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال، وسكر القدرة، وسكر العلم، وسكر المدح، وسكر الشباب، فإنّ لكلّ ذلك رياحا خبيثة تسلب العقل وتستخفّ الوقار)(3)
[الحديث: 775] قال الإمام علي: (خمس يستقبح من خمس: كثرة الفخر من العلماء، والحرص في الحكماء، والبخل في الأغنياء، والقحّة في النساء، ومن المشايخ الزنا)(4)
[الحديث: 776] قال الإمام السجاد: (لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللّجج، إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال أنّ أمقت عبيدي إليّ الجاهل المستخفّ بحقّ أهل العلم، التارك للاقتداء بهم؛ وأنّ أحبّ عبيدي إليّ التّقيّ الطالب للثّواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحلماء، القابل عن الحكماء)(5)
[الحديث: 777] قال الإمام السجاد: (إنّ طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطبٍ ولا يابسٍ من الأرض، إلا سبّحت له إلى الأرضين السابعة)(6)
[الحديث: 778] قال الإمام السجاد: (وحقّ سائسك بالعلم: التعظيم له، والتوقير
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 218، والنهج 4/ 69.
(2) بحار الأنوار: 73/ 49، والخصال 1/ 149.
(3) غرر الحكم ص 862.
(4) غرر الحكم، الفصل 30 رقم 43.
(5) اصول الكافي: ج 1 ص 35.
(6) بحار الأنوار: 1/ 168، والخصال.
الحياة الشخصية وأحكامها (126)
لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدّث في مجلسه أحدا، ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه، وتظهر مناقبه، ولا تجالس له عدوا، ولا تعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته، وتعلّمت علمه لله جلّ اسمه لا للناس)(1)
[الحديث: 779] قال الإمام السجاد: (العلم دليل العمل، والعمل وعاء الفهم، والعقل قائد الخير، والهوى مركب المعاصي، والدنيا سوق الآخرة، والنفس تاجر، والليل والنهار رأس المال، والمكسب الجنّة، والخسران النار)(2)
[الحديث: 780] قال الإمام السجاد: (أما حقّ رعيتك بالعلم: فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ إنما جعلك قيّما لهم فيما أتاك من العلم وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تتجبّر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقّا على الله عزّ وجلّ أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك)(3)
[الحديث: 781] قال الإمام السجاد: (إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديُه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرّنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها، لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخاً لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام اقتحمه.. وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام، فرويدا لا يغرّنكم، فإنّ شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو (أي يرجع) عن المال الحرام
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 42، وروضة الواعظين، الخصال، أمالي الصدوق.
(2) أعلام الدين ص 96.
(3) مكارم الأخلاق ص 420.
الحياة الشخصية وأحكامها (127)
وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرّما.. فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويدا لا يغرّكم حتى تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.. فإذا وجدتم عقله متينا، فرويدا لا يغرّكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله، أو يكون مع عقله على هواه؟.. وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها؟.. فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة.. يترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحلّلة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة حتى إذا قيل له: اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد.. فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرّم الله ويحرّم ما أحلّ الله، لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتّقي من أجلها، فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذابا مهينا.. ولكن الرجل كل الرجل نِعْمَ الرجل، هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضى الله، يرى الذلّ مع الحق أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإنّ كثير ما يلحقه من سرّائها إن اتبع هواه، يرديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول، فذلكم الرجل نِعْمَ الرجل، فبه فتمسّكوا، وبسنّته فاقتدوا، وإلى ربكم به فتوسّلوا، فإنه لا تُردّ له دعوة، ولا تخيب له طلبة)(1)
[الحديث: 782] قال الإمام السجاد: (مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعملون ولمّا عملتم بما علمتم، فإنّ العلم إذا لم يعمل به لم يزدد من اللّه إلّا بعدا)(2)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 85، والاحتجاج.
(2) بحار الأنوار ج 2 ص 28 عن تفسير عليّ بن إبراهيم.
الحياة الشخصية وأحكامها (128)
[الحديث: 783] قال الإمام السجاد: (لو كان الناس يعرفون جملة الحال في فضل الاستبانة، وجملة الحال في صواب التبيين، لأعربوا عن كلّ ما تخلّج في صدورهم، ولوجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المنازعة إلى كلّ حال سوى حالهم، وعلى أنّ درك ذلك لا يعدمهم في الأيّام القليلة العدّة والفكرة القصيرة المدة، ولكنّهم من بين مغمور بالجهل، ومفتون بالعجب، ومعدول بالهوى عن باب التثبت، ومصروف بسوء العادة عن فضل التعلّم)(1)
[الحديث: 784] قال الإمام الباقر: (العلم خزائن والمفاتيح السؤال فاسألوا يرحمكم الله، فإنّه يؤجر في العلم أربعة: السائل، والمتكلّم، والمستمع، والمحبّ لهم)(2)
[الحديث: 785] قال الإمام الباقر: (من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوّأ مقعده من النار، إنّ الرئاسة لا تصلح إلّا لأهلها)(3)
[الحديث: 786] قال الإمام الباقر: (عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد)(4)
[الحديث: 787] قال الإمام الباقر: (لا يكون العبد عالما حتّى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقّرا لمن دونه)(5)
[الحديث: 788] سئل الإمام الباقر: ما حقّ الله على العباد؟ قال: (أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون)(6)
__________
(1) البيان والتبيين ص 107.
(2) الخصال ج 1 ص 244.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 47.
(4) تحف العقول ص 294.
(5) تحف العقول ص 294.
(6) اصول الكافي: ج 1 ص 42.
الحياة الشخصية وأحكامها (129)
[الحديث: 789] قال الإمام الباقر: (قال المسيح عليه السّلام: يا معشر الحواريّين، ما يضرّكم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه، خذوا العلم ممّن عنده، ولا تنظروا إلى عمله)(1)
[الحديث: 790] قال الإمام الباقر: (تذاكر العلم دراسة، والدّراسة صلاة حسنة)(2)
[الحديث: 791] قال الإمام الباقر: (رحم الله عبدا أحيا العلم)، قيل: وما إحياؤه؟ قال: (أن يذاكر به أهل الدّين واهل الورع)(3)
[الحديث: 792] قال الإمام الباقر: (تذاكر العلم ساعة خير من قيام ليلة)(4)
[الحديث: 793] قال الإمام الباقر: (لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقّه في دينه لأوجعته)(5)
[الحديث: 794] قال الإمام الباقر: (صمت الأديب عند الله أفضل من تسبيح الجاهل)(6)
[الحديث: 795] قال الإمام الباقر: (قال عيسى ابن مريم عليه السّلام: يا معشر الحواريّين لي إليكم حاجة اقضوها لي)، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسّل أقدامهم فقالوا: كنّا نحن أحقّ بهذا يا روح الله! فقال: (إنّ أحقّ الناس بالخدمة العالم إنّما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم)، ثمّ قال: (بالتّواضع تعمر الحكمة لا بالتّكبّر وكذلك في السّهل ينبت الزّرع لا في الجبل)(7)
[الحديث: 796] قال الإمام الباقر في قول الله عزّ وجلّ: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}
__________
(1) المحاسن ص 229 و230.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 41.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 41.
(4) الاختصاص ص 245.
(5) مشكاة الأنوار ص 133.
(6) أعلام الدين ص 96.
(7) اصول الكافي: ج 1 ص 37.
الحياة الشخصية وأحكامها (130)
[الشعراء: 224]: (هل رأيت شاعرا يتبعه أحدٌ؟.. إنما هم قومٌ تفقّهوا لغير الدين فضلّوا وأضلّوا)(1)
[الحديث: 797] قال الإمام الباقر: (إن لنا أوعية نملؤها علما وحكما، وليست لها بأهل فما نملؤها إلا لتُنقل إلى شيعتنا، فانظروا إلى ما في الأوعية فخذوها، ثم صفوها من الكدورة، تأخذونها بيضاء نقية صافية، وإياكم والأوعية.. فإنها وعاء سوء فتنكبوها)(2)
[الحديث: 798] قال الإمام الباقر في قول الله: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: 24]: (علمه الذي يأخذه ممن يأخذه)(3)
[الحديث: 799] سئل الإمام الباقر عن هذه الآية: {لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة: 189]: (آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أبواب الله وسبيله، والدعاة إلى الجنة والقادة إليها، والأدلاء عليها إلى يوم القيامة)(4)
[الحديث: 800] قال الإمام الباقر: (إذا سمعتم العلم فاستعملوه ولتتّسع قلوبكم فإنّ العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله، قدر الشيطان عليه، فإذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بما تعرفون فإنّ كيد الشيطان كان ضعيفا)، قيل وما الّذي نعرفه؟ قال: (خاصموه بما ظهر لكم من قدرة اللّه عزّ وجلّ)(5)
[الحديث: 801] قال الإمام الباقر: (ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا: اللّه أعلم، إنّ الرجل لينتزع الآية من القرآن يخرّ فيها أبعد ما بين السماء والأرض)(6)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 108 عن: معاني الأخبار.
(2) بحار الأنوار: 2/ 93، وكتاب زيد الزرّاد.
(3) بحار الأنوار: 2/ 96، والمحاسن.
(4) بحار الأنوار: 2/ 104، وتفسير العياشي.
(5) اصول الكافي ج 1 ص 45.
(6) اصول الكافي ج 1 ص 42.
الحياة الشخصية وأحكامها (131)
[الحديث: 802] عن منصور بن زبرج قال: قلت للإمام الصادق: ما أكثر ما اسمع منك يا سيدي ذكر سلمان الفارسي؟ فقال: (لا تقل الفارسي ولكن قل سلمان المحمّدي، أتدري ما كثرة ذكري له؟)، قلت: لا قال: (لثلاث خلال: أحدها إيثاره هوى الإمام علي على هوى نفسه، والثانية حبّه للفقراء واختياره إيّاهم على أهل الثروة والعدد، والثالثة حبّه للعلم والعلماء، إنّ سلمان كان عبدا صالحا حنفيا مسلما وما كان من المشركين)(1)
[الحديث: 803] قال الإمام الصادق: (إذا رأيتم العالم محبّا لدنياه، فاتّهموه على دينكم؛ فإنّ كلّ محبّ لشيء يحوط ما أحبّ)(2)
[الحديث: 804] قال الإمام الصادق: (الحكمة ضالّة المؤمن فحيثما وجد أحدكم ضالّته فليأخذها)(3)
[الحديث: 805] قال الإمام الصادق: (إذا سئل الرّجل منكم عمّا لا يعلم فليقل: لا أدري ولا يقل: الله أعلم، فيوقع في قلب صاحبه شكّا، وإذا قال المسؤول: لا أدري فلا يتّهمه السائل)(4)
[الحديث: 806] قيل للإمام الصادق: من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ قال: (مكروه إلّا لرجل في الدين)(5)
[الحديث: 807] قال عنوان البصري وكان شيخا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة: كنت اختلف إلى مالك بن أنس سنين فلما قدم الإمام الصادق اختلفت إليه وأحببت أن آخذ عنه
__________
(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 133.
(2) اصول الكافي: ج 1 ص 46.
(3) روضة الكافي: ص 167.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 42.
(5) المحاسن ص 233.
الحياة الشخصية وأحكامها (132)
كما أخذت عن مالك، فقال يوما: (إنّي رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في آناء الليل والنهار، فلا تشغلني عن وردي، وخذ عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف في)، فغممت من ذلك وخرجت من عنده وقلت في نفسي لو تفرس لي خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه، والأخذ عنه، فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسلمت عليه، ثمّ رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها ركعتين وقلت: اسألك يا الله يا الله أن تعطف على قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم، ورجعت إلى داري مغتمّا، ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما اشرب في قلبي من حبّ جعفر فما خرجت من داري إلّا إلى الصلاة المكتوبة حتّى عيل صبري.. فلما ضاق صدري تنعلت وترديت وقصدت جعفرا وكان بعد ما صليت العصر، فلما حضرت باب داره استأذنت عليه، فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟ فقلت السّلام على الشريف، فقال: هو قائم في مصلاه فجلست بحذاء بابه، فما لبثت إلّا يسيرا إذا خرج خادم فقال: ادخل على بركة الله فدخلت وسلمت عليه، فردّ عليّ السّلام وقال: (اجلس غفر الله لك)، فجلست فأطرق مليّا ثمّ رفع رأسه فقال: (أبو من؟)، قلت: أبو عبد الله، قال: (ثبّت الله كنيتك ووفّقك يا أبا عبد الله ما مسألتك؟ فقلت في نفسي: لو لم يكن في زيارته والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيرا، ثمّ رفع رأسه فقال: (ما مسألتك؟)، قلت: سألت الله أن يعطف على قلبك ويرزقني من علمك وأرجو أنّ الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته.. فقال: (يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلّم وإنّما هو نور يقع على قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه، فإن اردت العلم فاطلب أوّلا في نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله يفهمك).. قلت: يا شريف قال: (قل يا أبا عبد الله)، قلت: يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟.. قال: (ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوّله الله ملكا، لأنّ العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث
الحياة الشخصية وأحكامها (133)
أمر الله به، ولا يدبّر العبد لنفسه تدبيرا، وجعل اشتغاله فيما أمر الله تعالى به ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوّله الله ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه، وإذا فوّض العبد تدبير نفسه إلى مدبّره هان عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس.. وإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه الدنيا، وإبليس، والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثرا أو تفاخرا ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا لا يدع أيامه باطلا، فهذا أوّل درجة التقى.. قال الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، قلت: يا أبا عبد الله أوصني فقال: (أوصيك بتسعة أشياء: فإنها وصيّتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى، والله أسأل أن يوفّقك لاستعماله، ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون بها).. ففرغت قلبي له قال: (أما اللواتي في الرياضة: فإيّاك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله، ولا تأكل إلّا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالا، وسمّ الله ـ وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، فإن كان ولا بدّ، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه.. فأما اللواتي في الحلم، فمن قال: لك إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل له: إن قلت عشرا لم تسمع واحدة، ومن شتمك فقل: إن كنت صادقا فيما تقول فاسأل الله أن يغفر لي وإن كنت كاذبا فيما تقول فأسأل الله ان يغفر لك، ومن وعدك بالخنا فعده بالنصحية والدعاء.. وأما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء ما جهلت، وإيّاك أن تسألهم تعنتا وتجربة، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئا وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ولا تجعل رقبتك في الناس جسرا، قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي فإنّي امرئ
الحياة الشخصية وأحكامها (134)
ضنين بنفسي، والسّلام على من اتّبع الهدى)(1)
[الحديث: 808] قال الإمام الصادق: (إنّ أشدّ الناس على العالم أهله الّذين هم أهل دينه دون الناس)(2)
[الحديث: 809] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]: (يعني بالعلماء من صدّق فعله قوله، ومن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم)(3)
[الحديث: 810] قال الإمام الصادق: (إذا رأيتم العالم محبّا لدنياه فاتّهموه على دينكم، فانّ كلّ محب لشيء يحوط ما أحبّ)(4)
[الحديث: 811] قال الإمام الصادق: (إنّ الشيطان ليطمع في عالم بغير أدب أكثر من طمعه في عالم بأدب، فتأدّبوا وإلّا فأنتم أعراب)(5)
[الحديث: 812] قال الإمام الصادق: (تواضعوا لمن تتعلّمون منه، وتواضعوا لمن تعلّمون)(6)
[الحديث: 813] قال الإمام الصادق: (من تواضع للمتعلّمين وذلّ للعلماء ساد بعلمه، فالعلم يرفع الوضيع، وتركه يضع الرّفيع، ورأس العلم التواضع، وبصره البراءة من الحسد، وسمعه الفهم، ولسانه الصدق، وقلبه حسن النيّة، وعقله معرفة أسباب الأمور، ومن ثمراته التقوى، واجتناب الهوى، واتّباع الهدى، ومجانبة الذّنوب، ومودّة الإخوان، والاستماع من العلماء، والقبول منهم. ومن ثمراته ترك الانتقام عند القدرة، واستقباح
__________
(1) كشكول الشيخ البهائي ج 2 ص 184.
(2) مشكاة الأنوار ص 142.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 36.
(4) اصول الكافي: ج 1 ص 46.
(5) أعلام الدين ص 96.
(6) مشكاة الأنوار ص 138.
الحياة الشخصية وأحكامها (135)
مقارفة الباطل، واستحسان متابعة الحقّ، وقول الصدق، والتجافي عن سرور في غفلة، وعن فعل ما يعقب ندامة. والعلم يزيد العاقل عقلا، ويورث متعلّمه صفات حمد فيجعل الحليم أميرا، وذا المشورة وزيرا، ويقمع الحرص، ويخلع المكر، ويميت البخل، ويجعل مطلق الوحش مأسورا، وبعيد السداد قريبا)(1)
[الحديث: 814] قال الإمام الصادق: (اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبّارين فيذهب باطلكم بحقّكم)(2)
[الحديث: 815] سئل الإمام الصادق عن التعليم فقال: (لا تأخذ على التعليم أجرا)، قيل: الشعر والرسائل وما أشبه ذلك اشارط عليه؟ قال: (نعم بعد أن يكون الصبيان عندك سواء في التعليم لا تفضّل بعضهم على بعض)(3)
[الحديث: 816] قال الإمام الصادق: (إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتّهموه على دينكم، فإنّ كل محبّ يحوط ما أحبّ)(4)
[الحديث: 817] قال الإمام الصادق: (لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل، وبما سدّ فورة الجوع؟)(5)
[الحديث: 818] قال الإمام الصادق: (الناس على أربعة أصناف: جاهل متردٍّ معانق لهواه، وعابد متقوٍّ، كلما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد أن يوطأ عقباه، ويحب محمدة الناس.. وعارف على طريق الحق يحب القيام به، فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل
__________
(1) مطالب السؤول كما في (البحار) ج 75 ص 6.
(2) اصول الكافى ج 1 ص 36.
(3) الكافي: ج 5 ص 121.
(4) بحار الأنوار: 2/ 107، والعلل.
(5) بحار الأنوار: 2/ 49، والخصال.
الحياة الشخصية وأحكامها (136)
زمانك وأرجحهم عقلاً)(1)
[الحديث: 819] قال الإمام الصادق: (سبعةٌ يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يُعرف بذلك ولا يُذكر به.. والحكيم الذي يدبّر ماله كل كاذبٍ منكر لما يؤتى إليه.. والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة.. والسيد الفظّ الذي لا رحمة له.. والأم التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه.. والسريع إلى لائمة إخوانه.. والذي يجادل أخاه مخاصما له)(2)
[الحديث: 820] قال الإمام الصادق: (الخشية ميراث العلم، والعلم شعاع المعرفة وقلب الإيمان، ومن حُرم الخشية لا يكون عالما، وإن شقّ الشعر في متشابهات العلم، قال الله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وآفة العلماء ثمانية أشياء: الطمع، والبخل، والرياء، والعصبية، وحب المدح، والخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته، والتكلّف في تزيين الكلام بزوائد الألفاظ، وقلّة الحياء من الله، والافتخار، وترك العمل بما علموا)(3)
[الحديث: 821] قال الإمام الصادق: (يا مدرك.. رحم الله عبدا اجترّ مودة الناس إلينا فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون)(4)
[الحديث: 822] قال الإمام الصادق: (أربعة يذهبن ضياعا: مودةٌ تمنحها مَن لا وفاء له.. ومعروفٌ عند مَن لا يشكر له.. وعلمٌ عند مَن لا استماع له.. وسرٌّ تودعه عند مَن لاحصافة له (أي من لم يستحكم عقله))(5)
[الحديث: 823] قال الإمام الصادق: (إن العالم الكاتم علمه يُبعث أنتن أهل القيامة
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 50، والخصال.
(2) بحار الأنوار: 2/ 50، والخصال.
(3) بحار الأنوار: 2/ 52، ومصباح الشريعة.
(4) بحار الأنوار: 2/ 65، وأمالي الصدوق.
(5) بحار الأنوار: 2/ 67، والخصال.
الحياة الشخصية وأحكامها (137)
ريحا، تلعنه كل دابة حتى دواب الأرض الصغار)(1)
[الحديث: 824] قال الإمام الصادق: (إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة، فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر، فيغفر لهما جميعا)(2)
[الحديث: 825] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (إياك والرئاسة، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال)، فقيل له: (جعلت فداك.. أما الرئاسة فقد عرفتها، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال، فقال: (ليس حيث تذهب، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال)(3)
[الحديث: 826] قال الإمام الصادق: (أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب، فجعل لكل سبب شرحا، وجعل لكل شرح علماً، وجعل لكل علم باباً ناطقا، عرفه من عرفه، وجهله من جهله، ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن)(4)
[الحديث: 827] قال الإمام الصادق: (إنّ العلماء ورثة الأنبياء، وذلك أنّ الأنبياء لم يورّثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ شيئا منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه، فإنّ فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتهال المبطلين، وتأويل الجاهلين)(5)
[الحديث: 828] سئل الإمام الصادق عن قول الله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ الله} [التوبة: 31]، فقال: (أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكن أحلّوا لهم حراما، وحرّموا عليهم حلالا، فعبدوهم من
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 72، والمحاسن.
(2) بحار الأنوار: 2/ 73، والمحاسن.
(3) بحار الأنوار: 2/ 83، ومعاني الأخبار.
(4) بحار الأنوار: 2/ 90، وبصائر الدرجات.
(5) بحار الأنوار: 2/ 92، وبصائر الدرجات.
الحياة الشخصية وأحكامها (138)
حيث لا يشعرون)(1)
[الحديث: 829] قال الإمام الصادق: (من دخل في هذا الدين بالرجال، أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنّة، زالت الجبال قبل أن يزول)(2)
[الحديث: 830] قال الإمام الصادق: (يا حفص.. ما أنزلت الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررتُ إليها أكلت منها.. يا حفص.. إنّ الله تبارك وتعالى علم ما العباد عليه عاملون وإلى ما هم صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرّنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت، ثم تلا قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا في الأرض وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، وجعل يبكي ويقول: (ذهبت والله الأماني عند هذه الآية.. ثم قال: (فاز والله الأبرار، تدري مَن هم؟.. هم الذين لا يؤذون الذرّ، كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا.. يا حفص.. إنه يُغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يُغفر للعالم ذنبٌ واحدٌ، ومَن تعلّم وعمل وعلّم لله، دُعي في ملكوت السموات عظيما، فقيل: تعلّم لله، وعمل لله، وعلّم لله)، قيل: (جُعلت فداك.. فما حدّ الزهد في الدنيا؟.. فقال: (فقد حدّ الله في كتابه فقال عزّ وجلّ: {لكيلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23] إنّ أعلم الناس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهدهم فيها، فقال له رجل: (يا ابن رسول الله.. أوصني، فقال: (اتق الله حيث كنت، فإنك لا تستوحش)(3)
[الحديث: 831] قال الإمام الصادق: (إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه، زلّت موعظته عن القلوب كما يزلّ المطر عن الصفا)(4)
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 98، والمحاسن.
(2) بحار الأنوار: 2/ 105، وأمالي الصدوق.
(3) بحار الأنوار: 2/ 27، وتفسير القمي.
(4) بحار الأنوار: 2/ 39، ومنية المريد.
الحياة الشخصية وأحكامها (139)
[الحديث: 832] قال الإمام الصادق: (كان لموسى بن عمران عليه السلام جليسٌ من أصحابه قد وعى علما كثيرا، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له، فقال له موسى: إنّ لصلة القرابة لحقّاً، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا.. فإنّ الله قد حمّلك علما فلا تضيّعه وتركن إلى غيره، فقال الرجل: لا يكون إلا خيرا، ومضى نحو أقاربه فطالت غيبته، فسأل موسى عليه السلام عنه فلم يخبره أحدٌ بحاله.. فسأل جبرائيل عليه السلام عنه فقال له: أخبرني عن جليسي فلان، أَلَكَ به علمٌ؟.. قال: نعم، هو ذا على الباب قد مُسخ قردا في عنقه سلسلة، ففزع موسى عليه السلام إلى ربه وقام إلى مصلاّه يدعو الله، ويقول: يا رب.. استجبت لك فيه، إني كنت حمّلته علما فضيّعه وركن إلى غيره)(1)
[الحديث: 833] قال الإمام الصادق: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولا يزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا)(2)
[الحديث: 834] سئل الإمام الصادق: بم يعرف الناجي؟ قال: (من كان فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنّما ذلك مستودع)(3)
[الحديث: 835] قال الإمام الصادق: (من تعلم وعمل وعلم للّه دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل له تعلم للّه وعمل للّه وعلم للّه، قال نعم)(4)
[الحديث: 836] قال الإمام الصادق: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، لا تزيده سرعة السير إلّا بعدا)(5)
[الحديث: 837] قال الإمام الصادق: (إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 40، ومنية المريد.
(2) بحار الأنوار: 1/ 206، وأمالي الصدوق.
(3) اصول الكافي ج 1 ص 45.
(4) مشكاة الأنوار ص 132.
(5) كنز الكراجكي ج 2 ص 109.
الحياة الشخصية وأحكامها (140)
القلوب كما يزلّ المطر عن الصّفا)(1)
[الحديث: 838] قال الإمام الصادق: (من تعلم وعمل وعلم للّه دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل له تعلم للّه وعمل للّه وعلم للّه، قال نعم)(2)
[الحديث: 839] قال الإمام الصادق: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، لا تزيده سرعة السير إلّا بعدا)(3)
[الحديث: 840] قال الإمام الصادق: (إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزلّ المطر عن الصّفا)(4)
[الحديث: 841] قال الإمام الصادق في قول اللّه عزّ وجلّ: (إنما يخشى اللّه من عباده العلماء): (يعني من يصدق قوله فعله، ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم)(5)
[الحديث: 842] قال الإمام الصادق: (من عمل بما علم كفي ما لم يعلم)(6)
[الحديث: 843] قال الإمام الصادق: (من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه اللّه خير الدنيا والآخرة)(7)
[الحديث: 844] قال الإمام الصادق: (طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل.. وصاحب الاستطالة والختل ذو خبّ وملق يستطيل على مثله من اشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى اللّه على هذا خبره وقطع من اثار العلماء أثره)(8)
[الحديث: 845] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (يا ابن النعمان لا تطلب
__________
(1) اصول الكافي ج 1 ص 44.
(2) مشكاة الأنوار ص 132.
(3) كنز الكراجكي ج 2 ص 109.
(4) اصول الكافي ج 1 ص 44.
(5) عدّة الداعي ص 78.
(6) ثواب الأعمال ص 161.
(7) اصول الكافي ج 1 ص 46.
(8) اصول الكافي ج 1 ص 49.
الحياة الشخصية وأحكامها (141)
العلم لثلاث: لترائي به، ولا لتباهي به، ولا لتماري، ولا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، وزهادة في العلم، واستحياء من الناس، والعلم المصون كالسراج المطبق عليه)(1)
[الحديث: 846] قال الإمام الصادق: (طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل وصنف يطلبه للفقه والعقل، فصاحب الجهل والمراء، مؤذ ممار متعرّض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع وتخلّى من الورع فدّق اللّه من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه؛ وصاحب الاستطالة والختل ذو خبّ وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوانهم هاضم ولدينه حاطم، فأعمى اللّه على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر قد تحنّك في برنسه وقام اللّيل في حندسه يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه عارفا مستوحشا من أوثق إخوانه فشدّ اللّه من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه)(2)
[الحديث: 847] قال الإمام الصادق: (على العالم إذا علّم أن لا يعنف وإذا علّم أن لا يأنف)(3)
[الحديث: 848] قال الإمام الصادق: (إذا رأيتم العالم محبّا للدنيا فاتهموه على دينكم، فإن كلّ محبّ يحوط بما أحبّ، وقال أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى داود عليه السّلام لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتى فإن اولئك قطاع طريق عبادي المريدين، أن أدنى ما أنا صانع بهم أن انزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم)(4)
[الحديث: 849] قال الإمام الصادق: (من ازداد في اللّه علما وازداد للدنيا حبّا ازداد من
__________
(1) تحف العقول ص 313.
(2) اصول الكافي ج 1 ص 49.
(3) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 85.
(4) علل الشرائع ص 394.
الحياة الشخصية وأحكامها (142)
اللّه بعدا وازداد اللّه عليه غضبا)(1)
[الحديث: 850] قال الإمام الصادق: (من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه اللّه خير الدنيا والآخرة)(2)
[الحديث: 851] قال الإمام الصادق: (أشدّ الناس عذابا عالم لا ينتفع من علمه بشيء)(3)
[الحديث: 852] قال الإمام الصادق: (لا تعط سلاحك الفاجر فيضلك)(4)
[الحديث: 853] قال الإمام الصادق: (أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله، وأنصحوا لأنفسكم، وجاهدوها في طلب معرفة ما لا عذر لكم في جهله، فإنّ لدين الله أركانا لا ينفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته، ولا يضرّ من عرفها، فدان بها حسن اقتصاده، ولا سبيل لأحد إلى ذلك إلا بعون من الله عزّ وجلّ)(5)
[الحديث: 854] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين اللّه بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم)(6)
[الحديث: 855] قال الإمام الصادق: (إنّ اللّه خصّ عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتّى يعلموا، ولا يردّوا ما لم يعلموا وقال عزّ وجلّ: عَلَيْهِمْ {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف: 169] وقال: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} [يونس: 39])(7)
[الحديث: 856] قال الإمام الصادق: (من استأكل بعلمه افتقر)، قيل له: جعلت فداك
__________
(1) الاختصاص ص 243.
(2) مشكاة الأنوار ص 140.
(3) عدّة الداعي ص 76.
(4) مشكاة الأنوار ص 141.
(5) بحار الأنوار: 1/ 209، وكنز الكراجكي.
(6) اصول الكافي ج 1 ص 42.
(7) اصول الكافي ج 1 ص 43.
الحياة الشخصية وأحكامها (143)
إنّ في شيعتك ومواليك قوما يتحمّلون علومكم ويبثّونها في شيعتكم فلا يعدمون على ذلك منهم البرّ والصلة والإكرام، فقال: (ليس أولئك بمستأكلين، إنّما المستأكل بعلمه الّذي يفتي بغير علم ولا هدى من اللّه عزّ وجلّ ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا)(1)
[الحديث: 857] قال الإمام الصادق: (من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم، ومن دان بما لا يعلم فقد ضادّ اللّه حيث أحلّ وحرّم فيما لا يعلم)(2)
[الحديث: 858] قال الإمام الصادق يوصي بعض أصحابه: (إيّاك وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إيّاك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم)(3)
[الحديث: 859] قال الإمام الصادق: (إذا سئل الرجل منكم عمّا لا يعلم فليقل: لا أدري ولا يقل: اللّه أعلم فيوقع في قلب صاحبه شكّا، وإذا قال المسؤول: لا أدري فلا يتهمّه السائل)(4)
[الحديث: 860] قال الإمام الصادق: (للعالم إذا سئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول: اللّه أعلم وليس لغير العالم أن يقول ذلك)(5)
[الحديث: 861] قال الإمام الصادق: (إنا أهلُ بيتٍ صادقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس.. كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصدق البرية لهجةً، وكان مسيلمة يكذب عليه.. وكان الإمام علي أصدق مَن برأ الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان الذي يكذب عليه، ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله).. ثم ذكر الحارث الشامي وبنان فقال: (كانا يكذبان على علي بن الحسين..
__________
(1) معاني الأخبار ص 181.
(2) قرب الإسناد ص 8.
(3) اصول الكافي ج 1 ص 42.
(4) المحاسن ص 206.
(5) اصول الكافي ج 1 ص 42.
الحياة الشخصية وأحكامها (144)
ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسريّ وأبا الخطّاب ومعمّرا وبشار الأشعري وحمزة البربري وصائد النهدي، فقال: (لعنهم الله إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤونة كل كذّاب، وأذاقهم حرّ الحديد)(1)
[الحديث: 862] قال الإمام الصادق: (يستدلُّ بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه وفطنته)(2)
[الحديث: 863] قال الإمام الصادق: (إذا كتبت رقعة أو كتاباً في حاجة فأردت أن تنجح حاجتك الّتي تريد، فاكتب رأس الرقعة بقلم غير مديد: بسم الله الرحمن الرحيم، إنّ الله وعد الصابرين المخرج ممّا يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، جعلنا الله وإيّاكم من الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، قال الراوي: (فكنت أفعل ذلك فتنجح حوائجي)(3)
[الحديث: 864] قال الإمام الكاظم: (ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد النّسك، وأقبح من ذلك العابد لله ثمّ يترك عبادته.. ولا خير في العيش إلّا لرجلين: لمستمع واع، وعالم ناطق)(4)
[الحديث: 865] سئل الإمام الكاظم: هل يسع الناس ترك المسألة عمّا يحتاجون إليه؟ قال: (لا)(5)
[الحديث: 866] قال الإمام الكاظم: (محادثة العالم على المزبلة، خيرٌ من محادثة الجاهل
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 218، والكشي.
(2) بحار الأنوار: 73/ 50، والمحاسن ص 195.
(3) بحار الأنوار: 73/ 50، وكشف الغمة 2/ 380.
(4) تحف العقول ص 396.
(5) المحاسن ص 225.
الحياة الشخصية وأحكامها (145)
على الزرابي)(1)
[الحديث: 867] قال الإمام الكاظم: (لا تجلسوا عند كل عالم إلا عالمٌ يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن العداوة إلى النصيحة، ومن الرغبة إلى الزهد)(2)
[الحديث: 868] قال الإمام الرضا: (من دان بغير سماع ألزمه الله البتة إلى الفناء، ومن دان بسماع من غير الباب الّذي فتحه الله عزّ وجلّ لخلقه فهو مشرك، والباب المأمون على وحي الله تبارك وتعالى محمّد صلى الله عليه وآله وسلم)(3)
[الحديث: 869] قال الإمام الرضا: (إنّ الله تعالى يبغض القيل والقال، وإيضاع المال وكثرة السؤال.. إنّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد الله عليهم، قال لهم موسى عليه السّلام: اذبحوا بقرة، قالوا: ما لونها؟ فلم يزالوا شدّدوا حتّى ذبحوا بقرة يملأ جلدها ذهبا)، ثمّ قال: (إنّ الحكماء ضيّعوا الحكمة لما وضعوها عند غير أهلها)(4)
[الحديث: 870] قال الإمام الرضا: (ولا تخاصم العلماء ولا تلاعبهم ولا تحاربهم ولا تواضعهم)(5)
[الحديث: 871] قال الإمام الرضا: (رحم الله عبدا أحيا أمرنا)، قيل له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: (يتعلم علومنا ويعلّمها الناس، فانّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا)، قيل: يا ابن رسول الله فقد روى لنا عن الإمام الصادق انّه قال: (من تعلّم علما ليماري به
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 205، والاختصاص.
(2) بحار الأنوار: 1/ 205، والاختصاص.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 9.
(4) قصص الأنبياء ص 160.
(5) فقه الإمام الرضا ص 356.
الحياة الشخصية وأحكامها (146)
السفهاء، أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار)، فقال: (صدق جدّي، أفتدري من السفهاء؟)، قيل: لا، يا ابن رسول الله، قال: (هم قصاص مخالفينا، أو تدري من العلماء؟)، قيل: لا، يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (هم علماء آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودّتهم)، ثمّ قال: (أو تدري ما معنى قوله: أو ليقبل بوجوه الناس إليه؟)، قيل: لا، فقال: (يعنى والله بذلك ادّعاء الإمامة بغير حقّها، ومن فعل ذلك فهو في النار)(1)
[الحديث: 872] قال الإمام الرضا: (يقال للعابد يوم القيامة: نعم الرجل كنت، همتك ذات نفسك، وكفيت مؤنتك فادخل الجنة، ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم ووفّر عليهم نعم جنان الله تعالى وحصّل لهم رضوان الله تعالى، ويقال للفقيه: يا أيّها الكافل لأيتام آل محمّد الهادي لضعفاء محبّيهم ومواليهم قف حتّى تشفع لكلّ من أخذ عنك أو تعلّم منك، فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما ـ حتّى قال عشرا ـ وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة. فانظروا كم صرف ما بين المنزلتين)(2)
[الحديث: 873] قال الإمام الرضا: (إنّ من علامات الفقه الحلم والصّمت)(3)
[الحديث: 874] قال الإمام الرضا: (ثلاثةٌ موكّل بها ثلاثةٌ: تحامل الأيام على ذوي الأدوات الكاملة، واستيلاء الحرمان على المتقدّم في صنعته، ومعاداة العوام على أهل المعرفة)(4)
__________
(1) عيون الأخبار ج 1 ص 307.
(2) الاحتجاج ص 17.
(3) اصول الكافي: ج 1 ص 36.
(4) بحار الأنوار: 2/ 42، وأمالي الطوسي.
الحياة الشخصية وأحكامها (147)
[الحديث: 875] قال الإمام الجواد: (ما اجتمع رجلان إلّا كان أفضلهما عند الله أدّبهما)، فقيل: يا ابن رسول الله، قد عرفنا فضله عند الناس فما فضله عند الله؟ فقال: (بقراءة القرآن كما أنزل، ويروي حديثنا كما قلنا، ويدعو الله مغرما بدعائه، وحقيقة الأدب احتمال خصال الخير وتجافي خصال الشر، وبالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة ويصل به إلى الجنّة، والأدب عند الناس النطق بالمستحسنات لا غير، وهذا لا يعتدّ به ما لم يوصل بها إلى رضاء الله سبحانه والجنّة، والأدب هو أدب الشريعة فتأدّبوا بها تكونوا ادباء حقّا، ومن صاحب الملوك بغير أدب أسلمه ذلك إلى الهلكة، فكيف بمن يصاحب ملك الملوك وسيّد السادات)(1)
[الحديث: 876] قال الإمام العسكري: (من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه.. فأما من ركب من القبائح والفواحش، فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة، وإنما كثر التخليط فيما يتحمّل عنا أهل البيت لذلك لأن الفسقة يتحملون عنا فيحرّفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجوهها لقلة معرفتهم، وآخرىن يتعمّدون الكذب علينا، ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم، ومنهم قوم نصّاب لا يقدرون على القدح فينا، فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجّهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصّابنا، ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براءٌ منها، فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا، فضلّوا وأضلّوا، وهم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد ـ عليه اللعنة ـ على الحسين بن علي وأصحابه، فإنهم يسلبونهم الأرواح والأموال، وهؤلاء علماء
__________
(1) إرشاد القلوب ص 160.
الحياة الشخصية وأحكامها (148)
السوء الناصبون المتشبّهون بأنهم لنا موالون ولأعدائنا معادون، يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا، فيضلّونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب، لا جرم أنّ من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام، أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليّه، لم يتركه في يد هذا المتلبّس الكافر، ولكنه يقيّض له مؤمنا يقف به على الصواب ثم يوفّقه الله للقبول منه، فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة)(1)
[الحديث: 877] قال الإمام الجواد: (من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس)(2)
[الحديث: 878] عن بعض أئمة الهدى: (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)(3)
سادسا ـ ما ورد في أنواع العلوم
من الأحاديث الواردة في الترغيب في أنواع العلوم في المصادر السنية والشيعية:
1 ـ ما ورد من الأحاديث النبوية
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر السنية:
[الحديث: 879] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعلموا الفرائض والقرآن، وعلموا الناس فإني مقبوضٌ)(4)
[الحديث: 880] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن مثل العالم الذي لا يعلم الفرائض كمثل
__________
(1) بحار الأنوار: 2/ 89، وتفسير الإمام العسكري، الاحتجاج.
(2) بحار الأنوار: 2/ 94، والتحف.
(3) بحار الأنوار: 2/ 90، والاحتجاج.
(4) رواه الترمذي (2091)
الحياة الشخصية وأحكامها (149)
البرنس لا رأس له)(1)
[الحديث: 881] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعلموا الفرائض وعلموها، فإنه نصف العلم، وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي)(2)
[الحديث: 882] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعلموا الفرائض قبل الظانين، يعنى الذين يتكلمون بالظن)(3)
[الحديث: 883] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله، فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن، والكاهن ساحر، والساحر كافر)(4)
[الحديث: 884] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)(5)
[الحديث: 885] عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟)، فقلنا: يا رسول الله نحب ذاك، قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خير له من ثلاث، وأربعٌ خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل)(6)
[الحديث: 886] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(7)
[الحديث: 887] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوامٌ
__________
(1) أورده الديلمي في (الفردوس) 4/ 138 (6428)
(2) رواه ابن ماجة (2719)، والبيهقي (6/ 209)
(3) ذكره البخاري معلقا رواية (6724)
(4) أبو داود (3905)
(5) أبو داود (1455)، وأصله في مسلم (2699)
(6) مسلم (803)، أبو داود (1456)
(7) البخاري (5027)
الحياة الشخصية وأحكامها (150)
يقرءون القرآن ويسألون به الناس)(1)
[الحديث: 888] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنةٌ مضاعفةٌ، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة)(2)
[الحديث: 889] قال رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم أكثر من أن يحصى، فخذ من كل شيء أحسنه)(3)
[الحديث: 890] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين)(4)
[الحديث: 891] عن الإمام الكاظم قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟ فقيل: علّامة فقال: وما العلّامة؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيّام الجاهليّة والأشعار والعربيّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذاك علم لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنّة قائمة، وما خلاهنّ فهو فضل)(5)
[الحديث: 892] سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أفضل الأعمال فقال: (العلم بالله والفقه في دينه)(6)
[الحديث: 893] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدّين الورع)(7)
[الحديث: 894] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حسن فقهه، فله حسنة)(8)
[الحديث: 895] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقّههم في الدّين،
__________
(1) الترمذي (2917)
(2) أحمد 2/ 341.
(3) بحار الأنوار: 1/ 219، وكنز الكراجكي.
(4) بحار الأنوار: 1/ 220، وكنز الكراجكي.
(5) اصول الكافي: ج 1 ص 32.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 82.
(7) الخصال 1/ 30.
(8) عيون الأخبار 2/ 34.
الحياة الشخصية وأحكامها (151)
ورزقهم الرفق في معايشهم والقصد في شأنهم، ووقّر صغيرهم كبيرهم وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا)(1)
[الحديث: 896] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين)(2)
[الحديث: 897] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد)(3)
[الحديث: 898] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لكلّ شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه)(4)
[الحديث: 899] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الفقهاء أمناء الرسل)(5)
[الحديث: 900] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله خلفائي)، قيل يا رسول الله: ومن خلفاؤك؟ قال: (الذين يأتون بعدي ويروون حديثي وسنّتي)(6)
[الحديث: 901] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس لا يجتمعن إلّا في مؤمن حقّا يوجب الله له بهنّ الجنّة: النور في القلب، والفقه في الإسلام، والورع في الدين، والمودّة في الناس، وحسن السمت في الوجه)(7)
[الحديث: 902] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يا رسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والامراء)(8)
[الحديث: 903] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أفضل العبادة الفقه)(9)
[الحديث: 904] عن الإمام الكاظم قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟ فقيل: علّامة فقال: وما العلّامة؟ فقالوا له: أعلم الناس
__________
(1) الأشعثيّات /149.
(2) عوالي اللّئالي 1/ 81.
(3) منية المريد/194.
(4) عوالي اللئالي 4/ 59.
(5) عوالي اللئالي 4/ 59.
(6) عوالي اللئالي 4/ 59.
(7) كنز الكراجكي 2/ 10.
(8) الخصال 1/ 36.
(9) روضة الواعظين 1/ 6.
الحياة الشخصية وأحكامها (152)
بأنساب العرب ووقائعها وأيّام الجاهليّة والأشعار والعربيّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ذاك علم لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه، ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنّة قائمة، وما خلاهنّ فهو فضل)(1)
[الحديث: 905] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه)(2)
[الحديث: 906] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (القلوب أربعة: فقلب فيه إيمان وليس فيه قرآن وقلب فيه قرآن وايمان، وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا قرآن فيه ولا إيمان، فامّا القلب الّذي فيه إيمان وليس فيه قرآن كالثمرة طيب طعمها ليس لها ريح، وأما القلب الّذي فيه قرآن وليس فيه إيمان كالأشنة طيّب ريحها خبيث طعمها، وأما القلب الّذي فيه إيمان وقرآن كجراب المسك إن فتح فتح طيبا وإن وعى وعى طيبا، وأما القلب الّذي لا قرآن فيه ولا إيمان كالحنظلة خبيث ريحها خبيث طعمها)(3)
[الحديث: 907] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب اللّيل)(4)
[الحديث: 908] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن تبعه)(5)
[الحديث: 909] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أعطاه الله القرآن فرأى أنّ أحدا أعطي أفضل ممّا أعطي فقد صغّر عظيما وعظّم صغيرا)(6)
[الحديث: 910] عن معاذ بن جبل قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فقلت: يا رسول
__________
(1) اصول الكافي: ج 1 ص 32.
(2) أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 367.
(3) الأشعثيّات ص 230.
(4) الخصال ص 7 وأمالي الصدوق 234.
(5) مجمع البيان ج 1 ص 16.
(6) عدّة الداعي ص 286.
الحياة الشخصية وأحكامها (153)
الله حدّثنا بما لنا فيه نفع، فقال: ان اردتم عيش السّعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظلّ يوم الحرور والهدى يوم الضّلالة فادرسوا القرآن فإنّه كلام الرحمن، وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان)(1)
[الحديث: 911] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (معلّم القرآن ومتعلّمه يستغفر له كلّ شيء حتّى الحوت في البحر)(2)
[الحديث: 912] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من علم آية في كتاب الله تعالى كان له أجرها ما تليت)(3)
[الحديث: 913] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عدد درج الجنّة عدد آي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنّة قيل له: ارق واقرأ، لكلّ آية درجة فلا يكون فوق حافظ القرآن درجة)(4)
[الحديث: 914] عن مكحول قال: جاء أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله انّي أخاف أن أتعلّم القرآن ولا أعمل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يعذّب الله قلبا أسكنه القرآن)(5)
[الحديث: 915] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قبّل ولده كتب الله عزّ وجلّ له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة، ومن علّمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلّتين يضيئ من نورهما وجوه أهل الجنّة)(6)
[الحديث: 916] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من رجل علّم ولده القرآن إلّا توّج الله أبويه
__________
(1) تفسير أبي الفتوح الرازي كما في (المستدرك) ج 1 ص 287.
(2) درر اللّئالي لابن أبي جمهور كما في (المستدرك) ج 1 ص 287.
(3) درر اللّئالي لابن أبي جمهور كما في (المستدرك) ج 1 ص 287.
(4) مستدرك الوسائل ج 1 ص 287، عن كتاب الامامة والتبصرة.
(5) جامع الأخبار ص 56.
(6) الكافي: ج 6 ص 49.
الحياة الشخصية وأحكامها (154)
يوم القيامة بتاج الملك، وكسيا حلّتين لم ير الناس مثلهما)(1)
[الحديث: 917] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان)(2)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 918] قال الإمام علي: (تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصّدور، وأحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص)(3)
[الحديث: 919] قال الإمام عليّ: (أيّها الناس ثلاث لا دين لهم: لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة من عصى الله تبارك وتعالى) ثمّ قال: (أيّها الناس لا خير في دين لا تفقّه فيه، ولا خير في دنيا لا تدبّر فيها، ولا خير في نسك لا ورع فيه)(4)
[الحديث: 920] قال الإمام علي: (ثلاثة بهنّ يكمل المسلم: التفقّه في الدين، والتقدير في المعيشة، والصبر على النوائب)(5)
[الحديث: 921] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: (تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء)(6)
[الحديث: 922] قال الإمام عليّ: (لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه ثلاث خصال: الفقه في الدين، والصبر على المصائب، وحسن التقدير في المعاش)(7)
__________
(1) مجمع البيان ج 1 ص 9.
(2) بحار الأنوار: 1/ 220، وكنز الكراجكي.
(3) نهج البلاغة ص 339.
(4) المحاسن/4.
(5) بحار الأنوار 79/ 131 عن اعلام الدين.
(6) عوالي اللئالي 4/ 60.
(7) قرب الإسناد/46.
الحياة الشخصية وأحكامها (155)
[الحديث: 923] قال الإمام علي: ألا أخبركم بالفقيه حقّا؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: من لم يقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه)(1)
[الحديث: 924] قال الإمام الباقر: (تعلّموا القرآن فإنّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق.. فيقول الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي لأثيبنّ عليك اليوم أحسن الثّواب، ولأعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب قال: فيرجع القرآن رأسه في صورة أخرى)(2)
[الحديث: 925] قال الإمام الباقر: (قرّاء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدرّ به الملوك واستطال به على الناس، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه وأسهر به ليله واظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله عزّ وجلّ البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، والله لهؤلاء في قراءة القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر)(3)
[الحديث: 926] قال الإمام الباقر: (إن أردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحسرة والظلّ يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنّه كلام الرحمن، وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان)(4)
__________
(1) معاني الأخبار/226.
(2) اصول الكافي: ج 2 ص 596.
(3) مشكاة الأنوار ص 136.
(4) جامع الأخبار ص 40.
الحياة الشخصية وأحكامها (156)
[الحديث: 927] قال الإمام الباقر يوصي بعض أصحابه: (والله لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام خير لك ممّا طلعت عليه الشمس حتّى تغرب)(1)
[الحديث: 928] قال الإمام الباقر: (تفقّهوا في الحلال والحرام وإلّا فأنتم أعراب)(2)
[الحديث: 929] سئل الإمام الباقر من مسألة فأجاب فيها فقال الرجل: إنّ الفقهاء لا يقولون هذا، فقال: (ويحك إنّ الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسّك بسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)(3)
[الحديث: 930] قال الإمام الباقر: (أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلّا به، وأوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده، وأحمد العلم عاقبة ما زاد في عملك العاجل)(4)
[الحديث: 931] قال الإمام الباقر: (لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتّى يكون فيه خصال ثلاث: التفقّه في الدين، وحسن التّقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا)(5)
[الحديث: 932] قال الإمام الصادق: (ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن أو يكون في تعليمه)(6)
[الحديث: 933] قال الإمام الصادق: (من شدّد عليه في القرآن كان له أجران، ومن يسّر عليه كان مع الأوّلين)(7)
[الحديث: 934] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك إنّه قد أصابني هموم وأشياء لم يبق
__________
(1) المحاسن/227.
(2) المحاسن/227.
(3) المحاسن/223.
(4) عدّة الداعي/77.
(5) المحاسن/5.
(6) اصول الكافي: ج 2 ص 607.
(7) اصول الكافي: ج 2 ص 606.
الحياة الشخصية وأحكامها (157)
شيء من الخير إلّا وقد تفلّت منّي منه طائفة حتّى القرآن، لقد تفلّت منّي طائفة منه، ففزع عند ذلك، ثمّ قال: (إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتّى تشرف عليه من درجة من بعض الدّرجات، فيقول: السّلام عليك، فيقول: وعليك السّلام من أنت؟ فيقول: أنا سورة كذا وكذا ضيّعتني وتركتني، أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدّرجة) ثمّ أشار بأصبعه ثمّ قال: (عليكم بالقرآن فتعلّموه، فإنّ من الناس من يتعلّم ليقال: فلان قارى ء، ومنهم من يتعلّمه ويطلب به الصوت ليقال: فلان حسن الصوت، وليس في ذلك خير، ومنهم من يتعلّمه فيقوم به في ليله ونهاره، ولا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه)(1)
[الحديث: 935] قال الإمام الصادق: (وجدت علم الناس كلّهم في أربع: أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك)(2)
[الحديث: 936] قال الإمام الصادق: (منّ الله عزّ وجلّ على الناس برّهم وفاجرهم بالكتاب والحساب ولو لا ذلك لتغالطوا)(3)
[الحديث: 937] قيل للإمام الصادق: (إنّ لي ابنا قد أُحب أن يسألك عن حلال وحرام لا يسألك عمّا لا يعنيه، فقال: (وهل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال والحرام؟.)(4)
[الحديث: 938] قال الإمام الصادق: (ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام)(5)
[الحديث: 939] قال الإمام الصادق: (تفقّهوا في دين الله ولا تكونوا أعرابا، فإنه مَن لم
__________
(1) عدّة الداعي ص 290.
(2) أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 265.
(3) الكافي: ج 5 ص 155.
(4) بحار الأنوار: 1/ 213، والعلل.
(5) بحار الأنوار: 1/ 213، والمحاسن.
الحياة الشخصية وأحكامها (158)
يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة، ولم يزك له عملا)(1)
[الحديث: 940] قال الإمام الصادق: (ثلاث هن من علامات المؤمن: علمه بالله، ومن يحب، ومن يبغض)(2)
[الحديث: 941] قال داود: كنا عند الإمام الصادق؛ فارتعدت السماء فقال: (سبحان من يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)، فقال أبو بصير: (جعلت فداك.. إنّ للرعد كلاما؟)؛ فقال: (يا أبا محمد.. سل عمّا يعنيك، ودع ما لا يعنيك)(3)
[الحديث: 942] قال الإمام الصادق: (ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه)(4)
[الحديث: 943] قال الإمام الصادق: (لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا، يا بشير.. إنّ الرجل منكم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم)(5)
[الحديث: 944] قال الإمام الرضا: (منزلة الفقيه في هذا الوقت، كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل)(6)
[الحديث: 945] قال الإمام الرضا: (من لم يتفقّه في دينه ما يخطئ أكثر ممّا يصيب، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرّفيعة، وحاز المرء المرتبة الجليلة في الدّين والدّنيا، فضل الفقيه على العبّاد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقّه في
__________
(1) بحار الأنوار: 1/ 214، والمحاسن.
(2) بحار الأنوار: 1/ 215، والمحاسن.
(3) بحار الأنوار: 1/ 218، وتفسير العياشي.
(4) بحار الأنوار: 1/ 220، ومنية المريد.
(5) بحار الأنوار: 1/ 220، والكافي: 1/ 33.
(6) الفقه المنسوب للإمام الإمام الرضا/328.
الحياة الشخصية وأحكامها (159)
دينه لم يزكّ الله له عملا)(1)
[الحديث: 946] قال الإمام الرضا: (إنّ من علامات الفقه: الحلم والعلم. والصّمت باب من أبواب الحكمة، إنّ الصّمت يكسب المحبّة، إنّه دليل على كلّ خير)(2)
__________
(1) المحاسن/4.
(2) تحف العقول/445.
الحياة الشخصية وأحكامها (160)
جمعنا في هذا الفصل ما نراه متوافقا مع القرآن الكريم من الأحاديث الواردة حول الغذاء والدواء وأحكامهما، والآداب المرتبطة بهما، باعتبارهما ركنين من أركان الحياة واستمرارها.
وهي متوافقة مع ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى حفظ الحياة والصحة بالأكل والشرب والتداوي، بالإضافة إلى ما ورد فيه من أحكام الأغذية، وتحريم بعضها، وإباحة غيره.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى في الأمر بالأكل والشرب والنهي عن الإسراف: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} (لأعراف: 31)
وقال تعالى في النهي عن الوقوف عند التلذذ بالطعام والشراب والتمتع بهما واختصار الحياة فيهما: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} (الأحقاف:20)
ومثل ذلك ما ورد في أصناف المأكولات والمشروبات، وبيان بركاتها وفضلها، كما قال تعالى: {وَهُو الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام:141)
وقال في آية أخرى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الرعد، 4)، وقال: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ
الحياة الشخصية وأحكامها (161)
نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام، 99)
وقال في فضل الزيتون وشرابه: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} (ابراهيم،24)
وهكذا ورد في القرآن الكريم الأحكام المرتبطة بالأغذية المختلفة، وخصوصا الحيوانية منها، كما قال تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145]
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} [المائدة: 1]
وقال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 3]
وقال: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ} [المائدة: 4 - 5]
الحياة الشخصية وأحكامها (162)
وقال عن الحيوانات البحرية: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} (المائدة، 96)، وقال: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل،14)
وهكذا ورد في القرآن الكريم ذكر الشراب وأنواعه، وبعض أحكامه، كما قال تعالى عن الماء: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (الأنبياء، 30)
وقال عن اللبن والخل والعسل: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 66 - 69]
وقال عن الخمر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90 - 91]
وغيرها من الآيات الكريمة التي وضحت السنة المطهرة بعض معانيها وتطبيقاتها، والتي حاولنا جمعها هنا في هذا الفصل، وقد قسمناه إلى المباحث التالية:
1. ما ورد حول آداب الأكل والشرب.
2. ما ورد حول الأحكام الفقهية للأطعمة.
الحياة الشخصية وأحكامها (163)
3. ما ورد حول الأحكام الفقهية للأشربة.
4. ما ورد حول الترغيب في أنواع الأغذية.
5. ما ورد حول المرض والتداوي.
وننبه هنا إلى ما أشرنا إليه في المقدمة من أن الأحاديث المحتوية على بعض المعاني المتعلقة بالطب والتداوي، نحيلها على أهل الاختصاص؛ فهم أدرى الناس بها، وقصدنا من إيرادها هنا التنبيه إلى مراعاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وورثته من أئمة الهدى لهذه الناحية سواء في الغذاء أو في التداوي.
أولا ـ ما ورد حول آداب الأكل والشرب
من الأحاديث الواردة حول آداب الأكل والشرب في المصادر السنية والشيعية:
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 947] عن أنس قال: لم يأكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزا مرققا حتى مات (1).
[الحديث: 948] عن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم طعاما ما لم نضع أيدينا حتى يبدأ صلى الله عليه وآله وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فذهب ليضع يده في الطعام؛ فأخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله
__________
(1) البخاري (6450)
الحياة الشخصية وأحكامها (164)
عليه، وإن جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي؛ ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها)(1)
[الحديث: 949] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أكل أحدكم طعاما فليقل بسم الله، فإن نسي في الأول فليقل في الآخر: بسم الله في أوله وآخره)(2)
[الحديث: 950] عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل طعاما في ستة من أصحابه، فجاء أعرابيٌ فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنه لو سمى لكفاكم (3).
[الحديث: 951] روي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: لعلكم تفترقون، قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه (4).
[الحديث: 952] عن أمية بن مخشي قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا ورجلٌ يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمةٌ فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله آخرا استقاء ما في بطنه (5).
[الحديث: 953] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل الرجل منزله فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإن ذكر الله عند دخوله ولم يذكره عند عشاءه يقول: أدركتم العشاء ولا مبيت لكم، وإذا لم يذكر الله عند دخوله ولا عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء)(6)
[الحديث: 954] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الرجل ليوضع طعامه فما يرفع حتى يغفر له)،
__________
(1) مسلم (2017)، وأبو داود (3766)
(2) أبو داود (3767)، والترمذي (1858)
(3) الترمذي (1858) وابن ماجة (3264)
(4) أبو داود (3764)، وابن ماجة (3286)
(5) أبو داود (3768)، والحاكم 4/ 108.
(6) مسلم (2018)
الحياة الشخصية وأحكامها (165)
فقيل: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: (بقول: باسم الله إذا وضع والحمد لله إذا رفع)(1)
[الحديث: 955] عن ابن عَبَّاس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرب لبنا فدعا بماء فتمضمض وقال إن له دسما (2).
[الحديث: 956] عن جابر، وقد سئل عن الوضوء مما مست النار، فقال: قد كنا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ (3).
[الحديث: 957] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الشيطان حساسٌ لحاسٌ فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيءٌ فلا يلومن إلا نفسه)(4)
[الحديث: 958] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها)(5)
[الحديث: 959] عن سلمة بن الأكوع: أن رجلا أكل عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشماله، فقال: كل بيمينك، فقال: لا أستطيع قال: لا استطعت، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه (6).
[الحديث: 960] عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي صلى الله عليه وآله وسلم: (يا غلام سم الله وكل بيمينك، وكل مما يليك)، فما زالت تلك طعمتي بعد (7).
[الحديث: 961] عن عبيد الله بن عكراش، عن أبيه قال: بعثني بنو مرة بصدقات أموالهم إلى النبيصلى الله عليه وآله وسلم فانطلق بي إلى بيت أم سلمة فقال: هل من طعام فأتينا بجفنة كثيرة
__________
(1) الطبراني في (الأوسط) 5/ 209 (5104)
(2) البخاري (211)، ومسلم (358)
(3) البخاري (5457)
(4) أبو داود (3852)، والترمذي (1859)
(5) مسلم (2020)
(6) مسلم (2021)
(7) البخاري (5376)، ومسلم (2022)
الحياة الشخصية وأحكامها (166)
الثريد والوذر فأقبلنا نأكل منها فخبطت بيدي من نواحيها وأكل صلى الله عليه وآله وسلم من بين يديه، فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: يا عكراش، كل من موضع واحد، فإنه طعامٌ واحدٌ، ثم أتينا بطبق فيه ألوان الرطب فجعلت أكل من بين يدي وجالت يده في الطبق، فقال: يا عكراش: كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد، ثم أتينا بماء فغسل صلى الله عليه وآله وسلم يديه ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه، ثم قال: يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار (1).
[الحديث: 962] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه)(2)
[الحديث: 963] عن عبد الله بن بسر قال: كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قصعةٌ يقال لها الغراء يحملها أربعة رجال فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتى بتلك القصعة وقد ثرد فيها والتفوا عليها فلما كثروا جثا صلى الله عليه وآله وسلم فقال له أعرابيٌ: ما هذه الجلسة قال: (إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا)، ثم قال: (كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها)(3)
[الحديث: 964] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقطعوا اللحم بالسكين، وانهسوه نهسا فإنه أهنأ وأمرأ)(4)
[الحديث: 965] عن عبد الله بن عمرو قال: ما رئي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه رجلان قط، إن كانوا ثلاثة مشى بينهما وإنْ كانوا جماعة قدم بعضهم (5).
[الحديث: 966] عن أنس قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتمر فجعل يقسمه وهو محتفزٌ يأكل منه أكلا ذريعا (6).
__________
(1) الترمذي (1848)، وابن ماجة (3274)
(2) الترمذي (1805) وابن ماجة (3277)
(3) أبو داود (3773)
(4) أبو داود (3778)
(5) أبو داود (3770)، وابن ماجة (244)
(6) مسلم (2044) 149، وأبو داود (3771)
الحياة الشخصية وأحكامها (167)
[الحديث: 967] عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الجلوس على مائدة يشرب الخمر عليها، وأن يأكل رجل أو يشرب منبطحا على بطنه، ورخص في أكل حب مقلا ونحوه متكئا (1).
[الحديث: 968] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح أصابعه حتى يلعقها)(2)
[الحديث: 969] عن كعب بن مالك قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها (3).
[الحديث: 970] عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة، وقال: إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة (4).
[الحديث: 971] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة)(5)
[الحديث: 972] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة)(6)، وفي رواية: (تقول له القصعة أعتقك الله من النار كما أعتقتني من الشيطان)
[الحديث: 973] عن أنس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتمر عتيق فجعل يفتشه حتى يخرج السوس منه (7).
[الحديث: 974] عن عبد الله بن بسر قال: نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي فقربنا إليه طعاما
__________
(1) أبو داود رقم (3774)
(2) البخاري (5456)، ومسلم (2031)
(3) مسلم (2032)، وأبو داود (3848)
(4) مسلم (2033) 133.
(5) مسلم (2033) 134، والترمذي (1802)
(6) الترمذي (1804)
(7) أبو داود (3832)
الحياة الشخصية وأحكامها (168)
ووطية فأكل منها ثم أتى بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى (1).
[الحديث: 975] عن ابن عمر قال: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقرن الرجل بين التمرتين (2).
[الحديث: 976] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كنت نهيتكم عن الإقران في التمر، فإن الله قد أوسع عليكم فأقرنوا)(3)
[الحديث: 977] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (المسلم يأكل في معي واحد والكافر والمنافق يأكل في سبعة أمعاء)(4)
[الحديث: 978] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة)(5)
[الحديث: 979] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية)(6)
[الحديث: 980] عن ابن عمر قال: تجشأ رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة)(7)
[الحديث: 981] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما ملأ آدميٌ وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفسه)(8)
[الحديث: 982] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء
__________
(1) مسلم (2042)
(2) البخاري (2455، 5446)، ومسلم (2045)
(3) الطبراني في (الأوسط) 7/ 129 (7068)
(4) البخاري (5393)، ومسلم (2060)
(5) البخاري (5392)، ومسلم (2058)
(6) مسلم (2059)، والترمذي (1820)
(7) الترمذي (2478)، وابن ماجة (3350)
(8) الترمذي (2380)، وابن ماجة (3349)
الحياة الشخصية وأحكامها (169)
مهرمةٌ)(1)
[الحديث: 983] عن أبي هريرة قال: ما عاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه (2).
[الحديث: 984] عن ابن عباس قال: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينفخ في الطعام والشراب والتمرة (3).
[الحديث: 985] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا وضعت المائدة فلا يقوم رجلٌ حتى ترفع المائدة ولا يرفع يده وإن شبع حتى يفرغ القوم وليعذر، فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده وعسى أن يكون له في الطعام حاجةٌ)(4)
[الحديث: 986] عن أنس قال: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الشرب قائما وعن الأكل قائما (5).
[الحديث: 987] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام)(6)
[الحديث: 988] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من وافق من أخيه شهوة غفر له)(7)
[الحديث: 989] عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت إذا أثردت غطته شيئا حتى يذهب فوره، ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إنه أعظم للبركة (8).
[الحديث: 990] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أبردوا بالطعام، فإن الطعام الحار غير ذي بركة)(9)
__________
(1) الترمذي (1856)
(2) البخاري (5409)، ومسلم (2064)
(3) الطبراني في (الكبير) 11/ 296 (11789)
(4) ابن ماجة (3295)
(5) البزار (كشف الأستار) 3/ 330 (2868)، ومسند أبي يعلى الموصلي 5/ 249 (2867)
(6) الترمذي (1855) وابن ماجة (3694)، والدارمي (2081)
(7) البزار (كشف الأستار)(2890)
(8) أحمد 6/ 350، والطبراني في (الكبير) 24/ 84.
(9) رواه الطبراني في الأوسط 6/ 209 (6209)
الحياة الشخصية وأحكامها (170)
[الحديث: 991] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي)(1)
[الحديث: 992] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا قرب إلى أحدكم طعامه وفي رجله نعلان فلينزع نعليه فإنه أروح للقدمين)(2)
[الحديث: 993] عن الحسن بن علي: أنه وجد كسرة فأماط عنها الأذى، فغسلها غسلا نعما ثم دفعها إلى غلامه، ثم قال: ذكرني بها إذا توضأت، فلما توضأ قال: يا غلام ناولني الكسرة، فقال: يا مولاي أكلتها، قال: اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى، فقال له الغلام: لأي شيء عتقتنى؟ قال: لأني سمعت من فاطمة عن أبيها صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من وجد لقمة أو كسرة فأخذها فأماط عنها الأذى وغسلها غسلا نعما، ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له)، فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة (3).
[الحديث: 994] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه)(4)
[الحديث: 995] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه إن سقاه شرابا فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه)(5)
[الحديث: 996] عن علي أنه أتى باب الرحبة فشرب قائما وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل كما رأيتموني فعلت (6).
[الحديث: 997] عن ابن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشرب قائما وقاعدا (7).
[الحديث: 998] عن ابن عمر قال: لقد كنا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نمشي ونشرب
__________
(1) أبو يعلى (2045)، والطبراني في (الأوسط) 7/ 218 (7317)
(2) البزار (كشف الأستار)(2867)، وأبو يعلى (4188)، والطبراني في (الأوسط) 3/ 295 (3202)
(3) أبو يعلى (6750)
(4) الطبراني 6/ 253 (6138)
(5) أحمد 2/ 399، والطبراني في (الأوسط) 3/ 50 (2440)
(6) البخاري (5615 - 5616)، وأبو داود (3718)
(7) الترمذي (1883)
الحياة الشخصية وأحكامها (171)
ونحن قيامٌ (1).
[الحديث: 999] عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الشرب قائما قلنا لأنس: فالأكل؟ قال: ذلك أشد. أو قال: شر وأخبث (2).
[الحديث: 1000] عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن اختناث الأسقية أن يشرب من أفواهها (3).
[الحديث: 1001] عن أبي هريرة قال: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يشرب من في السقاء والقربة، وأن يمنع جاره أن يغرس خشبة في جداره (4).
[الحديث: 1002] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث وسموا الله إذا أنتم شربتم واحمدوا الله إذا رفعتم)(5)
[الحديث: 1003] عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتنفس إذا شرب ثلاثا، ويقول: (إنه أروى وأبرأ وأمرأ)(6)
[الحديث: 1004] عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله، فإذا أخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاث مرات (7)
[الحديث: 1005] عن بهز قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثلاثا ويقول: (هو أهنأ وأمرأ وأبرأ)(8)
[الحديث: 1006] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء)(9)
__________
(1) الترمذي (1880)
(2) مسلم (2024)، والترمذي (1879)
(3) البخاري (5625 - 5626)، ومسلم (2023)
(4) البخاري (5627)، ومسلم (1609)
(5) الترمذي (1885)
(6) البخاري (5631)، ومسلم (2028)
(7)(الأوسط) 1/ 257 (840)
(8) الطبراني في (الكبير) 2/ 47 - 48.
(9) البخاري (5630)، مسلم (267)
الحياة الشخصية وأحكامها (172)
[الحديث: 1007] قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إني لا أروى من نفس واحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فأبن القدح عن فيك ثم تنفس)، قال: فإني أرى القذاة فيه، قال: (فأهرقها)(1)، وفي رواية: أنه صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب (2).
[الحديث: 1008] عن أنس قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دارنا هذه فحلبنا له شاة، ثم شبته من ماء بئرنا هذه فأعطيته وأبو بكر عن يساره، وعمر تجاهه وأعرابيٌ عن يمينه، فلما فرغ قال عمر: هذا أبو بكر فأعطى الأعرابي وقال: (الأيمنون الأيمنون الأيمنون)، قال أنسٌ: فهي سنةٌ فهي سنةٌ فهي سنةٌ (3).
[الحديث: 1009] عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلامٌ وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟)، فقال الغلام: والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله صلى الله عليه وآله وسلم في يده (4).
[الحديث: 1010] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ساقي القوم آخرهم شربا)(5)
[الحديث: 1011] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (غطوا الإناء وأوكوا السقاء)(6)
[الحديث: 1012] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (في السنة ليلةٌ ينزل فيها وباءٌ ولا يمر بإناء ليس عليه غطاءٌ أو سقاء ليس عليه وكاءٌ إلا نزل فيه من ذلك الوباء)(7)
[الحديث: 1013] عن أبي حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقدح لبن من النقيع ليس مخمرا، فقال: (ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا)(8)
[الحديث: 1014] عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا، قال
__________
(1) أبو داود (3728)، الترمذي (1887)
(2) أبو داود (3722)
(3) البخاري (2352)، مسلم (2029)
(4) البخاري (5620)، مسلم (2030)
(5) الترمذي (1894)، ومسلم (681)
(6) البخاري (3280)، مسلم (2012)
(7) البخاري (3316)، مسلم (2014)
(8) البخاري (5605)، مسلم (2011)
الحياة الشخصية وأحكامها (173)
قتيبة: وهي عينٌ بينها وبين المدينة يومان (1).
[الحديث: 1015] عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن كان عندك ماءٌ بات هذه الليلة في شنة وإلا كرعنا)، والرجل يحول الماء في حائطه فقال: يا رسول الله عندي ماءٌ بارد فانطلق إلى العريش وانطلق بهما، فسكب في قدح ماء ثم حلب عليه من داجن له، فشرب صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه (2).
[الحديث: 1016] عن ابن عمر قال: مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها فإنه ليس إناء أطيب من اليد)(3)
[الحديث: 1017] عن أنس قال: كان لأم سليم قدحٌ فقالت: سقيت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل الشراب الماء والعسل واللبن (4).
[الحديث: 1018] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرجل المسلم أن يتعلمها على المائدة أربع منها: فريضة، واربع منها سنة، واربع منها أدب، فأما الفريضة فالمعرفة بما يأكل، والتسمية، والشكر، والرضا؛ وأما السنة فالجلوس على الرجل اليسرى، والاكل بثلاث أصابع، وان يأكل مما يليه، ومص الأصابع؛ وأما الأدب فتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين)(5)
[الحديث: 1019] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا وضعت المائدة حفّتها أربعة آلاف ملك، فإذا
__________
(1) أبو داود (3735)، أحمد 6/ 100.
(2) البخاري (5613)، وأبو داود (3724)
(3) ابن ماجة (3433)
(4) النسائي 8/ 335.
(5) من لا يحضره الفقيه: 4/ 256/ 821، والخصال: 485/ 60.
الحياة الشخصية وأحكامها (174)
قال العبد: بسم الله، قالت الملائكة: بارك الله عليكم في طعامكم، ثمّ يقولون للشيطان: اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم، فإذا فرغوا فقالوا: الحمد لله، قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فأدّوا شكر ربّهم، وإذا لم يسمّوا قالت الملائكة للشيطان: ادن يا فاسق فكل معهم، فإذا رفعت المائدة ولم يذكروا اسم الله عليها، قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربّهم جلّ وعزّ)(1)
[الحديث: 1020] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أكلت فقل: بسم الله، وإذا فرغت فقل: الحمد لله، فإنّ حافظيك لا يبرحان يكتبان لك الحسنات حتّى تبعّده عنك)(2)
[الحديث: 1021] عن الإمام الباقر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفعت المائدة قال: (اللهمّ أكثرت وأطبت وباركت فأشبعت وأرويت، الحمد لله الّذي يطعم ولا يطعم)(3)
[الحديث: 1022] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من رجل يجمع عياله، ويضع مائدة بين يديه، ويسمّي ويسمّون في أول الطعام، ويحمدون الله عزّ وجلّ في آخره فترتفع المائدة حتّى يغفر لهم)(4)
[الحديث: 1023] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا طعم عند أهل بيت، قال لهم: (طعم عندكم الصائمون، واكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الاخيار)(5)
[الحديث: 1024] عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضعت المائدة بين يديه، قال: (سبحانك اللهم ما أحسن ما تبتلينا، سبحانك اللهم ما أكثر ما
__________
(1) الكافي: ج 6 ص 292.
(2) المحاسن ص 431.
(3) الكافي: ج 6 ص 294.
(4) الكافي: ج 6 ص 296.
(5) الكافي: 6/ 294/ 10، والمحاسن: 439/ 294.
الحياة الشخصية وأحكامها (175)
تعطينا، سبحانك ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا وعلى فقراء المؤمنين والمسلمين)(1)
[الحديث: 1025] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده (2).
[الحديث: 1026] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا تجشّأ أحدكم فلا يرفع جشأه إلى السماء، ولا إذا بزق، والجشاء نعمة من الله عزّ وجلّ فإذا تجشّأ أحدكم فليحمد الله)(3)
[الحديث: 1027] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيكون من بعدي سمنة، يأكل المؤمن في معاء واحد، ويأكل الكافر في سبعة أمعاء (4).
[الحديث: 1028] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المؤمن يأكل في معاء واحدة، والمنافق يأكل في سبعة أمعاء (5).
[الحديث: 1029] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس العون على الدين قلب نخيب، وبطن رغيب، ونعظ شديد (6).
[الحديث: 1030] قال الإمام الصادق: ما كان شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ان يظل جائعا خائفا في الله (7).
[الحديث: 1031] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة يذهبن ضياعا: الأكل على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها (8).
[الحديث: 1032] قيل للإمام الصادق: حديث يروى عن أبيك انه قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خبز برّ قطّ، أهو صحيح؟ فقال: لا ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبز برّ قطّ، ولا شبع
__________
(1) الكافي: 6/ 293/ 8، المحاسن: 435/ 276.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 259/ 824.
(3) قرب الإسناد ص 22.
(4) الكافي: 6/ 268/ 1، والمحاسن: 447/ 343.
(5) الخصال: 351/ 29.
(6) الكافي: 6/ 269/ 3، والمحاسن: 445/ 332.
(7) الكافي: 8/ 129/ 99.
(8) من لا يحضره الفقيه: 4/ 270/ 824.
الحياة الشخصية وأحكامها (176)
من خبز شعير قط (1).
[الحديث: 1033] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان أكثر الناس شبعا في الدنيا، أكثرهم جوعا في الآخرة.. إنمّا الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر (2).
[الحديث: 1034] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أطولكم جشاء في الدنيا أطولكم جوعا يوم القيامة (3).
[الحديث: 1035] عن الإمام الصادق، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يتجشأ، فقال: يا عبد الله! اقصر من جشائك، فان أطول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا (4).
[الحديث: 1036] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، ويعلم انه عبد (5).
[الحديث: 1037] قال الإمام الصادق: مرت امرأة بذية برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يأكل، وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد! إنك تأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وأي عبد اعبد مني؟!)(6).
[الحديث: 1038] عن الإمام الباقر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وكان يأكل على الحضيض، وينام على الحضيض (7).
[الحديث: 1039] عن الإمام الرضا، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض مع العبد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي،
__________
(1) امالى الصدوق: 263/ 6.
(2) امالي الطوسي 1/ 356.
(3) الكافي: 6/ 269/ 5، والتهذيب 9/ 92/ 395، والمحاسن: 447/ 345.
(4) المحاسن: 447/ 345.
(5) الكافي: 6/ 271/ 3، والمحاسن: 456/ 386.
(6) الكافي: 6/ 271/ 2، والمحاسن: 457/ 388.
(7) الكافي: 6/ 271/ 6.
الحياة الشخصية وأحكامها (177)
ولبسي الصوف، والتسليم على الصبيان؛ لتكون سنة من بعدي (1).
[الحديث: 1040] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل بالارض (2).
[الحديث: 1041] عن الإمام الصادق، أنه كان يجلس جلسة العبد، ويضع يده على الأرض، ويأكل بثلاثة أصابع، وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل هكذا، ليس كما يفعل الجبارون، يأكل أحدهم باصبعيه (3).
[الحديث: 1042] عن الإمام الصادق، قال: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا منذ بعثه الله إلى ان قبضه؛ تواضعا لله عز وجل (4).
[الحديث: 1043] قال الإمام الصادق: ما أكل نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متكئ منذ بعثه الله عز وجل، وكان يكره ان يتشبه بالملوك (5).
[الحديث: 1044] عن محمد بن مسلم، قال: دخلت على الإمام الباقر ذات يوم، فدعاني إلى طعامه، فلما فرغ، قال: يا محمد! لعلك ترى ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأته عين يأكل وهو متكي منذ بعثه الله إلى ان قبضه ثم قال: يا محمد! لعلك ترى انه شبع من خبز البر ثلاثة أيام منذ بعثه الله إلى ان قبض، ثم رد على نفسه، ثم قال: لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه الله إلى ان قبضه، اما إني لا اقول: انه كان لا يجد، لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل، فلو أراد ان يأكل لأكل، ولقد أتاه جبريل عليه السلام بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات، يخيره من غير ان ينقص مما اعده الله له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لله ـ إلى ان قال: ـ وإنْ كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكلة العبد، ويطعم الناس
__________
(1) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 81/ 14.
(2) المحاسن: 441/ 305.
(3) المحاسن: 441/ 307.
(4) الكافي: 8/ 164/ 175، والمحاسن: 457/ 391.
(5) الكافي: 6/ 272/ 8، والمحاسن: 458/ 396.
الحياة الشخصية وأحكامها (178)
خبز البر واللحم، ويرجع إلى اهله فيأكل الخبز والزيت (1).
[الحديث: 1045] سئل الإمام الصادق: هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل متكئا على يمينه، وعلى يساره؟ فقال: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا على يمينه، ولا على شماله، ولكن كان يجلس جلسة العبد، قلت: وَلِمَ ذاك؟ قال: تواضعا لله عز وجل (2).
[الحديث: 1046] قال الإمام الصادق: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا منذ بعثه الله حتى قبض، كان يأكل أكلة العبد، ويجلس جلسة العبد، قلت: وَلِمَ؟ قال: تواضعا لله عز وجل (3).
[الحديث: 1047] قال الإمام الصادق: ما أكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا قط، ولا نحن (4).
[الحديث: 1048] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه، فان الذروة فيها البركة (5).
[الحديث: 1049] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكل أحدكم فليأكل مما يليه (6).
[الحديث: 1050] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأكل في السوق دناءة (7).
[الحديث: 1051] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلطع القصعة، ويقول: من لطع القصعة فكأنما تصدق بمثلها (8).
[الحديث: 1052] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكل أحدكم طعاما فمص اصابعه التي أكل بها، قال الله عز وجل: بارك الله فيك (9).
[الحديث: 1053] عن الإمام الباقر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلعق اصابعه إذا أكل (10).
__________
(1) الكافي: 8/ 129/ 100.
(2) الكافي: 6/ 271/ 7، والمحاسن: 457/ 389.
(3) الكافي: 6/ 270/ 1.
(4) المحاسن: 458/ 392.
(5) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 34/ 71.
(6) الكافي: 6/ 297/ 3، والمحاسن: 448/ 348.
(7) مكارم الاخلاق: 149.
(8) الكافي: 6/ 297/ 4، والمحاسن: 443/ 318.
(9) الكافي: 6/ 297/ 7.
(10) المحاسن: 443/ 313.
الحياة الشخصية وأحكامها (179)
[الحديث: 1054] قال الإمام الصادق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل لقم من بين عينيه، وإذا شرب سقى من عن يمينه (1).
[الحديث: 1055] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اطرفوا اهاليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة أو اللحم، حتى يفرحوا بالجمعة (2).
[الحديث: 1056] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذي يسقط من المائدة مهور الحور العين (3).
[الحديث: 1057] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تتبع ما يقع من مائدته فأكله، ذهب عنه الفقر وعن ولده (4).
[الحديث: 1058] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من وجد كسرة أو تمرة، فأكلها لم تفارق جوفه حتى يغفر الله له (5).
[الحديث: 1059] عن الإمام الصادق، عن آبائه، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجد قبا، فأتي بإناء فيه لبن حليب مخيض بعسل، فشرب منه حسوة أو حسوتين، ثم وضعه، فقيل: يا رسول الله اتدعه محرما؟ فقال: اللهم إني اتركه تواضعا لله (6).
[الحديث: 1060] عن الإمام الصادق، عن آبائه، قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخبيص، فأبى ان يأكل، فقيل: اتحرمه؟ فقال: لا، ولكني اكره أن تتوق نفسي إليه، ثم تلا: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ في الأرض بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف: 20] (7)
[الحديث: 1061] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكرموا الخبز، قيل: يا رسول الله وما اكرامه؟ قال:
__________
(1) الكافي: 6/ 299/ 17.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 225/ 1054.
(3) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 34/ 68.
(4) المحاسن: 444/ 322.
(5) امالي الصدوق: 246/ 14.
(6) المحاسن: 409/ 133.
(7) المحاسن: 409/ 133.
الحياة الشخصية وأحكامها (180)
إذا وضع لا ينتظر به غيره (1).
[الحديث: 1062] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكرموا الخبز، ومن كرامته ان لا يوطأ، ولا يقطع (2).
[الحديث: 1063] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقطعوا الخبز بالسكين، ولكن اكسروه باليد، وليكسر لكم، خالفوا العجم (3).
[الحديث: 1064] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إيّاكم ان تشموا الخبز كما يشمه السباع، فان الخبز مبارك، ارسل الله له السماء مدرارا، وله انبت الله المرعى، وبه صليتم وبه صمتم، وحججتم بيت ربكم (4).
[الحديث: 1065] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أتيتم بالخبز واللحم فابدؤوا بالخبز، فسدوا خلال الجوع، ثم كلوا اللحم (5).
[الحديث: 1066] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صغروا رغفانكم، فان مع كل رغيف بركة (6).
[الحديث: 1067] عن الإمام الباقر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى ان يؤكل اللحم غريضا، وقال: إنمّا تأكله السباع ولكن حتى تغيره النار (7).
[الحديث: 1068] قال الإمام الصادق: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينفخ في طعام أو شراب، وان ينفخ في موضع السجود (8).
[الحديث: 1069] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: السخون بركة (9).
__________
(1) الكافي: 6/ 303/ 5.
(2) الكافي: 6/ 303/ 5.
(3) الكافي: 6/ 304/ 13.
(4) المحاسن: 589.
(5) الكافي: 6/ 303/ 7.
(6) الكافي: 6/ 303/ 8.
(7) الكافي: 6/ 313/ 1.
(8) من لا يحضره الفقيه: 4/ 5/ 1.
(9) الكافي: 6/ 322/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (181)
[الحديث: 1070] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تؤووا منديل الغمر في البيت، فإنه مربض الشيطان (1).
[الحديث: 1071] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح وجهك وعينيك قبل ان تمسح بالمنديل، وتقول: اللهم اني اسالك المحبة والزينة، واعوذ بك من المقت والبغضة (2).
[الحديث: 1072] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا، ولم يسقنا ملحا اجاجا، ولم يؤاخذنا بذنوبنا (3).
[الحديث: 1073] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الطاعم الشاكر أفضل من الصائم الصامت (4).
[الحديث: 1074] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن ليشبع من الطعام والشراب، فيحمد الله، فيعطيه الله من الأجر ما لا يعطي الصائم، إن الله شاكر عليم يحب أن يحمد (5).
[الحديث: 1075] قال الحسن بن الفضل الطبرسي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يأكل الحار حتى يبرد، ويقول: ان الله لم يطعمنا نارا، ان الطعام الحار غير ذي بركة، فأبردوه، وكان إذا أكل سمى، ويأكل بثلاث أصابع، ومما يليه، ولا يتناول من بين يدي غيره، ويؤتى بالطعام، فيشرع قبل القوم، ثم يشرعون، وكان يأكل بأصابعه الثلاث الابهام، والتي تليها، والواسطي؛ وربما استعان بالرابعة، وكان يأكل بكفه كلها، ولم يأكل بأصبعين، ويقول: ان الأكل بأصبعين هو أكل الشيطان، ولقد جاء أصحابه يوما بفالوذج، فأكل منه، وقال: مم هذا؟ فقالوا نجعل السمن والعسل ينضج، فيأتي كما ترى، فقال: ان هذا طعام طيّب، وكان
__________
(1) الكافي: 6/ 299/ 18.
(2) المحاسن: 426/ ذيل 234.
(3) الكافي: 6/ 384/ 2.
(4) المحاسن: 435/ 271.
(5) المحاسن: 435/ 272.
الحياة الشخصية وأحكامها (182)
يأكل خبز الشعير غير منخول، وما أكل خبز بر قط؛ ولا شبع من خبز الشعير قط، ولا أكل على خوان حتى مات، وكان يأكل البطيخ والعنب، ويأكل الرطب، ويطعم الشاة النوى وكان لا يأكل الثوم، ولا البصل، ولا الكراث، ولا العسل الذي فيه المغافير ـ والمغافير ما يبقي من الشجر في بطون النحل، فيلقيه في العسل، فيبقى له ريح في الفم ـ وما ذم طعاما قط، كان إذا اعجبه اكله، وإذا كرهه تركه، ولا يحرمه على غيره، وكان يلحس القصعة، ويقول آخر الصفحة أعظم الطعام بركة، وكان إذا فرغ لعق اصابعه الثلاث، التي أكل بها واحدة، واحدة، وكان يغسل يده من الطعام حتى ينقيها، وكان لا يأكل وحده (1).
[الحديث: 1076] عن الإمام الصادق قال: (ما ذمّ رسول اللّه طعاما قطّ، كان إذا أعجبه أكله، وإذا كرهه تركه. وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا عاف شيئا فإنّه لا يحرمه على غيره، ولا يبغضه إليه)(2)
[الحديث: 1077] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مصوا الماء مصا، ولا تعبوه عبّاً، فإنه يوجد منه الكباد (3).
[الحديث: 1078] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكل لقمة حرام لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، ولم تستجب له دعوة أربعين صباحا، وكلّ لحم ينبته الحرام فالنار أولى به، وإنّ اللقمة الواحدة تنبت اللحم)(4)
[الحديث: 1079] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كلّ ملك في السماوات وفي الأرض، وما دامت اللقمة في جوفه لا ينظر الله إليه، ومن أكل اللقمة من الحرام فقد باء بغضب من الله، فإن تاب تاب الله عليه، وإن مات فالنار أولى
__________
(1) مكارم الاخلاق: 28.
(2) مكارم الأخلاق ص 30.
(3) الكافي: 6/ 381/ 1.
(4) بحار الأنوار ج 63 ص 314.
الحياة الشخصية وأحكامها (183)
به)(1)
[الحديث: 1080] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ثمّ مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث، يأكلون الخبيث ويدعون الطيب، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال، وهم من أمّتك يا محمّد)(2)
[الحديث: 1081] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ أحدكم ليرفع يديه إلى السماء فيقول: يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام وملبسه حرام، فأيّ دعاء يستجاب لهذا؟ وأيّ عمل يقبل منه وهو ينفق من غير حلّ؟ إن حجّ حجّ حراما، وإن تصدّق تصدّق بحرام، وإن تزوّج تزوّج بحرام، وإن صام أفطر على حرام، فياويحه! ما علم أنّ الله طيّب، لا يقبل إلّا الطيّب، وقد قال في كتابه: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27])(3)
[الحديث: 1082] روي: أنّ رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ادع الله أن يستجيب دعائي، فقال: (إن أردت ذلك فأطب كسبك)(4)
[الحديث: 1083] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من المؤمن؟ قال: (المؤمن من إذا أصبح نظر إلى رغيفه من أين يكتسبه)، قيل: يا رسول الله، أما إنّهم لو كلّفوه لتكلّفوه، قال: (أما إنّهم قد كلّفوه، ولكنّهم عشقوا الدنيا عشقا)(5)
[الحديث: 1084] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من وقي شرّ لقلقه وقبقبه وذبذبه (6)، فقد وجبت له الجنّة)(7)
[الحديث: 1085] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنّة من نبت لحمه من السحت، النار
__________
(1) مكارم الأخلاق ص 150.
(2) تفسير القمّي ج 2 ص 6.
(3) إرشاد القلوب ص 69.
(4) دعوات الراوندي ص 24.
(5) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 62.
(6) اللقلق: اللسان، والقبقب: البطن، والذبذب: الفرج.
(7) بحار الأنوار ج 63 ص 315 نقلا عن (الفردوس)
الحياة الشخصية وأحكامها (184)
أولى به)(1)
[الحديث: 1086] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله حرّم الجنّة أن يدخلها جسد غذّي بحرام)(2)
[الحديث: 1087] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ترك لقمة حرام أحبّ إلى الله تعالى من صلاة ألفي ركعة تطوّعا)(3)
[الحديث: 1088] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكل الحلال أربعين يوما نوّر الله قلبه)(4)
[الحديث: 1089] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ للّه ملكا ينادي على بيت المقدس كلّ ليلة: من أكل حراما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)(5)
[الحديث: 1090] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل)، وقيل: (على الماء)(6)
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 1091] قال الإمام علي: (من ذكر اسم الله عزّ وجلّ عند طعام أو شراب في أوّله، وحمد الله في آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا)(7)
[الحديث: 1092] قال الإمام علي: (إذا استوفيت طعامك فاحمد الله على ما رزقك، وارفع بذلك صوتك يحمده سواك فيعظم بذلك أجرك)(8)
__________
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 61.
(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 1 ص 61.
(3) عدّة الداعي ص 140.
(4) عدّة الداعي ص 153.
(5) عدّة الداعي ص 153.
(6) عدّة الداعي ص 153.
(7) الكافي: ج 6 ص 294.
(8) تحف العقول ص 172.
الحياة الشخصية وأحكامها (185)
[الحديث: 1093] قال الإمام علي: من أكل طعاما فليذكر اسم الله عليه، فان نسي ثم ذكر الله بعد تقيأ الشيطان ما كان أكل، واستقبل الرجل الطعام (1).
[الحديث: 1094] قال الإمام علي: من ذكر اسم الله على الطعام لم يسأل عن نعيم ذلك أبدا (2).
[الحديث: 1095] قال الإمام علي: اذكروا الله على الطعام، ولا تلغطوا فإنه نعمة من نعم الله، ورزق من رزقه، يجب عليكم فيه شكره وذكره وحمده (3).
[الحديث: 1096] قال الإمام علي: من ذكر اسم الله على طعام لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا (4).
[الحديث: 1097] قال الإمام علي: ضمنت لمن سمى على طعام ان لا يشتكي منه، فقال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين! لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه فآذاني، قال: فلعلك أكلت ألوانا، فسميت على بعضها، ولم تسم على بعض يا لكع (5).
[الحديث: 1098] قال الإمام علي: ما أتخمت قط، لأني ما رفعت لقمة إلى فمي الا سميت (6).
[الحديث: 1099] قال الإمام علي يوصي بعض أهله: ألا أعلمك أربع خصال، تستغني بها عن الطب؟ قال: بلى، قال: لا تجلس على الطعام الا وانت جائع، ولا تقم عن الطعام الا وانت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب (7).
__________
(1) الكافي: 6/ 293/ 5، والمحاسن: 434/ 265.
(2) الكافي: 6/ 293/ 6، والمحاسن: 434/ 269.
(3) الكافي: 6/ 296/ 23.
(4) امالي الصدوق: 246/ 13، والمحاسن: 434/ 269.
(5) الكافي: 6/ 295/ 18.
(6) المحاسن: 438/ 288.
(7) الخصال: 228/ 67.
الحياة الشخصية وأحكامها (186)
[الحديث: 1100] قال الإمام علي: ليجلس أحدكم على طعامه جلسة العبد، ويأكل على الأرض (1).
[الحديث: 1101] قال الإمام علي: إذا جلس أحدكم على الطعام فليجلس جلسة العبد، ولا يضعن إحدى رجليه على الأخرى، ويتربع، فإنها جلسة يبغضها الله، ويمقت صاحبها (2).
[الحديث: 1102] قال الإمام علي: لا بأس بأن يأكل الرجل وهو يمشي (3).
[الحديث: 1103] قال الإمام علي: لا تأكلوا من رأس الثريد، وكلوا من جوانبه، فإن البركة في رأسه (4).
[الحديث: 1104] قال الإمام علي: إذا وضع الطعام وجاء سائل فلا تردنه (5).
[الحديث: 1105] قال الإمام علي: كلوا ما يسقط من الخوان، فإنه شفاء من كل داء بإذن الله لمن أراد ان يستشفى به (6).
[الحديث: 1106] قال الإمام علي: أكرموا الخبز، فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض وما بينهما (7).
[الحديث: 1107] عن الإمام الصادق، قال: كان أمير المؤمنين لا ينخل له الدقيق، ويقول: لا تزال هذه الأمة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم، ويطعموا أطعمة العجم، فإذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل (8).
[الحديث: 1108] عن حبة العرني، قال: أتي أمير المؤمنين بخوان فالوذج، فوضع بين
__________
(1) المحاسن: 442/ 309.
(2) الكافي: 6/ 272/ 10، والمحاسن: 442/ 308.
(3) المحاسن: 459/ 399.
(4) الكافي: 6/ 296/ 1.
(5) المحاسن: 423/ 213.
(6) الكافي: 6/ 299/ 1، المحاسن: 444/ 323.
(7) المحاسن: 585/ 81.
(8) المحاسن: 440/ 299.
الحياة الشخصية وأحكامها (187)
يديه، فنظر إلى صفائه وحسنه، فوجا باصبعه فيه حتى بلغ أسفله، ثم سلها ولم يأخذ منه شيئا، تلمظ اصبعه وقال: ان الحلال طيب وما هو بحرام، ولكني اكره ان اعود نفسي ما لم اعوّدها، ارفعوه عني، فرفعوه (1).
[الحديث: 1109] عن الإمام الصادق، قال: بينا أمير المؤمنين في الرحبة في نفر من أصحابه، إذ أهدي إليه طشت خوان فالوذج، فقال لأصحابه: مدوا ايديكم، فمدوا ايديهم، ومد يده، ثم قبضها، وقال: اني ذكرت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يأكله، فكرهت اكله (2).
[الحديث: 1110] عن سويد بن غفلة، قال: دخلت على الإمام عليّ فوجدته جالسا وبين يديه إناء فيه لبن، أجد ريح حموضته، وفي يده رغيف، أرى قشار الشعير في وجهه، وهو يكسر بيده، ويطرحه فيه، فقال: ادن فاصب من طعامنا، فقلت: اني صائم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقا على الله ان يطعمه من طعام الجنة، ويسقيه من شرابها، قال: قلت لفضة، وهي قريبة منه قائمة: ويحك يا فضة! ألا تتقين الله في هذا الشيخ بنخل هذا الطعام من النخالة التي فيه؟ قالت: قد تقدم إلينا ان لا ننخل له طعاما، قال: ما قلت لها؟ فاخبرته، فقال: بأبي وأمي من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام حتى قبضه الله، قال: وكان يجعل جريش الشعير في وعاء ويختم عليه، فقيل له في ذلك، فقال: اخاف هذين الولدين ان يجعلا فيه شيئا من زيت أو سمن (3).
[الحديث: 1111] عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخلت على أمير المؤمنين وقدامه شواء، فقال: ادن فكل، فقلت: يا أمير المؤمنين هذا لي ضار، فقال: اذن أعلمك كلمات لا يضرك معهن شيء مما تخاف، قل: (بسم الله خير الأسماء، بسم الله ملء الأرض والسماء، الرحمن
__________
(1) المحاسن: 409/ 134.
(2) المحاسن: 410/ 135.
(3) ارشاد القلوب/ 215.
الحياة الشخصية وأحكامها (188)
الرحيم، الذي لا يضر مع اسمه شيء ولا داء) تغد معنا (1).
[الحديث: 1112] قال الإمام علي في حديث الأربعمائة: اغسلوا صبيانكم من الغمر، فإنّ الشيطان ليشم الغمر، فيفزع الصبي في رقاده، ويتأذى به الملكان (2).
[الحديث: 1113] عن الإمام الصادق، قال: قام أمير المؤمنين إلى إداوة، فشرب منها وهو قائم (3).
[الحديث: 1114] قال الإمام علي: من ذكر اسم الله على طعام أو شراب في أوّله، وحمد الله في آخره لم يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا (4).
[الحديث: 1115] قال الإمام الصادق: كان الإمام السجاد إذا وضع الطعام بين يديه، قال: (اللهم هذا من منك وفضلك وعطائك، فبارك لنا فيه، وسوغناه، وارزقنا خلفا، إذا أكلنا ورب محتاج إليه، رزقت، فاحسنت، اللهم اجعلنا من الشاكرين، وإذا رفع الخوان، قال: (الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضّلنا على كثير ممن خلق تفضيلا)(5)
[الحديث: 1116] عن الإمام السجاد انه كان إذا طعم قال: (الحمد لله الذي اطعمنا، وسقانا، وكفانا، وايّدنا، وآوانا، وانعم علينا، وافضل الحمد لله الذي يطعم، ولا يُطعَم)(6)
[الحديث: 1117] قال الإمام السجاد: من نسي ان يسمي على كل لون فليقل: بسم الله على اوله وآخره (7).
__________
(1) الكافي: 6/ 318/ 1.
(2) الخصال: 632.
(3) الكافي: 6/ 383/ 3، والمحاسن: 580/ 49.
(4) المحاسن: 434/ 270.
(5) الكافي: 6/ 294/ 12.
(6) المحاسن: 435/ 277.
(7) من لا يحضره الفقيه: 3/ 224/ 1051.
الحياة الشخصية وأحكامها (189)
[الحديث: 1118] عن الثمالي قال: لما دخلت على عليّ بن الحسين دعا بنمرقة، فطرحت، فقعدت عليها، ثم اتيت بمائدة لم ارمثلها قط، فقال لي: كل، فقلت: مالك لا تأكل؟ فقال: اني صائم، فلما كان الليل أتي بخل وزيت، فافطر عليه، ولم يؤت بشيء من الطعام الذي قرب إلي (1).
[الحديث: 1119] عن عمر بن قيس الماصر، قال: دخلت على الإمام الباقر وبين يديه خوان، وهو يأكل، فقلت له ما حد هذا الخوان؟ فقال إذا وضعته فسم الله، وإذا رفعته فاحمد الله، وقم ما حول الخوان، فهذا حده (2).
[الحديث: 1120] قال الإمام الباقر: الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين، واروانا في ظامئين، وآوانا في ضاحين، وحملنا في راجلين، وآمننا في خائفين، واخدمنا في عانين (3).
[الحديث: 1121] قال الإمام الباقر: قام عيسى بن مريم خطيبا فقال: يا بني إسرائيل! لا تأكلوا حتى تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا، ولا تشبعوا، فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم، وسمنت جنوبكم ونسيتم ربكم (4).
[الحديث: 1122] قال الإمام الباقر: ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مملوء (5).
[الحديث: 1123] قال الإمام الباقر في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: 61]: وذلك أن أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا
__________
(1) المحاسن: 6 440/ 301.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 225/ 1053.
(3) الكافي: 6/ 295/ 16، والمحاسن: 436/ 280.
(4) المحاسن: 447/ 342.
(5) الكافي: 6/ 270/ 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (190)
يعتزلون الأعمى والاعرج والمريض، كانوا لا يأكلون معهم، وكانت الانصار فيهم تيه وتكرّم، فقالوا: إن الأعمى لا يبصر الطعام، والاعرج لا يستطيع الزحام على الطعام، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح، فعزلوا لهم طعامهم في ناحية، وكان الأعمى والمريض والاعرج يقولون: لعلنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم فاعتزلوا مؤاكلتهم، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سألوه عن ذلك فأنزل الله: (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا)(1)
[الحديث: 1124] عن بزيع ابن عمرو بن بزيع، قال: دخلت على الإمام الباقر، وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء، مكتوب في وسطها بصفرة (قل هو الله أحد)، فقال: ادن يا بزيع! فدنوت، فاكلت معه، ثم حسا من الماء ثلاث حسوات حين لم يبق من الخبز شيء، ثم ناولني فحسوت البقية (2).
[الحديث: 1125] عن عمرو بن أبي المقدام، قال: كنت عند الإمام الباقر أنا وأبي، فأتي بقدح من خزف فيه ماء، فشرب وهو قائم، ثم ناوله أبي، فشرب وهو قائم، ثم ناولني، فشربت وأنا قائم (3).
[الحديث: 1126] قال الإمام الباقر: من أراد ان لا يضره طعام فلا يأكل طعاما، حتى يجوع وتنقى معدته، فإذا أكل فليسم الله، وليجد المضغ، وليكف عن الطعام وهو يشتهيه، ويحتاج إليه (4).
[الحديث: 1127] عن أبي الوليد النجراني، عن الإمام الباقر، قال: انه ليس شيء مما خلق الله صغير، ولا كبير، إلا وقد جعل الله له حدا، إذا جوز به ذلك الحد فقد تعدى حدود الله فيه، فقال: فما حد مائدتك هذه؟ قال: تذكر اسم الله حين توضع، وتحمد الله حين ترفع،
__________
(1) التهذيب 7/ 128/ 561.
(2) المحاسن: 440/ 300.
(3) الكافي: 6/ 383/ 5، والمحاسن: 580/ 54.
(4) طب الائمة/ 29.
الحياة الشخصية وأحكامها (191)
وتقم ما تحتها (1).
[الحديث: 1128] قال الإمام الصادق: ان الرجل المسلم إذا أراد يطعم طعاما فأهوى بيده، وقال: بسم الله، والحمد لله رب العالمين، غفر الله عز وجل له من قبل ان تصير اللقمة إلى فيه (2).
[الحديث: 1129] قال الإمام الصادق: إذا وضع الغذاء أو العشاء فقل: بسم الله، فإن الشيطان يقول لأصحابه: اخرجوا فليس هاهنا عشاء ولا مبيت، وإذا نسي ان يسمي قال لأصحابه: تعالوا، فان لكم هاهنا عشاء ومبيتا (3).
[الحديث: 1130] قال الإمام الصادق: إذا أكلت الطعام فقل: بسم الله في اوله وآخره، فإن العبد إذا سمى قبل ان يأكل لم يأكل معه الشيطان، وإذا لم يسم أكل معه الشيطان، وإذا سمى بعد ما يأكل، واكل الشيطان معه، تقيأ الشيطان ما أكل (4).
[الحديث: 1131] عن عبد الله بن بكير، قال: أمر الإمام الصادق بلحم، فبرد، وأتي به، فقال: الحمد لله الذي جعلني أشتهيه، ثم قال: النعمة في العافية أفضل من النعمة على القدرة (5).
[الحديث: 1132] عن سماعة بن مهران، قال: كنت مع الإمام الصادق فقال: يا سماعة، اكلا وحمدا، لا اكلا وصمتا (6).
[الحديث: 1133] عن الإمام الصادق: ان أبا حنيفة أكل معه، فلما رفع الإمام الصادق
__________
(1) المحاسن: 274.
(2) الكافي: 6/ 293/ 7.
(3) الكافي: 6/ 293/ 4.
(4) الكافي: 6/ 294/ 11.
(5) الكافي: 6/ 296/ 24.
(6) من لا يحضره الفقيه: 3/ 224/ 1049.
الحياة الشخصية وأحكامها (192)
يده من أكله، قال: الحمد لله رب العالمين، اللهم هذا منك ومن رسولك صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أبوحنيفة: يا أبا عبد الله! اجعلت مع الله شريكا فقال له: ويلك، ان الله يقول في كتابه: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74] ويقول في موضع آخر: ({وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا الله سَيُؤْتِينَا الله مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى الله رَاغِبُونَ} [التوبة: 59]، فقال أبوحنيفة: والله لكأني ما قرأتهما قط (1).
[الحديث: 1134] قال الإمام الصادق: إذا وضع الخوان فقل: بسم الله، فإذا أكلت فقل: بسم الله اوله وآخره، وإذا رفع فقل: الحمد لله (2).
[الحديث: 1135] قال الإمام الصادق: ما من شيء الا وله حد ينتهى إليه، فجيء بالخوان فقالوا: ما حده؟ قال: حده إذا وضع قيل: بسم الله، وإذا رفع قيل: الحمد لله، ويأكل كل إنسان مما بين يديه، ولا يتناول من قدام الآخر شيئا (3).
[الحديث: 1136] قال الإمام الصادق: اذكروا اسم الله على الطعام، فإذا فرغت فقل: الحمد لله الذي يطعم، ولا يُطعَم (4).
[الحديث: 1137] قال الإمام الصادق: لما جاء المرسلون إلى إبراهيم عليه السلام جاءهم بالعجل، فقال: كلوا، فقالوا: لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه، فقال: إذا أكلتم فقولوا: بسم الله، فإذا فرغتم فقولوا: الحمد لله (5).
[الحديث: 1138] قال الإمام الصادق في حديث التسمية على الطعام: فإن نسيت تقول: بسم الله على اوله وآخره (6).
__________
(1) كنز الفوائد: 196.
(2) الكافي: 6/ 292/ 2، والمحاسن: 433/ 262.
(3) الكافي: 6/ 292/ 3.
(4) الكافي: 6/ 294/ 13، والمحاسن: 434/ 268.
(5) علل الشرائع: 35/ 6.
(6) الكافي: 6/ 295/ 20، والتهذيب 9/ 99/ 431.
الحياة الشخصية وأحكامها (193)
[الحديث: 1139] قال الإمام الصادق: إذا حضرت المائدة، فسمى رجل منهم أجزأ عنهم اجمعين (1).
[الحديث: 1140] عن زرارة، قال: أكلت مع الإمام الصادق طعاما، فما احصي كم مرة قال: (الحمد لله الذي جعلني اشتهيه)(2)
[الحديث: 1141] عن ابن بكير، قال: كنا عند الإمام الصادق، فأطعمنا ثم رفعنا أيدينا، فقلت: الحمد لله، فقال الإمام الصادق: (اللهم لك الحمد، بمحمد رسولك لك الحمد، اللهم لك الحمد، صل على محمد وعلى أهل بيته)(3)
[الحديث: 1142] عن داود بن فرقد، قال: قلت للإمام الصادق: كيف أسمي على الطعام؟ فقال: إذا اختلفت الآنية فسم على كل إناء (4).
[الحديث: 1143] عن مسمع، قال: شكوت ما ألقى من اذى الطعام إلى الإمام الصادق إذا أكلت، فقال: لم تسم؟ فقلت: اني لاسمي، وانه ليضرني، فقال: إذا قطعت التسمية بالكلام، ثم عدت إلى الطعام تسمي؟ قلت: لا، قال: فمن هيهنا يضرك، اما انك لو كنت إذا عدت إلى الطعام سميت ما ضرك (5).
[الحديث: 1144] قال بعضهم للإمام الصادق: اني اتخم، قال: سمّ، قال: قد سميت، قال: فلعلك تأكل الوان الطعام، قال: نعم، قال: فتسمي على كل لون؟ قال: لا، قال: فمن هيهنا تتخم.
[الحديث: 1145] قال الإمام الصادق: ان البطن ليطغى من اكله، واقرب ما يكون العبد
__________
(1) الكافي: 6/ 293/ 9.
(2) الكافي: 6/ 295/ 17، المحاسن: 437/ 283.
(3) الكافي: 6/ 296/ 22، المحاسن: 437/ 281.
(4) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 72/ 334
(5) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 72/ 334.
الحياة الشخصية وأحكامها (194)
من الله إذا خف بطنه، وابغض ما يكون العبد من الله إذا امتلأ بطنه (1).
[الحديث: 1146] قال الإمام الصادق: كثرة الأكل مكروه (2).
[الحديث: 1147] قال الإمام الصادق: ليس بد لابن آدم من أكلة يقيم بها صلبه فإذا أكل أحدكم طعاما فليجعل ثلث بطنه للطعام، وثلث بطنه للشراب، وثلث بطنه للنفس، ولا تسمنوا تسمن الخنازير للذبح (3).
[الحديث: 1148] قال الإمام الصادق: ان البطن إذا شبع طغى (4).
[الحديث: 1149] قال الإمام الصادق: إن البدن ليطغى من أكله، وأقرب ما يكون العبد من الله إذا جاع بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى الله إذا امتلأ بطنه (5).
[الحديث: 1150] قال الإمام الصادق: كل داء من التخمة الا الحمى فإنها ترد ورودا (6).
[الحديث: 1151] سئل الإمام الصادق عن الرجل يأكل متكئا؟ قال: لا، ولا منبطحا على بطنه (7).
[الحديث: 1152] عن الفضيل بن يسار، قال: كان عباد البصري عند الإمام الصادق يأكل، فوضع الإمام الصادق يده على الأرض، فقال له عباد: أصلحك الله، أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذا، فرفع يده، فأكل، ثم اعادها أيضاً، فقال له أيضاً، فرفعها، ثم أكل، فأعادها، فقال له عباد أيضاً، فقال له الإمام الصادق: لا والله ما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا قط (8).
[الحديث: 1153] عن الإمام الصادق، انه كان يجلس جلسة العبد، ويضع يده على
__________
(1) الكافي: 6/ 269/ 4، المحاسن: 446/ 337.
(2) الكافي: 6/ 269/ 2، والمحاسن: 446/ 334.
(3) الكافي: 6/ 269/ 9.
(4) المحاسن: 446/ 335.
(5) المحاسن: 446/ 336.
(6) الكافي: 6/ 269/ 8.
(7) المحاسن: 458/ 394.
(8) الكافي: 6/ 271/ 5.
الحياة الشخصية وأحكامها (195)
الأرض (1).
[الحديث: 1154] قال الإمام الصادق: إذا أكلت فاعتمد على يسارك (2).
[الحديث: 1155] عن الإمام الصادق، قال: رآني عباد بن كثير البصري، وانا معتمد يدي على الأرض، فرفعها، فأعدتها، فقال: يا أبا عبد الله! ان هذا لمكروه، فقلت: لا والله ما هو بمكروه (3).
[الحديث: 1156] سئل الإمام الصادق عن الرجل يأكل بشماله، ويشرب بها؟ فقال: لا يأكل بشماله، ولا يشرب بشماله، ولا يتناول بها شيئا (4).
[الحديث: 1157] قال الإمام الصادق: لا تأكل باليسرى، وانت تستطيع (5).
[الحديث: 1158] قال الإمام الصادق: شيئان يؤكلان باليدين جميعا: العنب، والرمان (6).
[الحديث: 1159] عن أبي خديجة، عن الإمام الصادق، أنه كان يجلس جلسة العبد، ويضع يده على الأرض، ويأكل بثلاث أصابع، وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل هكذا، ليس كما يفعل الجبارون، يأكل أحدهم باصبعيه (7).
[الحديث: 1160] قال الإمام الصادق: يأكل كل إنسان مما يليه، ولا يتناول من قدام الآخر شيئا (8).
[الحديث: 1161] قال الإمام الصادق: إذا دعي أحدكم إلى طعام، فلا يتبعن ولده، فإنه
__________
(1) الكافي: 6/ 297/ 6.
(2) المحاسن: 441/ 306.
(3) المحاسن: 442/ 310.
(4) الكافي: 6/ 272/ 3، والتهذيب 9/ 93/ 404، والمحاسن: 455/ 381.
(5) الكافي: 6/ 272/ 2.
(6) المحاسن: 556/ 914.
(7) الكافي: 6/ 297/ 6.
(8) الكافي: 6/ 292/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (196)
ان فعل أكل حراما، ودخل غاصبا (1).
[الحديث: 1162] سئل الإمام الصادق عن الصلاة تحضر، وقد وضع الطعام؟ فقال: إن كان في أول الوقت يبدا بالطعام، وإنْ كان قد مضى من الوقت شيء وتخاف ان تفوتك الصلاة فابدأ بالصلاة (2).
[الحديث: 1163] قال الإمام الصادق: إني لالعق اصابعي حتى أرى ان خادمي يقول: ما اشره مولاي (3).
[الحديث: 1164] عن داود الرقّي عن الرباب امرأته، قالت: اتخذت خبيصا، فأدخلته على الإمام الصادق وهو يأكل، فوضعت الخبيص بين يديه، وكان يلقم أصحابه، فسمعته يقول: من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله عنه بها مرارة يوم القيامة (4).
[الحديث: 1165] قال الإمام الصادق: إذا قال لك اخوك: كل، وانت صائم، فكل، ولا تلجئه إلى ان يقسم عليك (5).
[الحديث: 1166] قال الإمام الصادق: إذا دخلت منزل اخيك، فليس لك معه أمر (6).
[الحديث: 1167] عن عبد الله بن صالح الخثعمي قال: شكوت إلى الإمام الصادق وجع الخاصرة، فقال: عليك بما يسقط من الخوان، فكله، قال: ففعلت، فذهب عني، قال إبراهيم: وكنت قد وجدت في الجانب الأيمن والايسر، فاخذت ذلك، فانتفعت به (7).
[الحديث: 1168] عن داود بن كثير في حديث، أنه تعشى مع الإمام الصادق، فلما رفع الخوان تقمم ما سقط منه، ثم ألقاه فيه (8).
__________
(1) الكافي: 6/ 270/ 1.
(2) الكافي: 6/ 298/ 9.
(3) المحاسن: 443/ 316.
(4) ثواب الاعمال: 181/ 1.
(5) المحاسن: 412/ 150.
(6) المحاسن: 412/ 154.
(7) الكافي: 6/ 300/ 3، المحاسن: 444/ 324.
(8) الكافي: 6/ 300/ 2، المحاسن: 443/ 319.
الحياة الشخصية وأحكامها (197)
[الحديث: 1169] عن معاوية بن وهب قال: أكلنا عند الإمام الصادق، فلما رفع الخوان، لقط ما وقع منه، فأكله، ثم قال لنا: انه ينفي الفقر، ويكثر الولد (1).
[الحديث: 1170] عن أبي الحر قال: شكا إلى الإمام الصادق رجل ما يلقى من وجع الخاصرة، فقال: ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان (2).
[الحديث: 1171] عن عبد الله الارجاني، قال: كنت عند الإمام الصادق وهو يأكل، فرأيته يتتبع مثل السمسمة من الطعام ما يسقط من الخوان، فقلت: جعلت فداك، تتبع هذا؟ قال: يا عبد الله! هذا رزقك، فلا تدعه، اما ان فيه شفاء من كل داء (3).
[الحديث: 1172] قال الإمام الصادق: إني لاجد الشيء اليسير يقع من الخوان، فاعيده، فيضحك الخادم (4).
[الحديث: 1173] قال الإمام الصادق: إني لألحس اصابعي من المأدوم، حتى اخاف ان يرى خادمي ان ذلك من الجشع، وليس ذلك كذلك، ان قوما افرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار، فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوها هجاء، فجعلوا ينجون بها صبيانهم، حتى اجتمع من ذلك جبل، فمر رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها، فقال: ويحكم، اتقوا الله، لا يغير ما بكم من نعمة، فقالت: كأنك تخوفنا بالجوع ما دام ثرثارنا يجري فانّا لا نخاف الجوع؛ فغضب الله عز وجل، واضعف لهم الثرثار، وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، فاحتاجوا إلى ذلك الجبل، فإن كان ليقسم بينهم بالميزان (5).
[الحديث: 1174] عن هشام بن سالم، قال: سألت الإمام الصادق عن صاحب لنا يكون
__________
(1) الكافي: 6/ 300/ 4، المحاسن: 444/ 326.
(2) الكافي: 6/ 300/ 7، المحاسن: 444/ 325.
(3) الكافي: 6/ 301/ 9.
(4) المحاسن: 444/ 320.
(5) الكافي: 6/ 301/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (198)
على سطحه الحنطة والشعير، فيطؤونه يصلون عليه، قال: فغضب، ثم قال: أما يستطيع ان يتخذ لنفسه مصلى يصلي فيه؟! ثم قال: ان قوما وسع الله عليهم في ارزاقهم حتى طغوا، فاستخشنوا الحجارة، فعمدوا إلى النقي، فصنعوا منه كهيئة الافهار، فجعلوه في مذاهبهم، فأخذهم الله بالسنين، فعمدوا إلى اطعمتهم، فجعلوها في الخزائن، فبعث الله على خزائنهم ما افسده، حتى احتاجوا إلى ما كانوا يستنظفون به في مذاهبهم، فجعلوا يغسلونه، ويأكلونه، ثم قال: والله لقد دخلت على أبي العباس، وقد اخذ القوم المجلس، فمد يده إلي والسفرة بين يديه موضوعة، فأخذ بيدي، فذهبت لأخطو إليه، فوقعت رجلي على طرف السفرة، فدخلني من ذلك ما شاء الله ان يدخلني، ان الله يقول: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: 89] قوما والله يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويذكرون الله كثيرا (1).
[الحديث: 1175] قال الإمام الصادق: ان قوما في بني إسرائيل كان يؤتى لهم من طعامهم، حتى جعلوا منه تماثيل يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل ينقونها، ويأكلونها وهو قول الله عز وجل: {وَضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112])(2)
[الحديث: 1176] عن زيد الشحام، عن الإمام الصادق، قال: كان أبي يكره ان يمسح يده بالمنديل، وفيها شيء من الطعام تعظيما له، الا ان يمصها، قال: واني أجد اليسير يقع من الخوان، فآخذه، فيضحك الخادم، ثم قال: ان أهل قريه ممن كان قبلكم، كان الله قد أوسع
__________
(1) المحاسن: 588/ 88.
(2) المحاسن: 588/ 88.
الحياة الشخصية وأحكامها (199)
عليهم حتى طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شيء من هذا النقي، فجعلناه نستنجي به، كان ألين علينا من الحجارة، قال: فلما فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دوابا اصغر من الجراد، فلم تدع لهم شيئا الا اكلته، فبلغ بهم الجهد إلى ان اقبلوا على الذي كانوا يستنجون به، فأكلوه، وهي القرية التي قال الله: {وَضَرَبَ الله مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112])(1)
[الحديث: 1177] قال الإمام الصادق: لا يوضع الرغيف تحت القصعة (2).
[الحديث: 1178] قال الإمام الصادق: لا تدعوا آنيتكم بغير غطاء فان الشيطان إذا لم تغط الانية بزق فيها، واخذ مما فيها ما شاء (3).
[الحديث: 1179] عن مرازم، قال: بعث إلينا الإمام الصادق بطعام سخن، وقال: كلوا قبل ان يبرد، فإنه اطيب (4).
[الحديث: 1180] سئل الإمام الصادق عن أكل اللحم النيء، فقال: هذا طعام السباع (5).
[الحديث: 1181] قال الإمام الصادق: مسح الوجه بعد الوضوء يذهب بالكلف، ويزيد في الرزق (6).
[الحديث: 1182] عن مفضل، قال: دخلت على الإمام الصادق، وشكوت الرمد، فقال لي: أو تريد الطريف؟ ثم قال لي: إذا غسلت يدك بعد الطعام فامسح حاجبيك، وقل ثلاث
__________
(1) تفسير العياشى 2/ 273/ 79.
(2) الكافي: 6/ 303/ 3، والمحاسن: 589/ 90.
(3) المحاسن: 584/ 75.
(4) المحاسن: 406/ 114.
(5) الكافي: 6/ 314/ 2، والمحاسن: 470/ 460.
(6) الكافي: 6/ 291/ 4.
الحياة الشخصية وأحكامها (200)
مرات: الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل، قال: ففعلت، فما رمدت عيني بعد ذلك (1).
[الحديث: 1183] قال الإمام الصادق في قول الله عز وجل، حكاية عن موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]: سأل الطعام (2).
[الحديث: 1184] شكا بعضهم إلى الإمام الصادق ما يلقى من الأوجاع والتخم، فقال له: تغد وتعش، ولا تأكل بينهما شيئا، فإن فيه فساد البدن، اما سمعت الله تبارك وتعالى يقول: (لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا)(3)
[الحديث: 1185] عن الإمام الصادق، قال: كان منادي يعقوب عليه السلام ينادي كل غداة من منزله على فرسخ: الا من أراد الغداء فليأت إلى يعقوب، وإذا امسى نادى: ألا من أراد العشاء فليأت إلى يعقوب (4).
[الحديث: 1186] قال الإمام الصادق: أول خراب البدن ترك العشاء (5).
[الحديث: 1187] قال الإمام الصادق: ترك العشاء مهرمة (6).
[الحديث: 1188] قال الإمام الصادق: ينبغي للمؤمن ان لا يخرج من بيته حتى يطعم، فإنه اعز له (7).
[الحديث: 1189] قال الإمام الصادق: إذا اردت ان تأخذ في حاجة فكل كسرة بملح، فهو اعز لك، واقضى للحاجة (8).
[الحديث: 1190] عن عبد الأعلى، قال: أكلت مع الإمام الصادق فأتي بدجاجة محشوة
__________
(1) الكافي: 6/ 292/ 5.
(2) الكافي: 6/ 287/ 5، المحاسن: 585/ 78
(3) الكافي: 6/ 288/ 2، والمحاسن: 420/ 196.
(4) الكافي: 6/ 287/ 1.
(5) الكافي: 6/ 288/ 2.
(6) الكافي: 6/ 288/ 3.
(7) المحاسن: 449/ 356.
(8) المحاسن: 449/ 355.
الحياة الشخصية وأحكامها (201)
بخبيص، فقال: هذه اهديت لفاطمة، ثم قال: يا جارية! آتينا بطعامنا المعروف، فجاءت بثريد خل وزيت (1).
[الحديث: 1191] عن يونس بن يعقوب، قال: ارسل إلينا الإمام الصادق بصاع من رطب ضخم مكوم، وبقي شيء فمحض، فقلت: ما كنا نصنع بهذا؟ قال: كل، واطعم (2).
[الحديث: 1192] عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: كنت عند الإمام الصادق إذ دخل عليه عبد الملك القمي، فقال له: أشرب وأنا قائم؟ فقال: إن شئت، فقال: أشرب بنفس واحد حتى أروى؟ قال: إن شئت قال: فأسجد ويدي في ثوبي؟ قال: إن شئت، ثم قال الإمام الصادق: أما والله ما من هذا وشبهه أخاف عليكم (3).
[الحديث: 1193] قال الإمام الصادق: ثلاثة أنفاس أفضل في الشرب من نفس واحد، وكان يكره أن يتشبه بالهيم وقال: الهيم النيب (4).
[الحديث: 1194] قال الإمام الصادق: إن الرجل ليشرب الشربة فيدخله الله بها الجنّة، قلت: وكيف ذاك قال: إن الرجل ليشرب الماء فيقطعه، ثم ينحّي الماء وهو يشتهيه، فيحمد الله، ثم يعود فيه فيشرب، ثم ينحيه وهو يشتهيه، فيحمد الله عزّ وجلّ، ثم يعود فيشرب، فيوجب الله عزّ وجلّ له بذلك الجنة (5).
[الحديث: 1195] قال الإمام الصادق: إذا شرب أحدكم الماء فقال: بسم الله، ثم قطعه، فقال: الحمد لله، ثم شرب، فقال: بسم الله، ثم قطعه، فقال: الحمد لله، ثم شرب، فقال: بسم الله، ثم قطعه، فقال: الحمد لله، سبح ذلك الماء له ما دام في بطنه إلى أن يخرج (6).
__________
(1) المحاسن: 400/ 85.
(2) المحاسن: 401 | 87.
(3) الكافي: 6/ 383/ 4.
(4) التهذيب 9/ 94/ 411.
(5) الكافي: 6/ 384/ 1، والمحاسن: 578/ 44.
(6) الكافي: 6/ 384/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (202)
[الحديث: 1196] سئل الإمام الصادق عن الرجل يشرب بالنفس الواحد؟ قال: يكره ذلك، وذاك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الإبل (1).
[الحديث: 1197] قال الإمام الكاظم، وقد أتى بالطعام: (الحمد لله الّذي جعل لكلّ شيء حدّا)، قيل له: ما حدّ هذا الطعام إذا وضع؟ وما حدّه إذا رفع؟ فقال: (حدّه إذا وضع أن يسمّى عليه، وإذا رفع يحمد الله عليه)(2)
[الحديث: 1198] قال الإمام الكاظم: لو ان الناس قصدوا في الطعم لاعتدلت أبدانهم (3).
[الحديث: 1199] قال الإمام الكاظم: ان الله يبغض البطن الذي لا يشبع (4).
[الحديث: 1200] عن نادر الخادم، قال: أكل الغلمان يوما فاكهة، فلم يستقصوا أكلها، ورموا بها، فقال أبو الحسن: سبحان الله ان كنتم استغنيتم، فإن ناسا لم يستغنوا، اطعموه من يحتاج إليه (5).
[الحديث: 1201] قال الإمام الكاظم: من أكل في منزله طعاما، فسقط منه شيء فليتناوله، ومن أكل في الصحراء أو خارجا فليتركه للطير والسبع (6).
[الحديث: 1202] عن الفضل بن يونس، قال: تغدى عندي أبو الحسن فجيء بقصعة وتحتها خبز، فقال: أكرموا الخبز ان يكون تحتها وقال لي: مر الغلام ان يخرج الرغيف من تحت القصعة (7).
__________
(1) التهذيب 9/ 94/ 410.
(2) المحاسن ص 431.
(3) المحاسن: 439/ 296.
(4) المحاسن: 446/ 336.
(5) الكافي: 6/ 297/ 5.
(6) الكافي: 6/ 300/ 8.
(7) الكافي: 6/ 304/ 11، والمحاسن: 589/ 89.
الحياة الشخصية وأحكامها (203)
[الحديث: 1203] قال الإمام الكاظم: لا تقطعوا الخبز بالسكين، ولكن اكسروه باليد، خالفوا العجم (1).
[الحديث: 1204] قال الإمام الكاظم: إن شرب الماء البارد أكثره تلذذ (2).
[الحديث: 1205] قال الإمام الكاظم: إني أكثر شرب الماء تلذذا (3).
[الحديث: 1206] قال الإمام الكاظم: عجبا لمن أكل مثل ذا ـ وأشار بكفّه ـ ولم يشرب عليه الماء، كيف لا تنشق معدته (4).
[الحديث: 1207] قال الإمام الصادق: من تلذذ بالماء في الدنيا لذذه الله من أشربة الجنة (5).
[الحديث: 1208] عن أبي داود المسترق، عمن حدثه، قال: كنت عند الإمام الصادق فدعا بتمر وأقبل يشرب عليه الماء، فقلت له: جعلت فداك لو أمسكت عن الماء، فقال: إنما أكل التمر لاستطيب عليه الماء (6).
[الحديث: 1209] سئل الإمام الكاظم عن القران بين التين والتمر وساير الفواكه فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الإقران، فإن كنت وحدك فكل كيف احببت، وإنْ كنْت مع قوم مسلمين فلا تقرن الا بإذنهم (7).
ثانيا ـ ما ورد حول الأحكام الفقهية للأطعمة
من الأحاديث الواردة حول الأحكام الفقهية للأطعمة في المصادر السنية والشيعية:
__________
(1) الكافي: 6/ 304/ 14.
(2) الكافي: 6/ 382/ 1.
(3) المحاسن: 570/ 6.
(4) الكافي: 6/ 382/ 4.
(5) الكافي: 6/ 381/ 6.
(6) الكافي: 6/ 381/ 3.
(7) علل الشرائع: 519/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (204)
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1210] عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا فبعث الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه، فما أحل فهو حلالٌ وما حرم فهو حرامٌ، وما سكت عنه فهو عفوٌ {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحى إلي مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أو دَمًا مَسْفُوحًا أو لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أو فِسْقًا أهل لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] (1)
[الحديث: 1211] عن قبيصة بن هلب، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسأله رجلٌ إن من الطعام طعاما أتحرج منه فقال: (لا ينخلجن في نفسك شيءٌ ضارعت فيه النصرانية)(2)
[الحديث: 1212] عن أبي أوفى قال: أصابتنا مجاعةٌ ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها، فلما غلت بها القدور نادى منادي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن اكفئوا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا، فقال: ناسٌ إنما نهى عنها؛ لأنها لم تخمس وقال آخرون: نهى عنها ألبتة (3).
[الحديث: 1213] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله ينهاكم عن لحوم الحمر فإنها رجسٌ)(4)
[الحديث: 1214] عن ابن عباس قال: لا أدري أنهى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أجل أنه كان حمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم أو حرمه في يوم خيبر يعني لحوم الحمر الأهلية (5).
__________
(1) أبو داود (3800)
(2) أبو داود (3784)، والترمذي (1565)
(3) البخاري (4420)، ومسلم (1937)
(4) البخاري (5528)، ومسلم (1940)
(5) البخاري (4227)، ومسلم (1939)
الحياة الشخصية وأحكامها (205)
[الحديث: 1215] عن عمرو بن دينار: قلت لجابر بن زيد: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الحمر الأهلية، قال: قد كان يقول ذلك الحكم بن عمرو، ولكن أبى ذاك البحر ابن عباس وقرأ {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحى إلي مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أو دَمًا مَسْفُوحًا أو لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أو فِسْقًا أهل لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] (1)
[الحديث: 1216] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حرامٌ عليكم حمر الأهلية وخيلها وبغالها وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير)(2)
[الحديث: 1217] عن جابر قال: أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش، ونهانا صلى الله عليه وآله وسلم عن الحمر الأهلية وأذن في الخيل (3).
[الحديث: 1218] عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أكل الهر وأكل ثمنه (4).
[الحديث: 1219] عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أكل المجثمة، وهي: المصبورة للقتل، وعن أكل الجلالة وشرب لبنها (5).
[الحديث: 1220] عن ابن عمر قال: نهي صلى الله عليه وآله وسلم عن ركوب الجلالة (6).
[الحديث: 1221] عن زهدم: أن أبا موسى أتي بدجاجة فتنحى رجل فقال: ما شأنك؟ قال: إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت أن لا آكله، فقال: ادن فكل، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكله، وأمره أن يكفر عن يمينه (7).
__________
(1) البخاري (5529)
(2) أبو داود (3806)، والنسائي 7/ 202، وابن ماجة (3198)
(3) أبو داود (3788 - 3789)، والترمذي (1793)، والنسائي 7/ 201 وابن ماجة (3191)
(4) أبو داود (3807)، والترمذي (1280)، وابن ماجة (3250)
(5) أبو داود (3719)، والترمذي (1825)، وابن ماجة (3421)، والدارمي (1975)
(6) أبو داود (2557 - 2558)
(7) البخاري (3133)، ومسلم (1649)
الحياة الشخصية وأحكامها (206)
[الحديث: 1222] عن عبد الرحمن بن شبل: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن أكل لحم الضب (1).
[الحديث: 1223] عن ابن عباس عن خالد بن الوليد أنه دخل على ميمونة وهي خالتهما فوجد عندها خبا محنوذا قدمت به أختها: حفيدة من نجد، فقدمت الضب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان قلما يقدم يديه لطعام حتى يحدث عنه ويسمى له، فأهوى بيده إلى الضب. فقالت امرأة: أخبرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما قدمتن له. قلن: هو الضب يا رسول الله، فرفع يده، فقال خالد: أحرام الضب يا رسول الله؟ قال: (لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)، قال خالد: فاجتزرته فأكلته وهو ينظر فلم ينه (2).
[الحديث: 1224] عن ابن عباس أنه كان في بيت ميمونة: فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخالد فجاءوا بضبين مشويين على ثمامتين، فتبزق صلى الله عليه وآله وسلم فقال خالدٌ: إخالك تقذره يا رسول الله؟ قال: (أجل)(3)
[الحديث: 1225] سئل رسول الله: عن ضب فقال: (لست آمرا به، ولا ناهيا عنه أحدا غير أنا آل محمد لسنا طاعميه)(4)
[الحديث: 1226] عن أبي سعيد: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني في غائط مضبة وإنه عامة طعام أهلي، فلم يجبه، فقلنا: عاوده فعاوده فلم يجبه ثلاثا، ثم ناداه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الثالثة: (يا أعرابي إن الله لعن ـ أو غضب ـ على سبط من بني إسرائيل، فمسخهم دواب يدبون في الأرض، فلا أدري لعل هذا منها فلست آكلها ولا أنهى عنها)(5)
__________
(1) أبو داود (3796)
(2) البخاري (5391)، ومسلم (1945 - 1946)
(3) أبو داود (3730)
(4) البزار (كشف الأستار)(1218)، والطبراني في الكبير 7/ 263 (7072)
(5) مسلم (1951)
الحياة الشخصية وأحكامها (207)
[الحديث: 1227] عن ابن مسعود: قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: القردة والخنازير هي مما مسخ فقال: (إن الله لم يهلك قوما ـ أو يعذب ـ قوما فجعل لهم نسلا، وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك)(1)
[الحديث: 1228] عن خزيمة بن جزء قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل الضبع فقال: (أو يأكل الضبع أحد؟)، وسألته عن الذئب فقال: (أو يأكل الذئب أحد فيه خيرٌ؟)(2)
[الحديث: 1229] عن نميلة قال: كنت عند ابن عمر فسئل عن أكل القنفذ فتلا {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحى إلي مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أو دَمًا مَسْفُوحًا أو لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أو فِسْقًا أهل لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] فقال شيخٌ عنده: سمعت أبا هريرة يقول: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (خبيثةٌ من الخبائث)، فقال ابن عمر: إن كان قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا فهو كما قال (3).
[الحديث: 1230] عن خالد بن الحويرث: أن رجلا جاء بأرنب إلى عبد الله بن عمرو فقال: ما تقول قال: قد جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا جالسٌ معه فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها (4).
[الحديث: 1231] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان: فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال)(5)
[الحديث: 1232] سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الجراد فقال: (أكبر جنود الله، لا آكله ولا أحرمه)(6)
__________
(1) مسلم (2663)
(2) الترمذي (1792)
(3) أبو داود (3799)
(4) أبو داود (3792)
(5) ابن ماجة (3314)
(6) أبو داود (3813)، وابن ماجة (3219)
الحياة الشخصية وأحكامها (208)
[الحديث: 1233] عن عائشة قالت: إني لأعجب ممن يأكل الغراب وقد أذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتله وسماه فاسقا، والله ما هو من الطيبات (1).
[الحديث: 1234] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)(2)
[الحديث: 1235] عن ابن عمر قال: أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحد الشفار وأن توارى عن البهائم وقال: (إذا ذبح أحدكم فليجهز)(3)
[الحديث: 1236] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عنها)، قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: (يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها فيرمى بها)(4)
[الحديث: 1237] عن أبي واقد قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وهم يجبون أسنمة الإبل ويقطعون أليات الغنم ويأكلون ذلك فقال: (ما يقطع من البهيمة وهي حيةٌ فهو ميتةٌ)(5)
[الحديث: 1238] قيل: يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ قال: (لو طعنت في فخذها أجزأ عنك)(6)
والمراد من هذا الحديث ذكاة المتردية، كما قال ابن عباس: ما أعجزك مما في يدك من البهائم فهو كالصيد، وقال في بعير تردى في بئر: ذكه من حيث قدرت (7).
[الحديث: 1239] عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن شريطة الشيطان (هي الذبيحة
__________
(1) البزار (كشف الأستار)(1214)
(2) مسلم (1955)
(3) ابن ماجة (3172)
(4) النسائي 7/ 239..
(5) أبو داود (2858)، والترمذي (1480)
(6) أبو داود (2825)، والترمذي (1481) وابن ماجة (3184)،والدارمي (1972)
(7) البخاري معلقا بعد حديث (5508)
الحياة الشخصية وأحكامها (209)
يقطع منها الجلد ولا تفرى الأوداج، ثم تترك حتى تموت)(1)
[الحديث: 1240] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ذكاة الجنين ذكاة أمه)(2)
[الحديث: 1241] قيل: يا رسول الله ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله. قال: كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه (3).
[الحديث: 1242] عن رافع بن خديج قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذي الحليفة من تهامة فأصاب الناس جوعٌ فأصابوا إبلا وغنما، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أخرىت القوم فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فأمر صلى الله عليه وآله وسلم بالقدور فأكفئت، ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير، فند منها بعيرٌ فطلبوه فأعياهم وكان في القوم خيلٌ يسيرة، فأهوى رجلٌ بسهم فحبسه الله، فقال: (إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا)، قلت: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدى، أفنذبح بالقصب؟ قال: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه ليس بالسن والظفر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فعظمٌ وأما الظفر فمدي الحبشة)(4)
[الحديث: 1243] عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله، إن أحدنا أصاب صيدا وليس معه سكينٌ، أيذبح بالمروة وشقة العصا؟ قال: (أمرر الدم بما شئت، واذكر اسم الله)(5)
[الحديث: 1244] عن كعب بن مالك: أن جارية لهم كانت ترعى غنما، فأبصرت بشاة موتا، فكسرت حجرا فذبحتها، فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمره بأكلها (6).
__________
(1) أبو داود (2826)
(2) أبو داود (2827)،والترمذي (1476)، وابن ماجة (3199)
(3) أبو داود (2827)
(4) البخاري (2488)، ومسلم (1968)
(5) أبو داود (2824)، والنسائي 7/ 228، 229.
(6) البخاري (2304)، ومالك 2/ 390.
الحياة الشخصية وأحكامها (210)
[الحديث: 1245] عن عطاء بن يسار: عن رجل من بني حارثة أنه كان يرعى لقحة فرأى بها الموت، فلم يجد ما ينحرها به، فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها حتى أهراق دمها، أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمره بأكلها (1).
[الحديث: 1246] عن زيد بن ثابت: أن ذئبا نيب في شاة فذبحوها بمروة، فرخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أكلها (2).
[الحديث: 1247] عن أبي الدرداء قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل المجثمة، وهي التي تصبر للنبل (3).
[الحديث: 1248] قيل: يا رسول الله إن قوما يأتونا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا؟ قال: (سموا عليه أنتم وكلوه)(4)
[الحديث: 1249] عن دحية قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم جبة صوف وخفان، فلبسهما حتى تخرقا، ولم يسأل أذكيان هما أم لا (5).
[الحديث: 1250] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا سميتم فكبروا) يعنى: على الذبيحة (6).
[الحديث: 1251] عن قرة بن إياس: أن رجلا قال: يا رسول الله، إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها ـ أو قال إني لأرحم الشاة ـ أن أذبحها فقال: (والشاة إن رحمتها رحمك الله)(7)
[الحديث: 1252] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة)(8)
[الحديث: 1253] عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رجل واضع رجله على صفحة
__________
(1) أبو داود (2823)، ومالك 2/ 390.
(2) النسائي 7/ 227 - 228، وابن ماجة (3176)
(3) الترمذي (1473)
(4) البخاري (2057)، وأبو داود (2829)
(5) الطبراني 4/ 225 - 226.
(6) الطبراني في (الأوسط) 8/ 184 (8348)
(7) أحمد 3/ 436.
(8) الطبراني 8/ 234 (7915)
الحياة الشخصية وأحكامها (211)
شاة وهو يحد شفرته وهى تلحظ إليه ببصرها فقال: (أفلا قبل هذا؟ أو تريد أن تميتها موتتين)(1)
[الحديث: 1254] عن جابر قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعمدت إلى عنز لأذبحها فثغت، فسمع ثغوتها فقال: (يا جابر لا تقطع درا ولا نسلا)، فقلت: يا رسول الله، إنما هي عتود علفتها البلح والرطب حتى سمنت (2).
[الحديث: 1255] قال الإمام علي: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المسوخ، فقال: هم: الفيل، والدب، والخنزير، والقرد، والجريث، والضب، والوطواط، والدعموص، والعقرب، والعنكبوت، والارنب، ثم ذكر اسباب مسخها (3).
[الحديث: 1256] عن الإمام الصادق، قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: كل ذي ناب من السباع، أو مخلب من الطير حرام، وقال: لا تأكل من السباع شيئا (4).
[الحديث: 1257] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير، والحمر الأنسية حرام (5).
[الحديث: 1258] قال الإمام علي: اتيت انا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا من الانصار، فإذا فرس له يكبد بنفسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انحره يضعف لك به اجران: بنحرك اياه، واحتسابك له، فقال: يا رسول الله! إلى منه شيء؟ قال: نعم كل، وأطعمني، قال: فأهدى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فخذا منه، فأكل منه، واطعمني (6).
__________
(1) الطبراني 11/ 332 - 333 (11916)، و(الأوسط) 4/ 53 - 54 (3590)
(2) أحمد 3/ 396.
(3) علل الشرائع: 488/ 5، والخصال: 494/ 2.
(4) الكافي: 6/ 245/ 3، والفقيه 3/ 205/ 938.
(5) المقنع: 141.
(6) التهذيب 9/ 48/ 201.
الحياة الشخصية وأحكامها (212)
[الحديث: 1259] في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي قال: يا علي! حرم من الشاة سبعة أشياء: الدم، والمذاكير، والمثانة، والنخاع، والغدد، والطحال، والمرارة (1).
[الحديث: 1260] عن الإمام الصادق عن آبائه: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكره أكل خمسة: الطحال، والقضيب، والانثيين، والحياء، وآذان القلب (2).
[الحديث: 1261] قال الإمام الكاظم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يأكل الكليتين من غير ان يحرمهما؛ لقربهما من البول (3).
[الحديث: 1262] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي! إيّاك ونقرة الغراب، وفريسة الاسد (4).
[الحديث: 1263] عن الإمام علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نقرة الغراب وفريسة الاسد (5).
[الحديث: 1264] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أكل الطين فمات فقد اعان على نفسه (6).
[الحديث: 1265] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الاظفار بالأسنان، واكل اللحية (7).
[الحديث: 1266] عن الحسن بن داود الرقي، قال: بينا نحن قعود عند الإمام الصادق إذ مر رجل بيده خطاف مذبوح، فوثب إليه أبو عبد الله حتى أخذه من يده، ثم رمى به، ثم قال: أعالمكم أمركم بهذا؟ أم فقيهكم؟ لقد أخبرني أبي، عن جدّي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قتل الستة: النحلة والنملة، والضفدع، والصرد، والهدهد، والخطاف (8).
[الحديث: 1267] عن الإمام الرضا، عن آبائه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قتل خمسة:
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 4/ 267/ 824.
(2) الخصال: 283/ 32.
(3) علل الشرائع: 562/ 1.
(4) من لا يحضره الفقيه: 4/ 270/ 824.
(5) قرب الاسناد: 11.
(6) الكافي: 6/ 266/ 8، المحاسن: 565/ 975.
(7) من لا يحضره الفقيه: 4/ 269/ 824.
(8) التهذيب 9/ 20/ 78، والاستبصار 4/ 66/ 239.
الحياة الشخصية وأحكامها (213)
الصرد، والصوام، والهدهد، والنحلة، والنملة، وأمر بقتل خمسة: الغراب، والحداة، والحية، والعقرب، والكلب العقور (1).
[الحديث: 1268] عن الإمام الصادق عن آبائه في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: يا علي، كل من البيض ما اختلف طرفاه ومن السمك ما كان له قشر، ومن الطير ما دف، واترك منه ما صف وكل من طير الماء ما كانت له قانصة، أو صيصية، يا علي كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير فحرام أكله (2).
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
[الحديث: 1269] سئل الإمام علي عن أكل لحم الفيل والدب والقرد، فقال: ليس هذا من بهيمة الأنعام التي تؤكل (3).
[الحديث: 1270] عن الإمام علي، أنه كره ما أكل الجيف من الطير (4).
[الحديث: 1271] قال الإمام علي ـ في حديث الأربعمائة ـ: تنزهوا عن أكل الطير الذي ليست له قانصة ولا صيصية ولا حوصلة، واتقوا كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير، ولا تأكلوا الطحال، فإنه ينبت الدم الفاسد، ولا تلبسوا السواد، فإنه لباس فرعون، واتقوا الغدد من اللحم، فإنه يحرك عرق الجذام، فقدت من بني إسرائيل اثنتان: واحدة في البر، وواحدة في البحر، فلا تأكلوا الا ما عرفتم (5).
__________
(1) عيون أخبار الإمام الرضا 1/ 227/ 14، والخصال: 297/ 66.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 265/ 824.
(3) تفسير العياشي 1/ 290/ 12.
(4) التهذيب 9/ 20/ 80.
(5) الخصال: 615، 630.
الحياة الشخصية وأحكامها (214)
[الحديث: 1272] قال الإمام علي: الدجاجة الجلالة لا يؤكل لحمها حتى تقيد ثلاثة أيام، والبطة الجلالة بخمسة أيام والشاة الجلالة عشرة أيام والبقرة الجلالة عشرين يوما والناقة الجلالة اربعين يوما (1).
[الحديث: 1273] قال الإمام علي: الناقة الجلالة لا يؤكل لحمها، ولا يشرب لبنها حتى تغذى اربعين يوما، والبقرة الجلالة لا يؤكل لحمها، ولا يشرب لبنها حتى تغذى ثلاثين يوما والشاة الجلالة لا يؤكل لحمها، ولا يشرب لبنها حتى تغذى عشرة أيام، والبطة الجلالة لا يؤكل لحمها حتى تربى خمسة أيام، والدجاجة ثلاثة أيام (2).
[الحديث: 1274] عن الإمام علي، انه كان لا يرى بأسا ان يطرح في المزارع العذرة (3).
[الحديث: 1275] سئل الإمام علي عن شاة ماتت فحلب منها لبن؟ فقال: ذلك الحرام محضا (4).
[الحديث: 1276] قال الإمام علي: من انهمك في أكل الطين فقد شرك في دم نفسه (5).
[الحديث: 1277] قيل للإمام علي في رجل يأكل الطين، فنهاه؛ وقال: لا تأكله، فان اكلته ومت كنت قد اعنت على نفسك (6).
[الحديث: 1278] عن الإمام الصادق قال: كان الإمام علي بالكوفة يركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يمر بسوق الحيتان، فيقول: لا تأكلوا، ولا تبيعوا ما لم يكن له قشر من السمك (7).
__________
(1) الكافي: 6/ 251/ 3، والتهذيب 9/ 46/ 192، والاستبصار 4/ 77/ 285.
(2) الكافي: 6/ 253/ 12، والتهذيب 9/ 45/ 189، والاستبصار 4/ 77/ 282.
(3) قرب الاسناد: 68.
(4) التهذيب 9/ 76/ 325، والاستبصار 4/ 89/ 340.
(5) الكافي: 6/ 265/ 3، المحاسن: 565/ 976، علل الشرائع: 532/ 3.
(6) الكافي: 6/ 266/ 5، التهذيب 9/ 90/ 381، المحاسن: 565/ 977.
(7) الكافي: 6/ 220/ 6.
الحياة الشخصية وأحكامها (215)
[الحديث: 1279] عن محمد بن مسلم، قال: أقرأني الإمام الباقر شيئا من كتاب الإمام علي، فإذا فيه: أنهاكم عن الجرّى والزمير والمارماهي والطافي والطحال (1).
[الحديث: 1280] قال الإمام علي: إنا أهل بيت، لا نشرب المسكر، ولا نأكل الجرّي، ولا نمسح على الخفين، فمن كان من شيعتنا فليقتد بنا، وليستن بسنتنا (2).
[الحديث: 1281] عن الإمام الصادق، انه قال: في كتاب الإمام علي في قول الله عز وجل: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله عَلَيْهِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابِ} [المائدة: 4] قال: هي الكلاب (3).
[الحديث: 1282] قال الإمام السجاد: المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر صنفا: منهم القردة، والخنازير، والخفاش، والضب، والفيل، والدب، والدعموص، والجريث، والعقرب، وسهيل، والقنفذ، والزهرة، والعنكبوت، ثم ذكر سبب مسخهم (4).
[الحديث: 1283] قيل للإمام الباقر: إن أصحاب المغيرة ينهوني عن أكل القديد الذي لم تمسه النار، فقال: لا بأس بأكله (5).
[الحديث: 1284] قال الإمام الباقر: ما حرم الله في القرآن من دابة الا الخنزير، ولكنه النكرة (6).
[الحديث: 1285] قال الإمام الباقر: ان المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام، وان هذه مثل
__________
(1) الكافي: 6/ 219/ 1.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 298/ 898.
(3) الكافي: 6/ 202/ 1.
(4) علل الشرائع: 487/ 4، والخصال: 493/ 1.
(5) الكافي: 6/ 314/ 1.
(6) التهذيب 9/ 43/ 179.
الحياة الشخصية وأحكامها (216)
لها، فنهى الله عز وجل عن أكلها (1).
[الحديث: 1286] سئل الإمام الباقر عن أكل لحوم الحمر الأهلية، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكلها يوم خيبر، وإنما نهى عن أكلها في ذلك الوقت، لأنها كانت حمولة الناس، وإنما الحرام ما حرم الله في القرآن (2).
[الحديث: 1287] قال الإمام الباقر: إنمّا نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل لحوم الحمر الأنسية بخيبر، لئلا تفنى ظهورها وكان ذلك نهي كراهة، لا نهي تحريم (3).
[الحديث: 1288] عن الإمام الباقر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكل لحوم الحمير، وإنما نهى عنها من أجل ظهورها مخافة ان يفنوها، وليست الحمير بحرام، ثم قرأ هذه الآية: {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحى إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] (4).
[الحديث: 1289] سئل الإمام الباقر عن لحوم الحمر الأهلية؟ فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكلها، لأنها كانت حمولة الناس يومئذ، وإنما الحرام ما حرم الله في القرآن، (والا فلا)(5)
[الحديث: 1290] قال الإمام الباقر: ان الناس اكلوا لحوم دوابهم يوم خيبر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإكفاء قدورهم، ونهاهم عنها، ولم يحرمها (6).
[الحديث: 1291] سئل الإمام الباقر عن لحوم الخيل والبغال (والحمير)؟ فقال: حلال، ولكن الناس يعافونها (7).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 3/ 213/ 989.
(2) الكافي: 6/ 245/ 10.
(3) من لا يحضره الفقيه: 3/ 213/ 988.
(4) علل الشرائع: 563/ 2.
(5) علل الشرائع: 563/ 3.
(6) التهذيب 9/ 41/ 173، والاستبصار 4/ 73/ 270.
(7) التهذيب 9/ 41/ 174، والاستبصار 4/ 74/ 271.
الحياة الشخصية وأحكامها (217)
[الحديث: 1292] سئل الإمام الباقر عن سباع الطير والوحش، حتى ذكر له القنافذ والوطواط والحمير والبغال والخيل، فقال: ليس الحرام الا ما حرم الله في كتابه، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر عنها وإنما نهاهم من أجل ظهورهم أن يفنوه وليس الحمر بحرام، ثم قال: اقرأ هذه الآية: {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحى إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] (1)
[الحديث: 1293] سئل الإمام الباقر عن قول الله عز وجل: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5]؟ قال: الحبوب والبقول (2).
[الحديث: 1294] سئل الإمام الباقر عن السمن والجبن نجده في أرض المشركين بالروم، أناكله؟ فقال: اما ما علمت انه قد خلطه الحرام فلا تأكل، وأما ما لم تعلم فكله، حتى تعلم انه حرام (3).
[الحديث: 1295] عن الإمام الباقر في الإبل الجلالة، قال: لا يؤكل لحمها، ولا تركب اربعين يوما (4).
[الحديث: 1296] عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر ـ في حديث ـ: إن قتادة قال له: أخبرني، عن الجبن فقال: لا بأس به فقال: انه ربما جعلت فيه انفحة الميت، فقال: ليس به بأس، ان الانفحة ليس لها عروق، ولا فيها دم، ولا لها عظم، إنمّا تخرج من بين فرث ودم وإنما الانفحة بمنزلة دجاجة ميتة، اخرجت منها بيضة، فهل تأكل تلك البيضة؟ قال قتادة:
__________
(1) التهذيب 9/ 42/ 176، والاستبصار 4/ 74/ 275، وتفسير العياشي 1/ 382/ 118.
(2) الكافي: 6/ 264/ 6.
(3) التهذيب 9/ 79/ 336 ومستطرفات السرائر: 78/ 4.
(4) الكافي: 6/ 253/ 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (218)
لا، ولا أمر باكلها قال الإمام الباقر: ولم؟ قال: لأنها من الميتة قال: فان حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة، اتأكلها؟ قال نعم قال: فما حرم عليك البيضة، واحل لك الدجاجة؟! ثم قال: فكذلك الانفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من اسواق المسلمين من أيدي المصلين، ولا تسأل عنه الا ان يأتيك من يخبرك عنه (1).
[الحديث: 1297] قال الإمام الباقر: كل شيء من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والموقوذة والمتردية وما أكل السبع، يقول الله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3])، فان ادركت شيئا منها وعين تطرف، أو قائم تركض، أو ذنب تمصع، فذبحت، فقد ادركت ذكاته فكل (2).
[الحديث: 1298] قال الإمام الباقر: ان التمني عمل الوسوسة واكثر مكائد الشيطان أكل الطين ان الطين، يورث السقم في الجسد ويهيج الداء ومن أكل الطين فضعف عن قوته التي كانت قبل ان يأكله وضعف عن العمل الذي كان يعمله قبل ان يأكله، حوسب على ما بين ضعفه وقوته وعذب عليه (3).
[الحديث: 1299] قال الإمام الباقر: من أكل الطين فإنه تقع الحكة في جسده وتورثه البواسير، ويهيج عليه داء السوء، ويذهب بالقوة من ساقيه وقدميه، وما نقص من عمله فيما بينه وبين صحته قبل ان يأكله حوسب عليه، وعذب به (4).
[الحديث: 1300] سئل الإمام الباقر عن السمك ليس له قشر، فقال: كل ما له قشر من
__________
(1) الكافي: 6/ 256/ 1.
(2) تفسير العياشي 1/ 291/ 16.
(3) الكافي: 6/ 266/ 6، المحاسن: 565/ 981.
(4) امالي الصدوق: 325/ 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (219)
السمك، وما ليس له قشر فلا تأكله (1).
[الحديث: 1301] قال الإمام الباقر: لا تأكل ما نبذه الماء من الحيتان، ولا ما نضب الماء عنه (2).
[الحديث: 1302] قال الإمام الباقر: لا يؤكل ما نبذه الماء من الحيتان، وما نضب الماء عنه فذلك المتروك (3).
[الحديث: 1303] سئل الإمام الباقر عن الخز؟ فقال: سبع يرعى في البر، ويأوي الماء (4).
[الحديث: 1304] قال الإمام الباقر: إذا وقعت الفارة في السمن فماتت فيه، فإن كان جامدا فالقها وما يليها وكل ما بقي، وإنْ كان ذائبا فلا تأكله، واستصبح به، والزيت مثل ذلك (5).
[الحديث: 1305] قال الإمام الباقر: إن كان الطير يصف ويدف فكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل، وإنْ كان صفيفه أكثر من دفيفه فلا يؤكل، ويؤكل من طير الماء ما كانت له قانصة أو صيصية، ولا يؤكل ما ليس له قانصة أو صيصية (6).
[الحديث: 1306] قال الإمام الباقر: إذا دخلت اجمة فوجدت بيضا فلا تأكل منه الا ما اختلف طرفاه (7).
[الحديث: 1307] سئل الإمام الباقر عن البيض في الآجام؟ فقال: ما استوى طرفاه فلا تأكله وما اختلف طرفاه فكل (8).
__________
(1) الكافي: 6/ 219/ 1.
(2) التهذيب 9/ 7/ 21، والاستبصار 4/ 60/ 211.
(3) من لا يحضره الفقيه: 3/ 215/ 1000.
(4) التهذيب 9/ 49/ ذيل 205.
(5) الكافي: 6/ 261/ 1.
(6) من لا يحضره الفقيه: 3/ 205/ 937.
(7) التهذيب 9/ 15/ 57.
(8) التهذيب 9/ 16/ 63، 16/ 60.
الحياة الشخصية وأحكامها (220)
[الحديث: 1308] قال الإمام الصادق: وأما وجوه الحرام من البيع والشراء.. والبيع للميتة أو الدم أو لحم الخنزير أو الخمر أو شيء من وجوه النجس، فهذا كله حرام ومحرم؛ لان ذلك كله منهى عن اكله وشربه ولبسه وملكه وإمساكه والتقلب فيه، فجميع تقلبه في ذلك حرام (1).
[الحديث: 1309] قال الإمام الصادق: لا يؤكل مما يكون في الإبل والبقر والغنم وغير ذلك مما لحمه حلال: الفرج بما فيه ظاهره وباطنه، والقضيب، والبيضتان، والمشيمة، وهي موضع الولد، والطحال، لأنّه دم، والغدد مع العروق، والمخ الذي يكون في الصلب، والمرارة، والحدق، والخرزة التي تكون في الدماغ، والدم (2).
[الحديث: 1310] قال الإمام الصادق: لا يؤكل من الشاة عشرة أشياء: الفرث، والدم، والطحال، والنخاع، والعلباء، والغدد، والقضيب، والانثيان، والحياء، والمرارة (3).
[الحديث: 1311] قال الإمام الصادق: في الشاة عشرة أشياء لا تؤكل: الفرث، والدم، والنخاع، والطحال، والغدد، والقضيب، والانثيان، والرحم، والحياء، والاوداج (4).
[الحديث: 1312] قال الإمام الصادق: حرم من الذبيحة عشرة أشياء، واحل من الميتة عشرة أشياء، فأما الذي يحرم من الذبيحة: فالدم، والفرث، والغدد، والطحال، والقضيب، والانثيان، والرحم، والظلف، والقرن، والشعر، وأما الذي يحل من الميتة: فالشعر، والصوف، والوبر، والناب، والقرن، والضرس، والظلف، والبيض، والانفحة، والظفر، والمخلب، والريش (5).
__________
(1) تحف العقول: 333.
(2) الكافي: 6/ 254/ 4، والتهذيب 9/ 74/ 317.
(3) الكافي: 6/ 254/ 3، والتهذيب 9/ 74/ 316.
(4) من لا يحضره الفقيه: 3/ 219/ 1010.
(5) المحاسن: 471/ 464.
الحياة الشخصية وأحكامها (221)
[الحديث: 1313] سئل الإمام الصادق عن الجري يكون في السفود مع السمك؟ قال: يؤكل ما كان فوق الجري، ويرمى ما سال عليه الجري، وسئل عن الطحال مع اللحم في سفود، وتحته خبز، وهو الجوذاب، أيؤكل ما تحته؟ قال: نعم يؤكل اللحم والجوذاب، ويرمى بالطحال، لأن الطحال في حجاب لا يسيل منه، فإن كان الطحال مشقوقا أو مثقوبا فلا تأكل ما يسيل عليه الطحال (1).
[الحديث: 1314] قال الإمام الصادق: إذا كان الطحال مع اللحم في سفود أكل اللحم إذا كان فوق الطحال فإن كان اسفل من الطحال لم يؤكل ـ يعني: الطحال ـ ويؤكل جوذابه لان الطحال في حجاب، ولا ينزل منه شيء الا ان يثقب فان ثقب سال منه، ولم يؤكل ما تحته من الجوذاب، وان جعلت سمكة يجوز أكلها مع جرى أو غيرها مما لا يجوز اكله في سفود، أكل التي لها فلوس إذا كان في السفود فوق الجري، وفوق اللاتي لا تؤكل، فإن كانت اسفل من الجري لم تؤكل (2).
[الحديث: 1315] قيل للإمام الصادق: أخبرني ـ جعلني الله فداك ـ لم حرم الله الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟ قال: (إن الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما سواه من رغبة منه فيما حرم عليهم، ولا زهد فيما احل لهم، ولكنه خلق الخلق، فعلم ما تقوم به أبدانهم، وما يصلحهم، فأحلّه لهم واباحه، تفضلا منه عليهم به لمصلحتهم، وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم، ثم اباحه للمضطر، واحله له في الوقت الذي لا يقوم بدنه الا به، فأمره ان ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك)، ثم قال: (اما الميتة فإنه لا يدمنها أحد الا ضعف بدنه، ونحل جسمه، ووهنت قوته، وانقطع نسله، ولا يموت أكل الميتة الا
__________
(1) الكافي: 6/ 262/ 1.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 214/ 997.
الحياة الشخصية وأحكامها (222)
فجأة، وأما الدم فإنه يورث اكله الماء الاصفر، ويبخر الفم، وينتن الريح، ويسيء الخلق، ويورث الكلب، والقسوة في القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالديه، ولا يؤمن على حميمه، ولا يؤمن على من يصحبه، وأما لحم الخنزير فان الله تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير والقرد والدب، وما كان من المسوخ ثم نهى عن اكله للمثلة لكيلا ينتفع الناس به، ولا يستخفوا بعقوبته، وأما الخمر فإنه حرمها لفعلها وفسادها)، وقال: (مدمن الخمر كعابد وثن يورثه الارتعاش، ويذهب بنوره، ويهدم مروءته، ويحمله على ان يجسر على المحارم من سفك الدماء، وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك، والخمر لا يزداد شاربها الا كل شر)(1)
[الحديث: 1316] قيل للإمام الصادق لم حرم الله لحم الخنزير؟ قال: ان الله مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير والقرد والدب، ثم نهى عن أكل المثلة، لكيلا ينتفع الناس، ولا يستخف بعقوبته (2).
[الحديث: 1317] عن الإمام الصادق: ان زنديقا قال له: لم حرم الله الدم المسفوح؟ قال: لأنه يورث القساوة، ويسلب الفؤاد الرحمة، ويعفن البدن، ويغير اللون، واكثر ما يصيب الإنسان الجذام يكون من أكل الدم، قال: فأكل الغدد؟ قال: يورث الجذام، قال: فالميتة لم حرمها؟ قال: فرقا بينها وبين ما ذكر اسم الله عليه، والميتة قد جمد فيها الدم، وترجع إلى بدنها، فلحمها ثقيل غير مريء؛ لأنها يؤكل لحمها بدمها (3).
[الحديث: 1318] قال الإمام الصادق: ما انزلت الدنيا من نفسي الا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها (4).
__________
(1) الكافي: 6/ 242/ 1.
(2) علل الشرائع: 484/ 3.
(3) الاحتجاج/ 347.
(4) تفسير القمي 2/ 146.
الحياة الشخصية وأحكامها (223)
[الحديث: 1319] سئل الإمام الصادق عن أكل الضب؟ فقال: ان الضب والفارة والقردة والخنازير مسوخ (1).
[الحديث: 1320] قال الإمام الصادق ـ في حديث ـ: وحرم الله ورسوله المسوخ جميعا (2).
[الحديث: 1321] سئل الإمام الصادق عن لحم الكلب؟ فقال: هو مسخ، قيل: هو حرام؟ قال: هو نجس، اعيدها ثلاث مرات كل ذلك يقول: هو نجس (3).
[الحديث: 1322] سئل الإمام الصادق عن لحم الفيل، فقال: ليس من بهيمة الأنعام (4).
[الحديث: 1323] عن الإمام الصادق، قال: كان يكره ان يؤكل من الدواب لحم الأرنب والضب والخيل والبغال، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير (5).
[الحديث: 1324] عن الإمام الصادق قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عزوف النفس، وكان يكره الشيء، ولا يحرمه، فاتي بالارنب فكرهها، ولم يحرمها (6).
[الحديث: 1325] قال الإمام الصادق: كل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير حرام (7).
[الحديث: 1326] سئل الإمام الصادق عن المأكول من الطير والوحش؟ فقال: حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل ذي مخلب من الطير، وكل ذي ناب من الوحش، فقيل له: ان الناس يقولون: من السبع، فقال: السبع كله حرام، وإنْ كان سبعا لا ناب له، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا تفصيلا ـ إلى ان قال: ـ وكل ما صف، وهو ذو مخلب فهو حرام (8).
[الحديث: 1327] سئل الإمام الصادق عن لحوم السباع وجلودها؟ فقال: اما لحوم
__________
(1) الكافي: 6/ 245/ 5، التهذيب 9/ 39/ 163.
(2) الكافي: 6/ 247/ 1.
(3) الكافي: 6/ 245/ 6.
(4) المحاسن: 472/ 486.
(5) التهذيب 9/ 43/ 177.
(6) التهذيب 9/ 43/ 180.
(7) الكافي: 6/ 244/ 2.
(8) الكافي: 6/ 247/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (224)
السباع والسباع من الطير والدواب فانا نكرهه، وأما جلودها فاركبوا عليها، ولا تلبسوا منها شيئا تصلون فيه (1).
[الحديث: 1328] قال الإمام الصادق: لا يصلح أكل شيء من السباع، إني لأكرهه وأقذره (2).
[الحديث: 1329] قال الإمام الصادق ـ في حديث شرائع الدين ـ قال: والشراب كلما اسكر كثيره فقليله حرام، وكل ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير حرام، والطحال حرام، لأنه دم، والجريّ والمارماهي والطافي والزمير حرام، وكل سمك لا يكون له فلوس فأكله حرام، ويؤكل من البيض ما اختلف طرفاه، ولا يؤكل ما استوى طرفاه، ويؤكل من الجراد ما استقل بالطيران، ولايؤكل منه الدبا، لأنه لا يستقل بالطيران، وذكاة الجراد والسمك اخذه (3).
[الحديث: 1330] قال الإمام الصادق: لا يؤكل من الغربان شيء، زاغ ولا غيره، ولا يؤكل من الحيات شيء (4).
[الحديث: 1331] سئل الإمام الصادق عن لحوم الخيل؟ فقال: لا تؤكل إلا ان تصيبك ضرورة (5).
[الحديث: 1332] سئل الإمام الصادق عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكلها يوم خيبر (6).
[الحديث: 1333] سئل الإمام الصادق عن أكل الخيل والبغال؟ فقال: نهى رسول الله
__________
(1) التهذيب 9/ 79/ 338.
(2) التهذيب 9/ 43/ 178.
(3) الخصال: 609/ 9.
(4) من لا يحضره الفقيه: 3/ 221/ 1027.
(5) الكافي: 6/ 246/ 12.
(6) الكافي: 6/ 246/ 13.
الحياة الشخصية وأحكامها (225)
صلى الله عليه وآله وسلم عنها، ولا تأكلها الا أن تضطر إليها (1).
[الحديث: 1334] سئل الإمام الصادق عن لحوم الخيل؟ قال: لا تأكل إلا ان تصيبك ضرورة (2).
[الحديث: 1335] قال الإمام الصادق: كان يكره أن يؤكل لحم الضب والارنب والخيل والبغال، وليس بحرام كتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن لحوم الحمر الأهلية، وليس بالوحشية بأس (3).
[الحديث: 1336] عن داود الرقي، قال: قلت للإمام الصادق: جعلت فداك، ان رجلا من أصحاب أبي الخطاب نهاني عن أكل البخت، وعن أكل الحمام المسرول فقال الإمام الصادق: لا بأس بركوب البخت وشرب ألبانها، واكل لحومها واكل الحمام المسرول (4).
[الحديث: 1337] سئل الإمام الصادق عن طعام أهل الذمة، ما يحل منه، فقال: الحبوب (5).
[الحديث: 1338] سئل الإمام الصادق عن قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5] فقال كان أبي يقول: إنمّا هي الحبوب واشباهها (6).
[الحديث: 1339] سئل الإمام الصادق عن قول الله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5] فقال: العدس والحمص وغير ذلك (7).
[الحديث: 1340] قال الإمام الصادق: كل شيء يكون فيه حرام وحلال فهو لك حلال أبدا، حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه (8).
__________
(1) الكافي: 6/ 246/ 13.
(2) الكافي: 6/ 246/ 12.
(3) التهذيب 9/ 42/ 177.
(4) التهذيب 9/ 49/ 204، والاستبصار 4/ 79/ 291.
(5) الكافي: 6/ 263/ 1.
(6) الكافي: 6/ 240/ 10، وتفسير العياشي 1/ 295/ 36.
(7) التهذيب 9/ 88/ 374.
(8) التهذيب 9/ 79/ 337.
الحياة الشخصية وأحكامها (226)
[الحديث: 1341] قال الإمام الصادق: ذكر أن سلمان قال: ان رجلا دخل الجنة في ذباب، وآخر دخل النار في ذباب، فقيل له: وكيف ذا يا أبا عبد الله؟! قال: مرا على قوم في عيد لهم، وقد وضعوا اصناما لهم، لا يجوز بهم أحد حتى يقرب إلى اصنامهم قربانا قل أم كثر، فقالوا لهما: لا تجوزا حتى تقربا كما يقرب كل من مر، فقال أحدهما: ما معي شيء أقرّبه، فاخذ أحدهما ذبابا فقربه، ولم يقرب الآخر فقال: لا اقرب إلى غير الله عز وجل شيئا، فقتلوه فدخل الجنة، ودخل الآخر النار (1).
[الحديث: 1342] قال الإمام الصادق: كل ما كان في البحر مما يؤكل في البر مثله فجائز أكله وكل ما كان في البحر مما لا يجوز أكله في البر لم يجز أكله (2).
[الحديث: 1343] قيل للإمام الصادق: جعلت فداك، الحيتان ما يؤكل منها؟ قال: ما كان له قشر (3).
[الحديث: 1344] قال الإمام الصادق: كل من السمك ما كان له فلوس، ولا تأكل منه ما ليس له فلس (4).
[الحديث: 1345] قال الإمام الصادق: لا تأكل الجريث، ولا المارماهي، ولا طافيا، ولا طحالا، لأنه بيت الدم، ومضغة الشيطان (5).
[الحديث: 1346] قال الإمام الصادق: لا تأكل الجرّي، ولا المارماهي، ولا الزمير، ولا الطافي، وهو الذي يموت في الماء، فيطفو على رأس الماء (6).
[الحديث: 1347] سئل الإمام الصادق عن الجرّي والمارماهي والزمير، وما ليس له قشر
__________
(1) عقاب الاعمال: 267/ 1.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 214/ 994.
(3) الكافي: 6/ 219/ 2.
(4) من لا يحضره الفقيه: 3/ 206/ 943.
(5) الكافي: 6/ 220/ 4.
(6) من لا يحضره الفقيه: 3/ 207/ 952.
الحياة الشخصية وأحكامها (227)
من السمك أحرام هو؟ فقال لي: يا محمد! اقرأ هذه الآية التي في الأنعام: {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أوحى إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 145] قال: فقرأتها حتى فرغت منها، فقال: إنمّا الحرام ما حرم الله ورسوله في كتابه، ولكنهم قد كانوا يعافون أشياء، فنحن نعافها (1).
[الحديث: 1348] سئل الإمام الصادق عما يوجد من السمك طافيا على الماء أو يلقيه البحر ميتا، فقال: لا تأكله (2).
[الحديث: 1349] سئل الإمام الصادق عما يؤخذ من الحيتان طافيا على الماء، أو يلقيه البحر ميتا، آكله؟ قال: لا (3).
[الحديث: 1350] عن الإمام الصادق، وذكر الطافي، وما يكره الناس منه، فقال: إنما الطافي من السمك المكروه هو ما تغير ريحه (4).
[الحديث: 1351] قال الإمام الصادق: لا تأكل الجرّي ـ إلى أن قال ـ: وإن وجدت سمكا، ولم تعلم اذكيّ هو أو غير ذكيّ، وذكاته أن يخرج من الماء حيا، فخذ منه فاطرحه في الماء، فان طفا على الماء مستلقيا على ظهره فهو غير ذكيّ، وإنْ كان على وجهه فهو ذكيّ، وكذلك إذا وجدت لحما ولم تعلم أذكيّ هو أم ميتة، فألق منه قطعة على النار، فان انقبض فهو ذكيّ وإن استرخى على النار فهو ميتة (5).
[الحديث: 1352] قال الإمام الصادق: لا تأكلوا لحوم الجلالات، وان اصابك من عرقها
__________
(1) التهذيب 9/ 6/ 16، والاستبصار 4/ 60/ 208.
(2) التهذيب 9/ 6/ 18 والاستبصار 4/ 60/ 209
(3) التهذيب 9/ 7/ 20 والاستبصار 4/ 60/ 210.
(4) الكافي: 6/ 219/ 18.
(5) الفقيه: 3: 207 | 952
الحياة الشخصية وأحكامها (228)
فاغسله (1).
[الحديث: 1353] قال الإمام الصادق: لا تشرب من ألبان الإبل الجلالة، وان اصابك شيء من عرقها فاغسله (2).
[الحديث: 1354] قال الإمام الصادق: الإبل الجلالة إذا اردت نحرها، تحبس البعير اربعين يوما، والبقرة ثلاثين يوماً، والشاة عشرة أيام (3).
[الحديث: 1355] سئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173] فقال: الباغي: باغي الصيد، والعادي: السارق، ليس لهما ان يأكلا الميتة إذا اضطرا، هي حرام عليهما، ليس هي عليهما كما هي على المسلمين، وليس لهما ان يقصرا في الصلاة (4).
[الحديث: 1356] سئل الإمام الصادق عن قول الله عز وجل: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173] قال: الباغي: الذي يخرج على الإمام، والعادي: الذي يقطع الطريق، لا تحل له الميتة (5).
[الحديث: 1357] سئل الإمام الصادق عن قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173] غير باغ على إمام المسلمين، ولا عاد بالمعصية طريقة المحقين (6).
[الحديث: 1358] قيل للإمام الصادق: الميتة ينتفع منها بشيء؟ فقال لا، قيل: بلغنا: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بشاة ميتة، فقال: ما كان على أهل هذه الشاة إذا لم ينتفعوا بلحمها ان ينتفعوا باهابها فقال: تلك شاة كانت لسودة بنت زمعة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت شاة
__________
(1) الكافي: 6/ 250/ 1.
(2) الكافي: 6/ 251/ 2، والتهذيب 9/ 46/ 191، والاستبصار 4/ 77/ 284.
(3) الكافي: 6/ 252/ 6.
(4)
(5) الكافي: 6/ 265/ 1.
(6) مجمع البيان 2/ 257.
الحياة الشخصية وأحكامها (229)
مهزولة، لا ينتفع بلحمها، فتركوها حتى ماتت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كان على اهلها إذا لم ينتفعوا بلحمها، ان ينتفعوا باهابها، أي تذكى (1).
[الحديث: 1359] قيل للإمام الصادق: السخلة التي مر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي ميتة فقال: ما ضر اهلها لو انتفعوا باهابها، فقال: لم تكن ميتة ولكنها كانت مهزولة، فذبحها اهلها فرموا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كان على اهلها لو انتفعوا باهابها (2).
[الحديث: 1360] سئل الإمام الصادق عن جلود السباع اينتفع بها؟ فقال إذا رميت، وسميت، فانتفع بجلده، وأما الميتة فلا (3).
[الحديث: 1361] سئل الإمام الصادق عن أكل الجبن وتقليد السيف وفيه الكيمخت والغرا؟ فقال: لا بأس ما لم يعلم انه ميتة (4).
[الحديث: 1362] قال الإمام الصادق: خمسة أشياء ذكية مما فيه منافع الخلق: الانفحة، والبيض، والصوف، والشعر، والوبر، ولا بأس بأكل الجبن كله ما عمله مسلم وغيره وإنما كره ان يؤكل سوى الانفحة مما في آنية المجوس واهل الكتاب لانهم لا يتوقون الميتة والخمر (5).
[الحديث: 1363] قال الإمام الصادق: اللبن واللباء، والبيضة، والشعر، والصوف، والقرن، والناب، والحافر، وكل شيء يفصل من الشاة والدابة فهو ذكي، وان اخذته منه بعد ان يموت فاغسله وصل فيه (6).
[الحديث: 1364] عن الحسين بن زرارة قال: كنت عند الإمام الصادق وأبي يسأله عن
__________
(1) الكافي: 6/ 259/ 7.
(2) التهذيب 9/ 79/ 335
(3) التهذيب 9/ 79/ 339.
(4) التهذيب 9/ 78/ 331، والاستبصار 4/ 90/ 342.
(5) الكافي: 6/ 257/ 2، التهذيب 9/ 75/ 319.
(6) الكافي: 6/ 258/ 4، التهذيب 9/ 75/ 321، والاستبصار 4/ 88/ 338.
الحياة الشخصية وأحكامها (230)
السن من الميتة، والبيضة من الميتة، وانفحة الميتة فقال: كل هذا ذكي، قال: قلت: فشعر الخنزير يجعل حبلا يستقى به من البئر التي يشرب منها أو يتوضأ منها؟ فقال: لا بأس به (1).
[الحديث: 1365] قال الإمام الصادق: عشرة أشياء من الميتة ذكية: القرن، والحافر، والعظم، والسن، والانفحة، واللبن، والشعر، والصوف، والريش، والبيض (2).
[الحديث: 1366] سئل الإمام الصادق عن الانفحة تخرج من الجدي الميت، قال: لا بأس به، قيل: اللبن يكون في ضرع الشاة، وقد ماتت؟ قال: لا بأس به، قيل: والصوف، والشعر، وعظام الفيل، والجلد، والبيض يخرج من الدجاجة؟ فقال: كل هذا لا بأس به (3).
[الحديث: 1367] سئل الإمام الصادق عن الانفحة تكون في بطن العناق أو الجدي وهو ميت؟ قال لا بأس به.. وسئل عن الرجل يسقط سنه، فيأخذ سن إنسان ميت فيجعله مكانه؟ فقال لا بأس.. وسئل عن عظام الفيل تجعل شطرنجا؟ قال: لا بأس بمسها.. وسئل عن العظم والشعر والصوف والريش كل ذلك نابت لا يكون ميتا.. وسئل عن البيضة تخرج من بطن الدجاجة الميتة؟ قال: لا بأس بأكلها (4).
[الحديث: 1368] قال الإمام الصادق: من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير، فلم يأكل شيئا من ذلك حتى يموت، فهو كافر (5).
[الحديث: 1369] سئل الإمام الصادق عن اللحم يقدد، ويذرّ عليه الملح، ويجفف في الظلّ، فقال: لا بأس بأكله، فإن الملح قد غيره (6).
[الحديث: 1370] قال الإمام الصادق في قول الله عزّ وجلّ: {مَا جَعَلَ الله مِنْ بَحِيرَةٍ
__________
(1) الكافي: 6/ 258/ 3، التهذيب 9/ 75/ 320.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 219/ 1011.
(3) التهذيب 9/ 76/ 324، والاستبصار 4/ 89/ 339.
(4) التهذيب 9/ 78/ 332، والاستبصار 4/ 90/ 343.
(5) من لا يحضره الفقيه: 3/ 218/ 1008.
(6) الكافي: 6/ 314/ 2.
الحياة الشخصية وأحكامها (231)
وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [المائدة: 103]: إن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن قالوا: وصلت ولا يستحلون ذبحها ولا أكلها، وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة ولا يستحلون ظهرها ولا أكلها، والحام: فحل الإبل، لم يكونوا يستحلونه فأنزل الله عزّ وجلّ، أنه لم يكن يحرم شيئا من ذا (1).
[الحديث: 1371] قال الإمام الصادق: ان الله عز وجل خلق آدم من طين فحرم أكل الطين على ذريته (2).
[الحديث: 1372] سئل الإمام الصادق عن جرذ مات في زيت أو سمن أو عسل، فقال: اما السمن والعسل فيؤخذ الجرذ وما حوله، والزيت يستصبح به (3).
[الحديث: 1373] سئل الإمام الصادق عن الفارة والدابة تقع في الطعام والشراب، فتموت فيه، فقال: إن كان سمنا أو عسلا أو زيتا فإنه ربما يكون بعض هذا، فإن كان الشتاء فانزع ما حوله وكله، وإنْ كان الصيف فارفعه حتى تسرج، به وإنْ كان ثردا فاطرح الذي كان عليه، ولا تترك طعامك من أجل دابة ماتت عليه (4).
[الحديث: 1374] سئل الإمام الصادق عن الفارة تموت في السمن والعسل، فقال: قال الإمام علي: خذ ما حولها، وكل بقيته، وعن الفارة تموت في الزيت، فقال: لا تأكله، ولكن أسرج به.
[الحديث: 1375] سئل الإمام الصادق عن السمن تقع فيه الميتة؟ فقال: إن كان جامدا
__________
(1) معاني الاخبار: 148/ 1.
(2) الكافي: 6/ 265/ 4، المحاسن: 565/ 973.
(3) الكافي: 6/ 261/ 2.
(4) التهذيب 9/ 86/ 361.
الحياة الشخصية وأحكامها (232)
فالق ما حوله، وكل الباقي، فقلت: الزيت؟ فقال: أسرج به (1).
[الحديث: 1376] سئل الإمام الصادق عن الذباب يقع في الدهن والسمن والطعام فقال: لا بأس، كل (2).
[الحديث: 1377] سئل الإمام الصادق عن العظاية تقع في اللبن؟ قال: يحرم اللبن، وقال: ان فيها السم.
[الحديث: 1378] سئل الإمام الصادق عن حنطة مجموعة ذاب عليها شحم خنزير، فقال: ان قدروا على غسلها أكلت، وان لم يقدروا على غسلها لم تؤكل، وتبذر حتى تنبت (3).
[الحديث: 1379] سئل الإمام الصادق عن الطير ما يؤكل منه، فقال: لا تأكل ما لم تكن له قانصة (4).
[الحديث: 1380] سئل الإمام الصادق عن الرجل يصيب خطافا في الصحراء، أو يصيده، أيأكله؟ قال: هو مما يؤكل، وعن الوبر يؤكل؟ قال: لا، هو حرام (5).
[الحديث: 1381] سئل الإمام الصادق عن طير الماء، فقال: ما كانت له قانصة فكل، وما لم ـ تكن له قانصة فلا تأكل (6).
[الحديث: 1382] عن الإمام الصادق ـ في حديث ـ قال: كل الآن من طير البر ما كانت له حوصلة، ومن طير الماء ما كانت له قانصة كقانصة الحمام، لا معدة كمعدة الإنسان ـ إلى ان قال ـ: والقانصة والحوصلة يمتحن بهما من الطير ما لا يعرف طيرانه، وكل طير مجهول (7).
__________
(1) التهذيب 9/ 86/ 362.
(2) التهذيب 9/ 86/ 363.
(3) الكافي: 6/ 262/ 2.
(4) الكافي: 6/ 247/ 2.
(5) التهذيب 9/ 21/ 84.
(6) الكافي: 6/ 247/ 3.
(7) الكافي: 6/ 247/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (233)
[الحديث: 1383] عن الإمام الصادق، قال: كل من الطير ما كانت له قانصة، ولا مخلب له قال: وسئل عن طير الماء؟ فقال مثل ذلك (1).
[الحديث: 1384] عن الإمام الصادق قال: كل من الطير ما كانت له قانصة، أو صيصية أو حوصلة (2).
[الحديث: 1385] سئل الإمام الصادق عن الطير يؤتى به مذبوحا؟ قال: كل ما كانت له قانصة (3).
[الحديث: 1386] قيل للإمام الصادق: إني اكون في الآجام، فيختلف علي الطير، فما أكل منه؟ قال: كل ما دف، ولا تأكل ما صف (4).
[الحديث: 1387] سئل الإمام الصادق عن الحباري، فقال: إن كانت له قانصة فكله، وسئل عن طير الماء، فقال مثل ذلك، وسئل عن بيض طير الماء، فقال: ما كان منه مثل بيض الدجاج ـ يعني: على خلقته ـ فكل (5).
[الحديث: 1388] سئل الإمام الصادق عن الرجل يدخل الاجمة، فيجد فيها بيضا مختلفا، لا يدري بيض ما هو أبيض ما يكره من الطير؟ أو يستحب؟ فقال: ان فيه علما لا يخفى، انظر كل بيضة تعرف رأسها من أسفلها فكلها، وما سوى ذلك فدعه (6).
[الحديث: 1389] قال الإمام الصادق: كل من البيض ما لم يستو رأساه وقال: ما كان من بيض طير الماء مثل بيض الدجاج وعلى خلقته أحد رأسيه مفرطح والا فلا تأكل (7).
[الحديث: 1390] سئل الإمام الصادق عن البيض، أي شيء يحرم منه؟ وعن السمك
__________
(1) الكافي: 6/ 248/ 4، والتهذيب 9/ 17/ 66.
(2) الكافي: 6/ 248/ 5، والتهذيب 9/ 17/ 67.
(3) الكافي: 6/ 248/ 6.
(4) الكافي: 6/ 248/ 6.
(5) التهذيب 9/ 15/ 59.
(6) التهذيب 9/ 15/ 58.
(7) الكافي: 6/ 249/ 4.
الحياة الشخصية وأحكامها (234)
أي شيء يحرم منه؟ وعن الطير أي شيء يحرم منه؟ فقال: أما البيض فكل ما لم تعرف رأسه من استه فلا تأكله، وأما السمك فان لم يكن له قشر فلا تأكله، وأما الطير فما لم يكن له قانصة فلا تأكله (1).
[الحديث: 1391] قال الإمام الصادق: لا يؤكل من الحيات شيء (2).
[الحديث: 1392] قيل للإمام الصادق: ان هؤلاء يأتونا بهذه اليعاقيب، فقال: لا تقربوها في الحرم، الا ما كان مذبوحا، فقلت: انا نأمرهم أن يذبحوها هنالك، فقال: نعم كل وأطعمني (3).
[الحديث: 1393] سئل الإمام الصادق عن الرجل يسرح كلبه المعلم ويسمّي إذا سرحه، قال: يأكل مما امسك عليه، فإذا ادركه قبل قتله ذكّاه، وان وجد معه كلبا غير معلم فلا يأكل منه (4).
[الحديث: 1394] سئل الإمام الصادق عن صيد البزاة والصقورة والكلب والفهد، فقال: لا تأكل صيد شيء من هذه الا ما ذكّيتموه، الا الكلب المكلب، قيل: فان قتله؟ قال: كل، لان الله عزو جل يقول: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله عَلَيْهِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابِ} [المائدة: 4] (5)
[الحديث: 1395] عن حكم بن حكيم الصيرفي، قال: قلت للإمام الصادق: ما تقول في الكلب يصيد الصيد فيقتله؟ قال: لابأس بأكله، قلت: انهم يقولون: انه إذا قتله واكل منه،
__________
(1) الخصال: 139/ 159.
(2) من لا يحضره الفقيه: 3/ 221/ 1027.
(3) التهذيب 5/ 376/ 1312.
(4) الكافي: 6/ 203/ 4، والتهذيب 9/ 26/ 106.
(5) الكافي: 6/ 204/ 9، وتفسير العياشي 1/ 294/ 25.
الحياة الشخصية وأحكامها (235)
فانما امسك على نفسه، فلا تأكله، فقال: كل، أو ليس قد جامعوكم على ان قتله ذكاته؟ قال: قلت: بلى، قال: فما يقولون في شاة ذبحها رجل اذكاها؟ قال: قلت: نعم، قال: فان السبع جاء بعد ما ذكاها فأكل بعضها، أتؤكل البقية؟ قلت نعم، قال: (فإذا اجابوك إلى هذا فقل لهم: كيف تقولون: إذا ذكي ذلك، واكل منه لم تأكلوا، وإذا ذكي هذا واكل أكلتم)(1)
[الحديث: 1396] سئل الإمام الصادق عن الكلب يمسك على صيده، ويأكل منه؟ فقال: لا بأس بما يأكل هو لك حلال (2).
[الحديث: 1397] عن محمد الحلبي، قال: قال الإمام الصادق: من ارسل كلبه، ولم يسمّ فلا تأكله، قال: وسألته، عن الكلب يصطاد فيأكل من صيده أيأكل بقيته؟ قال نعم (3).
[الحديث: 1398] سئل الإمام الصادق عما أمسك عليه الكلب المعلم للصيد، وهو قول الله: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ الله عَلَيْهِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسَابِ} [المائدة: 4]، قال: لابأس أن تأكلوا مما امسك الكلب مما لم يأكل الكلب منه، فإذا أكل الكلب منه قبل ان تدركه فلا تأكل منه (4).
[الحديث: 1399] سئل الإمام الصادق عن الرجل يسرح كلبه المعلّم، ويسمّي إذا سرحه، قال: يأكل مما امسك عليه فإذا أدركه قبل قتله ذكاه (5).
[الحديث: 1400] قال الإمام الصادق: ان أصبت كلبا معلما، أو فهدا بعد أن تسمّي فكل ما امسك عليك، قتل، أو لم يقتل، أكل، أو لم يأكل، وان ادركت صيده، فكان في يدك حيا
__________
(1) الكافي: 6/ 203/ 6، والتهذيب 9/ 23/ 91، والاستبصار 4/ 69/ 253.
(2) الكافي: 6/ 203/ 3.
(3) التهذيب 9/ 27/ 109، والاستبصار 4/ 69/ 250.
(4) التهذيب 9/ 27/ 110، والاستبصار 4/ 69/ 251.
(5) الكافي: 6/ 203/ 4، والتهذيب 9/ 26/ 106.
الحياة الشخصية وأحكامها (236)
فذكّه، فان عجل عليك، فمات قبل ان تذكيه فكل (1).
[الحديث: 1401] سئل الإمام الصادق عن قوم أرسلوا كلابهم، وهي معلّمة كلها، وقد سموا عليها، فلما ان مضت الكلاب دخل فيها كلب غريب، لا يعرفون له صاحبا، فاشتركت جميعها في الصيد؟ فقال: لا يؤكل منه؛ لأنك لا تدري اخذه معلم أم لا (2).
[الحديث: 1402] قال الإمام الكاظم: لا آكل لحوم البخاتي، ولا آمر أحدا بأكلها (3).
[الحديث: 1403] سئل الإمام الكاظم عن لحوم الجواميس وألبانها، فقال: لا بأس بها (4).
[الحديث: 1404] قال الإمام الكاظم: لا بأس بأكل لحوم الجواميس، وشرب ألبانها وأكل سمونها (5).
[الحديث: 1405] سئل الإمام الكاظم: أيحل أكل لحم الفيل؟ فقال: لا، فقلت: لم؟ قال: لأنه مثلة، وقد حرم الله لحوم الأمساخ ولحم ما مثل به في صورها (6).
[الحديث: 1406] قال الإمام الكاظم: المسوخ: الفيل، والدب، والارنب، والعقرب، والضب، والعنكبوت، والدعموص، والجري، والوطواط، والقرد، والخنزير (7).
[الحديث: 1407] سئل الإمام الكاظم عن الغراب الابقع والاسود، أيحل أكلهما؟ فقال: لا يحل أكل شيء من الغربان، زاغ ولا غيره (8).
[الحديث: 1408] سئل الإمام الكاظم عن لحوم الحمر الأهلية، أتؤكل؟ فقال: نهى عنها
__________
(1) التهذيب 9/ 28/ 112.
(2) الكافي: 6/ 206/ 19.
(3) التهذيب 9/ 48/ 203، والاستبصار 4/ 78/ 290.
(4) الكافي: 6/ 313/ 2.
(5) الكافي: 6/ 313/ 1.
(6) الكافي: 6/ 245/ 4.
(7) علل الشرائع: 468/ 2.
(8) الكافي: 6/ 245/ 8.
الحياة الشخصية وأحكامها (237)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما نهى عنها، لانهم كانوا يعملون عليها، فكره ان يفنوها (1).
[الحديث: 1409] سئل الإمام الكاظم عن لحوم البخت والبانها، فقال: لا بأس به (2).
[الحديث: 1410] سئل الإمام الكاظم عن لحوم الحمر الوحشيّة، فكتب: يجوز أكلها وحشية، وتركه عندي أفضل (3).
[الحديث: 1411] سئل الإمام الكاظم عن ظبي أو حمار وحش أو طير صرعه رجل، ثم رماه بعدما صرعه غيره، فمتى يؤكل؟ قال: كله ما لم يتغيّر، إذا سمى ورمى (4).
[الحديث: 1412] سئل الإمام الكاظم عن الرجل يلحق الظبي أو الحمار، فيضربه بالسيف فيقطعه نصفين، هل يحلّ أكله؟ قال إذا سمى (5).
[الحديث: 1413] سئل الإمام الكاظم عن رجل يلحق حمارا أو ظبيا فيضربه بالسيف فيصرعه أيؤكل؟ قال: إذا أدرك ذكاته ذكاه وإن مات قبل أن يغيب عنه أكله (6).
[الحديث: 1414] سئل الإمام الكاظم عن دجاج الماء؟ فقال: إذا كان يلتقط غير العذرة فلا بأس (7).
[الحديث: 1415] سئل الإمام الكاظم: ان أهل الجبل تثقل عندهم اليات الغنم، فيقطعونها؟ قال: هي حرام، قيل: فنصطبح بها، فقال: اما تعلم انه يصيب اليد والثوب، وهو حرام (8).
[الحديث: 1416] قيل للإمام الكاظم: الرجل يعطي الاضحية، لمن يسلخها بجلدها؟ قال: لا بأس، إنمّا قال الله عز وجل: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا} [الحج: 36] والجلد لا يؤكل،
__________
(1) قرب الاسناد: 117.
(2) التهذيب 9/ 48/ 202، والاستبصار 4/ 78/ 289.
(3) الكافي: 6/ 313/ 1.
(4) مسائل علي بن جعفر: 177/ 326.
(5) مسائل علي بن جعفر: 177/ 326.
(6) مسائل علي بن جعفر: 177/ 327.
(7) من لا يحضره الفقيه: 3/ 206/ 941.
(8) الكافي: 6/ 255/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (238)
ولا يطعم (1).
[الحديث: 1417] سئل الإمام الكاظم عن جلود الميتة التي يؤكل لحمها ذكيا؟ فكتب: لا ينتفع من الميتة باهاب، ولا عصب وكلما كان من السخال الصوف وان جز، والشعر، والوبر، والانفحة، والقرن، ولا يتعدى إلى غيرها ان شاء الله (2).
[الحديث: 1418] سئل الإمام الكاظم عن طير الماء ما يأكل السمك منه يحل؟ قال: لا بأس به كله (3).
[الحديث: 1419] سئل الإمام الكاظم عن الجرّي، يحل أكله؟ فقال: إنا وجدناه في كتاب أمير المؤمنين حراما (4).
[الحديث: 1420] سئل الإمام الكاظم عما حسر عنه الماء من صيد البحر وهو ميت، أيحل أكله؟ قال: لا (5).
[الحديث: 1421] سئل الإمام الكاظم عن صيد البحر يحبسه، فيموت في مصيدته، قال: إذا كان محبوسا فكل، فلا بأس (6).
[الحديث: 1422] عن زكريا بن آدم، قال: سألت الإمام الكاظم فقلت: ان أصحابنا يصطادون الخز، فآكل من لحمه؟ فقال: إن كان له ناب فلا تأكله، ثم مكث ساعة، فلما هممت بالقيام، قال: اما أنت فإني اكره لك أكله، فلا تأكله (7).
[الحديث: 1423] قال الإمام الكاظم: لا يحل أكل الجرّي، ولا السلحفاة، ولا السرطان، وسئل عن اللحم الذي يكون في أصداف البحر والفرات، أيؤكل؟ قال: ذلك لحم
__________
(1) علل الشرائع: 439/ 1.
(2) الكافي: 6/ 258/ 6.
(3) التهذيب 9/ 17/ 68.
(4) مسائل علي بن جعفر: 115/ 44.
(5) مسائل علي بن جعفر: 177/ 323.
(6) مسائل علي بن جعفر: 177/ 334.
(7) التهذيب 9/ 50/ 207.
الحياة الشخصية وأحكامها (239)
الضفادع، لا يحل أكله (1).
[الحديث: 1424] سئل الإمام الكاظم عن أكل لحم الخز؟ قال: كلب الماء إن كان له ناب فلا تقربه، والا فاقربه (2).
[الحديث: 1425] سئل الإمام الكاظم عن الدقيق يقع فيه فضلات الفار، هل يصلح اكله إذا عجن مع الدقيق؟ قال: إذا لم تعرفه فلا بأس، وان عرفته فلتطرحه (3).
[الحديث: 1426] سئل الإمام الكاظم عن الفارة تموت في السمن والعسل الجامد، ايصلح اكله؟ قال: اطرح ما حول مكانها الذي ماتت فيه، وكل ما بقي، ولا بأس (4).
[الحديث: 1427] سئل الإمام الكاظم عن الدقيق يقع فيه فضلات الفأر، هل يصلح أكله إذا عجن مع الدقيق؟ قال: إذا لم تعرفه فلا بأس، وان عرفته فلتطرحه (5).
[الحديث: 1428] سئل الإمام الكاظم عن قتل النمل، فقال: لا تقتلها الا أن تؤذيك.. وسئل عن قتل الهدهد؟ فقال: لا تقتله، ولا تؤذه، ولا تذبحه، فنعم الطير هو (6).
[الحديث: 1429] قال الإمام الرضا: إنا وجدنا كل ما أحل الله ففيه صلاح العباد وبقاؤهم، ولهم إليه الحاجة، ووجدنا المحرم من الاشياء لا حاجة بالعباد إليه، ووجدناه مفسدا، ثم رأيناه تعالى قد أحل ما حرم في وقت الحاجة إليه؛ لما فيه من الصلاح في ذلك الوقت، نظير ما أحل من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطر إليها المضطر؛ لما في ذلك الوقت من الصلاح والعصمة ودفع الموت (7).
__________
(1) الكافي: 6/ 221/ 11.
(2) التهذيب 9/ 49/ 205.
(3) قرب الاسناد: 117.
(4) مسائل علي بن جعفر: 138/ 150.
(5) قرب الاسناد: 117.
(6) قرب الاسناد: 121.
(7) علل الشرائع: 592/ 43.
الحياة الشخصية وأحكامها (240)
[الحديث: 1430] سئل الإمام الرضا عن اللامص، فقال: أليس تأكلونه بالخل والخردل والابزار؟ قيل: بلى، قال: لا بأس به (1).
[الحديث: 1431] قال الإمام الرضا: وحرم الخنزير، لأنه مشوه، جعله الله عظة للخلق وعبرة وتخويفا، ودليلا على ما مسخ على خلقته؛ لأن غذاءه أقذر الاقذار، مع علل كثيرة، وكذلك حرم القرد، لأنه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق، ودليلا على ما مسخ على خلقته وصورته، وجعل فيه شبها من الإنسان، ليدل على انه من الخلق المغضوب عليهم، وحرمت الميتة، لما فيها من فساد الأبدان والآفة، ولما أراد الله عز وجل ان يجعل تسميته سببا للتحليل وفرقا بين الحلال والحرام، وحرم الله الدم كتحريم الميتة، لما فيه من فساد الأبدان، وانه يورث الماء الاصفر، ويبخر الفم، وينتن الريح، ويسيء الخلق ويورث قساوة القلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالده وصاحبه (2).
[الحديث: 1432] قال الإمام الرضا: الطاووس لا يحل أكله، ولا بيضه (3).
[الحديث: 1433] قال الإمام الرضا: وحرم سباع الطير والوحش كلها، لا كلها من الجيف ولحوم الناس والعذرة وما أشبه ذلك، فجعل الله عز وجل دلائل ما احل من الطير والوحش، وما حرم، كما قال أبي: كل ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير حرام، وكل ما كانت له قانصة من الطير فحلال، وعلة أخرى تفرق بين ما احل، وما حرم، قوله: كل ما دف، ولا تأكل ما صف (4).
[الحديث: 1434] سئل الإمام الرضا عن الغراب الابقع؟ قال: إنه لا يؤكل، ومن أحل
__________
(1) المحاسن: 472/ 470.
(2) علل الشرائع: 484/ 4، وعيون أخبار الإمام الرضا 2/ 94/ 1.
(3) الكافي: 6/ 245/ 9.
(4) علل الشرائع: 482/ 1، وعيون أخبار الإمام الرضا 2/ 93/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (241)
لك الأسود (1).
[الحديث: 1435] سئل الإمام الرضا عن بيض الغراب، فقال: لا تأكله (2).
[الحديث: 1436] عن محمد بن سنان: ان الإمام الرضا كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: كره أكل لحوم البغال والحمر الأهلية، لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها، والخوف من فنائها وقلتها، لا لقذر خلقها، ولا قذر غذائها (3).
[الحديث: 1437] سئل الإمام الرضا عن لحوم البراذين والخيل والبغال؟ فقال: لا تأكلها (4).
[الحديث: 1438] عن محمد بن سنان، عن الإمام الرضا فيما كتب إليه في جواب مسائله: وأحل الله تبارك وتعالى لحوم البقر والإبل والغنم؛ لكثرتها وإمكان وجودها، وتحليل البقر الوحشي وغيرها، من أصناف ما يؤكل من الوحش المحلّل، لان غذاءها غير مكروه ولا محّرم، ولا هي مضرة بعضها ببعض ولا مضرة بالأنس، ولا في خلقها تشويه، وكره أكل لحوم البغال والحمر الأهلية لحاجات الناس إلى ظهورها واستعمالها والخوف من قلتها، لا لقذر خلقتها، ولا قذر غذائها (5).
[الحديث: 1439] سئل الإمام الرضا عما أهل لغير الله به، فقال: ما ذبح لصنم، أو وثن، أو شجر حرم الله ذلك كما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، فمن اضطر غير باغ، ولا عاد، فلا اثم عليه ان يأكل الميتة (6).
[الحديث: 1440] قال الإمام الرضا: وحرم ما أهل لغير الله به للذي أوجب الله على
__________
(1) الكافي: 6/ 246/ 15، التهذيب 9/ 18/ 71، والاستبصار 4/ 65/ 235.
(2) الكافي: 6/ 252/ 10.
(3) علل الشرائع: 563/ 4، وعيون أخبار الإمام الرضا 2/ 97/ 1.
(4) التهذيب 9/ 42/ 175، والاستبصار 4/ 74/ 274.
(5) علل الشرائع: 561/ 1 و563/ 4، عيون أخبار الإمام الرضا 2/ 97.
(6) التهذيب 9/ 83/ 354
الحياة الشخصية وأحكامها (242)
خلقه من الاقرار به، وذكر اسمه على الذبائح المحللة، ولئلا يسوى بين ما تقرب به إليه وبين ما جعل عبادة للشياطين والاوثان؛ لان في تسمية الله عز وجل الاقرار بربوبيته وتوحيده، وما في الاهلال لغير الله من الشرك به والتقرب إلى غيره، ليكون ذكر الله وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما احل الله وبين ما حرم الله (1).
[الحديث: 1441] سئل الإمام الرضا عن أكل لحوم الدجاج في الدساكر، وهم لا يمنعونها عن شيء، تمر على العذرة يخلى عنها (2)، فأكل بيضهن؟ قال لا بأس به (3).
[الحديث: 1442] قال الإمام الرضا في حديث العلل: وحرم الطحال؛ لما فيه من الدم، ولان علته وعلة الدم والميتة واحدة، لأنه يجري مجراها في الفساد (4).
[الحديث: 1443] سئل الإمام الرضا: متى يحل للمضطر الميتة؟ فقال: حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل، فقيل: يا رسول الله! انا نكون بارض فتصيبنا المخمصة، فمتى يحل لنا الميتة؟ قال ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا، أو تحتفوا بقلا، فشأنكم بهذا فقيل له: يا ابن رسول الله! فما معنى قوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173] قال: العادي: السارق والباغي: الذي يبغي الصيد بطرا ولهوا، لا ليعود به على عياله، ليس لهما ان يأكلا الميتة إذا اضطرا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار، وليس لهما ان يقصرا في صوم ولا صلاة في سفر (5).
[الحديث: 1444] سئل الإمام الرضا عن قوله عز وجل: {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3]، فقال: (المنخنقة: التي انخنقت باخناقها
__________
(1) عيون اخبار الإمام الرضا 2/ 93/ 1، وعلل الشرائع: 481/ 1.
(2) هذا ظاهر في انها تأكل العذرة، وتخلط معها علفا طاهرا.
(3) الكافي: 6/ 252/ 8.
(4) علل الشرائع: 484/ 4 وعيون اخبار الإمام الرضا 2/ 94/ 1.
(5) التهذيب 9/ 83/ 354.
الحياة الشخصية وأحكامها (243)
حتى تموت والموقوذة: التي مرضت حتى وقذها المرض، حتى لم يكن بها حركة والمتردية: التي تتردى من مكان مرتفع إلى اسفل، أو تردى من جبل، أو في بئر فتموت، والنطيحة: التي نطحتها بهيمة أخرى فتموت، وما أكل السبع منه فمات، {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3]: على حجر أو صنم، الا ما ادركت ذكاته فذكي، قيل: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3] قال: كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما بين عشرة أنفس، ويستقسمون عليه بالقداح، وكانت عشرة: سبعة لها انصباء، وثلاثة لا انصباء لها، اما التي لها انصباء: فالفذ، والتوام، والنافس، والحلس، والمسبل، والمعلى، والرقيب، وأما التي لا انصباء لها: فالسفيح، والمنيح، والوغد، وكانوا يجيلون السهام بين عشرة، فمن خرج باسمه سهم من التي لا انصباء لها الزم ثلث ثمن البعير، فلا يزالون كذلك حتى تقع السهام التي لا انصباء لها إلى ثلاثة، فيلزمونهم ثمن البعير، ثم ينحرونه ويأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا، ولم يطعموا منه الثلاثة الذين وفروا ثمنه شيئا، فلما جاء الإسلام حرم الله تعالى ذكره ذلك فيما حرم، وقال عز وجل: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3]) يعني: حراما (1).
[الحديث: 1445] قال الإمام الرضا: محض الإسلام شهادة أن لا اله الا الله ـ إلى أن قال: ـ وتحريم الجرّي من السمك، والسمك الطافي، والمارماهي، والزمير، وكل سمك لا يكون له فلس (2).
ثالثا ـ ما ورد حول الأحكام الفقهية للأشربة
من الأحاديث الواردة حول الأحكام الفقهية للأشربة في المصادر السنية والشيعية:
__________
(1) التهذيب 9/ 83/ 354.
(2) عيون أخبار الإمام الرضا 2/ 126/ 1.
الحياة الشخصية وأحكامها (244)
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1446] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل شراب أسكر فهو حرامٌ)(1)
[الحديث: 1447] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل مسكر حرامٌ وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرامٌ)(2)، وفي رواية: (فالحثوة منه حرام)(3)
[الحديث: 1448] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرامٌ)(4)
[الحديث: 1449] عن أبي موسى قال: بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعاذا إلى اليمن فقال: (ادعوا الناس وبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا)، فقلت: يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع وهو من العسل ينبذ حتى يشتد والمزر وهو من الذرة والشعير ينبذ حتى يشتد، قال: وكان صلى الله عليه وآله وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه فقال: (أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة)(5)
[الحديث: 1450] عن أم سلمة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كل مسكر ومفتر (6).
[الحديث: 1451] عن ديلم الحميري، قال: قلت: يا رسول الله إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا قال هل يسكر قلت: نعم، قال: (فاجتنبوا)(7)
[الحديث: 1452] عن ابن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الخمر والميسر والمكوبة والغبيراء وقال: (كل مسكر حرامٌ)(8)
__________
(1) البخاري (242)، ومسلم (2001)
(2) أبو داود (3687)، والترمذي (1866)
(3) الترمذي (1866)
(4) أبو داود (3681)، والترمذي (1865)، وابن ماجة (3393)
(5) البخاري (4344)، ومسلم (1733)
(6) أبو داود (3686)
(7) أبو داود (3683)
(8) أبو داود (3685)
الحياة الشخصية وأحكامها (245)
[الحديث: 1453] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل مسكر خمرٌ وكل مسكر حرامٌ ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة)(1)
[الحديث: 1454] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل مسكر حرامٌ وكل مسكر خمرٌ)(2)
[الحديث: 1455] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل مخمر خمرٌ وكل مسكر حرامٌ ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال)، قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال: (صديد أهل النار)(3)
[الحديث: 1456] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من شرب الخمر لم تقبل له صلاةٌ أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال)، قيل: يا أبا عبد الرحمن وما نهر الخبال؟ قال: نهرٌ من صديد أهل النار (4).
[الحديث: 1457] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاةٌ ما دام في جوفه أو عروقه منها شيءٌ، وإن مات مات كافرا، وإن انتشى لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوما وإن مات فيها مات كافرا)(5)
[الحديث: 1458] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مدمن الخمر كعابد وثن)(6)
[الحديث: 1459] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال لا يدخل الجنة مدمن خمر)(7)
[الحديث: 1460] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر، من شربها
__________
(1) البخاري (5575)، ومسلم (2003)
(2) الترمذي (1861)، والنسائي 8/ 296.
(3) أبو داود (3680)
(4) الترمذي (1862)
(5) النسائي 8/ 316.
(6) ابن ماجة (3375)
(7) ابن ماجة (3376)
الحياة الشخصية وأحكامها (246)
وقع على أمه وخالته وعمته)(1)
[الحديث: 1461] عن أنس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وواهبها وآكل ثمنها (2).
[الحديث: 1462] عن أنس قال: كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها فخرجت فأهرقتها فجرت في سكك المدينة، وقد قتل قومٌ وهي في بطونهم فأنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] (3)، وفي رواية: أنه كان يسقيه من فضيخ زهو وتمر (4)..
[الحديث: 1463] عن أبي هريرة قال: حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوه عنهما فنزل {{يَسْأَلُونَكَ عن الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أكبر مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219] فقال: الناس ما حرم علينا، إنما قال: {فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} وكانوا يشربون حتى إذا كان يومٌ صلى رجلٌ من المهاجرين بأصحابه وخلط في قراءته فنزلت آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] وكانوا يشربون حتى نزلت آية أغلظ منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]} قالوا انتهينا ربنا فقالوا: يا رسول الله ناسٌ
__________
(1) الطبراني 11/ 203 (11498)، وفي (الأوسط) 3/ 276 (3134)
(2) الترمذي (1295) وابن ماجة (3381)
(3) البخاري (2464)، ومسلم (1980)
(4) البخاري (5582)
الحياة الشخصية وأحكامها (247)
قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فنزل الله {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] (1)
[الحديث: 1464] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك والخمر فإن خطيئتها تفرع الخطايا كما أن شجرتها تفرع الشجر)(2)
[الحديث: 1465] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يشرب ناسٌ من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)(3)
[الحديث: 1466] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك الخمر وهو يقدر عليه لأسقينه منه من حظيرة القدس، ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لأكسونه إياه في حظيرة القدس)(4)
[الحديث: 1467] عن أبي سعيد: أن ناسا من عبد القيس قدموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا نبي الله إنا حيٌ من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نقدر عليك إلا في هذه الأشهر الحرم فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به قال: آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وأعطوا الخمس من المغانم، وأنهاكم عن أربع عن الدباء، والحنتم، والمزفت، والنقير)، قالوا: يا نبي الله ما علمك بالنقير. قال: (بلى جذعٌ تنقرونه فتقذفون فيه من القطيعاء ـ أو قال من التمر ـ ثم تصبون فيه من الماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم ـ أو أحدهم ـ ليضرب ابن عمه بالسيف وفي القوم رجلٌ أصابته جراحةٌ كذلك)، قال: وكنت
__________
(1) أحمد 2/ 351.
(2) ابن ماجة (3372)
(3) النسائي 8/ 312، 313.
(4) البزار (كشف الأستار) 3/ 359 (2939)
الحياة الشخصية وأحكامها (248)
أخبئها حياء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: فيم نشرب يا رسول الله قال: (في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها)، قالوا: يا نبي الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وإن أكلتها الجرذان) ثلاثا وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن فيك خصلتين يحبهما تعالى عز وجل الله الحلم والأناة)(1)
[الحديث: 1468] عن زاذان قال: قلت لابن عمر حدثني بما نهى عنه صلى الله عليه وآله وسلم من الأشربة بلغتك وفسره لي بلغتنا فإن لكم لغة سوى لغتنا قال: نهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الحنتم وهي الجرة، وعن الدباء وهي القرعة وعن المزفت وهو المقير وعن النقير وهي النخلة تنسح نسحا، وتنقر نقرا وأمر أن ننتبذ في الأسقية (2).
[الحديث: 1469] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا)(3)
[الحديث: 1470] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كنت نهيتكم عن الظروف وإن الظروف أو ظرفا لا يحل شيئا ولا يحرمه وكل مسكر حرامٌ)(4)
[الحديث: 1471] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شرب خمرا حتى يسكر لم يقبل منه صلاته أربعين صباحا (5).
[الحديث: 1472] عن الإمام الصادق: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته للإمام علي، قال: يا عليّ من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال الإمام علي: لغير الله؟ فقال:
__________
(1) مسلم (18)
(2) مسلم (1997) 57.
(3) مسلم (977)، وأبو داود (3698)
(4) مسلم (1999)، والترمذي (1869)
(5) الكافي: 6/ 401/ 10، التهذيب 9/ 107/ 465.
الحياة الشخصية وأحكامها (249)
نعم والله، صيانة لنفسه، فيشكره الله على ذلك (1).
[الحديث: 1473] سئل الإمام الصادق عن الخمر، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أول ما نهاني عنه ربي جل جلاله عن عبادة الأوثان، وشرب الخمر، وملاحاة الرجال (2).
[الحديث: 1474] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم، ومن مات مدمن خمر سقاه الله من نهر الغوطة وهو نهر يجري من المومسات، يؤذي أهل النار ريحهن (3).
[الحديث: 1475] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شرب الخمر بعدما حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب، ولا يشفع إذا شفع، ولا يصدق إذا حدث، ولا يؤتمن على أمانة، فمن ائتمنه بعد علمه فليس للذي ائتمنه على الله ضمان، وليس له أجر، ولا خلف (4).
[الحديث: 1476] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شارب الخمر لا يعاد إذا مرض، ولا يشهد له جنازة، ولا تزكوه إذا شهد، ولا تزوجوه إذا خطب، ولا تأتمنوه على أمانة (5).
[الحديث: 1477] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أصلّي على غريق خمر (6).
[الحديث: 1478] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تحضروه، وإن شهد فلا تزكوه، وإن خطب فلا تزوجوه، وإن سألكم أمانة فلا تأتمنوه (7).
[الحديث: 1479] عن الإمام الصادق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شرب الخمر بعد أن حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب، ولا يصدق إذا حدث، ولا يشفع
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 4/ 255/ 821.
(2) أمالي الصدوق: 339/ 1.
(3) الخصال: 179/ 243.
(4) الكافي: 6/ 396/ 2.
(5) الكافي: 6/ 396/ 4.
(6) الكافي: 6/ 399/ 15.
(7) الكافي: 6/ 397/ 5.
الحياة الشخصية وأحكامها (250)
إذا شفع، ولا يؤتمن على أمانة، فمن ائتمنه على أمانة فأكلها أو ضيعها فليس للذي ائتمنه على الله أن يأجره، ولا يخلف عليه (1).
[الحديث: 1480] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شارب الخمر لا تصدقوه إذا حدث، ولا تزوجوه إذا خطب، ولا تعودوه إذا مرض، ولا تحضروه إذا مات، ولا تأتمنوه على أمانة، فمن ائتمنه على أمانة فاستهلكها فليس له على الله أن يخلف عليه، ولا أن يأجره عليها، لان الله يقول: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ التي جَعَلَ الله لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5])، وأي سفيه أسفه من شارب الخمر؟!)(2)
[الحديث: 1481] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الخمر رأس كل إثم (3).
[الحديث: 1482] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مدمن الخمر كعابد وثن، إذا مات عليه يلقى الله يوم حين يلقاه كعابد وثن (4).
[الحديث: 1483] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مدمن الخمر يلقى الله يوم يلقاه كافرا (5).
[الحديث: 1484] قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات سكرانا عاين ملك الموت سكرانا ودخل القبر سكرانا ويوقف بين يدي اللّه سكرانا فيقول اللّه عزّ وجلّ له: مالك فيقول: أنا سكران فيقول اللّه: بهذا أمرتك اذهبوا به إلى سكران، فيذهب به إلى جبل في وسط جهنم فيه عين تجري مدّة ودماء لا يكون طعامه وشرابه إلّا منه، وقال اللّه تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنْتُمْ سُكارى)(6)
[الحديث: 1485] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر (7).
__________
(1) الكافي: 6/ 397/ 9.
(2) تفسير القمي 1/ 131.
(3) الكافي: 6/ 402/ 3.
(4) الكافي: 6/ 405/ 8.
(5) الكافي: 6/ 404/ 5.
(6) جامع الأخبار ص 150.
(7) الكافي: 6/ 408/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (251)
[الحديث: 1486] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته، فلا يرد عليّ الحوض، لا والله ولا ينال شفاعتي، من شرب المسكر ولا يرد علي الحوض لا والله (1).
[الحديث: 1487] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر، ومدمن خمر (2).
[الحديث: 1488] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يجيء مدمن الخمر والمسكر يوم القيامة مزرقة عيناه، مسودا وجهه، مائلا شقه، يسيل لعابه، مشدودا ناصيته إلى ابهام قدميه، خارجا يده من صلبه، فيفزع منه أهل الجمع إذا رأوه مقبلا إلى الحساب (3).
[الحديث: 1489] عن الإمام الباقر، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخمر عشرة: غارسها، وحارسها، وعاصرها، وشاربها، وساقيها وحاملها، والمحمولة إليه، وبايعها، ومشتريها، وآكل ثمنها (4).
[الحديث: 1490] عن زيد بن علي، عن آبائه، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وبايعها، ومشتريها وساقيها، وآكل ثمنها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه (5).
[الحديث: 1491] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه اللّه من سمّ الأساود ومن سمّ العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسّخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذّى به أهل الجمع حتّى يؤمر به إلى النار، وشاربها وعاصرها ومعتصرها في النار، وبايعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها سواء في عارها
__________
(1) الكافي: 6/ 400/ 19، والتهذيب 9/ 106/ 457.
(2) الخصال: 203/ 18.
(3) عقاب الاعمال: 290/ 4.
(4) الكافي: 6/ 429/ 4.
(5) الكافي: 6/ 398/ 10.
الحياة الشخصية وأحكامها (252)
واثمها، ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل اللّه منه صلاة ولا صياما ولا حجّا ولا اعتمارا حتّى يتوب منها، وإن مات قبل أن يتوب كان حقّا على اللّه أن يسقيه لكلّ جرعة يشرب منها في الدنيا شربة من صديد جهنّم) ثمّ قال: (ألا وإنّ اللّه حرّم الخمر بعينها والمسكر من كلّ شراب، ألا وكلّ مسكر حرام)(1)
[الحديث: 1492] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأكل على مائدة، يشرب عليها الخمر (2).
[الحديث: 1493] قال الإمام الصادق: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الجلوس على مائدة، يشرب عليها الخمر (3).
[الحديث: 1494] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الخمر من خمسة: العصير من الكرم، والنقيع من الزبيب، والبتع من العسل، والمزر من الشعير، والنبيذ من التمر (4).
[الحديث: 1495] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس! إن من العنب خمرا، وإن من الزبيب خمرا، وإن من التمر خمرا وإن من الشعير خمرا، ألا أيها الناس! أنهاكم عن كل مسكر (5).
[الحديث: 1496] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام (6).
[الحديث: 1497] في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي، قال: يا علي! كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام، يا علي! جعلت الذنوب كلها في بيت وجعل مفتاحها شرب الخمر، يا علي! يأتي على شارب الخمر ساعة لا يعرف فيها ربه عزّ وجلّ (7).
__________
(1) عقاب الأعمال ص 336.
(2) الكافي: 6/ 268/ 2.
(3) من لا يحضره الفقيه: 4/ 4/ 1.
(4) الكافي: 6/ 392/ 3.
(5) أمالي الطوسي 1/ 390، وعنه في البحار 79/ 170/ 10.
(6) الكافي: 6/ 410/ 12.
(7) من لا يحضره الفقيه: 4/ 255/ 821.
الحياة الشخصية وأحكامها (253)
[الحديث: 1498] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام (1).
[الحديث: 1499] قال الإمام الصادق: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدواء الخبيث أن يتداوى به (2).
[الحديث: 1500] عن الإمام الباقر، قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دية العين ودية النفس، وحرم النبيذ وكل مسكر، فقال له رجل: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير أن يكون جاء فيه شيء؟ فقال: نعم، ليعلم من يطيع الرسول ممن يعصيه (3).
[الحديث: 1501] قال الإمام الصادق: إن وفد اليمن بعثوا وفدا لهم يسألون عن النبيذ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وما النبيذ؟ صفوه لي، قال: يؤخذ التمر، فينبذ في إناء ثم يصب عليه الماء حتى يمتلئ، ثم يوقد تحته حتى ينطبخ، فإذا انطبخ أخرجوه فألقوه في إناء، ثم صبوا عليه ماء ثم مرس، ثم صفوه بثوب، ثم ألقى في إناء، ثم صب عليه من عكرما كان قبله، ثم هدر وغلا، ثم سكن على عكره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا هذا قد أكثرت علي، أفيسكر؟ قال: نعم، فقال: كل مسكر حرام، فرجع القوم، فقالوا: يا رسول الله إن أرضنا أرض دوية ونحن قوم نعمل الزرع، ولا نقوي على ذلك إلا بالنبيذ، فقال: صفوه لي، فوصفوه كما وصفه أصحابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فيسكر؟ قالوا: نعم، قال: كل مسكر حرام، وحقّ على الله أن يسقي كل شارب مسكر من طينة خبال، أتدرون ما طينة خبال؟ قالوا: لا، قال: صديد أهل النار (4).
من الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى في هذا الباب:
__________
(1) أمالي الطوسي 1/ 388.
(2) طب الائمة/ 62.
(3) الكافي: 1/ 210/ 7.
(4) الكافي: 6/ 417/ 7.
الحياة الشخصية وأحكامها (254)
[الحديث: 1502] قال الإمام علي ـ في حديث الأربعمائة ـ قال: ومن شرب الخمر وهو يعلم أنها حرام سقاه الله من طينة خبال وإنْ كان مغفورا (1).
[الحديث: 1503] قيل للإمام علي: إنك تزعم أن شرب الخمر أشد من الزنا والسرقة، قال: نعم، إن صاحب الزنا لعله لا يعدوه إلى غيره وإن شارب الخمر إذا شرب الخمر زنا، وسرق، وقتل النفس التي حرم الله، وترك الصلاة (2).
[الحديث: 1504] قال الإمام السجاد: الخمر من ستة أشياء: التمر، والزبيب، والحنطة، والشعير والعسل، والذرة (3).
[الحديث: 1505] سئل الإمام السجاد عن النبيذ؟ فقال: قد شربه قوم، وحرمه قوم صالحون، فكان شهادة الذين دفعوا بشهادتهم شهواتهم أولى أن تقبل من الذين جروا بشهادتهم شهواتهم (4).
[الحديث: 1506] قال الإمام الباقر: يأتي شارب الخمر يوم القيامة مسودا وجهه، مدلعا لسانه، يسيل لعابه على صدره، وحق على الله أن يسقيه من بئر خبال، قيل: وما بئر خبال؟ قال: بئر يسيل فيها صديد الزناة (5).
[الحديث: 1507] قال الإمام الباقر: حرم الله الخمر لفعلها وفسادها (6).
__________
(1) الخصال: 621/ 10.
(2) الكافي: 6/ 403/ 8.
(3) تفسير العياشي 1/ 106/ 313.
(4) الاحتجاج/ 315.
(5) الكافي: 6/ 396/ 3.
(6) من لا يحضره الفقيه: 3/ 218/ 1009، 372/ 1753، والتهذيب 9/ 128/ 553.
الحياة الشخصية وأحكامها (255)
[الحديث: 1508] قال الإمام الباقر: من شرب الخمر فسكر منها لم تقبل له صلاة أربعين يوما، فإن ترك الصلاة في هذه الأيام ضوعف عليه العذاب لترك الصلاة (1).
[الحديث: 1509] قال الإمام الباقر: إن الله جعل للمعصية بيتا ثم جعل للبيت بابا، ثم جعل للباب غلقا، ثم جعل للغلق مفتاحا، فمفتاح المعصية الخمر (2).
[الحديث: 1510] عن إسماعيل الكاتب، قال: أقبل الإمام الباقر في المسجد الحرام فنظر إليه قوم من قريش، فقالوا: هذا إله أهل العراق، فقال بعضهم: لو بعثتم إليه بعضكم فسأله، فأتاه شاب منهم فقال: يا عم! ما أكبر الكبائر؟ قال: شرب الخمر، فأتاهم فأخبرهم، فقالوا له: عد إليه فعاد إليه، فقال له: ألم أقل لك يا ابن أخ شرب الخمر؟ فأتاهم، فأخبرهم، فقالوا له: عد إليه، فلم يزالوا به حتى عاد إليه، فقال له: ألم أقل لك: شرب الخمر؟! إن شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا والسرقة وقتل النفس التي حرم الله وفي الشرك بالله، وأفاعيل الخمر تعلو على كل ذنب، كما تعلو شجرتها على كل شجرة (3).
[الحديث: 1511] قال الإمام الباقر: الغناء عش النفاق، والشرب مفتاح كل شر، ومدمن الخمر كعابد وثن، مكذب بكتاب الله، لو صدق كتاب الله لحرم ما حرم الله (4).
[الحديث: 1512] قال الإمام الباقر: من شرب المسكر ومات وفي جوفه منه شيء لم يتب منه، بعث من قبره مخبلا مائلا شقه، سائلاً لعابه، يدعو بالويل والثبور (5).
[الحديث: 1513] سئل الإمام الباقر عن النبيذ؟ فقال: حرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الاشربة كل مسكر (6).
__________
(1) من لا يحضره الفقيه: 3/ 373/ 1764.
(2) الكافي: 6/ 403/ 6.
(3) الكافي: 6/ 429/ 3.
(4) علل الشرائع: 476/ 3.
(5) الكافي: 6/ 398/ 13.
(6) الكافي: 6/ 408/ 5.
الحياة الشخصية وأحكامها (256)
[الحديث: 1514] قال الإمام الباقر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، أما الخمر فكل مسكر من الشراب إذا اخمر فهو خمر، وما أسكر كثيره وقليله فحرام.. فأنزل الله تحريمها بعد ذلك، وإنما كانت الخمر يوم حرمت بالمدينة فضيخ البسر والتمر، فلما نزل تحريمها خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقعد في المسجد، ثم دعا بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها فأكفاها كلها، وقال: هذه كلها خمر حرمها الله، فكان أكثر شيء أكفي ذلك اليوم الفضيخ، ولم أعلم اكفئ يومئذ من خمر العنب شيء، إلاّ إناء واحد كان فيه زبيب وتمر جميعا، فأما عصير العنب فلم يكن منه يومئذ بالمدينة شيء، وحرم الله الخمر قليلها وكثيرها وبيعها وشراءها والانتفاع بها)(1)
[الحديث: 1515] سئل الإمام الباقر عن النبيذ، أخمر هو؟ فقال: ما زاد على الترك جودة فهو خمر (2).
[الحديث: 1516] عن أبي البلاد، قال: كنت عند الإمام الباقر، فقلت: يا جارية اسقيني ماء، فقال لها: اسقيه من نبيذي، فجاءت بنبيذ مريس في قدح من صفر، قلت: لكن أهل الكوفة لا يرضون بهذا، قال: فما نبيذهم؟ قلت: يجعلون فيه القعوة، قال: وما القعوة؟ قلت: الداذي، قال: وما الداذي؟ قلت: ثفل التمر يضرى به الاناء حتى يهدر النبيذ، فيغلى ثم يسكن فيشرب، قال: ذاك حرام)(3)
[الحديث: 1517] عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر، قال: سألته عن نبيذ قد سكن غليانه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل مسكر حرام، قال: وسألته عن الظروف؟ فقال: نهى
__________
(1) تفسير القمي 1/ 180.
(2) الكافي: 6/ 412/ 5.
(3) الكافي: 6/ 416/ 4.
الحياة الشخصية وأحكامها (257)
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدباء والمزفت، وزدتم أنتم الخثم، يعني الغضار، والمزفت يعني: الزفت الذي في الزّق، ويصير في الخوابي يكون أجود للخمرة، وسألته عن الجرار الخضر والرصاص؟ فقال: لا بأس بها (1).
[الحديث: 1518] قال الإمام الباقر: (من فعل خمسة أشياء فلا بدّ له من خمسة: ولا بدّ لصاحب الخمسة من النار، الأولى: من شرب المثلث فلا بدّ له من شرب الخمر ولا بدّ لشارب الخمر من النار، الثاني: من لبس الثياب الفاخرة فلا بدّ له من الكبر ولا بدّ لصاحب الكبر من النار، الثالث: من جلس على بساط السلطان فلا بدّ أن يتكلّم بهوى السلطان ولا بدّ لصاحب الهوى من النار، الرابع: من جالس النساء فلا بدّ له من الزنا ولا بدّ للزاني من النار، الخامس: من باع واشترى من غير فقه فلا بدّ له من الربا ولا بدّ لآكل الربا من النار)(2)
[الحديث: 1519] قيل للإمام الصادق: الدن يكون فيه الخمر ثم يجفّف، يجعل فيه الخل؟ قال: نعم (3).
[الحديث: 1520] قال الإمام الصادق في الرجل إذا باع عصيرا، فحبسه السلطان حتى صار خمرا، فجعله صاحبه خلا، فقال: إذا تحول عن اسم الخمر فلا بأس به (4).
[الحديث: 1521] قيل للإمام الصادق: يكون لي على الرجل الدراهم، فيعطيني بها خمرا، فقال: خذها ثم أفسدها.. قال علي: واجعلها خلا (5).
__________
(1) الكافي: 6/ 418/ 1.
(2) إرشاد القلوب ص 194.
(3) الكافي: 6/ 428/ 2.
(4) التهذيب 9/ 117/ 507، والاستبصار 4/ 93/ 357.
(5) التهذيب 9/ 118/ 508، والاستبصار 4/ 93/ 358.
الحياة الشخصية وأحكامها (258)
[الحديث: 1522] سئل الإمام الصادق عن الخمر يجعل فيها الخل؟ فقال: لا، إلا ما جاء من قبل نفسه (1).
[الحديث: 1523] عن أبي بصير، عن الإمام الصادق، انه سئل عن الخمر تعالج بالملح وغيره لتحول خلا قال: لا بأس بمعالجتها، قلت: فإني عالجتها، وطينت رأسها، ثم كشفت عنها، فنظرت إليها قبل الوقت، فوجدتها خمرا، أيحل لي إمساكها؟ قال: لا بأس بذلك، إنما أراد تك أن تتحول الخمر خلا، وليس إرادتك الفساد (2).
[الحديث: 1524] قال الإمام الصادق: ما بعث الله نبيا قط إلا وقد علم الله أنه إذا أكمل له دينه كان فيه تحريم الخمر، ولم تزل الخمر حراماً، إن الدين إنما يحول من خصلة ثم أخرى، فلو كان ذلك جملة قطع بالناس دون الدين (3).
[الحديث: 1525] قال الإمام الصادق: شارب الخمر يأتي يوم القيامة مسودا وجهه، مائلا شفته مدلعا لسانه، ينادي العطش، العطش (4).
[الحديث: 1526] قال الإمام الصادق: من شرب جرعة من خمر لعنه الله وملائكته ورسله والمؤمنون، وإن شربها حتى يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده وركبت فيه روح سخيفة خبيثة ملعونة (5).
[الحديث: 1527] قال الإمام الصادق: من ترك المسكر صيانة لنفسه سقاه الله من الرحيق المختوم (6).
[الحديث: 1528] عن أبي الصحاري النخاس، عن الإمام الصادق قال: قلت: الرجل
__________
(1) التهذيب 9/ 118/ 510، والاستبصار 4/ 93/ 360.
(2) مستطرفات السرائر: 60.
(3) الكافي: 6/ 395/ 1.
(4) الكافي: 6/ 397/ 8.
(5) الكافي: 6/ 399/ 16.
(6) الكافي: 6/ 420/ 9.
الحياة الشخصية وأحكامها (259)
يشرب الخمر، قال: بئس الشراب الخمر، فكرّر ذلك ثلاث مرات ثم قال: تريد ماذا؟ قلت: يقبل الله صلاته؟ قال: إن علم الله أنه إذا قام منها استغفره، ولم ينو أنه يعود إليها قبل الله صلاته من ساعته، وإنْ كان غير ذلك فذاك إلى الله متى شاء قبله، ومتى شاء رده (1).
[الحديث: 1529] سئل الإمام الصادق عن شارب الخمر، فقال: لا يقبل الله منه صلاة مادام في عروقه منها شيء (2).
[الحديث: 1530] قال الإمام الصادق: ثلاثة لا يدخلون الجنة: السفاك للدم، وشارب الخمر، ومشاء بالنميمة (3).
[الحديث: 1531] عن المفضل بن عمر قال: قلت للإمام الصادق: لم حرم الله الخمر؟ قال: حرم الله الخمر لفعلها وفسادها، لان مدمن الخمر تورثه الارتعاش، وتذهب بنوره وتهدم مروته، وتحمله أن يجسر على ارتكاب المحارم، وسفك الدماء وركوب الزنا، ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه، وهو لا يعقل ذلك، ولا يزيد شاربها إلا كل شر (4).
[الحديث: 1532] قال الإمام الصادق: يقول الله عزّ وجلّ: من شرب مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم مغفورا له أو معذباّ، ومن ترك المسكر ابتغاء مرضاتي أدخلته الجنّة، وسقيته من الرحيق المختوم، وفعلت به من الكرامة ما فعلت بأوليائي (5).
[الحديث: 1533] سئل الإمام الصادق عن الرجل يكون مسلما عارفا، إلا أنه يشرب المسكر: هذا النبيذ، فقال: إن مات فلا تصل عليه (6).
[الحديث: 1534] قال الإمام الصادق ـ في حديث شرائع الدين ـ: والشراب فكل ما
__________
(1) التهذيب 9/ 110/ 479.
(2) عقاب الاعمال: 290/ 7.
(3) الخصال: 180/ 244.
(4) علل الشرائع: 476/ 2.
(5) الكافي: 6/ 397/ 7.
(6) التهذيب 9/ 116/ 502.
الحياة الشخصية وأحكامها (260)
أسكر كثيره فقليله حرام (1).
[الحديث: 1535] قال الإمام الصادق: شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تشهدوه، وإن شهد فلا تزكوه، وإن خطب إليكم فلا تزوجوه، فإن من زوج ابنته شارب خمر فكأنما قادها إلى النار، ومن زوج ابنته مخالفا على دينه فقد قطع رحمها، ومن ائتمن شارب خمر لم يكن له على الله ضمان (2).
[الحديث: 1536] قال الإمام الصادق: لا تجالسوا شارب الخمر، ولا تزوجوه، ولا تتزوجوا إليه، وإن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تشيعوا جنازته، إن شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مائلا شدقه، سائلا لعابه، دالعا لسانه من قفاه (3).
[الحديث: 1537] قال الإمام الصادق: ما عصي الله بشيء أشد من شرب المسكر، إن أحدهم يدع الصلاة الفريضة، ويثب على امه وابنته واخته وهو لا يعقل (4).
[الحديث: 1538] سئل الإمام الصادق: أشرب الخمر شر أم ترك الصلاة؟ فقال: شرب الخمر، لأنه يصير في حال لا يعرف ربه (5).
[الحديث: 1539] قال الإمام الصادق: الشراب مفتاح كل شرّ، ومدمن الخمر كعابد وثن، وإن الخمر رأس كل إثم، وشاربها مكذب بكتاب الله، لو صدق كتاب الله حرم حرامه (6).
[الحديث: 1540] قال الإمام الصادق: إن الله جعل للشر أقفالا، وجعل مفاتيح تلك الاقفال الشراب (7).
__________
(1) الخصال: 609/ 9.
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 41/ 133.
(3) أمالي الصدوق: 339/ 1.
(4) الكافي: 6/ 403/ 7.
(5) الكافي: 6/ 402/ 1.
(6) الكافي: 403/ 4.
(7) الكافي: 6/ 403/ 5.
الحياة الشخصية وأحكامها (261)
[الحديث: 1541] قال الإمام الصادق: إن الخمر رأس كل إثم (1).
[الحديث: 1542] سئل الإمام الصادق: لم حرم الله الخمر ولا لذة أفضل منها؟ قال: حرمها لأنها أم الخبائث، ورأس كل شرّ، يأتي على شاربها ساعة يسلب لبّه، فلا يعرف ربّه، ولا يترك معصية إلا ركبها، ولا يترك حرمة إلا انتهكها، ولا رحما ماسة إلاّ قطعها، ولا فاحشة إلا أتاها، والسكران زمامه بيد الشيطان، إن أمره أن يسجد للاوثان سجد، وينقاد حيثما قاده (2).
[الحديث: 1543] قال الإمام الصادق: من شرب النبيذ على أنه حلال خلد في النار، ومن شربه على أنه حرام عذب في النار (3).
[الحديث: 1544] قال الإمام الصادق: شارب المسكر لا عصمة بيننا وبينه (4).
[الحديث: 1545] قال الإمام الصادق: من شرب مسكرا فلم تقبل منه صلاة أربعين صباحا، فإن مات في الاربعين مات ميتة جاهلية، وإن تاب تاب الله عليه (5).
[الحديث: 1546] قال الإمام الصادق: إن أهل الري من المسكر في الدنيا يموتون عطاشا، ويحشرون عطاشا، ويدخلون النار عطاشا (6).
[الحديث: 1547] عن فضيل بن يسار، عن الإمام الصادق، قال: قلت له: كيف كان يصنع أمير المؤمنين بشارب الخمر؟ قال: كان يحدّه، قلت: فإن عاد؟ قال: كان يحدّه، قلت: فان عاد؟ قال: كان يحده ثلاث مرّات، فان عاد كان يقتله، قلت: كيف كان يصنع بشارب المسكر؟ قال: مثل ذلك، قلت: فمن شرب شربة مسكر كمن شرب شربة خمر؟ قال:
__________
(1) الكافي: 6/ 402/ 2.
(2) الاحتجاج/ 346.
(3) الكافي: 6/ 398/ 11.
(4) الكافي: 6/ 398/ 12.
(5) الكافي: 6/ 400/ 2، والتهذيب 9/ 106/ 459.
(6) الكافي: 6/ 400/ 17.
الحياة الشخصية وأحكامها (262)
سواء.. حرم الله الخمر، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل مسكر، فأجاز الله ذلك له (1).
[الحديث: 1548] قال الإمام الصادق: ليس مدمن الخمر الذي يشربها كلّ يوم، ولكنه الموطّن نفسه، أنه إذا وجدها شربها (2).
[الحديث: 1549] قال الإمام الصادق: مدمن المسكر الذي إذا وجده شربه (3).
[الحديث: 1550] قال الإمام الصادق: لا يدخل الجنة العاق لوالديه، والمدمن الخمر، ومنّان بالخير إذا عمله (4).
[الحديث: 1551] قال الإمام الصادق: المضطر لا يشرب الخمر، فإنها لا تزيده إلا شراً، ولأنه إن شربها قتلته، فلا يشرب منها قطرة (5).
[الحديث: 1552] قال الإمام الصادق: لا تجالسوا شرّاب الخمر، فإن اللعنة إذا نزلت عمت من في المجلس (6).
[الحديث: 1553] سئل الإمام الصادق عن رجلين نصرانيّين، باع أحدهما من صاحبه خمرا أو خنازير، ثم أسلما قبل أن يقبض الدراهم، هل تحل له الدراهم؟ قال: لا بأس (7).
[الحديث: 1554] قيل للإمام الصادق: رجل يشرب الخمر فبزق، فأصاب ثوبي من بزاقه، قال: ليس بشيء (8).
[الحديث: 1555] سئل الإمام الصادق عن الرجل أصابه عطش حتى خاف على نفسه، فأصاب خمرا، قال: يشرب منه قوته (9).
__________
(1) بصائر الدرجات/ 400/ 12.
(2) الكافي: 6/ 405/ 2، والتهذيب 9/ 109/ 477.
(3) الكافي: 6/ 405/ 3.
(4) المحاسن: 125/ 142.
(5) علل الشرائع: 478/ 1.
(6) من لا يحضره الفقيه: 4/ 41/ 132.
(7) التهذيب 9/ 116/ 502.
(8) التهذيب 9/ 115/ 498.
(9) التهذيب 9/ 116/ 502.
الحياة الشخصية وأحكامها (263)
[الحديث: 1556] عن أيوب بن راشد، قال: سمعت أبا البلاد يسأل الإمام الصادق عن النبيذ، فقال: لا بأس به، فقال: إنه يصنع فيه العكر، فقال الإمام الصادق: بئس الشراب، ولكن انتبذه غدوة، واشربه بالعشي، فقلت: هذا يفسد بطوننا، فقال الإمام الصادق: أفسد لبطنك أن تشرب ما لا يحل لك (1).
[الحديث: 1557] قال الإمام الصادق: لا يحرم العصير حتى يغلي (2).
[الحديث: 1558] قال الإمام الصادق: كل عصير أصابته النار فهو حرام، حتّى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه (3).
[الحديث: 1559] سئل الإمام الصادق عن الطلا، فقال: إن طبخ حتى يذهب منه اثنان ويبقى واحد فهو حلال، وما كان دون ذلك فليس فيه خير (4).
[الحديث: 1560] سئل الإمام الصادق عن العصير يطبخ بالنار، حتّى يغلي من ساعته، أيشربه صاحبه؟ فقال: إذا تغير عن حاله وغلا فلا خير فيه، حتّى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه (5).
[الحديث: 1561] قال الإمام الصادق: إذا زاد الطلا على الثلث فهو حرام (6).
[الحديث: 1562] عن عمار بن موسى الساباطي، قال: وصف لي الإمام الصادق المطبوخ كيف يطبخ حتى يصير حلالا، فقال لي: تأخذ ربعا من زبيب وتنقيه، ثم تصب عليه اثني عشر رطلا من ماء، ثم تنقعه ليلة، فإذا كان أيام الصيف وخشيت أن ينشّ، جعلته في تنور سخن قليلا حتى لا ينش، ثم تنزع الماء منه كله إذا أصبحت، ثم تصب عليه من الماء
__________
(1) الكافي: 6/ 415/ 2.
(2) الكافي: 6/ 419/ 1.
(3) الكافي: 6/ 419/ 1.
(4) الكافي: 6/ 420/ 1.
(5) الكافي: 6/ 419/ 2.
(6) الكافي: 6/ 420/ 3، والتهذيب 9/ 120/ 519.
الحياة الشخصية وأحكامها (264)
بقدر ما يغمره، ثم تقلبه حتى تذهب حلاوته، ثم تنزع ماءه الآخر، فتصبّه على الماء الأول، ثم تكيله كله فتنظر كم الماء ثم تكيل ثلثه، فتطرحه في الاناء الذي تريد أن تغليه، وتقدره وتجعل قدره قصبة أو عودا، فتحدها على قدر منتهى الماء، ثم تغلى الثلث الآخر حتى يذهب الماء الباقي، ثم تغليه بالنار، فلا تزال تغليه حتى يذهب الثلثان، ويبقي الثلث، ثم تأخذ لكل ربع رطلا من عسل فتغليه، حتّى تذهب رغوة العسل، وتذهب غشاوة العسل في المطبوخ، ثم تضربه بعود ضربا شديدا حتى يختلط، وإن شئت أن تطيبه بشيء من زعفران، أو شيء من زنجبيل فافعل، ثم اشربه، فإن أحببت أن يطول مكثه عندك فروقه (1).
[الحديث: 1563] عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: شكوت إلى الإمام الصادق قراقر تصيبني في معدتي، وقلة استمرائي الطعام، فقال لي: لم لا تتخذ نبيذا نشربه نحن، وهو يمرئ الطعام، ويذهب بالقراقر والرياح من البطن، قال: فقلت له: صفه لي جعلت فداك، قال: تأخذ صاعا من زبيب، فتنقيه من حبه وما فيه، ثم تغسله بالماء غسلا جيدا، ثم تنقعه في مثله من الماء أو ما يغمره، ثم تتركه في الشتاء ثلاثة أيام بلياليها، وفي الصيف يوما وليلة، فإذا أتى عليه ذلك القدر صفّيته، وأخذت صفوته وجعلته في إناء، وأخذت مقداره بعود، ثم طبخته طبخا رفيقا، حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، ثم تجعل عليه نصف رطل عسل وتأخذ مقدار العسل، ثم تطبخه حتى تذهب الزيادة، ثم تأخذ زنجبيلا وخولنجان ودار صيني وزعفران وقرنفلا ومصطكى وتدقّه، وتجعله في خرقة رقيقة، وتطرحه فيه، وتغليه معه غلية، ثم تنزله، فإذا برد صفيته وأخذت منه على غدائك وعشائك، قال: ففعلت فذهب عني ما كنت أجده، وهو شراب طيّب، لا يتغير إذا بقي إن شاء الله (2).
__________
(1) الكافي: 6/ 424/ 1.
(2) الكافي: 6/ 426/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (265)
[الحديث: 1564] عن إسحاق بن عمّار، قال: شكوت إلى الإمام الصادق بعض الوجع، وقلت له: إن الطبيب وصف لي شرابا، آخذ الزبيب، وأصبّ عليه الماء للواحد اثنين، ثم أصب عليه العسل، ثم أطبخه حتى يذهب ثلثاه، ويبقى الثلث، قال: أليس حلوا؟ قلت: بلى، قال: اشربه. ولم أخبره كم العسل (1).
[الحديث: 1565] قال الإمام الصادق: العصير إذا طبخ حتى يذهب منه ثلاثة دوانيق ونصف، ثمّ يترك حتى يبرد فقد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه (2).
[الحديث: 1566] سئل الإمام الصادق عن البختج؟ فقال: إذا كان حلوا يخضب الاناء، وقال صاحبه: قد ذهب ثلثاه وبقي الثلث فاشربه (3).
[الحديث: 1567] عن معاوية بن عمار قال: سألت الإمام الصادق عن الرجل من أهل المعرفة بالحق يأتيني بالبختج ويقول: قد طبخ على الثلث، وأنا أعرف أنه يشربه على النصف، أفأشربه بقوله، وهو يشربه على النصف؟ فقال: لا تشربه، قلت: فرجل من غير أهل المعرفة ممن لا نعرفه يشربه على الثلث، ولا يستحلّه على النصف، يخبرنا أن عنده بختجا على الثلث، قد ذهب ثلثاه، وبقي ثلثه، يشرب منه؟ قال: نعم (4).
[الحديث: 1568] قال الإمام الصادق: إذا شرب الرجل النبيذ المخمور، فلا تجوز شهادته في شيء من الاشربة، وإنْ كان يصف ما تصفون (5).
[الحديث: 1569] سئل الإمام الصادق عن الرجل يأتي بالشراب، فيقول: هذا مطبوخ على الثلث، قال: إن كان مسلما ورعا مؤمنا فلا بأس أن يشرب (6).
__________
(1) الكافي: 6/ 426/ 4.
(2) التهذيب 9/ 120/ 518.
(3) الكافي: 6/ 420/ 6، التهذيب 9/ 121/ 523.
(4) الكافي: 6/ 421/ 7.
(5) الكافي: 6/ 421/ 8.
(6) التهذيب 9/ 116/ 502.
الحياة الشخصية وأحكامها (266)
[الحديث: 1570] عن عقبة بن خالد، عن الإمام الصادق في رجل أخذ عشرة أرطال من عصير العنب، فصبّ عليه عشرين رطلا ماء، ثم طبخهما حتى ذهب منه عشرون رطلا، وبقي عشرة أرطال، أيصلح شرب تلك العشرة أم لا؟ فقال: ما طبخ على الثلث فهو حلال (1).
[الحديث: 1571] عن معاوية بن وهب، قال: قلت للإمام الصادق: إن رجلا من بني عمّي ـ وهو من صلحاء مواليك ـ يأمرني أن أسألك عن النبيذ وأصفه لك، فقال: أنا أصف لك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، قال: فقلت: فقليل الحرام يحله كثير الماء؟ فرد بكفه مرتين: لا، لا (2).
[الحديث: 1572] عن كليب الاسدي، قال: سألت الإمام الصادق عن النبيذ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس، فقال: أيها الناس ألا إن كل مسكر حرام، ألا وما أسكر كثيره فقليله حرام (3).
[الحديث: 1573] عن صفوان الجمال قال: كنت مبتلى بالنبيذ معجبا به، فقلت للإمام الصادق: أصف لك النبيذ؟ فقال: بل أنا أصفه لك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، فقلت له: هذا نبيذ السقاية بفناء الكعبة، فقال: ليس هكذا كانت السقاية، إنما السقاية زمزم، أفتدري أول من غيرها؟ قلت: لا، قال: العباس بن عبد المطلب كانت له حبلة، أفتدري ما الحبلة؟ قلت: لا، قال: الكرم، فكان ينقع الزبيب غدوة، ويشربونه بالعشيّ، وينقعه بالعشيّ، ويشربونه غدوة، يريد به أن يكسر غلظ الماء على الناس، وأن هؤلاء قد تعدوا، فلا تقربه ولا تشربه (4).
__________
(1) الكافي: 6/ 421/ 11، التهذيب 9/ 121/ 521.
(2) الكافي: 6/ 408/ 4، التهذيب 9/ 111/ 481.
(3) الكافي: 6/ 408/ 6.
(4) الكافي: 6/ 408/ 7.
الحياة الشخصية وأحكامها (267)
[الحديث: 1574] قال الإمام الصادق: إن الله حرم الخمر قليلها وكثيرها، كما حرم الميتة والدم ولحم الخنزير، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من الاشربة المسكرة، وما حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد حرمه الله عزّ وجلّ، وقال: ما أسكر كثيره فقليله حرام (1).
[الحديث: 1575] سئل الإمام الصادق عن التمر والزبيب، يخلطان للنبيذ؟ فقال: لا، كل مسكر حرام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل ما أسكر كثيره فقليله حرام، وقال: لا يصلح في النبيذ الخميرة، وهي العكرة (2).
[الحديث: 1576] قال الإمام الصادق: كان عند أبي قوم، فاختلفوا، فقال بعضهم: القدح الذي يسكر هو حرام، وقال بعضهم: قليل ما أسكر كثيره حرام، فردوا الأمر إلى أبي، فقال: رأيتم القسط لولا ما يطرح فيه أولا أكان يمتلئ؟! وكذلك القدح الآخر لولا الأول ما أسكر، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أدخل عرقا من عروقه قليل ما أسكر كثيره، عذب الله عزّ وجلّ ذلك العرق بثلاثمائة وستين نوعا من العذاب (3).
[الحديث: 1577] عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: استأذنت لبعض أصحابنا على الإمام الصادق، فسأله عن النبيذ، فقال: حلال، فقال: أصلحك الله، إنما سألتك عن النبيذ الذي يجعل فيه العكر، فيغلي حتى يسكر، فقال الإمام الصادق: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل ما أسكر حرام، فقال الرجل: إن من عندنا بالعراق يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنى بذلك القدح الذي يسكر، فقال الإمام الصادق: إن ما أسكر كثيره فقليله حرام، فقال له الرجل: فأكسره بالماء؟ فقال له الإمام الصادق: لا، وما للماء يحل الحرام، اتق الله ولا تشربه (4).
[الحديث: 1578] قال الإمام الصادق لرجل: انظر شرابك هذا الذي تشرب، فإن كان
__________
(1) الكافي: 6/ 409/ 10.
(2) الكافي: 6/ 409/ 8.
(3) الكافي: 6/ 430/ 6.
(4) الكافي: 6/ 409/ 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (268)
يسكر كثيره فلا تقربن قليله، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام (1).
[الحديث: 1579] عن عمر بن حنظلة، قال: قلت للإمام الصادق: ما ترى في قدح من مسكر يصب عليه الماء حتى تذهب عاديته، ويذهب سكره، فقال: لا والله، ولا قطرة قطرت في حب إلا اهريق ذلك الحب (2).
[الحديث: 1580] عن كليب بن معاوية، قال: كان أبو بصير وأصحابه يشربون النبيذ، يكسرونه بالماء، فحدثت الإمام الصادق، فقال لي: وكيف صار الماء يحلل المسكر؟ مرهم لا يشربون منه قليلا ولا كثيرا، ففعلت فأمسكوا عن شربه، فاجتمعنا عند الإمام الصادق، فقال له أبو بصير: إن ذا جاءنا عنك بكذا وكذا، فقال: صدق يا أبا محمد! إن الماء لا يحل المسكر، فلا تشربوا منه قليلا ولا كثيرا (3).
[الحديث: 1581] عن عمرو بن مروان، قال: قلت للإمام الصادق: إن هؤلاء ربما حضرت معهم العشاء، فيجيئون بالنبيذ بعد ذلك، فإن لم أشربه خفت أن يقولوا فلاني، فكيف أصنع؟ فقال: اكسره بالماء، قلت: فإذا أنا كسرته بالماء أشربه؟ قال: لا (4).
[الحديث: 1582] سئل الإمام الصادق: لم حرم الله الخمر؟ فقال: حرمها لفعلها وفسادها (5).
[الحديث: 1583] سئل الإمام الصادق عن الرجل ينعت له الدواء من ريح البواسير، فيشربه بقدر اسكرجة من نبيذ، ليس يريد به اللذة، إنما يريد به الدواء؟ فقال: لا، ولا جرعة،
__________
(1) الكافي: 6/ 411/ 16.
(2) الكافي: 6/ 410/ 15.
(3) الكافي: 6/ 411/ 17.
(4) الكافي: 6/ 410/ 13.
(5) الكافي: 6/ 412/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (269)
ثم قال: إن الله عزّ وجلّ لم يجعل في شيء مما حرم دواء ولا شفاء (1).
[الحديث: 1584] عن أبي بصير، قال: دخلت أم خالد العبدية على الإمام الصادق ـ وأنا عنده ـ فقالت: جعلت فداك، إنه يعتريني قراقر في بطني، وقد وصف لي أطباء العراق النبيذ بالسويق، فقال: ما يمنعك من شربه؟ فقالت: قد قلدتك ديني، فقال: فلا تذوقي منه قطرة، لا والله، لا آذن لك في قطرة منه فانما تندمين إذا بلغت نفسك هاهنا، وأومى بيده إلى حنجرته ـ يقولها ثلاثا ـ أفهمت؟ فقالت: نعم، ثم قال الإمام الصادق: ما يبل الميل ينجس حبا من ماء ـ يقولها ثلاثا ـ (2).
[الحديث: 1585] عن أسباط، قال: كنت عند الإمام الصادق، فقال له رجل، إن بي أرياح البواسير، وليس يوافقني إلا شرب النبيذ، قال: فقال: مالك ولما حرم الله ورسوله؟ ـ يقول ذلك ثلاثا ـ عليك بهذا المريس الذي تمرسه بالليل، وتشربه بالغداة، وتمرسه بالغداة، وتشربه بالعشيّ، فقال: هذا ينفخ البطن، فقال: فأدلك على ما هو أنفع من هذا، عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء، قال: فقلنا له: فقليله وكثيره حرام؟ قال: نعم قليله وكثيره حرام (3).
[الحديث: 1586] سئل الإمام الصادق عن دواء عجن بالخمر، فقال: لا والله، ما أحب أن أنظر إليه فكيف أتداوى به؟! إنه بمنزلة شحم الخنزير أو لحم الخنزير، ترون اناسا يتداوون به (4).
[الحديث: 1587] سئل الإمام الصادق عن النبيذ يجعل في الدّواء، قال: لا ينبغي لاحد
__________
(1) الكافي: 6/ 413/ 2، والتهذيب 9/ 113/ 488.
(2) الكافي: 6 413/ 1 باختصار، والتهذيب 9/ 112/ 487.
(3) الكافي: 6/ 413/ 3، والتهذيب 9/ 113/ 489.
(4) الكافي: 6/ 414/ 4.
الحياة الشخصية وأحكامها (270)
أن يستشفي بالحرام (1).
[الحديث: 1588] سئل الإمام الصادق عن دواء عجن بخمر، فقال: (ما أحب أن أنظر إليه، ولا أشمّه، فكيف أ تداوى به؟!)(2)
[الحديث: 1589] عن عمر بن يزيد قال: حضرت الإمام الصادق، وقد سأله رجل به البواسير الشديد، وقد وصف له دواء سكرجة من نبيذ صلب، لا يريد به اللّذة، بل يريد به الدواء، فقال: لا، ولا جرعة، قلت: ولم؟ قال: لأنه حرام، وإن الله لم يجعل في شيء مما حرمه دواء ولا شفاء (3).
[الحديث: 1590] عن سيف بن عميرة، عن شيخ من أصحابنا، عن الإمام الصادق، قال: كنا عنده فسأله شيخ، فقال: إن بي وجعا، وأنا أشرب له النبيذ، ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء الذي جعل الله منه كل شيء حيّ؟ قال: لا يوافقني، قال: فما يمنعك من العسل، قال الله فيه: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]؟ قال: لا أجده، قال: فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك، واشتد عظمك؟ قال: لا يوافقني، قال الإمام الصادق: تريد أن آمرك بشرب الخمر؟ لا والله لا آمرك (4).
[الحديث: 1591] قال الإمام الصادق: ليس في ترك النبيذ تقية (5).
[الحديث: 1592] عن حنان، قال: سمعت رجلا يقول للإمام الصادق: ما تقول في النبيذ، فإن أبا مريم يشربه، ويزعم أنك أمرته بشربه؟ فقال: معاذ الله أن أكون أمرته بشرب مسكر، والله إنه لشيء ما اتقيت فيه سلطانا ولا غيره، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مسكر حرام
__________
(1) الكافي: 6/ 414/ 8، وطب الائمة/ 62.
(2) الكافي: 6/ 414/ 8، وطب الائمة/ 62.
(3) طب الائمة/ 32.
(4) تفسير العياشي 2/ 264/ 45.
(5) الكافي: 6/ 414/ 11.
الحياة الشخصية وأحكامها (271)
وما أسكر كثيره فقليله حرام (1).
[الحديث: 1593] عن حنان بن سدير، قال: سمعت رجلا يقول للإمام الصادق: ما تقول في النبيذ، فإن أبا مريم يشربه، ويزعم أنك أمرته بشربه؟ فقال: صدق أبو مريم، سألني عن النبيذ فأخبرته أنه حلال، ولم يسألني عن المسكر، ثم قال: إن المسكر ما اتقيت فيه أحدا سلطانا ولا غيره، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، فقال له الرجل: هذا النبيذ الذي أذنت لابي مريم في شربه أي شيء هو؟ فقال: أما أبي فكان يأمر الخادم فيجيء بقدح، فتجعل فيه زبيبا وتغسله غسلا نقيا، وتجعله في إناء، ثم تصب عليه ثلاثة مثله أو أربعة ماء، ثم تجعله بالليل، ويشربه بالنهار، وتجعله بالغداة، ويشربه بالعشي، وكان يأمر الخادم بغسل الاناء في كل ثلاث لئلا يغتلم، فإن كنتم تريدون النبيذ فهذا النبيذ (2).
[الحديث: 1594] سئل الإمام الصادق عن الخثى (3)؟ فقال: الخثى حرام، وشاربه كشارب الخمر (4).
[الحديث: 1595] قيل للإمام الصادق: القدح من النبيذ، والقدح من الخمر سواء؟ قال: نعم سواء، قلت: الحد فيهما سواء؟ قال: سواء (5).
[الحديث: 1596] عن عمّار، قال: سألت الإمام الصادق عن الرجل يكون مسلما عارفا، إلا أنه يشرب المسكر هذا النبيذ؟ فقال لي: يا عمار! إن مات فلا تصل عليه (6).
[الحديث: 1597] سئل الإمام الصادق عن الفقاع؟ فقال: هو خمر (7).
__________
(1) الكافي: 6/ 410/ 12.
(2) الكافي: 6/ 415/ 1.
(3) الحثى نوع من أنواع النبيذ
(4) عقاب الاعمال: 293/ 17.
(5) الكافي: 6/ 410/ 14.
(6) التهذيب 9/ 116/ 502.
(7) الكافي: 6/ 424/ 13.
الحياة الشخصية وأحكامها (272)
[الحديث: 1598] عن زادان، عن الإمام الصادق، قال: لو أن لي سلطانا على أسواق المسلمين، لرفعت عنهم هذه الخميرة ـ يعني: الفقّاع ـ (1).
[الحديث: 1599] قال الإمام الصادق في الاناء يشرب فيه النبيذ: تغسله سبع مرات وكذلك الكلب.. ولا تصلّ في بيت فيه خمر ولا مسكر، لان الملائكة لا تدخله، ولا تصل في ثوب أصابه خمر أو مسكر حتى يغسل (2).
[الحديث: 1600] سئل الإمام الكاظم عن السكنجبين، والجلاب، وربّ التوت، وربّ التفاح، وربّ السفرجل، وربّ الرمان، فكتب: حلال (3).
[الحديث: 1601] عن جعفر بن أحمد المكفوف، قال: كتبت إلى أبي الحسن أسأله عن أشربة تكون قبلنا: السكنجبين، والجلاب، ورب التوت، ورب الرمّان، وربّ السفرجل، وربّ التفاح، إذا كان الذي يبيعها غير عارف، وهي تباع في أسواقنا، فكتب: جائز، لا بأس بها (4).
[الحديث: 1602] عن خليلان بن هاشم، قال: كتبت إلى أبي الحسن: جعلت فداك، عندنا شراب يسمى الميبه، نعمد إلى السفرجل فنقشره ونلقيه في الماء، ثم نعمد إلى العصير فنطبخه على الثلث، ثم نقذف ذلك السفرجل وناخذ ماءه، ونعمد إلى هذا المثلث وهذا السفرجل فنلقي فيه المسك والافاوى والزعفران والعسل فنطبخه، حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، أيحلّ شربه؟ فكتب: لا بأس به ما لم يتغيّر (5).
__________
(1) الكافي: 6/ 423/ 6.
(2) التهذيب 9/ 116/ 502.
(3) الكافي: 6/ 426/ 1، التهذيب 9/ 127/ 551.
(4) الكافي: 6/ 427/ 2.
(5) الكافي: 6/ 427/ 3.
الحياة الشخصية وأحكامها (273)
[الحديث: 1603] سئل الإمام الكاظم عن الشرب في الاناء يشرب فيه الخمر قدحا عيدان أو باطية، قال: إذا غسله فلا بأس (1).
[الحديث: 1604] سئل الإمام الكاظم عن دن الخمر، يجعل فيه الخل أو الزيتون أو شبهه؟ قال: إذا غسل فلا بأس (2).
[الحديث: 1605] سئل الإمام الكاظم عن الخمر يكون أوله خمرا، ثم يصير خلا؟ قال: إذا ذهب سكره فلا بأس (3).
[الحديث: 1606] عن علي بن يقطين، قال: سأل المهدي أبا الحسن عن الخمر، هل هي محرمة في كتاب الله؟ فإن الناس يعرفون النهى عنها، ولا يعرفون التحريم لها، فقال له أبوالحسن: بل هي محرمة في كتاب الله، فقال: في أي موضع محرمة هي في كتاب الله جل اسمه يا أبا الحسن؟! فقال: قول الله عزّ وجلّ: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33] ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق).. فأما قوله: والاثم؛ فإنها الخمر بعينها، وقد قال الله عزّ وجلّ في موضع آخر: {يَسْأَلُونَكَ عن الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219])(4)
[الحديث: 1607] قيل للإمام الباقر: في المسح على الخفين تقية؟ فقال: ثلاث لا أتّقي فيهن أحدا: شرب المسكر، والمسح على الخفين، ومتعة الحج (5).
[الحديث: 1608] عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت أبا الحسن يقول:
__________
(1) قرب الإسناد: 116، ومسائل علي بن جعفر: 154/ 212.
(2) قرب الإسناد: 116.
(3) قرب الإسناد: 116.
(4) الكافي: 6/ 406/ 1.
(5) الكافي: 6/ 415/ 12، والتهذيب 9/ 114/ 495.
الحياة الشخصية وأحكامها (274)
أول من اتخذ له الفقاع في الإسلام بالشام يزيد بن معاوية لعنهما الله، فاحضر وهو على المائدة، وقد نصبها على رأس الحسين، فجعل يشربه، ويسقي أصحابه.. فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع، فإنه شراب أعدائنا، فإن لم يفعل فليس منا، ولقد حدثني أبي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي، ولا تسلكوا مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي (1).
[الحديث: 1609] عن محمد بن زادويه، قال: كتبت إلى أبي الحسن أسأله عن شارب الخمر المسكر، قال: فكتب: شارب المسكر كافر (2).
[الحديث: 1610] سئل الإمام الكاظم عن شارب الخمر إذا سكر منه؟ قال: من سكر من الخمر ثم مات بعده بأربعين يوما لقي الله كعابد وثن (3).
[الحديث: 1611] قال الإمام الكاظم: لما احتضر أبي قال: يابنيّ! انه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الاشربة، قلت: يا أبه، وأيّ الاشربة؟ فقال: كل مسكر (4).
[الحديث: 1612] سئل الإمام الكاظم عن الطعام يوضع على السفرة، أو الخوان، قد اصابه الخمر، أيؤكل؟ قال إن كان الخوان يابسا فلا بأس (5).
[الحديث: 1613] سئل الإمام الكاظم عن المسلم العارف يدخل في بيت أخيه، فيسقيه النبيذ أو الشراب لا يعرفه، هل يصلح له شربه من غير أن يسأله عنه؟ فقال: إذا كان مسلما عارفا فاشرب ما أتاك به، إلاّ أن تنكره (6).
__________
(1) عيون أخبار الإمام الرضا 2/ 23/ 51.
(2) الكافي: 6/ 405/ 9، والتهذيب 9/ 108/ 469.
(3) قرب الإسناد: 116.
(4) الكافي: 6/ 401/ 7.
(5) مسائل علي بن جعفر: 130/ 117، وقرب الاسناد: 116.
(6) قرب الإسناد: 117.
الحياة الشخصية وأحكامها (275)
[الحديث: 1614] سئل الإمام الكاظم عن الزبيب هل يصلح أن يطبخ حتى يخرج طعمه، ثم يؤخذ الماء فيطبخ، حتّى يذهب ثلثاه، ويبقى ثلثه، ثمّ يرفع فيشرب منه السنة؟ فقال: لا بأس به (1).
[الحديث: 1615] قال الإمام الكاظم: إن الله عز وجل لم يحرم الخمر لاسمها، ولكن حرمها لعاقبتها، فما كان عاقبته عاقبة الخمر فهو خمر (2).
[الحديث: 1616] سئل الإمام الكاظم عن الدواء، هل يصلح بالنبيذ؟ قال: لا.. وسئل عن الكحل، يصلح أن يعجن بالنبيذ؟ قال: لا (3).
[الحديث: 1617] سئل الإمام الكاظم عن قطرة خمر أو نبيذ مسكر قطرت في قدر فيها لحم كثير ومرق قال: يهرق المرق أو يطعمه أهل الذمة أو الكلاب، واللحم فاغسله وكله، قيل: فإن قطر فيها الدم؟ قال: الدم تأكله النار إن شاء الله، قيل: فخمر أو نبيذ قطر في عجين أو دم، قال: فسد، قيل: أبيعه من اليهود والنصارى، واُبيّن لهم، فإنهم يستحلون شربه؟ قال: نعم، قال: والفقاع هو بتلك المنزلة إذا قطر في شيء من ذلك؟ قال: أكره أن آكله إذا قطر في شيء من طعامي (4).
[الحديث: 1618] عن زكريا أبي يحيى، قال: كتبت إلى أبي الحسن أسأله عن الفقاع وأصفه له؟ فقال: لا تشربه، فأعدت عليه كل ذلك أصفه له كيف يصنع، قال: لا تشربه ولا تراجعني فيه (5).
__________
(1) الكافي: 6/ 421/ 10.
(2) الكافي: 6/ 412/ 2.
(3) مسائل علي بن جعفر: 151/ 201.
(4) الكافي: 6/ 422/ 1.
(5) الكافي: 6/ 424/ 12، التهذيب 9/ 124/ 537.
الحياة الشخصية وأحكامها (276)
[الحديث: 1619] عن عبد العزيز بن المهتدي، قال: كتبت إلى الإمام الرضا: جعلت فداك، العصير يصير خمرا، فيصب عليه الخل وشيء يغيره حتى يصير خلا، قال: لا بأس به (1).
[الحديث: 1620] قال الإمام الرضا: حرم الله الخمر لما فيها من الفساد، ومن تغيير عقول شاربيها، وحملها إياهم على إنكار الله عز وجلّ، والفرية عليه وعلى رسله، وساير ما يكون منهم من الفساد والقتل والقذف والزنا، وقلّة الاحتجاز من شيء من المحارم، فبذلك قضينا على كل مسكر من الاشربة أنه حرام محرّم، لأنه يأتي ما عاقبتها ما يأتي من عاقبة الخمر، فليجتنب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتولانا وينتحل مودتنا كل شراب مسكر، فإنه لا عصمة بيننا وبين شاربيها (2).
[الحديث: 1621] قال الإمام الرضا: كل مسكر حرام، وكل مخمر حرام، والفقاع حرام (3).
رابعا ـ ما ورد حول الترغيب في أنواع الأغذية
من الأحاديث الواردة حول الترغيب في أنواع الأغذية في المصادر السنية والشيعية:
من الأحاديث النبوية الواردة في هذا الباب في المصادر السنية والشيعية:
[الحديث: 1622] عن جابر قال: نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي أيوب فكان إذا أكل طعاما بعث إليه بفضله، فبعث إليه يوما بطعام لم يأكل منه صلى الله عليه وآله وسلم، فلما أتى أبو أيوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر له ذلك
__________
(1) التهذيب 9/ 118/ 509، والاستبصار 4/ 93/ 359.
(2) علل الشرائع 475/ 1، وعيون أخبار الإمام الرضا 2/ 98/ 2.
(3) الكافي: 6/ 424/ 14.
الحياة الشخصية وأحكامها (277)
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (فيه الثوم)، فقال: يا رسول الله أحرامٌ هو؟ قال: (لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه)(1)
[الحديث: 1623] عن عبيد الله بن أبي يزيد: أن أم أيوب أخبرته أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليهم فتكلفوا له طعاما فيه من بعض هذه البقول فكره أكله، فقال لأصحابه: (كلوه فإني لست كأحدكم، إني أخاف أن أوذي صاحبي)(2)
[الحديث: 1624] عن عائشة قالت: آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه بصلٌ (3).
[الحديث: 1625] عن جابر: أنه كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض حجر نسائه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هل من غداء؟)، فقالوا: نعم، فأتي بثلاثة أقرصة شعير، فأخذ صلى الله عليه وآله وسلم قرصا فوضعه بين يدي وأخذ آخر فوضعه بين يديه، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي، فقال: (هل من أدم؟)، فقالوا: لا، إلا شيءٌ من خل. قال: (هاتوه فنعم الإدام هو)(4)، وفي رواية: (إن الخل نعم الأدم)، قال جابرٌ: فما زلت أحب الخل مذ سمعتها منه.
[الحديث: 1626] عن أم هانئ قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (هل عندكم شيءٌ؟)، فقلت: لا، إلا كسرٌ يابسةٌ وخلٌ، فقال: قربيه، فما افتقر بيتٌ من أدم فيه خلٌ (5).
[الحديث: 1627] عن أنس: إن خياطا دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لطعام صنعه، فذهبت معه، فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباءٌ وقديدٌ قال أنسٌ: فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فلم أزل أحب الدباء من يومئذ (6)،وفي رواية: فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه إليه
__________
(1) الترمذي (1807)
(2) الترمذي (1810) وابن ماجة (3364)، والدارمي (2045)
(3) أبو داود (3829)
(4) مسلم (2052)
(5) الترمذي (1842)
(6) البخاري (2092)، ومسلم (2041)
الحياة الشخصية وأحكامها (278)
ولا أطعمه (1)، وفي رواية: قال أنسٌ: فما صنع لي طعامٌ بعد أقدر على أن يصنع فيه دباءٌ إلا صنع.
[الحديث: 1628] عن ابن عمر قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجبنة في تبوك من عمل النصارى، فدعا بسكين فسمى وقطع وأكل (2).
[الحديث: 1629] عن ابن عباس أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجبنة في غزاة فقال: (أين صنعت هذه؟)، فقالوا: بفارس، ونحن نرى أنه جعل فيها ميتة فقال: (اطعنوا فيها بالسكين واذكروا اسم الله وكلوا)(3)
[الحديث: 1630] عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ كسرة من خبز شعير فوضع عليها تمرة وقال: (هذه إدام هذه)(4)
[الحديث: 1631] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله)(5)
[الحديث: 1632] عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل البطيخ بالرطب ويقول: (يكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا)(6)
[الحديث: 1633] عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل القثاء بالرطب (7).
[الحديث: 1634] عن عبد الله بن بسر قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقدمنا إليه زبدا وتمرا، وكان يحب الزبد والتمر (8).
[الحديث: 1635] عن عبد الله بن بسر قال: أتانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقدمت إليه جدتي تمرا تعلله
__________
(1) مسلم (2041)
(2) أبو داود (3819)
(3) أحمد 1/ 303 - 304، والبزار (كشف الأستار) 3/ 334 (2878)
(4) أبو داود (3830)
(5) مسلم (2046)، أبو داود (3831)، الترمذي (1815)
(6) أبو داود (3836)، الترمذي (1843)
(7) البخاري (5440، 5447)
(8) مسلم (2042)، أبو داود (3837)
الحياة الشخصية وأحكامها (279)
به، وطبخت له وسقيناهم فنفد القدح، فجئت بقدح آخر، فقال: (أعط القدح الذي آنتهي إليه)(1)
[الحديث: 1636] عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلوى والعسل (2).
[الحديث: 1637] عن عائشة قالت: كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحلو البارد (3).
[الحديث: 1638] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا اشترى أحدكم لحما فليكثر مرقته، فإن لم يجد لحما أصاب مرقا وهو أحد اللحمين)(4)
[الحديث: 1639] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية)(5)
[الحديث: 1640] عن عبد الله بن سلام: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى عثمان يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (انخ)، فأناخ، فدعا ببرمة فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق، ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج، ثم قال: كلوا، فأكل منه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: (هذا شيء يدعوه أهل فارس الخبيص)(6)
[الحديث: 1641] عن أنس قال: أهدى الأكيدر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جرة من منّ، فلما انصرف صلى الله عليه وآله وسلم من الصلاة مر على القوم فجعل يعطي كل رجل منهم قطعة، أعطى جابرا قطعة، ثم إنه رجع إليه فأعطاه قطعة أخرى، فقال: إنك قد أعطيتني مرة، قال: (هذه لبنات عبد الله)(7)
[الحديث: 1642] عن ابن عباس، أنه كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها، قيل له: لم تفعل
__________
(1) أحمد 4/ 188.
(2) الترمذي (1831)
(3) الترمذي (1895)
(4) الترمذي (1832)
(5) الطبراني في (الأوسط) 7/ 271 (7477)
(6) الطبراني في (الأوسط) 7/ 347 (7688)، و(الصغير) 2/ 88 (833)
(7) أحمد /122.
الحياة الشخصية وأحكامها (280)
هذا؟ قال: إنه بلغني أنه ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من حب الجنة فلعلها هذه (1).
[الحديث: 1643] عن ابن عباس قال: جاء جابر بن عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسفرجلة قدم بها من الطائف فناوله إياها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه يذهب بطحاوة الصدر ويجلو الفؤاد)(2)
[الحديث: 1644] عن جابر قال: لقد رأيتنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمر الظهران نجني الكباث، وهو ثمر الأراك، ويقول: (عليكم بالأسود منه فإنه أطيب)، فقلت: أكنت ترعى الغنم؟ قال: (وهل من نبي إلا رعاها)(3)
[الحديث: 1645] عن أنس قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإناءأو بقعب فيه لبن وعسل، فقال: (أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه)(4)
[الحديث: 1646] عن أبي خالد قال: دخلت على رجل وهو يتمجع لبنا بتمر، فقال: أدن فإن النبيصلى الله عليه وآله وسلم سماهما الأطيبين (5).
[الحديث: 1647] عن الفجيع العامري أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما يحل لنا من الميتة؟ قال: (ما طعامكم؟)، قلنا: نغتبق ونصطبح، قال أبو نعيم: فسره لي عقبة قدحٌ غدوة وقدحٌ عشية، قال: ذاك وأبي الجوع فأحل لهم الميتة على هذه الحال (6).
[الحديث: 1648] قال الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل الاصناف من الطعام، وكان يأكل القثاء بالرطب، وكان أحبها إليه البطيخ والعنب، وكان
__________
(1) الطبراني 10/ 263 (10611)
(2) الطبراني 11/ 112 (11209)
(3) البخاري (3406)، ومسلم (2050)
(4) الطبراني 7/ 247 (7404)
(5) أحمد 3/ 474.
(6) أبو داود (3817)
الحياة الشخصية وأحكامها (281)
يأكل البطيخ بالخربز، وربما أكل بالسكّر، وربما أكل البطيخ بالرطب، وكان إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه، وكان ربما أكل العنب حبة حبة، وكان يأكل الجبن، وكان يأكل التمر ويشرب عليه الماء، وكان التمر والماء أكثر طعامه، وكان يأكل اللبن والتمر والهريسة، وكان أحب الطعام إليه اللحم، وكان يحب القرع ويعجبه الدبى ويلتقطه من الصحفة وكان يأكل الدجاج ولحم الوحش والطير والخبز والسمن والخل والهندباء والباذروج وبقلة الانصار ويقال لها: الكرنب (1).
[الحديث: 1649] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم بارك لنا في الخبز، ولا تفرق بيننا وبين الخبز، فلولا الخبز ما صمنا، ولا صلينا، ولا ادينا فرائض ربنا (2).
[الحديث: 1650] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم بارك لأمتي في الثرد والثريد (3))(4)
[الحديث: 1651] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الثريد بركة (5).
[الحديث: 1652] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أغنى من الموت شيء لاغنت التلبينة، فقيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما التلبينة؟ قال: الحسو باللبن، الحسو باللبن، كررها ثلاثا (6).
[الحديث: 1653] قال الإمام الصادق: كان أمير المؤمنين أشبه الناس طعمة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يأكل الخبز والخل والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم (7).
[الحديث: 1654] قال الإمام الصادق: كان أحب الاصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخل (8).
[الحديث: 1655] عن الإمام الصادق، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أم سلمة، فقربت إليه كسرا، فقال: هل عندكم إدام؟ فقالت: لا يا رسول الله ما عندي إلا خل فقال: نعم
__________
(1) مكارم الاخلاق: 29 ـ 30.
(2) الكافي: 6/ 287/ 6.
(3) الثرد ما صغر، والثريد: ما كبر.
(4) الكافي: 6/ 317/ 3، والمحاسن: 402/ 95.
(5) الكافي: 6/ 318/ 8.
(6) الكافي: 6/ 321/ 3.
(7) الكافي: 6/ 328/ 3 والمحاسن: 483/ 525.
(8) الكافي: 6/ 329/ 6.
الحياة الشخصية وأحكامها (282)
الادام الخل ما أقفر بيت فيه خل (1).
[الحديث: 1656] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم الادام الخلّ، وكفى بالمرء سرفا أن يسخط ما قرب إليه (2).
[الحديث: 1657] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله وملائكته يصلون على خوان عليه خل وملح (3).
[الحديث: 1658] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلوا الزيت، وادَّهَنُوا به، فإنه من شجرة مباركة (4).
[الحديث: 1659] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الزيت دهن الأبرار وإدام الاخيار بورك فيه مقبلا وبورك فيه مدبرا، انغمس في القدس مرتين (5).
[الحديث: 1660] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه العسل (6).
[الحديث: 1661] عن الإمام الصادق، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل العسل، ويقول: آيات من القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم (7).
[الحديث: 1662] قال الإمام الباقر: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل طعاما، ولا يشرب شرابا إلا قال: اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا به خيرا منه، إلا اللبن، فإنه كان يقول: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه (8).
[الحديث: 1663] قال الإمام الصادق